أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الخميس، مايو 19، 2016

تطور المسارح مؤشر على تغيير واسع يقوده الشباب في إيران

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, مايو 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

يبدو “مسرح باران” في طهران مكانا يستبعد أن تقام فيه الأمسيات الثقافية، ولكن إشراف المستثمرين والخواص عليه جعله يقدم عروضا منتقاة منذ افتتاحه قبل عام، بما أن معظم مرتادية من الشباب الذي يحاول توفير مناخ للعيش يعمّه الانفتاح الثقافي والاجتماعي.
قبل العرض المسرحي كوميديا مثل القتل “أو كوميدي لايك أو موردا”، وهي مسرحية ساخرة لحسين كياني الذي أثار الجماهير منذ انطلاق العروض قبل شهرين، يقول ميلاد ذو الـ23 عاما، وهو طالب دراسات عليا “على الأقل أشاهد مسرحية واحدة في الشهر، من المثير للغاية أن يكون لنا الكثير من الفعاليات الثقافية في المدينة”. ويضيف كيميا وهو أستاذ محاضر يبلغ من العمر 40 عاما “إنه لأمر رائع أن يتم فتح مسرح خاص جديد في كل ركن من طهران”.

واستثمر اثنان من الخريجين الجامعيين فهيمة أمنزاديه وخيام فاغهار مدخراتهما لتحويل مستودع سابق إلى مكان يضم 121 مقعدا ومقهى، بهدف أن يصبح فضاء شاسعا وثريا يحتضن المسرحيين والفنانين الأقل شهرة والموهوبين والمبتدئين. هذا المكان مثل العديد من الأماكن الأخرى الممولة من مستثمرين خواص، ظهرت في طهران واختارت مقرات لها قرب مسرح “سيتي ثيتر”، المسرح الفاخر الممول من الحكومة والمخصص للفنانين المشهورين.

وقالت أمنزاديه “المحترفون فقط لديهم فرصة لعرض أعمالهم على ركح مسرح سيتي ثيتر. لذلك يشكو العديد من المسرحيين الشباب المتخرجين حديثا من قلة فضاءات العروض، ما أدى إلى نشوء فكرة تشييد مسارح خاصة”.

إن ازدهار المسارح هو جزء صغير من عملية تغيير واسعة في إيران في رئاسة حسن روحاني، في الوقت الذي يتم فيه التركيز على إصلاح السياسات الاقتصادية والخارجية للرئيس، ولا سيما التوصل إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، يلاحظ المحللون تحولات صغيرة ولكنها في الوقت ذاته مهمة في اتجاه إقامة المجتمع الأكثر انفتاحا، الذي يطالب به الشباب في إيران.

هذه الأرض لا تحتاج إلى فنانين، وحتى لو كان كذلك، فإنه يراد منهم أن يكونوا أذلاء ومضحكين لا أكثر
كما هو معلوم فإن قائمة الممنوعات والمحرمات في القانون الإيراني كثيرة وهي تستهدف الحد من الحريات الشخصية للمواطنين، وعلى رأسهم الشباب التواقون بطبيعة سنهم إلى الحرية، فلا يمكن للشباب في الجمهورية الإسلامية الذهاب إلى أماكن الترفيه مثل الحانات أو الملاهي الليلية، ويحظر عليهم شرب الكحول وأحيانا يتم الفصل بين الجنسين. ولكن يمكنهم حضور الفعاليات الثقافية مثل العروض المسرحية والحفلات الموسيقية في دور السينما وقاعات العرض، وكذلك الفعاليات الأدبية التي يتم عقدها في محلات الكتب من أمسيات شعرية وغيرها.

ما كان ليتم فسح المجال لإنشاء الفضاءات المسرحية الخاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لو لم تتوفر القناعة على الصعيد السياسي خاصة، بأنه لا بد من توفير فرص أكبر للشباب، فالنظام الإسلامي يدرك تماما أن بطالة الشباب والتضييق على حرياتهم لعبت دورا رئيسيا في الثورات التي اجتاحت الشرق الأوسط عام 2011، وكذلك المؤيدة للحركة الخضراء الإيرانية الفاشلة التي اندلعت عام 2009 مطالبة بالإصلاح.

حوالي ثلثي سكان إيران البالغ عددهم 78 مليون نسمة سنهم دون الأربعين عاما، وهم اليوم يشكلون 25 مرة أكثر ممّا كانوا عليه في عام 1979 (تاريخ قيام الثورة الإسلامية)، بما في ذلك حوالي 1400 خريج جامعي سنويا في اختصاص الدراسات المسرحية، والذين لم تتوفر لهم فرص عمل كافية لاستثمار تكوينهم ومؤهلاتهم.

وتمثل العروض المسرحية في المسارح الخاصة في إيران متنفسا للشباب الإيراني ومساحة ليوظف خريجو المعاهد والجامعات في الاختصاصات المسرحية طاقاتهم ومواهبهم ومؤهلاتهم الفنية.

70 بالمئة نسبة الترفيع في ميزانية الأنشطة الثقافية لهذا العام ما يظهر التزام الحكومة تجاه الفنون
ويتم يوميا عرض حوالي 100 مسرحية تعالج مواضيع تتعلق بالحياة اليومية في البلاد. على سبيل المثال، مسرحية كوميديا مثل القتل “أو كوميدي لايك أو موردا” مستوحاة من اغتيال الملك ناصر الدين شاه قاجار في القرن التاسع عشر. وقد جمع هذا العمل الفني بين تقاليد الكوميديا الفارسية والرقص والموسيقى، وتناولت دور الفن في المجتمع الإيراني. يقول حاركي خان، البطل الرئيس في المسرحية “هذه الأرض لا تحتاج إلى فنانين، وحتى لو كان كذلك، فإنه يُراد منهم أن يكونوا أذلاء ومضحكين لا أكثر”.
يقول رئيس قسم الفنون المسرحية التابعة لوزارة الثقافة في إيران مهدي الشافعي “رغم التقيد بالقوانين إلا أنه يستمع أيضا إلى انتقادات الفنانين كما أنه لم يتم حظر أي عمل خلال العام الماضي كما حدث من قبل”، مضيفا أن الترفيع بنسبة 70 بالمئة في ميزانية الأنشطة الثقافية لهذا العام يُظهر التزام الحكومة تجاه الفنون.

دوليا، كانت الصادرات الفنية الإيرانية الأكثر شهرة هي للمخرجين السينمائيين عباس كياروستامي وجعفر بناهي. ولكن، في وقت لاحق من هذا العام، سوف تصبح مسرحية “هيرينغ” لأمير رضا كوهيستاني أول مسرحية إيرانية يتم اختيارها لمهرجان المسرح بأفينيون في فرنسا.

ويقول فاغهار، أحد مؤسسي “مسرح باران” بما أنهم يعتمدون بشكل كلي على مداخيل شباك التذاكر، فإنهم كثيرا ما يعرضون مسرحيتين أو ثلاثا في اليوم. في المقابل ترى أمنزاديه أن الأمر يستحق هذا العناء، وتقول “لقد كانت خطوة جيدة جدا، نحن فخورون بمسرح باران الذي يعتبر الآن من المسارح الخاصة الرائدة في مجال تشجيع الشباب في إيران”.
---------------------------
المصدر :طهران -  العرب 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9