أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، أكتوبر 21، 2016

المسرح الروسي .. لمحة عن البدايات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أكتوبر 21, 2016  | لا يوجد تعليقات

كتابات مسرحية

المسرح الروسي .. لمحة عن البدايات

هاني جبران

تعتير المسارح الروسية جزء كبير من ثقافة هذه الدولة العظيمة، كما أن روسيا الشاسعة موطن لعدد كبير من المسارح، ويرجع ذلك إلى ما تميزت به من فنون مسرحية وموسيقية، ومن بينها مسارح الدراما والموسيقى والمسارح الكوميدية ومسارح الأطفال وغيرها.سنتحدث قليلا عن البدايات التي مرت بها والأسماء اللامعة التي عرفها وعشقها العالم هي جزء من هذه الثقافة المحببة لدى الجميع، المسرح الروسي وطريقه الذي مر بعدد من المراحل وكيف كان طريقها

بدايات المسرح الروسي

تعود جذور وأصول المسرح الروسي إلى فترة بعيدة ، حيث برزت بدايتها على شكل إحتفالات شعبية في الأعياد الدينية الوثنية. وكان الناس وقتها يحتفلون بمواسم الإنقلاب الشتوي والإنقلاب الصيفي، حيث كانت تقام في هذه المناسبات مختلف الحفلات المليئة بالألعاب والرقص والغناء والعزف على الآلات الموسيقية الشعبية وغيرها من أنواع التسلية التي كانت كانت موجودة دائما.

كان يطلق على الربيع تسمية "ياريلا" المتجسدة بشخص شيخ يضع على رأسه طرطورا من الورق مزينا بالشرائط الملونة ويحمل بيده دفا، أو بشخص شاب متورد الخدين، أو كما في إقليم سامارا تتجسد " ياريلا" بهيئة فتاة طويلة القامة تزين رأسها بالورود وبيدها غصن أخضر. وكان الناس يصورون عبر ألعابهم صراعا بين الخير والشر، حيث كانت تقام أيضا رقصات إيقاعية جماعية بصحبة الأغاني .

في القرن السادس عشر ظهر الممثلون الذين كانوا يمارسون العزف على الآلات الموسيقية ويجيدون الغناء والرقص ، مع العلم أن غالبيتهم كانوا من المشردين الذين يرتزقون ويكسبون عيشهم من عطايا وكرم المتفرجين والجمهور. مع مرور الزمن بدأ هؤلاء يتوحدون على شكل فرق متجولة تجوب أقاليم البلاد وتقدم مواهبها، كما بدأت هذه الفرق بإقامة منصات في الساحات العامة للمدن. الممثلون كانوا يستخدمون في عروضهم الدمى والأقنعة والآلات الموسيقية البدائية مثل الآلة الوترية والمزمار وغيرها، وفي حين أن الجمهور كان عادة من الأوساط الاجتماعية البسيطة ولهذا كان يرافق العروض الهزلية تقديم مشاهد مبتذلة توافق أذواقهم. بيد أن ظاهرة العروض هذه كانت في واقع الأمر البادرات الأولى للمسرح الروسي الجا، بادرات ارتبطت بإضحاك المشاهدين أثناء إقامة الأسواق الشعبية في الأيام الاحتفالية.



المسرح الدرامي

نشأ المسرح الدرامي في روسيا في عهد القيصر ألكسي ميخايلوفيتش في فترة سبعينيات القرن السابع عشر، حين طرح أحد النبلاء على القيصر فكرة تأسيس المسرح على الطراز الأوروبي لأغراض التسلية في البلاد.

ومع مرور الزمن أصبح موضة لدى النبلاء إقامة مسارح خاصة بهم في قصورهم، فنشأت مسارح في عزب النبلاء التي ساعدت على ظهور الممثلاث بعد أن كان الممثلون سابقا من الرجال حصرا. في هذه المسارح كانت تقدم أعمال المؤلفين والموسيقيين الأوروبيين مثل الكاتبين جان جاك روسو وديني ديدرو والموسيقيين مونسيني وغريتري وبيتشيني وموزارت. وتدريجيا بدأ بالظهور المؤلفون الروس أيضا الذين كتبوا مسرحيات تاريخية روسية .

القيصر بطرس الأكبر أعاد الحياة إلى المسرح الروسي الرسمي، حيث استدعى الفرق المسرحية الألمانية والفرنسية والإيطالية لتقديم عروضها في روسيا إيمانا بأن الثقافة الأوروبية ستأثر في تطور روسيا، كما يعود للقيصر الفضل في نقل المسرح من قصور النبلاء إلى عامة الناس ليشاهد العروض جميع الراغبين وليجعله تجسيدا لانتصاراته. لكن بعد وفاة بطرس الأكبر ضعف الإهتمام بالمسرح في عهد القيصرة يكاترينا الكبرى والقيصر بطرس الثاني، ولم تعد تقدم العروض في مسارح قصور النبلاء.


عودة المسرح إلى الخشبة الروسية

انتعش المسرح من جديد في عهد القيصرة آنا ايوانوفنا حيث بدأت تقدم العروض وتقام الحفلات التنكرية وأمسيات التسلية، لكن هيمنة الفن المسرحي الفرنسي والإيطالي ولاسيما في أساليب التمثيل والديكور والأزياء والربرتوار استمر خلال فترة طويلة. استمرت الهيمنة الخارجية على المسرح لكن مع ظهور المسرحيات الروسية كان لا بد من نشوء براعم الفن المسرحي الروسي الأصيل حيث أخذ كتاب روسيا العظام مثل بوشكين وليرمنتوف وغوغول وغريبويديف واوستروفكي وتورغينيف وغيرهم بالتأليف للمسر، وكانت هذه نقلة نوعية ومصيرية للمسرح العالمي .

هذه النبضات أعطت الفن المسرحي الروسي دفعة لظهور على الخشبة فنانين روس مثل شيبكين وشومسكي وسادوفسكي وسامارين وفاسيليف وفاسيليفا ومارتينوف وسامويلوف ممن برزوا في أداء المسرحيات الروسية، بعد ذلك بدأت الأسماء الروسية تزداد في فضاء عالم المسارح لتصبح روسيا واحدة من أهم أعمدة هذا الفن الكبير. كما يعتبر المسرح الروسي منبعا للإتجاهات المسرحية الجديدة في الفترات الأخيرة نظرا لكثرة المسارح التجريبية ولغياب الرقابة الحزبية السابقة ولتوفر حرية الإبداع الكاملة، وإهتمام الدولة بتقديم الدعم للمسارح.

--------------------------------------------------
المصدر : صوت روسيا اليوم 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الأربعاء، أكتوبر 19، 2016

العزاوي فنان متطلع إلى المستوى العالي في الفن المسرحي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

د. سامي عبد الحميد

التقيت  محسن العزاوي بعد عودته الأولى من دراسته الفنية في مدينة (براغ) الجيكية  وكان مبعوثاً من قبل الحكومة أوائل الستينيات من القرن العشرين. كنت أبحث  عن ممثلين اثنين يشاركان في مسرحية تنسي وليامز (الحيوانات الزجاجية) التي  قام القاص خضير عبد الأمير بتحويل حوارها بالفصحى إلى العامية العراقية.  وكنت أقوم بإخراجها للفرقة القومية للتمثيل


 قبل صدور الأمر بتشكيلها رسمياً ولكونه درس الفن المسرحي في بلد أجنبي ولكونه شاباً رشيقاً ووسيماً اخترته لتمثيل أحد الدورين أمام فوزية عارف وفوزية الشندي وفخري العقيدي، وبوقتها اثبت تفانيه في الأداء وحضوراً مسرحياً جذاباً.
عندما تولى (محسن العزاوي) إدارة قسم المسرح والفرقة القومية للتمثيل خلال السبعينات وضع اللبنات الأولى لرسم خط مسرحي يشمل مسرحيات متنوعة في فكرها وفي شكلها وفي أسلوبها لمؤلفين عراقيين وعرب وآخرين أجانب، وكنا نذهب إلى بناية المسرح القومي القديمة وهي من مخلفات المعرض التجاري السوفيتي لنجد جدولاً معلناً بالعروض المسرحية المتواصلة خلال السنة أو الموسم ويحتوي الجدول عناوين المسرحيات وأسماء مؤلفيها وأسماء مخرجيها وأسماء الممثلين فيها وحتى مواعيد عرضها فأين ما كان مما هو الآن؟
محسن العزاوي مخرج مسرحي انتقائي تتنوع اختياراته من المسرح العربي والعالمي وتنوع أساليب معالجاته الإخراجية بحسب طبيعة هذه المسرحية وتلك. أخرج (روميو وجوليت) بأسلوب يقترب من التقليدية مع محاولة الإسقاط على الواقع العراقي، وأخرج (طنطل) لطه سالم واقترب من معالجة مسرح اللامعقول وأخرج (نشيد الأرض) تأليف بدري حسون فريد بأسلوب يجمع بين الواقعية في الشخصيات والتجريد في المناظر وكانت المسرحية تتحدث عن هجرة الفلاحين إلى المدينة. سلبياتها ومتاعب المهاجرين وأخرج مسرحية تاريخية عربية بعنوان (الغزاة) لمؤلفها علي الشوك وكذلك الحال مع (باب الفتوح) للمصري محمود ذياب وفي مجال الكوميديا الساخرة أخرج (حرم صاحب المعالي) من إعداد يوسف العاني وأخرج (زينة النساء) لألفريد فرح ونجح كثيراً في إخراجه لمسرحية عادل كاظم (نديمكم هذا المساء) الكوميديا الملحمية التي تشيد بدور الممثل البطولي ومثلت فيها دور الممثل (حمادي) وهو استعارة للمثل الكوميدي العراقي (جعفر لقلق زاده) الذي أشتهر خلال الأربعينيات وبداية الخمسينيات. عرضت المسرحية في بغداد لمدة طويلة وشاهدها جمهور غفير وعرضت في مسرح أكاديمية الفنون في القاهرة بمصر وأشاد بها الفنانون المصريون كثيراً. شاركت بدور رئيس في مسرحية قاسم محمد (مجالس التراث) التي أخرجها (محسن العزاوي) بالشكل الاحتفالي وعرضت في بغداد وفي عدد من المدن المغربية الرباط ومراكش والدار البيضاء وأثارت الإعجاب.
يمتلك (محسن العزاوي) خيالاً واسعاً وحرفية عالية في التقنيات المسرحية ويميل إلى حركية المشهد المسرحي فترى الممثلين في المسرحيات التي يخرجها لا استقرار لهم حيث يتحركون على خشبة المسرح باستمرار. واعتبر (محسن العزاوي) من أبرز المخرجين المسرحيين الحداثيين العراقيين من الجيل الثالث، الجيل الأول (إبراهيم جلال) و(جاسم العبودي) و(جعفر السعدي) والجيل الثاني (بدري حسون فريد) و(سامي عبد الحميد) و(محسن السعدون) و(سعدون العبيدي) والآن (محسن العزاوي) ناجحاً في معظم أعماله مخرجاً وممثلاً ومديراً وظل في المقدمة مع جيله من المخرجين (عوني كرومي) و(سليم الجزائري) و(قاسم محمد) و(عبد الوهاب الدايني) وبقى على الدوام يتطلع إلى المستوى العالي في الفن المسرحي.

---------------------------------------------------
المصدر : ملاحق المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

'بينما كنت أنتظر' هشاشة مدينة بين الصحو والغيبوبة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

كتابات مسرحية

'بينما كنت أنتظر' هشاشة مدينة بين الصحو والغيبوبة
عمار المأمون 

تشهد خشبة مسرح “التارماك” في باريس العرض المسرحي “بينما كنت أنتظر” تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبوسعدة، وفيه يحاول مخرجه تشكيل فضاءات دمشق وقصصها الهامشية، تلك التي لا تُشاهد على الشاشات ولا تتداولها وسائل الإعلام.

ما انفك العرض المسرحي السوري “بينما كنت أنتظر” يتنقل بين عدة عواصم أوروبية، أولها كانت بروكسل، وثانيها باريس، ومازال مخطط له التنقل عبر عدد من العواصم الأوروبية والعالمية الأخرى، بعد أن حاز على الجائزة الكبرى في مهرجان زيوريخ المسرحي، والمسرحية تستمر لمدة ساعتين وأربعين دقيقة، وهي من تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبوسعدة من بطولة محمد آل رشي وأمل عمران وناندا محمد ورهام قصّار ومؤيد روميّة ومحمد الرفاعي.

وتدور أحداث مسرحية “بينما كنت أنتظر” بين عامي 2015 و2016، حيث نرى الشاب تيم في غيبوبة، ووالدته تردد آيات من القرآن فوق جسده الغارق في النوم، تيم ينسلخ عن جسده، ويرتقي إلى “الأعلى” في مكان مطل على الخشبة، هناك يقف إلى جانب شاب آخر (عمر)، المعتقل لدى تنظيم الدولة الإسلاميّة بعد أن كان حبيسا لدى النظام.

العلاقة بين الاثنين هناك في “الأعلى”، تدور حول الثورة والاختلاف في الموقف منها، فتيم رفض السلاح وانتهى به الأمر موثّقا للمظاهرات في محاولة لصناعة فيلم، أما عمر فقد تورط بالسلاح والأسلمة ثم رفض كل شيء، الاثنان يحضران في عالم برزخي حرّ، يطلاّن منه على دمشق الآن.

هم المعلّقون بين الحياة والموت، يراوحون بين لا نهائية البرزخ وذاكرتهم التي تعيد اجترار نفسها، أحرار يصرخون دون أيّ قيد، هم خارج أجسادهم، خارج سطوة العنف.

وفي القسم “السفلي” تدور بقية أحداث المسرحية، تحديدا في دمشق، لتحكي عن حادث السيارة والاعتداء الذي تعرّض له تيم وأدخله في غيبوبة، فتتضّح رويدا رويدا علاقته مع الثورة والمدينة، وهو الذي يريد صناعة فيلم لاكتشاف نفسه وأسرته وتوثيق الثورة “كما كانت”، لتتكشّف لنا لاحقا علاقته مع والدته والفضيحة التي عرفتها الأسرة، ثم حكاية أخته التي حاولت التحرّر من قيود أسرتها ورحلت إلى بيروت دون أن تنجز شيئا حسب تعبيرها، كذلك صديقه، الذي قرّر البقاء في دمشق، فقط لأجل الانتظار، دون أن ينجز شيئا، أما حبيبته فتقرّر الرحيل.

الانتظار المرتبط بعودة تيم إلى وعيه لا يلبث أن يتلاشى، لتكتسب الحياة في المدينة المنكوبة إيقاعا جديدا، يتلاءم كل مرة مع خسارة جديدة
الانتظار المرتبط بعودة تيم إلى وعيه لا يلبث أن يتلاشى، لتكتسب الحياة في المدينة المنكوبة إيقاعا جديدا، يتلاءم كل مرة مع خسارة جديدة، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى المدينة التي تهبط بثقلها على صدور قاطنيها، ليغدو كلامهم أشبه بالهمس.

يتداخل الحقيقي مع المتخيل في العرض، إذ نشاهد مقاطع مسجلة لمظاهرات كانت تحدث في دمشق، ثم عدة صور لأخت تيم ومسيرة حياتها، وكأن الثورة تحدث على مستويين، فردي واجتماعي، وكلاهما للأسف تعصف بهما خيبة الأمل، بسبب التشدد الذي أصاب الثورة من جهة، وحالة الشلل التي أصيب بها من هم من في الداخل من جهة أخرى، إلى درجة أن بعضهم قرّر الرحيل كخلاص من جحيم اللافعل، أو البقاء في الداخل محكومين باعتقال عشوائي أو قصف عشوائي، فالإحباط الذي أصيبت به الشخصيات مرتبط بطبيعة دمشق نفسها، هي اللاحسم، إذ توجد فيها حياة شبه طبيعية لكنها معلّقة، ومهددة في أي لحظة، هي مثله في غيبوبة، فهو كتيم، حاضر جسدا، لكنه غائب الوعي، في أيّ لحظة قد يستيقظ، أو من الممكن أن يبقى غارقا في صمته.

يتفاوت الأداء في العرض بين الممثلين، ربما لاختلاف الخبرة بين جيلين مختلفين، كذلك نلاحظ طبيعة النص الذي يتحول إلى بيان سياسي ضد السلاح وضدّ التشدد الإسلامي في البعض من الأحيان، لنرى عمر (مؤيد روميّة) يصرخ كافرا بكل شيء كالبعض الذين أغراهم السلاح والمفاهيم الأصولية، في حين يلقي أمامنا تيم خطابا رومانسيا موجها للجمهور، وكأنه يوضح لهم مسار الثورة، والانحراف الذي شهدته، فيبدو ما هو سياسي واضحا وصريحا، وكأنّ تيم ينطق باسم شريحة من جيل الشباب الذين وجدوا أنفسهم حبيسي الذاكرة وزمن الثورة التي ظنّوا أنها تشبه ما أرادوه، لكنها ما لبثت أن سُرقت منهم.

----------------------------------------
المصدر : العرب 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الأربعاء، أكتوبر 12، 2016

تأجيل إعلان نتائج مسابقتي تأليف النص المسرحي تعلن نهاية شهر أكتوبر 2016

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 12, 2016  | لا يوجد تعليقات

كتابات مسرحية

تأجيل إعلان نتائج مسابقتي تأليف النص المسرحي تعلن نهاية شهر أكتوبر 2016


تعلن الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح عن تأجيل إعلان نتائج مسابقتي التاليف المسرحي للعام 2016 لمدة أسبوعين، لأسباب تقنية تتعلق بكثافة المشاركات، و عليه ستعلن قائمة العشرين في يوم 22 أكتوبر على أن تعلن قائمة الفائزين بالمراتب الثلاث الأفضل يوم 30 اكتوبر 2016، و عليه اقتضي التنويه و الإعلان
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الاثنين، أكتوبر 10، 2016

اللمسة الاخراجية الساحرة في تجارب محسن العزاوي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أكتوبر 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية
مسرحية الحريق أخراج محسن العزاوي

د.عقيل مهدي يوسف

تميز محسن  العزاوي، بفرادة اخراجية في جيل ما بعد الرواد، ابراهيم جلال وجاسم  العبودي،.. وافاد من تجارب سواهم في الاخراج، ومنذ وقت مبكر اتجه لتلقف "  اللامعقول" الذي اجتاح "الغرب" المسرحي، ولكن بقراءة عراقية، كما صاغها  الدرامي " طه سالم" في ريادته تلك.

الجوهري في منهجية العزاوي الاخراجية، انه يمتلك مؤهلات بصرية- ايقاعية، تقرن المرئي بالمسموع على مستوى هارموني رشيق، وتبث " شاعريتها" المموسقة بمقاطع مسرحية اشبه بالاتجاه الخاص بالمسرحيات الموسيقية العالمية، التي تعتمد الفرجة الباذخة على قدر ما تسمح به القدرات الانتاجية الوطنية في العراق.
تعامل العزاوي مع نصوص درامية عراقية، وعربية، وعالمية، تفاوتت موضوعاتها، وبناها، وتراكيبها، واهدافها على وفق تجارب اخراجية متباينة.
انتقل من مهاد الخرافة الشعبية اللا معقولة في " طنطل" وسواها من تهوميات المخيال الجمعي، الى " المسرح الجيكي" ليتخذ دروسه الاخراجية الاحترافية من ذخيرة " الربرتوار" في مدينة " براغ" من اتجاهات اخراجية متنوعة، وذات خصوصية فنية، واسلوبيات حداثوية تبتكر لنفسها عوالم جديدة، سواء ما يخص المسرح التقليدي الكلاسيكي، او المعاصر، سفوبودا لتيرنا ماجيكا، السحري، الذي يربط تقنيات السينما بالممثل الحي، في لحظة انية مدهشة امام الجمهور وكذلك ما وجد في اعماق ذاته الابداعية، من تجارب مع المسرح الاوبرالي والغنائي، والراقص مما حرك شوقه الى اختزال تلك الحركات المرئية، وخطوط المناظر وبيئاتها الديكورية، وهي تنتج "سينوغرافيا" غير معهودة في مسرحنا انذاك، على شكل خطاطات في ذاكرته ليعد ابتكارها في تجاربه الاخراجية، الذاهبة بأتجاه مكونات العرض وفنونه التي تمرس في دراستها، واستيعابها، ومعايشتها ميدانياً في مسارح " براغ" وما شاهده هناك من عروض اجنبية زائرة ومختلفة.
كان العزاوي من بين المخرجين الذين ذهبوا بأتجاه اوربا الشرقية وما تمثله من مناهج فنية وجمالية وفكرية مغايرة، واصيلة ومتقاطعة – احياناً – مع العقلية الاخراجية الاوربية، والامريكية، التي مثلها جيل الرواد، وتلامذتهم.
وجدناه  ينتقل من عرض مسرحي عمالي في " البوابة" الى عرض مسرحي فلاحي في نشيد الارض الى العرض الراقص واخر " تراثي" الى عرض تاريخي كما في "الغزاة" او" مجالس التراث"، ثم ينعطف الى فكرة " بوليسية" لاجاثاكرستي" او "الغرباء لا يشربون القهوة" لكاتب مصري، او نص يعده زميله قاسم محمد " متخرج في روسيا" ليضع لمسة اخراجية في اخر الشوط فيها من الحكمة الوطنية، والحب والحرص على مستقبل بلده كما انه من بين افضل الممثلين في العراق.
يستحق هذا المخرج المبدع " محسن العزاوي" من النقد مساحة خاصة، من خلال  الوقوف على تفكيك خطابه الاخراجي، لتأطير هذا الفضاء الفني، الذي تتلاقح فيه افكار مثل " حرم صاحب المعالي" مع مسرحية " نديمكم هذا المساء" للكاتب عادل كاظم مع الغناء والرقص في " عالم في ليلة" وهذه من مسرحياته المشبعة غنائياً، وايقاعياً، وكتل منظرية وبيئات خاصة تضم الكورس والابطال الثانويين الى جانب البطل " الصولو" وكأنه يحاول ان يرتفع بالغنائيات الريفية من مدن الجنوب العراقي، مع اغاني العاصمة التراثية والمعاصرة، بعد ان تعلم في مدرسة المسرح " الجيكي" اهمية توفير " المتعة" اولاً، لاستهواء الجمهور، واجتذابهم الى المسرح والدفاع عن قضاياهم، بلغة ملموسة، سلسة لا تذهب بعيداً الى الالغاز، والفذلكات المتفلسفة العقيمة.
تقترن العملية الاخراجية عند العزاوي بفلسفة " الانتاج" بوصفه وحدة تنظيمية وتخطيطية متقنة، تحقق البعد الموضوعي لوجهة نظره الفنية، وتقترن ايضاً بمتغيرات اتجاهات الجمهور المسرحي، وما يتعين على المخرج من مهام  ينبغي تسويقها للناس.
هنا تبرز قدرته الادارية، حين فك ارتباط عروضه بالنماذج التقليدية فهو يتمايز عن المخرجين بمفرادته الخاصة.
وتفاصلت تجاربه بسمات مشهدية تحتفي بالمناظر، وبالازياء، وبكبار الممثلين والممثلات في مسرحنا العراقي، مقترباً قدر وسعه بتعبيرات احتفالية غنائية – راقصة في منحى ميزه من سواه، وهذا ما يتوفر عليه " اسلوبه" الاخراجي في البناء، والايقاع، والحركة، وسلوك الممثل وتشكيل المناظر والموسيقى والازياء.
يذكرنا في عالمه النغمي، بما انجزه " بيدرش سميتانا" الموسيقي التشيكي من الحان خاصة ببطولة الشعب ضد الدكتاتورية النمساوية المطقلة، من اجل الاستقلال وتحرر الشعب.
سواء في الاوبرا " الزوجة المباعة" و " القبلة" و " السر" في روعة اغانيها، وسحر موسيقاها الشعبية، ورقصاتها المرهقة او ما انجزه " دوفور جاك" من اوبرات " كاتينكا والشيطان" و " روزالكا"، اغترف " العزاوي" من هذه البيئة الجيكية الحضارية الكثير، واراد ان يصوغ ذلك الجمال، ممتزجاً بنغم روحه الجذلى بالحب والفرح، والبهجة العراقية، ليترك لنا ثروة من عروض مسرحية يتذكرها جمهورنا العراقي – والعربي من المغرب العربي الى مشرقه.
عروض تنتمي الى عناصر العرض المسرحي في سردياتها البصرية والسمعية الحكائية بأمتياز خاص تبتعد عن المدونة الكتابية، وطرائقها الخطية الاحادية، لانه مخرج حاذق، متمرس في مهنته، واكاديمي محترف.

----------------------------------------------
المصدر : ملاحق المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرحية "رؤية فلسفية "تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أكتوبر 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية "رؤية فلسفية "تأليف محسن النصار

                       (بفصلين )

شخصيات المسرحية

1- الأستاذ عالم فلسفة في الجامعة

2- سلام طالب دكتوراه في الجامعة

3- سمير طالب دكتوراه في الجامعة

4- سعيد موظف في الجامعة

5سليمان موظف في الجامعة


(الفصل الأول )
)يفتح الستار يظهر على المسرح مكتب استاذ جامعي يحتوي على اثاث عبارة عن منضدة كبيرة وضع عليها مجموعة من الكتب والأوراق وحاسبة دفترية لابتوب وكذلك يوجد في المكتب مخزن ديلاب ألمنيوم ذات باب زجاجي , وساعة معلقة على الحائط وكذلك بعض الشهادات التكريمية الخاصة بالأستاذ الجامعي , مع وجود عدد من الكراسي 

الأستاذ:
(جالس يفكر ثم ينظر الى ساعته)

سلام : استاذ 

الأستاذ : ( ينظر ألية )
نعم !
سلام :
ماذا لو نذهب
قليلا في نزهة .

الأستاذ : ( بعصبية )

لن اذهب , انا في 

حالة من التفكير والتأمل

افضل مايمكن 

ان تفعله في هذا 

الوقت قراءة كتاب شيق 

!فأنت طالب دكتوراه 

وستحصل على منفعة كبيرة

تساعدك في اختيار 

مناسب لمشروع الدكتوراه 

ها هو الوقت يمر بسرعة ،

وانت تطلب مني 

ان اقوم في نزهة

من اجل الراحة
-3-
هيا اذهب انت .

اما انا فقد أضناني التعب 

. لم يبق أمامي سوى القليل



حتى اتوصل الى فلسفة جديدة

تخدم الانسانية والعودة 

والعودة بها الى

سابق عهدها !!!

سلام : ( بفرح وسرور )

الحمدا لله..

لقد أحسنت صنعا.!!!

الأستاذ :

( ينظر الى مكتبة مليئة بالكتب موجودة في المكان )

أخذت بتحليل جميع النظريات ...

الفلسفية ولذا لن

يهدأ لي بال حتى اجد 

الفلسفة المناسبة ، للأنسانية

ويقرأ كل فرد فلسفتي 

وفي كل مكتبة 

حتى يرتاح بعض الوقت، 
"الأستاذ : ، ولهذا كان علي كمؤلف فلسفي

من انتقاء المحطات الفلسفية
التى شغلت عقول البشرية مئات السنيين

، وركزت عليها على نحو ترك صداه في نفوس العلماء

سمير : ( بتود ومحبة ).

ومن الإنصاف يأستاذ يجب ان قول بأنك مؤلفا لم يغفل أيا من الاتجاهات الفلسفية....
فأنت تناولت فلسفة أفلاطون ثم فلسفة سقراط،

سلام : وأضيف الى قولك ...

(يومئ الى الأستاذ )

فأنت ياستاذ عالم جليل فقبل أن تنتقل لديكارت

عرجت في فلسفتك على الفلسفة الرواقية ونوهت لفلسفة في العصور الوسطى بوجه عام،وشيق

الأستاذ :

كما أنني قبل أن انتقل إلى الأسئلة

المتعلقة بالمعرفة التى أثارتها حول هيوم

ومن بعده كانط فتناولت الأسئلة بشكل فلسفي كما تجلت فى فهم فلسفة لوك،

وأ نتقلت بألهامي الفلسفي من هيجل إلى ماركس ومن ماركس إلى سارتر

لأمسك بالخيوط الفلسفية الألهامية المشتركة بين هؤلاء الفلاسفة الكبار

، فإنا لم اغفل تماما عن اتجاهاتي الألهمية الفلسفية التي

وجدت لها الحلول فتخطيت بها البراجماتية

والفلسفة التحليلية والظاهراتية وما بعد الحداثة
مازال سقراط، الذي يمكن اعتباره أبا الفلسفة الغربية،

شخصية يكتنفها الغموض بشكل عام؛ وذلك عائد،

(يتحرك في المكان وهو في حالة الأهام فلسفي ويقترب من سمير ويذهب الى سلام )

ربما، إلى أنه لم يترك لنا أيَّ أثر مكتوب. فقد
سلام :يجب ان لانسى ان المشنعين صوَّروه كشخص مثير للسخرية 

، الذين صوَّروه، وفق المنقول المعروف،

كـموقظ استثنائي للنفوس وللضمائر. لذلك

نرى أفلاطون (الذي كان تلميذه) طارحًا

عقيدته على لسانه؛ فسقراط كان بطل

( يتحرك في المكان ويقترب من الأستاذ)

المعلومات المتعلقة بحياة أبِ الفلسفة

وموته. ونتذكَّر هنا، للطرافة، ما جاء

على لسان ألكبياذِس في نهاية محاورة المأدبة

( يقهقه )
، حين قارن بين قبح سحنة سقراط العجوز

وبين جمال أخلاقه، مشبهًا إياه بالتمثال

المضحك لسيليني الذي كان يتوارى خلفه

أحد الآلهة. ؟

الأستاذ : ُّاكتشفت َ تفوقه وعبقريته من خلال !!!

ذلك المسار الذي أوصله إلى تلك

النتيجة التي مفادها أن "كل ما أعرفه

هو أني لا أعرف شيئًا، بينما يعتقد الآخرون

أنهم يعرفون ما لا يعلمون". تلك الحقيقة

التي جعلت من فكره الثاقب أمرًا مزعجًا !!!

حينما يقارَن بالامتثالية الفكرية للكثير ....

من معاصريه. فقد كانت نقاشاته التي

( اضاءة حمراء تعم النكان ويقوم الأستاذ بأرتداء الملابس اليونانية وكذلك سلام وسمير ويقمون بتمثيل اعدام سقراط مع موسيقى حزينة )

لا تنتهي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الشبيبة،

مما أثار قلق أولياء الأمور، الذين سرعان
ما اتَّهموه بالإلحاد وبالتجديف وبإفساد أبنائهم؛

الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى محاكمته

والحكم عليه بالموت – تلك المحاكمة الشهيرة

التي حاول

سقراط عبثًا ا
لدفاع عن نفسه خلالها ...

. كان يعتقد بأن فطنة الإنسان

إنما تعود فقط لامتلاكه يدين أدوات

عمل.أما سقراط فقد كان يعتقد بأن فطنة

الكائن البشري إنما علَّتُها تلك الروح العاقلة القوَّامة

على الجسد، والتي تشارك الإله في طبيعته. انطلاقًا من

هذه القناعة ومن هذا الاعتقاد انبثق

العديد من تعاليمه؛ لأنه إن كانت نفس

سلام :

الداعي إلى ضرورة تفهُّم أفضل للنفس،

أي "اعرف نفسك"، العبارة المنحوتة

على واجهة هيكل ذلفُس، التي اتخذها

سقراط شعارًا: "حياة لا يُفحَص عنها

لا تستحق أن تعاش". لأن أكثر ما يشدِّد

العزيمة، حينما يتعلق الأمر بفناء الجسد،

هو الإيمان بخلود الروح

سمير :

كان قبل أن يجرع كأس السمِّ

الذي وضع حدًّا لحياته؛ ...

الأستاذ :

حين قارن نفسه بالبجعة التي تغني قبل أن

تموت، ليس لأنها تخاف

الموت،

وإنما

دافع



ما تتطلَّع إليه من سعادة ومن أمل ؟



سلام : ليس كل

مايتمناه المرء

يدركه الانسانية ابتليت ،
بالنكبات والزلازل ،

وقبل ذلك الحروب

ايها الأستاذ الطيب على الله توكل

وبالعودة بالعالم الى الأخوة

والسعادة الحقيقية ..



الأستاذ :

(مبتسما ويقوم من مكانه ويتحرك نحو المكتبة ويضع بعض الكتب والأوراق على احد الرفوف )

سأنتهي من منهجة

نظريتي الفلسفية 

بأسرع وقت بإذن الله

(يخرج مع سلام وسمير وأثناء خروجه يلتقي بسعيد )

(الفصل الثاني )

(يدخل سعيد وهو رجل متوسط العمر تبدو علية علامات الشر والنفاق ينظر بأستهزاء الى الأستاذ ويسرع نحو المكتبة التي وضع الأستاذ كتبه وأوراقه فيها )


يا له من انسان حكيم !

لا يتوانى لحظة عن دراساته

.يجب ان اجعله يندم 


(ينظر بحقد الى المكتبة ومع نفسه )

انتظر وسوف ترى ..

سأجعلك تندم

سوف لا اتوانه عن فضحك

سأحاول اخفاء كل ماكتبه...

(بخبث)

وحين ياتي الى المكتبة


لدراستها لن يجد

ماكتب ، ويبدأ

بالبحث عنها ،

ويشتد به الغضب ،

وعندئذ سوف يسب 

ويلعن ويتهم

صديقه سلام وسمير

بسرقة كتبه وأوراقه

(يقوم بسرقة الأوراق التي كتبها الأستاذ ويقوم بأخفائها في المكان )


(يدخل الأستاذ )

الأستاذ : ماذا بك

ياسعيد مرتبك كثيرا


اللهم بركاتك!.


(يتحرك نحو المكتبة ويقرب من رفوف المكتبة التي وضع عليها الكتب والأوراق التي قام بكتابتها )


لقد اختفت اوراقي كتاباتي !!!اين ذهبت ابحاثي الفلسفية ؟



(يقترب من سعيد )
أين اوراقي ؟!

سعيد : لاعلم لي بوجودها .


الأستأذ :

وضعتها هناك !!!
( يومئ على المكتبة )

على تلك الرفوف

سعيد :


( يقترب من رفوف المكتبة ويقوم بالبحث عن الأوراق )

.. لا وجود لها!

ربما تكون قد وضعتها!!!
(يحاول ان يتذكر )

في مكان اخر ! لا أثر لها هنا

(يقوم بنثرالكتب)..

لاوجود للأوراق شخص ما!!!


من ذا الذي قام بسرقتها !!! من يكون السارق ؟

سرقة علنية !!!!
-12-
سعيد :

(بدهاء وحيلة )

ابحث عنها بين ...

الكتب ان شئت!..


(بخبث )



هيا ابحث..عنها 


(يجلس على الكتب التي نثرها في المكان ).

الأستاذ :


(يرفع مجموعة من الكتب من على رفوف المكتبة ثم يقوم برفع جميع الكتب من رفوف المكتبة )



أمر غريب !!!

وعجيب! وغير معقول ؟


حقاً.. ! اين اختفت اوراقي ؟


لقد سهرت الأيام بلياليها


في كتابتها فهي ...



عصارة افكاري !
-
فقد حاولت ....


ايجاد شيئا جديد للأحساس

المرتبط بأدراك المحسسوسات البيئية , فهو!!!



احساس قصير بفعل الأدراك الحسي...


المرتبط بين الأنسان


وبيئته المحدودة , وهذا الأحساس!!!


لاينتج ابداعا جماليا


عالي القيم بل ينتج مؤثرات آنية مستفيدة!!!


ومنهية ومحدودة . وطورت


رؤية فلسفية جديدة للأحساس



الجمالي السامي الخالص

للقيم الأنسانية ....


من خلال ايجاد

عملية عقلية تحليلية

مدركة تعمل الى كشف



الحقائق الخالصة في



(يتحرك في المكان يمينا ويسارا )

المواد والأشكال الأسكيمات واليوفينات


من خلال أبداع عقلي

أساسه كشف الجمال الحقيقي بواسطة

المعرفة الخالصة للأنسانية جمعاء 

من خلال ايجاد قواعد اساسها إحساس وأدراك , مرتبط يملكه

الذهن والعقل



عند الأنسان ...


لم يظهر مخلوق واحد هنا،

ورغم ذلك اختفت اوراقي ! لو كانت اوراقي

سقطت من المكتبة 

لتناثرت في المكان 

دون شك، ولكن لا أثر

هنا للأوراق بالمرة..

عجباً.. لم يأت إلى هنا أحد بالمرة، ومع ذلك

فإن أحداً أخذها دون شك !!!.
سليمان :

(يدخل وينظر إلى الأستاذ )

ها ماذا بك يأستاذ ؟

استاذ تبحث في المكان ؟

الأسناذ :

يبدو أنه من قام بسرقة ابحاثي ... بدون قلب او رحمة !!!

.. لن تموت أفكاري ..





إذا كان أحدهم قد أخذ الأوراق فليأخذها.



. ولينشهرها هنيئاً له





على ثقافته المزيقة ً



.

(يخرج ثم يدخل بسرعة )



سليمان :

والان كيف الحال !!!





كيف الحال يا كبير الفلاسقة ؟
ها ها هاا ..لقد بذلت كل ما في ..,



وسعك ووقتك من اجل ...

(يصمت قليلا )





كتاباتك وتختفي بهذه البساطه..

الأستاذ : 

إنك لا تأتي إلي ...





الإ في المواقف الصعبة !!! .

سليمان :

تباً لي أيها الأستاذ الرائع !





.. بدلا من أن تغضب وتسب.. تقول.. هنيئاً مريئاً!

ما من شيء يمكن عمله معك ...ا،ك عالم جليل


الأستاذ : يجب ان استمر !!!


في كتاباتي الفلسفية !!


يجلس الأستاذ على الكرسي في مكتبه ، ويكتب و يستمر في الكتابه)
سليمان :


(يجلس بقرب الأستاذ في مكان المقدمة ، و سعيد ويجلس بالقرب من سليمان)

حسناً شكرا لك..


عليكم بلأنصراف ؟ الأستاذ :

( واليسار يبتعدون ويتجهون ناحية اليمين)


سعيد :

(مخاطبا سليمان )

لقد تعبت.. هل بقي هناك الكثير

من الأعمال؟ من ومن الذي قدم لنا

تقريره ومن الذي لم يقدمه بعد؟

سليمان : يبدو أنه ينبغي الانتهاء من التقارير الآن

(مخاطباً سعيد)



سعيد : ها كيف الأخبار؟


كيف تسير أحوالك؟

أستاذ

(يضحك سعيد )


الأستاذ: بصفة عامة.. أحوالي

لا تسر، وقعت فريسة هذه المرة

ليس لها مثيلاً منذ بدء الخليقة..


كان الموظفون فيما سبق حريصون

كل الحرص على عملهم ... 

أما الآن فقد اصبحوا وحدهم.. 

من يدفع لهم أكثر يلقى

المزيد من اهتمامهم وسعيهم..

انهم يبذلون لمن يدفع لهم قدراً
من الحرص والمسؤلية .

.. أنهم يعملون أي شيئا


ليكسبوا من وراء ذلك..


انهم يوقعون كبار

الأساتذة في شراكهم
..

حسناً سأتحقق من هذا بنفسي هيا.. انصرفو ..


(يتجهون ناحية اليمين واليسار )


سليمان وسعيد :

(مخاطبين الأستاذ بصوت واحد )

!
لا نستطيع العيش

بعد الان.. نرجوك يأستاذ 

أن تعيننا في مكان آخر..

الأستاذ: : أعينكم في مكان آخر؟! ما هذا الهراء الذي


تهذون به؟! انهضوا 


وتحدثوا كما ينبغي أن يكون

عليه حديث العقلاء..
هيا اقترب لي ياسعيد .

. هل سرقت الكثير من

الأستاذة خلال عملك هنا؟


سعيد :

(مرتبك )

لم أسرق استاذا واحداً !

الأستاذ :

ماذا تقول؟



لم تسرق استاذا واحداً؟!

كيف لم تسرق ِ استاذا


واحداً؟! ماذا إذن كنت تفعل؟ أين إذن

اختفت كتاباتي ؟

سعيد : (بندم وحزن ) لم أكن أسرق

على الإطلاق.. كنت أبذل كل ما

في وسعي وطاقتي

طول الوقت، قي خدمتك

وهذا واجبي الوظيفي

ولكني لم أستطع تحقيق


أي شيء.. ولم اسرق 

كتاباتك الفلسفية الأخيرة

أحدهما سرقها من أمام عينيك ،

( ينظر في المكان يمينا ويسارا )

ومع ذلك لم تسب


(يتحرك نحو الأستاّذ)


أو تلعن، بل تمنيىت لمن أخذها

أن يتهنأ بها هنيئاً مريئا


( بخوف ومحاولة مسك نفسه )
.

الأستاذ : : ماذا تقول؟ ما هذا


الذي تتمتم به؟ هيا تكلم وأفصح، فمن

الصعب تمييز ما تقول.


كيف تجرؤ



على العودة من خلفي ؟



والأدهى من ذلك تجيء لي

وتقول بأنك لم تسرق

سعيد : انا لااهتم


(يتحرك في المكان وبحقد )


كما تعلم بأي شيئا

وكان كل وقتي فيى خدمتك ...

سليمان :

كان قبل قليل



يقول لي ان كتاباتك لا تساوي دينارا واحدا !!!



الأستاذ : ( بعصبية وغضب )



.. هل قررت السخرية مني ياسعيد ؟ 

هه؟ أتريد أن سرقة جهدي



الأبداعي مجاناً؟

ابذل كل جهدي





من اجل حياة جديدة تسعون

انتم في سرقته ..

وها أنتم

قد عدتم الى الى اتعس المراتب


في الحياة الانسانية 

(يدور في المكان وهو في حالة فوران )

خالين الوفاظ !!!

والأكثر من ذلك جئتم 

بما تسمونه كتابات ...

عديمة الفائدة الوجدى

. ثم تحكو لي مواقف 

لا أصل لها ولا ضمير .



. انكم في حقيقة الأمر

، لصوص تقتاتون

على الكتابات الفلسفية

وتسرقونها وتبعونها بأبخس 

الأثمان ولا تهتموا لذلك ،

وهذا هو الذي جعل اناس



اغبياء يدعون العلم والثقافة !!!

بسرقة جهود الاخرين ...

يشقون الطاعة عليك.. مهلاً يا عزيزي.. 

سألقنك درساً لن تنساه ؟. 

سعيد :: أتوسل إليك يأستاذ 

ألا تصدر امر اداري بمعقابتي،

واسمح لي بكلمة 

أقولها لك .. ان بعض الحساد

(يقترب من الأستاذ ويدور حوله ويحاول اظهار ندمه ) 

الذين لايريدون للفلسفة

ولك التجديد ومحاولة الصعود على اكتافك من اجل الشهرة

الكاذبة فحالهم أسوأ

بكثير سواء كانوا


يتعاملون مع الكتابات الفلسفية

أو اصحاب الفكر الفلسفي .

فالأمر عندهم هنا بسيط ولا يصعب 

على أحد منهم ..

فأنهم بأفعالهم الدنيئة 

يقومون

بفعل أي شئ من اجل سرقة كتابات الأخرين

فبصرفون الأموال من اجل ذلك

أتوسل اليك يأستاذ من

اليوم لا يدأ عملي إلا بذكر الله؟

أتوسل إليك يا أستاذ أن تسمحني

من افعال هؤلاء المنافقين ، 

لقد ندمت ندما كبيرا... 

ومن الآن لا تعامل معهم..

كما أنني أطلب السماح من ؟|

العالم الجليل الذي جعلته يسخط عليّ ..فأرجوك يأستاذ السماح والعفو

الأستاذ : إنك تكذب أيها



السارق الكذاب .. ليس هناك 

ما يدعو إلى خدمة الآخرين.. 

فأنا لم ابخل عليك بأي شيئ 

إنهم خدعوك بحفنة من المال !!!! 

والسادة والنساء أنهم يعرفون

كيف يحاتلون، ويخترعون سبلاً 

جديدة في سرقاتهم ، لأنهم.



(يقترب من سعيد ويمسكه من رأسه )



وجدواك خائنا فاقد للضمير 

الأنساني فانت المسئول عنهم 



أنت.. قد اعطيتهم ثمار جهدي!!!!

(في حالة توتر وغضب شديدين )

الفلسفي فأستشعروا بالقوة ، 

فجثموا على صدرك يخدعون بك ..


والأكثر من ذلك أنهم لم يعودو


( يقترب من سعيد ويقوم بوضع يديه على كتفي سعيد ) 

ا يبخلون عليك بالأموال..

فقد تأصلت 

في نفوسهم المريضة هذه 

العادة السيئة وعلموها لك !!!! 

ولأمثالك الأغبياء

فانهم، في هذه الحال،



سيتخلوصون منك ..



عليك أن تفكروتطهر نفسك من افعالك 

المشينة وعليك ان تفضح 



هؤلاء المتربصون الذين

(في حالة غضب وعصبية يقترمن سعيد وسليمان )

يسرقون افكار وجهود الأخرين ... 

عليك بطريقة ما للتعامل معهم.. 

عليك أن تعلن التوبة امام جميع 

الناس من حولك حتى تستطيع ان تخرج من مأزقك هذا بالطريق التي تجعل

كل من حولك يستطيع اعادة الثقة معك ...

سعيد : لا أدري

ما الذي يمكن

ان افعله هل من طريقة ما ؟ .

أتوسل إليك أن تسامحني لم أعد

(يقترب من الأستاذ وهو في حالة ندم وينحي امام الأستاذ ) 

أستطيع التحمل ظميري يؤنبي ....

سليمان : (بغضب)



ماذا تقول؟ لا تستطيع التحمل بعد ماذا ؟!

أتعتقد ابان الأستااذ 

سيقوم بالعفو عنك

هه هههههههههه؟ هه؟

سعيد : لا أتعمل معهم بعد اليوم ..


الأستاذ : لا ستطيع العفو عنك يجب ان تأخذ العدالة مجراها حتى


تكون عبرة للآخرين ؟



! إذن يجب ان تحاكم بعد



ان يتم فصلك من الوظيفة ... 



(يتحرك الأستاذ يمينا ويسارا ثم يقترب من المكتبة ويناول كتاب من رفوف المكتبة يفتح الكتاب ثم بعد ذلك يرجعه الى مكانه ثم يتأمل ثم يفكر ثم يسرح في فلسفته )


اكتساب بعض السلوكيات

توفر لنا الجهد والوقت فهل هذا

يعني مجرد تكرار

آلي أم سلوكيات جديدة!!!!



الغريزة



مجرد ميل أعمى نحو غاية من



غير إرادة ولا شعور؟ وإذا كانت حركة

ميكانيكية فهل هي تقيد

حريتنا وتجعل من
الصعب التحكم في سلوكنا !!!!


: حاول البعض تعليل العادة كسلوك

آلي ذلك أن

اكتساب العادة

(يتحرك في نحو سليمان ويقوم بمسكة برقة من يدية ثم يتجه نحو سعيد ويبقى يلاعب شعره الكثيف )

يقتضي ميلا للعمل وتكرار ،

يقول أرسطوا العادة وليدة التكرار



وهذا ما جعل أنصار

الموقف السلوكي الحديث يتخذون من الفعل





المنعكس الشرطي أسس لتفسير السلوك

النظرية المادية في تفسير اكتساب السلوك 

على أساس من الفروض

الفيزيولوجية ورد السلوك الى





الثبات فيرى الديكارتيون 

أن العادة مجرد آلية تحكم فيها نفس الوانين التي تسير

الطبيعة

ثني الورقة التي تحتفظ بآثار الثني


وتسهيل إعادة ثنيها مرة





أخرى وهذا ما يحدث لدى الكائنات الحية

وتسمى قابلية التشكيل

وكذلك الاستبقاء السلوكي كمثال على التعود الفيزيائي

يسهل مغنطته ا

(يدور في المكان وفي حالة تأمل وتفكير )





وعليه فقد ربط الفيزيولوجيون

العادة بالدماغ والجهاز السلوكي 

والعصبي الذي يحتفظ كالورقة بالآثار

المرتبطة

والمنظمة
بحيث عندما تبدأ الحركة الأولى

يعقبها الباقي بترتيب ثابت ويؤكد



هذا أن أي اضطراب في الدماغ يودي

بفقدان الكثير من هذه الحركات ثباتها وسرعتها

لقد انتقد برادين النظرية الآلية معتبرا 

أن العادة ليست أي آلية أناه آلية ناتجة عن تدخل استعداد الكائن الحي في أن يتغير هو بنفسه

(يتحرك نحو اعلى المسرح وهو في حالة اندهاش ويقوم بأشعال انواع من الشموع بألوان مختلفة )

فالفعل المنعكس ليس

عادة ، العادة ليست طبيعة ثابتة بل لما لا تكون

طبيعة عادة ثانية كما يرى أن العادة نموذج

في الاستجابة أكثر منه سلسلة من

الحركات المحدودة وهي لا تقوم على

التكرار أو الربط وإنما على التنظيم والتقدم .

يرى أصحاب النظرية الديناميكية الحيوية أن العادة لا يفسرها الجسم

، فيميز أرسطو و رافيسون بين العادة من خصائص
الكائن الحي 
والثبات


: إن رمي الحجر في الهواء ألف مرة لايعلمه الصعود دون قوة دافعة

ليست



طبيعة خصائخها الفيزيائية



والكيميائية .... إنما كونها تتصف بالحياة فالروح هي التي تشكل الجسم

على صورتها

وليس العكس و لقد بينت في ابحاثي بول أن
الفأر الذي شكل بصورة



جزئية

والذي يقود في المتاهة تبقى فيه العادة ، فالخطة ثابتة في حين أساليب

التنفيذ لا تعرف الثبات و في

نقد نظرية الإرتباط التي تلح على التكرار

(يتحرك في المكان ويقترب من المكتبة ثم يقوم بتناول بعض الكتب واثناء حديثه الفلسفي يقوم برمي الكتب في المكان اعلى اسفل المسرح وفي اليمين واليسار )

...يقول : إن إكتساب العادة يكون أسرع إذا فرقنا بين التمرين بفواصل زمنية

فلو كانت النظرية الآلية صحيحة لكان

التكرار آلي بدون الفواصل

أنجح بكثير بكثير

من التكرار المتقطع .

إن العادة ليست سلوكا آليا لأن التكرار ليس له

مفعول بمفرده فهو لا يخلق آليا

الروابط بين الأشياء ،
كما أن الترابطات التي تحولت الى عادة لا تعود

ثانية ، إلا أن الفرد يريد إ

عادتها فالإرادة هي التي تستخدم آليات العادة

كوسيلة لغاية من الغايات

، الفعل لا يتكرر

أبدا والإنسان لا يتعلم بالتكرار الآلي وإنما بالبدء

من الجديد ،كما أن القول بأن العادة

سلوك لاشعوري إطلاقا قول خاطئ لأن الشعور يحرس دائما الفعل

العادي

(يتحرك بالمكان وهو في حالة اندماج مع فلسفته )

وأن العادة

يراقبها الشعور الهامشي الذي... ينتقل

مباشرة للشعور كلما عجزت الآلية ...

عن مواصلة الحركة فإذا أخطأنا أثناء!!!
الكتابة شعرنا بخطئنا وانتبهنا....



وأنت ايها الوقح تقوم بسرقة جهودي وتعطيها للآخرين بأبخس الأثمان !!!!
سعيد : ( يبكي ويصرخ )

آه يالتعاستي .. آه ! ارجوك ايها الأستاذ ارحمني وارحم عائليتي ..

الأستاذ : هل هذه حيلة جديدة تريد ان تلعبها علي ؟

سعيد : ارجوك يأستاذ الرحمة لقد اخطاءت : آه.. ! آه .. يالتعاستي 

سعيد : انني لم اقوم بسرقة اوراقك الفلسفية وانما اخفيتها !!! !

الأستاذ : هيا أخبرني اين اخفيت الآوراق ؟

(يذهب سعيد خلف المكتبة ويقوم بأخراج الأوراق التي قام بكتابتها الأستاذ )

اللعنة عليك يجب ان تذوق وبال عملك فللصوص من امثالك ليس لهم وجود من الآن في الجامعة

سعيد : ( بصراخ وبكاء )

العفو ياستاذ ارجوك الرحمة لقد أخطأت

(يبقى يبكي ويصرخ ويقوم بنثر الأوراق في المكان فيقوم الأستاذ بألتقاط الأوراق ورقة ورقة من المكان وهو في حالة حزن )

ستار

محسن النصار

تابع القراءة→

0 التعليقات:

اللمسة الاخراجية الساحرة في تجارب محسن العزاوي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أكتوبر 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية
مسرحية الحريق أخراج محسن العزاوي

د.عقيل مهدي يوسف

تميز محسن  العزاوي، بفرادة اخراجية في جيل ما بعد الرواد، ابراهيم جلال وجاسم  العبودي،.. وافاد من تجارب سواهم في الاخراج، ومنذ وقت مبكر اتجه لتلقف "  اللامعقول" الذي اجتاح "الغرب" المسرحي، ولكن بقراءة عراقية، كما صاغها  الدرامي " طه سالم" في ريادته تلك.

الجوهري في منهجية العزاوي الاخراجية، انه يمتلك مؤهلات بصرية- ايقاعية، تقرن المرئي بالمسموع على مستوى هارموني رشيق، وتبث " شاعريتها" المموسقة بمقاطع مسرحية اشبه بالاتجاه الخاص بالمسرحيات الموسيقية العالمية، التي تعتمد الفرجة الباذخة على قدر ما تسمح به القدرات الانتاجية الوطنية في العراق.
تعامل العزاوي مع نصوص درامية عراقية، وعربية، وعالمية، تفاوتت موضوعاتها، وبناها، وتراكيبها، واهدافها على وفق تجارب اخراجية متباينة.
انتقل من مهاد الخرافة الشعبية اللا معقولة في " طنطل" وسواها من تهوميات المخيال الجمعي، الى " المسرح الجيكي" ليتخذ دروسه الاخراجية الاحترافية من ذخيرة " الربرتوار" في مدينة " براغ" من اتجاهات اخراجية متنوعة، وذات خصوصية فنية، واسلوبيات حداثوية تبتكر لنفسها عوالم جديدة، سواء ما يخص المسرح التقليدي الكلاسيكي، او المعاصر، سفوبودا لتيرنا ماجيكا، السحري، الذي يربط تقنيات السينما بالممثل الحي، في لحظة انية مدهشة امام الجمهور وكذلك ما وجد في اعماق ذاته الابداعية، من تجارب مع المسرح الاوبرالي والغنائي، والراقص مما حرك شوقه الى اختزال تلك الحركات المرئية، وخطوط المناظر وبيئاتها الديكورية، وهي تنتج "سينوغرافيا" غير معهودة في مسرحنا انذاك، على شكل خطاطات في ذاكرته ليعد ابتكارها في تجاربه الاخراجية، الذاهبة بأتجاه مكونات العرض وفنونه التي تمرس في دراستها، واستيعابها، ومعايشتها ميدانياً في مسارح " براغ" وما شاهده هناك من عروض اجنبية زائرة ومختلفة.
كان العزاوي من بين المخرجين الذين ذهبوا بأتجاه اوربا الشرقية وما تمثله من مناهج فنية وجمالية وفكرية مغايرة، واصيلة ومتقاطعة – احياناً – مع العقلية الاخراجية الاوربية، والامريكية، التي مثلها جيل الرواد، وتلامذتهم.
وجدناه  ينتقل من عرض مسرحي عمالي في " البوابة" الى عرض مسرحي فلاحي في نشيد الارض الى العرض الراقص واخر " تراثي" الى عرض تاريخي كما في "الغزاة" او" مجالس التراث"، ثم ينعطف الى فكرة " بوليسية" لاجاثاكرستي" او "الغرباء لا يشربون القهوة" لكاتب مصري، او نص يعده زميله قاسم محمد " متخرج في روسيا" ليضع لمسة اخراجية في اخر الشوط فيها من الحكمة الوطنية، والحب والحرص على مستقبل بلده كما انه من بين افضل الممثلين في العراق.
يستحق هذا المخرج المبدع " محسن العزاوي" من النقد مساحة خاصة، من خلال  الوقوف على تفكيك خطابه الاخراجي، لتأطير هذا الفضاء الفني، الذي تتلاقح فيه افكار مثل " حرم صاحب المعالي" مع مسرحية " نديمكم هذا المساء" للكاتب عادل كاظم مع الغناء والرقص في " عالم في ليلة" وهذه من مسرحياته المشبعة غنائياً، وايقاعياً، وكتل منظرية وبيئات خاصة تضم الكورس والابطال الثانويين الى جانب البطل " الصولو" وكأنه يحاول ان يرتفع بالغنائيات الريفية من مدن الجنوب العراقي، مع اغاني العاصمة التراثية والمعاصرة، بعد ان تعلم في مدرسة المسرح " الجيكي" اهمية توفير " المتعة" اولاً، لاستهواء الجمهور، واجتذابهم الى المسرح والدفاع عن قضاياهم، بلغة ملموسة، سلسة لا تذهب بعيداً الى الالغاز، والفذلكات المتفلسفة العقيمة.
تقترن العملية الاخراجية عند العزاوي بفلسفة " الانتاج" بوصفه وحدة تنظيمية وتخطيطية متقنة، تحقق البعد الموضوعي لوجهة نظره الفنية، وتقترن ايضاً بمتغيرات اتجاهات الجمهور المسرحي، وما يتعين على المخرج من مهام  ينبغي تسويقها للناس.
هنا تبرز قدرته الادارية، حين فك ارتباط عروضه بالنماذج التقليدية فهو يتمايز عن المخرجين بمفرادته الخاصة.
وتفاصلت تجاربه بسمات مشهدية تحتفي بالمناظر، وبالازياء، وبكبار الممثلين والممثلات في مسرحنا العراقي، مقترباً قدر وسعه بتعبيرات احتفالية غنائية – راقصة في منحى ميزه من سواه، وهذا ما يتوفر عليه " اسلوبه" الاخراجي في البناء، والايقاع، والحركة، وسلوك الممثل وتشكيل المناظر والموسيقى والازياء.
يذكرنا في عالمه النغمي، بما انجزه " بيدرش سميتانا" الموسيقي التشيكي من الحان خاصة ببطولة الشعب ضد الدكتاتورية النمساوية المطقلة، من اجل الاستقلال وتحرر الشعب.
سواء في الاوبرا " الزوجة المباعة" و " القبلة" و " السر" في روعة اغانيها، وسحر موسيقاها الشعبية، ورقصاتها المرهقة او ما انجزه " دوفور جاك" من اوبرات " كاتينكا والشيطان" و " روزالكا"، اغترف " العزاوي" من هذه البيئة الجيكية الحضارية الكثير، واراد ان يصوغ ذلك الجمال، ممتزجاً بنغم روحه الجذلى بالحب والفرح، والبهجة العراقية، ليترك لنا ثروة من عروض مسرحية يتذكرها جمهورنا العراقي – والعربي من المغرب العربي الى مشرقه.
عروض تنتمي الى عناصر العرض المسرحي في سردياتها البصرية والسمعية الحكائية بأمتياز خاص تبتعد عن المدونة الكتابية، وطرائقها الخطية الاحادية، لانه مخرج حاذق، متمرس في مهنته، واكاديمي محترف.

----------------------------------------------
المصدر : ملاحق المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

السبت، أكتوبر 01، 2016

التوثيق المسرحي الرقمي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 01, 2016  | لا يوجد تعليقات

كتابات مسرحية




من خلال متابعة وحضوري مهرجان المسرح العربي في المغرب 2015  وجدت بأن الهيئة العربية للمسرح أولت اهتماما كبيرا للتوثيق المسرحي في مواقعها الإلكترونية المتعددة على اعتبار الرقمية تقنية لتسجيل المعلومات وتخزينها ونشرها عبر نظام للتشفير يحول سائر الفعاليات من عروض مسرحية وندوات صحفية ونقدية وورشات وجلسات فكرية (خطية , مصورة , صوتية ) الى ملفات مجردة غير مادية ويقوم بهذا التشفير وسيط الحاسوب الذي يشكل أداة للقراءة والكتابة , وأستقبال سائر انواع المعلومات وتخزين كميات هائلة من البيانات فالرقمية بذلك تتيح إنجاز أضعاف ماتقوم به المطبعة فرقمنة الفنون المسرحية بمعناه التقليدي والحديث وما بعد الحداثة ممثلا بمئات من كتب المسرح العربي والعالمي ومخطوطاته .
والثانية رقمنة المسرح بمعناه الحديث متجسدا في عدد كبير من المواقع والمدونات والمجلات والصحف الإلكترونية 

ورغبة بالحفاظ على ذاكرة المسرح  لشعوب العالم العربي والعالمي وتعريفها للأجيال المسرحية القادمة  فمن  الضروري استخدام تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها في الحفاظ على هوية المسرح  باستخدام الوسائل العلمية والإلكترونية الحديثة، الذي تأتي أهميتها نتيجة توسّع شبكة الإنترنت وزيادة محتوى المعلومات بها باللغات الأجنبية وتضاؤل محتوى المعلومات باللغة العربية فمنذ البداية قامت الهيئة العربية للمسرح  بتوثيق كل ما يمكن توثيقه وحفظه وترقيمه وإتاحته في أقراص مدمجة، وبات التوثيق الإلكتروني للمسرح حاجة ملحّة.

ومن منطلق أهمية الحفاظ على الذاكرة المسرحية  العربية، وتشجيع أعمال التوثيق الالكتروني للموروث المسرحي  العربي والعالمي، يجب التأكيد بأن   الحفاظ على المواد الفنون المسرحية  أمراً في غاية الأهمية لما تمثله تلك المواد من ذاكرة فن المسرح  وبما تحتويه من قيم جمالية  وعبق المسرح الهادف والجاد ، فبات من الضروري توثيق هذه المواد رقمياً بغية إعداد استراتيجية  ممنهجة لتقديمها في شكل جديد هو الشكل المرقمن،  في رقمنة المسرح العربي. ويجب ان تتضمن هذه الإستراتيجية آلية للتنفيذ وخطط للانجاز،  ورفع درجة الاهتمام برقمنة الإرث المسرحي  والحضاري للمسرح العربي والاهتمام بنشره الكترونيًا لتعزيز اتصال المسرح العربي  بالتجارب  المسرحية العالمية  ,الاهتمام بتطوير المواقع الألكترونية  ودعوة الدول العربية إلى إحداث مراكز متخصصة في مجال التوثيق الإلكتروني المسرحي لتتعاون فيما بينها وفق منهجية واحدة لتوثيق المسرح العربي.  وعمل وصناعة محتوى معلومات عربي قوي قادر على المنافسة العالمية، انطلاقاً من الميزة المتمثّلة في وحدة اللغة في العالم العربي، ودعم هذا المحتوى عبر تقديمه في صورة ملفات إلكترونية تشمل الفنون المسرحية بكل انواعها. 
التأسيس للمسرح  الرقمي الألكتروني موثق يجعل تكنولوجيا المعلومات أداة إيجابية فاعلة لخدمة مسرحنا  العربي.
وتوثيق المسرح العربي، يكون تشكيل نواة توثيقية شاملة، ليقوم كل بلد عربي بجمع كل الوثائق المسرحيّة لتكون نواة ايجابية في  تنمية المسرح العربي .


وتوثيق  كُتاب المسرح في الوطن العربي، ، وتوثيق العروض المسرحيّة العربية في كل دولة  عربية، والغاية من ذلك معرفة مدى التنمية المسرحيّة في الوطن العربي، وإحداث ديمومة تواصلية بين كل الدول العربية، وفتح المجال للإطلاع عليها،  على مستوى التأليف  والنقد والتمثيل والأخراج .وتوثيق مسرحيات و عروض الأطفال، . وتوثيق المهرجانات المسرحيّة العربية .
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9