أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

السبت، أكتوبر 19، 2013

الكاتب والناقد المسرحي الدكتور محمد حسين حبيب.. مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 19, 2013  | لا يوجد تعليقات


الكاتب والناقد المسرحي الدكتور محمد حسين حبيب.. مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا
ما عرفته الا هما.. وما عرفني الا ذلك الرجل المسرحي المهموم به وبعوالمه الافتراضية التخيلية..
ما عرفته الا بناية.. وما عرفني الا ذلك الجسد الممتد بين ثنايا هيكلها المعماري..
ما عرفته الا ظاهرة كونية مطلقة.. وما عرفني الا ذلك الباحث لهذه الظاهرة منذ جذورها الضاربة في القدم..
  ما عرفته الا فنا متغيرا من حضارة لأخرى ومن عصر لآخر.. وما عرفني الا ذلك الفنان الثابت على همه وفنه..
ما عرفته الا لعبا.. وما عرفني الا ذلك اللاعب الذي يسدد كراته صوب الهدف بتأن وصبر ثابتين..
ما عرفته الا تجمعا محتشدا حول فعل ما.. وما عرفني الا ذلك الفعل..
ما عرفته الا رسالة.. وما عرفني الا ذلك الساعي البريدي الأمين الحامل رسالته أبدا..
ما عرفته الا قضية.. وما عرفني الا ذلك المحامي الماضي قدما في كشف حقائق القضية..
ماعرفته الا تلك الآصرة المقدسة التي تربطني بهذا العالم.. وما عرفني الا ذلك العاشق المتصل بتلك الآصرة بكل عفة وجلال..
ما عرفته الا حلما.. وما عرفني الا ذلك الواقع المتحول إلى أحلام..
ما عرفته الا ملاذا.. وما عرفني الا ذلك الملتجيء دوما إليه..
ما عرفته الا تاريخا.. وما عرفني الا ذلك المؤرخ المخلص, القابض على الوثيقة حد الموت..
ما عرفته الا أخلاقا, والتزاما, وموقفا, وسلاما..
وبين: ما عرفته / وما عرفني.. لم يزل الطريق في أوله..
من هذا التعريف بدانا مع الدكتور والكاتب والمخرج المسرحي محمد حسين حبيب لتكون محاورنا معه في  هذا اللقاء والذي سالناه..
* كيف ترى واقع المسرح العراقي الان خاصة ان الحياة قد عادت اليه من خلال بعض العروض المسرحية الاخيرة؟
- الحياة لم تتوقف في المسرح العراقي في أي ظرف سابق او حالي اذا ما نظرنا بالموضوعية التي يجب, بل ان المسرح العراقي تنفس الصعداء اكثر وانتعشت عروضه المسرحية وازدادت منذ 2003 والى الان, لاني انظر بالموضوعية التي يجب الى مصطلح المسرح العرقي وشموليته الجغرافية الصحيحة الشاملة للمحافظات والمدن والاقضية والنواحي العراقية من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه, لكن الكارثة واللاموضوعية تتحقق حينما نقيس موت المسرح العرقي وانتعاشه على عروض مدينة بغداد فقط التي تجمد بها المسرح فعلا – والى الان - لاسباب قاهرة جدا وغير متوقعة داخلية وخارجية: اهمال الدولة للمسرح من جهة والوضع الامني من جهة اخرى فاذا ما تضاءل الاخير نجد الاول في تصاعد مستمر وقصدي للمسرح وللثقافة العراقية بشكل عام.
ان هذا البعض من العروض المسرحية الاخيرة في بغداد لايعني شيئا اذا ما قارناه بالمنتج المسرحي لعروض المسرح والثقافة المسرحية الفاعلة جدا في عدد غير قليل من محافظات ومدن العراق التي استمرت بها – ولم تتوقف - المهرجانات المسرحية والعروض والمؤتمرات والندوات المسرحية الاسبوعية منها والشهرية والسنوية مثل: البصرة والشطرة وبابل وناحية القاسم  وذي قار والسماوة وكربلاء والموصل والنجف والديوانية وديالى وغيرها.

* في اغلب المشاركات العراقية في المهرجانات العربية يحصل المسرح العراقي على جوائز مهمة في المسرح التجريبي والاعمال الجادة كيف تجد ذلك؟
- هذه المسألة تتعلق مباشرة بابداع الفنان المسرحي العراقي ومجهوده الفردي المتواصل برغم كل الفضاءات الغامضة المجهولة والمسكوت عنها.. والمجهود الفردي هنا ينقسم الى قسمين: الاول يتعلق بالحصول على الدعوات المسرحية حيث العلاقات والصداقات المهمة التي تربط بعض المسرحيين العراقيين بالفنانين العرب ومنهم بعض القائمين والاداريين في تلك المهرجانات العربية او العالمية الامر الذي اصبح فيه اهتمام الدولة بعلاقاتها الثقافية الدولية ليس مهما لامن وجهة نظر الدولة نفسها ولامن وجهة نظر الفنان العراقي نفسه الساعي بمشروعية الى تواجده في مثل هذه المهرجانات.. اما الامر الثاني فيتعلق بما يقدم في هذه المهرجانات العربية من مستوى فني متوسط وهابط احيانا – وهذا ما شاهدته بنفسي في عروض مسرحية مشاركة في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة مثلا او في المغرب او في سوريا – بالقياس الى مستوى فكر الفنان العراقي وابداعه على مستوى الاخراج والتمثيل والتقنيات وحتى النص المسرحي احيانا. فتاتي الجائزة هنا نتيجة طبيعية ومتوقعة دائما بل وستزداد اكثر هذه التفوقات الفنية اذا ما اكتملت عناصر الدعم والرعاية والانتباه الى المسرح بوصفه الصوت الحقيقي المعبر عن الحياة الانسانية الصحيحة.

- مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا يكفلها عدد غير قليل من رواد واساتذة المسرح العراقي منذ ستينات القرن الماضي الى عام2003 لذا فان التجربة المعاصرة مهما تعرضت لهزات طفيفة وخدوش سطحية مؤقتة نجدها تتغذى وتستند الى الارث الروحي والفكري لتجربة المسرح العراقي الاصل وتحاول التجربة المعاصرة القبض على خيوط الامتداد بين التجربتين وان حاول البعض قطع هذه الخيوط.. لكن المشكلة في نظري لم يسع المجال بعد كي يعمل الجميع فالكثير من الاسماء المسرحية الكبيرة والمهمة تجلس خلف ابواب مشاريعها المؤجلة بانتظار توفر الجو النقي مع الاخذ بنظر الاعتبار مفاهيمية هذا النقاء معنويا وماديا وفكريا. * المسرح في المدن العراقية مازل دون مستوى المركز لماذا؟
- من قال ذلك؟ ومتى وكيف حصل؟؟ ابدا.. هذا حكم يتضمن جناية كبرى بحق عروض المسرح في المدن العراقية.. والجاني هو الاعلام والصحافة العراقية نفسها التي كانت تلمع المركز – العاصمة – وتتجاهل بقية المحافظات – لانها هوامش – بحسب رايها – أي الصحافة - رايها الموجه والمؤدلج سابقا ومع الاسف الى الان نجد استمرارية هذه الأدلجة المجحفة لكن بطرق جديدة..             ادعوك لان تعمل جرد لجميع مهرجانات المسرح العراقي التي تقام في مدينة بغداد – سابقا وحاليا – ستجد ان90 بالمائة من الجوائز من حصة عروض المحافظات والمدن العراقية – اقولها على مسؤوليتي, والجميع يعي ويعترف بهذه الحقيقة سواء من فناني بغداد او المحافظات.. لكن من زاوية اخرى اسالك: كم قاعة مسرحية متوفرة في المحافظات العراقية مشابهة لمسرح الرشيد او المسرح الوطني او المنصور بالتقنية والمعمارية وجميع المواصفات الفنية المعقولة الواجب توفرها لبناية عروض مسرحية؟
صفر.. لان كل مامتوفر من قاعات في المحافظات هي قاعات تصلح للاجتماعات فقط وهذه كارثة كبرى أيضا لكن برغم هذا يجاهد فنان هذه المحافظات لدرجة ان يدفع من جيبه الخاص لانتاج العمل المسرحي كي يظهر بالصورة التي يجب وبالصورة التي يكون بها افضل من مسرحيات المركز, لان هذا المركز قد ولى الان واصبح للمسرح العراقي مراكز متعددة لا مكان للهامش فيه.
* هل استطعت انت ان تقدم ماتريد وهل قدمك المسرح كما تريد؟
- نعم وطوال عملي المسرحي الذي تجاوز الربع قرن قدمت مااريد لكن ليس كل مااريد طبعا فما زالت المشاريع قائمة ومنها مؤجلة لاسباب منها مر ذكره سلفا ما يتعلق بالانتاج والمكان ومنها يتعلق بخصوصيتي في خياراتي المسرحية الاخراجية التي تاخذ مني زمنا وقلقا طويلين... اما الشطر الثاني من سؤالك يحتمل اكثر من جواب اولا لان المسرح – وهذا حتمي – يقدم الرصانة والجودة والنبل الابداعي رفيع المستوى لمن يستحق طبعا من العاملين فيه واجد نفسي كذلك.. ثانيا وهذا مهم جدا: اذا هيمنت مؤسسة غير جديرة بهيمنتها على المسرح وفتحت الباب للطارئين والمزيفين (جماليا) ونقديا وثقافيا اصحاب الذوات المزدوجة والمتناقضة في ضوء مصالحهم الخاصة ممن يلبسون الاقنعة المتعددة – وهم كثيرون هذه الايام – ممن يفاجأونك لحظة بالتكشير عن انيابهم المسكوت عنها لانك تعاملت معهم كما تفرض عليك القداسة الانسانية والمسرحية والعلمية, حينها يمكن ان نقرا السلام على مسرحنا وثقافتنا وشهاداتنا الجامعية  وحينها ايضا اقول ان المسرح لم يقدمني كما اريد لان شرخ المرآة اصبح عميقا وواسعا جدا ولا يمكن عندها السعي نحو تكريس المفهوم الانساني مسرحيا بل سنجد انفسنا نعود لقانون الغابة الحيواني بكل سلوكياته ونمعن اكثر في ارتدائنا اقنعة اخرى جديدة نصنعها وفق مصطلحاتنا الشفاهية الاستعراضية المعجونة بالنتانة.
* ما اخر اعمالك المسرحية؟
- اخراجي لمسرحية هاملت امير الدانمارك لوليم شكسبير من انتاج مديرية النشاط المدرسي في بابل بالتعاون مع نقابة الفنانين في بابل وبدعم محدود جدا من مجلس محافظة بابل السابق.
* هل اخذ منك التدريس المنجز المسرحي.
- المسألة خطيرة ومتداخلة. نعم اشكرك على هذا السؤال.. اذ لم اكن منتبها لهذه المسالة باستمرار فحصولها متوقع واكيد لاجد نفسي في الية مكررة لا ابداع فيها – ولو انك يمكن ان تبدع تدريسيا وهذا نادر جدا – الا ان المسالة عندي تتداخل بقصدية فاحيانا اسعى من خلال التدريس الى وضع مشروع لمنجز مسرحي وحدث هذا فعلا في اخراجي لعدد من المسرحيات في كلية الفنون الجميلة – بابل اذكر منها: مسرحية قسوة والخليقة البابلية وقميص رجل سعيد ومسرحية الام السيد معروف حيث كان جميع الممثلين من طلاب الكلية وخرجت هذه المسرحيات من قاعة الدرس الى الجمهور العراقي في بابل وبغداد.
* من هم الممثلون الذي قدموا اعمالك مثل ما كنت تريد؟
- هم الفنانون: علي حسن علوان وعلي محمد ابراهيم وغالب العميدي ومهند بربن وعلي الباقري واحمد عباس وميثم الشاكري ومحمد المرعب ومحسن الجيلاوي وذو الفقار خضر حاجم وفاتن حسين ونور الهدى رزاق وعلي رضا وثائر هادي جباره وحسن الغبيني
* كيف تجد واقع النقد المسرحي في العراق؟
- متجمد حاليا.. لان النقد مرتبط بواقع الفعل المسرحي الجمالي والواعي.. اما هذه المتابعات المسرحية لبعض العروض فهي مقالات صحفية ليس الا.. هدفها الترويج للعمل – وهذه مشروعية معمول بها اعلاميا – لكن النقد المسرحي بمفهومه الاكاديمي والعلمي هو في سبات الآن.
*هل توجد عندنا مدرسة نقدية عراقية في المسرح؟
- على مسؤوليتي اقول: كلا.
* هل اخذ المسرح قاعدة شعبية في العراق؟
- باختلافات متباينة من فترة زمنية الى اخرى.. تحولات كثيرة ومستمرة شهدها الواقع العراقي الامر الذي يخلخل الوعي العراقي الثقافي والمسرحي.. فالمسرح بوصفه حاجة انسانية اجتماعية ثقافية تربوية اخلاقية جمالية في المجتمع العراقي تجده في جدول بياني تتكاثر فيه النسب الصاعدة والنازلة.. ولان النسب النازلة – مع الاسف – هي الاكثر بروزا في هذا الجدول نتيجة الوعي الجماهيري المتوسط عامة ودون المتوسط باهمية المسرح في حياة الانسان فالقاعدة الشعبية لمسرحنا في تنازل مستمر بسببنا كمسرحيين احيانا وبسبب الثقافة العامة والمؤسسات الثقافية ذات العلاقة دائما.
* كلمة اخيرة
- استعير هنا وانتمي الى ماقاله المخرج البولندي المشهور جوزيف شاينا: (من الممكن تدمير الفنان المبدع, لكن لا يمكن ابدا تدمير الفن, وقد يبدو هذا صعب الملاحظة احيانا, الا انه يدفع الانسانية الى الامام).


عبد الحسين بريسم

الشبكة 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9