أن صعوبة الدراسة تكمن في طرح طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة بمسميات واقعية بعيدة عن الدراسات الكثيرة التي تناولت العلاقة من الوجهة النظرية فقط،
فعلى الرغم من كثرة الدراسات العربية منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي، وعقد الندوات وإفراد محاور كثيرة في المجلات المتخصصة إلا أن جميع الدراسات كانت تدور في اطار (ماينبغي على العلاقة أن تكون) فلم تحظَ العلاقة بين المثقف والسلطة بدراسة نماذج عملية، خصوصاً أن معظم الدراسات ركزت على طبيعة العلاقة في ظل الأ نظمة الشمولية بعد الاستقلال، لا تختلف أسباب تناولنا لهذا الموضوع عن أسباب تناولنا للدراسات التي تتخلص في عدم تناول الموضوع في الدراسات الاكاديمية أو الدراسات الخاصة بصورة مفصلة، تقوم فرضية الدراسة على أن المثقفين أدواراً كثيرة في العهد الملكي جاءت على خلفية التنوع في فئاتهم، فقد أسهم الانحدار الطبقي والمعيار التعليمي أسهاماً كبيراً في التنوع الفئوي للمثقفين فخلقت لنا مثقفاً تنحصر رغبته بالسلطة من خلال أتباع الوسائل المختلفة للاستحواذ عليها ومثقف ترجم علاقته بالسلطة من خلال أنماط صراعية، فقد إتخذت هذه العلاقة صوراً مختلفة نتعرف عليها خلال تصحفنا لكتاب (المثقف والسلطة في العراق) (1921-1958) دراسة أجتماعية-سياسية للدكتورة رهبة أسودي حسين الصادرة عن سلسلة (دراسات) السلسلة التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة ضمن أصدارات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013، ومن مقدمتها أن طبيعة المنهج الذي أعتمد في الدراسة هو منهج يحاول أن يجمع بين المنهجين التأريخي والمقارن من خلال تقصي نقاط التشابه والاختلاف، ألا أن كلا المنهجين يقف موقفاً حذراً من الدراسة، لاننا نحاول أن ننظر الى طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة نظرة نسبية، تسعى الى أن تستوعب واقع المرحلة والظروف التي أملت على المثقف تأطير علاقته بالسلطة.وبقدر تعلق الامر بمحتويات الدراسة، فأن الاهتمام كان على الموضوعات الاتية:
الفصل التمهيدي: (الاطار النظري لعلاقة المثقف في السلطة) وينقسم هذا الفصل الى ثلاثة مباحث أساسية تناول الاول: (الثقافة والمثقف) تقول د. أسودي، للثقافة والمثقف مفاهيم كثيرة نتعرف عليها من خلال مناقشة النقاط الاتية:
المطلب الاول: الثقافة: لم ترد مفردة ثقافة في القرأن الكريم، ولا في السنة النبوية، كما لم ترد في نصوص العرب، وأشعارهم تناولت. معاجم اللغة العربية مفردة الثقافة بمعنى أن يقال "ثقف الشيء - وهي سرعة التعليم. وثقف الشيء حذفه، وثقف الرجل ثقافة أي صار حذقاً خفيفاً. ومنه المثاقفة وتأتي العمل بالسيف .. وثقف الرجل صار حذفاً خفيفاً. والمثاقفة ما تسوي به الرماح وتثقيفها تسويتها" فالثقافة بالمعنى العربي للكلمة تعني سرعة التعلم والحذق والفطنة وثبات المعرفة.وفي المبحث أيضاً،أن تعريف الثقافة يعاني مسألة الاقتراب من تعريف الحضارة، فالحضارة "نتاج بشري مرتبط بالجهد الانساني والعمل الدؤوب والزمن التأريخي وتقوم الحضارة على مقومين بارزين، مقوم مادي بتمثيل في التكنلوجيا، ومقوم معنوي يتجسد في الثقافة ولتحقيق الحضارة لابد من صيرورة عملية وأنتاجية وأبداعية مكثفة مستمرة عبر التاريخ لجني الثمار المادية والمعنوية. وفي مدخل آخر، تناولته الكاتبة، لقد تعددت المفاهيم المطروحة لتعريف الثقافة تبعاً للأطر الليبرالية والماركسية فضلاً عن بعض المفاهيم التي طرحهاالعرب، فالمفاهيم الليبرالية ترى عموماً، أن الثقافة هي ثمرة فكر الفرد، فهي مفاهيم محددة بالظروف العامة الناتجة عن الحضارة العربية. ومنها مفهوم (تيلور) الذي عرف الثقافة..هي ذلك الكم المركب من المعارف والعقائد والفن والاخلاق والاعراف وكل ما إكتسبه الفرد بوصفه عضواً في مجتمع ما".
أما المفاهيم ضمن الاطار الماركسي فيقوم المفهوم الماركسي للثقافة على أن الثقافة ليست مجرد طرائق للسلوك أو الحياة، بل الثقافة تعبر عن فهم واعٍ للحياة، واغتراف مستمر من المعارف والعلوم الفلسفية. فالثقافة دور واضح في القدرة على الاجابة وطرح الحلول للتناقضات ومشكلات الحياة اليومية.
وفي الواقع لاتختلف الطروحات الماركسية الآخرى التي تناولت مفهوم الثقافة عما طرحه (ماركس) فمن خلال تساؤلات عديدة عن مصادرالافكارعند الفرد يعبر(ماوتسي تونغ) عن أهمية الممارسة الاجتماعية عندما يذكر في تساؤلاته "من أين تأتي الافكارالسديدة؟هل تنزل من السماء؟لا.هل هي فطرية في عقل الانسان ؟لا.انما هي تاتي من الممارسة الاجتماعية بانواعها الثلاثة :الانتاج ،والصراع الطبقي ,والتجربةالعملية. ان الوجود الاجتماعي للاْنسان هو الذي يحدد تفكيره. وما أن تستوعب الجماهير الافكار السديدة التي تتميز بها الطبقة المتقدمة حتى تتحول هذه الافكار الى قوة مادية تبدل المجتمع وتبدل العالم"
فلا يمكن لاي مجتمع أن يمتلك ثقافة واحدة، مهما كان هذا المجتمع بسيطاً في مكوناته. وتحت عنوان (المطلب الثاني: المثقف) كتب د. رهبة أسودي تقول أن مفردة المثقف مفردة مستحدثة في اللغة العربية شاع أستخدامها في الادبيات الاجتماعية والسياسية، ولفظة مثقف مشتقة من فعل (ثقف) بمعنى حذق وفهم وأدراك. وتقول كذلك عموم الافراد يبقون حاملين حيازة من المعرفة التي يكسبونها بوصفهم أعضاء في مجتمع ما. ولكن أدوار المثقفين تختلف من خلال التميز الفردي الذي يؤهل صاحبة التمتع أدوار قيادية في المجتمع. ويرفض (سارتر) التمايز على أساس العمل الذهني لانه "لايمكن تصور عمل لايحتاج الى الفكر، فقد يكون الجراح مثقفاً مع أن عمله يدوي" فالمهنة القائمة على هذا التقسيم لايمكن وحدها أن تصنف مايطلق علية أسم المثقفين"
فهناك أختلاف في المفاهيم الليبرالية، والماركسية فضلاً عن بعض المفاهيم العربية، فمفهوم المثقف ضمن الاطار الليبرالي ينطلق من خلال تحديد السمات العامة للمثقفين وتأكيد النزعة الفردية التي تؤهل المثقف للقدرة على أكتساب المعرفة، وبهذا جاءت المفاهيم الليبرالية لتؤكد مأتي حسب ماقسمته المؤلفة الى عدة نقاط أولاً: يشكل المثقفون فئة صغيرة فهي صفوة المجتمع تحمل هذه الصفوة تسميات عديدة، فهم الكتاب، والفنانون، وعلماء الدين. وأصحاب النظريات الاجتماعية.
ثانياً: تبقى إهتمامات المثقفين، إهتمامات فكرية تحدد مواقفهم تجاه الانسان والمجتمع
ثالثاً: يحمل مفهوم المثقف النظرة الرومانسية، والرومنسية هنا بمعنى الفردية فيما يتعلق في التحصيل المعرفي في مختلف العلوم، والتميز الفردي في تحقيق أنجازات ذات قيمة تشكل إضافة الى الفكر الانساني.
رابعاً: أن تحقيق السعادة الذي حمله مفهوم (جوليان بند) يدخل ضمن مفهوم تحقيق (الخير العام) في محاولة تغييرية نحو (الافضل) في الاعمال العلمية والفنية.
خامساً: أن التمرد سمة من سمات المثقف، مهما حاول أن يبتعد عن إثاره (المشاكسات) التي يسجل فيها أعتراضه تجاه قضايا أنسانية عامة، ويعلن مواقفة المعترضة تجاه القضايا .
سادساً: يشكل مفهوم المثقف في الاطار الليبرالي نتيجة طبيعية لمفهوم الثقافة في الاطار نفسه، فعلى الرغم من تعدد النقاط المذكورة أعلاه فالنقطة الجوهرية التي تبقى خلف النقاط هي الفردية التي تلتقي مع الفردية في الثقافة فضلاً عن التعددية والاختلاف. أما مفهوم المثقف في الاطار الماركسي فلا يختلف مفهوم المثقف عن مفهوم الثقافة، في الاطار نفسه،
وتقول الكاتبة بعد طرح عدة نقاط لهذه المفاهيم، أخيراً حملت هذه المفاهيم العربية خليطاً من المفهومين السابقين الليبرالي والماركسي، وان غلب على هذه المفاهيم المفهوم الماركسي، فقد عرف (محمد عابد الجابري) المثقف هو "ذلك الشخص الذي يتجاوز العوائق التي تحول دون نظام أجتماعي افضل، نظام اكثر فاعلية، نظام اكثر إنسانية، وأكثر عقلانية " ويوظف (عزيز السيد جاسم) الوعي أيضاً في تعريفه للمثقف فالمثقف هو " محبذ الوعي الى المسافات البعيدة خارج حدود القناعات السهلة والموافقات الكسولة والتثاؤب أزاء أحداث لايمكن الا أن يكون مشاركاً فيها أو ضدها بشكل أو بأخر " وبهذا جاءت المفاهيم العربية للمثقف مؤكدة على أهمية المعرفة من خلال الاهتمام بفروعها العلمية والادبية، فالأطر الثلاثة للمثقف تظُهر بصورة واضحة سعي المثقف الدائم في أن يخضع واقعهُ الموضوعي الذي يعيش فيه الى ذاته الواعية، فهناك سلطة غير معنونه يمارس المثقف من خلالها (نفوذه) مصدر هذه السلطة المعرفة التي يتحلى بها، ووسيلة الدور الذي يمارسه وهدفه التغيير.
وتناول الكتاب في مبحثه الثاني الموسوم (السلطة السياسية) نتعرف على ماهية السلطة السياسية من خلال مناقشة النقاط الاتية: المطلب الاول: مدلول السلطة السياسية: أن مفردة السلطة في اللغة العربية تعني "الملك، والقدرة" فهذه تعني "المؤسسة"، "والملهم"، "والجد"، فهي مبعث تفوق وسمو وصاحب السلطة صاحب سمو وتفوق، ولكن هذا السمو والتفوق يبتعد عن أمارات الطاعة أو السيطرة على الغير فتقترن السلطة بالمؤسسين، أو الاوصياء، أو الزعماء، أو الحكماء، وتقترب هذه المفردة من سمة روحية أكثر من أقترانها بسمة مادية فمبعث السلطة طاعة أختيارية تجاه صاحب السلطة، تتجسد من خلال أحترام وقداسة لصاحب السلطة، فهي تؤطر هذه العلاقة صفة غير رسمية. فمفردة السلطة هنا تقترب من قوة النفوذ الذي يمارسه صاحب السلطة. ومن مفردات السلطة القدرة "الحق في أجبار الاخرين للامتثال للاوامر. ولمفردة السلطة معانٍ أخرى وهي النفوذ، والاجبار ألا أن معنى السلطة يختلف عن هذه المعاني بعدد من المتميزات، فالسلطة تدور في أطار شبكة محددة ذات مراتب عدة منها: الاب- الابن ، والمعلم- الطالب، الحاكم- المحكوم.
المطلب الثاني: التطور التاريخي لممارسة السلطة السياسية: أن عملية الانتقال من مرحلة السلطة الشخصية التي يتمتع بها الحاكم على أنها ملك له مرتبط بشخصه الى مرحلة السلطة المجردة التي مصدرها، وأساسها في الجماعة، لم يتم دفعة واحدة، فأشكال السلطة شهدت تطوراً تبعاً لتطور المجتمعات من مجتمعات بسيطة الى مركبة، فقد عرفت في صور عديدة منها: السلطة التقليدية وهي السلطة القائمة في مجتمع بسيط يعيش على التقاليد والاعراف، والسلطة الكارزماتية التي تتخلص بجوانب (الجاذبية) لشخصية الحاكم الذي تؤهلهُ للحكم، وأخيراً السلطة الشرعية (القانونية وهي ثمرة نشاطات المجتمع الحديث التي جعلت ممارسة السلطة تأتي على وفق القواعد القانونية.
وفي المبحث الثالث طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة. نتعرف على طبيعة علاقة المثقف بالسلطة من خلال مناقشة مطالب عدة.
المطلب الاول: الخلفية التأريخية لادوار المثقفين: أن لكل مجتمع مثقفيه، فالمجتمعات البدائية عرفت مثقفيها باشكال مختلفة فهم تارة سحرة وكهنة،وتارة أخرى مغنون متجولون ورواة سيروانساب فالروائع الملحمية التي تشكل تراث الانسانية يقف خلفها مثقفون من كتاب وشعراء فقد طرق مثقف العراق القديم موضوعات متعددة منها من أصل الخليقة والكون والوجود وقصص الطوفان، وأساطير عالم مابعد الموت وأدب المعاصرة والمناظرة وأدب الغزل والرثاء وتدمير المدن وسقوط السلالات الحاكمة والصلوات والابتهارات. وتناول المبحث التاريخي ملحمة كلكامش مروراً بالفلاسفة عبر التاريخ والعصور اللاحقة وقدم المبحث : فئات متعددة وهنا أخذت العديد من الآراء كـ (أدوار سعيد) وتصانيفه للمثقف ود. خليل أحمد خليل و (حسن حنفي) الخ الخ...
وجاءت د. رهبة أسودي بمطلب ثالث: موسوم (طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة جاء فيه أن تحديد طبيعة علاقة المثقف بالسلطة يخضع لثلاثة منطلقات أساسية قد مرت معنا وهي طبيعة السلطة السياسية والدور الذي يلعبه المثقف وفئات المثقفين، فالعلاقة بين المثقف والسلطة أحد مظاهر الثقافة السياسية. فالثقافة السياسية هي جزء من الثقافة السائدة في مجتمع معين، غير أنها تنطوي على طبيعة سياسية، فهي تتضمن الاتجاهات الفردية نحو السلطة بتوجهاتها الادراكية، وهي مجموعة المعارف الثابتة أو المتغيرة التي يكون الفرد قادراً على تكوينها عن الفاعلين في منظومة السلطة وقواعد عملها. وهناك صور متعددة طرحتها الكاتبة ترسم طبيعة علاقة المثقف بالسلطة خلال طرحها لعدة أبواب.
الباب الاول تناول ماطرحهُ (نديم البيطار) ووجهات نظره.
الباب الثاني: تناول دعوات العديد من الكتاب لمناقشة دور المثقف ود. محمود أمين العالم. حيثُ يقول: الذي يجد أن السلطة ليست جهازاً مركزياً، فهناك الهياكل السياسية.والاقتصادية، والاجتماعية والتعليمية، فبأمكان العديد من المثقفين العمل داخل (السلطة – المجتمع) على الرغم من رغبة السلطة في العمل على تهميش دور المثقف . وهناك دعوتان.
الاولى: تحديد علاقة المثقف بالسلطة تجد الاولى منها ضرورة خضوع الحياة الثقافية و (السلطان) الثقافي لسيطرة السلطة.
ثانياً: فكرة الاعتدال في التعامل مع السلطة من خلال العمل في أجهزة السلطة الخدمية لخدمة المجتمع أو من خلال تنظيم العلاقة بين المثقف والسلطة من العمل التنظيمي أو العمل على إقامة (جسور) مختلفة مع السلطة. وفي الواقع أن تنظيم العلاقة بين المثقف والسلطة يحتاج الى إعادة تنظيم الحياة السياسية، والدستورية وأطر مؤسساتها التي تكفل حرية الرأي للمثقف وتعمل على تنظيم صيغ العلاقة التي يتبعها القانون.
وفي الفصل الاول الموسوم (المثقف العراقي والسلطة العثمانية) نتعرف في هذا الفصل على الاحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشها العراق في ظل السلطة العثمانية، فضلاً عن المؤثرات السياسية والثقافية التي أسهمت في تكوينات المثقف العراقي.
ومبحث الفصل الاول (الاحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل السلطة العثمانية)
وقد جاء هذا المبحث بعدة مطالب منها.
أولاً: الحالة السياسية.
المطلب الثاني: الحالة الاقتصادية.
المطلب الثالث: الحالة الاجتماعية
وينقسم المطلب الى عدة نقاط: القتال الدائم. التباعد الاجتماعي. تعدد المكونات
وفي مطلب رابع: الحالة الثقافية: نتعرف على الحالة الثقافية من خلال المؤشرات الاتية.
أولاً: التعليم. الطباعة. الصحافة. المثقفون. وفي باب الصحافة تقول المؤلفة: شهد العراق ميلاد أول صحيفة فيه على يد الوالي (مدحت باشا) المسماة (الزوراء) لنشر أرائه الاصلاحية و ( الفرمانات السلطانية) وتنبيه أهالي الولايات الى وجود صحافة واوامر وشكوى يمكن الاشارة اليها. فضلاً عن الاخبار الاخرى
وفي باب مثقفون: أستشهدت الكاتبة بالعديد من النصوص الشعرية لاغلب شعراء هذا العصر في عهد السلاطين.
وفي المبحث الثاني (العوامل السياسية والثقافية المؤثرة في تكوينات المثقف العراقي) تقول المؤلفة تأثرت الحياة السياسية والثقافية في نهاية القرن التاسع عشر مطلع القر ن العشرين بالعديد من العوامل نحاول التعرف عليها من خلال مناقشة النقاط التالية:
المطلب الاول: الحركة المشروطية: وفيه- كانت الحركة المشروطية بداية عهد جديد في التفكير العراقي.
وقد غيرت الاتجاه العقلي وفتحت الاذهان على مُثل جديدة والفاظ حديثة لم تكن مألوفة لاهل القرن التاسع عشر ومانشأوا عليه من أستبداد مطلق، وتناولت سير وأحدث مستشهدة بعدة نصوص شعرية وسير وأفكار مثقفي هذا العصر.
وفي الفصل الثاني للكتاب (المثقف والسلطة في العهد الملكي) وتضمن هذا الفصل ماهية المثقف والسلطة في العهد الملكي من خلال مناقشتها في مبحثين، محاولين الربط بين المفاهيم النظرية، والواقع الفعلي لهما.
المبحث الاول (المثقف العراقي في العهد الملكي) .
مفهوم المثقف من خلال ما تقدم تعرفنا على مسميات كثيرة فهناك دور لعالم دين، ودور آخر لاديب وشاعر ومستنير فضلاً عن كاتب ومؤرخ وصحفي، ليس من السهل العثور على لفظة مثقف في التراث العراقي عند مطلع القرن العشرين. وتذهب بنا المؤلفة الى سرد لمسميات وأحاديث وأوصاف كثيرة لمفهوم المثقف عبر تتابع الاحداث في هذا القرن وتقدم لنا نقاط.
أولاً: الدراسات التقليدية
ثانياً الدراسات العسكرية
وتقسيمها الى فئات متعددة وتأتي ثالثاً الدراسات المدنية: وتقسم الى ثلاثة أقسام.
دراسة أستانبول المدنية
دراسة بغداد المدنية
خريجوا البعثات العلمية
وهناك عدة فصول تناولت فيها الكاتبة التاريخ المفصل للعراق في تلك الحقب والمتصفح لهذا الكتاب سيجد ضالته في قراءة تاريخ العراق السياسي والاداري والثقافي والفكري وبالعديد من المباحث التنويرية كـ (المرحلة الراديكالية) (راديكالية المثقف) السلطة والحياة الحربية ( أنفصال علاقة المثقف بالسلطة) المثقفون ذو المكانه الادبية الرفيعة ،الفئات العسكرية.
في خاتمة الكتاب نقراء لماذا أستسلم المثقفون الذين يمثلون أصحاب السخطين الفكري والسياسي لفئة العسكريين مرة اخرى مع مقدمات ثورة (1958) وقد خبروا هذه الفئة بتجارب فاشلة سابقاً؟
شهدَ دور المثقف تطوراً كبيراً من خلال الاطلاع والاتصال بالثقافات العالمية وتياراتها وماتركته من أثرٍ في نتاجاتهم ورؤيتهم الثقافية التي أصبحت أكثر نضجاً. وغياب المثقف (الخبير) الذي يعد المثقف (المحايد؟) وله أولوية تقدير حاجات المجتمع العراقي، فوت على المجتمع فرصة دراسة حاجات المجتمع الاساسية فهيمنة التطرف السياسي أحتلت أولوية جهد المثقف.ولم تملك جميع القوى السياسية المثقفة (خطة) لما بعد التغيير فقد حافظت على أدوارها لما قبل التغيير بل الاكثر من ذلك. وفسحت بعض القوى المشاركة في التغيير للقوى الخارجية في التدخل في الشأن العراقي الخاص تحت (شعارات) قومية متعددة عن تقدير أوضاع العراق الداخلية مما أدى الى أزدياد حدة الصراعات الشخصية التي إنعكست في الشارع العراقي بصورة أوضح.
-----------------------------
المصدر : دائرة الشؤون الثقافية
0 التعليقات:
إرسال تعليق