أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، مايو 19، 2010

«حلاق اشبيلية» لبايزيلو: قبل أن يدخل روسيني على الخط

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات



ابراهيم العريس


تعتبر أوبرا «حلاق اشبيلية» للإيطالي جاكينو روسيني، من أشهر الأوبرات في تاريخ هذا الفن... وهي بلغت من الشهرة ان نسي الناس ان النص المسرحي الأصلي الذي أخذت منه، وهو من تأليف الفرنسي بومارشيه، كان ذات يوم عماد حركة مسرحية نشطة... وكذلك كانت أوبرا روسيني من الشهرة بحيث نسي الناس – بمن فيهم هواة فن الأوبرا – أنه كان ثمة قبل دخول روسيني ميدان هذا العمل أوبرا أخرى تحمل الاسم نفسه، ومقتبسة بدورها عن مسرحية بومارشيه وضعها مواطن روسيني، جوفاني بايزيلو، لتقدم في عرضها الافتتاحي في سانت بطرسبرغ، عاصمة روسيا في العام 1782، أي قبل 34 سنة من العرض الافتتاحي لـ «حلاق اشبيلية» التي نعرفها اليوم.  

* من الناحية المسرحية، نحن أمام العمل نفسه في الحالين. ولكن من الناحية الموسيقية من الواضح أننا أمام عملين مختلفين تماماً عن بعضهما البعض... وكذلك ثمة اختلاف وان يكن أقل بكثير، بين الاقتباس الذي حققه كاتب نص أوبرا بايزيلو (بتروزيليني)، والاقتباس الآخر الذي حققه كاتب النص الذي لحنه روسيني (تشيزار ستربيني)... حتى وان كان الكاتبان قد بقيا أمينين للنص المسرحي الأصلي. ومنذ البداية هنا لا بد من القول ان روعة العمل الموسيقي الذي حققه روسيني لهذه الأوبرا، كان لا بد له من أن يمحو من الذاكرة، والى حد كبير، العمل الذي سبقه والذي يكاد يكون منسياً اليوم، حتى وان كان يقدم في ايطاليا أو في روسيا بين الحين والآخر، على سبيل الذكرى لا أكثر.

ومع هذا، لا بأس من التوقف هنا عند «حلاق اشبيلية» كما لحنها بايزيلو، لأنها – على أية حال – تبقى الأشهر بين أعماله، هو الذي كتب عشرات الأعمال الأوبرالية طوال حياة غنية، ملأت القرن الثامن عشر، وكاد خلالها أن يكون فريد زمنه في هذا الفن... وكان واحداً من مؤسسي حقبته التالية التي شغلت القرن التاسع عشر بأسماء عرفت كيف تغطي على اسم بايزيلو، وأسماء معاصريه، بحيث بات يخيل الى كثر ان ايطاليا عرفت نهضة أوبرالية، في حقبة فصلت بين بدايات مونتفردي العظيمة، وظهور روسيني وفردي ومن لف لفهما، من صانعي مجد هذا الفن في ايطاليا القرن التاسع عشر.

من ناحية الموضوع تتبع أوبرا بايزيلو، السياق نفسه الذي يسير روسيني على هديه في أوبراه... أي الخط الحدثي الذي صاغه بومارشيه علماً بأن هذا الأخير، حين كتب العمل في المرة الأولى، من خمسة فصول، صاغه أصلاً على شكل أوبرا هزلية كتب لها الموسيقى بنفسه. ولكن، اذ لم يحقق ذلك العمل أي نجاح يذكر، واذ سخر كثر من جهود بومارشيه الموسيقية، عاد هذا واكتفى بتقديم العمل كمسرحية. حتى اليوم، لم يبق أي أثر حقيقي من موسيقى بومارشيه. أما تلحين بايزويلو للعمل فقد بقي كما أسلفنا... وان كانت عبقرية روسيني اللاحقة قد نسفته نسفاً. اذاً، تدور أحداث أوبرا بايزيلو، بدورها، في مدينة اشبيلية الاسبانية. وعندنا هنا، منذ البداية الكونت المافيفا (تينور) يعبر عن غرامه المولّه بالحسناء روزينا (سوبرانو). وها هو يشكو من عدم قدرته على الالتقاء بها أبداً، لأن وصيها وأستاذها الدون بارتولو يصادرها في بيتها ويكاد لا يسمح لها بمقابلة أي انسان. وذات يوم، وفيما كان الكونت المافيفا يتلصص سراً، مترقباً ولو فرصة عابرة لمشاهدة محبوبته، ولو عبر نافذة البيت الذي تقيم فيه، يلتقي الحلاق فيغارو (باريتون) فيكاشفه بما يعزيه من حب راشجان. وهنا يخبره فيغارو، الذي – بوصفه حلاقاً – يعرف كل الأسرار عن كل الناس، ان الدون بارتولو انما هو في حقيقة أمره، مغرم بدوره بالحسناء روزينا، ويخطط للزواج منها... بل يضيف ان العرس من المفروض أن يحتفل به في ذلك اليوم تحديداً. وهنا، اثر ذلك، تظهر روزينا عند النافذة لتغني مناشدة عاشقها الغامض أن يغني لكي تتعرف عليه. وعلى الفور يرتجل الكونت الموله أغنية من نوع «سبرينادا» مدعياً انه الطالب لندور. وهنا يقرر الحلاق فيغارو أن يمد يد العون لصديقه الجديد الكونت المافيفا... مسارعاً بتسليمه، قبل أي شيء آخر، رسالة من روزينا. ثم ينصحه بأن يقدم على الدخول الى بيت الدون بارتولو، حيث تقيم الفتاة، بزعم انه جندي ثمل يبحث عن مأوى يلتجئ اليه. وتنجح الحيلة، ما يمكن الكونت من أن يناول روزينا رسالة كتبها رداً على الرسالة التي كان قد تسلمها منها من طريق فيغارو.

هكذا اذاً يدخل المافيفا الى مأوى محبوبته في المرة الأولى، لكنها لن تكون الأخيرة... اذ في المرة الثانية، ودائماً بناء على نصيحة الحلاق فيغارو، يتمكن من الدخول مدعياً هذه المرة أنه بازيل، مدرب الموسيقى الذي يتولى تعليم روزينا هذا الفن... غير أنه ما ان ينجح في الدخول حتى يُكتشف أمره – اذ يصل الاستاذ بازيل الحقيقي – ويطرد من المنزل... غير ان الحلاق الأمين الصدوق، يظل بالمرصاد لكل العوائق التي تقف في وجه الكونت... اذ ها هو هذه المرة قد تمكن بحيلة من الحيل من الحصول على مفتاح باب يوصل الى سطيحة بيت الدون بارتولو. وهكذا، من جديد، وفي غياب بارتولو (الذي ذهب الى مركز الشرطة ليقدم شكوى ضد تدخل المدعو لندور في حياته وحياة خطيبته روزينا)، كما في غياب أستاذ الموسيقى الحقيقي دون بازيل (الذي كان قد أرسل لكي يحضر موثق عقود يتولى تسجيل عقد زواج بارنولو من روزينا)، يتمكن الكونت المافيفا من الوصول الى الحصن المتبع، حيث حبيبته... وبعد لحظات حين يصل موثق العقود الذي كان بارتولو قد استدعاه، ينتهز العاشقان فرصة وجوده لكي يعقد الزواج بينهما، خفية عن بارتولو الذي لم يكن قد عاد من مركز الشرطة بعد. وحين يصل بارتولو عائداً الى بيته فرحاً بأن الشرطة ستستجيب له، وتلقي القبض على لندور فيتخلص منه، ويخلو له الجو مع حبيبته، تكون المفاجأة المرة في انتظاره... ولا يكون في وسعه الا ان يستسلم تاركاً للشابة حرية اختيار زوجها، وتاركاً للكونت فرصة الاقتران بحبيبته.

اذاً، نحن هنا أمام الأحداث نفسها... وهي – كما نعرف – الأحداث التي استكملها موتزارت، بعمله الأوبرالي الكبير «زواج فيغارو» في اقتباس عن بومارشيه أيضاً. وبالنسبة الى بايزولو، فإن ما لا بد من قوله هو ان عدم فهم كاتب نص أوبراه، لروح مسرحية بومارشيه أدى الى تسطيح الشخصيات تماماً، ولا سيما شخصية فيغارو الذي لم يعد هنا سوى شخصية ثانوية مساعدة على جعل الأحداث، ولقاء الحبيبين، ممكنة... بينما نعرف أنه في مسرحية بومارشيه، كما في الأوبرا التي سينتجها روسيني لاحقاً، هو لب الأحداث ومحركها، بحيث يصبح تدخله هو الأساس... ومن هنا نرى تركيز الملحن، موسيقياً، على الشخصيات الأخرى، ولا سيما على شخصية بارتولو... ما حول العمل مجموعة مشاهد كوميدية لا أكثر. ومع هذا حققت الأوبرا حين عرضت للمرة الأولى، ثم بعد ذلك حين توالت عروضها في ايطاليا وغيرها نجاحاً كبيراً، اذ اعتبرت واحدة من أكثر الأعمال الأوبرالية شعبية في زمنها، ما رفع بايزولو الى المكانة الأولى. وجوفاني بايزيلو (1740 – 1816) عرف بأعمال أوبرالية عدة غير «حلاق اشبيلية» ومنها «لامولينارا» و «نينا: مجنونة الحب» و «سقراط المتخيل»... وتروى حكايات عدة عن موته، أقر بها الى الواقع أنه قضى حزيناً، بعد خمسة أيام من اهانة الملك له، بسبب أوبرا كتبها ولم ترق الملك.


الحياة 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الفنانة زينب صوت من المنفى وصور في ذاكرة الإبداع العراقي / جمانة القروي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات


                                                                          الفنانة زينب مع الفنان الرائد يوسف العاني



هل يذكرنا الناس الذين سيأتون بعد مائة عام أم ينسوننا؟ هذه الجملة قالها الكاتب العظيم تشيخوف في مسرحية " الشقيقات الثلاث " وكأنه كان يتنبأ بالمستقبل ويخاف الأيام التي قد تعبث بذاكرة الناس فلا يعودون يتذكرون مبدعيهم وصانعي تراثهم .. فهل يذكر العراقيون الفنانة زينب ؟؟ انها فنانة مسرحية معطاءة .. عرفتها مسارح بغداد والمحافظات، ممثلة ملتزمة وظفت فنها من اجل مسرح عراقي تقدمي هادف يرفع من مستوى الذوق الفني العام. مناضلة تقدمية شجاعة وقفت حياتها وفنها من أجل قضية شعبها ووطنها.. فهل بقي أحد من جيل الخمسينيات والستينيات الذي سحق تحت رحى التعذيب والإرهاب والمقابر الجماعية يتذكر صرختها وهي تقول " أنه أمك يا شاكر "!!! وهل يعرف جيل السبعينيات والثمانينيات .. جيل الحصار والحروب والقمع من هي " سليمة الخبازة " في (النخلة والجيران) لرائعة غائب طعمة فرمان؟ .. وأنى لهم ذلك وسلطة الموت والخوف حرفت تاريخ العراق وطمست كل ما هو تقدمي ووطني؟ ... من هي زينب ؟؟ امرأة متسلحة بالطيبة والبساطة ، ذات قيم ومبادئ.. مناضلة إيمانها ثابت بقضايا شعبنا الأساسية .. فنانة ذات موهبة إبداعية رفيعة .. ولدت فنانة الشعب زينب " فخرية عبد الكريم " في بغداد بين أحضان عائلة وطنية معروفة في مقارعتها للظلم والتعسف والاستعمار والإقطاع ، كان والدها يعمل مديرا للزراعة ، وبحكم ذلك انتقل وعائلته إلى العديد من المحافظات العراقية ومنها محافظة الناصرية " ذي قار " حيث نشأت وترعرعت هناك.. ثم انتقلت إلى محافظة الكوت " واسط " لتكمل فيها المرحلة المتوسطة.. ثم عادت إلى بغداد وهناك تابعت دراستها الإعدادية ثم دخلت دار المعلمين العالية وتخرجت فيها .. في عام 1948 دخلت المعترك السياسي ، فكان لها دور بارز ومتميز في الكفاح الذي خاضه شعبنا ضد معاهدة بورتسموث وحكومة صالح جبر إبان وثبة كانون المجيدة ، حيث كانت زينب في مقدمة المظاهرات الطلابية التي اجتاحت بغداد آنذاك.. انتمت إلى الحزب الشيوعي عام 1950 .. وساهمت بشكل فعال في المظاهرات التي اجتاحت بغداد في تشرين الثاني عام 1952 وما رافقها من المعارك الدموية التي خاضها شعبنا ضد حكوماته الرجعية .. التحقت الفنانة زينب بفرقة " المسرح الحديث " سنة 1959 ، حيث قدمت أول أدوارها وهو أم شاكر في مسرحية " انه أمك يا شاكر " .. مع الفنان يوسف العاني .. ثم توالت أعمالها المسرحية والتلفازية والسينمائية والإذاعية .. إلى جانب موهبتها الفنية ، كانت تكتب القصة القصيرة وكذلك التمثيليات الإذاعية ، كان يُسمع لها كل أسبوع تمثيلية إذاعية من تأليفها .. استمرت الفنانة زينب في عطائها الفني إلى أن وقع انقلاب 8 شباط عام 1963 المشؤوم ، فخرجت لتؤدي واجبها الوطني في الدفاع عن ثورة 14 تموز المجيدة مع جماهير الشعب من اجل بقاء شعلة الثورة وهاجة ، إلا أن أعداء الشعب القتلة كانوا قد صمموا واعدوا كل شيء من اجل وأعداد الثورة. فاضطرت للهروب إلى كردستان والمكوث هناك حوالي سنة ونصف السنة، إلا أنها عادت إلى بغداد عام 1965 لممارسة نشاطها في المنظمات النسائية وعملت مدرسة في مدرسة النجاح الأهلية. أعيدت زينب إلى وظيفتها أسوة بباقي المفصولين السياسيين عام 1968 حيث عينت في مدرسة ثانوية المنصور ثم أصبحت فيما بعد مشرفة تربوية .. في نفس العام مثلت مع الفنان خليل شوقي فيلم " الحارس " الذي حاز على الجائزة الفضية لمهرجان قرطاج السينمائي في تونس .. أزدهر عطاء الفنانة زينب في السنوات التالية من خلال فرقة " المسرح الفني الحديث " فمثلت أدواراً جادة وهادفة في مسرحيات " تموز يقرع الناقوس "و"الخرابة " و"الخان "و "بيت برنادا ألبا " التي حازت فيها على جائزة أحسن ممثلة في العراق أما دورها في مسرحية " النخلة والجيران "فقد كانت نقلة هامة في حياتها الفنية ، فمن منا لا يذكر " سليمة الخبازة "؟؟ لم يقتصر عطاؤها الفني على السينما والمسرح ، بل قدمت أعمالا كثيرة للإذاعة والتلفاز ومن أهم تلك الأعمال " الربح والحب " ، " بائع الأحذية " وقد نالت عن هذين العملين الجائزة الأولى في مهرجان الخليج التلفازي. اقترنت الفنانة زينب بالمخرج والفنان لطيف صالح عام 1970 ليكون رفيق مشوارها الفني والسياسي، وعملت في نقابة الفنانين وفي اتحاد الأدباء ورابطة المرأة العراقية منذ تأسيسها. 


قامة المسرح الفارعةإختارت “ فنانة الشعب الراحلة “ زينب المنفى الإجباري بعد أن قامت السلطة المجرمة بتشديد الخناق عليها وذلك بمنعها من دخول مبنى الإذاعة والتلفاز وجرى توقف عرض المسلسلات التي كانت الراحلة تكتبها للإذاعة مثل (أمل والريح) و(ما فات القطار )و(في مهب الريح) و(الساقية المهجورة) وتعددت المنافي (في عدن وسوريا وصوفيا والسويد وغيرها). كان الوطن والمسرح هاجسها الدائم فكانت تقوم بتشكيل الفرق المسرحية مع زوجها الفنان لطيف وبمشاركة نخبة رائعة من الممثلين العراقيين التقدميين، في الوقت الذي تقوم به بتمثيل أغلب الأدوار الرئيسية. ففي عدن ساهمت بإنشاء فرقة الصداقة وفي سوريا فرقة بابل وفي السويد فرقة مسرح سومر ، ومن المسرحيات التي قدمتها في الغربة : ثورة الموتى ، القسمة والحلم ، المملكة السوداء ،رئيس المملوك جابر ، غرف التعذيب ،والأم والتي هي رواية للكاتب مكسيم غوركي، والجوع ، ويا غريب إذكر هلك ، وقارب في غابة وغيرها الكثير وحينما مكثت في دمشق كان أكثر أعمالها لإذاعة صوت الشعب العراقي. هذه الإذاعة كانت تبث من العاصمة السورية دمشق البرامج والأناشيد الوطنية للدعاية والتحريض ضد النظام العراقي المنهار ! وكانت الراحلة تملك ثقافة عالية عكستها كتاباتها الدرامية ومنها : ليطة والريح والحب وتحقيق مع أم حميد وبائعة الأحذية ، ونحن نتذكر بألم بالغ رحيل الإبنة البارة لشعبنا العراقي الذي غيبها الموت عنا في وقت مبكر وهي في أوج عطائها الفني ، لا يسعنا إلاّ أن نشاطر رفاقها وأصدقاءها ومحبوا فنها الأصيل ، الحزن والألم في داخل العراق وفي الدول التي يتواجد بها أبناء العراق وما أكثرها !! ونطلب من الحكومة العراقية بأن تقيم لها تمثالاً يتوسط إحدى ساحات بغداد الرئيسية وأن تجمع تراثها الفني من مسرحيات الى أفلام وغيرها وأن تقوم بتعريف المجتمع العراقي بها وخاصة الجيل الجديد !! وأن تصدر طابعاً عراقياً لتخليدها وقبل ذلك كله على الحكومة أن تمنح عائلتها راتباً تقاعدياً مع جميع مستحقاتها الأخرى .
ستبقى فنانة الشعب زينب في قلب كل عراقي أصيل ، الخلود لها ولفنها الرفيع ويا أحباءنا أوقدوا الشموع وضعوا الزهور على قبر زينب في الثالث عشر من آب ذكرى رحيل إبنة الشعب العراقي والقامة الفارعة للسينما والمسرح العراقي الملتزم ، بعد صراع مرير مع مرض السرطان ، الذي قضى عليها في نهاية المطاف ، بعد أن وقفت شامخة ومتحدية له مدة طويلة الى حد ما ! ( الفنانة الرائعة زينب ) حيث توقف قلبها الحنون عن الخفقان في مثل هذا اليوم في مدينة يوتوبوري السويدية وهي بين رفاقها وأصدقائها من الفنانين والأدباء والشعراء وغيرهم ، بعد شهور عديدة عاشوها بحزن وألم حينما سمعوا بصراعها مع المرض ولم تنقطع زياراتهم عنها حتى آخر لحظة من حياتها المليئة بالعطاء وبحب الناس ، وتوافد المشيعون عليها من عدة دول بالإضافة الى المدن السويدية وكانت عيونهم تغرق بالدموع وهم يعزون زوجها الفنان لطيف الذي وقف بصبر رجولي الى جانبها كل لحظة وكان يشد من أزرها لتحمل الألم والمعاناة ، والذي كانت خسارته لها لا تقدر بثمن. 
 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | 1 تعليق

تابع القراءة→

1 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

النشاط يعود إلى أوصال المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

بعد سنوات الحرمان والهجرة

على الرغم من الأوضاع غير العادية فإن قطاعات كثيرة في العراق تشهد مساعي نشطة على أيدي عاملين فيها يقدمون أقصى ما في مقدورهم بغية إنجاز أكبر قدر مما يستطيعون لأداء واجباتهم والتزاماتهم، كل في نطاق عمله، بهدف تحسين الأحوال عموما. ومن هؤلاء يبرز الفنانون العراقيون، وبالذات المسرحيون منهم.
على هذا الصعيد يؤكد خبراء المسرح العراقي أن هذا الفن ارتبط بالسياسة في العراق منذ ظهوره أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما كان العراق يشهد تداعيا لحكم الدولة العثمانية وتمهيدا لولوج البلاد حقبة جديدة تمثلت في الاستعمار البريطاني.

وتؤكد المبادرة الأخيرة للمسرحيين العراقيين مدى ارتباط المسرح بالسياسة في العراق، إذ قدّم مسرحيون عراقيون مؤخرا عرضا كان الهدف منه تحفيز الناس للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي من المقرر إجراؤها خلال العام المقبل. وجاءت هذه المبادرة على شكل عروض باللهجة العراقية وبنص كوميدي سلس يتقبله المواطن العراقي العادي. وليست هذه هي المرة الأولى التي يثبت المسرح العراقي صلاته بالسياسة، إذ سبق أن قدم هذا المسرح عروضا مسرحية أدانت أعمال العنف والإرهاب، وكان بعضها بأسلوب كوميدي، كما شارك عدد من الفنانين في عروض انتقدت، ولو بطريقة غير مباشرة، ساسة البلاد والأوضاع السياسية عموما.

ولا يعتبر هذا أمرا جديدا، إذ ترافقت مسيرة المسرح في العراق أيضا مع أحداث وتطورات سياسية تركت بصمات على تاريخ العراق الحديث. لذا فإن متابعة تطور المسرح العراقي يلحظ سردا لتاريخ العراق السياسي خلال نفس تلك الفترة، إضافة إلى مراجعة صفحات من الحياة الاجتماعية والثقافية للبلاد في الفترة ذاتها. فبعد نشأته أواخر القرن التاسع عشر ارتبط المسرح في العراق بالسياسة، ثم بالأحزاب السياسية في البلاد، لا سيما اليسارية منها، التي ساهمت في تطوير فن المسرح للولوج من خلاله إلى قلوب وأفئدة عامة الناس.

وبناء عليه فإن الفضل في تطور المسرح العراقي يعود، وبدرجة كبيرة، أولا إلى المتحمسين ومن بينهم سياسيون نشطون، ثم إلى الأحزاب السياسية، وأخيرا إلى القطاع الأهلي في البلاد.

ومن ناحية أخرى لعب المسرحيون العراقيون إلى جانب بعض المطربين والمطربات دورا كبيرا في ظهور السينما في العراق، وكان ذلك خلال أربعينات القرن الماضي. ولكن على الرغم من هذه المشاركة لم تحظَ السينما العراقية بالقدر نفسه من النجاح الذي رافق مسيرة المسرح هناك. وبين أسباب ذلك أن صناعة السينما تحتاج إلى رأسمال كبير بعكس المسرح، ورأس المال هذا كان يمكن للدولة فقط توفيره. وبالفعل قامت الدولة خلال فترات معينة بتخصيص مبالغ ضخمة، ولكن فقط لتلك الأفلام التي تمجد السلطة وتحكي حياة زعيمها، ولذا نجد أن السياسة التي لعبت دورا يمكن وصفه بالإيجابي في ازدهار المسرح في العراق، كانت سببا في كبح تطوير السينما في العراق وهروب عدد كبير من الفنانين العراقيين إلى الخارج. وبسبب الموقف السلبي حيالهم إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، كرّر المسرحيون في العراق نموذج زملائهم السينمائيين فغادر عدد كبير منهم بلادهم خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، وفارق بعضهم الحياة في المهجر.

ولكن بعد التحولات الأخيرة في العراق، قبل ما يزيد عن ست سنوات، عاد كثيرون من هؤلاء إلى وطنهم، وانضم عدد منهم بنشاط للمشاركة من جديد في مسيرة المسرح العراقي.

في أعقاب التغيير (عام 2003) نشطت منظمات أهلية، وبعضها يعرف عنها ارتباطها بتيارات سياسية معينة، في مجال تطوير صنوف الفن في العراق ومن بينها المسرح. وشهدت البلاد محاولات لإعادة المسرحية على عرش ملاذات العائلة العراقية في تمضية الأمسيات بعدما تراجعت السينما من القيام بهذا الدور. ولكن كيف ذلك وحالة منع التجوال مساء كانت سارية في العراق حتى وقت قريب؟ لمعالجة ذلك لجأ المسرحيون العراقيون إلى العروض النهارية. على صعيد ثانٍ، كاد المسرح العراقي بسبب المد الديني يبتعد عن مقومات كثيرة يستند إليها في عروضه التي يلجأ فيها إلى استخدام وسائل الترفيه والتسلية. وواجه غالبية الفنانين في العراق هذا الوضع الجديد بإصرارهم على إعادة الأغاني ووصلات الرقص وعرضها أمام رواد المسرح. وكان هذا الموقف من أسباب الهجمة الإرهابية على دور المسارح. ولكن على الرغم من أعمال العنف والإرهاب لم ينقطع الفنانون العراقيون عن تدريباتهم وتمارينهم استعدادا لعرض هذه المسرحية أو تلك، وانضموا بذلك إلى بقية العراقيين في القول: «نحن نخرج من البيت ولا ندري هل سنعود إليه أحياء». كما أن تدفق الجمهور (وبالأخص من الشباب) على دور المسرح لم ينقطع.

لقد جسد المسرحيون ما يشهده بلدهم في عروض تنتقد الوضع الراهن ولو بشكل مبطن، مثل عرض مسرحية تحمل اسم «حقل الأحلام»، والمقصود بها حقل للألغام. ولم يكتفِ فنانو المسرح في العراق بهذا القدر، بل إنهم ذهبوا إلى حد انتقاد رجال السياسة أنفسهم على غرار ما جاء في إحدى المسرحيات من نصيحة لهؤلاء بالتوجه إلى كوكب آخر وحل خلافاتهم هناك قبل العودة إلى العراق.

---------------------------
المصدر :صوفيا: علي طالب - الشرق الأوسط 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

My Network Places.files MOHSSN ALNASIR

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

يوسف العاني: حين لا أتمكن من قول الحقيقة في نص مسرحي فلن اكتبه

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

دخل الفنان يوسف العاني العقد السابع من عمره والخامس من سيرة فنية توزعت على المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون والصحافة أيضاَ، كتب في عام 1944 أول مسرحية له ومثلها وأخرجها، تخرج في كلية الحقوق عام 1950. درس في معهد الفنون الجميلة ( فرع التمثيل ) لمدة أربع سنوات، وكان الاول في كل الدورات وفصل في السنة الاخيرة ( عام 1953 ) لمواقفه الوطنية. ساهم بتأسيس "فرقة المسرح الفني الحديث" مع الفنان الراحل ابراهيم جلال وعدد من المثقفين الشباب عام 1952 . كتب ( 43 ) مسرحية من فصل واحد وأعدّ ( 25 ) مسرحية مثّل اغلبها بطريقة اظهرته شخصية مسرحية عراقية تقدمت الصفوف بما تستحق .
 يوسف العاني في هذا الحوار يبوح لـ"الشرق الاوسط" عن جانبه "المسرحي" ومواقفه من قضايا شتى :
*  اذا ذكر التحديث في المسرح العراقي، يذكر أسم "فرقة المسرح الفني الحديث" بل هو للانصاف يبدو قريناَ بأسم الفنان يوسف العاني، في هذه السيرة التي بدأت جادة، ولكنها توارت الان، مالذي يقول عنها الفنان يوسف العاني ؟ -  نعم كانت سيرة جادة، ورؤيتك لها دقيقة، ولكن للامانة أقول لم يكن التحديث مقترناَ بأسمي فقط ، بل بأسم اعضاء ( فرقة المسرح الفني الحديث ) ، أما ما برزت انا شخصياَ فيه فهو: التحديث في كتابة النص المسرحي . فكتبت مسرحيات أختلفت فعلاَ عن السياقات السائدة في مسرح تلك الفترة وهو ما بدأ فعلاَ في مسرحية " راس الشليلة" في عام 1950 . وقبل هذه الفترة كان التهيؤ قد بدأ لتأسيس فرقة المسرح الفني الحديث واثناء الدراسة في معهد الفنون الجميلة، خالفنا ( انا وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ) بمعاونة الفنان المرحوم ابراهيم جلال الذي كان يرأس فرع المسرح في المعهد، الاتجاه التقليدي في العروض المسرحية. واخترقنا لاحقاَ الجدران التي تحول بين المسرح وبين الجماهير الواسعة المتعطشة لفن أصيل وفيه قراءة جديدة للفكر والواقع .
هذه الخطوة ولجذريتها كانت مثار إمتعاض السلطة انذاك، وبعد ان أبعد ابراهيم جلال عن معهد الفنون الجميلة ومنعت عدة مسرحيات كتبتها بدأنا التفكير بتكوين فرقة مسرحية، وهكذا تأسست عام 1952. وبدأت بتحويل المفهوم السائد عن المسرح في العراق، الى آخر مغاير، له علاقة بمفهوم سليم عنه، مرتبط بالناس أولاَ وعامل مثبت لاسس الفن المسرحي وكما عرفنا نماذجه الرفيعة اثناء الدراسة ، ثانياَ . واذا ارتبط التحديث في الفرقة – كما قلت – بأسمي، فهو يعود الى كونني المحرك لهذه الفرقة، بسبب تفرغي لها، فلم اكن موظفاَ ولم اكن مرتبطا بعمل غير ممارستي للمحاماة، وهذا أمدتني بعلاقة خصبة مع حالات انسانية، هذا الانهماك منح الناس اقناعاَ بأن يوسف العاني هو الاساس في الفرقة، ولكن الحقيقة ان الفرقة كانت تضم عناصر موهوبة وكفوءة، يكفي انها الان تركت بصمات رائدة في المسرح العراقي والعربي .

وهذه المجموعة من العاملين في المسرح كانت تضع امامها عاملين، الاول هو الارتباط بالناس وعياَ وتعبيرا،َ والثاني قراءة العمل المسرحي التي هي بصدد تقديمه لما كانت تعيشه البلاد من ظروف اجتماعية وسياسية، لا بطريقة النقل المباشر والتعبير الفج، بل بالصياغة الفنية المتقدمة . من هنا لابد من الاشارة الى ان المسرح العراقي بدأ سياسياَ، ولم يسيس كما جرى ذلك للعديد من المسارح العربية، بل ان المسرح العراقي ذاته بدأ بعد ثورة العشرين التي بدأتها المدن العراقية ضد الاحتلال الانكليزي .
 
 
العاني في مشهد من مسرحية "النخلة والجيران" والى جانبه الراحل عبد الجبار عباس
والملاحظ ان المسرح العراقي بدأ مثقفاَ أيضاَ، ولم يظهر على يد "المحترفين" في المسرح. فكانت هناك بدايات مسرحية جادة عند جمعيات ومنتديات ثقافية، كذلك في الحاضنة الاولى للثقافة العراقية الجديدة: "دار المعلمين العالية" التي انجبت للثقافة العراقية وللادب بشكل خاص غالبية رموزه المتقدمة، وكنا نحن، صدى لتلك البدايات، طوّرنا لاحقاَ اسئلتها وانشغالاتها الفنية والاجتماعية والفكرية ضمن نظرة جديدة للمسرح. ورغم انحسار نشاط الفرقة الان، الا انها ظلت مخلصة لفكرة التحديث المسرحي، وحمل شعلة المسرح العراقي الوضاءة التي أجدها تتعرض لريح شديدة تعصف بها، ولكنها مع ذلك ( تضيء ) من حولها .
* تكاد "فرقة المسرح الفني الحديث" تختصر في نشاطها وانحساره، حال الثقافة العراقية، فهي ناشطة مع نشاط ثقافي دائب يرتبط بأنفراج سياسي واجتماعي، وهي على العكس اثناء فترة التدهور السياسية والاجتماعية، وهو ما تحمله فترة ما بعد الحرب ولاحقاَ الحصار. الا تعتقد انه من الطبيعي الان ان تنحسر الفرقة طالما انحسرت الحياة الثقافية الرصينة في العراق ؟-  أنا اكتب وأؤرخ في جريدة عراقية للفرقة وللمسرح العراقي، ووجدت ان الفرقة قامت بما لم يقم به أحد، ووجدت اننا في الفرقة "ناضلنا" بشكل حقيقي ورغم الظروف الصعبة كنا نعمل. ثمة هدف كنا نصبوا اليه، الا وهو التعبير فنياَ عن المراحل الاجتماعية والسياسية التي يعيشها العراقيون دونما الانقطاع عن الارتباط بما هو عربي وانساني، وعلى ما اعتقد استطعنا ان ننجز في هذا الصدد الكثير .

العاني، خليل شوقي والراحلة زينب: من اعمدة فرقة المسرح الفني الحديث

 الان ما يجري في الساحة، مؤسف وتحديداَ في منتصف الثمانينات إذ حدث ما يمكن وصفه كلمة حق أريد بها باطل . فظرف الحرب، ظرف صعب وان الناس متعبة، ومن اجل ان يخترقوا المسرحي الحقيقي ( ... ) جاءوا بان الناس بحاجة للضحك وهذا صحيح، غير ان استغلالاَ سيئاَ لتلك الفكرة هو الذي ساد وبدأ التراجع في المسرح فقدموا ( ... ) للناس المتعبة من الحرب وتأثيراتها، المسرحيات الهازلة والمنحدرة بحيث صار التهريج هو العلامة المميزة لهذا المسرح واستمر حتى يومنا هذا. فالتراجع هو الغالب عل مسارح العراق، وهذه أصبحت قريبة من الملاهي الليلية إن لم تكن كذلك، ولان الملاهي ممنوعة الان في العراق، فقد آثر البعض ان يحول المسرح الى ملهى ونقل تقاليد "الفرفشة الليلية" الى مكان ما زلنا نحن العاملين في المسرح ننظر اليه بشيء من "القدسية" !
 *   إذن في هذا الوضع كان من الطبيعي ان تنسحب "فرقة المسرح الفني الحديث" ؟-  نعم لا مكان للفرقة، لا موضع لنا بين مسارح صارت "الغجريات" نجماتها البارعات، وتوقفت الفرقة لعدم قدرتنا مجاراة هذا المستوى من العمل "المسرحي" لا بالامكانات المادية ولا بالخط الفكري. وتوقفت ايضاَ علامات في المسرح العراقي : "فرقة المسرح الشعبي"، "فرقة مسرح اليوم"، وانجرّت للاسف، "الفرقة القومية"، انجراراَ قصدياَ او لا قصدي – لا ادري – الى هذا النوع من المسرح !
*  هل ستظل الفرقة مقيدة ؟ هل سيظل مسرحها "مسرح بغداد" يشحذ حياته بين عرض وآخر لفرق من المسرح الهابط، إذ تؤجره لتقديم "مباهج" الملاهي الليلية ؟
-  أقولها صراحة وصدقاَ لم ولن تقبل الفرقة على نفسها، وعلى المسرح العراقي في أن تكون مقيدة القيد الكامل، ورغم ظروفنا، لابد من مراجعة، ولابد من قراءة نقدية لسيرتنا وحال الجمهور الان، وقد نخرج بعروض جديدة تظل مخلصة لسنوات طويلة من التعب والجهد والأمل، وفي نفس الوقت قد يدخل الضحك تلك العروض ولكنه الضحك المقصود، لاداء مهمة في العرض لا بوصفه ضحكاَ على المشاعر الانسانية والمعاني الطيبة وسخرية من مواصفات كانت الناس تموت من اجلها .
*  تأخذنا هذه الحال الى فكرة تأصيل المسرح واشكال العرض الحديثة فيه. ففي عروض "فرقة المسرح الفني الحديث" برزت قضية تأصيل المسرح بملامح عراقية ، هل تتوقع ان وعي اعضاء الفرقة، الفكري والثقافي كان حاضراَ في حسم هذه القضية ؟-  ان تأصيل المسرح قضية عويصة وطويلة. ولكنني ارى ان التأصيل يبدأ بالنص أولاَ، فهو الذي يعكس الشكل المطلوب لهذا التأصيل. فالذي قام به الطيب الصديقي كان خطوة مهمة بأتجاه التأصيل ولكنها لم تمضي باتجاهات آخرى، وفي فرقتنا استوحينا عبر نص كتبته انا " المفتاح" عوالم الحكاية الشعبية العراقية، واستطعنا عبر تفعيل عناصرها الانسانية والحميمة عربياَ ان نعرضها في جولات مسرحية أخذتها الى العديد من العواصم العربية. هذه الاشكال من تناول الملامح الشعبية في عروض مسرحية متقدمة فنياَ وجدت في اعمال لسامي عبد الحميد وقاسم محمد وقبلهما ابراهيم جلال، حيث تقدمت المشاعر والاهتمامات المصاغة بلمحة عراقية في عروض مصاغة حسب معالجات أخراجية ونصية متقدمة ، أبعدت "الشعبي" و"الموروث" عن شكله ومادته الخام وادخلته في عناصر المسرح المعاصر حقاَ . ففي واحدة من المسرحيات "طال حزني وسروري في مقامات الحريري" التي كتبها واخرجها قاسم محمد، تشعر انك في مسرح غير اعتيادي وتقليدي وانما كسر لكل التقليد في المسرح، وأوجدنا صيغة "بريشتية" دون الاتكاء على برشت بل نبعت من العرض ذاته. كذلك الحال في مسرحية "الشريعة" التي كتبتها انا، ومسرحية "الخان " المكان الذي كنت اعني فيه العراق.

العاني والراحل قاسم محمد في واحد من عروض المسرح العراقي ايام مجده
 
هكذا قاربنا تاريخ العراق اجتماعياَ وانسانياَ في المسرح، وكنا نريد القول وبجرأة اكبر عن قضايا كثيرة دون نسيان الهاجس الفني المتقدم، ودائماَ بهاجس عراقي كما في "خيط البريسم" التي كانت تتناول حكايات الحائكين، مهنة الصبر والألم والانتاج الجميل أيضاَ، ومقاربة الحقيقة على امتداد كل هذه العروض وكما قلت بملامح عراقية، لابد ان اعترف هنا وأقول، انها لم تكن لتنجز بالطريقة التي ظهرت بها لولا جهود الفنان الراحل كاظم حيدر، الذي اعطى بديكوراته لمسرحياتنا، نكهة وحميمية عراقية ليس من السهل نسيانها ومعها كان المشاهد يحس تماماَ انه أزاء عرض عراقي تماماَ .
 *  قلت انك وعبر نصوصك المسرحية قاربت تاريخ العراق ولفترات طويلة، هل انك قادر على كتابة تاريخ العراق في فترة الحرب والحصار وبعيداَ عن التوصيفات الرسمية وقريباَ من هاجس "عراقيتك" الذي كتبت على ضوئه فترات سابقة ؟ -  يمكن ذلك ، واذا لم اتمكن من قول الحقيقة فأنني لن اكتب فصلاَ واحداَ.
*  جيلكم بدا منشغلاَ بفكرة المثقف العضوي ورسالته، واعرف انك على علاقة جيدة بالاجيال التي جاءت بعدك الى المسرح في العراق، هل تجد ان الرسالة "رسالة المثقف العضوي والحالم بالتغيير" خافتة عند مسرحيي العراق اليوم ؟
العاني والراحل قاسم محمد في واحد من عروض المسرح العراقي ايام مجده
-  انا متهم ( وهذه اشرف تهمة ) بأنني منحاز الى الشباب، لانني اجد نفسي فيهم حين كنت شاباَ، ثم ان لا قيمة لرسالة لا يظهر جيل يتلقاها بشكل جيد وينقلها بموضوعية وابداع الى الجيل الذي يليه ان كانت رسالة حقيقية وصادقة . لهذا السبب انا أجد نفسي قريباَ الى معترك ايصال تاريخ المسرح العراقي الى الجيل الجديد، فهم يستغربون احياناَ اننا قدمنا منذ اكثر من ربع قرن مسرحية "بيت بيرناردا ألبا" بصيغة متقدمة، لم أجد شبيهة لها. خذ مثلاَ "ستوديو الممثل" فنحن بدأناه منذ السبعينات، بينما اعتبره المسرحيون الشبان فتحاَ جديداَ في وسائل اعداد الممثل، كذلك عملنا على مسارح بعيدة عن الوطن العربي، كما في "مسرح اوزفالدو دراكون" من اميركا اللاتينية، حيث كان لفرقتنا قصب السبق في تقديمه، واستطعنا ان ننبت ذوقاَ فنياَ حقيقياَ للمسرح، لكنه اوشك على ان يذوب مع العروض السطحية السائدة اليوم عراقياَ وعربياَ وعبر شاشات التلفزيون التي تعرض المسرحيات المصرية المنحدرة دون الانتباه للاثر الذي تحدثه مثل هذه العروض. وهكذا يبدو ان الرسالة مطروحة الان، قلة هم من أخذوا منها ما يشعل الجذوة عندهم لمواصلة الرحلة الشيقة والشائكة في آن .
*  في المسرح العراقي اليوم والى جانب ما اسميته عروض ( الملهى الليلي ) هناك عروض مغرقة في تجريبتيها وشكلانيتها، الا تجدها مصادفة غريبة في ان نشاطين مسرحيين يتناقضان في شكل العرض يلتقيان في النتيجة: ابعاد الجمهور عن وعي لحظته الراهنة بكل ما فيها ؟-  ان الاشكال الغريبة والتي تكاد مغلقة على كل معطى انساني يتوقعه المشاهد في العرض المسرحي مطلوبة ولكن ليس على خشبات المسرح الجماهيري، بل مسرح اكاديمية الفنون التي تدرس فن المسرح لطلبتها، ولكن ما نحن بصدده في لجنة شكلت حديثاَ هي "لجنة المسرح العراقي" هو ان يوفق المسرحي العراقي بين ما شاع وصار هو الراجح شكلاَ، وبين قضايا ينسجها نص مؤثر يحض على موقف واع في تقديم مسرحيات تجذب وتكسب الناس .
 ان يافطات المسرحية الجادة ليست مبرراَ لكل هذه العوالم المغلقة على ذاتها، ولكل هذه الاشارات التي تبدو غير مفهومة، وإن تعكزت على نصوص عالمية وعربية ومحلية، والمسرح الجاد ليس نقيضاَ للضحك بل انني ارى فن "الضحك الحلال" كما أسميه، فناَ صعباَ، وانتزاع ضحكة من انسان متعب ومكبل بقضايا حياتية توجع انسانيته وتثقلها بالحزن، هو أصعب بكثير من تقديم فن مسرحي مغلق على ذاته على اعتبار انه المسرح الجاد. للاسف ساهمت تجارب كهذه في ابعاد الجمهور عن المسرح لينصب في الاتجاه الآخر: المسرح الهابط ، فخاَ للهارب من طلاسم مسرح يمعن في غموضه !

-------------------------------------------------
المصدر : عمّان- "الشرق الاوسط" حاوره :  علي عبد الامير 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

صور Blogger

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9