أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، يوليو 20، 2016

"حجر عثرة" مسرحية عراقية للأطفال

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 20, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

صدرت مسرحية “حجر عثرة” تأليف طلال حسن، عن دار البراق لثقافة الأطفال فى بغداد بالعراق.

وتناول الكاتب فى مسرحيته “الكلمة الشهيرة “حجر عثرة” التى تقال للعقبات والصعوبات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية والتي يمكن للإنسان أن يتجاوزها بمفرده أحيانا والبعض الآخر لا يمكنه تجاوزها إلا بقوة الجماعة والاتحاد ، كما حصل للفلاح في هذه المسرحية .

وقد كتبت المسرحية بأسلوب شيق ومبسط ليتمكن طلاب المدارس من تقاسم أدوارها للقيام بعروض مسرحية شيقة في المناسبات والأعياد، لما لأهمية مسرح الطفل ودوره الفاعل في بناء المنظومة المعرفية للطفل”.

--------------------------
المصدر :وكالات - أ ش أ


تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرح عالمي : المخرج الألماني توماس أوسترماير يغامر مع شخصيات هشة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 20, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية
المخرج الألماني يوجه على لسان شخوص تشيخوف انتقاداته للمسرح المعاصر، الذي يهزأ منه قسطنطين، بل يهزأ من بعض العروض التي شهدها الأوديون نفسه.



يقول المخرج الألماني توماس أوسترماير في لقاء معه، إنه في كتابه الأخير “المسرح والخوف” يطرح التساؤلات المرتبطة بالخوف والرعب على الصعيدين الشخصي والفني، الخوف نفسه الذي يدعونا لمواجهته عبر المسرح ودفعه لتحدي نفسه في سبيل أن يخرج من ذاته وقيودها. هذه الموضوعات نراها في عرض أوسترماير الأخير “النورس”، تأليف الروسي أنطوان تشيخوف والذي تشهده خشبة مسرح الأوديون الآن في باريس، وفيه يلامس المخاوف التي نمر بها اليوم، في ظل كوميديا قاسية محكومة بثرثرة وصمت تميز نصوص تشيخوف، وتجعل المأساة التي تحصل نهايةً، أقرب لهاويّةٍ لم نكن ندرك وجودها.
ندخل العرض لنرى شخصيات تشيخوف تنتظرنا، تجلس متململة في زوايا الخشبة، تقترب ماشا مع ميدفينكو من الخشبة التي تمتد نحو الجمهور، لتبدأ المسرحية بالسؤال الأشهر الموجّه لماشا “لماذا ترتدين ثياب الحداد؟”، الجواب الذي يعرفه عشاق تشيخوف “أرتدي ما يشابه حياتي، أنا لست سعيدة”، يبدأ بعدها ميدفينكو بالحديث عن السعادة، لكن الصادم، أنه يتحدث عن نفسه بداية، ثم عن طبيب سوريّ صادفه، ويعمل كسائق تاكسي بعد أن عاد إلى سوريا ليزور أسرته، خسر السوري الكثير من النقود وهو يرشو الحواجز العسكريّة في سوريا كي يصل إلى منزله الذي لم يزره منذ ثلاثين عام، وحين عاد، اضطر ليعمل كسائق تاكسي ليلاً لأنه خسر أغلب أمواله، ما قام به أوسترماير أنه حوّل الثرثرة اليومية التي ترتبط بشخصيات تشيخوف من زمنها إلى الآن، إلى ما نحكي عنه ونتداوله يومياً، فسوريا الآن، أصبحت ضمن الأحاديث العابرة، حرب بعيدة الجميع فيها خاسر، مأساة نتحدث فيها كي نبتسم سراً لنجاتنا.

يوجّه أوسترماير على لسان شخوص تشيخوف انتقاداته للمسرح المعاصر، الذي يهزأ منه قسطنطين، بل يهزأ من بعض العروض التي شهدها الأوديون نفسه، بوصفها لم تعد تشبهنا، المسرح حتى وفي انتقاد لنفسه أصبح بلا معنى، هو مجرد شاشات إسقاط وممثلين عراة أو أشباه عراة يغيّرون أصواتهم كي يضحكوا جمهوراً من أطفال المدارس.

أوسترماير يحافظ على دقة بناء نص تشيخوف، لكنه يعيد قراءته بما ينتمي للآن، موسيقى الروك من ستينات وسبعينات القرن الماضي تحضر، فعوضاً عن الأنغام البعيدة التي نسمعها من وراء البحيرة في نص تشيخوف نسمع موسيقى فرقة “The doors” الأميركية و”Famme fatale” لفرقة “velvet under ground”.

أوسترماير يجعل شخوص تشيخوف أكثر حدّة ووضوحاً، أكثر رومانسيّة في أحلامها التي توشك على الانهيار، الطبقات الاجتماعية المختلفة التي تنتمي لها الشخوص ليست معياراً لضبط الخوف أو التردد، بل غياب المفر مما هو محتم هو ما يدفع الجميع ببطء نحو الهاوية، حتى الجنس الذي يحضر على لسان أيرينا تصفه على أنه داءٌ فرنسي، إذ تقول “نحن نتحدث طوال الوقت عن الجنس دون أن نمارسه”.


الشخصيات بحكم تكوينها التشيخوفي متعبة، مرهقة، تنزف وجودها لحظة بلحظة، تتداعى في فضاءاتها وكأنها حبيسة وهم الخشبة التي تؤدي ضمنها، مدركةً أنها تمثّل، الزمن الذي يتخلّل الفصول غير مهم، وكأن ما حدث منذ عام، حدث البارحة.

نورس تشيخوف يسقط ميتا في باريس
سطوة تشيخوف حاضرة في العرض، بالرغم من أن أوسترماير حوّله إلى صيغة أكثر حيويّة، لكن الصمت والزمن الحيادي حاضران، الشخصيات تصمت حين تنزوي وحيدة، تراقب غيرها، تراقب أفعال الآخرين، الحركة والسكون المرتبطان بمرور الزمن على الشخصيات محكومان بالسقوط، كل انهيار جزئيّ يدفع الزمن إلى الأمام، أما النيون الأبيض للخلفية المحايدة فيجعلها أقرب للمختبر، حيث تلاحظ الشخصيات أفعال غيرها وتدرس كيمياء تحولاتها، فالصيغة المخبريّة تحتم التدخل أحياناً من الخارج، بضحكة أو تعليق، وإلا سيعتري الجميع الشلل.

وحين يغادر الممثلون فضاء اللعب نحو فضاء الفرجة في البداية، يتورط الجميع في السخرية من عرض قسطنطين، فهي محاولات لدفع الانهيار بعيداً عبر توريط الجميع به ممثلين وجمهورا، وكأنّ لا لوم على أحد، الجميع مذنبون بالتساوي.
يذكر أوسترماير أنه اعتمد على ترجمة فرنسية جديدة للنص، خاصة بعرضه، وذلك لاعتماده على ممثلين فرنسيين، وليس كالعرض الأول الذي أقيم في أمستردام منذ ثلاث سنوات، ويقول في لقاء معه إنه لم يتدخل في صياغة كلام الممثلين أو نبرتهم، ما يهمه هو الحالة وطبيعة المشهد، فاللغة تأتي بصورة عفوية للممثل حسب طبيعة الظرف المسرحي خصوصاً أن العرض يمس الخوف الذي تمرّ به أوروبا، هو الخوف من الطبقة الاجتماعية، والخوف من الفشل، والخوف الميتافيزيقي، إذ ترك للممثلين حرية تحسس الطريقة المناسبة للتعبير والتي تناسبهم كفرنسيين.


------------------------------------------
المصدر : عمار المأمون - العرب

تابع القراءة→

0 التعليقات:

تجربة المسرح الخاص في سوريا أعمال تحاور الواقع وتنتقده

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 20, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

إذا كان المسرح السوري قد تأسس وانتشر بفضل المبادرات الفردية والفرق الخاصة, فإن ولادة الفرق الرسمية يُعتبر تاريخا مفصليا لفرز التجارب المسرحية في إطار قطاعين اثنين: العام والخاص تبعاً لجهة التمويل, وذلك لتمييز العروض التي أُنتجت من قبل الجهات الحكومية عن سواها من العروض. وعليه فإن مصطلح «مسرح القطاع الخاص» المعتمد في هذا التحقيق سوف يشمل فقط التجارب والفرق المسرحية والتجمعات الفنية التي أنتجت عروضا مسرحية بتمويل خاص, سواء أكان التمويل ذاتيا أم بدعم جهات غير حكومية أم حتى جهات أجنبية كالمراكز الثقافية المعتمدة في دمشق, في الفترة الزمنية الممتدة ما بين مطلع الستينيات وحتى يومنا هذا, مع التنويه إلى أن التحقيق يستثني العروض المموّلة من قبل الجهات الأجنبية, ويقتصر على التجارب المسرحية الخاصة التي شهدتها العاصمة دمشق فقط. 
المسح الذي أجريته اعتمد مصدرين أساسييّن: أرشيف المسرح في الفترة المبكّرة, والسّبر الميداني بدءا من منتصف التسعينيات, وتشير الأرقام إلى أنه إضافة إلى فرقة الأخوين قنوع «دبابيس» التي قامت في أوائل الخمسينيات, ولا تزال فاعلة حتى اليوم, فقد شهدت دمشق في الفترة الزمنية المحددة أعلاه, تأسيس حوالى عشرين فرقة مسرحية خاصة, لم يُكتب لمعظمها الاستمرار, إلى جانب عدد من المسرحيات المتفرقة التي أُنتجت بتمويل خاص. 
المسرح الكلاسيكي 
كانت البداية مع فرقة «ندوة الفكر والفن» التي تأسست بمبادرة المخرج رفيق الصبان العام 1961, وقدّمت في العام نفسه أول عروضها وأهمها «أنتيغونا» عن نص سوفوكليس, تمثيل: منى واصف, أرليت عنجوري, سمر عطار, عائشة أرناؤوط, ملك سكر, هاني الروماني, أسامة الروماني, يوسف حنا ومروان حداد, وقد قام بتصميم الديكورات الفنان لؤي كيالي, والتأليف الموسيقي صلحي الوادي, وحتى تاريخ انفضاض الفرقة العام 1963 قدّمت عملين كلاسيكييّن آخرين: «تاجر البندقية» لشكسبير و«طرطوف» لموليير. ولتقويم هذه التجربة أعيد إلى الأذهان ما جاء في كتاب د.رياض عصمت «ضوء المتابعة» عن مؤسس الفرقة ومخرجها, فقد ذكر: «أن الصبان كان من المخرجين الذين تتلمذوا على جان فيلار, ومن أنصار أسلوب ستانسلافسكي, ومن المؤسسين للنهضة المسرحية والفنية منذ أواخر الخمسينيات, وعلى الرغم أنه المخرج الكلاسيكي الأول في سوريا, فهو أحد رواد التجارب الجديدة في الشكل المسرحي خصوصا في أعقاب هزيمة حزيران “يونيو”, فهو أول من ألغى الملقّن الذي كان شائعا في الفرق التجارية, وأول من ألغى الستارة في المسرح, فأعطى طابع الحداثة للعرض المسرحي, كما أنه من أوائل من دعوا الى فكرة وحدة الديكور من أول العرض إلى آخره, أو الاكتفاء بتغييره تغييرات بسيطة وجزئية بمساعدة اكسسوار خفيف وإضاءة شاعرية متبدلة وموحية وذات بعد درامي». “1” 
فرقة المسرح 
بمبادرة من الكاتب سعد الله ونوس والمخرج علاء الدين كوكش والفنانين: يوسف حنا, هاني وأسامة الروماني, فايزة الشاويش ولينا باتع تأسست «فرقة المسرح» العام 1966, واستمرت لغاية العام 1972 وقدّمت خلال تلك الفترة ثلاثة أعمال تندرج في إطار المسرح السياسي, هي: مسرحية «بائع الدبس» عُرضت في المهرجان الأول للفنون المسرحية العام 1969, و«الفيل يا ملك الزمان» قُدّمت في المهرجان الرابع للفنون المسرحية العام 1972, غير أن أجمل العروض التي قدّمتها الفرقة على الإطلاق كانت «حفلة سمر من أجل 5 حزيران» وفيها قامت بتعرية الأنظمة العربية بعد النكسة وطرح قضايا المتضررين من الهزيمة. وقد قُدّمت المسرحية في بيروت أولاً لمدة خمسة عشر يوما العام 1970 بسبب منع عرضها في سوريا, ثم أعيد تقديمها في دمشق بعد أن أُسقط المنع في المهرجان الثالث للفنون المسرحية العام 1971, واستمر عرضها لمدة خمسة أسابيع, وهو رقم قياسي بالنسبة الى العروض آنذاك. 
في العام 1968 أسس الفنان محمود جبر فرقته التي ضمّت حوالى عشرين ممثلا وممثلة, منهم: يوسف شويري, ناجي وهيثم جبر, محمد العقاد, نجوى صدقي, هيفاء واصف وهالة شوكت, وقدّمت الفرقة عروضها الاجتماعية الانتقادية باللهجة الشامية وبأسلوب كوميدي, ومنها «سراديب الضايعين», «حطّ بالخرج» و«جمعية الرفق بالإنسان», وقد أخرج الفنان طلحت حمدي الكثير من عروض هذه الفرقة . “2” 
مسرح الشوك 
في العام 1969 أسس الفنان عمر حجو «مسرح الشوك» وقدّم ثلاث مسرحيات من تأليفه تنتمي إلى المسرح السياسي الكوميدي, عُرضت خلال دورات مهرجان دمشق المسرحي وهي: «مرايا» و«جيرك» من إخراج دريد لحام و«براويظ» من إخراج أسعد فضة, وقد شارك في أداء العروض الثلاث بالإضافة إلى الأسماء المذكورة أعلاه كل من: منى واصف, رويدة الجراح, لينا باتع, ياسين بقوش, مظهر الحكيم, ملك سكر وثراء دبسي “3”. وفي تقويم نتاج هذه الفرقة كتب رياض عصمت: «كانت تجربة «مسرح الشوك» التي بدأها الفنان عمر حجو وصقلها الفنان دريد لحام تجربة سورية خالصة في المسرح السياسي الانتقادي, وأصول هذا المسرح تنحدر من «الشانسونيه» أو مسرح «الكباريه السياسي» مع خلوه من الغناء والرقص, و«مسرح الشوك» عبارة عن مشاهد متفرقة ساخرة حول مظاهر الأخطاء التطبيقية في الحكم والتلاعب على القانون وزيف سلوك الطبقة البرجوازية. كما يوجه «مسرح الشوك» سهام انتقاده إلى مسؤولي السلطة والمخابرات, وبهذا شق الشوك طريقه في وقت كان الصراع من أجل الحرية على أشده, وكان نجاح «مسرح الشوك» الجماهيري والنقدي كبيرا كظاهرة مسرحية سورية فيها خفة دم وجرأة سياسية وتجديد, وقد نال سمعة عربية طيبة من خلال عرضي «مرايا» و«جيرك» لكن «مسرح الشوك» ما لبث أن اتجه نحو انتقاد الشعب أكثر من السلطة, وأخذ يعتني بالتزويق الشكلي على يد مجموعة مختلفة من الممثلين, ثم وُلدت عنه عشرات العروض المقلّدة لفنانين تجاريين جعلوا من الابتذال وسيلة للربح, وشوّهوا الأسلوب الكوميدي الشعبي السياسي لبدايات الشوك العظيمة, ولم يكن هناك سوى استثناء وحيد جيد هو عرض «لا تسامحونا» الذي اشترك بإحيائه عدد من أعضاء «فرقة المسرح» المتبعثرة وأخرجه علاء الدين كوكش وفيصل الياسري». “4” 
أسرة تشرين 
بلقاء الأديب الكبير محمد الماغوط والفنان القدير دريد اللحام وعدد من خيرة الممثلين السوريين منهم: الراحل نهاد قلعي, عصام عبه جي, تحسين خير بك, ياسر العظمة وصباح الجزائري, تأسست في العام 1973 فرقة «أسرة تشرين» وقدّمت أول عروضها بعنوان «ضيعة تشرين» العام 1974 من إخراج دريد لحام, ثم قدّمت مسرحية «غربة» العام 1976, ومسرحية «كاسك يا وطن» التي افتتحت عروضها في مهرجان قرطاج المسرحي العام 1979, وتميزت العروض الثلاثة بكونها كوميديا اجتماعية انتقادية معاصرة, باللهجة العامية عالجت موضوعات حساسة كالاغتراب والهجرة والاستغلال على خلفية سياسية ذات توجهات وطنية, وقد لاقت هذه العروض إقبالاً جماهيريا منقطع النظير وشهرة واسعة على المستويين المحلي والعربي لم تلقه أي عروض أخرى في تاريخ الحركة المسرحية السورية, لكن بانفصال الماغوط واللحام انتهى نشاط الفرقة بمسرحية «شقائق النعمان» العام 1980. 
أيضا في العام 1973 وحسب الزميل أنور بدر أسس الفنان طلحت حمدي فرقة «المسرح الطليعي» التي استمر نشاطها حتى العام 1980, واهتمت بالموضوعات السياسية, وقدّمت خمس مسرحيات بمعدل واحدة كل عام, عن نصوص الراحل أحمد قبلاوي, ومن تمثيل: نادين, يوسف الشويري, عصام عبه عجي, أحمد عداس, عبد اللطيف فتحي وآخرين, وقد عُرضت المسرحيات الخمس على مسرح اتحاد نقابات العمال بدمشق. “5” 
العام 1974 تأسست فرقة زياد مولوي, وقدمت خمسة عروض هزلية, هي: «أذكى غبي في العالم», «ضيف الحكومة», «دبروا لنا حل», «دكتور الحقني», «عريس الزين يتهنا» وعرضين للأطفال: «الشاطر زياد» و«حكايا عمو زياد». “6” 
في تجربة يتيمة قدّمت فرقة «المختبر المسرحي الحديث» العام 1975 عرض «قصة حديقة الحيوان» عن نص إدوارد البي, إخراج وليد القوتلي, تمثيل: عبد الرحمن أبو القاسم وزيناتي قدسية, ديكور يوسف عبد لكي, والعرض الذي يقوم على شخصيتين فقط, ويعالج همّاً إنسانيا بأسلوب يبتعد عن المنظور الواقعي كحال هذه التجربة, كان يشكّل ظاهرة نادرة في تلك الفترة, وقد قُدّم العرض على مسرح القباني, وشارك في مهرجان المسرح التلفزيوني في بلغاريا, وحاز جائزة هناك. 
المونودراما والمسرح الحركي 
في منتصف الثمانينيات تأسست فرقة «أحوال» بمبادرة من الكاتب ممدوح عدوان والفنان زيناتي قدسية, وتخصصت الفرقة بعروض المونودراما, واستمرت حوالى عشر سنين حتى بعد انفصال عدوان عن الفرقة في مطلع التسعينيات, وفي عام 1987 قام المخرج رياض عصمت والفنانة ندى الحمصي بتأسيس «مركز إيماء دمشق» وقدم المركز عرضين هما «برج الحمام الجديد» للأطفال و«الاختيار». 
في العام 1990 تأسست فرقة «مسرح الحجرة» بجهود المخرج محمد قارصلي والفنانين ندى الحمصي وماهر صليبي, وقدّمت الفرقة ثلاثة أعمال, منها مسرحية «الطابعان على الآلة الكاتبة» عن نص لميري شيزغال, التي عُرضت في سوريا والأردن وتونس, وقام الفريق نفسه العام 1996 بتأسيس «تجمع موزاييك للانتاج الفني» وقدّم أول أعماله المسرحية «لقا» في اليابان, ثم مونودراما «امرأة... نساء» العام 2003 في سوريا وكندا. 
العام 1991 أسس نمر سلمون فرقة «جمهور المسرح الخلاق» وقدّم من خلالها أكثر من عشرة أعمال أغلبها من تأليفه وإخراجه وتمثيله, عُرض بعضها في إسبانيا ولبنان, وفي العام 1996 تأسست فرقة «الرصيف» بمبادرة من الكاتب التونسي حكيم مرزوقي والمخرجة رولا فتال, وقدّمت الفرقة ثلاث مسرحيات, هي على التوالي: «عيشة» و«إسماعيل هاملت» و«ذاكرة الرماد», وفي العام 1999 أسست نورا مراد فرقة «ليش», ويعود لقطاع المسرح الخاص سبق التأسيس للمسرح الراقص في سوريا, ففي عام 2000 انطلقت فرقة «إنانا» بمبادرة الفنان جهاد مفلح, وبعد ذلك بعام تأسست فرقة «رماد» بجهود لاوند هاجو وعزة السواح, والفرق الخمس الأخيرة مازالت قائمة وفاعلة حتى اليوم. 
التجمّعات الفنية 
شهد العام 2001 انطلاقة تجمعين فنيين مهمين, لم يُكتب لهما الاستمرار, التجمع الأول «أداد للإبداع المسرحي» واسمه مأخوذ عن إله المطر والعاصفة لدى السوريين القدامى, قام بإدارة الفنان عابد فهد, وتمويل شركة «صنّاع الجودة العرب» التي أعلنت عن انطلاقته في حفل أُقيم أواخر الشهر الثالث بفندق أمية وبحضور عدد من أعلام الأدب والفن في سوريا, منهم: الأديب وليد إخلاصي, الباحث فراس السواح, والفنانون أسعد فضة وجمال سليمان وسلوم حداد. وجهز تجمع «أداد» صالة راميتا بدمشق “وهي صالة عرض سينمائية تابعة للقطاع الخاص” لاستقبال كل العروض والفرق المسرحية العربية والعالمية التي يمكن أن ينتجها أو يستقدمها, وقد أنتج في العام الأول من قيامه مسرحيتين: الأولى هي مسرحية الافتتاح «من حجر أتيت» عن نص محمود عبد الكريم وإخراج عابد فهد, والثانية هي «أبيض... أسود» عن نص نجم الدين سمان وإخراج سامر المصري. كما استقدم عرض «هواجس الشام» لفرقة «إنانا» ومسرحية الأطفال «سندريلا» لنضال السيجري. وبعد توقف عام أنتج «أداد» مسرحية «عشاء الوداع» عن نص آرثر شنيتزلر, إخراج بسام كوسا, بعدها انفرط عقد هذا التجمع. 
وفي الشهر الرابع من العام نفسه, ومع مسرحية «الرجل المتفجر» انطلق «تجمع سامة الفني» أيضا بمبادرة من المهندس أديب خير صاحب شركة «إيبلا غروب للإعلان» وبإدارة الفنان زهير قنوع. وسامة تعني عروق الذهب والفضة في الحجر الخام, وقد جهز التجمع مسرحا خاصا به في الجناح الروسي من معرض دمشق الدولي القديم يتسع لخمسمائة مشاهد, كما دعا الجمهور في عامه الأول إلى سلسلة من العروض المسرحية والغنائية والموسيقية المميزة, وفي حزيران “يونيو” استقدم التجمع فرقة «تياترو» التونسية التي قدّمت مسرحية «المجنون» عن نص جبران خليل جبران وإخراج توفيق الجبالي. وفي الشهر التاسع قدّمت الفرقة إنتاجها المسرحي الثاني بعنوان «شو هالحكي» عن زكريا تامر وإعداد وإخراج كل من سيف الدين السبيعي ونضال سيجري وجلال شموط, وفي الشهر الأول من العام 2002 قدّم تجمع سامة إنتاجه الثالث والأخير مسرحية «الرهان» عن نص يوليوس هاي وإخراج نائلة الأطرش. 
وكانت آخر الفرق الخاصة التي شهدت ولادتها الساحة المسرحية في دمشق, فرقة «موال» التي أسستها الفنانة مها الصالح في الشهر الثاني من العام 2005 وتمثّل نتاجها الأول بتقديم مسرحية «شجرة الدر». 
تجارب متفرقة 
إضافة إلى قائمة الفرق التي ذكرناها يمكننا أن نشير إلى ظاهرة التجارب المسرحية التي تم إنجازها بتمويل خاص ضمن أطر فرق خاصة انفضت بعد تقديم أول أعمالها, أو من دون إطار, وهي ظاهرة انتشرت منذ منتصف التسعينيات. ففي العام 1996 قدّم المخرج حاتم علي مسرحية «مات ثلاث مرات» عن رواية الكاتب البرازيلي جورج أمادو «كان مكان العوام الذي مات مرتين» إعداد دلع الرحبي. وفي العام 1998 أخرج الفنان جهاد سعد مسرحية «خارج السرب» عن نص الماغوط, كما قدّم الفنان رافي وهبة تجربته الإخراجية الأولى «كاريكاتور» على مسرح معرض دمشق الدولي في إطار تجمع أوركيد الفني العام 2000, وفي شيراتون دمشق قُدّمت مسرحية «سُمح في سوريا» تأليف لقمان ديركي وإخراج سامر المصري العام 2002, وعلى مسرح راميتا عرض الفنان وائل رمضان تجربته الإخراجية الأولى «لشو الحكي» عن مجموعة نصوص للماغوط أعدّها وقدّمها في إطار المسرح الغنائي, وفي العام 2003 قدّمت فرقة فواز الساجر عرضها الإيمائي «غفوة». 
كذلك يمكننا أن نضيف إلى القائمة المذكورة فرقة «أسرة الفنانين المهندسين المتحدين» التي أسسها همام الحوت مطلع التسعينيات في حلب, ونقلت عروضها إلى دمشق بعد حوالى عشر سنين من تاريخ تأسيسها, فقدّمت على المسرح العسكري «طاب الموت يا عرب» وعلى مسرح راميتا «ليلة سقوط بغداد» و«عفوا أميركا». 
ملاحظات على هامش الذاكرة 
لو تأملنا ملياً في بيانات المسرح الخاص, سوف نلاحظ أنه على خلاف الصورة التي أُلصقت به, والتي كرسّها العديد من النقاد والصحفيين ولا سيما في فترة السبعينيات والثمانينيات, على خلاف ذلك لم يكن مسرحا تجاريا ومسفّا على المستويين الفكري والفني في معظم نتاجه, وإن كان قد أفرز بعض الفرق التجارية وعددا من العروض الهابطة, بل كان المسرح الخاص رافدا حيويا وأساسيا من روافد الحركة المسرحية في سوريا, فقد استطاع أن يمدّها بالعديد من التجارب الطموحة التي حاولت صقل هوية خاصة بها, وقدّمت أعمالاً مميزة بأساليب فنية متنوعة تندرج في إطار المسرح الكلاسيكي والسياسي والشعبي والراقص والفقير ومسرح الكاباريه. وخلافا لتجربة مسرح القطاع العام التي غلبت عليها الموضوعات التاريخية والنصوص الأجنبية, فإن أغلب العروض الخاصة كانت تحاور الواقع الراهن وتنقده معتمدة على النصوص المحلية وعلى اللهجة العامية, مما جعلها أكثر تجارب المسرح السوري جماهيرية. 
المراجع 
“1” انظر د.رياض عصمت «ضوء المتابعة» وزارة الثقافة”دمشق 1983 “ص7779”.
“2” انظر غسان شمة «المسرح الشعبي... المسرح الخاص», نشرة «المنصة» العدد السادس 26”11”2004.
“3” انظر المصدر السابق
“4” د.رياض عصمت «ضوء المتابعة» مذكور “ص88”.
“5” انظر أنور بدر «تجارب مسرحية خاصة في سوريا» نشرة «المنصة» العدد الثامن الأحد 28”11”2004.
“6” انظر غسان شمة «المسرح الشعبي»... مذكور.

-----------------------------------------------------------
المصدر:  تهامة الجندي - الكفاح العربي
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9