أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، يونيو 05، 2016

«يا رب».. عرض يكسر المحظور في المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يونيو 05, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

عرضت على خشبة المسرح الوطني وليومين متتاليين، مسرحية "يا رب" تأليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج الشاب مصطفى الركابي وتمثيل سها سالم وفلاح إبراهيم بمشاركة الفنانة زمن الربيعي التي ادت دورا صامتا وانتاج منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح.
شكل العرض صدمة للمشاهدين الذين غصت بهم قاعة المسرح الوطني وأصابهم بالذهول والدهشة والاعجاب ايضا لا سيما ان العرض حمل افكارا لم يتطرق لها المسرح العراقي من قبل وقد أثار جدلا في ما بعد بين الجمهور والفنانين ايضا لأن العرض تناول الذات الالهية ونبي الله موسى وتعرض لعدد من الانبياء بشيء من القسوة من خلال العتاب مع الرب، من خلال أم لعدة شهداء عراقية يخولنها امهات الشهداء للتفاوض مع الرب من اجل وقف القتل الذي يتعرض له الابناء فتطرح شروطها بأن يوقف الله القتل خلال 24 ساعة والا فهن سيضربن عن الصلاة والصيام، فتذهب الى الوادي المقدس (طوى) وهناك تريد ان تتحدث مع الله ولكن.
ولا بد من الاشارة الى ان الفنانين سها وفلاح كانا موفقين جدا في تجسيد الشخصيات وفي التحاور في ما بينهما والتناغم، يذكر ان العرض اطلق عليه (العرض البارد) باعتبار ان العرض هذا يأتي تكملة لعرض سينمائي وكذلك لاضافة اخرى من خلال (قرص سي دي) تم توزيعه بين الجمهور فيه الكثير من التفاصيل التي كثفها العرض المسرحي، كما ان المخرج اشار الى ان وقت العرض الافتراضي 10 دقائق فيما كان العرض لاكثر من ساعة.
بدأ العرض بصوت رخيم يقرأ آيات من القرآن الكريم وبالتحديد من سورة (ق): (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)، ثم تظهر على شاشة في اقصى الخشبة ملاحظات عن العرض ومنها يبدأ استهلال فيلمي يبدأ بملاحظة انه (يشبه استهلال فيلم (هلا لوين) للمخرجة اللبنانية نادين لبكي حين تقوم النساء بكل السبل لمنع حرب يسعى الرجال إلى إشعالها، حيث تظهر مجموعة من النسوة ثم يظهر على خشبة المسرح رجل ممدد على سرير طبي وبجانبه فتاة (ممرضة) فيما هناك منضدتان احداهما وسط الخشبة والاخرى قريبة من جهة الخشبة اليمنى على طرفيها كرسيان وحين تدخل المرأة التي ترتدي السواد من رأسها حتى قدميها تجلس على الكرسي القريب وتقول بصوت متهدج خفيض: (جئت اليك يا رب وفي قلبي الف دمعة وعتاب، اعاتبك واعاتب روحي، واتساءل: كيف لروحي ألا تستجيب لدعائي، أنا الآن غيرتك يا رب)، (يا رب يجب أن توقف هذا القتل، الغرق، الحريق، أي قدر هذا الذي يجعل أولادنا الذين نخاف عليهم من الهواء لقمة سائغة بفم اسماك البحر، اي قدر تافه هذا عندما نصحو صباحا ولا نجد سوى رائحة عطورهم على فراشهم) وايضا (يا رب انا اتحدث اليك بصفتي اكثر الامهات دفنا لاولادها، ادفن كيلوات لحم، كيلو كيلوين ثلاثة، وكبيرهم لم اجد له عظما واحدا) وايضا: (يا رب لقد جئتك بتواقيع الامهات، لم نزور ولا توقيعا واحدا وفي كل مرة النصاب يكمل عندك يا غفور، يارب.. نريد ان نقول لك شيئا مهما باسمي وباسم كل الامهات سنعطيك مهلة يا رب 24 ساعة ان تقول للشيء كن فيكون او نضرب عن الصلاة والصيام، ولن تجد اما بعد اليوم ترفع يدها للدعاء اليك يا اقرب الينا من حبل الوريد، شروطنا واضحة، ان توقف هذا القتل الذي يأكل اولادنا، ان توقف هجرتهم عن احضاننا، هم يخرجون ولا يعودون وهم بعمر وردة تحلم بربيع سيأتي) ثم ايضا (ربي.. انا في واديك المقدس، ياااا رب).. في محاولة منها للتحدث مع الله مباشرة.
هناك يتأوه (موسى النبي /المريض) ويدور بينه وبين المرأة حديث بعد ان يعرفها بنفسها وقد رفض شروطها وتستغرب ذلك فتقول له وهي تطلق ضحكة ساخرة خفيفة (نبي موسى يترك الجنة ليعيش في هذا المكان)، ويستمر بينهما الحديث الذي امتلأ بالتساؤلات والقسوة والتحدي (يقول لها: افسرها محاولة للانقلاب على الذات الالهية) فتقول له (انت نبي ،على عيني وراسي، ولكن لا يحق التدخل بيننا وبين الله) فيؤكد لها ان طلبها مرفوض فتطلب منه ان يفعل شيئا بعصاه، ويستمر الحديث / الجدل بينهما خطيرا لكنه يقنعها ان تصلي فتحاول فيؤكد لها ان صلاتها خاطئة وهي تقنعه بعذاباتها الكثيرة الى ان يتفرقا فهناك على الشاشة تظهر كتابة (موسى يعش في منزل الام منذ اربعة اشهر تقريبا، هو بصحة جيدة الان وتحت رعاية الام بعد ان غادرتها العصا).
لكن المسرحية شهدت مشاهد كوميدية فيها بعض القسوة حينما يتم استعراض عذابات وبلاءات الانبياء الذين ابتلاهم الله بها وهم انبياء وكأن المشهد عبارة عن عتب بين الانسان وربه لكنه عتب قاس!!.
الفنان والاكاديمي الدكتور حسين رشيد أبدى إعجابه بالعرض وقال: "هذا العرض تجربة مسرحية مهمة في عداد المسرحيات التي يقدمها مسرحيون شباب، ومخرج مثل مصطفى الركابي يقتحم الميدان لاول مرة على حد علمي، وهو يمتلك رؤية ثاقبة بصرية وجمالية مهمة استطاع من خلالها ان يتواصل ويتساوق مع التفسير والفكر الفلسفي الذي تبناه الكاتب علي عبد النبي الزيدي في نصه المسرحي".
واضاف: "بعد أن أقول ان النص مثير للغاية ومهم للمؤلف الزيدي الذي يتحفنا دائما بنصوص مهمة وهو يشكل علامة مهمة في الكتابة المسرحية والتأليف المسرحي العراقي، الان يأتي المخرج ليتحفنا بمعالجة اخراجية هادئة، تحاول لاول مرة ان تبني وتؤسس ايقاعا مسرحيا وايقاعا بصريا هادئا يجتذب المتلقي في لحظات الاداء ويصل به الى لحظة الاحتدام بشكل موفق عبر صور بصرية هادئة وجميلة وبسيطة جدا".
وتابع: "المهم ان المسرح اليوم ما عاد مسرح حكاية تمثل على الخشبة من دون تأثير في مرحلة التجسيد وبعدها كل يذهب الى بيته، المسرح يجب ان يثير تساؤلا ويجب ان يثير قضية معينة ويمكن ان يؤشر على موضوع معين او هم جمعي موجود عند الناس بطريقة جديدة لا بطريقة تقليدية مألوفة، اليوم المسرح يزيح المركز ويستحضر من الهوامش عناصر مهمة فاعلة لتشكل صورة من صور ما بعد الحداثة في قراءة الصور البصرية للمسرح وحتى في قراءة المعالجة الاخراجية للنص المسرحي، انا اعتقد ان التأسيس كان منذ الكتابة لهذا العرض موفقا لكي يهيأ للمخرج افكارا يمكن ان يشتغل عليها وكان المخرج من الذكاء الخارق الذي يستحق ان يكون بعد هذا العمل واحدا من ابرز وأهم المخرجين المسرحيين الشباب وقد استطاع برؤية ثاقبة ان يقرأ النص وان يفكر كيف يعالج فكرا مثل هذا، وهو فكر فلسفي من الخطورة بمكان التحدث به الان في ظرف مثل ظرفنا العراقي الذي نعيشه، الا انني اعتقد ان هذه هي الضرورة ،ضرورة البوح بمثل هذا الهم الانساني النبيل والتعرض له وهذه هي قضية المسرح اليوم ورسالة المسرح ينبغي ان تكون بهذا الشكل".
أما الفنان يحيى ابراهيم فقد ابدى دهشته، قائلا: "لاول مرة خلال الـ 13 سنة الماضية اشاهد حدثا على خشبة المسرح اكبر من الحدث الموجود في الشارع، وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا، فالمسرحية فيها كل همومنا وكل تجلياتنا وفيها المسحة الصوفية والمسحة الواقعية وتلمست جراحنا من دون ان تؤذينا وحاولت ان تكون بلسما لجراحنا".
واضاف: "المسرحية تكاد تتكلم شعرا لانها ادخلتنا في اجواء ساحرة، وارجع واكرر انني منذ عام 2003 الى حد هذه اللحظة لم اشاهد عملا مسرحيا بهذه الفخامة وان ما حدث على خشبة المسرح اكبر مما يحدث في الشارع البغدادي خاصة والشارع العراقي عامة بل في العالم كله".
فيما اشاد الفنان والاكاديمي الدكتور حسين علي هارف بالعرض واصحابه، وقال: "كنا ازاء عرض صادم على المستوى الفني والفكري من ناحية المستوى الفكري كان كاتب النص علي الزيدي جريئا ومقتحما ولا يقف عند خطوط خضراء او حمراء او زرقاء، الذي فجر من خلال نصه مجموعة من الاسئلة الصادمة التي ربما لا يبحث لها عن اجوبة او حلول لانها ليست مهمته، اما على المستوى الفني فالمخرج الشاب مصطفى الركابي استطاع ادارة هذا العرض بشكل متميز وقدم نفسه لجمهور نخبوي عريض من خلال ادارته لممثليه الرئيسسيين (سها سالم وفلاح ابراهيم) فضلا عن الشخصية الثالثة الصامتة، واستطاع ايضا استخدام الشاشة بشكل تقشفي ومعبر ومختزل".
واضاف: "عوّل المخرج على الاحتدام في الاداء لدى الممثل الذي لم يعتد عليه الممثل الذي كان يميل دائما الى الاحتدام الخارجي عبر آليات الصوت والالقاء والجسم والاشارات وغيرها، فالمسرح كان خاليا تماما من مفردات السينوغرافيا والديكور ولكن عبر الشاشة فقط وعدة قطع ديكورية بسسيطة استطاع ان ينقل الينا اجواء الوادي المقدس الذي تدور فيه الاحداث".
وتابع: لا ازعم ان العرض تجريبي مئة بالمثة ولكنه ينطوي على جدة وبعض الابتكار لما هو سائد ومألوف في المسرح العراقي".

----------------
المصدر : العالم 


تابع القراءة→

0 التعليقات:

تيموثي سبال يعود ثانية إلى المسرح بدور المتشّرد في مسرحية بنتر "الحارس"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يونيو 05, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

إن الدقة في اختيار ممثل في عمل بسيط وملغز في ذات الوقت هو أمر بالغ الأهمية، لذا ليس غريباً وقوع اختيار المخرج ماثيو واركوس على الممثل البريطاني تيموثي سبال للعب دور المتشّرد، الشخصية المركزية في هذه المسرحية.
تيموثي سبال واحد من أفضل الممثلين البريطانيين إن لم يكن الأكثر موهبة، فقد أُشيد به بشكل واسع في الآونة الأخيرة عن أداءه المميز لدور الرسام الإنكليزي جوزيف تيرنر في الفيلم الذي حمل اسم (السيد تيرنر) وأخرجه البريطاني مايك لي عام ٢٠١٤ والذي فاز بسبع جوائز عالمية بضمنها جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي.
وعُرف سبال أيضاً بدوره بيتر بيتكرو في سلسلة أفلام هاري بوتر، وكذلك أدواره في أفلام متنوعة مثل (خطاب الملك، سويني تود، الحلاق الشيطاني لشارع فليت، أبدن رجل في بريطانيا، أوليفر تويست، إطلاق النار على الماضي وعلى صديقنا المشترك وأفلام أخرى).
يعود تيموثي سبال إلى المسرح بعد غياب عقدين من الزمن ليلعب دور متشرد يدعى ديفيز على خشبة مسرح «أولد ﭬك» جنبا إلى جنب مع الممثل جورج ماكاي بدور ميك ودانيال ميس بدور أستون شقيق ميك.
  
«دخلت غرفة فرأيت شخصاً واقفاً وآخر جالس، وبعد أسابيع كتبت مسرحية (الغرفة). ثم دخلت غرفة أخرى فرأيت شخصين جالسين، وبعد سنوات قليلة كتبت مسرحية (حفلة عيد الميلاد). ومن بعد تطلعتُ من خلال الباب إلى غرفة ثالثة فرأيت شخصين واقفين، ثم كتبت مسرحية (الحارس)». بهذا الإيجاز التهكمي البليغ يصف هارولد بنتر مصدر مسرحياته الكبرى الثلاث.
تجري أحداث مسرحية (الحارس) في غرفة في عليّة منزل عتيق يقع شمال شرق لندن تعود ملكيته لشخص يدعى ميك. يقيم في الغرفة الخربة هذه أستون، الذي يكُّلف من قِبل شقيقه الأصغر ميك في إعادة تجديد المنزل وترميمه بحكم مهنته كنجّار سعياً لتحويله إلى شقق للإيجار. الغرفة مليئة بنثار من ألواح الخشب وقطع الحديد وعلب أصباغ وأدوات نجارة وتمثال لبوذا وأشياء أخرى لم تعد ذا فائدة.
ليس ثمة شيء يحدث حقاً هنا في هذه المسرحية. ليست هناك حبكة معقدة تتضمن تحولات مفاجئة أو محيرة، ولا هياكل عظمية تتقافز من الخزائن. ما يحدث في الواقع، هو أن أستون يستضيف متشرد عجوز اسمه ديفيز (الممثل تيموثي سبال) ليبيت معه لليلة في الغرفة لعدم وجود مكان يأويه.
أستون الذي لعب دوره الممثل (دانيال ميس) شخص مصاب بتلف في الدماغ نتيجة لصعقات كهربائية عولج بها قبل سنوات في إحدى المستشفيات العصبية بسبب وشاية سرّبها عمّال ورشة النجارة التي كان يعمل فيها وزبائن المقهى التي كان يرتادها، في أنه كان يحدثهم دوماً عن الكمال الروحي وصفاء رؤيته للعالم والتي فُسرت حينها على أنها مجرد هلوسات لشخص مصاب بخلل في عقله. 
مجازفته في استضافة هذا المتشرد في مسكن لا يعود إليه دافعها الشفقة وهاجس في إقامة صلة إنسانية بعد أن أعاقه المرض عن ذلك، فضلاً عن إحساسه إن الإثنين مطرودان ومنبوذان من العالم الخارجي. حلمه بناء سقيفة في الحديقة هي بمثابة ورشة عمل بوسعه أن يمارس به مهنته كنجّار ومزخرف منازل. 
ديفيز (تيموثي سبال) متشرد ومخادع يلفق قصصاً زائفة عن حياته، ويكيفها وفقاً لاحتياجاته وتبعاً لنوع تفكير الناس الذين يسعى لإقناعهم أو إثارة عواطفهم أو استغلالهم.
إنه يراوغ ويتملص يكذب أو يتهرب من الحديث عن ماضيه ليتجنب كشف الحقيقة كاملة عن نفسه، مدّعياً أنه كان يخدم في المستعمرات وأنه طلّق زوجته بعد أن اكتشف أنها مومس، وأنه يكره السود واليونانيون والبولونيون لإنهم دخلاء على البلاد، وقصص أخرى. أخيراً يخبر مضّيفه أستون أنه سيمضي في اليوم التالي إلى منطقة تدعى «سدكاب» غرب لندن لجلب وثائقه الرسمية التي خبئها هناك عند أحد معارفه كما يقول، بدعوى خوفه الدائم من إمكانية السلطات في كشف هويته الحقيقية لأنه، كما يزعم، انتحل اسم شخص آخر يدعى جينكينز بعد أن سرق بطاقة ضمانه الاجتماعي التي تجيز له الحصول على المعونة الحكومية. 
حين يغادر أستون الغرفة متوجهاً إلى المقهى لجلب حقيبة المتشرد التي تركها هناك. يدخل ميك ليعثر على العجوز نائماً فيظن أنه لص تسلل إلى الغرفة بغياب شقيقه، فهو يعرف أن أستون ليس لديه أي صديق ليدعوه إلى الغرفة.
ميك، على العكس من طباع شقيقه، شخص متقلب المزاج عصابي وذو طبع عنيف. فاقتحام شخص غريب للغرفة يشّكل بالنسبة له تهديداً له ولشقيقه ونوعاً من الاستحواذ على أملاكه، لذا يستهل هجومه بتعنيف جسدي قاس أولاً ومن ثم باستجوابات ذات طابع عدواني وسادي بالتحقق عن اسم الدخيل وهويته وماضيه، وهذا يشكل بدوره تهديداً للمتشرد.
يُباغت المتشرد بهذا الخطر المفاجىء، وحين يكتشف عائدية المبنى لميك وليس لأستون، وغموض العلاقة بين الشقيقين وموضوع الصعقات الكهربائية التي تعرض لها أستون في الماضي، تنفتح شهيته نحو الاستحواذ والهيمنة على الغرفة لضمان بقاءه وأمنه من العالم الخارجي فيحاول أن يدق اسفين بين الشقيقين هدفاً في إقصاء أستون عن المشهد، محاولاً إقناعه بمشاركته شؤون المبنى، واستعداده أن يكون حارساً للمبنى معللاً ذلك باختلال عقل شقيقه أستون وعجزه عن إنجاز العمل، والأكثر من ذلك زعمه أنه يجيد فن النجارة وتزيين المنازل. ديفيز يمارس دور الوغد محاولاً تدمير الرابطة الأخوية بين الشقيقين أملاً في الاستحواذ على المكان. إلا إن نزعة التسلط والاستحواذ هما بالنسبة لميك متعة سادية في
بسط نفوذه على الآخرين وإيذاءهم، وهذا الأمر يتحقق من خلال علاقته بالمتشرد، جزئياً من خلال العنف الجسدي أو من خلال استجوابه الاستفزازي المبطن بالتهديد. هنا يبدأ ميك في ممارسة لعبته المستحبة مع ديفيز، لعبة الصنارة والسمكة، مرخياً له الحبل، معززاً لديه الثقة بالنفس ومن ثم سحب الخيط فجأة وبقوة لخنقه. حين تتكشف حقيقة المتشرد أمام أستون يطلب الشقيقان منه مغادرة الغرفة رغم توسلاته
عالج العرض ثيمات عدة لعل أبرزها موضوع «الهوية» وهي الثيمة الوحيدة التي تمحورت حولها جل كتابات بنتر والتي لم يعثر لها على حل وبقيت مجرد أسئلة مطروحة منفتحة على التأويل. 
أما الثيمة الأخرى فهي الوحدة أو العزلة وعدم التواصل، فالشخصيات الثلاثة تكاد تكون منفصلة عن بعضها البعض، فهم يحومون في عوالمهم الخاصة غير قادرين تماماً على إقامة صلات عميقة وذات مغزى فيما بينهم من جانب، ومن جانب آخر هم معزلون عن العالم خارج الغرفة لأنه يشكل  بالنسبة لهم مصدر تهديد غامض ومقلق، لذا تصبح الغرفة هي بمثابة ملجأ أو رحم آمن يتقوقعون داخله، وهذا ما يفسر لماذا طلب الشقيقان من ديفيز مغادرة الغرفة، ولماذا وجد ديفيز عدم قدرته على البقاء في الغرفة شيء مرعب. 
ثيمة ثالثة يطرحها العرض هي الخديعة، فالشخصيات الثلاثة تمارس الخديعة، خداع النفس وخداع الآخر، وهذه لازمة تتكرر طوال العرض بتنويعات مختلفة. فديفيز يستخدم اسماً مستعاراً ويحاول إقناع نفسه بالذهاب إلى سدكاب لجلب وثائقه الرسمية، لكنه لا يفعل ذلك متذرعاً مرة بالطقس ومرة بالقاء المسؤولية على الآخرين لا على نفسه. أما أستون
فهو يعتقد أن حلمه في بناء السقيفة سيؤتي بثماره عى الرغم من إعاقته العقلية وبالتالي لا يستطيع بناءها. ميك يظن أن طموحاته لحياة مهنية ناجحة تفوق مسؤوليته في رعاية أخيه المعاق عقلياً.
الثلاثة في النهاية يخدعون أنفسهم بوعي أو بدونه ومن الممكن أن تتواصل حياتهم على هذا المنوال إلى ما بعد مغادرتنا قاعة العرض.
لقد أبرز العرض أيضاً وبنكهة هزلية قاتمة أن الثلاثة هم ضحايا، فالمتشرد العجوز هو ضحية لمؤسسات الضمان الاجتماعي، وما سعيه للذهاب إلى سدكاب لجلب ثائقه المخبأة في مكان ما إلا لتأمين نفسه من خطر تلك القوانين. أما خوفه من مغادرة الغرفة، الذي يشكل طرده منها بمثابة إقصائه عن الوجود، فهو الذي يمنعه من الذهاب إلى سدكاب لحل معضلته. 
أستون، ضحية هو الآخر للمؤسسات الصحية أو ربما لصفاء روحه ورؤيته. فإرساله إلى مستشفى الأمراض العقلية عنوة وإجراء عملية صعق كهربائي لدماغه، هو أشبه بعقاب لتلك الرؤية الصافية للعالم ودعوته إلى الكمال الروحي، أما السقيفة التي يعجز عن تشييدها فهي ربما ترميز إلى الدير الذي يسعى للاعتكاف فيه. أما مايك، فهو ضحية للعالم المادي وما انحسار علاقته بشقيقه إلا مظهر من مظاهر العالم النفعي الذي يقوض الصلات بين البشر، حيث الخداع والجحود والتضليل والعنف والمنفعة كلها تحل بدل الحب والثقة والحنو الإنساني. 
«الحارس» مسرحية مفعمة بالحديث المرح الصاخب، إلا إن دعابة بنتر الجافة والقاتمة ليست سهلة الفهم عند قراءتها من صفحات الكتاب، لكنها تنبعث لحظة تجسيدها على خشبة المسرح ومن خلال ممثلين مقتدرين في استخدامهم اللغة والصمت والوقفات. فاللغة هي أحد أمرين، إما حوار متقطع أو خطابات طويلة يحركها نظام تفكير الشخصيات. أما تشظي اللغة وإيقاعاتها فهو يتوازن هنا موسيقياً مع الوقفات المنتظمة وفترات الصمت بشكل بارع، فالصمت يتم توظيفه في هذا العرض المميز كضرورة للتركيز على الكلمات التي تُنطق أخيراً. وأحد المفاتيح الرئيسة لفهم لغة بنتر هو عدم التعويل على الكلمات التي تتفوه بها شخصياته، إنما البحث عن المعنى المتوارى خلف تلك الكلمات.

---------------------------------------------
المصدر : علي كامل - أيلاف
تابع القراءة→

0 التعليقات:

في عرض مسرحي صادم عراقيات يهددن الله بالإضراب عن الصلاة والصيام!

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يونيو 05, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

شهد المسرح الوطني ببغداد عرضا مسرحيا صادما هو الاول من نوعه حينما هددت امرأة عراقية باسم امهات الشهداء رب العزة الله الخالق بالاضراب عن الصلاة والصيام ان لم يوقف القتل خلال 24 ساعة!

عرضت ،على مدى يومين، مسرحية (يا رب) تأليف علي عبد النبي الزيدي واخراج الشاب مصطفى الركابي وتمثيل سها سالم وفلاح ابراهيم بمشاركة الفنانة زمن الربيعي التي ادت دورا صامتا وانتاج منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح،وشكل العرض صدمة للمشاهدين الذي غصت بهم قاعة المسرح الوطني واصابهم بالذهول والدهشة والاعجاب ايضا  لاسيما ان العرض حمل افكارا لم يتطرق لها المسرح العراقي من قبل وقد اثار جدلا فيما بعد بين الجمهور والفنانين ايضا لان العرض تناول الذات الالهية ونبي الله موسى وتعرض لعدد من الانبياء بشيء من القسوة من خلال العتاب مع الرب ، من خلال ام  لعدة شهداء عراقية يخولنها امهات الشهداء للتفاوض مع الرب من اجل وقف القتل الذي يتعرض له الابناء فتطرح شروطها بأن يوقف الله القتل خلال 24 ساعة والا فهن سيضربن عن الصلاة والصيام ،  فتذهب الى الوادي المقدس (طوى) وهناك تريد ان تتحدث مع الله ولكن .
 ولا بد من الاشارة الى ان الفنانين سها وفلاح كانا موفقين جدا في تجسيد الشخصيات وفي التحاور فيما بينهما والتناغم ، يذكر ان العرض اطلق عليه (العرض البارد) باعتبار ان العرض هذا يأتي تكملة لعرض سينمائي وكذلك لاضافة اخرى من خلال (قرص سي دي) تم توزيعه على الجمهور  فيه الكثير من التفاصيل التي كثفها العرض المسرحي، كما ان المخرج اشار الى ان وقت العرض الافتراضي 10 دقائق فيما كان العرض لاكثر من ساعة .
يبدأ العرض بصوت رخيم يقرأ آيات من القرآن الكريم وبالتحديد من سورة (ق) : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ،ثم تظهر على شاشة في اقصى الخشبة ملاحظات عن العرض ومنها يبدأ استهلال فيلمي يبدأ بملاحظة انه (يشبه استهلال فيلم (هلا وين) للمخرجة اللبنانية نادين لبكي حين تقوم النساء بكل السبل لمنع حرب يسعى الرجال إلى إشعالها ، حيث تظهر مجموعة من النسوة يومن ثم يظهر على خشبة المسرح رجل ممدد على سرير طبي وبجانبه فتاة (ممرضة) فيما هناك منضدتان احداهما وسط الخشبة والاخرى قريبة من جهة الخشبة اليمنى على طرفيها كرسيان وحين تدخل المرأة التي ترتدي السواد من رأسها حتى قدميها تجلس على الكرسي القريب وتقول بصوت متهدج خفيض (جئت اليك يا رب وفي قلبي الف دمعة وعتاب،اعاتبك واعاتب روحي،واتساءل :كيف لروحي ان لا تستجيب لدعائي،انا الان غيرتك يا رب ) ، (يا رب يجب ان توقف هذا القتل ،الغرق ،الحريق ،اي قدر هذا الذي يجعل اولادنا الذين نخاف عليهم من الهواء لقمة سائغة بفم اسماك البحر ،اي قدر تافه هذا عندما نصحو صباحا ولا نجد سوى رائحة عطورهم على فراشهم) وايضا )يا رب انا اتحدث اليك بصفتي اكثر الامهات دفنا لاولادها ،ادفن كيلوات لحم ،كيلو كيلوين ثلاثة،وكبيرهم لم اجد له عظما واحدا ) وايضا : (يا رب لقد جئتك بتواقيع الامهات ،لم نزور ولا توقيعا واحدا وفي كل مرة النصاب يكمل عندك يا غفور، يارب.. نريد ان نقول لك شيئا مهما باسمي وباسم كل الامهات سنعطيك مهلة يا رب 24 ساعة ان تقول للشيء كن فيكون او نضرب عن الصلاة والصيام،ولن تجد اما بعد اليوم ترفع يدها للدعاء اليك يا اقرب الينا من حبل الوريد،شروطنا واضحة ،ان توقف هذا القتل الذي يأكل اولادنا ،ان توقف هجرتهم عن احضاننا،هم يخرجون ولا يعودون وهم بعمر وردة تحلم بربيع سيأتي) ثم ايضا (ربي.. انا في واديك المقدس، ياااا رب)..في محاولة منها للتحدث مع الله مباشرة .
هناك يتأوه (موسى النبي /المريض) ويدور بينه وبين المرأة حديث بعد ان يعرفها بنفسها وقد رفض شروطها وتستغرب ذلك فتقول له وهي تطلق ضحكة ساخرة خفيفة (نبي موسى يترك الجنة ليعيش في هذا المكان) ،ويستمر بينهما الحديث الذي المليء بالتساؤلات والقسوة والتحدي (يقول لها : افسرها محاولة للانقلاب على الذات الالهية) فتقول له (انت نبي ،على عيني وراسي، ولكن لا يحق التدخل بيننا وبين الله) فيؤكد لها ان طلبها مرفوض فتطلب منه ان يفعل شيئا بعصاه ، ويستمر الحديث / الجدل بينهما خطيرا لكنه يقنعها ان تصلي فتحاول فيؤكد لها ان صلاتها خاطئة وهي تقنعه بعذاباتها الكثيرة الى ان يتفرقا فهناك على الشاشة تظهر كتابة (موسى يعش في منزل الام منذ اربعة اشهر تقريبا ،هو بصحة جيدة الان وتحت رعاية الام بعد ان غادرتها العصا).
لكن المسرحية شهدت مشاهد كوميدية فيها بعض القسوة حينما يتم استعراض عذابات وبلاءات الانبياء الذين ابتلاهم الله بها وهم انبياء وكأن المشهد عبارة عن عتب بين الانسان وربه لكنه عتب قاس !!.

 آراء في العرض
فقد اعرب الفنان والاكاديمي الدكتور حسين رشيد عن اعجابه بالعرض وقال :هذا العرض تجربة مسرحية مهمة في عداد المسرحيات التي يقدمها مسرحيون شباب ،ومخرج مثل مصطفى الركابي يقتحم الميدان لاول مرة ،على حد علمي، وهو يمتلك رؤية ثاقبة ،بصرية وجمالية مهمة استطاع من خلالها ان يتواصل ويتساوق مع التفسير والفكر الفلسفي الذي تبناه الكاتب علي عبد النبي الزيدي في نصه المسرحي ، 
واضاف: بعد ان اقول ان النص مثير للغاية ومهم للمؤلف الزيدي الذي يتحفنا دائما بنصوص مهمة وهو يشكل علامة مهمة في الكتابة المسرحية والتأليف المسرحي العراقي ، الان يأتي المخرج ليتحفنا بمعالجة اخراجية هادئة ، تحاول لاول مرة ان تبني وتؤسس ايقاعا مسرحيا وايقاعا بصريا هادئا يجتذب المتلقي في لحظات الاداء ويصل به الى لحظة الاحتدام بشكل موفق عبر صور بصرية هادئة وجميلة وبسيطة جدا .,
وتابع:المهم ان المسرح اليوم ما عاد مسرح حكاية تمثل على الخشبة من دون تأثير في مرحلة التجسيد وبعدها كل يذهب الى بيته، المسرح يجب ان يثير تساؤلا ويجب000 ان يثير قضية معينة ويمكن ان يؤشر على موضوع معين او هم جمعي موجود عند الناس بطريقة جديدة لا بطريقة تقليدية مألوفة، اليوم المسرح يزيح المركز ويستحضر من الهوامش عناصر مهمة فاعلة لتشكل صورة من صور ما بعد الحداثة في قراءة الصور البصرية للمسرح وحتى في قراءة المعالجة الاخراجية للنص المسرحي، انا اعتقد ان التأسيس كان منذ الكتابة لهذا العرض موفقا لكي يهيأ للمخرج افكارا يمكن ان يشتغل عليها وكان المخرج من الذكاء الخارق الذي يستحق ان يكون بعد هذا العمل واحدا من ابرز وأهم المخرجين المسرحيين الشباب وقد استطاع برؤية ثاقبة ان يقرأ النص وان يفكر كيف يعالج فكرا مثل هذا ، وهو فكر فلسفي من الخطورة بمكان التحدث به الان في ظرف مثل ظرفنا العراقي الذي نعيشه، الا انني اعتقد ان هذه هي الضرورة ،ضرورة البوح بمثل هذا الهم الانساني النبيل والتعرض له وهذه هي قضية المسرح اليوم ورسالة المسرح ينبغي ان تكون بهذا الشكل .

  اما الفنان يحيى ابراهيم فقد ابدى دهشته ، قائلا: لاول مرة خلال الـ  13 سنة الماضية اشاهد حدثا على خشبة المسرح اكبر من الحدث الموجود في الشارع ، وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا ، فالمسرحية فيها كل همومنا وكل تجلياتنا وفيها المسحة الصوفية والمسحة الواقعية وتلمست جراحنا من دون ان تؤذينا وحاولت ان تكون بلسما لجراحنا.
 واضاف: المسرحية تكاد تتكلم شعرا لانها ادخلتنا في اجواء ساحرة ، وارجع واكرر انني منذ عام 2003 الى حد هذه اللحظة لم اشاهد عملا مسرحيا بهذه الفخامة وان ما حدث على خشبة المسرح اكبر مما يحدث في الشارع البغدادي خاصة والشارع العراقي عامة بل في العالم كله .

فيما اشاد الفنان والاكاديمي الدكتور حسين علي هارف بالعرض واصحابه، وقال : كنا ازاء عرض صادم على المستوى الفني والفكري ، من ناحية المستوى الفكري كان كاتب النص علي الزيدي جريئا ومقتحما ولا يقف عند خطوط خضراء او حمراء او زرقاء،الذي فجر من خلال نصه مجموعة من الاسئلة الصادمة التي ربما لا يبحث لها عن اجوبة او حلول لانها ليست مهمته ، اما على المستوى الفني فالمخرج الشاب مصطفى الركابي استطاع ادارة هذا العرض بشكل متميز وقدم نفسه لجمهور نخبوي عريض من خلال ادارته لممثليه الرئيسيين (سها سالم وفلاح ابراهيم) فضلا عن الشخصية الثالثة الصامتة، واستطاع ايضا استخدام الشاشة بشكل تقشفي ومعبر ومختزل.
 واضاف :عوّل المخرج على الاحتدام في الاداء لدى الممثل الذي لم يعتد عليه الممثل الذي كان يميل دائما الى الاحتدام الخارجي عبر آليات الصوت والالقاء والجسم والاشارات وغيرها ،فالمسرح كان خاليا تماما من مفردات السينوغرافيا والديكور ولكن عبر الشاشة فقط وعدة قطع ديكورية بسسيطة استطاع ان ينقل الينا اجواء الوادي المقدس الذي تدور فيه الاحداث .
وتابع: لا ازعم ان العرض تجريبي مئة بالمثة ولكنه ينطوي على جدة وبعض الابتكار لما هو سائد ومألوف في المسرح العراقي .
 وختم بالقول : مبارك لمصطفى الركابي خطوته المتقدمة وانا على ثقة انه ينبيء عن مشروع مخرج مسرحي متقدم ومحترف وعالي المستوى، اما الممثلون فيجب ان ننصف اداءهم، فسها سالم كانت على درجة عالية من الاداء الاحترافي والاحساس المتقد داخليا وعولت كثيرا كما عودتنا على الاداء الداخلي، وكذلك فلاح ابراهيم بكل استرخاء وبكل خفة ظله جسد لنا هذه الشخصية المركبة التي لا اتصور ان احدا يمثلها كشخصية النبي موسى .
وسبق له ان قدم بعض العروض في بعض المهرجانات كانت تنطوي على التماعات فنية واخراجية تنبيء عن ولادة مخرج واعد 
من جانبه قال المسرحي قيس جوامير:النص المسرحي : يا رب نص مسرحي جرئ في طرحه , يحاكي دواخل "النفس البشرية " لجميع شرائح المجتمع بلا استثناء لأرتباطه بالايمان الغيبي للفرد سواء كان سلبا او أيجابا حيث يتجه الانسان الى الدعاء والغيبيات عندما يصل الى حالة اللاجدوى ،أن مثل هذه النصوص تعد علامة صحية في كسر التخوف في الولوج الى عالم التساؤلات المحرمة على الانسان ومرحلة من مراحل التطور الفكري والجمالي للكاتب المسرحي العراقي شكرا للمبدع عبد النبي
واضاف:استخدام السينما في المسرح لا تاتي دون مبرر , كان باستطاعة المخرج ان يستعيض عنه بمشهد مسرحي فيكون اكثر وقعا على الجمهور الا اذا كان المخرج يريد بذلك ربط المأساة بين الشعب اللبناني والعراقي وهذا يجعله يترك معاناة الشعوب العربية التي ابتليت بالارهاب والقتل،أن أكثر المشاهد أفتقرت الى الفعل الذي هو عمود العرض المسرحي , الممثلين جالسين في جلسة على الطاولة يتحاورون ويرددون ما جاء في النص المسرحي بالقاء منغم لا يخلو من الجمال خالي من اي فعل .
وتابع :في هكذا عروض , تمس الغيبيات والاسطورة , يجب ان تكون للموسيقى أثر كبير في اثراء الصورة المسرحية , في حين أن المخرج لم يتعامل مع اي موسيقى تذكر وبذلك قد خسر أداة مهمة من ادواته الاخراجية ،أن ذهاب شخصية الام الى الوادي المقدس طوى ماهو الا مشهد وهمي غير واقعي يندرج في صف الخيال والا معقول , ويعطي للمخرج الحرية في التعامل مع ادواتهبحرية كاملة دون ان تقيده اي مدرسة او مذهب اخراجي .
واضاف ايضا: ان الاضاءة كانت بائسة ولم ينجح مصمم الاضاءة ان كان له وجود من حصر المشاهد والتركيز على المشهد المراد ايصاله الى المتلقي ,اما بالنسبة للديكور والازياء فاستخدم المخرج الواقعية فيهما ليعصرنها وبالتالي تسقيطها على الحاضر .كان لاستخدام اللهجة العامية انقاذ لرتابة المشاهد . ومشهد لقاء الام مع النبي موسى والسخرية كانت ليست بصالح العمل من وجهتين رئيسيتين اولاهما ان الام نست كل الشهداء ونسيت معاناتها واصبحت تضحك بقهقهه وثانيهما البسخرية من المواضيع التي يتحاورون فيها عن الانبياء مما يسبب لهم مشاكل كبيرة , فالاجدر بالمخرج ان يناقش الموضوع فكريا وليس بسخرية حتى يتجنب الاساءة الى معتقدات الاخرين .

-------------------------------
المصدر : عبد الجبار العتابي - أيلاف 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9