أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، يونيو 01، 2012

عرض مسرحية (جوليا) للكاتب أوغست سترندبرغ في سوريا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 01, 2012  | لا يوجد تعليقات

عرض مسرحية (جوليا) للكاتب أوغست سترندبرغ في سوريا 


صورة من المسرحية 
دمشق-سانا

افتتح المخرج مانويل جيجي عروض مسرحيته /جوليا/ للكاتب أوغست سترندبرغ التي تتحدث عن علاقات البشر فيما بينهم وما يتخللها من حب وخيانة وانتهازية فتتطرق المسرحية التي عرضت  على مسرح القباني إلى سرد حكايتها عبر ثلاث شخصيات مختلفة لكل منها نواياها وطريقتها وأسلوبها للوصول إلى غاياتها لخلاصها فبعضهم يختار أذى الآخرين ليصل إلى ما يريد ومنهم من يختار الطريق الصحيح ليفشل في النهاية بينما ينجح بعضهم ليبقى الإنسان الصادق هو الرابح في النهاية.
وتتناقض شخصيات العرض بامتياز في سيرورتها الحياتية حيث تسعى إلى أهداف محبطة بفعل سلوكيات إنسانية غير متوازنة صنعتها القيود الاجتماعية ومن ثم النفسية فترغب في تحقيق أهدافها إلا أن الحياة تسوقها إلى شكل آخر من المصائر والخيارات فالشخصية عند سترندبرغ ليست قادرة على حل مشكلاتها أو تجاوز أزماتها فلا يمكنها أن تعيش حباً حقيقياً ولا سعادة ولا راحة فهي محاصرة بقيود لا يمكنها الفكاك منها إذ حتى الشخصية ذات البيئة الارستقراطية /مس جوليا/ هي مغرر بها من قبل الخادم /جان/ الذي يستغلها بالكذب والأساليب الملتوية عبر /كريستن/ الطاهية التي تزور الكنيسة باستمرار وتعارض بشدة محاولة جوليا /للتطهر/ كما ترتكب الخطيئة في قبضها للرشاوى.
وتكره /جوليا/ بيتها محاولة التمرد لتعود بسبب المحاصرة من أكثر من جهة فالتناقض قائم بين إرادتها وطموحاتها فحتى في حالة عدم الاستكانة والخنوع للمؤسسة الزوجية تقف تلك القيود لها بالمرصاد فتسكن في جوانية كل شخصية من شخصيات العرض بسبب القيود الاجتماعية الكثيرة التي تحولت إلى عقدة نفسية تلغي أي محاولة بالإنقاذ.
ويتابع شيخ المخرجين السوريين مشروعه المسرحي بتقديم النصوص العالمية التي وقفت إلى جانب المرأة وناصرت قضاياها بعد عرضه /بيت الدمية/ لهنريك إبسن الذي قدمه على خشبة القباني أيضاً متسائلاً.. ‏/هل نسأل السؤال نفسه عشرات المرات لتكون الإجابة في كل مرة مختلفة/ يقول المخرج مانويل جيجي متابعاً في التقديم لمسرحيته الجديدة الإنسان هو الذي يصنع قدره فالإجابة اليوم يحددها الزمن الراهن في كل لحظة فنأمل أن نجيب عن السؤال بشكل نهائي في يوم من الأيام وننتهي من قضية حرية المرأة أو حرية الرجل لنصل إلى نقطة التماهي بين ما هو جوهري وحقيقي دون كذب أو خداع أو مبررات أخرى/.
20120529-220126.jpg
صورة من المسرحية 




وكما أهدى صاحب /مهاجر بريسبان/ عرضه الماضي إلى كل امرأة تشبه شخصية /نورا/ في مسرحية /بيت الدمية/ بطلة مسرحية النرويجي /هنريك إبسن/ يحقق جيجي من جديد عملاً فنياً جديداً للوقوف في وجه العسف الاجتماعي الأبوي الذي يمارس على المرأة العربية من خلال عروض كانت بمثابة إعلان ثوري اجتماعي ثقافي اعتنقته نساء أوروبا للتحرر من الهيمنة الأبوية الذكورية بأخذ حقوق المرأة على محمل الجد داخل الأسرة الأوروبية في عصر وصف بعناوينه الحضارية الحداثية على صعيد التربية وإرساء حقوق لمجتمعات بأكملها.
ونزع المخرج مانويل جيجي في عرضه الجديد إلى تقديم نسخة كلاسيكية عن رائعة /سترندبرغ/ وفق أسلوبية حاكت العصر الذي كتبت فيه رائعة المسرحي والأديب السويدي محققاً توازناً تقليدياً على مستوى الرؤية الفنية التي لم تتخط حذافير النص الأصلي ودون العمل على فن الإنشاء الدرامي لتقريب النص الأجنبي من مزاج جمهور المسرح القومي بل بالتعويل على مطابقة في كل عناصر العرض معولاً على نهج المدرسة الواقعية في المسرح الغربي وعلى توليفة راقصة كل من الفنانين: ماهر أبو مرة.. باسمة حسن.. أشرف العفيف.. غيث صالح.. عدي الغوطاني.. لمى العضل.
وحافظ المخرج في عرضه على مقاربة الزمن الأصلي للمسرحية من خلال تصميم أزياء الشخصيات وحشد أكبر عدد ممكن من قطع الديكور على الخشبة كخيار فني قلل من فرصة الاستفادة من الفضاء المتاح للعب الشخصيات وصراعها حيث عمل شيخ مخرجي المسرح السوري على إدارة صراع نفسي معقد في بنيته بين شخصيات العرض غارفاً من معين الحبكات القوية لنص /سترندبرغ/ مستفيداً من طاقة الجمل القوية لعراب الكتابة الذهنية في المسرح الأوروبي متكئاً على جهد كل من الفنانين الشباب /فيحاء أبو حامد.. جهاد عبيد.. رائفة أحمد/ للخلاص إلى نسخة عربية استعارت سمات خطاب عصر بأكمله غامزة لأهمية صيانة حقوق المرأة في المجتمعات العربية والوقوف على هواجسها الأمومية والأنثوية على حد سواء.
وحاول العرض أن يقدم مواجهة درامية صرفة لعب فيه الممثلون على خفايا النفس البشرية وأزماتها الداخلية لاسيما داخل المؤسسة الزوجية وما يكتنف هذه المؤسسة من صدامات وعواقب اجتماعية وعاطفية تضع الزوجين في كل مرة على تماس مباشر مع النفس وأمام مسؤوليات ورغبات ومواقف مصيرية تستدعي حواراً هادئاً يستطيع من خلاله كل من الزوج والزوجة أن يوفقا بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية دون أن يؤدي ذلك إلى خسارة أو ظلم أي منهما للآخر.
يذكر أن عرض /جوليا/ من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي.. مخرج مساعد عماد جلول/ مساعد مخرج.. منصور نصر/ ديكور.. نعمان جود/ موسيقا وأهازيج.. ماجد بطرس/ إضاءة.. نصر الله سفر بسام حميدي/ ماكياج وملابس ستيلا خليل/ فني ديكور كنان جود ريم أحمد/.
والمخرج مانويل جيجي واحد من أهم الأسماء المسرحية على الساحة المسرحية السورية اليوم قدم منذ إنهائه الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية في أرمينيا عام 1975 ما يزيد على خمسين عرضاً مسرحيا منها /أنشودة كاليغولا/ و/المهاجر/ و/الدب/ و/يوميات مجنون/ و/غني وثلاثة فقراء/.. وغيرها الكثير وتخرج على يديه عشرات من الطلاب في قسم التمثيل للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرحية"السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إيريك شميث تبرز سماحة الإسلام

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 01, 2012  | لا يوجد تعليقات


"السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إيريك شميث
مسرحية فرنسية تبرز سماحة الإسلام
لالان تقمص دوري التاجر إبراهيم والطفل مومو في المسرحية


يستمر عرض مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إريك إيمانويال شميث في مسرح "ريف غوش" أمام جمهور يملأ القاعة كل مساء، ويزداد تجاوبا مع البطل المسلم الذي قدم القرآن كحديقة تنبت فيها زهور التآخي والتكافل والتضامن والتسامح والترغيب خلافا للصورة النمطية السائدة التي يروجها محترفو التخويف والترهيب. 
وتدور أحداث المسرحية في باريس في ستينيات القرن الماضي في شكل حوار بين السيد إبراهيم تاجر المواد الغذائية المسلم المعروف عند فرنسيي الأحياء المخملية "بعربي الزاوية" وبين الطفل اليهودي مومو الذي يفقد والده، بعد أن انتحر بسبب عدم قدرته على تحمل حياة الوحدة و"الأمية العاطفية والروحية".




لالان تقمص دوري التاجر إبراهيم والطفل مومو في المسرحية



ملجأ روحي
"السيد إبراهيم" تركي مسلم صوفي، وليس عربيا كما كان يعتقد سكان الحي، ومن بينهم مومو ابن الثالثة عشرة الذي وجد في السيد إبراهيم ملاذا روحيا وعائليا ونفسيا إثر انتحار والده المحامي، متأثرا بوحدة قاسية بعد فشله في حياة زوجية كادت أن تقضي على طفولة الابن البرئ، لولا التاجر الذي أخرجه من محنته وعلمه معاني التسامح والسعادة الروحية والعطاء من خلال مقولته "الشيء الذي تعطيه يعد ملكا دائما والشيء الذي تحتفظ به يعد خسارة أبدية".
مع مرور الأيام، لم يعد الطفل مومو قادرا على الاستغناء عن "السيد إبراهيم"، الذي أزاح عن عيونه غشاوة الأفكار المسبقة عن الغريب الآتي من بعيد وأمده الحب والحنان والحكمة، وكبر الطفل مع السيد إبراهيم وبلغ الالتقاء الروحي بينهما درجة أدت إلى إقدام التاجر المسلم على تبني الطفل اليهودي مومو، وسافرا معا إلى تركيا.
هناك اكتشف المراهق سحر وروحية الشرق، وفهم مغزى رقصات الدراويش الدوارين، قبل وفاة السيد إبراهيم في مشهد تراجيدي بكى مومو خلاله، متأثرا بالأب الثاني والحقيقي، الذي أسعده بقيمه الإنسانية والروحية وعطائه دون مقابل أو طمع مادي، ولكن طلبا لسعادة نفسية تغمر الإنسان.
مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن"، التي قدمت في مسارح أوروبية عديدة، ليست فقط نصا بديعا مزج من خلاله شميث بين المسرح والشعر والرواية والفلسفة، بل تمثل أيضا تحفة فنية أبدعتها المخرجة آن بورجوا، التي عرفت كيف تجعل من الموسيقى والإضاءة والسينوغرافيا عوامل تناغم مسرحي.
كما تمكنت بورجوا من تفجير طاقة الممثل والمغني الملتزم فرنسيس لالان على النحو الذي مكنه من تقمص دوري التاجر والطفل، ومن تجسيد لعب كوميدي وتراجيدي باحترافية مدهشة صفق لها الجمهور مطولا في غياب عرب ومسلمين مازالوا غير معنيين بما يتعلق بهويتهم في باريس كل الفنون.
نجاح سينمائيويجدر الذكر أن مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن"، التي أصدرها شميت عام 2001 عن دار ألبا ميشال، وباع منها ثلاثة ملايين نسخة في أوروبا قد عرفت طريقها إلى السينما عام 2003، حينما تحولت إلى فيلم أخرجه فرنسوا دوبيران، ومثل فيه النجم العربي عمر الشريف دور السيد إبراهيم، وظفر يومها بجائزة سيزار أحسن ممثل، وكانت عودته إلى السينما حديث كل نقاد ومحبي الفن السابع.
كاتب المسرحية شميث الذي ولد عام 1960 بضواحي ليون اشتهر منذ التسعينيات بمسرحيات "ليلة فلوني" و"الزائر" وتنوعات غامضة" و" فردريك أو شارع الجريمة" و"مدرسة الشيطان" و"ألف حياة وحياة"، وتفرغ لاحقا للكتابة المسرحية تاركا الفلسفة التي نال فيها شهادة الدكتوراه.
وعرف شميث روائيا بأعمال هامة في العشرية الأخيرة من بينها " الإنجيل حسب بيلات " –سيرة المسيح – و" نصيب الآخر" و" حينما كنت تحفة فنية " – أسطورة فوست-  و" ميلاريبا- عن البوذية– و" أوسكار والسيدة الوردية" –عن المسيحية- و" طفل نوح" – عن اليهودية.
أما المغني والممثل فرنسيس لالان، السيد إبراهيم، فهو من مواليد عام 1958 بمدينة بايون جنوب فرنسا، واشتهر بألبومه الأول "ادخل بيتك" عام 1979، وهو صاحب روايات ومجموعات قصصية وشعرية، وبلغت معارضته للرئيس السابق ساركوزي حدا دفعه إلى مراسلته من خلال قصيدة  تندد بتراجع العدل وحقوق الإنسان أثناء فترة حكمه.

المصدر:الجزيرة
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9