أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ المسرح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ المسرح. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، أغسطس 19، 2016

إعداد القصص والروايات في المسرح العراقي / فيصل ابراهيم المقدادي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

هناك مسرحيات وتمثيليات روائية مأخوذة عن قصص أو روايات جرى مسرحتها اوتطويعها لهذه المجالات، الا ان هذا يتطلب جوابا واضحا على الاسئلة الهامة التالية بعد قراءة النص وهي :
1. كم عدد المشاهد المختلفة في الرواية التي تحولت الى مسرحية اوتمثيلية في مشهد واحد؟
2. هل يشمل العمل الابداعي المسرحي المعد على مشاهد واحداث لم تكن موجودة في الرواية؟
3. هل الذروة واحدة في كل من العمل المسرحي اوالقصة؟
4. هل من رأيك ان العمل المسرحي المعد (مبني) اساسا على الاصل الذي اعدت منه؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا؟
واولى خصائص قدرة المؤلف على استكشاف المادة الدرامية ذخيرته من المعرفة بالجمهور (الناس) وسلوكه وبصيرته القوية بكل ما يحيط به وبهم ثم خياله الحي .
وعلى الكاتب المسرحي ان يتذكر وعلى الدوام بانه يكتب عن قوم معينين وعن تجاربهم لجمهور من الناس لهم تجاربهم الخاصة وعمل الكاتب الدرامي هوان يزاوج بحيوية بين تجارب شخصياته المسرحية وبين تجارب جمهوره وان يربط بين هذه وتلك برابطة السمات المشاركة العامة التي يخضع لها كلا الطرفين، جاء في كتاب البصائر والذخائر :
(ينبغي ان تعلم ان من اراد خطابه البلغاء على طريقة الادباء ومجاراة الحكماء على عادة الفضلاء، احتاج ضرورة الى تقديم العناية باصول الاساس وحفظ فصول هي الاركان، ولن ينفعها تقديمها دون احكامها، كما لا يجدي عليه حفظها دون عرفانها، فمن اوائل تلك العناية جمع برد الكلام، ثم الصبر على دراسة محاسنه، ثم الرياضة بتاليف ما شاكل كثيرا منه اووقع قريبا اليه، وتنزيل ذلك على شرح الحال الا يقتصر على معرفة التاليف دون معرفة حسن التاليف، ثم لا يقف مع اللفظ وان كان بارعا وشيقا حتى يغلي المعنى غليا، ويتصفح المغزى تصفحا ويقضي من حقه ما يلزم في جكم العقل ليبرأ من عارض سقم، ويسلم من ظاهرة استحالة ويعتمد حقيقته اولا ثم يوشيه ثانيا، ليترقرق عليه ماء الصدق ويبدومنه لألاء الحقيقة، ولن يتم ذلك حتى يتجنب غريب اللفظ ووحشيه ومستكرهه وبدويه، وينزل عن ربوة ذي العنجهية واصحاب اللوثة وارباب العظمة بعد ان يرتقي عن مساقط العامة في هجر كلامها ومرذول تاليفها) حيث يضع شروطا محددة لتحقيق الاسلوب البليغ والحكيم تتلخص في :
1. العناية باصول واركان البلاغة وتقديمها محكمة عميق الدراية بها .
2. التدقيق في الالفاظ واختيار الجميل منها .
3. تنزيل اللفظ على المعنى المقصود دون ان يغريه اللفظ الجميل ويقف عنده فيقع في سقم وشكلية لا قيمة منها .
4. وبعد التاكد من مطابقة الصورة للمضمونة، يعود لتشويه ماابدعه فيحذف اللفظ الغريب المستكره، كي لاينعزل في اسلوبه مع ذوي العنجهية والترفع الكاذب، وهم المتحذلقون، ولا ينغملر في اساليب التاليف الرخيص الذي يمارسه العامة والمتطفلون على البلاغة .
ان الحذر ضروري جدا خاصة من الايغال العفوي في موسيقى الكلمات خاصة تلك التي تجعلها شديدة الطنين والجرس، وبعدها عن جدية المعنى وجلال الحكمة والفلسفة المقصودة احيانا والانتباه الى ان لغة المسرحيات يجب ان تتميز في تنويع العبارات رغبة في استعمال اقصى مالدى المؤلف من مخزون الكلمة. و(سلاسة الطبع لاتعني التلقائية العفوية، بل لابد من ثقافة ودراية لجميع القواعد والاصول، والبلاغة هي (الصدق في المعاني مع ائتلاف الاسماء والافعال والحروف واصابة اللغة وتحري الملاحة المشاكلة برفض الاستكراه ومجانية التعسف) وبلاغة النص حسب: (الامتناع والمؤانسة ج 1 ص9) هومركب من اللفظ اللغوي والصوغ الطباعي والاستعمال الاصطلاحي ).

أهمية إعداد وعرض المسرحية الجيدة

(ان عددا من  قصص وروايات: جليل القيسي ومحمد خضير ومحي الدين زنكنه جديرة بالمسرحة)
اهمية المسرحية الجيدة :
1. التأثير الايجابي في افكار الجمهور .
2. التأثير الايجابي في قناعة الجمهور .
3. ماتضيفه المسرحية من خبرة حياتية جديدة وتعميق مفاهيمها للحياة .
4.     اغناء تفكير الجمهور واثارة الشعور لديه عن طريق الصورة اللغوية الخاصة ويرتبط هذا بالالهام والعبقرية الفنية الخاصة بالمؤلف والمخرج .
5. يعبر المسرحي عن تجربته وفهمه العام للحياة بصدق عن احوال المجتمع وبهذا يحقق ذاته في الجماعة سعيا للتاثير فيهم وكسب رضاهم ووسيلته الى التاثير وهذا الكسب يحدث فيما يعنيهم يتاثر بالمجتمع ثم يحاول التاثير فيه كما بالنسبة لغالب مسرحيات : ( طه سالم ونور الدين فارس ) وبذلك يختلف عن (المسرح التجاري) الذى يخضع للارادة الانية للناس و(لمردود شباك التذاكر) ويترك المجتمع يدور في نطاق ذاته دون ان يضيف اليه اية قيمة جديدة. وهذا ماحصل في العراق (ايام الحرب العراقية الايرانية) حيث قدمت المسرحيات التجارية التي نقلت ثقافة الغجر والمتعة الرخيصة للمسرح والتاليب (ضد الفرس).
6. تظهر اثار المسرح في المجتمع بما يقدمه اليه من قيم جديدة تساعد على تغييره وتشكيله، ومثالها مسرحيات :
1 - فرقة المسرح الفني الحديث  وعروض مسرحيات :
1-اني امك يا شاكر
2 - ماكوشغل
3 - ست دراهم
4 - انا ضمير المتكلم 
5 - الشريعة
6 - الخان
7 - النخلة والجيران
وما قدمة اساتذة معهد وكلية الفنون- في الستينيات والسبعينيات من قرننا الماضي :
1 - هملت
2 - يوليوس قيصر لشكسبير
3 - القرد كثيف الشعر ليوجين اونيل
4 - كلكامش وغيرها ..
 2 – ما قدمته فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم :
   1 - اشجار الطاعون
   2 - الغريب
   3 - العطش   والقضية
   4 - البيت الجديد
   5 - فيتروك ... وغيرها
 7. موقف المؤلف المسرحي والمخرج من المجتمع  بالتأكيد ان للمسرحي فرديته  لكنها تتحقق ايضا بوجود المجموعة  وله عبقريته المبدعة وما يبدعه المسرحي ويخلقه لا تكون له قيمة الا بما ستتركه من اثر في المجموعة  فالمسرحي بشكل عام قيمة  انسانية اجتماعية حتى لوتقاطعت مع ارادة الانظمة الظالمة  وهناك امثلة عديدة  في تاريخ المسرح الروسي (بوشكين وعدم رضا القيصر على مسرحياته منع العديد من مسرحيات  فرق المسرح الفني الحديث بالعهد الملكي وحكم حزب البعث.. الخ. محاولة الانظمة الظالمة شراء مسرحيين ومحاولة توضيب عروض مسرحية ومخرجين لصالح الحاكم.....الخ) كما حصل مع مسرحيات: الفرس وزبيبة والملك.... وغيرها...

-----------------------------------
المصدر : الأتحاد  
تابع القراءة→

الاثنين، مايو 23، 2016

المسرح الكردي والمسرح التركماني ومسرح الاقليات الاخرى في العراق

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, مايو 23, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

ان حال المسرح الكردي في العراق ، او المسرح التركماني في العراق ، أوباقي مسارح الاقليات الاخرى ، كالكلدوسريان والارمن، ومسرح الطائفه اليهوديه ( الذي كان موجودا حتى عام 1948 ) ، حاله حال المسرح العربي العراقي بشكل عام ، ( ان جاز لنا ان نقسم المسرح العراقي الى مكونات حسب اجناس مكونات فسيفساء المجتمع العراقي ).
بداء المسرح الكري في المدارس في ظل الحكم العثماني مع بدايات المسرح العربي في العراق ، وفي وقت واحد تقريبا ، وبظروف متشابهه ، لكنه لم يحضى بالاهتمام الرسمي اللازم له واهمل واغفل بعد تشكيل الدوله العراقيه ، لاسباب مختلفه ، من اهمها، النفس القومي الشوفيني الذي لازم سياسات الحكومات المتعاقبه في العراق منذ نشأتها وفي مختلف عهودها الى تاريخ الاحتلال ( الامريكي – البريطاني ) الاخير .
فلم تكن هذه الحكومات تشجع تطور التنوع الثقافي للعرقيات ، لانها بدأت تعمل ، ومنذ تشكيل الدوله الحديثه عام 1920 بأتجاه خلق ثقافه نخبويه عراقيه واحده ، بملامح عربيه اسلاميه ، مستنده الى ان لغة الثقافه للامه العراقيه الجديده ( التي كانت في حالة تكوين ) ،لابد ان تكون باللغة المقدسه التي نزل فيها القرآن وهي العربيه ، والتي بجب ان تكون ( من وجهة نظرهم ) ، هي اللغه الرسميه الوحيده في التخاطب في الدوله الموحده مركزيا ، والتي من وجهة نظرهم ايضا ان من شأن ( هيمنة اللغه والثقافه العربيه ) ان توحد وتصهر مختلف القوميات والعرقيات الاخرى في امه جديده واحده هي الامه العراقيه العربيه التي نزل من قومها الرسول ، ان هذه الافكار اخذت طريقها في التطبيق ، في ظروف المحيط العربي المشجعه آنذاك ، التي كانت تشهد المنطقه العربيه عموما نهضتها القوميه التحرريه الحديثه ، وبروز منظريها الاوائل ، وتأثير افكار( الحصري) كمثال من العراق على الاستراتيجيه الثقافيه للدوله العراقيه الوليده . ..
ولم يجر الالتفات الى فنون القوميات والاقليات العرقيه الاخرى الا بعد 14 تموز 1958 ، لاسيما بالنسبه للقوميه الكرديه والتركمانيه ، حيث فسحت الثوره المجال واسعا في الفتره الديمقراطيه القصيره التي اعقبت الثوره للاقليات ، والنهوض بثقافاتها العرقيه.
وعندما بدأت الديمقراطيه تتراجع بعد عام 1961والذي تتوج بانقلاب شباط 1963 ، لم يكن بمقدورالرده بسهوله اعادة سلب كل الحقوق القوميه التي وفرتها الثوره في بداياتها للاقليات بدون مقاومه ، و لم تنجح في ان تلجم او توقف تماما الاصوات التي انطلقت من بعد الثوره ، الداعيه للتساوى الاجتماعي في القانون فيما بين القوميات والعرقيات المختلفه، وضمان حقها بالتحدث بلغاتها وتطوير ثقافاتها الخاصه ، ولم تكن حصولها على هذه الحقوق بمعزل عن تحركاتها المطلبيه بها ، منذ ثورة محمود الحفيد الكرديه 1914 ، ولم تنقطع أن كان بالنضال السلمي او المسلح .
وبقي النسيج الثقافي في العراق المتكون من موزاييك متعدد الالوان غير موحد، يتفاعل تحت السطح ، يقبل ويعطي ، ويفرز تأ ثيراته الضعيفه احيانا بشكل غير مباشر عندما يتوفر هامش من الديمقراطيه ، بهذا الشكل او ذاك على الثقافه العراقيه الرسميه .
و كانت العرقيات المختلفه في العراق تقاوم من اجل بقائها عن طريق ، الحفاظ على هويتها الثقافيه الخاصه وموروثها الفولكلوري من الاندثار في ظل هيمنة وفرض قسري للثقافه الرسميه الواحده ، بالتكتل والانكفاء على الذات الداخليه للجماعه ومواصلة أستخدام لغتها ولباسها و عاداتها الموروثه من فن وادب وفولكلور، تتجسد وتنعكس في احتفالاتهم الخاصه ، كمناسبات الاعياد والافراح في الاعراس والختان، او الاحزان عند فقدان عزيز لهم وطرق التأبين ومراسيم العزاء ، أو أستذكار مآثرهم القوميه وتاريخهم على شكل قصائد طويله من الشعر العاطفي الملتهب ، فيه حنين شديد الى امجادهم الغابره ، وملاحم شعبيه بطوليه ، تروى في جلسات السمر والولائم ، اوعند احياء مناسباتهم القوميه والدينيه فيما بينهم .
لو اخذنا موضوع بدايات المسرح الكردي في العراق بالتحديد ( وليس المسرح الكردي الذي نشاء بتأثير ثقافات المناطق الاخرى كايران وتركيا وسوريا والاتحاد السوفيتي سابقا التي تختلف في بداياتها وظروفها من مكان الى آخر ) لوجدنا ان الاحتمال الاكبر والمنطقي انه قد وفد اليها من مدينة الموصل المجاوره التي حسب المعلومات المتوفره لحد الان انها قد عرفت المسرح منذ اواسط القرن التاسع عشر ، عن طريق المسرح التبشيري والمسرح المدرسي ، وهناك رأي آخر ، وهومايرجحه بعض المهتمين ويؤكده التوثيق لحد الان ، ان كردستان قد عرفت المسرح عن طريق الطلبه الذين كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس بغداد و الذين نقلوا ماشاهدوه في مدارسهم من مسرحيات ، بعد ان اعدوها باللغه الكرديه وقدموها في الازقه والمحلات ، وفي امكنه بسيطه سموها ( مسرح) ، من هذه الامكنه التي قدمت عليها اول مسرحيه باللغه الكرديه في عام 1925 هي (طارمة) منزل السيده ( بهيه خان ) من عائلة الشيخ محمود الحفيد في السليمانيه.
هذا لايعني ان التراث الشعبي الكردي كان خاليا تماما من المظاهر والممارسا ت الدراميه التي تشبه المسرح ، فهناك عيد نوروز ، طقس من طقوس الديانه القديمه للاكراد قبل دخول الاسلام اليها ، يعود بجذوره الى احتفالات الميدين بأعياد رأس السنه ( نوروز) وقدوم الربيع ، وكان الاكراد في العراق يحتفلون بهذا العيد القومي بسرد حكاية ( كاوه الحداد) ، التي أستحدثت واضيفت لطقوس عيد نوروز في الفتره الاسلاميه ، واحلوها محل الاناشيد الطقسيه الوثنيه الاصليه التي كانت تروى في هذه الاعياد ، وتطور السرد هذا الى مايشبه العرض التمثيلي المهرجاني للاسطوره ، والتمثيل في احيان كثيره كان يرتجل بدون اعداد كبير مسبق، وموضوع الاسطوره يدور حول ملك اجنبي يدعى ( الضحاك) ( من اسمه يبدو او يوحي بانه من اصل عربي) استعبد الاكراد لفتره طويله، وكان يعاني من آلام مرض عضال ،،وصف له اطبائه ان يدهن مكان الالم في جسده بمرهم مخلوط بمخ أطفال رعيته ، واعتاد ان يسكن الا مه بهذه الوصفه التي كانت تكلف الناس قتل اطفالهم بشكل متواصل ، ومسرحيات اخرى حول كاوه الحداد مكتوبه بشكل مختلف استنادا لروايه ثانيه للاسطوره تقول ان افاعي نابته على كتفيه تطلب منه ان يأتيها في كل يوم بضحيتين جديدتين من اطفال الرعيه لاسكات جوع هذه الافاعي ، وضاق الناس ذرعا بالطاغيه الدموي وامتلأت نفوسهم غيضا وكرها لا ، وتراكم الحقد في قلوبهم ، حتى ظهر كاوه الحداد من بينهم ليفجر ثوره شعبيه يقتل فيها الضحاك المستبد ، ويوقد النار في قمة الجبل اشاره الى انتصار الثوره ، ورمزية الاسطوره وابعادها غير مخفيه ، وتوظيفها السياسي والقومي التحريضي لتجديد انهاض الامه شعبيا في عيد نوروز من كل عام .
والادب الكردي ثري و زاخر بالقصائد الشعريه التراجيديا الطويله والملاحم الدراميه التي تصلح ان تتحول الى اعمال مسرحيه عظيمه ، وكانت تنشد وتغنى او تروى في مجالس السمر ، ولم تجر الاستفادة من هذا التراث الغني في المسرح الكردي العراقي واستلهامه ، الا في فتره مابعد السبعينات من القرن الماضي ، بعد ان نضج المسرح الكردي وحدد ملامحه ، ووقف على قدميه .
من هذه القصائد الطويله والملاحم الشعريه الكرديه ، ( خورشيد وخاور) و(ليلى ومجنون) و(شيرين وخسرو) و( شيرين وفرهاد) و(خاوران )و( حمه حنيفه ) و( بارام وكول اندام ) و(نادر وتوبال) و(الامير محمد امير مرزا)و( كهيا باشا) و( برزو وفلامرز) و( منيجه وبيزين ) و( قارمان وقيتران ) و( خه زال وكاكه لاس) و( به نه سا) و( كوردو كازان ) و( شيرين وشه في ) و( ميرزا والمسجد)و( فرسان ماريوان ) و( جوامير ووالدته) و( ناسدر مال مال) و( شريف هاموند) وغيرها  . وهناك ايضا العاب كرديه شعبيه ، يشترك فيها جمهرة المحتفلين بدون تحضير مسبق عدا الخطوط العامه ، منها لعبة ( السلطان والرعيه ) او مايسمونه احيانا ( لعبة السلاطين) حيث ينتخب المحتفلون من بينهم ، بعد اجراء سلسله من المسابقات المسليه الطريفه ، سلطانا يتوجونه عليهم ، ويخول من الجميع ان يمارس السلطه عليهم بحريه مطلقه ، يأ مر من يشاء من اللاعبين ويعاقب من يشاء ، وعلى اللاعبين الذين انتخبوه الطاعه وتنفيذ اوامره حرفيا مهما كانت اوامره غريبه وصعبه ، وتجري في اللعبه حوارات ارتجاليه بين السلطان والرعيه ، و محاججات بين الرعيه التي تنقسم على نفسها ، بين رعيه مؤيده للسلطان ، والرعيه التي تقف في الضد .. وهكذا .
الا ان هذه المظاهر الدراميه الفولكولوريه في العقائد القديمه والادب والالعاب الشعبيه ، لم تتطور ابعد من ذلك لتتحول الى مسرح كردي ، فالحركه المسرحيه الكرديه في العراق ، و حسب مانذكر كل المصادر، بدأت في السليمانيه عاصمة حكومة محمود الحفيد ، التي افتتحت اول مدرسه كرديه في المدينه ( مدرسة زانستي )، واصدرت صحيفه اسبوعيه كرديه ، وبذلك وضعت الاسس الاوليه لارضية التطور الثقافي الكردي في السليمانيه اولا ، وفي كردستان عموما فيما بعد ، ومنها المسرح الذي انتقل اليها من المسرح العربي العراقي كتقنيه وفن، ولم يكن لنشوء هذا المسرح علاقه لامن قريب ولا من بعيد بخزين الكرد الثقافي والفولكلوري اعلاه في البدايه ، بل كان نقلا حرفيا للمسرح العربي العراقي متحدثا باللغه الكرديه .
اقدم مسرحيه معروفه لحد الان والتي قدمت في كردستان ضمن النشاط المدرسي ( لمدرسة زانستي ) في السليمانيه ، هي مسرحية ( العلم والجهل ) مقتبسه عن مسرحيه عربيه بعنوان ( لولا الجاني ) اعدها واخرجها احد رواد المسرح الكردي الاوائل ( فؤاد رشيد بكر )، خلال العام الدراسي 1925 -1926 .
ويؤرخ بعض المهتمين بالمسرح الكردي ان البدايه الحقيقه للمسرح الكردي تيبدأ من بعد الثلاثينات من الفرن الماضي ، بعد ان اخذت بعض الفرق المسرحيه العربيه العراقيه ، كفرقة حقي الشبلي بزيارة السليمانيه وقدمت عروضها الناضجه فيها ، و باللغه العربيه.
وقد قدمت اول مسرحيه مؤلفه بالكرديه هي مسرحية ( الحب والوطنيه ) في سنة 1933 تاليف الشاعر ( أ.ب. هه وري) .
وفي عام 1935 قدمت مدرسة ( زانستي ) مسرحيه معده عن الملحمة الكرديه ( مم وزين) للشاعر احمد خاني .
ان مجموع ماقدمه المسرح الكردي في العهد الملكي الفتره الممتده من عام 1925 التي شهدت كردستان اول نشاط مسرحي لها وحتى عام 1958 لايتجاوز 19 مسرحيه قدمت كلها في مدينة السليمانيه واعيد عرضها في بعض مناطق كرستان الاخرى ، ومعظم هذه المسرحيات مترجمه عن مسرحيات مشهوره باللغه العربيه من التي لاقت نجاحا عندما عرضتها الفرق المسرحيه العراقيه بالعربيه في بغداد كمسرحية ( في سبيل الوطن ) و( البؤساء) وغيرها .
والمسرح الكردي في العراق ، حاله حال شقيقه المسرح العربي العراقي بقي مسرح لايصعده الا الرجال منذ بداياته في 1925 وحتى 1970 بسبب الظروف الاجتماعيه الواحده التي كانت تتحكم بمجتمعي الشعبين العربي والكردي ، وحتى مجتمعات الاقليات الاحرى .
واشهر من قام بادوار النساء على المسرح من الفنانين الكرد ( عمر جاويش) الذي اشتهر بدور (خوشكه عايشه).
الا انه بعد ثورة 14 تموز 1958 تضاعفت عدد عروض المسرح الكردي , وبدأت المرأه الكرديه تتقبل فكرة صعود خشبته ، وأقتحم القليل منهم هذا المجال دون ان يشكلوا ظاهره ، الا انه في مطلع السبعينات من القرن الماضي شاهد المسرح الكردي اقبالا كبيرا من النساء على صعود خشبته ، بعد انشاء معهد للفنون الجميله في السليمانيه .
فقد عرضت مسرحية لوركا ( عرس الدم ) اخراج نوزاد مجيد ، وقدمتها جمعية الفنون والاداب الكرديه في السليمانيه ، وأشتركت في هذا العمل لوحده، عشر فتيات مرة واحده .
وشهد بعد ذلك المهرجان الثقافي الكردي الذي اقيم في بغداد عام 1974 حضورا مكثفا آخر للمرأه الكرديه على المسرح ، و في كل مجالاته وتخصصاته ، ففي هذا المهرجان ولاول مره قدمت فيه ( بديعه عبدالله دار تاش ) مسرحية ( التمثال) من اخراجها .
في أعوام السبعينات وماتلاها ، شهد المسرح الكردي طفرات بأتجاه تحديد هوية وشكل خاص به ، فهو لم يعد في اسار تأثير المسرح العربي العراقي الذي نقل عنه المسرح اليه ، بل نوع المصادر ، وترجم الى الكرديه من مختلف المكانات . واستعان بمختلف المدارس الفنيه العالميه في الاخراج بد ئا من ستانسلافسكي وانتهائا ببرخت .
فقد شهدت الحركه المسرحيه الكرديه تقديم ( اوديب ملكا ) لسوفوكلس ترجمة كاكه فلاح (تؤمر بك ) يوسف العاني ترجمة امين ميرزا كريم ( افكينا في اوليس) ليوربيدس ترجمة أحمد سالار ( عطيل ) لشكسبير ترجمة احمد سالار ( آدابا ) مترجمه عن اعداد معن الجبوري ، ترجمة فؤاد مجيد مصري ( السيده والكلب ) لتشيكوف ترجمة جلال تقي (بيت الدميه ) لابسن ترجمة حاجي احمد (العاصفه ) لشكسبير ترجمة جمال نه به ر ( في انتظار كودو ) لبيكيت ترجمة أحمد ملا ابلاخي ( ثورة الموتى ) لاروين شو ترجمة ياسين قادر ( الاعداء ) لغوركي ترجمة عبد الرحمن حاجي عارف ومحمد الملا ، وجميع هذه المسرحيات قد طبعت في كتب ، وما قدم على المسرح غير هذا المطبوع اضعاف هذا العدد ، والجدير بالذكر ان هذه المسرحيات قد ترجمت معظمها عن ترجماتها للعربيه وليس عن لغاتها الاصليه .
ونشط التأليف للمسرح التي كانت تدور مضامينها حتى السبعينات حول المشاكل والمعضلات الاجتماعيه ، الجهل والعلم ، الارض والفلاح ، ثم اخذ بعضها طابعا سياسيا مباشرا بعد 11 آذار 1970 ، و دعائيا للثورة الكرديه ، ،وكتبوا وقدموا في السليمانيه للمسرح الكوميدي ، واتجه لفيف من الكتاب الى التراث و الملاحم الكرديه فقدموا ( مه م وزين) و( خجي وسيامند ) و( مافرو اسمائيل) و( شيرين وفرهاد) 00 و( كاوه الحداد ) التي اعدت اكثر من مره للمسرح .
ثم اتسعت المضامين ونضجت فألف مهدي اوميد مسرحية ( المعرض ) وامين ميرزا كريم مسرحية( المنجل ) وكريم احمد مسرحية ( مام حسن سيعود ) وامين ميرزا كريم مسرحية ( القرار والنتيجه ) ..وغيرهم.
ويجمع المهتمون بالمسرح الكردي على ان اهم واغزر من الف او ترجم للمسرح هم ( أ.ب.هه وري) و( أحمد سالار ) و(أمين ميرزا كريم ) و( فؤاد محمد مصري ) و( حمه كريم هه ورامي ) .
كانت محافظات كردستان حالها حال المحافظات العراقيه الاخرى حتى اواسط السبعينات تخلو من قاعات المسارح ، عدا دور السينما التي كانت هي اصلا قليله ، وبعض القاعات المدرسيه البسيطه ، ثم بني في السليمانيه مسرح سرعان ماشب فيه حريق ، وفي اربيل هناك عدد من المسارح ، وتخلو كركوك و دهوك منها ، ولم يجري الاهتمام بنشر المسارح في كردستان الا بعد التسعينات من القرن الماضي ، فمشكلة انعدام وقلة وجود المسارح في العراق عموما في هذه الفتره ، لم تكن كمشكله تخص منطقه معينه من العراق دون اخرى ، بل لها علاقه بالبنيه التحتيه الغير مكتمله للثقافه في العراق .
تشكلت في كردستان بين الاعوام 1969 – 1983 فرق مسرحيه كرديه عديده هي ، ( فرقة السليمانيه للتمثيل ) و(فرقة جمعية الفنون الجميله الكرديه) التي تعرضت لسحب اجازتها اكثر من مره ولهذه الفرقه اضافة لمقرها الرئيسي في السليمانيه فان لديها فروع في اربيل ودهوك وكركوك وفي عدد من القصبات الكرديه و ( فرقة المسرح الكردي الطليعي ) و( فرقة فنون اربيل ) و( فرقة الفنون الحديثه) و(فرقة مشعل ) – الشعله – في كركوك ، وفرق في دهوك وحلبجه وقصبات كرديه اخرى ، ومعظم هذه الفرق تعرضت للأغلاق وسحب الاجازه ، انتهت واختفى بعضها ، والبعض الاخر اعاد التأسيس من جديد .
لايمكن الالمام بالمسرح الكردي العراقي ، مجردا و بمعزل عن تناول المسرح العربي العراقي وظروفه ، فهما متشابكان ومتشابهان منذ بداياتهما في ظروف النشأه الواحده ، وأشترك الرواد الاوائل في كلا الطرفين ، في نفس العذابات والصعوبات والتضحيات التي رافقت عملية انباتهم لبذرة المسرح في مجتمعيهما الرافضين في لهذا الجديد ، ووجودهما دائما فيما بعد متجاورين ومن موقع واحد في عملية تناقضهما مع السلطه من اجل اشاعة وتثبيت الثقافه الديمقراطيه لكل العراق .
واذا ما انتقلنا الى المسرح التركماني في العراق ، نجده ايضا انه قد مر في نشأته الاولى ، بنفس المراحل التي مر بها المسرحين العربي والكردي ، وهذا يعني ان مقومات الثقافه التي كانت سائده بين اعراق وشعوب المنطقه هي واحده ومتشابهه، واذا كان هناك تمايز فلا يظهر الا في اللغه القوميه لهذا العرق او ذاك .
بدايات المسرح التركماني غير مدققه، لكن كان هناك نوع من النشاط في العشرينات يعتبر الاقدم ، وهو تقديم بعض الفواصل التمثيليه باللغه التركمانيه من خلال مكبرات الصوت التي نصبت في محلة ( بولاغ ) قرب ( قازي خاني ) – خان القاضي – في كركوك ، وكانت مكبرات الصوت هذه تؤدي دور الاذاعه المحليه المحدوده ، وكان المطربون التركمان الاوائل يقدمون من خلال هذه المكبرات المقامات التركمانيه والاغاني ، كذلك كان يرتل منها القرآن وتقدم الاحاديث الدينيه ،وكان يمثل في هذه الفواصل التمثيليه ( عثمان خضر ) وهو صاحب مقهى ، و( جمال نال بند).
يسجل الباحث التركماني ( عطا ترزي باشي) بدايات المسرح التركماني في العراق بسنة 1921 ، عندما قدم طلبة ( مدرسة ظفر ) في كركوك ، مسرحية (امير المؤمنيين عمر ابن الخطاب والارمله )وهي مترجمه عن العربيه.
ولم تتوفر بعد ذلك أي معلومات اخرى عن نشاطات مسرحيه اهليه للتركمان حتى نهاية الثلاثينات حيت قدم من موسى زكي مصطفى من اخراجه مسرحية ( طرشجي ) – بائع المخللات – تأليف عبدالقادر خلوصي كفرلي .
وفي هذه الفتره شهد المسرح المدرسي ازدهارا ومواصله غير منقطعه في نشاطه حاله حال المسرح المدرسي في كل انحاء العراق.
وبعد زيارة فرقة حقي الشبلي لمدينة كركوك وقيامها بجوله عروض فيها وبقصباتها ، تعرف بعض الشباب التركمان على حقي الشبلي شخصيا، ونشأت بينهم وبين الشبلي علاقات صداقيه ، تواصلت بالمراسله ، وشكل هؤلاء الشباب بعدها في سنة 1935 فرقه مسرحيه للتركمان ، من ابرز مؤسسيها زهدي على الذي سبق له ان عمل مع فرقة حقي الشبلي ، وموسى زكي مصطفى ، وفاتح شاكر ساعتجي ، وقدمت عملها الاول في تموز 1930 وهي مسرحية ( السلطان عبالحميد ) على المسرح الصيفي ( لفندق احمد بالاس ) واستمر هؤلاء الرواد من الفنانيين التركمان نشاطاتهم المسرحيه ، وقدموا العشرات من الاعمال العربيه والتركمانيه فيما بين الفتره 1934 – 1938 منها ( ماجدولين ) و( الشارع ) و( في سبيل التاج) و المسرحيه التركمانيه ( اواه ياسيكيري) وقد قدمت جميع هذه المسرحيا ت على قاعة المدرسه المركزيه التي تحولت فيما بعد الى ( مكتبة كركوك العامه ) .
الا ان المسرح التركماني في العراق ، شهد انطلاقته الحقيقيه بعد ثورة تموز 1958 في الفتره الديمقراطيه بالذات ، فقد قدمت اكثر من 15 مسرحيه باللغه التركمانيه خلال اقل من سنه ، معضمها مسرحيات للعاني مترجمه للتركمانيه ، على سبيل المثال (تؤمر بك) و( فلوس الدوه ) و(راس الشليله ) و( ست دراهم ) .
وبرز في هذه الفتره اسم الرائد المسرحي عصمت هرمزي ، الذي اسس اول فرقه مسرحيه تركمانيه معاصره ( فني شانه طاقمي ) – فرقة المسرح الفني للتمثيل – واشترك معه انور محمد رمضان ، واحمد خليل الحسني ، ووايدن شاكر العراقي ، وقد قدم عصمت هرمزي في الفرقه مع جليل القيسي مسرحية ( الفنان) باللغه الانكليزيه ، وكانت من تأليف القيسي .
وحققت الفرقه نجاحات كبيره في مدينة كركوك فيما قدمته من مسرحيات عالميه او العربيه او التركمانييه مثل ( ييني عمر ) – حياة جديده – المترجمه عن مسرحية العاني ( اهلا بالحياة ) ، و مسرحية ( باي غوش ) – اليوم – ومسرحية العاني ( ياابشيقده ياقراندلده ) – لو بالسراجين لو بالظلمه – و( اغنية التم ) لتشيكوف ، وجميع هذه المسرحيات كانت من اخراج عصمت هرمزي  .
مثل عصمت هرمزي في المسرح منذ ان كان طالبا في الابتدائيه ، وعشقه واخذ يعمل بكد لتحقيق حلمه في دراسة المسرح في خارج العراق منذ بدايات شبابه ، اذ انخرط في يفاعته للعمل في قسم التركيز بشركة نفط كركوك بالقرب من ابار نفط باباكركر ، كان العمل شاقا الا ان الراتب مجزي ، وهذا ما كان يهمه وهوه جمع المال الكافي الذي يؤمن له اجورالسفر ودراسة المسرح في الولايات المتحده كما كان يحلم ، وانخرط في الورديات المسائيه حيث الاجور مضاعفه والتي كان يبدأ العمل فيها من الساعه التاسعه ليلا وحتى الخامسه صباحا ..
في عام 1961 سافر عصمت الى انقره لدراسة المسرح في ( كونسرفتوار انقره ) بدلا من تحقيق حلمه القديم وهو السفر الى الولايات المتحده واكمال دراسته الفنيه فيها ، ولم يعد الى العراق بعد ذلك .
بعد سفر عصمت للدراسه كاد ان يتوقف المسرح التركماني ، وثم عادت اليه الحياة بقوه بعد تخرج عدد من التركمانيين المسرحيين من معهد الفنون الجميله في بغداد في اواسط الستينات ، من امثال انور محمد رمضان ، وتحسين شعبان ،و هاشم زينل ، وفاضل حلاق ، ويلماز شكر ، وعماد بهجت ، وعبدالله جمعه ، ومحمد قاسم ، وحسن علي غالب .وشكلوا العديد من الفرق المسرحيه التي لم تستمر لبعثرة الطاقات ، وتوقفت بعد عمل او عملين .
كان من شأن صدور قرار الاعتراف بالحقوق الثقافيه للتركمان بتناريخ 24 كانون الثاني لسنة 1970 ان يدفع بالحركه المسرحيه التركمانيه الى الامام ، فقد تشكلت على اثر صدور القرار فرقتين مسرحيتين مهمتين ( توركمن ميلي طاقمي ) – الفرقه القوميه التوركمانيه – و( فرقة باباكركر للتمثيل ) .
ضمت الفرقه الاولى افراد فرقة عصمت هرمزي المتوقفه تقريبا عن العمل في هذه الفتره ، وهم انور محمد رمضان وصلاح نورس ووايدن شاكر العراقي الى جانب هاؤلاء انضم للفرقه عبالله جمعه ومحمد قاسم وعبدالرزاق الهرمزي وحسين دميرجي وغيرهم .
قدمت الفرقه العديد من المسرحيات الهامه ، معظمها من تأليف صلاح نورس ، وهو يعتبر أيضا من ابرز الشعراء التركمان المعاصرين.
من مسرحيات صلاح نورس التي قدمتها الفرقه ( تمبل عباس ) – الكسلان عباس – و(ياراسا ) – الخفاش و( الاستاذ) – تاران – و( بازاري اغاسي ) – سيد السوق – و(جارشي ) – السوق – و(حكيم لر صاغ اولسون ) – يعيش الطبيب – و( يولجولار) – المسافرون – وقدمت الفرقه مسرحيات لكتاب اخرين مثل مسرحية ( يتمن كيجه ) – ليله لاتنتهي – لقحطان الهرمزي ومسرحية ( بايرام اقشامي ) – مساء العيد – وجدي كدك واخراج عبدالرزاق الهرمزي ، اما ( فرقة بابا كركر ) فقد قدمت في نفس العام 1970 ، مسرحية ( طبيب المجانيين ) لياوز هرمزي واخراج هاشم زينل ومسرحية ( القطار ) تاليف نصرت مردان واخراج تحسين شعبان ، ومسرحية ( كأس الغيارى ) تأليف واخراج تحسين شعبان ، ومسرحية ( انشودة الذين يعشقون الحجصان ) تأليف نصرت مردان واخراج هاشم زينل .
كانت المنافسه شديده في تقديم الاعمال الجيده فيما بين فرقتي (الفرقه القوميه التركمانيه ) التي كان يقودها بنجاح انور محمد رمضان خلفا لرائد المسرح التركماني عصمت هرمزي ، وبين (فرقة بابا كركر للتمثيل ) التي يقودها تحسين شعبان .
توقفت ( الفرقه القوميه التركمانيه ) وانفرط عقدها بعد مقتل حسين دميرجي احد اعضائها بظروف غامظه ، وضيق الخناق على الفرق التركمانيه الباقيه ، وبدأت تنحل الواحده تلوه الاخرى ، وصمت المسرح التركماني طوال اكثر من عشرين سنه ، خلالها قدم الفنانيين التركمان اعمالا بالعربيه لاتتناول الشأن التركماني ، ومبتعدين ماامكن عن السياسه ، كمسرحية ( زفير الصحراء ) لجليل القيسي ، اخراج جبار سعيد و( الناقوي ) لنصرت مردان ) اخراج انور محمد رمضان و( ورد جهنمي ) لطه سالم و( تل الزعتر ) لتحسين شعبان ، وقدموا ايضا من المسرح العالمي ( تاجر البندقيه ) لشكسبير و( انتيكونا ) لكوكتو و( محاكمة لوكولوس ) لبرشت .
وظل الوضع هكذا حتى جاء عام 1992 ، فاجازت السلطات ا لعمل لفرقه تركمانيه جديده هي ( فرقة القلعه للتمثيل ) التابعه لنقابة الفنانيين فرع التأمين (كركوك) ، وافتتحت الفرقه نشاطها بمسرحية ( مجالا ) عن حياة اشهر المطربين التركمان في القرن التاسع عشر ، تأليف صلاح نورس واخراج نهايت جلالي ، وتلتها مسرحية المؤلف جلال بولات ( ايام العبوس) اخراج ياوز فائق ، ثم قدمت مسرحية ( ايكو ) تأليف نصرت مردان واخراج احمد قوشجي اوغلو .
وشهد المسرح التركماني بعد هذا التاريخ انفراجا وانتعاشا ، وتأسست بعد عام 1996 عددا من الفرق المسرحيه التركمانيه ليس في مدينه كركوك وحسب ، بل فرق اخرى في مدينة اربيل حيث تتواجد ايضا اقليه تركمانيه .
والمسرح العراقي التركماني الحديث ، لم يستفد ايضا كما حصل مع المسرح العراقي الكردي ، من تراثه الفولكلوري وموروثه الشعبي من عادات التسليه والترويح التي كانت سائده وتمارس قبل معرفته بالمسرح في العشرينات من القرن الماضي ، فمقاهي كركوك القديمه كمقهى ( جوت قهوه ) – المقهى المزدوج – الواقع في حي ( بولاغ) اشتهر في تقديم فن ( الحكواتي ) وكان من اهم الحكائيين التركمان في زمانهم من الذين كانوا يسردون حكاياتهم عن عنتره والهلالي وسيف بن ذي يزن في مقاهي كركوك ( طوبال ملا محمد ، وملا امين ، وملا شاكر ، وملا بوياغ … وآخرين ).
وفي حي بولاغ اشتهر مكان فيها بتقديم فناني التركمان عليه فن الاخباري ، وكانت عباره عن مرتفع يقع امام ( خان القاضي ) وضعت لها ستاره ، تفتح وتغلق باليد ، والجمهور يحضر بدون دعوه او تذكره ، وانما اثناء مروره بالخان صدفه ، وكانت تقدم بعض المقاهي ايضا فنا عريقا يرتبط بالتركمان اخذوه من المغول وهو ( فن خيال الظل ) الذي يسموه ( قاور جاغ ) وفن ( القره قوز) ايضا ، وقراءة المقامات التركيه، والتي برز من هذه المقاهي مغني المقام الشهير ( شلتاغ ) الذي انتقل الى بغداد بعد ان ذاع صيته في كركوك .
وادب العراقيين التركمان غني بالقصائد ذات النفس الدرامي ، وزاخربالشعراء المهمين على مستوى اسيا الوسطى وتركيا كسيد عماد الدين نسيمي ( 1370 – 1417 ) وفضولي بغدادي ( 1494 – 1556 ) ، وازدهرت عند التركمان الطرق الصوفيه وطقوسها الغنيه في عهودهم الاولى واشتهروا بتراتيل الشعر الصوفي ، وعروضهم الاستعراضيه الخارقه الخاصه بالدراويش ، وأخذوا من المولويين في الموصل، رقصة المولويه الشهيره ، هذا الفولكولور استمر بعضه حتى الستينات ، ثم اختفى كله بعد ذلك وانقرض ، دون ان يستفيد منه المسرح التركماني بشيء.
اما المسرح عند باقي الاقليات العراقيه كالكلدو اشور والارمن ، واليهود قبل عام 1948 ( الذي كان منتعشا في مدارسها كمدرسة فرنك عيني حتى تم تهجيرهم الى اسرائيل من بعدالاعوام( 1949 – 1950 وما تلاها) وغيرهم من الاقليات ، فأن نشاطها كان قليلا ومحصورا في مدارسها الخاصة بها .
الا انه بعد عام 1970 والاعتراف الرسمي بالحقوق الثقافيه لهذه الاقليات ، تاسس عدد من النوادي والجمعيات الخاصه بها ، كانت تقدم بين الحين والحين ، وحسب ما هو متاح من الجو الديمقراطي بعض النشاطات المسرحيه المكتوبة بلغاتها الخاصه ، والعرض كان يحضره حصرا اعضاء النادي فقط وعلى القليل من اصدقائهم ، ولم تشكل اسهاماتهم ظاهره كبيره في المسرح العراقي ، وحتى لو اخذنا النشاط المسرحي المنتظم لبعض النوادي المسيحيه في بغداد في مناسباتها الخاصه ، ( كالاخويه المريميه اليسوعيه ) في بغداد وغيرها ، لوجدنا ان هذه الاعمال لاتتميز عن مايقدم على المسرح العربي العراقي عموما، لامن حيث اللغه التي هي عربيه عادة ، ولا من ناحية المسرحيات المختاره التي سبق وان قدمت على المسرح العراقي الاعتيادي ، او استعين بما هو متوفر من مسرحيات عالميه مترجمه معروضه للبيع في المكتبات .
 نخلص في ختام هذا الفصل مايلي :-
اولا :- ان ازدهار وتطور مسرح الاقليات كان يتم فقط عند توفر حيز من الديمقراطيه والحريه في البلد .
ثانيا :- لم تستفد الاقليات كثيرا من موروثها الثقافي الشعبي والروحي في تطوير مسرح مميز خاص بها .
ثالثا :- نقلت في بداياتها فن المسرح حرفيا عن المسرح العربي العراقي ، وقدمته بلغاتها المحكيه .
رابعا:- جولات فرقة حقي الشبلي في كل المدن العراقيه تقريبا في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي تركت تأثيرا عميقا في نفوس الشباب من هذه الاقليات وحفزتهم على البدء في تأسيس فرقهم المسرحيه .
خامسا :- من الناحيه العمليه ليس هناك مسرح عربي ومسرح تركماني ومسرح اثني آخر ، بتوجهات متعارضه لحد الان ، هناك مسرح عراقي واحد يتحدث بلغات مختلفه . ويعبر عن شجون ومعانات كافة الشرائح الاجتماعيه الاثنيه وهو يشكل عامل وحده وقوه لطيف الثقافات العرقيه العراقيه .

1- المسرح الكردي في كردستان العراق – فلك الدين كاكه يي – مجلة البديل – العدد 12 -كانون الاول 1988
2- المسرح الكردي بعد الانتفاضه – صباح هرمز – مجلة الثقافه الجديده – العدد 274 لسنة 1997
3- ايضاح حول المسرح الكردي بعد الانتفاضه – فتاح خطاب – مجلة الثقافه الجديده – العدد 277 لسنة 1997
4- ايضاح على ايضاح – صباح هرمز – مجلة الثقافه الجديده – العدد 283 لسنة 1998
5- التجربه والتجريب في عروض المسرح الكردي – نازك الاعرجي – جريدة الجمهوريه – عدد يوم 24 أيار 1990
6- بدايات الشعر التركماني العراقي في ارض الرافدين – نصرت مردان – جريدة الزمان عدد يوم 21/3/2000
7- اسفار حره بين الثقافات – فاضل الجاف – جريدة الزمان
8- بصملت صينيه على حائط المسرح التركماني في العراق – نصرت مردان – جريدة الزمان .
9- الحياة المسرحيه في العراق – احمد فياض المفرجي – الجزء الثاني –
10- مسرح المحافظات – مجلة الاذاعه والتلفزيون – عدد 26 كانون الثاني 1971


------------------------------------------------------------
المصدر : لطيف حسن - المسرحي 
تابع القراءة→

الثلاثاء، مايو 03، 2016

مسرح الزنوج في أمريكا / أنيس فهمي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 03, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

في القرن التاسع عشر بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية حركة درامية تتمثل في مسرحيات كتبت بوساطة الزنوج ومن أجلهم وحولهم. ويعتبر بعض النقاد أن عروض المغنين المتجولين في أوائل القرن التاسع عشر هي الجذور الحقيقية لمسرح الزنوج أو المسرح الأسود في أمريكا الشمالية. ولكن في البداية كانت هذه العروض يكتبها ويمثلها البيض بوجوه سوداء ويشاهدها أيضا البيض.
وبعد الحرب الأهلية الأمريكية بدأ السود يشتركون في عروض المغنين المتجولين ثم أنتجوا بعد ذلك عروضاً موسيقية سوداء كان الكثير منها يقوم السود بكتابتها وإخراجها وتمثيلها وقد عرضت في عام 1823 أول مسرحية كتبها زنجي أمريكي يدعى جيمس براون بعنوان (الملك شوتاواي), ثم كانت مسرحية (قفزة من أجل الحرية) هي أول مسرحية سوداء نشرت عام 1858. أما أول مسرحية سوداء حققت نجاحاً كبيراً فهي مسرحية (راشيل) عام 1916.
ومع حلول العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين بدأ النمو الفعلي للمسرح الأسود بظهور مجموعات تجريبية وفرق مسرحية سوداء في شيكاغو ونيويورك سيتي ومدينة واشنطن. وكانت مسرحية (مظاهر) عام 1925 للكاتب الزنجي جارلاند أندرسون هي أول مسرحية عرضت في برودواي, وهو أكبر حي للمسارح في نيويورك سيتي. وبحلول عام 1940 كان المسرح الأسود قد ثبتت أقدامه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد الحرب العالمية الثانية نما المسرح الأسود وتقدم كثيرا وأصبح أكثر راديكالية وأكثر قوة وحماسا, وبدأ يعكس مثاليات ثورة زنجية تحاول نشر ثقافة زنجية لها أساطيرها ورموزها الخاصة بعيدا عن ثقافة البيض, وأنشئت مجامع لمحو استخدام القوالب والشعارات العنصرية في المسرح وإدماج كتّاب مسرح الزنوج في التيار الأساسي للدراما الأمريكية. وقد صورت مسرحية (زبيب في الشمس) وغيرها من المسرحيات الناجمة في الخمسينيات من القرن الماضي الصعوبة التي يعانيها الزنوج في تدعيم هويتهم في مجتمع يحتقرهم وينبذهم.
وبحلول عقد الستينيات من القرن العشرين انبثق مسرح أسود جديد أكثر غضبا وأكثر تحدياً من المسارح السابقة, عرضت فيه مسرحيات الزنجي (بَرَكة), ومن بينها مسرحية (الدوق) التي حصلت على جائزة في عام 1964, والتي صورت بصراحة وجرأة استغلال البيض للزنوج. وينسب لهذا الكاتب المسرحي الفضل في إنشاء ( مسرح تراث الفنون السوداء) في هارلم (حي الزنوج في نيويورك سيتي) عام 1965, كما أنه شجع كتّاباً آخرين على خلق حركة فنية سوداء في المسرح الأمريكي.
والآن نصل إلى أوجست ويلسون وهو أكثر الكتّاب المسرحيين قوة وإنتاجا وأهمية في إحداث حركة بعث جديدة في المسرح الأسود في الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الآن.
أوجست ويلسون
أوجست ويلسون الزنجي الأمريكي كاتب مسرحي وشاعر وكاتب مقالات فاز مرتين بجائزة بوليتزر, وهي أرفع جائزة أدبية أمريكية, وهو من أبرز كتاب المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولد في عام 1945 في منطقة تدعى (التل) تسكنها أجناس مختلفة في مدينة بتسبورج بولاية بنسيلفانيا. أبوه خباز أبيض من أصل ألماني, وأمه زنجية تعمل عاملة نظافة, وهو الرابع من ستة أطفال, وتربى في شقة من غرفتين خلف مخزن للبقالة. وكان أبوه يعمل في منطقة بعيدة ونادراً ما كان يراه أوجست.
بعد طلاق أمه وزواجها مرة ثانية انتقل مع أسرته إلى ضاحية كل سكانها من البيض حيث عانى كثيراً الاضطهاد العنصري. وفي عام 1961 اتهم ظلماً بسرقة أدبية لمقالة كتبها عن نابليون فطرد من كلية جلادستون. ولما فشل في العثور على عمل يرضيه التحق بالجيش عام 1963, وبعد عام اشترك في شجار حاد كان سبباً في تسريحه من الجيش.
وفي أول أبريل من عام 1965 قرر أوجست أن يصبح كاتباً فاشترى أول آلة للكتابة. وفي أواخر هذا العام انتقل إلى منزل واسع وبدأ في ممارسة سلسلة من الأعمال الحقيرة لكي تساعده في اكتساب قوته.
وفي ذلك العام نفسه اشترك في تأسيس ورشة عمل (بمسرح شعراء سنتر أفينيو) واستمع للمرة الأولى إلى تسجيلات المغنية السوداء (بيسي سميث), التي كان لها تأثير كبير على تصميم أوجست ويلسون على تناول تجربة الزنوج الثقافية والتاريخية في أعماله الأدبية, والتي ظهرت في أولى قصائده الشعرية باسم (بيسي) في صيف عام 1971.
واستمر ويلسون بعد ذلك في صقل مهاراته الأدبية وأصبح عضواً عاملاً في (مجمع الكتّاب الإفريقيين الأمريكيين), وساعد (روب بيني) في تأسيس (فرقة الآفاق السوداء المسرحية).
كتاباته المسرحية
بدأ أوجست ويلسون اتجاهه نحو الكتابة المسرحية في بداية السبعينيات من القرن العشرين. وبعد كتابة عدة مسرحيات لم تلق نجاحاً كبيراً انتقل في عام 1978 إلى سانت بول بولاية مينيسوتا ليكتب مسرحيات للمخرج كلود بيردي ويعمل كاتباً للمادة العلمية لمتحف العلوم.
  وفي العام التالي كتب مسرحية جيتني Jitney وهي من فصلين وتصور حياة السائقين في بتسبورج, وعرضت في عام 1982.  وفي عام 1981 تزوج أوجست ويلسون زوجته الثانية (جودي أوليفر) وهي أخصائية اجتماعية بيضاء تعمل بإدارة التعليم المحلية.
مسرحية (مِقْعَدَة مارايني السوداء)
عرضت هذه المسرحية في برودواي عام 1984 ولاقت ترحيبا كبيرا من النقاد ودفعت ويلسون إلى أضواء الشهرة. كانت ما رايني مغنية جاز أثرت على بيسي سميث التي صممت الكثير من الاستعراضات الكلاسيكية. تدور أحداث المسرحية بمدينة شيكاغو عام 1920, وفيها تظهر ما رايني بطلة الاستعراض مع الموسيقيين الذين يكونون خلفية لها. كانت ما رايني تقول عن موسيقى فرقتها (الشعوب البيضاء لا تفهم موسيقى البلوز. إنهم يسمعونها ولكنهم لا يعرفونها, إنهم لا يعرفون أنها طريقة للكلام في الحياة. إننا لا نغني لكي نشعر بالراحة. إننا نغني لأن الغناء هو طريقة لفهم الحياة).
وبهذه المناسبة نذكر أن البلوز نوع من الغناء المثقل بأحزان السود والأفارقة معا الذين جلبهم البيض بالقوة إلى القارة الأمريكية ليكونوا عبيداً لهم. والبلوز هو أقرب إلى الندب والمراثي الذاتية.
يتناول موضوع المسرحية الاستغلال الاقتصادي للموسيقيين الزنوج بواسطة أصحاب شركات التسجيل البيض, والوسائل التي يتبعونها ليدفعوا الزنوج, ضحايا التمييز العنصري, لتوجيه غضبهم وكراهيتهم إلى بعضهم البعض بدلا من توجيهها إلى مستغليهم وأعدائهم من البيض, كما أن المسرحية تواجه الأضرار التي تنتج من توجيه هذه الكراهية توجيهاً خاطئاً. إن ليفي بطل المسرحية لا يتقبل تخليص ميراثه من المغتصبين, بل يذبح الرسول الأسود الذي يذكره بالأوضاع السيئة والاضطهاد العنصري. إن ليفي يقتل توليدو بدلاً من الرجال البيض الذين اغتصبوا أمه, وأولئك الذين يرفضون موسيقاه الآن.
وبفضل هذه المسرحية تعرّف ويلسون على لويد ريتشاردز, وهو رجل أسود يعمل مديراً فنياً لمركز يوجين أونيل المسرحي, الذي يعمل أثناء الصيف ويقوم باكتشاف وتشجيع الكتّاب المسرحيين الموهوبين.
ومن بين أكوام هائلة من النصوص التي عرضت على ريتشاردز التقط مسرحية (مارايني) التي قال عنها: (لم أكن قد سمعت أبداً عن أوجست ويلسون, ولكن مسرحيته عن الموسيقيين الزنوج في شيكاغو في العشرينيات تحتوي على شخصيات مليئة بالحيوية إلى حد أنه خيِّل إليّ أنني أعرفهم).
وقد مد ريتشاردز يد المساعدة لويلسون ليضع مسرحيته في صورتها النهائية, وعرضها في مسرح (ييل للريبرتوار) الذي يديره. وفي عام 1984 قدمت هذه المسرحية في برودواي مائتين وخمسا وسبعين ليلة ونالت جائزة (حلقة نقاد الدراما بنيويورك), وقالت عنها جريدة (نيويورك تايمز): (إنها تقرير لاذع عما تفعله العنصرية البيضاء بضحاياها, وهي أيضا مسرحية حسِّية مسلية غنائية مملَّحة).
مسرحية (سياجات) أو (أسوار) FENCES
انضم ويلسون إلى (الكتّاب المسرحيين الجدد) بنيويورك سيتي عام 1983. وقد أراد ويلسون أن يثبت للنقاد أنه يستطيع أن يقتفي أثر الشكل التقليدي للدراما الأوربية الأمريكية بالتركيز على شخصية واحدة أساسية, فأنتج مسرحية (سياجات) التي يدور موضوعها حول صراعات أسرة من الطبقة العاملة لتحصل على الأمان الاقتصادي في الخمسينيات من القرن الماضي.
إن تروى ماكسون, الزنجي جامع القمامة ولاعب كرة البيسبول سابقاً, قلق أشد القلق لأن التفرقة العنصرية لن تسمح لابنه بالانتفاع بمنحة كرة القدم التي حصل عليها ابنه.
ومسرحية (سياجات) تعرض شريحة من الحياة في مبنى يشتمل على عدة شقق تسكنها العائلات الفقيرة بمدينة بتسبورج في أواخر الخمسينيات وحتى عام 1965. إن تروي ماكسون يفخر بأنه حافظ على إعالة أسرته, ولكنه يشعر بالإحباط والتمرد عندما يكافح من أجل تحقيق المساواة في مجتمع لا يؤمن بها. ولذلك, فهو يبني سياجاً حقيقياً حول منزله ويبني سياجات مجازية بينه وبين كل شخص آخر في المسرحية.
إن تروي يصارع فكرة الموت الذي يعتبره شيئاً يمكن التعامل معه, أما رمز البيسبول BASEBALL فيستخدم كتعبير مجازي عن الموت خلال المسرحية كلها. إن الإحباط الذي صادفه في ممارسة لعبة البيسبول في الاتحادات الرياضية للزنوج يؤثر على علاقته بابنه كوري CORY
إن ويلسون يستعرض في هذه المسرحية العلاقة بين الأب والابن كجزء محوري, وهذه العلاقة تتعقد بفعل تصادم المشاعر القوية بالفخر والاستقلالية من الجانبين.
أما علاقة الأب تروى بزوجته (روز) فلا تخلو من مشكلة خطيرة, فإن خيانته لزوجته وعلاقته بامرأة أخرى أنجب منها طفلاً تضطر زوجته لإعالته, يحطم حياته الزوجية تماما.
وفي نهاية المسرحية جميع الشخصيات تستضيفها المؤسسات الخاصة أو الحكومية. فالزوجة تلجأ إلى الكنيسة, وإحدى الشخصيات تقضي بقية حياتها في إصلاحية الأحداث, وأخرى في مستشفى للأمراض العقلية, والابن يلتحق بالمارينز الأمريكية. أما الشخصية الوحيدة التي تظل حرة فهي ابنة تروى التي ترمز إلى الأمل في المستقبل.
وقد عرضت مسرحية (سياجات) بمسرح ييل للريبرتوار عام 1986, وبعد عرضها بمسرح (الشارع رقم 46) بنيويورك سيتي عام 1987 حازت جائزة (حلقة نقاد الدراما بنيويورك), وجائزة بوليتزر وجوائز أخرى. وبلغ دخلها اثنى عشر مليوناً من الدولارات, واختارت مجلة (شيكاغو تريبيون) أوجست ويلسون (فنان العام), كما حصل أيضا على جائزة (جون جاسنر) لحلقة النقاد الخارجية باعتباره أحسن كاتب مسرحي.
مسرحية (مجيء جو تيرنر وذهابه)
بينما كانت مسرحية (سياجات) تسجل نجاحاً هائلاً في برودواي عام 1988, افتتح عرض مسرحية (مجيء جو تيرنر وذهابه) في مسرح إيثيل باريمور.
كتب أوجست ويلسون هذه المسرحية عام 1984 ويقول عنها إنها أحب أعماله إليه بالرغم من أنها أقل مسرحياته نجاحاً من الناحية التجارية. وهذه المسرحية تحكي قصة أبناء وبنات العبيد السابقين الذين حاولوا أن يؤسسوا عائلات جديدة في عام 1911 شمال الولايات المتحدة الأمريكية, والكارثة الشخصية والثقافية التي نتجت عن ذلك.
تدور أحداث المسرحية في فندق بمدينة بتسبورج, وهي حلقة من سلسلة مسرحيات حول تجربة السود في أمريكا, وقد فازت بجائزة (حلقة نقاد الدراما بنيويورك), كما أضافت مكتبة نيويورك العامة اسم ويلسون إلى قائمة (أسود الأدبLIONS Of  LITERATURE.
مسرحية (درس البيانو)
هذه المسرحية هي مسرحية ويلسون الرابعة التي عرضت في برودواي والثانية التي فازت بجائزة بوليتزر, كما فازت بجائزة (حلقة نقاد الدراما بنيويورك) وجوائز أخرى.
كتبت في عام 1986 وعرضت بمركز أونيل المسرحي ومسرح ييل للريبرتوار عام 1987. وبعد جولة طويلة بالمسارح الإقليمية عرضت بمسرح وولتر كير ببرودواي عام 1990. وأثناء تلك الفترة انتقل ويلسون ليقيم بمدينة سياتل.
تدور أحداث المسرحية بمدينة بتسبورج أثناء الانهيار الاقتصادي في الثلاثينيات من القرن العشرين, وتصور صراع عائلة بشأن إرث عائلي مشترك عبارة عن بيانو قديم مزين بصور محفورة ذات أسلوب إفريقي كان قد حفرها على البيانو جد هذه الأسرة الذي كان نجاراً يعمل عبداً في إحدى المزارع.
وهذا البيانو يشكل حلقة الاتصال بحقبة الرق. وفي هذا الصراع نجد امرأة عنيدة مصممة على الاحتفاظ بالبيانو الذين يمثل ميراثاً عزيزاً من جدها يذكرها دائما بماضي العذاب والألم الذي عاناه الإفريقيون السود, في حين أن أخاها يريد أن يبيعه ليشتري بثمنه قطعة أرض في ميسيسيبي كان أفراد العائلة قد عملوا فيها عبيداً أو مزارعين لقاء جزء من المحصول. ويقوم بين الأخ وأخته صراع يصور أهمية الاحتفاظ بتراث الأجداد. ولكن مهما حدث للبيانو فإن كاتب المسرحية يوضح بشكل جلي أن الموسيقــــى في (درس البيانو) ليست للبيع لأنها تنتمي للناس الذين عاشوها.
مسرحية (قطاران يجريان)
انتخب أوجست ويلسون عضواً بالأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم عام 1991, وكان قد كتب مسرحية (قطاران يجريان) عام 1989 وعرضت بمسرح ييل للريبرتوار عام 1990, وبمسرح وولتر كير ببرودواي عام 1992 واستمر عرضها سبعة عشر شهراً وفازت بجائزة (جمعية نقاد المسرح الأمريكي). هذه المسرحية تعطي مثلاً حياً لمقدرة ويلسون الفائقة على مزج الكوميديا والدراما والشعر في صورة متلألئة لحياة الزنوج.
إن القطارين في عنوان المسرحية يشيران إلى الخدمة الناقصة للسكة الحديدية بين الشمال والجنوب, كما يرمزان أيضاً إلى الموت والحب اللذين يعرضهما المؤلف بصورة متكررة في المسرحية.
تدور الأحداث في مطعم في أحد أحياء بتسبورج الحقيرة أواخر الستينيات من القرن العشرين. تدخل المطعم شخصيات متعددة لطلب الطعام والصداقة في الوقت نفسه. كل الزبائن من الزنوج وأغلبهم لديهم مشكلات. وأحد هؤلاء الرجال يدعى ينج سترلينج متخصص في سرقة البنوك ويحاول التوبة بعد أن قضى مدة عقوبته في السجن. رجل آخر اسمه هولوواي نقّاش متقاعد يحب الفلسفة.
الرجل الثالث اسمه مستر وست حانوتي المنطقة وأغنى زنجي فيها. أما ريزا فهي امرأة شابة شوهت ساقيها لتبعد عنها المعجبين من الرجال. أما أسوأ الجميع فاسمه هامبون وهو رجل فاسد ضخم الجثة, ثقيل الحركة بشكل محزن, وقد غشه رجل أبيض جزار, باع له فخذ خنزير فاسدا. ولا يكف هامبون عن التجوال في أنحاء الحي وهو يصيح: (أريد فخذ خنزيري). ويحوم حول الجميع شبح العمة إستر وهي امرأة يقال إنها تبلغ من العمر 322 عاماً وتملك القدرة على إزالة جميع المصائب والبلايا إذا ذهب أحد لاستشارتها. ومن خلال جميع هذه الشخصيات يبث أوجست ويلسون أفكاره ببصيرة حاذقة ذكية.
يقول الحكيم العجوز هولوواي: (الناس يقتلونني بالحديث عن الزنوج الكسالى. إن الزنوج أكثر الناس حباً للعمل في العالم. عملوا 300 عام من دون أجر ومن دون أن يستريحوا ساعة واحدة لتناول الغداء).
إن الممثل البارع الذي قال هذه الكلمات يرى أنها تؤكد براعة ويلسون المميزة في استخدام الكلمات ويضيف قائلا: (إنه لا يقل جودة عن يوجين أونيل, وهو ينفذ إلى الأعماق النفسية للشخصية مثل أي واحد من عظماء الكتّاب المسرحيين, كما أنه يعرف كيف يستدعي الذكريات العنصرية بتفوق يثير الإعجاب). إن هولوواي أيضاً هو الذي يقول إحدى العبارات التي لا تنسى بعد أن وقع سترلينج وريزا في الحب… وهي رسالة عن الحب والموت تمثل مفتاح المسرحية. هذه العبارة هي: (الموت يبحث عنكما يجب عليكما أن تبحثا عن الحب). إن الهدف من هذه المسرحية هو التركيز على ضرورة المصالحة مع الماضي قبل محاولة التقدم إلى الأمام.
سبع آلات جيتار
تتناول هذه المسرحية المأساة المفجعة لعازف الجيتار فلويد بارتون وتفتتح أحداثها بجنازته, ثم تعود أحداث المسرحية إلى الوراء بطريقة الفلاش باك, أي استرجاع الذكريات, لتقص أحداث الأسبوع الأخير من حياة فلويد. وهذه المسرحية هي أول إنتاج مسرحي ضخم لأوجست ويلسون من دون إخراج لويد ريتشاردز الذي تنحى عن المسرحية بسبب مرضه.
تدور أحداث المسرحية بعد الحرب العالمية الثانية بمدينة بتسبورج حيث يجتمع بعض الأصدقاء بعد جنازة الطالب فلويد بارتون. لقد انتهت حياة فلويد في اللحظة التي كان على وشك أن يمارس فيها مهنته في عالم (قطع الرقاب), وهو عالم صناعة الموسيقى في المدن. ويتحدث أصدقاؤه عن الملائكة ذوي القبعات السوداء الذين ظهروا في مكان المقبرة وحملوا فلويد معهم. وعندئذ تعود الأحداث إلى الوراء بطريقة الفلاش باك لتسترجع ذكريات الأيام الأخيرة في حياة فلويد.
أثناء عودة فلويد إلى منزله بعد تشييع جنازة والدته وجيوبه فارغة يستوقفه رجال البوليس للقبض عليه بتهمة التشرد ويلقونه في ملجأ للفقراء حيث يكتشف فلويد أن شريط التسجيل لأول أغنية له حقق أكثر المبيعات ولكنه لم يقبض شيئاً من النقود. وبعد الإفراج عنه يصله خطاب من الرجل الأبيض مُنتج الشريط يطلب إليه فيه العودة إلى شيكاغو لتسجيل شريط آخر. ويعتقد فلويد أن هذا الاستدعاء يعني أنه سيصبح نجماً, وكل ما عليه أن يفعله إيجاد طريقة لجمع المال الكافي ليعود إلى شيكاغو مع فرقته الموسيقية.
تجمع أفراد الفرقة الموسيقية في فناء المنزل وأخذوا يغنون بانسجام, كل واحد بصوته المميز, وكل واحد يسبح في ملكوته.
إن هيدلي, المصاب بمرض السل, يحلم بأن بودي بولدن منتج شريط التسجيل, سيعود من نيو أورليانز ويعطيه نقوداً لشراء مزرعة, أما ريد فإنه سيعود إلى شيكاغو (إذا استطاع فلويد أن يحفر له طبوله), وكينويل عازف الهارمونيكا مازال يحلم بالشهرة, ولذلك يريد أن يثبت جدارته.
أما نساء المسرحية اللواتي يقاسين في حياتهن فيغنين للحب الذي فشل. إن فيرا, عشيقة فلويد, تستعيده بعد أن تركها من أجل امرأة أخرى. ولويزه مالكة البنسيون تزعم بأنها لا تريد أي أحد أن يطرق بابها. أما روبي, العاهرة وابنة أخت لويزة, فقد هربت من ألاباما بعد أن قتل أحد الرجال رجلاً آخر لأنه ضبطه وهو يمارس الحب معها.
في هذه المسرحية نجد أن عالماً بأكمله قد تجمع في فناء المنزل الذي يصفه أوجست ويلسون بأنه (حلبة صراع, ميدان قتال, مقبرة, وحديقة ينمو فيها شيء… إنها حياة جديدة, النقطة النابضة للثقافة السوداء في عام 1948).
ويضيف ويلسون قائلا: (إن موقف الزنوج كان مشحوناً بالأمل بعد الحرب. كنا نعتقد أننا عندما نحارب ونموت في سبيل بلدنا فلن نعود مواطنين من الدرجة الثانية. ولكن سرعان ما وجدنا أننا ظللنا موصومين باللون والثقافة. إن المشكلة لا تتعلق باللون, بل بالأحرى تتعلق بأفعالنا التي تضع الأفارقة الأمريكيين في وضع متخلف. إن الحقيقة تتلخص في أننا نتصرف بطريقة مختلفة, ونفكر بطريقة مختلفة, ونواجه العالم بطريقة مختلفة. واختلافنا هذا هو الذي يجعلنا ليس لنا نظير. ولذلك, يجب علينا أن نحتضن ثقافتنا وإلا فسنختفي ونضيع).
مسرحية (الملك هيدلي الثاني)
هي آخرمسرحيات أوجست ويلسون, وقد عرضت في برودواي عام 2001, وتقع أحداثها عام 1985 بمدينة بتسبورج.
في مطاردة للأحلام والكوابيس يسكن شخوص المسرحية عالماً مليئاً بالنزاعات العائلية العنيفة بسبب أشياء تافهة, وبالتنبؤات الخرافية والمزاج السوداوي, ومع كل ذلك فهم يظلون متجهين نحو المستقبل. إن جيوبهم مبطنة بالأمل المتجدد وإيمان لا يتزعزع بقدراتهم وبطولاتهم. والمسرحية حافلة بأغاني الرعاع وحثالة الناس وتلعب بالعواطف التراجيدية والكوميدية, كما يغوص أوجست ويلسون في أعماق عهد ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان مستكشفاً نكباته بالنسبة للتمييز العنصري وسيادة العنف والانهيار الحضاري.
وهذه المسرحية, تصور انتصارات ومحاولات مجتمع يواجه مشكلات الأسرة والبطالة والجريمة. بطل المسرحية سجين سابق يصارع ماضيه وحاضره, وكفاحه مع الحياة, بالإضافة إلى علاقاته مع زوجته الثانية, وأمه, وعشيقها السابق, وأصدقائه, وجيرانه مما يحمل في طياته تراجيديا ملحمية. ومع ذلك فإن المسرحية لا تخلو من الدعابة وإثارة الشفقة على هذه الشريحة من دراما الحياة المغموسة بلحظات إنسانية جداً من المزاح الكوميدي. ومع ذلك فإن مسرحية (الملك هيدلي الثاني) تتحدث بفصاحة وصراحة عن إمكانات خلق بدايات جديدة.
مفهوم المسرح عند أوجست ويلسون
منذ أن بدأ أوجست ويلسون حياته المسرحية كانت نظرته إلى المسرح بأنه وسيلة لرفع مستوى ضمير المجتمع كله بالنسبة لحياة زنوج أمريكا في القرن العشرين.
ولذلك, فقد آلى على نفسه أن يكتب سلسلة من عشر مسرحيات تعيد كل واحدة منها كتابة تاريخ عقد من عقود ذلك القرن لكي تصبح حياة الزنوج جزءاً معترفاً به في تاريخ المسرح الأمريكي. إن مسرحياته تعرض تجربة فريدة تجبر جمهور المشاهدين على البحث عن استنتاجاتهم وخلاصات أفكارهم السياسية كامتداد لمواقف حياة شخصيات مسرحياته.
ولما كان ويلسون واسع الخيال وعميق التفكير, فإنه يعتبر ناطقاً مسرحياً بلسان التجربة الإفريقية الأمريكية. وقد ساعده على ذلك أن أعماله المسرحية تتميز بمقدرته الهائلة على إدماج لغة الحياة اليومية مع مادته الشعرية المتدفقة في نسيج متكامل جذاب. ومع أنه لم يعد يعتبر نفسه شاعراً, فإن موهبته الشعرية هي التي أهلته لكي يصبح من أهم كتّاب المسرح في الدراما الأمريكية المعاصرة.

مجلة العربي الكويتية/ العدد 530/ 1 ـ 1 ـ 2003م

تابع القراءة→

الخميس، أبريل 28، 2016

المبررات التاريخية لغياب الفعل المسرحي من الأدب العربي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أبريل 28, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية


من الأكيد أن ما نصطلح عليـه في وقتنـا الراهن بـ « الفن المسرحي» لم يكـن قبل قرن من الزمـن، فنا من فنون الآداب التقليدية التي عرفها العرب في تاريخهم القديم والحديث، إذ بقي مجـال المسرح ـ معلقا ـ في الحياة الفكرية العربية لقرون طويلـة بدعوى أن هـذا الفـــــن «المركب »  لا يتفق وعبقريـة العرب الفنية (1).
فالفن المسرحي، بموصفاتـه، وشروطه المتعارف عليهـا لم يفتح في اللغة العربية وآدابها إلا في مصر الحاضر، حيث ولدت «التمثيلية» ووجـدت «التراجيديا» وأنشأت «المسرحية الشعرية» وأصبح في الحيـاة العربية حركـة أدبية مميزة، تسمى «المسرح»  تتسع رقعـة العمل فيهـا يوما بعد آخـر، حتى أمست هذه الرقعـة قاسما مشتركا بين المذاهب والتيارات والمـدارس، شأنها في ذلك شأن رقعـة الشعر، والقصة، والرواية، وفن التشكيل والموسيقى.
وعلى الرغم من أن دراسي الأدب العربي يعتبرون  سنة 1848 بداية لتاريخ المسرح العربي، وهي السنـة التي كون فيهـا مارون النقاش فرقتـه التمثيلية في بيروت، فإن الحديث عن نشأة المسرح العربي، والعوامل التي أثرت فـي  تطوره وأسباب غيابـه كل هذا ما زال من الأمور التي تثير النقاش بين الباحثين العرب والأوربيين والمستشرقين.
فما هـي إذن وجهات نظر الباحثيـن في غياب الفعـل المسرحي عن الآداب العربية؟ وكيف عالج الباحثون العرب هـذا الموضوع الهـام؟.
1 ـ تؤكـد الباحثة السوفياتية تـ أ. بوتينيوفـا في تساؤلاتهـا وآرائها حلو نشـأة المســــرح العربـــــي (2) ، أن الثقافـة العربية وعلومهـا إمتد إلى ما يزيـد على ألفي عام، وأن هـذه الثقافـة كانت قد غزت أوربا عن طريـق الشعر في أدوارهـا الأولى، إذا أعطى الشعر العربي أمثلـة حية لشعراء أوربا، وإستلهم الكثير من أدبائهـا شيئا لا يستهان به من تلك الملاحـم الشعـرية... والتي ظهـرت آثارهـا جلية في الثقـافة  الأوربية. 
كما أن الموسيقى العربيـة في تلك الفتـرة قد تحددت ملامحها وخطوطهـا وأصولها الثابتة، غير أن أحد مجالات الثقافة العربية قد ظل مجهولا، وبشكل ملفت الإنتباه، هذا المجال هو المسرح. فمن المعلوم ـ تقول الباحثة السوفياتية ـ أن العلوم العربية في عصرهـا الذهبي قد فاقت بأشواط عديدة العلـوم الأوربية، لقـد قـدم العربي في تلك الفترة على الخصوص  إنتاجاتهــم في الرياضيات والفلك والفيزياء والطب، والتي كانـت الغذاء، والمصـدر الرئيسي لعلمـاء أوربا حتى القرن السادس عشر.
وفي الوقت الذي لـم يقترب فيه عصـر إزدهـار الحضارة الأوربية كانت الثقافـة العربية الراقيـة قد أعطت نتاجـات كتابها ورياضييهـا، وفلكييهـا، وفلاسفتها ومؤرخيها وأطبائها، وجغرافييهـا وشعرائها.
وتعتبر مؤلفات الفلاسفـة والمؤرخين العرب ـ المغربي إبن خلدون، وإبن رشـد ـ قاعدة أساسية في دراسة تطور المجتمعات، إضافـة إلى علوم اللغة والتراث الشعري والمدونـات التاريخية التي ساهمت في بناء صـرح الحضارة الإنسانيـة.
والآن يطرح السؤال التالي: هل من الممكن في ظـل هذه القرون الثقافية، وتلك القاعـدة التاريخية أن يكون المسرح العربي غير موجـود أساسا ولو بأبسـط صوره وعناصره؟.
إن تاريخ الثقافـة العربية يضعنـا أمام لغز محير، ترى لمـاذا حاول الفلاسفـة والعلماء العرب الذيـن أبدعوا وأضافوا إلى صـرح البشرية الكثير، وأكملوا ما بدأه سابقوهـم من اليونـانيين القدماء في بعض الحقول أن يعزلوا أو يتناسوا بصورة غريبة  نتاجـات أسخيل، سوفوكل، إفريبيرا؟ ومـا السبب الذي دفـع بهم لنسيان وتناسي الأجزاء المتعلقـة بالفن المسرحي أثناء ترجمـة نتاجات أرسطو طاليـس والتي إستند عليهـا كل المسرح الأوربي؟.
2 ـ الباحث المسرحي التونسي محمد عزيـزة، يجيبنا على هذه التساؤلات جميعا من خلال جمعه المحكم لكل التغيرات العربيـة والأجنبية في هـذا الموضوع (3)ليقول أن غياب المسرح في الأدب العربي، ووجـوده في الآداب الأخرى التي عاصرته كالأدب اليوناني حيث ولد المسرح، يعـود بالأساس إلى أن إرادة المسلم هـي جزء من إرادة الله ، لذلك لا يمكـن أن  تواجههـا كما هي حال أبطال المسـرح اليونانـي في مواجهتهم للآلهة، ثم إن الإنتمـاء المطلق من الإنسان المسلم إلى مجموعته? ومفهوم التاريخ الدرامـي عنده لا يمنعان وجـود هـذا الصراع على مستوييه الثنائيين، أي أن الفردية مصدر كل صراع داخلي تبدو مستحيلـة لديه، وبالتالي فإن الصراعات النفسيـة والفرديـة تتجـه نحو الذوبان في بوثقـة التصرفات الجماعية.
ويؤكـد محمد عزيزة أن هـذا الصراع يمكن أن يظهـر في أشكال أربعة:
 ـ الأول:  الصراع الذي يمكن أن نسميـه عموديا، أي الصراع بين الإنسان والحكم الإلهي، ويأتي بمسرحية «برميتوس المقيـد» مثلا لذلك.
ـ الثاني: الصراع الذي يمكـن أن نسميه أفقيـا وهو الذي يجعل الإنسان يصطدم بنظـام المجتمع الذي يعيش فيه ويكون في هـذه الحالة في نزاع المجموعة البشرية التي يعيش وسطهـا، ويأتي الدكتور عزيزة مثالا لهـذا النوع من الصراع بمسرحيـة «أنتيجون».
ـ الثالث: الصراع الذي يمكـن أن نسميه متحركـا، حيث يتصادم الإنسان مـع التاريخ وضد القضاء والقدر، وخير مثال لهذه الحالـة مسرحية « الفرس».
ـ الرابـع: الصراع الذي يجعل الإنسان في صراع مع نفسه، وهـو الصراع الذي يفجـر الخلف المسرحي ومثاله «أوديب».
ويخلص الدكتور محمد عزيزة إلى أن ولادة ونشـوء فن الدرامـا لا يمكن أن يتواجـد لدى أمـة ما إلا في حالة وجود مجموعة من المتناقضات في داخل المجتمع والتي تدفـع بالتالي إلى ظهور فن مسرحي متطور.                                                                  
أمـا هـذه التناقضات والتي يتطلبها ظهـور فن المسرح فترتبط بالصراعات الأربعة الآنفـة الذكر ـ ويعتقد جازمـا ـ أن ظهور مثل هـذه التناقضات والصراعات دفعـة واحدة غير وارد في المجتمعات الإسلامية وبضمنها المجتمع العربي.
ويؤكد محمد عزيزة، أن مثل هـذا التعارض بين المسرح والديـن، لم يكن ظاهرة تميز بها الإسلام فحسب، إنما الديانات التي تقول بإلاه واحـد والتي أقامت حـدا بينها وبين الفعـل المسرحي، إلا أن طبيعـة الديانـة المسيحية التي فصلت بين الأمورالدينية والدنيويـة في المدينـة المسيحية قد خففت من سيطـرة الدين كظاهـرة إجتماعيـة على المسرح.
3 ـ في هـذا الموضوع بالذات، وضع الباحث الدكتور الحجاجي كتابه الهام «العرب وفن المسرح» (4) إذ يؤكـد في فصوله أنه إذا كان المسرح في العهد الجاهلي ـ العربي ـ لم يجـد الأرضية الملائمـة لنموه، فلأن المجتمع العربي في ذلك الوقت لم يكـن في حاجة إليه، لقد تكامـل الشعر العربي الغنائي في العصر الجاهلي، وظهرت القصـة في أخرياته، ولم تنبعـث الملحمة أو المسرح  في ذلك العصر لأن الحاجـة إليهما لم تكن قـد وجدت.
أما عندمـا ظهر الإسلام، فإن الديـن الجديد قـدم تصورا كامـلا للوجود والكون، وجـدد العـلاقات بين الناس بضعهم البعض، وبين علاقتهـم بإلـه واحد، وكان الإسلام عقلانيـا إنسانيا تخطـى بالعرب مرحلـة القوميـة إلى العالميـة وتخطى بدائيـة التفكير الديني إلى الإرتفاع به إلى مستوى العقـل البشري المتحضـر، ولم يكـن تأثير الإسلام مقتصرا على العرب، بل تعداه إلى العالـم أجمـع، وهو لم يحو فكـر العرب فقط، وإنمـا تعداه إلى إحتواء أقوم ما في الفكـر البشري في منطقـة الشرق الأوسط، وكـان واقعيـا في نظرته للإنسان والوجود والكـون، وكانت هـذه النظرة الواقعية ووضوحهـا من أهم العوامـل التي أوقفت النمو الشعائري، وكانت شعائـره في معظمهـا شعائر فردية بين الفـرد وربه، وكان الأداء الجماعي للشعيـرة لا يمثل سيطـرة كهان، وإنما يمثـل عمليـة تجميـع إجتماعي للبشر لترتفـع به العلاقـات بينهم إلى الأخوة المتعاونة.
وهكـذا نجـد أن التحديد الإسلامي لشعيـرة كان من العوامـل الهامـة في عـدم نمو شعيـرة أسطوريـة ينمو المسرح من خلالهـا، وكذلك كانت تصفية الإسلام للإنسان مـن العناصـر البطوليـة الخارقـة للعادة، مانعـا كبيرا واجـه خلق الأسطورة.
ولئـن كانت الأسطورة لم تظهـر في العصور الإسلاميـة فإن الملحمة لم تظهر كذلك، لأن الحاجـة إليهـا لم تكن قـد وجدت، فالبطولـة كانت حية معاشـة ولم تكـن حلمـا يحلم به العربي، وكـان الفارس سيد مجتمعه، وكـان العقـل العربي يقظـا يسجـل البطولـة ولا يبعدهـا عن الواقع، وعدم وجود الملحمة ـ في رأي الباحث ـ يحسب للإسلام، ولا يحسب ضده، وإذا كانت الملحمـة لم توجد، فأثرهـا في خلق المسرح لم يوجـد أيضا في هـذه الفترة.
4 ـ وهناك آراء أخرى شائعـة في تفسير تأخـر ظهور المسرح بالعالم العربي تعتمـد في تحليلها وتأكيدها على أسلوب الحياة لدى العـرب آنذاك، إذ يذكـر هؤلاء أن الفن المسرحـي يتطلب مشاهديـن حضوريين? يعيشون بصورة دائمـة في المدن ويتسمـون بدرجـة من الفهم والواعي للفن المسرحي، ويتمسـك بهذا الرأي الفنان المصري زكي طليعـات، وهو يؤكـد أن حياة العرب التي كانـوا يعيشونها في الماضي، والتي تتطلب الرحيل من مكان إلى آخر ، والــذي يحول دون  وجـود كثافـة سكانية تؤدي بالضـرورة إلى تأكيد وتطور المسرح.
                                                   * * *
وهكذا نـرى من خلال هـذه الآراء أن العديد مـن الباحثيـن يعزون تأخـر ظهور المسرح عند العرب إلى تأثيـر الإسلام وبعض المؤرخيـن الأوربيين والمستشرقيـن يذهبون إلى أبعد من ذلـك أن الإسلام قد منـع عمل ما يشابه الإشكال البشري وأن الممثل والرسـام أو كـل من يحاول عمل ما جـاز لله وحده، سوف يلقـى أشد العذاب يوم الحساب لتجـاوزه حدود الله،غير أن من الملاحـظ أن مثل هـذه الأحكام لم تؤخـذ من القرآن، وليس هناك أي نص محدد بذلك.
فالملاحـظ أن وجـود الأديان، وتأثيرهـا على المجتمعات يتفاعل ويتواجـد في كل زمان ومكان، ولدى جميع الأمم بدون إستثناء ومنذ القدم، ومن الصعوبـة القول أن تلك الأديان وقفت حائلا أمـام ظهور الفنون وتطور الآداب (5).من هنـا يتضح أن محمد عزيزة في نظريتـه السالفة الذكر، لم يضع المقومـات الصحيحة في تحليل لطليعـة المسرح العربي، وذلك بإعتماده على العوامـل الدينية علما أن تلك الأديان تمد جذورهـا وتترك بصماتها في ثقافـات لكل الشعـوب والأمم وهو يعـزل بالتالي رغبـة الشعب بتطويـر ثقافته في فـن الظهور والعرض ويرفـض تأثيرهـا بذلك على المسرح نفسه وتطوره (6).
إن حـل مجمل الألغاز حـول الفن المسرحي يجب أن ينطلق من النظرة الشمولية للثقافـة العربية، وأن لا يعـزل هـذا الفن المتطور عن المنظور العام عنـد تحليل تلك الثقافـة. 
                                                   * * *
إنطلاقـا من هذه الفكـرة تجدنـا مع الدكتور الحجاجـي مع رأيه الذي يقول: أن إنعدام فن ما في أمـة من الأمم لا يعني قصورا في هـذه الأمة? بقدر ما يعني أن هذه الأمة  ليست في حاجـة إلى هـذا الفن، فالفن حاجـة، ولم يوجـد فن من الفنون في مجتمع من المجتمعـات إلا كان ذلك نابعـا من حاجتها إليه، ولقد ولد العرب فنونهم تبعا لحاجتهـم، فوجـد لديهـم فن الشعر الغنائي نتيجـة لهذه الحاجـة وعندمـا وجدت ظروف أخرى أدت إلى إحتياجهـم إلى فن الحكايـة ولد هـذا الفـــــن(7) .
وهكذا نجـد أن المسرح لا ينشأ من فـراغ ولا ينمو من عدم، فهو يولد تلبيـة لإحتياج، فالمسـرح حاجة أولا وأخيرا وكل التجارب الثابتـة في تاريخ المسرح العالمـي، تؤكـد أن الظاهـرة المسرحيـة، لم تنشأ من عـدم وإنمـا نشأت تلبيـة لحاجة الجماهير.
فهناك طريقان ـ يقول الدكتور الحجاجي ـ يؤديان لظهور فن مـا في أمة ما، الطريق الأول هـو النمو الذاتي لهـذا الفن داخل الأمة نفسها، كمـا حدث لفن الشعر الغنائي العربي وكمـا حدث لفن المسرح اليونانـي، والطريق الثاني هو الإنتقـال، فإن الفنون كنتاج إنسانـي تنتقل من أمـة إلى امة، ومن مكان إلى مكان، ولكـن ليس عن طريق النقل الحرفي المباشر، وإنمـا عن طريق الإنتقال المستجـاب له داخـل الأمة الناقلة، فلكي ينتقـل فن من الفنون إلى أمـة من الأمم فإنمـا نرى أن جميع ظروفهـا تكون مهيأة لنقبـل هـذا الفن، مستجيبة له، متأثـرة به? تضع فيه سماتهـا ومكوناتها، فيكون هـذا الفن جزءا من تراثها (Cool.
حقيقة أن الفكر البشري سلسلـة متصلـة الحلقات? ووحـدة متكاملـة، إلا أن هناك حقيقـة لا يمكن التغاضي عنها، وهي أن دور الولادة للمسرح قد قام بها المسرح الإغريقي عن طريـق تطويـر الأسطورة، وتوظيفها، إلا أن عمليـة إنتقال المسرح مـن بلاد اليـونان إلى بـلاد العرب، كان أمرا مستحيلا في تاريـخ العرب القدماء، لأن عملية اللإنتقال نفسها، كانت تحتـاج على مستوى حضاري كبير، حتـى يتم هـذا الإنتقال على أسس قويـة متينة، وكـان لا بد أن تتم عمليـة إنتقال للمجتمع العربي قبل أن تتم عملية إنتقال المسرح.
ونعتقد أن ظهـور المسرح في الحيـاة العربية، في منتصـف القرن الماضي قد جـاء بعد أن تهيأت الأسباب للمجتمع العربي لهذا الظهور، وهي أسباب إقتصادية وإجتماعيـة، سياسية وثقافية، ساهمت فيهـا أحداث تاريخية متعددة تبتدئ بالحملـة الصليبية على العالـم العربي وتنتهي بالحملة الإستعمارية الأوربية في القرن الماضي.
                                                   * * *
بقي بعـد هذا أن نتساءل، هـل كانت للثقافـة العربية أشكال للفرجـة، يمكن إعتبارهـا أشكالا مسرحية؟.   
1 ـ إذا ما تجاوزنـا الإسلام قليلا إلى الديانـات التي سبقته في الجزيـرة العربية، فإن مصادر التاريخ العربي، المختلفـة تشهـد على غياب كل شواهـد النشاط التمثيلي، على الرغـم من أن الدكتور محمد يوسف نجم يفترض أن «وثنيـة العرب لم تكن بدائيـة ضعيفـة الصلة بنفوس أصحابها، بل كانت وثنيـة لعقدة ضربت جذورهـا في أعماق النفوس، وإتصلت غاياتهـا ومظاهرها بدورة الطبيعـة ومواسمها، وتمثلت في شعائرهـا إماتة الجسد وقهره، ثم شعائـر التطهير وشعائر البعث والإخصـاب، وأخيرا شعائر البهجـة، وما يتصل بها من مآدب وحفلات، وقد كانـت هذه الوثنيـة معقدة تقـوم على معبـد وصنم وسادن وقرابيـن وطقوس، وشعائـر تمثيلية... » (9) ، إلا أن ذلك لا يمكـن أن يذهب بنا إلى أن عرب الجاهليـة قد عرفوا فن التمثيل أو مارسوه في عبادتهـم، ولا نظن أنه سيختلف إثنان في أن ذلك النشاط الديني القائـم على الطقوس الوثنيـة لم يتطور ليكون لـدى عرب الجاهليـة مسرح أو طقوس تمثيليـة منفصلة عن غاياتها الدينية (10). 
ولا شك أن السر في ذلك يعـود إلى أن ـ الدرامـا ـ تعتمد في جوهرهـا على الصراع بين الآلهة أنفسهم، وبين الآلهة والأفراد، وبين الفـرد والآخر، وبما أن الحياة العربية في العصور السابقة للإسلام، قد أذابت الفرد في الجماعـة فخلقت تصورا جماعيـا للعالم، ورأيا عاما مشتركا في الكون، فقـد ترتب ذلك غياب الصراع داخـل المجتمع أو إختفاء حدثه على الأقل، فلم تكـن مثل تلك الحال تستدعـي الدرامـا قدر ما تستدعي التغني بالجماعـة (القببلة) والترنم بمآثرهـا (11) ، وذلك مـا قام به الشعر الجاهلي خير قيـام، إذ كان الصراع ممـا يدور بين القبائـل نفسها، أمـا الصراع الذي يدور داخـل القبيلة نسفها، فيحل ـ في أسوأ الأحوال ـ بإنقسام القبيلـة جماعيا، وليس فرديـا، فالفرد الخارج على القبيلة مخلوع منهـا، فهـو خليع لا يعتـد به، ولا يسـأل عنه، ومعنى هـذا أن الصراع الفردي لا قيمة له في حياة الجماعة (12).
إلا أن هذه الحقائق وغيرهـا لا يمكن أن تمنعنـا من البحث عن أشكال مسرحيـة في الحياة العربية ـ قبل وبعـد الإسلام ـ يقينا منـا بأن الشعب العربي، في المشرق والمغرب، وعبر فنونه، وتقاليده، وطقوسه، قد تأثـر بما حملت الحضارات الواردة عليه من آسيا، وإفريقيا، وأوربا فقدس الشعر والأهازيج  ومـزج الحكايـة والأمثولة بالرقص، وربط التقاليـد المتوارثـة بالغناء، وأصبح « الإحتفال عنده يرتبط بالكيان القومي، وبالمعتقـد الديني».
وفي هذا الإطـار يضعنـا الدكتور محمد حسين الأعرجي (13) أمـام عدة صور من التمثيـل عند العرب في صميم تقاليدهـم المتوارثـة، فيعتبر «الكـرج»  و «الحكايـة» ألعابا تمثيلية لها جـذور جاهلية عريقة.
«فالكرج» تماثيل خيل مسرحيـة من الخشب معلقة بأطراف يلبسهـا النسوان ويحاكين بها إمتطاء الخيل، فيـكرون ويفرون ويناقفون بها، وفي الأصـل كانت اللعبة مقصورة على النسوة، إذ تعلق بها «الجلاجـل» والكرج في أصله رقص ولعب يعده العرب للولائـم والأعراس، ومجالس الفراغ واللهو والحكاية فنـا مسرحيا عريق الجذور في الحيـاة العربية القديمة.
قال إبن منظور: «الحكايـة كقولك حكيت فلانـا وحاكيته، فعلت مثل فعله... وقلت مثل قوله سواء لم أجاوره...» (14) ومثـل هذا القول المعجمي يدل دلالـة واضحة على التمثيل، ولعله هو المعنى الأصلي في الكلمة العربية.     
وإذن، فالأصل في الحكايـة عند الأعرجي أن تكون تقليـد الآخرين وإعادتهـا مما يقرب أن تكون تقمصا لشخصياتهم، إذا شئنـا أن نستعمل المصطلح الشائع لدى أهل المسرح اليوم، وقـد أورد الباحث العراقي صورا لهذه الحكاية في العصـر العباسي، مؤكـدا أن هدفنـا كان  هو المحاكـاة والإضحاك، ثم تطـور هذا الهدف فإكتسب صيغـة إجتماعية وجهته إنتقاص الخصوم من خـلال الضحك بهم.
وقد أورد الباحـث عدة نصوص تؤكد على أن «الحاكي» كـان ممثلا? يستعمل اللباس المناسب للحكاية، ويستعين بالماكياج، والأكسوار المسرحي، ومن الأماكن المعهودة التي كـان يؤدي فيها أدواره الهزليـة الأسواق العربية الكبرى، ومنهـا «الميدان الأخضر» بدمشق، ومجالس الخلفاء والأكابر.
وأكيـد أن الأستاذ الأعرجي في هـذا الموضوع، قد فتح الباب على مصراعيـه للذيـن يؤدون إستنباط الأشكال المسرحيـة العربية العريقـة في بطون الكتب والمراجع التراثيـة، كمـا أن مثل هذا البحث نبه إلى مختلف أشكال «الإحتفال» العربي، التي لا تختلف في رسمهـا الفني عن الأشكال المسرحيـة المعاصرة.
2 ـ ويخلص الباحث محمد عزيـزة في أطروحته «الإسلام والمسرح» إلى أن الإستثنـاء الوحيد لقاعدة الغياب المسرحي في الإسلام، بدأت مع مقتل الحسين، فكانت التعازي الشيعية في بلادنـا فارس هي الشكل الدرامي الوحيد الذي إنتقل بعد ذلك إلى البـلاد العربية بإسم «عاشوراء».
إن الشيعـة إكتشفت المسرح ـ في نظره ـ لأنها مرت بتجربة الإنفصال عن الدين فقد نسبت إليهـا جريمة مقتل عثمان، وكانت تعانـي من الندم العميق لأنها مسؤولـة في شكل ما عن مصرع علي، ثم الحسين لذلك إكتشفت الشيعـة الشعور بالذنب ووخزات الضمير..
ولأنها وضعت خارج المدينة السنيـة، فإنها إكتشفت بذلك قوانين الإنتماء القاسية  في الوقت الذي أحست بالقوة المحررة في الخروج عن القواعـد، وإغراء اللعنات الكبرى أمام جدران المدينة... وفقد التاريخ ـ من وجهة نظر الشيعـة ـ براءة الأصلية، وتلوث الميثاق الذي يربـط بين الله وعباده بدم علي وحسين.
ويمكن إعتبار مقاطـع ـ التعازي الشيعية ـ إنطلاقة للعمل المسرحي في الإسلام، إذ عن طريقهـا عرفت العربية أولى الأشكال المسرحية، ولكنها لم تتطـور، ولم تعرف أي تقدم على المستوى الشعري أو الإبداعـي إذ بقيت الثقافـة العربية، ولمدة طويلـة خالية من أي إبداع مسرحي يمكن إعتمـاده كمؤثر لحركة أو نهضـة، ومن ثمة كانت هـذه الثقافة سكوتية حسية لا أثر فيهـا للصراع الدرامي..
3 ـ ويتناول الدكتور الحجاجي في كتابه الهـام «العرب والمسرح» هـذا الموضوع فيؤكـد أن مرحلـة صدر الإسلام وعصر بني أمية، والعصر العباسي، تمثـل كتلة فكرية موحدة الجوانب من حيث التطـور الفني إرتفاعا وهبوطـا حتى عصر الحروب الصليبية، إذ واجـه العرب الغزو الخارجي، وكـان أول إختبار واجهه العرب، ثم تلاه الغـزو التتري، وعلى الرغـم من أن العرب صمدوا أمام الغزوين إلا أن ذلك إستنفذ، منهم أكبـر الجهد، وكشف عن الخلل الـذي أصاب مجتمعهم.
ولقد ظهـر واضحا منذ أن غزا الصليبيـون الأرض العربية، أن القوة السياسية والإجتماعيـة والإقتصادية للعرب أخذت في الإضمحلال والتدهـور يوما بعد يوم، حتى وصلت الحضيض من النواحي الثقافيـة، فأخـذ فن الشعر الغنائي في الإنحطاط وفقد فن الكتابـة القصصية ـ المقامات ـ  مقدماته الفنية وركدت الحركـة الفكرية ودهم الجهل أبناء الشعب العربي. 
ولم يكـن في واقـع  العرب ما يدعو إلى التفاؤل، فلجأوا إلى الحلم ـ كما يقول الباحث ـ وكانت أحلامهـم منصبة حول البطـل المخلص، وإتخذ ذلك عـدة مظاهـر فنية منها الغنائية، ومنها الدارميـة، وهي التي إتجهت نحو البطل الفرد للخـلاص على يديه، وكـان شكلها الفني الذي عبرت بـه عن  وجدانها هو فن السيرة.
وفي فن السيرة لم يتجـه العرب نحو أبطال تاريخهم كخالد إبن الوليد وعقبـة بن نافع، وموسى إبن نصير، وغيرهم من الأبطـال الفاتحين، وإنمـا إتجهوا في معظم سيرهم إلى أبطال ذكروا في التاريخ، ولكـن دون تعزيز دقيق لأحـداث حياتهم مثل سيف بن ذي يزن، وأبي زيـد الهلالـي وأبي حمزة البهلوان وسواهم.
 ولقد أفادت السيرة ـ حسب قول الباحث ـ في أنهـا قدمت صورة حضاريـة مجموعات من المتلقين، كانت السيرة بالنسبة لهم معلمهم الوحيد، وكانت السيرة تبتلع بذلك جميع المفاهيم الحضارية المتبقيـة لهم من عصور إزدهارهم السابقة. 
وإلى جانب هذا، ساهمـت السيرة بدور المتعة لجماهيرها، وخلقت ما يسمى بفن الممثل، وبذلك مهـدت لفن المسرح، فالقاص الشعبي، وهو يقص السيرة يقـوم بدور أشبه بدور الممثل، حيث يؤدي حركـات الأبطال، ويلون صوته حسب المواقف والإنفعالات، فلحظات الحرب يختلف فيها الصوت عن لحظات الحب وصوت أحد أفراد العدو يختلف عن صوت البطل العربي وكلما إزدادت قدرة الممثل على التمثيل إزداد معجبـوه أو العكس، وكثيرا مـا كان أسلوب السيرة معتمـدا على الحوار.
لهذا كـان هذا العصر هـو عصر السيرة، لأن العرب عاشوا على أمل الخلاص بالفرد البطل، فالسيرة إنعكاس لأحلامهم حول بطلهـم، وهي تمثل حاجتهم إلى هـذا الفن. 
وبذلك يكون المسرح قد سـار في غدره الطبيعي في المجتمع العربي، فظهرت السيـرة أولا كبديل للملحمة، ومن خـلال رواية السيرة وتقدمهـا في شكل تمثيلي برز فن التمثيل، وكان هناك تمهيد لميلاد مسرح عربي.
                                                   * * *
إن هذه الحقائق التي تؤكـد في عمقهـا على أن العالم العربي ـ وفي غياب الفصل المسرحي ـ عرف بعض الأشكـال المسرحية المرتبطة بالسيرة، والحكايـة والأسطـورة والألعاب الإحتفاليـة الأخرى، والتي أفرزت فنونـا هي أشبه ما تكون بفنون التمثيل? إن هـذه الحقائق لم  تمنـع الشعب العربي في المشرق والمغرب عبر فنونـه وتقاليده، وآدابه من إلتقائـه بما حملته الحضارات الواردة عليه من آسيا، وأوربا وإفريقيـة، فقدس الشعر والأهازيج، ومزج الحكايـة والأمثولة بالرقص، وربط التقاليد الإجتماعية المتوارثة بالغنـاء، وأصبح الإحتفال عنده يرتبط بالكيـان القومي وبالمعتقد الديني.
وعليه، فيمكن إعتبار كل حركـات الرقص والإيماء، وأنواع الإحتفالات الإجتماعيـة والدينية والألعاب الموسمية والرياضية والمهرجانـات التقليدية للقبائل العربيـة وغيرها من تعابيـر الحضارة الشفويـة، أشكالا بدائيـة لفنون المسرح في صورته المعاصرة.
إن الرقص الجماعي، والغنـاء المتعدد الأصوات الرجالية والنسائيـة، وحلقات المداحين في الأسواق العربية، ومواكب الصوفية، والمواكب الدينية، إضافة إلى الألعاب، خيال الظل والحكواتي، وسلطان الطلبة، كلها أشكال لإحتفالات مسرحيـة في صورتها الحديثة، لا يمكـن نكران أهميتها، لأنها ترتبط أساسا بعلم عادات الشعـوب العربية، ولأنها تقـدم بديلا مباشـرا للعمل المسرحي قبل ظهـور هذا العمل بالوطـن العربي نهاية القرن الماضي.
لقد  كانت الساحـات العمومية والأسواق الكبرى في المـدن العربية «مسارح» للرواة وللمداحين الذيـن يجمعون حولهم في حلقات دائريـة عشرات المستمعين المتلهفيـن لسماع نوادر جحا، وملاحـم سيف ذي يزن، وبطولات عنتر بن شداد، وغراميات قيـس وليلى، وقصص ألف ليلة وليلة وغيرهـا من المواضيع التي تخلق أمام المشاهدين شخصيات عديدة غنيـة بالإبداع والإيثار.
وقـد كان هؤلاء الرواة والمداحـون والحكواتيون، يستخدمـون جميع الحيل الفنية، من إشـارة وتشويق لشد المشاهدين إليهم، ولأحداث إنسجام تام بين الملقي والمتلقي، في ذلك المسرح الدائـري، حيث يصبح التواصـل بين الجمهور والممثلين أكثـر أهمية من التواصل في المسارح المصنوعـة على الطريقة الإيطالية الحديثة (15). 
إلا أنه يجب الإعتراف في هـذا الموضوع أنه رغم الأهمية القصوى التي تحتلها هذه الفنون ـ  إما قبل  المسرحيةـ في الحياة الشعبية العربية، سواء مـا يتصل منها «بالإحتفالية الشعبية» أو«الإحتفالية الشعبية العربية»، فإنهـا لم تستطع أن تخلق لنا أدبـا مسرحيـا يمكن الإعتماد عليه في أي دراسـة منهجيـة أو تاريخية، إذ كانت هـذه الفنون جميعا، فنونا إرتجالية لا اثر فيهـا للنص ولا تقوم على التدوين، مثلهـا مثل باقي الفنون الشعبية الأخرى، معتمـدة على الحركة والإيماء فقط، ومن ثمـة لا يمكن إعتبارهـا «مسرحـا» بالمعنى العلمي للكلمة،على الرغم من أنها تشكل قاعـدة هامة لأعمال مسرحيـة مستقلة في الوطـن العربي.
من هـذه الزاوية نجد أنفسنـا أمام حقيقـة ثابتة، وهي: أن ما يمكن أن نصطلح عليه بـ « الأدب المسرحي» لم يتوفـر للحياة الثقافيـة العربية، إلا بعـد ظهور«النص المسرحي» بالمفهوم اللغوي المتعارف عليه.
ومن الناحيـة التاريخية، فإن ظهور هـذا النوع من الأدب إقترن بظهـور الكوميدايا التي إقتبسهـا مارون الناقش من أكثـر المسرحيـات العالمية شعبية وهي بخيل موليير سنة 1948، حيث كانت الإنطلاقـة الإنجابية للمسرح العربي (16) في عصرنـا الحاضر.
ومن خـلال مسيرة هـذه الحركـة التي إنطبعت بصماتها قوية على الفكر العربي المعاصـر، إكتسب الأدب العربي أعلامـا وروادا مبدعيـن في الكتابة المسرحيـة النثريـة والشعرية إلى جانب إكتسابه لعدد من المخرجين والتقنيين والممثليـن، الشيء الذي أعطـى لحركة المسرح عموما، مركزا هامـا في الحياة الفكريـة العربية المعاصرة.
وإذا ما أردنا أن نتعرف على السمات الأساسية التي تطبـع هـذه الحركة حتى نضعها في إطارهـا التاريخي والفكـري، ونتعرف على واقعها الأدبي والفني فسنجـد أنفسنـا أمـام جملة من الحقائق الهامة (17).
1 ـ بإعتبار أن التأليف المسرحي عمل صعب، يفوق بصعوبته بقيـة أنواع التأليف الأدبي والعلمي، إذ يتطلب قدرة فائقـة ومواهب نادرة، وخصائص ذهنيـة معينة، فقد أثبتت التجـارب أن مؤلفي المسرحيـات العرب، ما زالت تنقصهم على أنساب متفاوتـة هذه المؤهلات، ممـا جعل المسرح العربي في حالـة طويلة من التلمس والمحاولات، والإنتظار والنزوع نحو التأمل (18).
2 ـ إن المسرح العربي بكل عطاءاتـه ومكتسباته الأدبية والفنية، هو مسرح أمـة تنتمي للعالم الثالث، يناضل بشتى الوسائل من أجل تحريره، وتجذيره في الطموحـات والتقاليـد الشعبية العربية، وتأصيلـه في الموروث الأدبي للأمـة العربية.  
3 ـ إن هـذا المسرح يتطلع بوجه عام، إلى تحديد موقع العالم العربي ينشـد العدل، والحرية، وكرامـة الإنسان، ويؤكد على ذلك من خلال صيغ فكرية، وفلسفية وسياسيـة مختلفة.
4 ـ ولأن هـذا المسرح ينبع من مجتمـع محكوم عليه بالتخلف، فإنه ينطلـق عنـد العديد من رواده من النقـد الذاتي، لينشد واقعا أفضل وأحسن. 
5 ـ إن هـذا المسرح وفي حدود إمكاناته الفكرية، يتميز برغبـة أكيدة وحارة في تحديد ماهيـة وجوده، بإستلهام التراث التاريخي، والحضـاري والشعبي للأمة العربية، ولإستنباط صورة مشرقة للشخصيـة الوطنية والعلاقات العربية الحضارية.
6 ـ ومن خلال الممارسـة الفعلية للعمل التراثي في المسرح العربي إزدادت عـلاقة هذا المسرح عمقـا بالفكر العربي، ذلك لأن علاقته بالتراث، كانت وما تزال علاقـة إستلهام وإيجـاد الخـط الرابط بين الماضي والحاضر والمستقبل. 
7 ـ وإن المسرح العربي، وهو يمثـل وحدة عضويـة، كانت وما زالت رؤاه موجـودة للإنسان العربي في المشرق والمغرب، بإعتبار أن هـذه الرقعـة من العالم يتواجـد عليها تاريخ وحضـارة، لا يمكن إنفصامهـا أو تجزي، رؤاهـا. 
8 ـ إن رجـال المسرح في الوطن الربي كانوا أو ما زالوا ينظرون إلى علاقـة المسرح بالسلطة بالكثير من الحذر، ذلك لأنهم كطليعـة واعية وملتزمة يقفون في مواجهـة الظلم، والإستبداد في شتى أنواعه وأشكاله، وفي مختلف النقط الجغرافية المتصلة بالعالم العربي. 
وأعتقد أن هـذه السمات وغيرها، جعلت حركة المسرح العربي، تفـوق خلال هـذا القرن من الزمن أي حركـة فنية أو أدبيـة أخرى، لا من حيث إستيعابهـا للجماهير الواسعة، بل من حيث طروحاتهـا الثقافية + الإجتماعية + السياسية كذلك، إلا أن هـذا الإستيعاب من جهـة ثانية لم يكن مرجعه أصالـة الشخصيـة المسرحية العربية، بقدر ما كـان مرجعه، إرتباط الإنسان العربي بالفرجـة والإحتفال.
 
(1)  محمد مندور، فنون الأدب العربي صفحة 17.
(2)  فصل من كتاب «المسرح العربي في ألف عام »، ترجمـة طارق عبد المجيد عمر، مجلة آفاق عربيـة (بغداد) السنة الخامسة عدد 4 ديسمبر 1979.
(3)  الإسلام والمسرح، ترجمة الدكتور رفيق العيان، دار الهلال، القاهرة.
(4)  سلسلة المكتبة الثقافيـة المصرية العامـة للكتاب( القاهرة) عرض عبد الحرمان شلش، مجلة الأقلام، (بغداد) ، العدد الخامس ، ابريل 1970.
(5) تـ أ بوتينيو فا، تساؤلات حول نشـأة المسرح العربي ، مجلة آفاق عربية، (بغداد) السنة الخامسة، عدد 4 ديسمبر 1979.
(6)  المرجع السابق
(7) الدكتور الحجاجي:  العرب وفن المسرح الهيئة المصرية للكتاب، القاهـرة. 
(Cool المرجـع السابق.
(9) مجلة آفاق عربية (عراقية) صور من التمثيل في الحضارة العربية من الجرح حتى المقامات ع2، س3، نوفمبر 1977، ص 59.
(10) الدكتور محمد حسين الاعرجي في التمثيل عند العرب الموسوعة الصغيرة، (عراقية) العدد 28.
(11) المرجع السابق (عن مقدمـة في دراسة المسرح العربي للدكتور جميل نعيف)
(12) المرجع السابق
(13) المرجع السابق
(14) لسان العرب.
(15) عبد الله الستوكي، إلى أي يسير المسرح المغربي، مجلة اللواء (مغربية) العدد الأول 1679.
(16) راجع دراسة رشيد بنشنب  في أكسلوبيديا العروض المسرحية عن المسرح العربي ومعجم المسرحيات العربية والمصرية ليوسف اسعد (بغداد) 1978.
(17) فيمـا يخص تاريخ المسرح العربي ، يمكن مراجعة الكتاب القيم للدكتور محمد يوسف نجم (المسرحية في الأدب العربي الحديث)، دار الثقافـة بيوت، 1953.
(18) الدكتور إبراهيم كيلاني،  مجلة المعرفة، (سورية) عدد خاص بالمسرح.
------------------------------------
  المصدر : مجلة دعوة الحق - العدد227 
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9