أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، يناير 29، 2012

مهرجان الفجيرة المسرحي للمنودراما عروض تعبر عن أفكار الشعوب وفلسفتها / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يناير 29, 2012  | لا يوجد تعليقات

مهرجان الفجيرة المسرحي للمنودراما عروض تعبر عن أفكار الشعوب وفلسفتها

محسن النصار


تتواصل العروض المسرحية في إمارة الفجيرة بالإمارات العربية ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما2012، التي تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل بعروض من 12 دولة عربية وأجنبية. وأثبت المهرجان بعدا تجريبيا وحدثويا في اختيار العروض المسرحية بشكلها وبنائها الفني المرتبط بمسرح المنودراما بشكل خاص في محاولة جديدة تطرح القضايا الفكرية والفلسفية والأجتماعية . وقد تبدو العروض المسرحية تم اختيارها بعناية , فهي عروض تنطوي على أفكار وسلوكيات وأدبيات تعبر عن أفكار الشعوب وفلسفتها الخاصة في الحياة، وتغوص غوصاً في صميم القضايا الفكرية والفلسفية والواقعية والأجتماعية والتاريخية التي تعيشها تلك الشعوب.
وقد تميزت بعض العروض المسرحية في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة تقديم العروض المقتبسة عن قامات أدبية عالمية رفيعة المستوى سبق وأن قدمها آخرون على المستويين العربي والعالمي كعرض مسرحية " ديزمونا " المقتبسة عن رائعة الكاتب الإنجيلزي وليام شكسبير(عطيل)، تحت عنوان ( ديزدمونا) من إنتاج فرقة( مسرح كرويكا)،( بولندا- أستراليا)، وإخراج أناتولي فروسين ويولانتا جوزكيويتش. وتمثيل يولانتا جوزكيويتش، التي تمكنت من شد الأنتباه كل من كان في صالة مسرح بيت المونودراما في دبا الفجيرة , وتقتبس فرقة كوريكا الروسية عن شكسبير عملاً فنياً راقياً هو “ديزديمونة” المأخوذ عن مسرحية “عطيل” وتصارع فيها الفتاة الكثير من صور الشر والحقد وتحيا في مستنقعات الكراهية والأجساد والنفوس المدنسة بآثام البشرية إلا أنها تستطيع بالرغم من كل ذلك التحدي أن تبقى عفيفة طاهرة النفس والجسد.
تخرج ديزدمونا من قبرها بعد أن قتلها زوجها عطيل بتهمة الخيانة مع كاسيو، وتروي لنا من جديد قصة الصراع بين الخير متجسدا بشخصية عطيل، والشر متجسدا بشخصية ياغو، الذي ذهبت ضحيته ديزدمونا نفسها عندما تمكن ياغو من إقناع عطيل بأنها خانته مع كاسيو مثلما خانت أباها وتزوجت به دون علمه، في مشهد عنوانه الرئيسي الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة، وغيرة صديق من صديقه.
لكن وعلى الرغم من أن مأساة ديزدمونا معروفة للجميع بعد أن جسدت مرارا وتكرارا على خشبة المسرح، والشاشتين الكبيرة والصغيرة، إلا أن يولانتا جوزكيويتش تمكنت ببراعة من تقديم الحكاية بطريقة توحي وكأنها تقدم للمرة الاولى، حيث بدت الممثلة متمكنة من أدواتها على الخشبة ولا سيما حركات جسدها وتعابير وجهها، وحتى تعاملها مع القماش الأبيض الذي غطى المشهد بأكمله.
ولم يتخلله لون آخر، سوى لون المنديل الأحمر، ذلك المنديل الذي أودى بحياتها، والذي استلته من بطنها بانسابية وشاعرية مذهلتين شكلتا عنوانا عريضا لأداء الممثلة، على الخشبة.
وعرضت مسرحية "كبير المحققين " رائعة المسرحي العالمي بيتر بروك، شخصية العام في الإبداع المسرحي للمهرجان، “كبير المحققين” معدة عن رواية الأديب الروسي الشهير دوستويفسكي “الأخوة كرامازوف” التي سبق وأن جسدتها السينما العربية والعالمية عشرات المرات، كما قدمت للمسرح العالمي على خشبة مسرح الأوديون بباريس وفي بريطانيا.
والعرض مقتبس فقط من أحد فصول الرواية “كبير المحققين”، ويجسدها على خشبة المسرح بروس مايرز، ولا ريب أن تقديم عمل بروك هذا ساهم في الثراء الذي يتميز به المهرجان، فضلاً عن قراءته الاقتراحية الجديدة للعمل الكلاسيكي القديم.
وقد اسقط بيتر بروك في عرض كبير المحققين جملة من التفاصيل الدقيقة التي يعبر عنها تجسيداً في شخصية المحقق حينما همَّ بدخول الساحة وإلقاء القبض على المسيح وسط جماهير غفيرة تهمهم وتومئ بإيماءات شاحبة تحاكي وجه المحقق وما تلبث أن تهدأ وتتلاشى مع حزم المحقق وحنكته.
وعرضت كذلك مسرحية “العشيق”، الذي قدمته الفنانة الليتوانية بروتي مار والمقتبس عن عمل للكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس، مسافة عمرية خاصة جداً في حياة كل فتاة يأخذها العشق ويدلهها الهوى فينسيها غمزات الآخرين وتقولات المحرومين من طعم ذلك الهوى، وهذا العشق العفوي الصادر من قلب فتاة غضة صغيرة لم تبلغ الخامسة عشرة من العمر ولم تعرف في هذا العالم الرومانسي سوى عشيقها الثري وأمها التي تنعتها دائما بالخائنة. تظل علاقة العشق المحموم بينهما مستمرة إلى أن يبتعد عنها الشاب الثري وتفرق بينهما دروب الحياة.
وكذلك عرضت في المهرجان مسرحية «أكلة لحوم البشر»، من تأليف الراحل ممدوح عدوان وإعداد وإخراج علي الجراح، وتمثيل محمد الإبراهيمي وانتاج نقابة الفنانين الأردنيين، حيث جاءت العملية الاخراجية وأداء الممثل فيه ليكملا ويعمقا رؤية ممدوح عدوان الاستشرافية لواقع لا يزال المواطن العادي يعاني من مفرداته. ويدفع جملة أثمان باهظة له، بما في ذلك عقله وحياته ومستقبله، جراء تردي الحياة العامة وفساد القائمين عليها.
من الناحية الفنية، يمكن القول إنه على الرغم من اعتماد الرؤية الاخراجية على تقنية ابتكار شخصيات أخرى تتولد من رحم الشخصية المونودرامية الوحيدة التي تتحرك في فضاء الخشبة لتساعدها على استكمال عناصر الحكاية والحيلولة دون الوقوع في مطب السرد الممل، إلا أن انسيابية عملية توالد تلك الشخصيات في بيئة مسرحية تت

مسرحية "الطريقة المثلى للتخلص من البقع "

ضمن مفردتين وحيدتين :
 
الطين والفخار، جعلت حضورها على الخشبة يبدو بصفته جزءا أصيلا من المشهد، وليس طارئا عليه، لا سيما وأن عدد الجرار المستخدمة فاق السبعين جرة قام بصنعها بطل العمل ليخاطبها في عالم افتراضي يتخيله ويدخل معها في حوارية حول الصراع الأزلي بين الانسان وأخيه الانسان.
ومن عروض مهرجان الفجيرة المسرحي عرض مسرحية "الطريقة المثلى للتخلص من البقع"من جمهورية مصر العربية من تأليف رشا عبد المنعم وتمثيل وإخراج ريهام عبد الرازق وإنتاج جماعة تمرد للفنون، وعرضت المسرحية على خشبة مسرح جمعية دبا للفنون والمسرح.
مسرحية "الطريقة المثلى للتخلص من البقع " وتدور أحداث عرض مسرحية “الطريقة المثلى للتخلص من البقع” عن الخيانة الزوجية للرجل . والتي تنعكس على تلك المرأة البائسة التي تعاني مشكلات نفسية أن تتخلص من البقع والخطايا النفسية كافة التي تلوث حياتها بلملمة كل هذه البقع ووضعها في البانيو الخاص بها مع محلول الصودا الكاوية لتتخلص منها للأبد. والنص في تركيبته البنائية محدود إذ اقتصر في سردياته على تشنجات وأفعال شبه هستيرية لا تمت لمسرح المونودراما بصلة، وقد حدث هذا في أكثر من موقع في العرض المسرحي.
وقد نجح العرض بامتياز واقتدار في تقديم فكرته الأساسية، وهي البحث عن النقاء والطهارة والتخلص من الذكريات الأليمة كافة في حياتنا، إلى استدراجنا ليس للجلوس على مقاعد المتفرجين وإنما على مقاعد أخرى في معمل كيمياء تتصاعد منه أعمدة البخار، وتتركز عليه بؤر الإضاءة فتجعله أكثر لطفاً ورقة.
وبدأت المخرجة والممثلة ريهام عبد الرازق عرضها بالوقوف بجوار البانيو الخاص بها لتتحدث عن المعادلات الكيميائية والفيزيائية وكيفية تفاعلها للتخلص من البقع.
ثم قامت في أكثر من موضع بأداء رقصات غربية، وتراجع أداء الممثلة إلى ادنى درجاته في العرض الذي لم يتجاوز سوى نصف الساعة تقريبا.
قام العرض المسرحي على مشاهد قصيرة عدة في فضاء مسرحي متميز من ناحية السينوغرافيا التي ضمت بانيو وكرسيا متحركا وثلاثة قمصان نوم وضعت في صدارة المشهد وستائر بيضاء اللون. ولم يكن العرض المسرحي الذي قدم يستلهم الإرث الثقافي للبيئة المصرية العريقة، خاصة في فن المونودراما.
ومن العروض الاخرى عرض مسرحية “إلى بغداد” من تأليف وإخراج وتمثيل ازل يحيي إدريس وعرض على خشبة مسرح بيت المونودراما بدبا الفجيرة وقدمت رؤى عوني كرومي ترجمة عربية للنص.
ويقوم العرض على تمازج الألوان واختلاطها وتضافرها لتعطي في نهاية المطاف شكلاً فنياً رائعاً كلوحة فنية سريالية لسلفادور دالي.
وتلك الألوان المنبثقة والمتشعبة من هنا وهناك في فضاء المسرح ما هي إلا محاكاة لواقع البشر متعددي الألوان والمقاصد والغايات، ولم تأت مصادفة، ولم يقدمها المخرج عبثاً بل جاءت لتوظف فكرة وترسي مبدأ، ولعل لعبة الألوان في هذا العرض كان ما ميزه عن غيره.
والنص يتعمق في شخصية أحد العراقيين الباحثين عن الحرية، في بلد أندر ما فيه تلك الحرية، فلجأ إلى جماعة ما لترتيب هروبه من بغداد إلى أجواء الحرية خارجها، وهنا يتعرض لمواقف ويتعرف إلى أطياف البشر الحقيقيين من دون أقنعة.
والعرض نجح في إيصال فكرته الأساسية، كما قدم الممثل شخصية الفرد المضطهد الباحث عن الحرية بمنتهى الدقة والصدق الفني المنضبط مع الإيقاع الشعوري والحسي للممثل.
وكذلك تم عرض مسرحية “العازفة” للكاتبة السعودية ملحة عبدالله ومن أخراج لطيفة أحرار وإنتاج هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام , وتدور احداث المسرحية عن العلاقة النفسية الدقيقة والحادة أحياناً بين الرجل والمرأة في العالم الشرقي الذي تطغى فيه سطوة الذكورة على الأنوثة فتسلبها الكثير من الحقوق وتمنحه الكثير من الأفضليات غير السوية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إفراز أسر مفككة ومهلهلة داخل مجتمع أكثر انحلالاً وتشرذماً.
وفي عرض “العازفة” فرضت بطلة المسرحية عزلة على نفسها شعرت معها بنوع من الاغتراب عن الأمكنة والأزمنة التي تراءت في مخيلتها عندما اتخذت من البيانو صديقاً له تبوح له عن مكنون النفس ومتناقضات الحياة.
وبدا في عرض “العازفة” أن المخرجة لطيفة أحرار تغلغلت في تضاعيف النص، وغاصت في أعماق كاتبته لتقرأه قراءتين: قراءة مضمونية تلم بخفاياه وعذاباته، وقراءة فنية إخراجية بدا واضحاً من خلالها تماهيها مع بطلة النص. فقد غيرت إلى ما يوافق رؤيتها الإخراجية بكل جرأة وتميز، وكأنما شعرت أنها تلك العازفة الموجودة في ضمير كثير من العربيات اللواتي يعشن تحت وطأة نزوات الرجل. وبهذا التماهي تصاعد الحدث في توتره الدلالي إلى آفاق إنسانية وجماعية ولم يعد قصة البطلة فقط. لقد غدا قصة كل امرأة ذاقت مرارة الخيانة وتجرعت عذابها وهي تنتظر عودة الزوج الخائن الذي مضى يعربد ليلاً ونهاراً، مع نساء من كل صنف ولون، من غير وازع ولا ضمير.

مسرحية العازفة

ومن قرأ نص “العازفة” قبل رؤيته مجسداً على خشية المونودراما، يشعر ومنذ الوهلة الأولى أن ثمة تغيير قد طرأ على الفضاء المسرحي الذي جاء في النص، فقد استعانت المخرجة لطيفة أحرار بقطعة بسيطة من الخشب لترمز بها إلى البيانو، الذي تعزف عليه طيلة الوقت، وكان التوظيف ذكياً ومناسباً للحالة المسرحية والمزاجية للمخرجة والممثلة في آن واحد. ترميز أما تلك النافذة المعلقة في الهواء فلم تكن لتختلف كثيراً في رمزيتها ودلالاتها عن حالة المرأة النفسية التي تجد نفسها معلقة من قلبها في فراغ عدمي، في حال وجهت لها تلك الطعنة القاتلة: الخيانة.
أما “الجاكيت” المعلقة على حاملة الثياب، فلم تكن سوى رمز للزوج الغائب الحاضر في الصورة فقط، حضور شكلاني لا يتصل بماهية العلاقة الإنسانية والعاطفية التي ينبغي أن تتواجد بين حبيبين أو زوجين. ثمة إشارات دالة إلى معانٍ فكرية ومجتمعية ناقشها العرض: الخيانة وعلاقتها بالحرية، حيث يشيع اجتماعياً بين غالبية الرجال أن ممارسة الخيانة هي حرية شخصية. ومنها الشروخات التي تصيب العلاقة العاطفية بين الزوجين بل وربما تطلق على الزواج رصاصة الرحمة عندما ينفصل الاثنان نفسياً وعاطفياً ويذهب الرجل إلى نزواته غير عابئ بالمعايير الأخلاقية. وبين هذا وذاك مسافات ومساحات وصل وقطع، وديناميكية تظهرها لطيفة أحرار بحركات جسدها اللولبي، وبدت كما لو كانت في فضاء المسرح كائناً فضائياً لا يخضع لقوانين الجاذبية الأرضية، وتلك التحركات والقفزات التي كانت تصنعها في الفضاء إنما تعبر عن حالة من الرغبة في الانعتاق من هذا الرق الأبدي. لكنها في حالات التذكر واستعادة كلمات الزوج الخائن تدخل في حزنها العالي، تتقوقع فوق البيانو، تتلوى كما لو كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة ثم تعزف لحناً جنائزياً تتوسل بكل ما فيها لكي توصله إلى المشاهد، سواء عبر تقلصات وجهها وتعبيراته أو حركات جسدها التي تضيء وتشحب حسب مساقط الضوء في فضاء المسرح.
ونهاية المسرحية ، حملت اختلافاً بين النص والعرض، حيث ينتهي النص نهاية مفجعة وغرائبية إذ بعد محاولات عديدة من المرأة لإصلاح البيانو الذي يصرّ صريراً نشازاً كلما حاولت العزف عليه، وبعد تردد وحيرة، وإقدام وإحجام، تفتح البيانو لتجد فيه جثة زوجها، فتتخلص منها وتبدأ تعيش حريتها وتفتح نوافذها وأبوابها على العالم شاعرة لأول مرة بالحرية المفقودة. بينما في العرض أخرجت لطيفة أحرار من هذا البيانو فستان زفاف ارتدته وهي تغني أغنية بلهجتها المغربية يفهم منها الإقبال على الحياة والتخلص من جبروت الرجل وظلمه. مع ذلك، تبقى الرمزية هي نفسها في الحالتين: سواء أخرجت المرأة “ثوب الزفاف” أو “جثة الزوج” فالمعنى يشير إلى حياة جديدة بدأت.
ويأتي العرض السوري “سوناتا الربيع” عن نص لجمال آدم ورؤية إخراجية لماهر صليبي وتجسيد مازن الناطور ليدخل في تفاصيل الهواجس الإنسانية عندما يقهر الإنسان في بلده ورزقه، ويشعر أنه قد فقد كل شيء حتى رؤية أسرته والجلوس على مقعد الأستاذية في جامعته العريقة التي كان يعمل فيها “ابو حسن” أستاذاً للتاريخ.
إنها محنة الشرفاء في عوالم طغى فيها الظلم والاستبداد وبلغ بها مبلغاً كبيراً أصبح معه لا يرى سوى الظلم قط. لقد فقد أبو حسن بطل “سوناتا الربيع” وظيفته وأسرته وراح يعمل في زاوية بعيدة في المجتمع دهّاناً حرفياً، يقتات قوت يومه من نظرات البائسين وتأوهات الجوعى والحيارى ممن يعيشون في تلك البيئات المهمشة في مجتمعات يسودها الظلم بلا رحمة ولا شفقة.
وأما عرض مسرحية “اصبر على مجنونك”، للمؤلف والمخرج جمال مطر وتمثيل أحمد مال الله، لمسرح دبي الأهلي , في تقلبات الزمن وتغيرات الذوق في عصر ينحو إلى الحداثة المفرطة والمغرقة في سريالية غير مفهومة قلبت مفاهيم المجتمع، وبدلته إلى العكس فما كان (جميلاً) أصبح في الذوق العام الآن (قبيحاً) وما كان (حقاً) أصبح (باطلاً)، وهو ما حدث في نص جمال مطر حيث يعاني المطرب الشعبي صاحب الفن الأصيل من التجاهل والقذف بأبشع السباب لكونه محتفظاً بفنه وصوته الهادئ الباحث عن المعنى والجمال ورقة الصوت بعيداً عن (صخب) الأغاني الرائجة والمائعة، مما حدا بهذا المطرب إلى اللجوء لطبيب يبحث له عن حل لمأزقه وتجاهل الجمهور له فينصحه بتسريع صوته قليلاً من خلال عملية جراحية في أوتار صوته، ونجحت العملية وحقق المطرب نجاحاً فائقاً إلا أنه وبعد هذا النجاح رأى أنه كان مخطئاً فيما صنعه في حق ذاته، فعاد مرة ثانية طالباً من الطبيب إعادة صوته القديم إلى سابق عهده ولكنه اكتشف أن ما يفقده المرء لا يمكن إعادته بتلك السهولة واليسر.
ونص جمال مطر كوميدي ساخر من النوع الذي يهدف إلى إعمال العقل لدى المشاهد ليفكر فيما يحدث حوله من تبدلات وتغيرات تمس الذات الفردية والهوية المجتمعية.
واما مسرحية (قطع وصل) للفنان اللبناني رفيق علي أحمد تقوم احداث المسرحية على السؤال التالي: هل الفرد المفكر الباحث عن الحقيقة المجردة والحرية المطلقة والتواصل مع الآخر دونما شرط هو العاقل، أم أن المجتمع الذي يرفض هذا المنهج من التفكير هو الأعقل والأصح
ويتناول رفيق علي أحمد (كاتب النص ومؤديه) تحليل فرضيته تلك من خلال شخصية “رضوان” تلك الشخصية المثيرة للجدل في مجتمع يرى كل شيء معاكساً لرؤاه الشخصية، كما هي حال معظم نصوص المونودراما التي تنشغل بالهمِّ الذاتي للإنسان.
وهكذا يمضي رضوان رفيق علي احمد في سرد ذاته المتطلعة إلى عالم تسوده الحرية حتى تصل به معتقداته الإنسانية الجميلة إلى مشفى للأمراض العقلية لم يكن ليخطر على باله في يوم من الأيام أن نهايته ستكون فيه، ولم يكن يظن أن حبه لمجتمعه وللآخرين في هذا الكون الفسيح سوف تزج به في غرفة ضيقة يحكمها منطق اللامعقول وهستيريا المرضى الحقيقيين الذين ربما يصبح مثلهم إذا بقى بينهم، لتضيع في نهاية تراجيديا رفيق علي احمد أحقية الفرد الذي هو أساس المجتمع في البوح بأفكاره وحرياته لتطوير هذا المجتمع القائم على العصبية والطائفية البغيضة.
تابع القراءة→

0 التعليقات:

السبت، يناير 28، 2012

مسرحية "البوقالة " مونودراما / منصور عمايرة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يناير 28, 2012  | لا يوجد تعليقات


مسرحية "البوقالة" 
تأليف 
منصور عمايرة

مونودراما
إهداء إلى الجزائر التي أحبها
تنوية مختصر :
البوقالة: تراث جزائري لمعرفة الفأل ، والبوقال إناء فخاري.
الحراقة: المغامرة إلى المجهول عن طريق البحر، حيث يهرب الشباب والرجال إلى شمال البحر المتوسط إلى أوروبا من بلاد المغرب العربي ومنها الجزائر.
الفلاقة: هم المقاتلون الأحرار الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي في بلاد المغرب العربي ومنها الجزائر.
القلال: آلة موسيقية وهي تشبه الطبلة " الدربكة " تستعمل في بلاد المغرب العربي ومنها الجزائر.
الشخصيّات :
امرأة .
مونودراما البوقالة
" المسرح .. هناك منضدة في الطرف الأيمن من المسرح، صورة شخصية تعلق على الحائط لرجل في الثلاثينيات من العمر باللون الأسود والأبيض، فوق المنضدة أدوات زينة للمرأة، مرآة ، مشط ، كبة غزل من الصوف وإبرة غزل...
هناك خزانة ملابس قرب المنضدة ...
هناك مقعد في الطرف الأيسر من المسرح ، فوق المقعد دمية عارية...
مدت على الأرض زربية، وضعت فوق الزربية بوقالة وبقربها قلال، وهناك طست مملوء بالماء ..."
" يسلط الضوء دائما أينما تتواجد المرأة ... وباقي خشبة المسرح يكون معتما أو شبه معتم "
امرأة : " تدخل امرأة في العشرينيات من العمر مندفعة بسرعة وهي تبدو غاضبة، تتوقف أمام الصورة  ... تصمت قليلا "
" تسلط على المرأة إضاءة ساطعة تظهر حالة غضبها وقلقها الذي يبدو على وجهها "
" بصوت عال وبحركة عصبية من يديها "
اللعنة عليك.
" فترة صمت وهي ما تزال متشنجة اليدين .. تتراخى يداها شيئا
فشيئا ، تسبل يديها على جنبيها.. بنبرة حزينة وصوت متهدج ، وهي ما تزال واقفة أمام الصورة "
ماذا ستكفيني اللعنات التي أنزلها عليك صباح مساء؟ ماذا ستجدي تلك اللعنات التي أسقطها عليك مثل حبات مطر ، عاشقة لأرض هجرتها منذ زمن بعيد؟ ماذا ستجدي كل اللعنات أصبها عليك مثل أمواج البحر الغاضبة في يوم عاصف؟
" تسترق السمع فترة زمنية قصيرة جدا "
ماذا تقول؟ الذي يحب لا يلعن ! لا ... . لا .
" تضحك أكثر من مرة ، وهي ماتزال واقفة أمام الصورة ، ينقلب ضحكها إلى قهقهة ... بصوت عال وهي تحرك يديها "
خانتك ذاكرتك، أو خانك لسانك الذي بات سليطا وأنت في بلاد الغربة، تحدثني بأنانية.
" مستهزئة تدير ظهرها للصورة ، تبتعد عن الصورة وهي تقول بصوت حزين "
 الذي يحب لا يلعن!
" بصوت عال "
 لا يا عزيزي...
" بصوت منخفض وحزين "
ستكون اللعنات بقدر الحب الذي كان يجمعنا، وأنت تعتقد بأن حبي
كان كبيرا ، وأنا أدرك هذا؛ ولهذا السبب ستكون لعناتي عليك بكل الأحجام والمقادير التي يعجز العقل عن تبيانها.
 " تقول هذا وهي تمثل الأحجام والمقادير "
" تخطو ثلاث خطوات تجاه الزربية ، تجلس متربعة على الزربية "
كأنك تحملِّني مسؤولية الرحيل والفراق؟ لم أكن مذنبة بهذا، وخير دليل على ذلك أنك تركتني وحيدة.
" تصمت قليلا "
تركتني وحيدة وسخرة للآخرين وسخرية ، وسخرية قاسية، ماذا تقول في سخرية الأم من ابنتها؟ أقل وصف توصف به ستقول بأنها سخرية قاسية، إنها قاسية، إلى حد التوجع الذي يفج كل الأبواب ؛ لأحدث نفسي فقط ، ويدور بي رأسي...
" تضغط بكلتا يديها على رأسها "
رأسي تؤلمني.
" تنهض مضطربة ، تدور في المكان ، تقف أمام الصورة وهي تسترق السمع ، تلتقط المشط ، وبصوت حزين رقيق وهي تسرّح شعرها "
ماذا تقول؟ ذهبت من أجلي؟ قلت لك لا تذهب، ابق هنا نعيش كما يعيش كل الجزائرين القابضين على جمر القسوة والحرمان، يكفينا الحب كي نبقى ونستمر بالحياة، هل هناك قوة رابطة أقوى من الحب بين شخصين، لتكون الحياة فرحة، أو تبدو كذلك، أما أن الأرض ضاقت بك، وأنت ضقت بها، لأنك لم تستطع أن تغمض عينيك عن شيء واحد لا يفارقك " الحراقة ".. وحدثتني عن الحراقة التي ستفتح لك كنز النعيم في الدنيا.
" تتخلى عن المشط وهي تشير إلى الصورة وتبدو غاضبة "
أرجوك أرجوك، لا تنكر بأنك حدثتني إلى حد الملل عن الحراقة، وقلت لي الحراقة هي التي تصنع لنا وطنا لا يرفضنا، وطنا يحن علينا ويطعمنا الخبز، لا توجد هناك مسميات البطالة و " الحيطيست " ولا توجد مسميات الكآبة والاكتئاب.
" تضحك تضحك .. تدير ظهرها للصورة "
أنت كذاب، كنت تريد أن ترحل من الجزائر وهذه غايتك، لا تنسَ أنك حدثتني عن تجربة حياة جديدة هناك " تشير بيدها إلى البعيد " هناك وراء البحر، وراء تلك الجبال، وراء ذاك الأفق الذي يرتطم بزرقة البحر؟ لا تكذب علي أرجوك، لم تكن المسميات الملعونة تلك التي أسقطت عليها جام غضبك هي السبب؟ الوطن يتسع للجميع .
" وهي تتحرك من كان إلى آخر "
الوطن يتسع للجميع.
" تتوقف عن الكلام فجأة ! تردد "
 الوطن ؟ الجميع ؟
" بخطوات وئيدة تعود لتجلس على الزربية متربعة "
أنت تثقلين عليه بالعتاب واللوم.
" لا تعذليه  فإن  العذل  يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه "
هذا ما تركته لي في ورقة صغيرة أيها الشاعر، قصاصة ورق، وبيت شعر تمثلته ، وهذا يؤكد أنك لم تكن تؤمن بكل تلك المسميات، وهذا يدل على إصرارك بالرحيل وليكن مايكون... وها أنا وحدي، وكان كل شيء أردته أن يكون، كانت أنانيتك طاغية إلى الحد الذي قررت الرحيل ، بنقود استدنتها من معارفك، وتلك قطعة الذهب التي أعطيتكها كانت لك عونا في الرحيل، ها أنا أشارك بهذا الجرم، الموت هو اللعنة الوحيدة التي لا يستطع أحدنا دفعها... مات.
" تتوقف عن الكلام فجأة "
مات !
" تبكي "
كنت أعتقد أن قطعة الذهب تلك ستكون لك تعويذة تحميك من حراس البحر، وتحميك من ماء البحر الكثير ، تحميك من البحر المسجور، وتحميك من الحوت الصغير والكبير.
" وهي تنظر إلى الصورة مسترقة السمع "
 أسمعك نعم أسمعك، قلت لي هذا مرات كثيرة بأن قطعة الذهب تلك
ستكون لك حارسا توقظك وأنت في الغفلة، تحرسك وتحميك من كل الخطوب، وستذكرني كلما رأيتها تتدلى من عنقك، وقلت بأنها ستكون هدية حب لا ينتهي ... مات.
" تبكي ... تنهض ، تقف أمام الصورة  مسترقة السمع "
اسمعك نعم أسمعك، هم شركاء بهذه الجريمة؟ هؤلاء الذين قرروا مصير الصغار، ليكونوا في الشوارع يركنون أجسادهم المتعبة من الحزن والملل والضيق إلى " الحيطيست " لم تكن لديهم رحمة، اللعنة عليهم.
" وهي تبكي "
كان يجب عليك ألا تقع في حبائلهم الخبيثة، وهم يسرقون لقمة الخبز من فيك؛ ليدفعوك إلى البحر، لتكون في عداد الموتى، وتسجل في دائرة الحوادث، وهم يتبجحون بأن البحر هو القاتل، ومن يحاكم البحر؟
" بصوت عال "
ومن يحاكم البحر ؟
" تصمت قليلا ... وتبدو مضطربة "
هاه ؟! البحر القاتل ! البحر القاتل ؟ ومن يحاكم البحر؟!
" تبدو مضطربة وهي تعبث بشعرها الذي تبعثر على وجهها في تلك اللحظة، وبصوت منخفض وحزين "
من يحاكمهم؟
" تسير بخطوات قليلة إلى الأمام وهي تردد "
من يحاكمهم؟ هل سمعت أن أحدا حوكم بجناية البحر؟ " بصوت عال " من يحاكمهم؟ أنت الآن في سجل ورقي ستمشي عليه الأيام، وربما يفتح ذات يوم لمعرفة حقيقة البحر، فترتفع أصواتهم منددة بالبحر، وماء البحر، وحوت البحر، ولعنات البحر، ويركنون إلى قول واحد قديم جديد: البحر غدار !
" بصوت أعلى وهي تسير إلى الأمام "
البحر غدار؟ وكأنهم وضعوا بلسما على عقول الناس وقلوبهم، وعلينا أن نصدق بأن القاتل الوحيد الذي لطخ اسمه بجثتك هو البحر وحده !  
" ترجع ، تقترب من الصورة "
ألم أقل لك بأن البحر غدار ...؟ وها هو أخذك مني، وأنت تتشبث بأطراف أرض حسبتها ستكون لك المنجي الوحيد لتكون.
" تصمت قليلا "
علمونا منذ زمن بعيد، ونحن في حضن الأم، ونحن ندرج لأول مرة في الشوارع، ونحن نقف على شاطيء البحر، نسرق لحظات الحياة التي نصنعها بأحلام تتطاير فوق رؤسنا مثل نوارس البحر : البحر غدّار .
" بصوت عال تردد "
البحر غدّار.
" بصوت حزين "
وصدقنا إلى حد البلاهة، أن البحر غدّار يمارس غواية الاستهواء، ليصنع الموت.. من يحاكمهم...؟
" تصمت قليلا ، تبتعد عن الصورة وتسير إلى الأمام حزينة "
ومرة ثانية وثالثة وعاشرة، والمرة المئة والألف، تقول لي بصوت صاخب كل الجزائريين يرحلون.
 " بصوت عال "
كل الجزائريين يرحلون، كل الشباب يرحلون، أرجوكِ اشحذيني بالقوة لألحق بهم.
" بصوت منخفض تجلس على الزربية ، وتنقف الطست المملوء ماء بحصاة صغيرة ، تشمر عن ساقيها تضع قدميها في الطست ، وهي ما تزال تنقفه بالحصاة "
" تسمع أصوات أمواج البحر هادئة "
شحذتك بالقوة، وألقيت في البحر حجارة صغيرة كثيرة كل يوم أقيك من الموت، حتى جاءني خبرك... لم تكن الحجارة تعويذة، كانت تسحبك إلى البحر، لتقدم هدية لحوت البحر، وذات يوم سأشتري الحوت الطازج من البحر، ولكني سأقف كثيرا هناك أسأله هل تلذذ بجسدك كما تلذذ المسؤولون الجناة برحيلك إلى غير رجعة، كما تلذذ الذين يبقون البلاد فاغرة فمها تقذف بالصغار إلى البحر بحجج أزمات اقتصادية، واجتماعية، وبنية تحتية، وعجز في الميزانية، وخطط حماية الاقتصاد الوطني، ولكنهم لا يذكرون خطط أولئك الذي يمارسون علينا غواية استهواء سرقتنا ليل نهار... لا يقولون بأن سبب رحيل أبناء الوطن هم أولئك الذين يريدون أن يأخذوا ويحرموا الآخرين.
" تنهض .. تقف أمام الصورة، وهي تتمايل "
كم مرة وعدتني بيوم زفاف بهيج، ويهيج النفوس، و نفسي تهيج لزغرودة العرس في قلبي، وفي رأسي، وفي هذا الجسد المكتنز " تتحسس جسدها " هذا الجسد المكتنز الذي ينتظرك ؛ لتفتشه بأنفاس لاهثة؟
" تبدو حزينة ، تجلس على الزربية، تمد يدها في البوقالة "
وأعود إلى البيت، ونفسي تزغرد ليوم حب، وليلة حمراء ستكون لي وحدي، أجمع كل نساء البيت وأمي ونلعب البوقالة، وأنا أضمر على حب خالص لك، وعلى يوم زفاف وحب، وعلى ليلة حمراء لي وحدي، وعلى فأل الرجل الذي سيحضنني وحدي، ولا تتلاعب في رأسه نبوءات الرحيل والهجرة وبلاد الأمل والمجد، أسمعت؟ أنا قلت الأمل! الأمل والمجد نزعوه من صدرك، لترى المجد هناك بعيدا عن الوطن، هناك وراء البحر، هناك وراء الجبل، هناك وراء الأفق الذي يغوي زرقة البحر، وقالوا البحر غدار، وهو الذي اغتال الأمل.. أسمعت قالوا البحر غدّار وهو الذي اغتال الأمل.
" تخرج يدها من البوقالة، وهي تنظر في يدها "
فارغة. لا شيء.
" وهي تخاطب الصورة "
انظر يدي فارغة ، بقايا ماء ، بقايا ماء فقط .
" تنثر الماء بعيدا، وبصوت عال "
كانت الأيام السالفة تغني لحب يجمعني بك وحدك، ولك وحدك، ويضمني فراش لك وحدك، وغطاء لك وحدك، وها هي البوقالة تحرمني من الأحلام.
 " تصمت قليلا "
 مات، لم تعد هناك أحلام، لم تعد هناك أحلام، منذ اليوم الذي جاءني موتك أدمنت البوقالة، ولكن لمن ستقرأ الحظ ؟ البوقالة ملّت من قراءة حظ ملعون رهنوه بالبحر الغدار؟
" تسمع موسيقى فرح... تنهض، تقترب من الصورة، تقف أمامها صامتة ، وهي تتحسس أطرافها وصدرها تنظر في المرآة مبتهجة ، وهي تخاطب الصورة "
ها أنا سأعد العدة ليوم الزفاف.
" تأخذ كبة الغزل، تسرع إلى المقعد، تضع دمية الرجل في حضنها وهي تجلس على المقعد ، وتبدأ تشبك خيوط الصوف "
سأصنع لك ثوبا يليق بك ، تجلس إلى قربي بهذا الثوب الجميل .
" تسمع موسيقى عرس "
" تبدو مضطربة، الإضاءة خافته ، تنهض وتسرع إلى خزانة الملابس، ترتدي ثوبا أبيض ، تضع أكليلا على رأسها، تسمع موسيقى فرح ، تتمتم وتتمايل "
تمختري يا حلوة يا زينة
يا وردة جوا الجنينة ...
" تلبس الدمية ثوبا أبيض، تسمع موسيقى عرس، تزغرد، تمد يدها إيماء وكأن شخصا آخر يأخذ بيدها تمشي متئدة بضع خطوات، تجلس على المقعد وبقربها الدمية، تنهض وتهرول بسرعة إلى القلال الصغيرة ، تعود وتجلس على المقعد ، تضرب بأصابعها القلال يصدر من ضربها للقلال إيقاع رتيب حزين "
ماذا ... ماذا... ماذا ؟
" تردد ماذا بإيقاع من الأعلى للأدنى حتى يتلاشى صوتها تماما، وتبدو شفتاها مضطربة "
لا، لا لم يمت، هاهو بقربي، وفي هذا اليوم نفرح بزفافنا، لن يستطيع
أحد أن يأخذه مني الآن، سيبقى لي وحدي، ولم يكن هناك بحر غدار،
لم يكن هناك بحر أصلا.
" وهي تخاطب الدمية "
أليس هذا صحيحا؟ ما بالك يا صغيري لا تجيب ؟ في يوم العرس
يتلاشى الخجل ، ويفضح المستور ولن تبقى هناك عفة ... لم الخجل؟
" تهز الدمية ، تهزها مرة ثانية بعنف "
لا بأس عليك، أنا سأفرح لك على طريقتي الخاصة.
" تنهض ، ترقص ، تسمع موسيقى خافته وحزينة ... يسمع صوت ضرب القلال ، يتصاعد صوت القلال ، ترقص على ضربات القلال المتصاعدة باضطراب " 
" بصوت عال "
أنا أعرف السبب الذي يجعلك صامتا، وربما غاضبا، فالصمت ليس دائما علامة الرضا، ولكنه علامة الغضب أيضا... أنا أعرف، لا بأس عليك، أنا المذنبة، أرجوك حملني وحدي هذا القصور، المهم أن تبقى راضيا لا أريدك أن تغضب مني، أنا لا أستطيع أن أراك غاضبا، صدقني سأصاب بالجنون لو بقيت غاضبا مني، أنا أعرف السبب، لا بأس عليك ها أنا أستدرك الأمر... أنا أعرف، لا بأس عليك، أنا المذنبة، أرجوك حملني وحدي هذا القصور، المهم أن تبقى راضيا لا أريدك أن تغضب مني، أنا لا أستطيع أن أراك غاضبا، صدقني سأصاب بالجنون لو بقيت غاضبا مني، أنا أعرف السبب، لا بأس عليك ها أنا أستدرك الأمر... أنا أعرف، لا بأس عليك، أنا المذنبة، أرجوك حملني وحدي هذا القصور، المهم أن تبقى راضيا لا أريدك أن تغضب مني، أنا لا أستطيع أن أراك غاضبا، صدقني سأصاب بالجنون لو بقيت غاضبا مني، أنا أعرف السبب، لا بأس عليك ها أنا أستدرك الأمر.
" تتوقف عن ضرب القلال، تضع القلال على الزربية، تسرع إلى المنضدة، تنظر وجهها في المرآة، تلتقط علبة الزينة " المكياج " بقوة، تبدأ بوضع المساحيق المختلفة ألوانها على وجهها، تمشط شعرها .. تنثره ، وهي تعود لتجلس  قرب الدمية ، يبدو وجهها ملطخا بألوان غير متناسقة وعبثية "
ها أنا قد تغيرت الآن، وضعت الكثير من الألوان البراقة التي ستظهر عنفوان فحولتك ، والتي ستكون مصدر فخر لي وأنا أحدث بعضهن ذات يوم، وأنا أحدث نفسي عنها كل يوم لنفسي، فرحة بكل هذه الرجولة التي تجعل لعابي دائم السيلان، وستكون فخرا لك أيضا، وأنت تفضح كل نواقص الرجولة بكبرياء، وستفتخر أمامي بهذا دائما، أنا أعرف أن هذا الشيء هو ما كان ينقصني، وهو ما كان ينقص ليلة حمراء، وخاصة أنها أول ليلة حمراء، فالألوان الحمراء هي التي تفتح شهامة الفحولة وتفضح الكبرياء كل الكبرياء، أعرف هذا، كان معك الحق كله، كل الحق كان معك، أنت من حقك أن تغضب لنواقص لا تتم بها ليلة فرح وحمراء من دون ألوان تزيد بهجة الحب.
" وهي تنظر إلى الدمية "
قل ما رأيك بكل هذه الألوان البراقة ؟
" تهز الدمية ، تهزها مرة ثانية ، موسيقى حزينة "
آه ... عرفت الآن ما الذي يغضبك، ولم لا، من حقك أن تغضب ، ومن حقك أن تلومني ولو بالصمت ، ومن حقك أن تبقى صامتا لتعبر عن غضبك ورفضك، لا بأس عليك، ها أنا أتدارك الأمر، لا بأس عليك، لن أكون مجنونة؛ لأضيع أول ليلة حمراء في حياتي.
" تذهب إلى الزربية، تلتقط القلال، تعود إلى المقعد تجلس قرب الدمية، تبدأ بالضرب على القلال وهي تغني "
" ديروا للعريس الحنا ريما الريمات      
ديروا للعريس الحنا ريم الريمات "
" تدور حول نفسها، يتسارع الدوران بتسارع ضربات القلال، يبدأ الدوران بالتباطؤ مع تباطؤ ضرب القلال، تسقط على الزربية لاهثة وهي تنظر إلى الصورة "
نعم، لعبنا البوقالة قبل رحيلك بأيام، تستحثني على الرضوخ لما عزمت عليه، كان فأل البوقالة يستحثه على الرحيل دائما حتى في الحالات التي كنت تقرأ فيها الورقة، وما كتب عليها، تنكر ما جاء فيها إذا لم يعجبك، وتحبب الأمر لنفسك، وتردد أنا محسود، لن أسمع لما يقوله الحسد والحاسدون، وتمد يدك مرة ثانية للبوقالة، عندئذ تفرح وأنت تقرأ ما فيها حينما يزغرد لها قلبك.
" وهي تخاطب الدمية "
الشيء الذي لم تكن تعرفه أنني كنت أعلم بإصرارك، وكنت أقول لك
قلب المرأة دليل على ما يدور في عقل الرجل، وكنت تضحك ساخرا من قول امرأة تدغدغ رأسها الأحلام لتبقى إلى جوارها، ومرة ثانية تتكئ على وعودك لها بأنك سترجع إلي كفارس فحل لم يغيره الزمن، وحركت رأسي مرات كثيرة لأؤكد لك على بلادتي، وتخفي روحك المتهالكة علي ساعة الرحيل، وغنيت في ذاك اليوم الذي افترشنا فيه رمال البحر الذي بدأ صاخبا، هناك أشعلنا الكانون نستدفئ بلون الجمر، وننثر البخور تعويذة تحميك، وتبين نصرك الأخير للرحيل، غنيت الحراقة بعدما مددت يدك في البوقالة وأخرجت فألا واحدا لا تريد أن تغيره ، وتردد على سمعي :
روح يا وليدي حراقة،
شايف حياتك براقة،
وانس ما عملوا الفلاقة،
وتولي إلنا روحك عبّاقة .
وبقيت تمد يدك في البوقالة فرحا غير آبه بما يقرأه لك الفأل، وكلما خرج الفأل عابسا في يدك ووجهك تقول وأنت تنظر في وجهي لا تأبه بفزعه الذي تقابله بضحكة وأنت تردد : " اقصد الدار الكبيرة لا ماتعشيتش تبات دافي"  
" تسرع إلى الزربية، تجلس وهي تحتضن الدمية، تضع الكانون مجمرا أمامها، تنثر البخور، تضع الدمية فوق المقعد، تأخذ القلال، تبدأ ضرب القلال، تتمايل، تغني وهي تنظر إلى الصورة مرة وإلى
الدمية مرة ثانية "
روح يا وليدي حراقة،
شايف حياتك براقة،
وانس ما عملوا الفلاقة،
وتولي إلنا روحك عبّاقة .
" تخاطب البوقالة وهي تنظر إلى الدمية "
هيا نلعب البوقالة، أتوافق ؟  
" تسترق السمع "
يسعدني هذا.
" تضحك "
هاتِ يدك.
" تمد يدها إلى الدمية "
جميل وشاطر، جميل وشاطر، ادرج يا حبيبي على رسلك... ادرج يا حبيبي على أقل من مهلك ، ادرج يا مدلل .
" تقود الدميه رويدا رويدا "
" بصوت عال وهي غاضبة "
أتحداك بأنك لن تتغلب علي.
" بصوت منخفض مسترقة السمع "
ماذا تقول؟ البوقالة بيننا، نعم البوقالة بيننا.
" تبدو مضطربة "
البوقالة بيننا، والشاطر يضحك بالتالي، مد يدك في البوقالة.
" تضع يد الدمية في البوقالة، تخرجها " 
ماذا أخرجت من فأل؟ اقرأ فألك، أو دعني أقول لك أنت قررت أن يكون فألك دائما ينضح بما تريد نفسك ، وبما عشش في رأسك.
الآن دوري، سأمد يدي في البوقالة ..
" تمد يدها في البوقالة بعد قليل تخرجها "
نعم هاهي يدي تخرج من البوقالة، ماء ، كل ما خرج ماء ، أليس هذا دليلا واضحا على الصفاء والنقاء والطهارة ، ماء خالٍ من كل شيء، لله درك أيها الماء تبخل علي بكلام البوقالة ، قل لي بأي شيء أريد أن أعلل نفسي ، لا بأس سأمد يدي مرة ثانية .
" تمد يدها في البوقالة، تخرجها "
ها هو ماء مرة ثانية ، ماء أكثر صفاء من ماء المطر ، لا بأس كلهم يمدون أيديهم إلى جيوب هذه البلاد فتخرج أيديهم ملأى بكل خيراتها، وتمتلئ جيوبهم فجأة وبقدرة قادر، ويدي تخرج من البوقالة صفرا وخائبة ، ويمارسون علينا غواية الحراقة ، يذهب الشباب ليضيع في البحر الكبير ، يسمنون الحوت ، ومن ينجو منهم يحرث أرض
الآخرين كعبد . 
" بصوت عال "
يحرث أرض الآخرين كعبد.
" تخاطب الدمية بصوت حزين "
وأنت احرث أرض غيرك كعبد.
" وهي تنظر إلى الدمية مسترقة السمع "
ماذا تقول؟ كنت في وطنك عبدا، ليس عيبا ونقيصة أن تكون عبدا يخدم أهله ووطنه.. أما هناك فأنت عبد للآخرين من دون وطن.
" وهي تشير إلى البعيد "
هناك أنت عبد للآخرين من دون وطن.
" تصمت قليلا "
لا بأس سأمد يدي مرة أخرى في البوقالة.
" تمد يدها، تخرجها ترشح ماء "
ماء زلال أنظف من ماء الأنابيب في البيوت، لا يحوي صورة لحبيب، ولا يصدع بأمر.
" تمد يدها في البوقالة، يخرج الماء فقط ، تتوهم أنها تسمع صوتا "
ماذا أسمع؟ الميت لا يؤوب، الميت لا يؤوب ... وأنت صرت وحيدة ... هل أنا من دون أمل ...؟
" تمد يدها في البوقالة يخرج ماء فقط من البوقالة "
ماء خال من كل شيء، البوقالة تقتل أحلامي ... روحي حرّى
وتائهة.
" تخاطب الصورة "
البوقالة روح التائه؟ لا، لا أنا الوحيدة الذي أسمع هذا الصوت.
" تخاطب الدمية "  
البوقالة روح التائه؟ وأنت تقول هذا؟ أنا لا أصدق، لا أصدق .
" تمد يدها مرة أخرى تخرجها تنثر الماء بعيدا "
أريد أملا.    
" تمد يدها مرة أخرى تخرجها تنثر الماء بعيدا "
أريد أملا.
" تمد يدها مرة أخرى تخرجها تنثر الماء بعيدا "
أريد أملا.
" تمد يدها مرة أخرى تخرجها تنثر الماء بعيدا "
أريد أملا... أريد أملا... أريد أملا.
" تقف أمام الصورة وهي تحمل الدمية "
أنا ضائعة، أنت تخبرني عن الحقرة، والشعب كله يريد عمل حراقة،
وأنا الضائعة.
" تلطم الدمية "
أنت هرّاب.
" وهي تسير إلى الأمام، تبدو مضطربة، تعبث بشعرها وهي ما تزال تحضن الدمية "
أنت انهزامي، هزموك، ليبقوا وحدهم، كرّهوك بالبلاد.
" تسرع بخطوات سريعة وتجلس على المقعد مضطربة، ولا تزال تعبث بشعرها "
وأنا الضائعة.
" تضرب القلال وهي تتحدث إلى المنضدة ، تتمثل طقسا عرسيا ، وهي تنظر في المرآة تسمع صوتا "
أنت جميلة !
" تبدو خجلى ، تبتعد عن المرآة قليلا ، ترجع لتنظر في المرآة ، تسمع صوتا "
أنت جميلة !
" تبتعد عن المرآة وهي تنظر إلى الجمهور ، تعود لتنظر في المرأة خلسة ، تسمع صوتا "
أنت جميلة !
"  تضحك ، تبدو معتدة بنفسها ... تمد يدها إيماء وكأنها تراقص شخصا  "
 جميلة ، أنا جميلة ؟ ألست جميلة؟
" تضحك "
لماذا رحلت ؟ ما دام أني جميلة ماذا ستجد في بلاد الغربة؟
" تصمت قليلا وهي تنظر إلى الجمهور "
وهذا الوطن أليس جميلا ؟
" تنظر في المرآة، وهي تسرح شعرها "
 كنت أريدك مثل طائر السنونو يلتصق بالبيوت لا يبرحها.
" تمثل طيران طائر السنون وهي تدور من مكان إلى آخر "
وأنت لم تلتصق بالوطن... رحلت... فالتهمك البحر... الحراقة هي التي تشبع نهمك في هذه الدنيا؟ ستملأ جيوبك من هناك من بعيد من وراء البحر ؟
" وهي تشير بيدها إلى البعيد "
من هناك، من بعيد، من وراء الجبال، من هناك، من بعيد، من وراء الأفق البعيد الذي يرتطم بالبحر.
" تضحك مسترقة السمع "
تقول بأنك ستملأ قلبك بحب لا يعرف الخيانة ؟ ولا يعرف الهزيمة ؟
ولا يعرف كيف تغتال الأحلام ؟ رحلت بعيدا، وقتلت في صدري
أحلاما كنا نغنيها معا، نغنيها ليجمعنا بيت واحد ، وتحت سقف واحد يعشش فيه السنونو.
" وهي تنظر في المرآة تمثل طائر السنونو "
ولكنك رحلت.
" وهي تسير بحزن إلى الأمام "
أنا طائر السنونو، أنا الوطن.
أنا طائر السنونو، أنا الوطن.
أنا طائر السنونو، أنا الوطن.
" تصمت قليلا... تهرول مرتين إلى المنضدة تقف لحظات أمام الصورة ، ومن هناك إلى الزربية ، تصمت قليلا حزينة ، تنظر إلى البوقالة ، تهرول من هناك إلى المقعد تنظر إلى الدمية ، تتوقف برهة، يسمع صوت سفينة وأمواج بحر هائج ، تضطرب تهرول مرة الثانية، تتعثر بطست الماء ينقلب الطست، تقف مدة جامدة في مكانها، تقدم رجلا على أخرى ، وتبقي يديها معلقتين بالهواء مصعوقة"
مات .
" تنظر إلى الدمية ، تلتقطها بعنف وهي تنظر إليها تضحك "
لكنك فقأت عينيك، نعم أنت الآن فقأت عينيك.
" تفقأ عيني الدمية بالإبرة .. تضحك "
وغبت عني لأنك لم ترد أن ترى إلا نفسك راحلا إلى البعيد ، وسمحت لهم بأن يبعدوك عني ، لم تتحدَ ولم تقوَ على مواجهة حبي لك ، رحلت مهزوما.
" تبدو مضطربة حزينة تجلس على المقعد وتضع الدمية بقربها "
رحلت بعيدا.
" تقطع يدي الدمية وتلقي بها على الأرض "
رحلت فزعا مهزوما.
" تقطع رجلي الدمية وتلقي بها على الأرض "
تهت هناك في البحر.
" تقطع رأس الدمية وتلقي بها على الأرض "
الميت لا يؤوب.
" تنتف ما بقي من الدمية "
الميت لا يؤوب.
" تصمت قليلا، تنهض تجلس على الزربية، تمد يدها في البوقالة " 
أتصدقين يا بوقالة ؟  قالوا مات . أنا لا أصدقكم، من غير المعقول أن تخون البوقالة أحلامي ، ها أنا أرى أفكاري تطير فوق رأسي، وربما تحط فوق رؤوسكم.
" وهي تشير إلى البعيد "
لكنكم تخافون من تحسس رؤوسكم ، تحسسوا رؤوسكم ستجدون أفكاري هناك تقف شامخة فوق رؤوسكم مثل أشجار يابسة ماتت واقفة ، أنا أحس بها ، أنا أعيش بها... ماذا أسمع ؟
" تضع يديها على أذنيها "
لن أسمح لأحد أن يحطم البوقالة.
 " تحتضن البوقالة "
مهما كانت أصواتكم صاخبة في أذني تفج سمعي:
البوقاله روح التائه، البوقالة روح التائه.
" تصرخ وهي تضع يديها على أذنيها"
لا أريد أن أسمع صخبكم، لا أريد أن أسمع صخبكم، سألعب البوقالة حتى يؤوب...
" تنهض، تنظر في المرآة "
الميت لا يؤوب، الميت لا يؤوب.
" وهي تركض مضطربة إلى المقعد "
الميت لا يؤوب.
" تركض إلى الزربية، تجلس، تنثر البخور فوق الكانون، تمد يدها في البوقالة، تخرج الماء حسب "
سأبقى ألعب البوقالة.
" تضحك "
سأبقى ألعب البوقالة.
 إضاءة خافتة... يبدأ التعتيم ، تعتيم ، الستار "
انتهت
منصور عمايرة كاتب أردني / عمّان 2010
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الجمعة، يناير 27، 2012

مسرحية "الحدث" عرض يحاكي حياة الكاتب نابوكوف

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يناير 27, 2012  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "الحدث" عرض يحاكي حياة الكاتب نابوكوف

 
قدم مسرح موسكو الفني مسرحية جديدة في موسمه الحالي مسرحية تحمل عنوان "الحدث" المقتبسة عن نص لفلاديمير نابوكوف بنفس الاسم. قصة لكاتب روسي مغترب تحكي عن  يوم واحد في المهجر .. قصة عما لم يحدثْ وعما لن يحدث.
تبدو مسرحية "الحدث" لبوغومولوف قصة يومية اعتيادية للوهلة الأولى، تجري أحداثها في منزل ليوبوف، لكن فجأة تتسارع الأحداث وتتأزم بخروج عشيق زوجة ليوبوف من السجن ليعم الخوف والقلق البيت ويتحول الهدوء والعشق إلى اضراب، فعشيق ليوبوف باراباشكين توعد بقتلها.
أعمال نابوكوف قلما تقدم على خشبة المسرح، لذا يصعب الحديث عن أي تقليد واضح لتناولها، بوغومولوف قاد ممثليه في المسرحية على خطى تشيخوف، معتمدا على أسلوبه الوجداني في الطرح، ذلك على الرغم من عدم خلو المسرحية من الدراما والحدة التي تتحول في بعض الأحيان إلى مهزلة مأساوية. أمور باتت مألوفة للممثل الروسي المعتاد على التحسس الذاتي للنص.
الرسام تروشييكين بطل المسرحية وزوج ليوبوف، وبحسب شهادة الكثيرين هو إنعكاس لشخصية نابوكوف نفسه. تدور القصة حول عائلة روسية مهاجرة إلى ألمانيا ، وهي تحديدا قصة حياة نابوكوف.

المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9