أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، يونيو 03، 2014

مسرحية" أمراة رائعة " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 03, 2014  | لا يوجد تعليقات

مسرحية" أمراة رائعة "
(بثلاث فصول )

تأليف
محسن النصار



شخصيات المسرحية
مصطفى تاجر
احمد ابن التاجر
هدى فنانة مسرحية وهي زوجة احمد
رجاء خادمة في بيت احمد
سامي مستخدم لدى التاجر مصطفى
شبح ياسمين زوجة مصطفى

(تدور احداث المسرحية في الزمن الحاضر وفي بيت احمد وتعود ملكية
البيت الى ابيه مصطفى)

(( الفصل الاول ))
(تفتح الستارة يظهر على المسرح صالة تحتوي على مجموعة من الاثاث عبارة عن كراسي مع طبلات مع وجودمكتبة صغيرة الحجم تحتوي على
مجموعة من الكتب مع وجود مسجل وتلفزيون وجهاز هاتف ... الخ
نرى الخادمة "رجاء" تقوم بتنظيف المكان وهي تستمع الى الموسيقى وتبدو في الثانية والاربعين من عمرها تقريبا , يدخل "سامي" ويبدو من مظهرة رجل شرير في عمر الثالثة والثلاثين ,يخطو بخطوات بطيئة وبيدة جهاز موبايل فيقوم بغلق المسجل فتتوقف الموسيقى تحس الخادمة بالرعب وتلتفت حولها فترى وتشاهد "سامي" فتنظر اليه باشمئزاز يبتعد عنها وهو يبحث في المكان ثم يصرخ بصوت عالي )
سامي : اين هدى ؟ سيصل ابو احمد بعد ساعة
تقريبا!!!
رجاء : وكيف عرفت بوصول ابو احمد ؟
سامي : هذه رسالة بالموبايل سأصل !!!
في وقت قريب جدا... خلال الساعات القادمة
(يقرب جهاز الموبايل الى الخادمة )
انظري جيدا!!!
رجاء: لم يأت السيد مصطفى الى هنا منذ زمن
طويل !!
(لحظة صمت )
مصير من يريد ان يغير ؟
سامي : اين السيدة هدى ؟
(يبحث في المكان )
خلقت لنا مشاكل كبيرة بل اصبحت خطر علينا ..
رجاء : (باشمئزاز)
انني اكره الرجال المستخدمين من امثالك
الذين يقومون بأيذاء الناس نزولا لرغبات
اسيادهم !!!
سامي : (يحاول كسب ودها)
أنك تظليمينني هذه طبيعة عملي , لقد ارسلني
الى اماكن عديدة , كان ذلك بمثابة حمام روحي ,
حينما يجبرني على اطلاق النار والقتل ..
بل !!! ويجبرني على تناول الخمور وحتى
المخدرات..
(يخرج من جيوبة علبة صغيرة تحتوي
على حبوب مخدرة فيتناول حبه واحدة ثم يضع العلبة في جيبه)
حتى انني فقدت القدرة على التفكير بأعتباري
انسانا متحضرا ...
رجاء : (بأستهزاء)
وهل فقدت القدرة على التفكير نهائيا ؟
سامي : انك تتكلمين ,اكبر من حجمك ,أيتها الخادمة الوقحة ؟
(فترة ترقب وتوتر)
ولكن اتظنين ان السيدة هدى تمارس الرقص
والغناء في المسرح ؟
رجاء : سيدتي ممثلة مسرحية ,ولها الحق
ان تذهب الى المسرح وتمثل مع زملائها..
سامي : وماذا تظنينهم يفعلون في المسرح ؟ أيمثلون
مسرحيات شوقي وتوفيق الحكيم فقط !!!
رجاء : ( بغضب)
هدى تؤمن بالشرف ولاترتكب الخطايا ابدا.
سامي : ربما!! لكن بالنسبة لي فأنا اكثر مااحبه في
الممثلات هو النظر الى سيقانهن !!!
رجاء: (بسخرية )
لقد اصبحت حيوانا كاملا ولكن لاتهتم لذلك
فلست الوحيد في هذا الامر !!!
فانت تضع اللوم على سيدك ؟ وسيدك يضع
اللوم على السياسة ؟ كل واحد
منكم يجد له اكذوبة ما؟ ليدعي انها حولته
الى حيوان ليقترف اثما بالطبع .
(يفتح الباب الخارجي وتدخل هدى ويبدومظهرها جميل بعمر الخامسة


والثلاثين من عمرها
وهي تحمل بيدها مجموعة من الكتب , وتمسك باليد الأخرى طفل صغير
لم يكمل السنتين بعد فعندما تشاهد
"سامي" تشمئز وتستاء منه تقترب
من الخادمة "رجاء")
رجاء : (بخوف)
سيدتي اخبار سيئة ؟
هدى : خذي الولد , وضعيه في سريرة ,لكي ينام .
رجاء : نعم , سيدتي .
( تأخذ الطفل وتحاول الذهاب)
هدى : رجاء ,أين أحمد ؟
رجاء : خرج يبحث عنك !!!
(تحاول الذهاب)
هدى : لم يخبرك بشيء ؟
رجاء : لم يتفوه بكلمة واحدة ,
لاتقلقي ,اطمئني عليه..
(تخرج رجاء وتبقى هدى مع سامي )
هدى : (بعصبية وتوتر زائد عن الحد)
هل تريد شيئا؟
سامي : (يخطو نحو الامام ثم يستدير بغضب ثم بعد ذلك
يتوقف )
أنصحك بعدم الذهاب الى المسرح .
هدى : (بغضب )
انني حرة , وولدت حرة , ولايمكنني تحمل
المعاناة الى مالا نهاية !!!
كفاكم , حولتم حياتي الى جحيم
لايطاق ...
(تتحرك في الصالة ,وتنظر الى سامي
بغضب وتوتر شديد ثم تتكلم بصوت
خفيف )
سيأتي الى هنا , هذه علامة سيئة ؟
سامي : نعم ! سيأتي سيدي , انصحك بالبقاء هنا ,
سيصل الى هنا في وقت قريب.
(يخرج سامي)
هدى : ( تبقى وحيدة وهي في حالة توتر)
التاجر المغرور, لماذا يأتي ألينا
فجأة ؟اعتقد اتى لانني مثلت في المسرحية ,
أرسل خادمه يلاحقني في كل مكان ...
فهو يبدو لي كسجن وسجان ,
فأنا هدفي ان أحقق حلمي , كان امامي
ساطعا كالشمس حلمي , عندئذ ارتفع
صوت الظلم ... أرتفع بيني وبين حلمي ...
ضوء حملي ارتفع حتى لامس
السماء ,أفكاري وطيبة قلبي انقذاني ...
ساعداني على احتواء الظلام,الى
ضوء شمس يسطع في الدنيا ...
(تسمع صوت من الخارج )
احمد: (وهو خارج المسرح )
هدى ,هدى ..
(يدخل احمد بفرح )
حبيبتي هدى وصل ابي !!!
هدى : اعرف هل جاء من اجلنا فقط ؟
احمد: بالتأكيد ,انها تهنئة متأخرة بالز واج ,
كما ترين فالزمن كفيل بتضميد الجراح .
هدى : اننى خائفة , اشعر بانه يحاول التفريق بيننا
بل ! ويبدو أنه يحاول قتلي .
احمد : عندك زوج موثوق به ,انه حبيبك
هدى : (تبتسم )
شيء رائع ياحبيبي .
احمد: اضافة الى ذلك فأن ابي رجل واعي
وحيوي جدا سترين بنفسك ويحب النساء
الجميلات كأي أنسان أصيل .
هدى: بأعتباره أنسانا اصيلا , فانه يجب عليه ان
يطيقني !!!
احمد : من اجل تلك المسرحية ؟
هدى : نعم !
احمد : (بمودة )
من اجل سعادتنا ,
كوني هادئة ,عندما يأتي أبي ,
فأنت فنانة رقيقة على كل حال .
هدى : لم اطمح قط لدور اجبر فيه نفسي على نفي
ذاتي .
احمد : لماذا ؟
هدى : مثلت في المسرحية ,من اجل هدف
معين ؟
احمد : لكن ابي لن يأخد الامر بهذ ه الصورة , فالناس
يحبون الحرية باستمرار ..
هدى : لكن ابيك عكس ذلك نهائيا , لقد تضايق من
المسرحية كثيرا .
احمد : أعتقد اننا تسرعنا بعض الشيء ..
هدى : كان ذلك شجاعة منك , تحملك
بعض المعاناة ,الحضور الى المسرح
ومشاهدة المسرحية .
احمد : يحزنني كثيرا ,ان ابي يقوم بمضايقتنا !!!
هدى : ابي كان فنانا , وتوجب عليه الاستشهاد هنا
بالذات حيث الارهاب يحاول تدمير حياتنا ,
(بحزن )
لماذا تظلم ؟ لماذا تعاودني الافكار ؟ لماذا ارى كل ليلة
ابي بكفن ابيض وسط الشهداء ؟
(فترة صمت )
انا اريد حياة حرة ولائقة ,هل يمكن ان تكون الحياة
رائعة وجميلة اذا كان هناك من يحاول تلويث عائلتي ,
احمد ! ياليتني لم أتزوج قط ؟ ولم أنجب
الطفل , حين اذ كنت ساغاد ر هذا البيت فورا ..
(بعصبية )
ألا يكون من الأفضل لو تطلقني ؟
احمد : (بغضب )
أصمتي !!!
هدى : اريد ولدنا وأريدك , ولااريد شيئا اخر علي الاطلاق .
هل تستطيع العيش دون أبيك ؟ لديك حل
واحد , طلقني ..
احمد : لن افعل ذلك ابدا .
هدى : (بفرح وسعادة )
حقا ,لاتريد ان نفترق ؟
احمد: نعم ! أطمئني على ذلك .
هدى : هل ستتحمل معي ؟ سيكون كل شيء جميلا
ورائعا قل لي , هل ستقف الى جانبي وفي كل
الظروف ؟
احمد : نعم ساقف ,لن اتخلى عنك مقابل اي شيء
في العالم .
هدى : وضد أبيك ؟
احمد: (احمد صامت لايتكلم )
هدى: أذا ذهبت , فهل تذهب معي ؟
احمد : (بخوف )
نعم ! في الوقت المناسب .
هدى : أذهب معي حالا قبل وصول ابيك .
احمد : (بعصبية )
هذه سخافة , أنك مجنونة ,بدلا من مهادنة
ابي , والأعتذار ألية تقومين باستفزاره جديد .
يااللة , يارسول اللة , اتدركين نتائج ذلك
علينا , كوني هادئة قليللا لاتلقي
بسعادتك في التهلكة .
هدى : سعادة ! لااريد سعادة كهذه , فلنغادر هذا البيت
حالا قبل ان يصل أبوك ,هيا لنذهب معا !!!
(احمد خائف وصامت لايتكلم )
حسنا سأغادر هذا البيت انا وطفلي ,
وسمي ذلك ماشئت ..
(تصرخ بقوة )
سأخذ طفلي وأرحل..
(تتجه نحوالباب الداخلي لتاخذ الولد فيلحق بها احمد ويقف في
طريقها )
احمد: هدى !
(بعاطفة وحب )
ماذا سأفعل أذا فتقدتك ؟ انت بالنسبة لي مثل
يبنبوع الحياة .
سأعمل كل شيء لأقناع أبي ,
لاترحلي , ابقي معي
هدى: اخاف , يااحمد , هل ستدافع عني ؟ انك ابن ابيك , هل
تحتمل معي رغم كل الظروف ؟
احمد: نعم ! رغم كل الظروف .
هدى : (بفرح وسرور )
هذا ما اريده , ان لاتعتمد على ابيك نعمل كلانا
وننفق على طفلنا, وانت
قادر على ذلك .
احمد: ( يحاول الكلام ويتعلثم بدخول ابيه مصطفى )اي...
مصطفى : مرحبا , ايها الزوجان
(لحظة توتر )
احمد : مرحبا , ياابي , كيف هي التجارة ؟
مصطفى : رائعة , متعة حقيقية جني الأموال بسهولة
(يقترب من هدى)
الحق يقال انك على غير ماتصورتك تماما !!!
خاصة بعد بعض الاخبار الفنية والتلفزيونية ؟
هدى: آسفة , لأنني خالفت رأيك
مصطفى : خيبتي ظني ,انك جميلة رائعة اجمل من
الالهة عشتار, لاستغرب ابدا
حب احمد الكبير لك.
(يقترب من احمد )
وانت يااحمد , أصبحت معروف كمشاهد
جاد في مشاهدة العروض المسرحية
(يصفق بأستهزاء )
رائع رائع فهذا افضل طريقة الان من اجل الشهرة والنجومية
كيف تسير اموركما الزوجية ؟
احمد : لابأس متوفر لنا كل شيء لكن خادمك سامي
ينغض حياتنا هل لك ان تبعده0
مصطفى : ما كنت اود ارساله الى هنا لكن تلك
المسرحية الغريبة لقد خفت
عليكما فالشباب يضعون أبائهم امام الامر
الواقع 0
احمد : نعم ! فهذا توجه العالم 0
مصطفى : لاتنظرا إلي بهذه الطريقة القاتلة ؟ فأنا لست مسخا !
فأنا متواضع لأبعد الحدود .
(يقترب من هدى)
انني مستعد منذ الان ان اعدك زوجة ابني
وأم لحفيدي , أين لم اراه هنا؟
هدى : انه نائم في غرفته
احمد: (يفرح )
انك أب عصري حقا .
مصطفي : نعم ! لتكن لك جميع الحقوق في املاكي
وانت ياهدى يعجببني تمثيلك
وفنك المسرحى , ان جاز لي التعبيرمن كان ابوك ؟
هدى: لم يعد لي أب ..
مصطفى: هل سافر عنكم؟
هدى : بل استشهد بسبب الارهاب ...
مصطفى : اسفي على ذلك , فهمت ساحاول تعويضك
بكل املاكي , بل وبحبي الابوي ايضا
هدى : وبطيبة خاطر !
مصطفى : اذا تخليت عن تلك المسرحية
فتستطيعين ان تعيشي بدون هموم , هل تعيدني بذلك؟
احمد : (يومئ ويؤشر الى هدى بالموافقة )
لقد اتفقنا
(يصمت)
مصطفى : كنت اظن ان بينكما انسجاما تاما في
الشهوة فقط , بل ! وفي الفن ايضا ؟
هدى: لم تعد في بلادنا مكانا لتجارتك فالكثير من
الناس تقف ضدك .
مصطفى : لم اكن اظن انك مدافعة عن حقوق الانسان
الى هذا الحد .
(يلتفت الى احمد )
احمد أذهب وأنظر ان كان الطفل قد استيقط ؟
احمد : (مستغربا )
ماذا تعنني بذلك ياأبي ؟
مصطفى: ألاتفهم اذهب !!!
(يتردد في الخروج )
هدى : (الى أحمد )
عد حالا..
احمد : كوني عاقلة وهادئة بعض الشىء .
(يخرج احمد )
مصطفى : (الى هدى ببعض الود )
صديقني , انا مهتم بسعادة ولدي الوحيد .
هدى : الى حد التخلي عن مشاريعك التجارية ؟
مصطفي : اذا وعدتني ألاتخرجي من البيت لبعض
الوقت .
هدى : انك تتحايل علينا , أتريد ان تسجنني تماما .
مصطفى : أهذا سجن بالنسبة لشهرزاد اذا كان سيمكث
معها شهريار مائه يوم ومائة
ليلة وفي أبهة وراحة تامة .
هدى : الأبهة والراحة التامة لاتثيرنا نفضل الحريةعليها 0
مصطفى : مامعنى الحرية بالنسبة لك ان تثيري
الأكاذيب ضدي, ان احزابا سياسية
معينة استغلت المسرحية وحولتها الى
سب ولعن على التجار 0
هدى : التجار الغير نزهين 0
مصطفى : لا تكوني سياسية لبقة0
هدى : الفنانون ليس لهم علاقة بالسياسة 0
مصطفى : معك حق لقد هتف أبيك من قبل ؟
هد ى : أفهم ! ليس لدى الناس ذنب فظاعة أنهم يموتون من
تجارتك 0
مصطفى : اؤكد لك اسفي على هؤلاء الناس .
هدى: اسفك لن ينفعهم شيئا
مصطفى : ولاتصرفاتك الصبيانية 0
هدى : ولذلك لاتريدني ان اخرج من البيت ؟
مصطفى : نعم ما دمتي تحملين اسمي لقد سقطت في الفخ
فانا أجر أليه كل من لا يحافظ على اسرار عائلتي0
هدى : انك تزدري الحق انك تخافه ؟
مصطفى : لست مستعدا للخضوع لاية ايد يولوجية
فالفرصة سانحة امامك , انك
ممثله جميلة , أذا رغبت سأبني لك مسرحا
حديثا تستطيعين فيه ان تبكي على انحطاط العالم المعاصر !!!
ولكن شيئا واحدا لن اوافق عليه
ان تحعليني مثارا للسخرية .
هدى : (يشجاعة وقوة )
ربما افعل ذلك ؟
مصطفى : أذن , لاتتركين لي قدرة لانقاذك ؟
هدى : انقاذي مما ؟
مصطفى : من الموت عليك ان تعرفي انني مجنون , ولو لم أكن
كذلك لأنهارت تجارتي , لذلك فانني سالجأ الى التطرف !!!

هدى : اننا ضد التطرف .
مصطفى : في هذة الحاله ستفقدين احمد ستفقدينه
حقا..
( حالة انهيار نفسي لهدى تجلس على
الكرسي , وتضع رأسها بين يديها )
أترين يسرني انك متفهمه لما يحدث , انك
فنانة جميلة , وان بطلاتك في المسرحيات
ألهمنك القوة والشجاعة على ما يبدو , لقد
سمحت لبطلاتك في المسرحيات ان يخطفنك
فالمؤلفين وجدوا في كتاباتهم وظيفة مربحه لهم
ينادون بافكار جميلة لكن انفسهم لايؤمنون بها ,
لديهم مخزون لاينضب من المواقف , فهم يكتبون
للمسرح شيء ويقولون شيئا اخر في اسرتهم
مع نسائهم , او في حفلاتهم وسهراتهم مع اصدقائهم ,
يكفي ان تعطي احدهم هديه ما حتى يبدأ بألقاء
النكات عن نفسه , هل تردين خدمة هؤلاء ؟
هدى : هؤلاء ! أناس شرفاء يعبرون عن
مواقفهم .
فانا لن أسمح لنفسي ان اكون في خدمة أحد
تجارتك فقط , هي التي أثارتني .
مصطفى : لابد من التجارة .
هدى : أنك تقوم بهذه التجارة القذرة سرا في كل مكان , هذه وثيقة تؤكد كلامي ومخاوفي
(تبحث في المكان وتخرج ورقة بيضاء وتقوم بققرائتها )
يجب عليكم استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر ،
بمذيبات عضوية، ويجب تركيز المواد المستخلصة حتى يمكننا تهريبها بسهولة
وتصنيعها وإعدادها وتهيئتها للبيع وخاصة زيت الحشيش وخام
الأفيون والمورفين والكوكايين وفي هذه العملية لا يحدث للمادة المخدرة
المستخلصة أي تفاعلات كيميائية أي أن المخدر يحتفظ بخصائصه
الكيميائية والطبيعة...
مصطفى : (يقفز على الورقة البيضاء ويقوم بتمزيقها )
أنك تلعبين في النار ؟

هدى : الموت ينتقل بواسطة تجارتك وأفتراءك .
مصطفى : انك فنانة ساذجة , اذا اشتري احد
تجارتي فلست مسؤولا عليه !
هدى : والشباب والشيوخ والنساء والأطفال يتحملون ذلك
في الشرق الأقصى والأدنى
مصطفى : هذا ما لايمكن تغيره , تجارة رابحة , تجارة المال والوفير ,
ولست الوحيد الذي يتاجر بها !
اذا أردت ان تصغي لمشاعر الرحمة
والشفقة فسأبني لك مستشفى أو دارا للأيتام ؟
هدى : تدفع ثمن ذلك , لكي تسكت صوت ضميرك .
مصطفى : انا لاأشعر بتأنيب الضمير على الأطلاق ,الناس لن
تبالي بتجارتي .
هدى : تجارتك تقتل الانسان أفهم ؟
مصطفى : انه قدر الانسان قد تصعقه صاعقه تنزل على
رأسه من السماء الصافية
(بتوتر وعصبية)
كوني عاقلة ..
هدى : ( تحاول الخروج )
اسمح لي بالذهاب ؟
مصظفى : (يقف في طريقها , حالة توتر شديدة )
سأعلن انك مجنونه غير طبيعيه ليست
هناك من تلقى بالسعادة والثراء سوى
المجنونة
هدى : سيلاحظ الناس ان ذلك كله كذب وافتراء.
مصطفى : لايفضل الناس تصديق الحقائق !
(يقهقه)
لو كتبت الحقيقة عنك لاعدوها تلفيقا ليس
هناك من سيصدق ان
أمراة مثلك ما تزال موجودة في العالم
هدى : ( تتجه نحو الباب الخارجي , يقف مصطفى في
طريقها )
باي حق تقوم بسجني ؟ بأسم اي اخلاق ؟
مصطفى : الفنانين غير الصادقين فقط , هم الذين يتحدثون
عن الاخلاق !!!
ففي هذا العالم يسود قانون القوى , ان مقاومتك
مضحكة , ويمكن ان تكون خطرة عليك !
هدى : (تحاول ابعاده عنها )
دعني اخرج , اكاد اختنق هنا اتركني ..
مصطفى : حقيرة , وستبقين حقيرة , وستخسرين كل شى , اذا وقفتي ضدي
ستندمين , لن أسمح لك بالخروج من هنا ابدا , يجب أن تدركين ذلك ؟
قد يكون امرا مصيريا بالنسبة لك 0
احمد : ( يدخل في حالة توتر )
ماذا تريد ان تفعل ؟ اتستطيع ان تكشف لي عن ذلك ؟
مصطفى : سارسلها الى مستشفى الامراض العقلية , انها
طريقة حديثة ومضمونة...
احمد : ( بتوتر وغضب )
هذا ممكن جدا , لو كان مجرى التاريخ يعتمد عليك
وحدك , وماذا اذا ذهبنا معا , ستفقدني ؟
مصطفى : مأساة رهيبة !!!
هدى : احمد اعطني طفلي وسأذهب
وحدي دون مشاكل
احمد : (في حيرة وتوتر زائد عن الحد )
لن تذهبي الى اي مكان ؟ انت زوجتي ولي الحق
باصدار الامر , لن تذهبي الى اي مكان ؟
مصطفى : احسنت يااحمد .
( يصفق بيديه بفرح)
يجب عليك ان تفهم , بان التضامن النوعي صفة
نادرة لم يخرقها حتى الان اي فرد من افراد عائلتنا ولافرد تذكر
ذلك .
(يخرج مصطفى وهوفي حالة توتر وعصبية )



( ( الفصل الثاني ))

(نفس المكان هدى في حالة عتب وزعل على احمد وتظهر
جالسة على الكرسي , وقد وضعت رأسها بين ركبتيها نحو
الاسفل)

احمد : (يقترب من هدى وبندم )
اغفري لي , غدا غدا سنقرر ..
لكن دعينا الان ان نعده بكل ما يريد غدا سنضعه امام
الامر الواقع,
سنذهب معا , انت لي وحدي
هدى : انني لااصدق ماتقوله لي ؟
(يدخل سامي يتلصص في المكان , دون ان يراه )
متى سيأتي غدك ؟ انه لن يأتي ابدا !!!
سأذهب وحدي مع الطفل .
(تخرج جهاز الموبايل من الحقيبة وتحاول الاتصال )
سامي : (يضع يده على جهاز الموبايل ويغلقه ويضعه في
حقيبة هدى )
غير مسموح لك ...
احمد: ساطلق النار على هذا الرجل ذات مرة , اخرج من هنا
ياوقح ..
(يخرج سامي )
هدى: عندما أنظر حولنا , والى تصرفات أبيك التي أساءت ألينا كثيرا
احمد: لاعليك بأبي , المهم أنك عرضت المسرحية ونالت نجاحا كبيرا ,
كانت مسرحية مؤثرة ...
هي فعلاً حرية في التعبير وصدق المسرحية في مساندة الشعوب
وخرجت المظاهرات والهتافات ..
هدى: وانقلبت حرية التعبير عند أبيك الى حرية في التدمير لكل شيء ؟
ممتلكات عامة وخاصة تدمر بواسطة ذئابه اللذين
يسلبون وينهبون وأرواح تزهق من أجل تجارتة القاتلة !
وحول المظاهرات السلمية التي تصرخ ضد تجارة المخدرات الى قتل وتدمير !
احمد أبي بعد نتهاء عرض المسرحية أعطى أوامره الى مجموعة من
المجرمين للأندساس وسط جموع المتظاهرين
وتحويل المظاهرات السلمية إلى تدميرية تدمر وتهدم كل شيء
وتأكل الأخضر واليابس !
(يدخل سامي يتلصلص )
سامي : نعم !واذا تكررت فسوف يصلى بنارها الجميع وأولهم أنت
(الى هدى )
والمتظاهرون أنفسهم
لا ادري لما الدعوة لمثل هذه المسرحيات والمهاترات التى تسمى حرية التعبير!
هدى : (بثقة كبيرة )
حرية التعبير ألان أصبحت في متناول الجميع وبأمكان أي شخص أن يعبر
عن رأية في أي أمر ويتواصل مع من شاء وهو يحتسي الشاي والقهوة
في منزله .
سامي : ( بعصبية وتوتر)
أصمتي ...
احمد : (بغضب زائد عن الحد )
أخرج من هنا يامجرم ,أخرج !!!
( يبتعد سامي ويختفي )
هدى : لماذا يصر مثل هؤلاء الأوغاد الى دعوات هدفها الاضرار بمصالح الوطن
وهدم مكتسباته بأسم حرية التعبير التى لا تعني ابداً التعدي على حريات
الأخرين والعبث بترويج المخدرات دون وجه حق .
ولقد أثبت شباب هذا الوطن أنهم شباب أصيل مخلص لدينه ثم وطنه
اللهم أجعل هذه البلاد أمانة مطمئنه واحفظ أهلها من كل شر
ويعرفون ما المقصود من مثل تلك الدعوات التى تسعى الى نشر الفوضى
وزعزعة امن البلاد والعباد في بلد مسلم تربى ابناؤه على أن الولاء عقيدة
والحب هو من يجمع بينهم حكام ومحكومين
اللهم احفظ بلادنا من شر الفجار وكيد الاشرار
اللهم من اراد في هذه البلاد سوءا فأشغله في نفسه وجعل تدبيره تدمير له
يجب ان اتصل بالشرطة ...
(تخرج جهاز الموبايل
فتحاول الاتصال , فيمنعها احمد , لكنها تسحب
جهاز الموبايل بقوة من احمد )0
احمد : اذا اخبرتي الشرطة ستدمرين كل شيء
يجب ان تدركي ذلك ؟
هدى : ( تحاول الاتصال بالموبايل )
سامي : (يدخل فجأة ويأخذ الموبايل بقوة ويقوم بكسره )
احمد: (يصرخ بقوة)
مجرم جبان ستندم على أفعالك الأجرامية ؟
سامي : (يحاول التهدئة )
هذه أوامر أبيك ...
احمد: ( بتوتر وعصبية وصراخ )
أبتعد عنا ...
(يسحب مسدس ةد وضعه مخيا تحت حزامة )
سامي : انك مجنون حقا!
هدى : (الى سامي بعصبية وقسوة )
أخرج من هنا , ايها الخائن ...
سامي : (سامي عندما يرى المسدس يرتبك )
سأخبر ابيك بكل ماجرى , ستندم ؟
(يخرج وهو في حالة توتر وأنهيار)
احمد : انت لي , لي وحدي سنكون في البيت نحو الاثنان
وطفلنا فقط واذا تطلب الأمر سنقوم بأخبار الشرطة بعمل ابي!
وسينتهي هو وتجارته الى الأبد ,أفهمي ذلك ؟
هدى : احمد لنأخذ طفلنا وهيا بنا نرحل من هنا هيا ...
احمد : كلا ,كلا ...
هدى : (تحاول الخروج)
اذا لاتريدنا ان نرحل , تعال معي هيا تحرك
احمد: اين ؟
هدى : الى المسرح للأستمرار في عرض المسرحية , هل ستأتي معي
احمد : (بتردد وخوف)
لاأعرف , لاأعرف0
هدى : (تحاول الخروج وهي في حالة غضب )
كل واحد سيدلك على المسرح
, هل تفعل ذلك يااحمد ؟
احمد : (يحاول منعها من الذهاب )
ارجوك توقفي علينا بمهادنة أبي؟
هدى : اهتم بطفلنا !!!
(تخرج وهي في حالة توتر شديد , ويبقى احمد وحيدا
,تدخل رجاء )
احمد: (الى رجاء )
هل الطفل نائم ؟
رجاء : نعم نائم على سريره , اين السيدة هدى ؟
احمد : ذهبت الى المسرح ...
( يقطع كلامه )
رجاء : لماذا لم تذهب ورائها ؟ لقد وعدتها.
احمد : أتريدين ألقاء موعظة عليً يا رجاء !
رجاء : انني خائفة عليها , وانا اعرف مدى حبها لك
احمد : لو كانت تحبني الى هذا الحد ,لأستطاعت التضحية
قليلا من اجل ارضاء والدي .
رجاء : هي فنانة مسرحية نادرة الوجود في مثل هذا العالم
ألم تلحق بها ؟
احمد : لن اذهب , مصطفى هو ابي ؟
وانني ملزم بالاستمرار في تجارته ,
(بصراخ )
أتفهمين , أنني ملزم ألاترين انني مجنون وضعيف
وجبان
رجاء : اتوسل أليك ان لاتقولي لها أبدا كيف خنتها
بكل خسة !!!
رجاء : خذ ولدك وألحق بها , أنها تعرف ما ينتظرها هنا في
البيت !
احمد : لايمكن الاختباء منه؟ سيجدنا اينما نكون , فعيونه
في كل مكان
سألحق بها, و يجب ان تعرف , أن الأستمرارفي عرض المسرحية خطر علينا ...
يجب أن نعود ونركم مرة اخرى امامه , يجب ان أخذ ولدي معي ..
(يدخل من الباب الداخلي ليأخذ الولد )
رجاء : اذهبوا الى اي مكان , ولاتعدوا الى البيت
احمد : ( يصرخ , وهو خارج المسرح )
رجاء : أين ولدي ؟
(يدخل احمد منفعلا ومتوترا)
احمد : لماذا فعلت ذلك ؟, لماذا , خدعتني ؟
رجاء : ماذا جرى ؟
احمد : قلت الولد نائم على سريره , لماذا خدعتني ؟
رجاء : أليس هناك ؟ هذا غير معقول كارثة 0
احمد : ليس هناك !!!
رجاء : وضعته على سريره , أين يمكن ان يكون ؟
احمد : لاأعرف ؟ فجأة لانعرف شيئا ؟
رجاء : بالتأكيد , أبوك اخذه لكي لاتتمكن من الذهاب مع
زوجتك 0
احمد : هراء خسة , احتيال قذر ...
(يخرج جهاز الموبايل ويتصل )
الو ... هدى يجب أن تعودي ...لاتمثلي في المسرحية ..
..نعم , لاتفعلي ذلك ..
ولدنا العزيز مفقود ابي أخذ ولدنا ...
(يغلق جهاز الموبايل )
رجاء : غير معقول ,سأبحث عن الولد , ربما أخذه من
سامي ...
( تخرج رجاء وتلتقي أثناء خروجها
بمصطفى , يقف في طريقها)
مصطفى : (الى رجاء )
الى اين ؟ أذهبي من هنا ؟
(تركض رجاء خائفة نحو الباب الداخلي )
احمد: (الى ابيه مصطفى )
أين طفلي الوحيد ؟
مصطفى : لااعرف ؟
احمد : لقد خطفت الطفل !!!
مصطفى : أطمئن ,انه موجود في مكان امن .
احمد : انت سرقته مني ؟
مصطفى : ماذا ؟ سرقته انا , جده وأردت ان أحميه
وأحميك !
احمد : نفاق , وابتزاز مقرف ...
مصطفى : انا أبوك , وأملك سلطة عليك ستطلب الطلاق ؟
احمد: قبل وقت قصير كنت طيبا معنا !
مصطففى : بل قل غبيا اذا كنت مستعدا للتضحية بتجارتي
العظيمة , من اجل سعادتك المشبوهة ...
( بتهكم )
كان عليك ان تقنع زوجتك .
احمد : ليس مؤكدا ذهابها الى المسرح لعرض المسرحية ؟
مصطفى : زوجتك ذهبت الى المسرح ,وتحاول أثارة الرأي العام ضدي ,كيف
تتخيل الامور ؟
هل تقبل لزوجتك , ان تقف علنا ضدي , ان
تصبح جزءا من عائلتنا .
احمد : اتصلت بها , وقالت لي , لن تدلي بأي معلومات
ولن تقوم بالتمثيل في المسرحية ...
مصطفى : ان مجرد تفكيرها بذلك , هو أهانة لي ولك !!!
احمد : زوجتي لها الحق بكل ما
تفعله ! فتجارتك سموم مخدرة تفتك بالبشر ؟
مصطفى : كل العالم مسموم , وانا لست التاجر الوحيد الذي
يفعل ذلك !!!
احمد : هي محقة في ربط ذلك بموت ابيها .
مصطفى : أمتلك في هذا العالم السمعة الطيبة ولااسمح لاحد بتشويهها
خاصة زوجتك اوانت ...
احمد : : ستتجاوز ذلك حينما تنسى موت ابيها .
مصطفى : لن تتوقف ابدا , انها مجنونة تماما !
(يقترب من احمد )
انت ابني , كل يوم اتخيل اللحظة التي ستواصل بها
تجارتي قمت بعمل عظيم , ويمكنك الاستمرار فيه .
احمد : أليس لي الحق بأختيار طريقي الخاصة من اجل تحقيق طموحي ,
أنني لااحب تجارتك ,ليس هناك شيء مشترك بيني وبينها
أنا لاأجيد مثل هذه التجارة ولاأريد ان اعمل بها ؟
مصطفى : اذا لم أنقذك في اللحظة الاخيرة ,
لن تكون شيئاً ؟
احمد: أحب زوجتي أكثر من أي شخص آخر في العالم ,لذلك
تزوجتها .
مصطفى : الرجل في عائلتنا , لايتزوج كل امرأة أحبها في
حياته
احمد : نحن لسنا سلالة ملكية , تكلم اين طفلي ؟
مصطفى : لاتثرني , لاتجعلني اتوقف عن التفكير!!!
احمد : ارجع لي طفلي ؟
مصطفى : ( حالة توتر شديد )
كلا , كلا ...
احمد : انها اساليب العصابات الاجرامية
مصطفى : بدأتها زوجتك , بعد قليل ستنتهي أهتم
بأمنك الشخصي فقط ,أما أبنك فأنا أحميه !!!
احمد : اذا كنت لاتنوي االصفح , فلا تظن انني سابقى
صامتا ...
مصطفى : ستبقى صامتا , ولن تذهب الى اي مكان,
لأنك اعجز من ان تفعل ذلك !
أنك مسكين وجبان وضعيف ولذلك فان تجارتي
لاتهمك ؟
احمد : أتوسل أليك , ان تسمح لي
ان لااكون مثلك في اي شيء اذا كنت
ترغب لن اريك وجهي مدى الحياة
ساتخلى عن كل شيء اعد لنا طفلنا .
مصطلفى : انت مضحك
( يقهقه بصوت عالي )
وساذج , ستموت ستنتهي كأي شخص تافه
احمد : (يتوسل )
اصفح لنا ...
مصطفى : (في حالة توتر وغضب شديد)
ارسلها الى الجحيم , أفهم ؟
الى الجحيم , ودعنا نحيا حياة طبيعية تزوج
ممن تشاء في العالم يوجد
الكثير من النساءالجميلات
وستصبح ابني من جديد , وسأنسى كل
الأهانات ...
احمد : أسمح لزوجتي , لمحادثة واحدة معك .
مصطفى : ولماذا ؟
احمد : لكي نستطيع ان نحبك كأب متحضر.
مصطفى : أنها تكرهني , اذا قدمت لها يدي فلن اكون شيئا ,
تخلى عنها أعلن الطلاق
احمد : كلا , انا ذاهب ورا ء زوجتي ؟
مصطفى : تتخلى عن نسبك لعائلتنا
سأتبرا منك , سأشطبك من حياتي !!!
احمد : (ينفجر غضبا)
تبرأ وأشطب كيفما تشاء , فهي لم تعد طويلة .
مصطفى : أالى هذا الحد أنحدرت , الى متى سادلك ,
الى متى سأتحمل افكارك
الغبية , وسعت تجارتي في اماكن عديدة من العالم ,
هل ألقي بتجارتي في المجاري ؟ افلاس
لايتصوره عقل , سأموت ويموت معي كل
شيء , كنت أظن أن لي ابنا قادرا على الاستمرار بتجارتي .
احمد : (يحاول الكلام)
أ...
مصطفى : اصمت , وافضل ان تصمت دائما , نعم !
حتى انا ساموت ولكن تذكر ان
الموت لايختار دائما حسب العمر فقط ...
(تظهر رجاء تحاول الدخول لكنها تتردد
فتبقى واقفة )
تستطيع أحضارها , لكنني لااستطيع ان
اتصور ماذا سيحدث , لكي
لاتلومني ذات مرة , وتتهمني بعدم استنفار كل
الامكانات لأنقاذك .
(يخرج مصطفي )
رجاء : (تتقدم بسرعة نحو احمد , الذي يخرج جهاز
الموبايل ويحاول الاتصال )
لا...لاتفعل ذلك , حلمت حلما سيئا ,أنها في خطر 0
احمد : ( يتصل بجهاز الموبايل )
ألو ... ألو... هدى نعم عليك الحضور حالا ...
رجاء : يجب ان تبقى زوجتك بعيدة من هنا , ستكون
مهددة بالخطر...
( تحاول أن تأخذ الموبايل منه وهو في حالة يأس
وخوف شديد )
احمد : أتركيني ...أبتعدي
(يدفع رجاء بقوة )
أين الطفل ؟
رجاء : لادري اين الطفل , لاأحد يدري ؟
احمد : (يتكلم بالموبايل )
نعم هدى , نعم ...
رجاء : لاتطلب منها العودة الى البيت ,
احمد : (يتكم بجهاز الموبايل )
هدى , لاأستطيع الأن ,لاأستطيع لأن طفلنا
مفقود .
عليك ان تعودي الى البيت , قام ابي بأخفاء طفلنا 0
اذا رجعب سيكون كل شيء علي ما يرام , انه طفلنا
العزيز.
(يستمع بتلهف )
كلا لاتخبري الشرطة بذلك ابي يراقب كل شيء
سيدمرنا حسنا سألاقيك ...
(يغلق جهاز الموبايل ويتقدم للخروج تقف رجاء
امامه , يقوم بابعاد رجاء عن طريقه )
رجاء : سيد احمد ,هنا لايتم تطبيق قانون الاخلاق , هنا يتم
تطبيق قانون ابيك ...
احمد : أنت تعتقدين بأنني سأكون سعيدا من غير طفلي
العزير ؟
رجاء : يجب ان يعيده لك يوجد في بلادنا محاكم كثيرة
لا يمكن رشوتها .
احمد : نعم ! يوجد الكثير متل هذه المحاكم
(يخرج احمد مسرعا وتبقى رجاء في حالة
قلق شديد ).


(( الفصل الثالث ))
(نفس المكان , رجاء تتحرك يمينا ويسارا وهي في حالة ذعر
وخوف )
رجاء : يجب اللحاق بهم ! فهم في خطر , ولابد من تقديم
شكوى ..
( تحاول الخروج , يظهر سامي فجاة ويقف امامها )
سامي : لقد اصفر وجهك , لم تخونينا , ضد من تردين تقديم
شكوى , من الواجب تغير الخادمات من وقت لآخر , فبعد فتره
يصبحن تذكارا حيا للأشياء التي يجب ان تبقى طي الكتمان
رجاء : اتريد ان يقتلني سيد مصطفى .
سامي : هذا سيكون اخف الشرور بالنسية لك , المغادرة
افضل من شراء نعش ؟
رجاء : انك مقرفا , وتبقى مقرفا
سامي : يجب ابقاء لسانك الطويل وراء اسنانك .
رجاء : تكلم بادب وأخلاق ؟
سامي : ألاتخافين ؟
رجاء : لاأخاف , ولن أتعلم الأتكيت من مجرم !!!
سامي : (بتوتر وعصبية )
تبا لك ولأساليبك , ستغلقين فمك واضح تستطيعين
الهذيان عن العلاقات الانسانيه كيفما تشائين لن تغيري شيئا
( يقترب منها ويحاول اغلاق فمها )
رجاء : دعني , قذر مقرف مرتزق ...
سامي : لست الأسوا من بين مرتزقة العالم
ألديك رغبة أخيرة ؟
(يمسكها من رقبتها ,ثم يقوم باخراجها من الباب
الخارجي وهي تصرخ وتستنجد)
رجاء : (تصرخ بقوة وتستنجد )
أتركيني ...النجدة , النجدة , مجرم ..
( وقد اختنق صوتها وخف )
مصطفى : (يدخل وهو يقهقه )
تجارة رائعة باسم التقدم والأنسانية , ومايسمى بنظافة
الحياة !!!
(ينظر من الباب الخارجي ثم ينظر ويتحرك
في اماكن مختلفة من البيت )
ربما يكون الصمت والانتظار مخاطرة كبيرة , لو لم
اكن اعرف من اكون لخفت حقا ؟
(يظهر شبح زوجته ياسمين , فتلاحقة في المكان يمينا
ويسارا , وهو يصرخ كلما يحاول شبح زوجته ياسمين الاقتراب منه )
لا , لا, اريد ان اموت...
(تدخل هدى مع احمد وهم في حالة غضب شديد )
هدى : مصطفى , في هذا العالم كل أم لها الحق بأبنها
, اعطني ابني ...
(بغضب )
لماذا تصمت ؟ لماذا تفتعل الغموض؟ أعد لي طفلي فورا
, لااريد شيئا غير ولدي!!!
مصطفي: تتجرئين بعد كل مافعلتيه فتدخلي ممتلكاتي ؟

هدى : أعدلي طفلي ؟
(تنظر الى احمد )
احمد , لم انت صامت
احمد : (الى ابيه )
لماذا لاتريد ان تسمح لنا بالأعتذار
هدى : لست لدي مااعتذر عنه !!!
(الى مصطفى )
اعطني طفلي وسأغادر , وبدون مشاكل .
احمد : أرجوك كوني هادئة بعض الشئ ؟
مصطفى : انت ساذج ,لعنه قد حلت لها لن تغيرها ابدا
هدى: (بتوتر زائد عن الحد )
ابدا,ابدا... استطيع ان اخسر حياتي, ولااريد ان اكسب شيئا
, لااريد شيئا , يكفيني ولدي .
مصطفى : سامي ينتظرك بالخارج , قولي له ان يعطيك الطفل
تستطيعين ان تذهبي ...
احمد : (بقوة وهو في حالة غضب وتوتر)
ساذهب معها..
مصطفى : لن تذهب معها , سأربطك الى جانبي بسلاسل
لن تفك ابدا, ستفعل ما أريده انا ما هو مناسب لتجارتي
أفهم ؟
احمد : ساذهب مع زوجتي لاأريد شيئا ربما اكون قد سقطت
بعيدا عن الشجرة!!
مصطفى : نعم ! أنك أبن ياسمين أمك التي أبلغت الشرطه قبل
سنوات عرفانها بالجميل يثير الاعجاب !!
(باستهزاء )
يمكنك توديع زوجتك أسمح لك بذلك0
هدى : دعنا نذهب سويه ..
مصطفى : (الى احمد )
انها النهاية , مقاومتك مضحكه وحظك تعيس للغاية
احمد : (بقوة وغضب )
لن اتخلى عنها مقابل اي شى في العالم .
مصطفى : انا لاأطيق الخيانه سأدمرك ؟
احمد : (بغضب )
أصدقك , فقد فعلت ذلك مع امي العزيزة فهي
لم تفعل شيئا , سوى النصيحة لك فوضعت لها
السم في الأكل !!!
مصطفى : (بغضب )
أمك مريضه !
لكن ساعدتني على فهمك ..
احمد : أبي أغفر لي , ألم تحب أبدا؟
(الى هدى )
أذهبي خذي طفلنا , وعودي الى هنا .
هدى : (بفرح وسرور)
أتذهب معنا ؟
احمد : نعم ! أذهب معكما .
(تخرج هدى )
مصطفى : (يخرج جهاز الموبايل ويتصل)
سامي , نعم , نفذ ما اتفقنا عليه !!!
(يغلق جهاز الموبايل)
احمد : ( يتوسل )
أغفر لي ,امنحني لحظة صغيرة من السعادة ...
مصطفى : االحب تجربة ليسب لها امل بالنجاح .
احمد : أرجوك ياأبي أتوسل أليك ..
مصطفى : كلا بينكما هوة سحيقة , دعها وشأنها
احمد : (بحرقة قلب )
أنني أحبها ؟
مصطفى : الحب ! تجربة ليست لها أمل بالنجاح ؟
احمد : (في حالة انفعال حاد)
لن ارضخ لك , أنك لن تعترف يوما لأحد بحقه بأختياري طريقه
الخاصة به , لم يكن هنا سواك أنت وحلم حياتك تجارتك المخدرة .
مصطفى : التجارة ستبقى حتى بعد مماتي ؟
احمد : نعم ! ستبني لنفسك صرحا حتى لو دمرت سعادة الجميع , بل ! حتى لو
أضطررتنا كلنا للموت ؟
مصطفى : حقا ! أنك جبان ؟
احمد : تتصرف كما لو كنت أبا عصريا أهدى عائلتة سعادة
كبيرة , والحقيقة ان كل شىء هو مجرد كذب ؟
مصطفى : أغرب عن وجهي, أغرب ...
(يومى الى سامي , فيدخل ويقوم بأقتياد احمد الى
الخارج )
هدى : (نسمع صوت هدى زوجة احمد من خارج المسرح وهي تصرخ
خارج المسرح)
اتركني، ليس لك الحق، اسمع يجب ان اتحدث معه،

اتركني..
(تدخل مندفعة نحو مصطفى ويدخل ورائها سامي
مسرعا )
لماذا تكذب علي , اين ولدي , واين زوجي ؟
مصطفى : (ببرود اعصاب)
قررالأنفصال عنك ...
هدى : لاصدق , انك تكذب تأمرت ضدي , لقد
خدعتني , أحتلت علي بأنذل الوسائل
أخجل ملعون ألا يسري عليك قانون , أتظن
ان لك الحق بسرقة ولدي
وزوجي من غير عقاب ؟
مصطفى : وهل يسري قانون علي مسرحياتك ؟ أتستطيعين أثارة
الناس من غير عقاب .
هدى : انت الذي أثرتهم , أنك تتاجر بالموت !!
مصطفى : (عدم مبالاة )
ليس لدي وقت , ماذا تريدين ؟
هدى : ولدي وزوجي
مصطفى : لن تريهما بعد الان , هيا أذهبي...
هدى : الى اين؟
مصطفى : الى ابعد ما يمكن .
هدى : سيجدني احمد حتي لو كنت في اخر الدنيا .
مصطفى : لن يجدك اذا اخترت اسما جديدا .
هدى : هل ستبتزني طوال الحياة؟
اتلخى عن أسمي , أهاجر أقتل في نفسي أجمل شىء يلد
مع الانسان !
مصطفى : نعم .
هدى : كلا , لن افعل ؟
مصطفى : ستنتهين سأعلن أنك مريضه مجنونة0
هدى : الشرطة ستتعرف على الحقيقة0
مصطفى : الشرطة , تحسين بوجودهم وراءك , لذلك انت
شجاعة الى الحد.
هدى : نعم .
مصطفى : ستموتين؟
هدى : مثلما فعلتها مع زوجتك ؟
مصطفى : أتظنين بأن موتك سيثير احدا في هذا الزمن
الذي لاتمر فيه دقيقة واحدة دون مئات من جرائم
القتل .
هدى : وأنت , أتظن أن جميع الناس مثلك تجار
مستهترون .
مصطفى : ( يقهقهه )
الأستهتار هو بركة الحياة الانسانية
المخدر المحبب...
هدى : ليس لك الحق بأنتزاع قدرة الأنسان على الحياة بأسم
القيم والمثل .
مصطفى : لماذا تمردت ؟ من اجل ما يسمى بالمثل التي لا
تستحق أية تضحية .
هدى : أتركنا وستعود حياتنا نظيفة وصافية .
مصطفى : موتي فهذا اليوم لن يأتي ؟
هدى : لن تخيفني , لن أنتحر , أنا لست رجاء أم
احمد .
مصطفى: تذكري انني قادر على كل شىء ولاأخشاك 0
هدى : أتظن أنك خالد ؟
ألم تطلق الشرطة النار عليك ؟
مصطفى : (يصرخ بعصبية)
سامي , سامي ...
سامي : (وهو خارج المسرح )
نعم , نعم ..
(يدخل سامي )
نعم ...
مصطفى : نفذ ماأتفقنا علية ..
(توتر شديد , ينظر الى هدى )
أنت أخترت هذا المصير لنفسك انتحار, انتحار ..
(يخرج مصطفى)
سامي : (يدور حول هدى)
فنانة مجنونة , عقدت حياة الجميع يا
للشيطان في اي عصر تعيشين يمكنك شراء
كل شىء مقابل تلك الاموال التي عرضها
عليك , لاأمل بنجاحك في الحياة ...
( يقترب منها )
هدى : أبتعد , اتركني ...الحرية نجمة حياتي...
سأبقى هنا لأموت سعيدة ً بأرضي الجميلة ...
سأبقى ؟ واقولها بوجهك القبيح ؟ سأبقى وأموت في بيتي الحبيب ؟
تريدون قتلي . أتريد قتلي ؟
يسلب طفلي وزوجي وسأبقى حليفة الحرية..
مجرمين ..يمن قتلتم الأبرياء بسمومكم ...
سأضحي بنفسي هذه البداية !!!
فلا بد ، لا بد من عودة ألف غيري , بعد قتلي
كان طفلي يرسم بعينه كل شي جميل ...
فقدانه ثقيل زاد آلامي وهمومي .
(تتحدى بكل كبرياء )
أيها الظالم المستخدم الجبان ...
يامن تسيره عصبة من المجرمين !
سامي : قد يظن المرء , أنك فنانة مغروررة من
الأفضل لك في هذه اللحظة التفكير
بالموت , بل الأنتحار ؟
(يقترب منها , ويقوم
بمحاولة خنقها , وهي تقاوم
وتصرخ فيقوم بخنقها بكل قوة وهي تقاوم
يحاول سحبها الى الخارج )
هدى : (تسحب يديها بقوة وبتوتر وصراخ )
أتركني ...وقح ,سكير ...
أذهب الى الجحيم انت ومصطفى التاجر اللعين !
رفضت الأمول والقصور !
وأعلنت رغم الصعوبات التحدّي .
(بقوة وكبرياء)
سأمضي الى بحر الشهادة لأنير بدمي؟ وموتي ؟صرخات اليتامى والأبرياء ؟
لعل ...لعل بموتي !!!
أحطّم عاجية الكذب والأفتراء ؟
أحرّر من قبضته الناس الأبرياء ,الذين جرفهم تناول المخدرات !
يا وطني سيبقى وجهك الجميل , أمل للمحبين والطيبين .
لامكان للمجرمين من أمثالك ..
(تومئ بيدها اليمنى على سامي )
سامي : أصمتي ,لابد من قتلك , وأطعام لحمك للكلاب ,
هدى : سأعود لؤلؤة في أعين كل الناس
أنّني صرخت أريد الحياة ,أريد الحياة الشريفة
أنني وقفت أمام تجارتكم التي تقتل البشر
أنتم كقراصنة البحر تحاولون سلبي وقتلي

تحاصرون بشروركم كل شئ جميل ؟
و تمزقوق كلّ شراع لدي
لأنّي عرفت دروبكم وتجارتكم المسومة وفضحتكم
وواصلت الأستمرار في الطريق
في سبيل فضحكم وفضحت تجارتكم بإسم القيم
وكنت ارفع صوتي وأناشد أعلى القمم
ويحاصرني كلّ يوم قزم من أمثالك
لأغدو شراعاً بأجنحة بيضاء
( تقوم بحركات معبرة تدلل على الشجاعة والكبرياء )
تبا للمجرمين الذين زرعوا الموت للبشر, تحاولون أغتيال صوتي
وأنادي بكل قوة وصدى ,الى الجحيم سوف تذهبون
ولكنني رغم كلّ إغترابي
سأبقى على مهرة من عذابي
وأزرع في العمر ضوء الشباب
وعند بداية كلّ إحتراق
أموت وبموتي تحترقون ؟
سامي: (بعصبية وصراخ وهستريا , يقترب منها ويحاول غلق فمها وتكبيلها )
لعنة عليك , سأقتلك ...
( نسمع صوت من الخارج )
صوت : الشرطة تطوق المكان ...
سامي : (بخوف ورعب وأرتباك ونوع من الأنهيار)
الشرطة ...لقد انتهيت ...
(يذهب يمينا ويسارا وفي حالة أنكسار وأنهيار ...)
هدى : (بفرح وسرور وبحركات راقصة )
شكرا ياأللة ,شكرا , رحمتنا برحمتك ياأرحم الراحمين ..
(يستمر فرحهها من خلال الحركات الجسدية والأيمائية الصامتة مع الموسيقى
, مع خفوت للأضاءة تدريجيا )

ستار

محسن النصار


تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9