أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، سبتمبر 07، 2011

مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات


يتميز مفهوم مسرح العبث او اللامعقول بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت العبثيون هم مجموعة من الأدباء المحدثين والطليعين الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية المدمرة والويلات والدمار المادي الذي طال أوروبا فرأوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية أخلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته، فظهر مفهوم جديد في المسرح المعاصر اطلق علية مسرح اللامعقول ( العبث ) كأتجاه جديد يسعى الى التجديد والتخلص من العالم البرجوازي ومن الحضارة الآلية الجديدة محاولة وضع تفسير جديد للأنسان المعاصر وانتشالهِ من تفسخ الانظمة والقوانين التي تربطه به صلات متعددة ، (لامعقول مسرح ال: مصطلح يطلق على جماعة من الدراميين في حقبة 1950 لم يعدوا انفسهم مدرسة ولكن يبدوا انهم كانوا يشتركون في مواقف بعينها نحو ورطة الانسان في الكون وبخاصة اولئك الذين اوجز القول فيهم البير كامي في دراسته اسطورة سيزيفوس ( 1942) تشخص هذه الدراسة مصير الانسانية على انة انعدام هدف في وجود غير منسجم مع ماحولة ( وتعني صفة عن الدراميين السابقين الذين اظهروا اهتماما مشابها في اعمالهم هوأن الافكار يترك لها ان تقرر الشكل الى جانب تقرير المحتوى : فجميع ما يشبة التركيب المنطقي والربط المعقول بين فكرة وفكرة في النقاش مقبول على المستوى العقلي يترك جانبا لتحل على المسرح مكانة لامعقولية التجربة ولهذه الخطوة مزاياها وقيودها معا فقد وجد اغلب الدراميين من اصحاب اللامعقول ان من الصعب الحفاظ على امسية كاملة في المسرح بغير شيء من التوفيق ... وبحول ام 1962 يبدو في الواقع ان الحركة قد استنفذت قوتها رغم ان اثاره في تحرير المسرح التقليدي ماتزال ماثلة ) (1 ) تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين وازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى من أهم السمات العامة لمسرح العبث قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً، وعلى سبيل المثال نرى كل مسرحيات هارولد بنتر تدور أحداثها داخل غرفة، والغرفة عادة مظلمة موحشة أو باردة ورطبة ـ لا يشعر من يعيش فيها براحة ولا باستقرار ولا بأمان على الإطلاق ويظل قلقاً دوماً والغرفة وفيها يخاف من بداخلها من كل شيء خارج فهي مصدر قلق لعدم ملاءمتها وفي الوقت نفسه ملجأ حماية من مخاطر خارجية محدقة دوماً، ودور المرآة في مسرح العبث يكون دوماً أقل أهمية من دور الرجل وتكون المرآة أكثر كآبة من الرجل لما تعانيه من اضطهاد اجتماعي واضح كما ونرى الغرفة في مسرحيات يوجين يونسكو إن كان لها مفهوم آخر فهي تبعث على الاطمئنان النسبي لأنها ملجأ ضد الأخطار الخارجية ووسيلة حماية لشخصيات المسرحية، والضوء الخافت أو العتمة و الرطوبة العالية من سمات المكان في المسرح العبثي، كما أن اللغة فيها تكرار في الموقف الواحد وهذا التراكم الكمي من الأسباب يعطي مدلولات واضحة للخوف و عدم الطمأنينةوالقلق الدائم، تلك العناصر التي تؤدي إلى غياب التفريق بين الوهم والحقيقة، وتؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون.(يفرق جياري بين انواع شتى من العبثية - منهاعبثية بيكيت, وهي مثل عبثية كافكا , توجد في الخيالوتدرك ان الحالة البشرية من دون إله تواجه الخيبة, ومنها عبثية ايونيسكو واداموف وهي مغرقة في الخيال وتقرر ماتشاء حتى سارتر مضطرب : فعلى فرض ان العالم عبث وان على المرء مواجهة الحرية اللاحقة بشعور من المسؤولية الشخصية كامل, فان ذلك يعني ان الانسان السارتري يختاران يكون سيزيفوس هل يسعة اختيار ان يكون اي شيء اخر؟ انه لايقدر على ذلك حتى يتخلص من العبثية , وهو امر ليس بمقدوره لان محض التفكير بمثل هذه الامكانية يكون من باب اليقين الفاسد ,عالم بيكيت يخلو من المعنى بسبب غياب كودو , ولكن عالم ايونيسكو تشويش صرف بينما ,عالم جينيه يعني بالهوية الفردية والنفي الا جتماعي وبالمسرح كطقس ولكن ليس بالعبثية ابدا)(2) بينما (يجد ايسلن في المسرحيات جينيه حقيقة نفسية واحتجاجا اجتماعيا وسمات درامه العبث كالتخلي عن الشخصية والاثارة في سبيل حالات ذهنية والتقليل في قيمة اللغة كوسيلة في التواصل ورفض الهدف الوعظي وموضوع التغريب والعزلة والبحث عن معنى )(3)
مسرح العبث حركة قامت انعكاسا عن واقع معين ، ولذلك فأن بقائه مشروط بوجود المبرر الموضوعي له ، والعبثية المزعومة وغياب المعنى
الحقيقي للواقع الآلي المتكرر ومعنى الوضعية البشرية الذي يتغلف بالإحساس بالعزلة ، هذا المبرر الموضوعي جعل كتاب مسرح اللامعقول من امثال: بيكيت ويونسكو وارتوادموف وجان جينيه وجورج شحاته وغيرهم ، من ان يرفضوا الاسس الثقافية والسياسية للعالم البرجوازي : عالم الحروب والمنافسات الدموية واوهام المجد الكاذب وسيطرة الاشياء وشحوب الروح والعقل وانسحاق فردية الانسان في مواجهة المؤسسات القوية التي تقوم بوظائف الحكم والاستثمار وتغذية ارواح الناس وعقولهم بالخرافات أو الثقافات الكاذبة وتجنيدهم للدفاع عن مكاسب نفس المؤسسات غير الانسانية ،فاخذ مسرح العبث من تقديم صورة اكثر صدقاً للواقع من خلال استخدام الصورة الشعرية لما تتسم به من غموض وتداخل الصور الجزئية وافتراض الاشياء في غير موضعها لتجرد الواقع من اطار المألوف بأستعمالهم اسلوب التهكم والسخرية ، كونه موقفاً اخلاقياً معبراً عنه بالتمرد مستعينا بالحلم الذي هو أحد اساليب اللامعقول للنزول الى اعماق النفس البشرية ، واتخاذهم للحلم كونه يُبنىبغرائبية خاصة لا تخضع الى قوانين المنطق مثيراً بذك الاحساس بالقلق نحوالوجود لعكس ذات الانسان المعاصر،ومعظم الموضوعات التي يركزون عليها في مسرحياتهم كانت تتخذ من القلق أشكالا خيالية وأسطورية عند شخصيات هذاالمسرح ،وعادة ما تنتهي المسرحية عندما تبلغ التساؤلات الميتافيزيقية عنالانسان ،الزمن والحياة والموت ذروتها ، وكونهم لمحوا العجز التعبيري للأشكال الفنية والادبية التي كانت تخضع الى قوالب القيم والمفاهيم
الاجتماعية لذا ركزوا اهتمامهم على الذات والخيال الانساني لقد كان أول ظهور لهذه المجموعة في فرنسا في الثلاثينات من القرن العشرين وحينها قدموا نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع، فجددوا في شكل المسرحية ومضمونها. بدأ مسرح العبث ظهوره في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وبالذات في العام1953 عندما طلع علينا الفرنسي الموطن والإيرلندي
الأصل صاموئيل بيكيت (1906-1989 بمسرحية سماها ( Waiting for Godotفي انتظار غودو) اتسمت بغموض الفكرة وعدم وجود عقده تقليدية، وانعدام الحل لما عرضته المسرحية فكانت رمزية مبهمة للغاية ولوحظ قله عدد المسرحيين الذين مثلوها وكان الزمان والمكان محدودين تقريباً وتركت المسرحية سؤالاً طالما رواد النقاد البحث عن توفي صامئيل بيكيت عام 1989م تاركاً وراءه

الكثير من الحديث والجدل عن غودو.من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ وحتى هذه اللحظة فإن الجدلالسائد بين النقاد هو أن غودو لن يصل. لقد ترك صاموئيل بيكيت خلفه ظاهرة

أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل أسمها العبث أو اللامعقول، وكان رائد هذه الجماعة التي ثارت على كل ما هو مألوف سائرة في طريق العبث دون اهتمام بعامل الزمن لم يكن العبثيون في واقع أمرهم مدرسة أو جماعة وإنما مجموعة من المفكرين والكتاب غلبت على مشاعرهم وأحاسيسهم صفات تشابهت وظهرت في كل كتاباتهم الأدبية خاصة في المسرحية منها. لقد جاء تمرد العبثيين على المدرسة التقليدية العريقة التي أرسى قواعدها أرسطو حينما واضع أسس النقد الأدبي للمسرحية الجيدة ومحدد عناصر نجاحها في ثلاثة هي: الزمان والمكان والحدث. العبثيون بدورهم ضربوا عرض الحائط بأرسطو وكتاباته ومنهجه وكل تاريخ المسرح، فتنكروا للعناصر الثلاثة المذكورة وقرروا أن تكون كتاباتهم
في مكان محدود جداً كشجرة (مسرحية في انتظار غودو) أو كغرفة (مسرحية تاالغرفة) أو كرسي (كمسرحية الكراسي)، وجعلوا عنصر الزمن غير ذي أهمية تذكر أما العقدة أو الحدث فلم يجعلوا لها وجوداً في مسرحياتهم. وإضافة إلى ذلك فقد عادوا بالمسرحية الفصل الواحد و العدد المحدود من الشخصيات. أهم ما في مسرح العبث بعيداً عن الزمان والمكان والحبكة هو الحوار لكن ذلك الحوار كان غامضاً مبهماً مبتوراً تعوزه الموضوعية والترابط والتجانس. كل شخوص المسرحية تتحدث دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر! ولا من توصيل رسالته للآخر. الحوار دائماً مبتور ولا تستطيع الشخصيات توصيل رسائلها، وقد بالغ كتاب العبث فجعلوا بعض الشخصيات تتكلم ربما كلمة أو كلمتين عند نهاية المسرحية تلخص السخط العام والغضب الشديد، ثم يصل بنا هارولد بنتر إلى ما هو أصعب من ذلك فنراه يقدم لنا شخصية الأخرس كشخصية رئيسية في
مسرحية حملت اسمه (النادل الأخرس). تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين زمنها على سبيل المثال السريالية، وهي حركة أدبية فنية عبرت بقوة عن غضب الشباب من التقاليد السائدة في تلك الفترة، ثم حركة الشباب الغاضب وهي أيضاً حركة فنية أدبية يدل اسمها على الكثير من طريقة تفكير أصحابها بل ومن اشهر مسرحياتهم (أنظر خلفك في غضب) تعبيراً عن غضبهم من الحروب العالمية ونتائجها غير الإنسانية. لقد ازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى والدمار. ازدهر العبثيون في الخمسينات من القرن العشرين وبدت مسرحياتهم للقاري العادي وكأنها بلا خطة، وبلا هدف، كما أن نهاياتها غير واضحة المعالم وغير محددة وتعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير الإنسانية غير معروف، ولا هدف له، وتجدر الإشارة إلى أن رائد العبثيين صامؤيل بيكيت حاز على جائزة نوبل للآداب لما قدمه من جديد في عالم الأدب، ومن أبرز كتاب العبث يوجين يونيسكو البلغاري الذي مثل بيكيت كتب بالفرنسية، وآرثر أداموف الروسي، وجان جينيه الفرنسي ثم هارولد بنتر الإنجليزي ثم هناك زميل ثان تمثل في سمبسون الإنجليزي وادوارد البي الأمريكي وتوم ستوبارد الإنجليزي وهم أصحاب الأفكار التي تقرر الشكل والمحتوي في المسرحية. ويعتبر الكاتب الفرنسي الايرلندي الاصل ( صموئيل بيكيت 1906-1989 ) من رواد مسرح العبث واللامعقول لما يمتاز بإثارة الخيال وبلغة درامية اتصفت بالتشدق باللغة وفقدان المنطقية في لعلاقة بين الشخصيات وأستعمال الأصوات ذات الغير معنى والإكثار من استعمال الصمت ، بل أن الشك في قدرة الكلمة على التعبير قد جعل بكيت يستعيض عن بعض الكلمات بالايحاء الحركي الصامت ، ويعتمد بكيت في مسرحه على روئ العقل الباطن ومنطقية الحلم وامتازت شخصياته باللامعقولية والسوداوية والتشاؤمية وخلق جو جنائزي بائس كثيراً ما تتخلله لحظات طويلة من الصمت ، وكون الشخصيات أغلبها من المتشردين والتعساء كما تخلو مسرحيات بيكيت من
الأزمة الدرامية التي ينتظر المتفرج إنفراجها ، ومن مسرحياته ( في أنتظار كودو 1952م ) ، ( لعبة النهاية 1957م ) ، ( الشريط الاخير 1958م ) و ( الايام السعيدة 1961م ) ومن رواد مسرح العبث واللامعقول يوجين يونسكو (
1912 _1969 )الذي كانت موضوعات مسرحياته تتسم بعزلة الانسان وانهيار أسس التفكير البشري ، وبلغت لغته الدرامية أحيانا حدود اللامعنى فهي تتكون من التناقض اللغوي وتكرار المفردات ، وتتحول شخصياته الى الآت خاوية ، ومن مسرحياته ( المغنية الصلعاء _ 1948م )، ( الدرس _ 1951م ) و ( قاتل بلا
أجر 1959 م) .ومن الكتاب الآخرين ( جان جينيه ) ( 1910_ 1972م ) والذي امتاز أسلوبه بكشف عناصر الزيف والتصنع وإثارة موضوعات الشذوذ الجنسي (ان ( جان جينية ) الذي تقترب مسرحياته اكثر من غيره من ( مسرح القسوه ) يعتقد بانه كلما استطاع ان يبحث عن بعض طموحات الناس , فانه يجدها في ذلك الامر ( السيئ ) وكلما اراد البحث عن المعنى في انجاز مشهد ما , فانه يجده في ( الجريمة ) , لان ( السوء ) ينفرد في عالمنا هذا كأثمن شىء فيه اللص ( اليوفرانك ) في مسرحية ( تحت المراقبة ) يقتل ( موريس ) في السجن , لينقذ نفسه , ان القتلة والشاذين والمعتوهين , والمجانين , يتناسلون في عالم جينيه)(5) ومن مسرحياته (الخادمتان _ 1974م ) ، الشُرفة _ 1965م ) و ( السود _ 1959م ) . وكذلك الكاتب الروسي ارتوادموف ( 1908_ 1970م ) الذي تحول فيما بعد الى الالتزام بالمسرح السياسي والأجتماعي ومسرحياته في مسرح العبث واللامعقول لا تقود طبيعتها الدرامية الى أية لحظة حاسمة وشخصياته التي تتحول الى رموز ومن
مسرحياته ( الخدعة 1947 م ) ، ( الغزو 1949م ) ومن الكتاب الآخرين اللبناني ( جورج شحاته ) الذي كتب ( السيد بولو 1951م ) و ( غصة فاسكو _1956م )وآخرين أمثال هارولد بنتر يعتبر مسرح العبث مهماً للغاية عند الأوروبيون لأنه يعكس واقعهم الاجتماعي
المؤلم، ومن أهم المشكلات التي يعرض لها، معضلة الفردية، فالأوروبي يعيش رغم حضارته المادية والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني من فرديته وانعزاليته نتيجة لعدم قدرته على بناء علاقات إنسانية اجتماعية أساسية ورصينة مع الآخرين. على أي حال فما زال هناك من النقاد من يعتقد بأن مسرح اللامعقول
يتجه نحو حبكة واضحة المعالم، وأنه إذا أريد لهذا المسرح أن يكون شيئاًً فلا بد له من الخروج من دائرة اللاشيء متجها نحو مواضيع فنية وسياسية وأدبية واجتماعية ودينية أكثر وضوحاً لكن المهم هنا هو أنه إذا ما غير مسرح العبث توجهاته وشكله ومضمونه فانه سينتهي كفكرة ومضمون ومغزى. أهم ما
قدمه لنا هذا اللون الجديد من الدراما هو دراسة نفسية وفكرية لأوروبا الحديثة وانعزالية الإنسان فيها، وأعتبر النقاد مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار غودو) أفضل مسرحية كتبت في القرن العشرين .

الهوامش

(1) موسوعة المصطلح النقدي - المجلد الأول - ص523-ص524 

ترجمة د.عبد الواحد لؤلؤة - أصدار دار الرشيد للنشر - العراق - 1982 

(2)نفس المصدر ص659

(3)نفس المصدر ص642-ص643

(4) كتاب ماوراء النقد الثقافي ص 21 - مجموعة 
من المباحث المترجمة - ترجمة أ. د .عقيل مهدي يوسف - أصدار مكتبة المصادر بغداد 2010
تابع القراءة→

0 التعليقات:

نيكولاي جوجول (1809- 1852م)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات


نيكولاي جوجول (1809- 1852م)

  نيكولاي جوجول 1809- 1852م  مسرحي وروائي روسي كبير،وكاتب قصة قصيرة. أعجب الغرب بكتاباته، لاستعماله المحسِّنات اللفظية ومعالجاته الرومانسية للموضوع، واستعماله كذلك للخيال والغرائب والرسوم. أما في روسيا فقد كان ظَـرفه سر محبة الناس له.
ولد جوجول في أوكرانيا، وسافر إلى سانت بطرسبرجعام 1828م ليحترف التمثيل، لكنه قرر الاتجاه إلى الكتابة. وفي عام 1832م، أثاركتابه أمسيات في مزرعة قرب ديكانكا انتباه الناس، وهو مجموعة من الحكايات الأوكرانية.
كان أهم إسهام لجوجول في المسرحية الروسية المفتش العام (1836م) الذي هاجم فيها الفساد المتفشي بين موظفي الحكومة المحلية هناك. وانتقدت الرواية تلك الأوضاع بشدة جعلت جوجول يقرر الإقامة في الخارج. عاش في روما فيما بين عامي 1836-1844م، ولكنه عاد إلى روسيا عام 1842م. نشر الجزء الأول من مسرحيته الأرواح الميتة التي تدور أحداثها حول محتال وضع خطة لخداع الحكومة عن طريق استعمال أسماء خدم ميّـتين. ونشر في العام نفسه القصة القصيرة المشهورة المعطف التي تناول موضوعهاوصف حياة كاتب حزين.
انصبّ اهتمام جوجول، بمرور الزمن، على التأثير الأخلاقي لأعماله على مواطنيه. وأحس بفشله في إبراز الجوهر الإيجابي لروح الشعب في شخصيات كتاباته. وشعر بالكآبة عندما شرع في كتابة الجزء الثاني من الأرواح الميتة؛ ففي أثناء إقامته في روما، وقع تحت تأثير كاهن متعصب، أقنعه أن روايته الأخيرة مشؤومة،وعليه أن يُتلفها، وبالفعل، قام جوجول في شهر فبراير 1852م بإحراقها، ولم يعش بعدذلك إلا بضعة أيام .


تابع القراءة→

0 التعليقات:

تأثير الألوان ومدلولاتها

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات


تأثير الألوان ومدلولاتها 
         " للألوان أثرها على مزاج الناس فهى تنقل تعبيراً قوياً، وتثير فى الحس مشاعر خاصة، وتؤثر فى النفس تأثيرات معينة تختلف من إنسان لأخر. لذا يمكن أن تستخدم الإضاءة الملونة المرتبطة سيكولوجياً بمعانيها وموضوعها فى العمل المسرحى، وبذلك تؤثر فى المشاهد تأثيرا قوياً مبعثه كل من المضمون والشكل على خشبة المسرح.ومن العلاقة بين شكل اللون وما يتركه من أنطباعات نفسية وما يمكن أن يعبر عنه اللون من سجايا وخصائص نفسية يمكن القول بأن لكل لون مدلولاته:


الأبيض

         مرتبط بالبراءة والرقة والسلام والتضحية والطهارة والنظافة والنور، كما يرتبط لدى سكان البلاد الشمالية بالجليد والبرودة. وعن تأثيره الرمزى كما ثبت من إحدى التجارب السيكولوجية فوجد أنه يرمز إلى مختلف الفنون.


الأسود
        أرتباط بالخوف والحزن والظلام والدهشة والرعب والمكر والخبث والشرف والجريمة واليأس وبصفة عامة فإن الأسود هو العزاء والحزن والفزع حيث تأثيره الرمزى فهو يرمز إلى مختلف الفنون.



الأحمر

        وهو من الألوان الساخنة لذا فهو لون مثير له خواصه العدوانية فهو مرتبط بالعنف والاستفزاز  والإثارة، وهو يعبر عن النار والدم ويعبر أيضا عن الحقد والحب ويمكن أن يكون تأثيره الهندسى المربع حيث أن فيه استقراراً، أما تأثيره الرمزى فهو يرمز إلى الفن أما من حيث تأثيره الفسيولوجى فهو لون يثير حالات الألتهاب ويساعد على الغضب ، واللون الأحمر يزيد من ضربات القلب ويُسرع فى إيقاع الدورة الدموية لأن إشعاعاته القريبة من منطقة الأشعة تحت الحمراء تجعله يتغلغل بعمق فى الأنسجه داخل الجسم ويمكن استخدامه فى المشاهد المسرحية المعبرة عن الغضب والبغضاء والقتل وكذلك فى المشاهد التى تحتاج إلى القسوة و الصرامة.



الرمادى

        وهو أقل شدة من اللون الأسود ويوحى بالبروده ويرمز إلى الوداعة والخضوع ويبعث أحيانا على الكأبة والحزن والأنقباض والتصميم والعزم والرزانة والشيخوخة وهو هادئ و محايد.



البرتقالى

        من الألوان الساخنة ويستخدم دلالة على الدفء والوفرة والحرارة كما أنه يعبر عن التوهج الأشتعالى وقد توصل العالم لانج إلى أن لكل لون خصيصة معينة وهو يرى أن اللون البرتقالى لون محبب للنفس (اجتماعى) أما تأثيره النفسى ففيه الاحتمال والقسوة ويمكن أن يكون كالمستطيل فى الأشكال الهندسية.



الأصفر

        يعبر عن لون ضوء الشمس وعن السرور كما أنه لون منشط للفكر الفلسفى وأثبت لانج فى تجاربه، أنه يرمز للعظمة والثورة ويقابله الشكل المثلث فى الأشكال الهندسية، ويرمز إلى العلم ومن تأثيره الفسيولوجى نجد أنه لون منشط لخلايا الفكر ويستعمل فى مكاتب العمل. والأصفر من الألوان الساخنة الخاصة (الأصفر الفضى) أما الأصفر الليمونى فينتمى إلى الألوان الباردة.والأصفر هو أكثر الألوان أستضاءة ونورانية فهو لون الشمس والحرارة أما عندما يكون الأصفر داكنا فهو يعبر عن الجبن والإنحطاط والضعف والغيرة والغش والخداع.



البنى

         رمز الريف والحصاد والوفرة وهو لون هادئ ومحافظ وفيه وقار ولو أنه أيضا يميل إلى القذارة.



الأخضر

        هو لون يعبر عن لون الطبيعة يوحى بالراحة وهو لون يعبر عن التسامح ويدعو للثقة وفيه خصب وأمل وإذا رمزنا به لإحدى المهن فهو يرمز إلى مهنة الطب ويمكن تشبيهه هندسيا بالشكل المعين ومن حيث التأثير الفسيولوجى فهو لون مسكن ومنور. واللون الأخضر يوحى بالبرودة وبالماء والهدوء والسلام ويرى فيه ايزنشتاين لون التجديد والربيع والأمل ويرتبط هذا اللون بالحقول والحدائق والأشجار وكذلك يرتبط اللون الأخضر بمعانى النعيم والجنة.



الأزرق

        من ألوان المجموعة الباردة أنه لون الهدوء والصفاء، ويقلل من الهياج والثورة، ويساعد على الإستغراق والتركيز ويرتبط هذا اللون بالسماء والماء فى الطبيعة فهو لون مناسب للهدوء وبرودة الليل والأزرق إن اجتمع مع الأخضر فهو يمثل أقصى درجات البرودة ويوحى بالخفة والخيال؛ فهو يعبر عن الحساسية والحيوية، وعن تأثيره النفسى فهو يوحى بالحقيقة والتجانس ويقابله فى العلوم المختلفة الفلسفة ويمكن تشبيهه هندسيا بالدائرة. وهو لون شفاف مبلل يدعو إلى الخوف وإلى الأحتقار فى الوقت نفسه.



البنفسجى

        رمز الحزن والعواطف والهدوء والغنى والأبهة فى الوقت نفسه، ويرى البعض أنه يجمع بين الحب والحكمة وهو لون مهدئ ملطف. كما أن هذا اللون فيه مثالية وملكية وإذا أردنا أن نضع شكلاً هندسياً مقابلاً له فهو الشكل البيضاوى. إن اللون البنفسجى لون عميق ناعم وعندما يكون مائلاً للزرقة فهو ينتمى للألوان الباردة أما إذا كان بنفسجياً مائلاً للحمرة فهو لون ساخن وهذا اللون فيه عزاء وفيه يأس أيضاً. أما من حيث تأثيره الفسيولوجى فهو يؤثر على القلب والرئتين ويزيد من مقاومة أنسجة الجسم.



الأٌرجوانى

        رمز الفخامة والغنى لذا فهو دائما يغطى حوائط وأثاث القصور الملكية، وهو رمز البطولة والشجاعة وبالرغم من أن البعض يرى أن هذا اللون يعبر عن الهدوء إلا أنه فى نفس الوقت يوحى بالحزن.



      وقد يختلف كثيراً مدلول الألوان النقية الكاملة التشبع عن مدلولها لو نقص تشبعها فاللون الأحمر على سبيل المثال إذا خفف بالأبيض وصار ورديا فلن يدل على جميع المعانى السابقة التى ذٌكرت عنه بل قد يصبح لوناً مرحاً يناسب الدلال، والخفة لذا نرى البنات الصغيرات السن يرتدين هذا اللون بكثرة. كما أن اللون الأزرق المخفف بالأبيض تنطبق عليه الملحوظات السابقة نفسها فتتغير طبيعته بعد إضافة الأبيض إليه ونجد صغار الأولاد يرتدون هذا اللون بكثرة ".(1)



  العوامل النفسية والفسيولوجية للون التى تؤثر على إدراكنا له

        " من الملاحظ أن الألوان الدافئة تظهر كأنها تتقدم وتنتشر أما الألوان الباردة فتظهر وكأنها ترتد وتتقلص ويظهر ذلك جيداً إذا ما كان هناك تباينات بين كلا النوعين من الألوان. وقد حددت مدام لينور كنت قوة تأثير بعض الألوان على نفسية المتفرج على النحو التالى:



اللون الأحمر:
        لون النار والدم فهو ينتج الحرارة. إشعاعاته القريبة من المنطقة تحت الحمراء فى المجموعة الطبيعية تتغلغل بعمق فى أنسجة جسم الإنسان. إن اللون الأحمر يزيد من الأنفعال الثورى، ولذلك فإنه يسبب ضغطاً دموياً قوياً وتنفساً أعمق، إنه لون الحيوية والحركة.



اللون البرتقالى:

        لون التوهج والإشتعال يوحى بالدفء كما يوحى بالإثارة.


اللون الأصفر :
        لون الشمس إنه لون المزاج المعتدل والسرور. مركز نورانية شديدة فى مجموعة ألوان الطيف. إنه محرك للأعصاب يستعمل أحياناً فى علاج بعض الأمراض العصبية.



اللون الأخضر:

        لون الطبيعة منعش مرطب مهدئ. يوحى بالراحة. يضفى بعض السكينة على النفس البشرية. يستعمل أحياناً فى معالجة بعض الأمراض العقلية.



اللون الأزرق:

        لون السماء والماء. إنه لون منتعش شفاف يوحى بالخفة. حالم قادراً على خلق أجواء خيالية، وفى المجال العاطفى يوحى بالسلام. كما أنه لون يساعد على تخفيض ضغط الدم، ويساعد على تهدئة النفس.



اللون الأَرجوانى:

        لون مهدئ أيضا يوحى قليلاً بالحزن. من خواصه أنه رقيق رطب حالم. مازال هذا اللون يوحى بالفخامة والعظمة.وهناك من البنفسجى العميق الذى يوحى بالحزن ولون أخرمن البنفسجى يوحى بالإنتصار والعظمة ".(2)



المصادر:

1- د.عثمان عبد المعطى عناصر الرؤية عند المخرج المسرحى،القاهرة، الهيئة العامة للكتاب،1996

2- د.عبد المنعم عثمان الديكور المسرحى والتشكيل،القاهرة، سان بيتر للطباعة ،ط1 ،2001



تابع القراءة→

0 التعليقات:

ساكس ميننجن وتميزه بالواقعية التاريخية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات



يعد ساكس ميننجن أول مخرج في تاريخ المسرح اعتمد على الاتجاه الواقعي في الإخراج المسرحي من خلال تميزه بالواقعية التاريخية وقد ساهم في إنتاج الصورة المسرحية الواقعية  ذات البعد الجمالي التي تشمل كل عمليات العرض المسرحي. من ديكور وأزياء وأكسسوارات وكذلك  قد ثار ميننجن على مقومات المسرح التقليدي والنظم البالية وفكرة النجومية، واستبدلها بالأسلوب الجماعي في العمل وتنويع المستويات فوق الخشبة تفادياً للرتابة التي تطرحها الخشبة ذات المستوى الواحد. وطبق كذلك نظام الصرامة والانضباط في تدريب الممثلين وتوجيه أعضاء فرقته وبالتالي أوجد نظام الممثل البديل وحركة المجاميع التي تقوم على ممثل بارز يقوم بتأطير مجموعة من أتباعه، وكان لساكس ميننجن تأثير كبير على الكثير من المخرجين الغربيين وخاصة الروسي ستانسلافسكي، والألماني راينهاردت، والبريطاني إرفنج.

ويمتاز ماكس ميننجن بالدقة التاريخية والأصالة الواقعية في التعبير المسرحي، ولاسيما في مسرحيته التاريخية" يوليوس قيصر" التي حاكى فيها القالب التاريخي الروماني على مستوى السينوغرافيا والديكور والإكسسوارات.

تابع القراءة→

0 التعليقات:

الهيئة الدولية للمسرح تعقد مؤتمرها العام في الصين

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

الهيئة الدولية للمسرح تعقد مؤتمرها العام في الصين

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

الهيئة الدولية للمسرح تعقد مؤتمرها العام في الصين
 أعلنت الهيئة الدولية للمسرح ITI يونسكو أنها ستعقد مؤتمرها العام بعد أسبوعين في مدينة شيامين الصينية بمشاركة 90 دولة ، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في مقرها بإمارة الفجيرة بحضور توبياس بيانكون الأمين العام للهيئة وكريستينا بابوغيريلي نائب الرئيس ومحمد سيف الأفخم عضو المجلس التنفيذي رئيس الرابطة الدولية للمونودراما .
ويتوافد الأعضاء المتفانون للمسرح من أكثر من 90 بلداً: من القارتين الأمريكيتين، وأستراليا، وإفريقيا، وأوروبا، وآسيا، ومن الدول العربية كمصر والأردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان ودولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يجتمعون لحضور هذا الاحتفال الفريد الملون لفنون الرقص والمسرح والمسرح الموسيقي ، ومن خلال هذا المؤتمر، ستبدأ الهيئة الدولية للمسرح بحملة لتمكين الفنون الأدائية في جميع أنحاء العالم - بمشاركة قوية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالأخص إمارتي الشارقة والفجيرة. وسيقوم الأعضاء ال 800 الحاضرون للمؤتمر من أكثر من 90 بلداً بإثبات أن باستطاعة المبدعين إقامة عالم مبني على السلام والتفاهم المتبادل. ومن ضمن الحضور من الفنانين والمندوبين راقصون ومغنون وممثلون ومخرجون ومصممو رقص وكتاب مسرحيون ومنظمو احتفالات وباحثون ومديرو مسارح، إلخ. وجميع هؤلاء يشتركون في الأهداف الفنية والإنسانية للمنظمة، وفي سعيهم لتمكين الفنون الأدائية واستخدام الفن من أجل السلام والتفاهم الأمثل بين الشعوب.
تابع القراءة→

0 التعليقات:

"المهاجر الثقافية" في أستراليا تكرّم مجموعة من المبدعين العرب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, سبتمبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

"المهاجر الثقافية" في أستراليا تكرّم مجموعة من المبدعين العرب

أعلنت الأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون التي تشرف عليها جريدة "المهاجر" العالمية التي تصدر عن "منظمة المهاجر الثقافية" في مدينة ملبورن في أستراليا، وهي جائزة مستقلة تمنح سنوياً للأدباء والباحثين والفنانين عبر العالم، تكريماً لإسهاماتهم في مجالات التأليف، والبحث، والنشر، والإبداع، والمساهمة في تلاقح الحضارات والثقافات على نطاق عالمي واسع، عن أسماء الفائزين في دورة موسم "2011"، والتي اشتملت على فروع الفنون، الشعر، القصة، الصحافة، البحث العلمي، المؤلف الشاب.

وقد ارتأت الأمانة العامة للجائزة، بعد استشارات مستفيضة حول طبيعة المشاركات التي قدمت من مختلف البلدان العربية والعالمية، والتي بلغت "1323" مشاركة، أن تعلن النتائج الآتية:

  جائزة الفنون:

قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للسوبرانو المغربية سميرة القادري عن ألبومها الذي شاركت به: "من جبال عرفات إلى جبال البشرات"، وهو عمل فني يضم أشعاراً وأناشيد صوفية كتبها شعراء مورسكيين بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، وقبل الطرد النهائي من الجزيرة الابيرية سنة 1609م، وهو عمل فني متكامل تقاطعت فيه بانسجام تام لوحات فنية تجسدت بالغناء والرقص وقراءة الشعر، فاستطاعت القادري بهذا العمل الأوبرالي الأصيل النبش في ذاكرة جماعية مسكوت عنها، باعتبار أن المورسكيين هم ذاكرة متوسطية مشتركة، وباعتبارها طابوهاً في تاريخ إسبانيا، يخص مأساة شعب تعرض للاضطهاد والتنكيل والتهميش، لذلك احتفت القادري بالقضية الموريسكية، فكان صوت الغجرية والمرأة الموريسكية حاضراً بقوة في هذا العمل تكريماً لهما في حفظ الذاكرة المشتركة، كما منحت هذه الجائزة للأستاذة القادري تقديراً لها لما قدمته خلال سنوات في البحث في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً لغنائها الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا والمونودراما، حيث انفردت بهذه التجربة في الوطن العربي إلى جانب تجارب أخرى في أداء الأوبرا باللغة العربية، من خلال تطويع الكلمة العربية في قوالب موسيقية عالمية، ثم بفضل غنائها بالعربية قطعاً موسيقية عربية- أندلسية باللادينو لقصائد شعبية وروائية سفاردية Ballade - Romances sefarades وبالإسبانية العتيقة Gallego - Poruges قصائد الكانتيغا وبلغة OC أغاني الشعراء الجوالين- التروبادور، والغناء المدجنchant mudejar ، وأخيراً الغناء الصوفي المورسكي باللغة الالخمية Aljamiado، كما أن إنجازات الأستاذة القادري تشهد لها بأحقيتها باللقب، فبالإضافة إلى كونها شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي، فقد أثرت المكتبة المتوسطية بأبحاث تعكس جوهر التاريخ العربي الموسيقي الأصيل، بل وحملته إلى دول العالم بأسمى رسائل الحوار الحضاري والثقافي.

  جائزة الشعر:

قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة لـ مسيرته الشعرية خصوصاً والأدبية عموماً، حيث يعود سبب اختياره لكونه أحد الأعلام الشعرية العربية التي لا يمكن الحديث عن الشعر لولاها، بل إنه ساهم منذ ما يزيد على ثلاثة عقود بأعماله الشعرية المكتنزة نصوصاً أساسية في الشعر العربي والعالمي، في رسم خريطة الحداثة الشعرية العربية التي راهن عليها بقضاياه وأسئلته في كل سيروراتها الظاهرة والخفية، وذلك ببصمته المعجمية النوعية بموسيقاها، وبلاغتها واستعاراتها، وصورها وتمثلاتها، والتي أضفت على الشعر الإنساني وهجاً لقيم الإبداع، والحياة، والاختلاف، والسلم، والحرية. لقد أنجز الأستاذ الريشة أربع عشرة مجموعة شعرية منذ العام 1980، وقد صدرت أعماله الشعرية في ثلاثة مجلدات، كذلك ثمانية كتب في المقالات، والمعاجم، والأنطولوجيات، والبحث، والقراءات، والحوارات، والرؤى، وأنجز أيضاً ثلاثة كتب في ترجمة مختارات معاصرة من الشعر العالمي، كذلك يعمل على ثلاثة مشاريع ترجمات شعرية أخرى، وهو يستحق فعلاً لقب "الناسك الشعري" الذي لقّب به، حيث سخّر جلّ سنوات حياته للعمل الشعري والأدبي، ولم يزل.

  جائزة القصة
:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة مناصفة بين القاص والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني، عن مجموعته القصصية "2011 عام الثورة" التي اعتمدت كما باقي مجاميعه القصصية الأخرى على أساليب ومقومات فنية رصينة، أضفى عليها بلاغته وأسلوبه الساخر لموضوع المجموعة الذي يساير التغيرات الحالية في العالم العربي، كما وقفت الأمانة العامة على مشاريعه القصصية الرائدة التي أشرف عليها، منها ترجمته لخمسين "50" قاصة وقاصاً مغربياً إلى اللغة الإنجليزية ضمن أنطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" وهو مشروع ثلاثي الأجزاء صدر له في نسخته الورقية العربية على ثلاث سنوات: "أنطولوجيا الحلم المغربي" سنة 2006، "أنطولوجيا الحب" سنة 2007، و"أنطولوجيا الحرية" سنة 2008، وهو المشروع الذي اختيرت منه بعض نصوصه المترجمة ضمن "صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية المعاصرة" التي أصدرتها جامعة أوليف هارفيه بولاية شيكاغو الأمريكية صيف 2010. وارتأت اللجنة أن تمنحه الجائزة لمخطوطه المشارك به ولإصداراته القصصية التي اعتمد فيها أسلوباً ساخراً خاصاً ميزه عن بقية المشاركات المقدمة للجائزة، والتي تقاسمها مع الشاعر والقاص الدانماركي نيلس هاو الذي حاول من خلال كتاباته القصصية بداية من مجموعة "حين أصير أعمى"، و"جغرافيا الروح"، ومجموعة "عناصر" إلى مجاميع أخرى، بإرساء أسس إبداعية مكبلة بسلاسل الأبجديتين العربية واللاتينية، في فلسفة تحتويه بهمومها الوجودية التي ظل ينشدها عبر العالم، كالحب والشوق، ودعوته في أعماله القصصية كما الشعرية إلى التسامح، والإعلاء من قيمة الثقافة.

  جائزة الصحافة
:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة لهذا العام لصحيفة "نيويورك تايمز"، تقديراً لها لما قدمته للإعلام الحر عبر العالم، وتتويجاً لمسارها الإعلامي لما يزيد عن ستة عقود من الريادة الصحفية عبر العالم، توجتها بأكثر من 95 جائزة بوليتزر، وجوائز أخرى.

  جائزة البحث العلمي
:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للباحث المصري في جامعة القاهرة الدكتور عماد علي عبد اللطيف علي، عن بحثه المقدم للجائزة "البلاغة الأبوية في الخطاب السياسي العربي، دراسة في استعارة "كبير العائلة المصرية" في خطب السادات" اعترافاً بأحقية هذا البحث عن بقية البحوث المشاركة بها في الجائزة، لكتابته العلمية الرصينة، المعتمدة على التجديد، ثم لقيمة الأستاذ على المستوى العلمي الأكاديمي الدولي، من خلال حضوره البارز محاضراً فطناً، وكاتباً رصيناً، وفائزاً في أرقى المسابقات الدولية والعربية الخاصة بالنقد والبلاغة العربية.

جائزة المؤلف الشاب:

قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للقاص والناقد المصري الدكتور علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عن بحثه "جماليات السرد في القصة التراثية، أخبار الطُّفيليين نموذجًا"، نظراً لما امتاز به البحث من توثيق علمي دقيق للتراث الأدبي العربي الذي تناوله بالدرس والتحليل، وأيضاً لقيمة الباحث الشاب على مستوى القصة القصيرة والبحث العربيين.

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9