أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، مارس 23، 2016

في مسرح الحركة من دون كلمات مع الفنون البصَرية.."النائمون الطائشون" يحطمون الجدران!

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مارس 23, 2016  | لا يوجد تعليقات


تخيَّلْ مسرحاً من دون كلمات سيتركك غير قادر على الكلام! ذلك ما تفعله فرقة " النائمون الطائشون Reckless Sleepers " البريطانية البلجيكية في مغامرتها الفنية التي تتّسم بالمجازفة: يريدون منك أن تأتي وتشاهد بشكل بارع ومخادع وشديد وهم يحطمون بعض جدران الجص في عملهم المسرحي.
وقد تحدثنا، يقول ميتشل بيلون، كاتب هذا المقال، إلى مول ويذيريل، مؤسس الفرقة وأحد القوى الدافعة. فبعد أكثر من عقد من النشاط في إنكلترة، أصبحت الفرقة شأناً مختلطاً بالنسبة لكلٍ من الفنانين الأدائيين الفلمنكيين والانكليز. فثلاثة من الـ 13 عضواً الذين يؤدون في مختلطات متغيرة بلجيكيون؛ وقد وصل ويذيريل نفسه من مانشستر ليعيش في غينت في عام 2002. وهو يقول، " لقد بدأ ذلك كله بالمقر الذي حصلنا عليه في لايملايت في كورتريجك ( في بلجيكا ). وقد أردت في الواقع التوقف عن العيش في بريطانيا ــ لأسباب مختلفة ــ وكانت بلجيكا تبدو شيئاً لطيفاً لي. ورحت أرى هنا بعض العمل المُرضي الذي لم أجده في المملكة المتحدة. آنذاك كنت أعيش في غلاسكو، كان مركز فناني " خط الترام " يقدم قدراً من النتاج الفني البلجيكي، وهكذا عرفتُ شيئاً عن الفنانين البلجيكيين الجيدين. وبدت لي المكان المناسب للذهاب إليه بنوع من العمل الذي نمارسه. والمسرح، في بلجيكا، ينطوي على الكثير جداً مما يمكن أن تفعله مع مسرحيات متقنة، وهناك طريق مفتوح كثيراً إلى المسرح، والرقص، والفنون البصَرية ".
وربما كان ويذيريل معَدَّاً على الدوام لأن يأتي إلى بلجيكا: إذ يشير اسم الفرقة " النائمون الطائشون "، بعد كل شيء، إلى واحد من فناني بلادنا البصَريين المعروفين جداً. ويقول ويذيريل، " إنه لا يعود في الواقع إلى عنوان لوحة رينيه ماغريت " النائم الطائش ". ففي عام 1989، حين كنت ما أزال في مدرسة فنون، قمت بإنجاز قطعتي المسرحية السليمة الأولى، وكانت تلك اللوحة بمثابة مصدر إلهام وعنوان لها ". وفي بروكسل، تمتلك " النائمون الطائشون " علاقة جيدة مع " المسرح 141 "، الذي قدّم قطعة خارقة، " شرودنجر Schrödinger "*، ولديه خطط  لنسخة فرنسية من قطعته، " العشاء الأخير "، ويستضيف الآن ثلاثة أداءات لـ " الفراغ السالب Negative Space "، وهو عمل يبرز ــ  كغيره من أعماله الفنية ــ حتى في المشهد المسرحي البلجيكي. 
في هذا العمل المسرحي، " الفراغ السالب "، يلتقي مسرح الحركة من دون كلمات مع الفنون البصَرية. وتتواصل الفرقة، العاملة من دون نص، وبالتالي بسردٍ غير محدد، مع مشاهديها على نحو فكاهي، داعيةً إياهم لإنشاء القطعة المسرحية في أدمغتهم هم. و يندفع ستة مؤدّين ومؤديات داخلاً وخارجاً محطِّمين ببطء صندوقاً أبيض على المسرح، في سلسلة من الأفعال والتفاعلات المدركة والسخيفة في وقت واحد. وتتصل " الفراغ السالب "، من بعض النواحي، بمسرحية " شرودنجر ". ويقول كيفين، أحد المؤدين، " أنه مضى على الفراغ السالب عشرون عاماً تقريباً منذ تلك القطعة، لكن مصادرها الإلهامية، مثل فيزياء الكم quantum، غنية بما فيه الكفاية لتخدمنا سنوات كثيرة أخرى. وقد أراد بعضنا التركيز على الصيَغ الرياضية mathematical التي خلقناها لتطوير مسرحية " شرودنجر " تلك، وكان علينا قلبها رأساً على عقب .. وهكذا يمكنك القول إننا في مسرحية الحيز السالب نُري المشاهدين ما لم يتهيّأ لهم أن يروه في مسرحية شرودنجر، حيث كانت الشخصيات مخفية وتنظر من خلال الشقوق ". وأكثر من هذا، أن الصندوق الأسود في مسرحية شرودنجر قد وجد صورته السلبية في الصندوق الأبيض الذي يُعد مركزياً بالنسبة لمسرحية  ‘ الفراغ السالب ‘. " في بداية البروفات، عملنا إطاراً خشبياً أساسياً جداً في اللوح الجصّي، فقط لنرى كيف يمكننا أن نقيم الإعداد المسرحي. لكن ما إن وصلت الألواح الخشبية، حتى بدأنا بتحطيمها تماماً وقررنا الاحتفاظ بهذا العمل لأنه كان على قدر كبير من التسلية. و تبدو مسرحية الفراغ السالب، بمظهرها المتناسق الأجزاء، كمقدمة أكثر منها كتكملة لمسرحية شرودنجر، التي كانت شكلية ومعمارية ". 
ويمكنك القول إن صفائح اللوح الجصّي الأبيض تعمل أيضاً كجدران إبراز لما يجري، لأن باقي القصة يتولاه الجمهور. ويقول ويذيريل، " أعرف أن من البساطة وضع الأمر هكذا، غير أن معظم عملنا ليس حول أي شيء، لكن يمكن أن يكون حول كل شيء. وأظن أن الناس يفضلون أن يعرفوا ما دفعوا ثمناً لمشاهدته، إلا أن من الصعب حقاً تبيان ذلك. كما أن تلك طريقة تفاؤلية جداً من طرق القرن العشرين للتفكير، للاعتقاد بأنك تستطيع أن تحدد كيف ينبغي لغرفة مليئة بأناس ذوي قصص خلفية مختلفة أن تستجيب لفنك ".

-------------------------------------
المصدر : المدى - ترجمة: عادل العامل  - عن/ Agenda

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9