أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، يوليو 30، 2013

المسرح الاسود / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 30, 2013  | لا يوجد تعليقات

المسرح الاسود مسرح ابداعي يعتمد سينغرافيا متميزة من حيث ان المسرح يكون مُظلِماً تماماً، وكلّ شيء فيه يكون أسوداً، مِن ملابس المُمثلين، وجميع ستائر المسرح وقاعة العَرض أيضاً تكون سوداء . بحيث لا يظهَر أيّ شيء سواء مِن وجوه المُمثلين أو أجسادهم، ولا شيء مِن أرضية المسرح وسَقْفه . إلا ما يريد الممثِّل إظهاره . ولا يُسمَح بأيّ مَصدَر ضوء، إلا الأشعة فوق البنفسجية، لأنَّ هذا مِن شأنه كَشْف العمل وإفساد مُتعَة المُشاهَدة .المسرح الاسود او مسرح الضوء الاسود عرض مسرحي يتم في مسرح مكلل بالسواد ومغطى بستائر سوداء
ويعتمد العرض على ان يلبس العارضون والعارضات ملابس سوداء وكل ما حولهم اسود ولا يسمح بتسلل الضوء حتى لا يفسد العرض ويعتمد المسرح الاسود على الاشعة فوق البنفسجية  التي تنبعث من خلال انبوبة ضوء الفلورسنت وهو يعكس الالوان الفسفورية التي تضاف الى ملابس الممثلين او الديكور لاتمام المشهد المسرحي ويصاحب العرض موسيقى حديثة مرتبطة بثيمة  
والمسرح الاسود يختلف عن المسرح التقليدي في انه يعطيك متعة بصرية ويحرك خيال المشاهد ويمتعه بعرض شيق جميل
أما ما يراه المُتفرِّجون فهو ما يظهَر فقط على المسرح في عُمق الظلام، سواء كان ثابتاً أو مُتحرِّكاً، بالألوان الفسفورية فقط . حيث يستقبِل الأشعة فوق البنفسجية مِن مصدر الضوء الخاص . وهناك مواد مُعيَّنة ذات خاصية فسفورية تتوهَّج توهُّجاً ساطِعاً في الظلام عندما تسقُط عليها تلك الأشعة . والملابس أو الرسومات أو الأشياء، المَطليَّة أو المُغطَّاة بالألوان الفسفورية، سوف تسطَع أمام تلك الأشعة فقط، وليس أي ضوء آخر .
هذا النوع مِن المسرح يُتيح للمُخرِج رؤًى تشكيلية لا يجدها في الأنواع المسرحية الأخرى . فالمسرح الأسود يتفوَّق على المسرح التقليدي ، لأنَّه يتَّخِذ بُعداً جمالياً وتعبيرياً مُختلفاً . مثلاً، الكُتلة المُعلَّقة في فراغ المسرح المُظلِم بامتدادها الحركي، تتحوَّل إلى خَطّ، والخَطّ يتحوَّل إلى دائرة . وقد تتبدَّل صِفات ذلك الخَطّ وسُرعة حركته  . إنَّ هذه المُعطيات وغيرها مِن الإمكانيات، توفِّر للمُخرج المُبدِع إمكانيات فنية وتقنية كبيرة في رَسْم المَشهَد المُراد عَرضه كون  المسرح الأسود مسرحا ابداعيا .
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الأحد، يوليو 28، 2013

تولستوي مسرحيا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 28, 2013  | لا يوجد تعليقات


حاول تولستوي الكتابة في مجال المسرح , فكتب عشر مسرحيات , وهذه المسرحيات التي كتبها مازال المسرح الروسي والعالمي  يتناولها ويعرضها على المسرح, وتولستوي وجد طريقه في المسرح عندما كان معروفا في الادب الروسي بما فيه الكفاية في مجال القصة وذلك في اواسط ستينيات القرن التاسع عشر, وقد سافر من ضيعته المعروفة ( ياسنايا بوليانا) الى موسكو خصيصا  ليقرأ مسرحيته الكوميدية الموسومة ( اسرة موبوءة) للكاتب المسرحي الروسي الشهير أستروفسكي, ولم يرغب أستروفسكي ان يحبط همة تولستوي ولم يشأ ان يقول له ان ما كتبه لا يحتوي على العناصر الحقيقية اللازمة للفن المسرحي, وانه يجب ان ينقحها بشكل جذري, وقدكتب استروفسكي الى الشاعر نكراسوف لاحقا رسالة بتاريخ 7 مارت/ آذار عام 1864 يصف فيها كيف ان تولستوي ( جرٌه الى مسكنه) كي يقرأ له ( كوميديته الهابطة جدا). لقد اراد تولستوي ان يعرض المسرح الدرامي مسرحيته تلك ولكنهم رفضوها بدبلوماسية, رغم توسط البعض ممن يعرفون تولستوي وقيمته الادبية , وقد فهم تولستوي ذلك فتركها وعاد الى ضيعته واهمل المسرح لفترة طويلة. لقد حاول تولستوي الكتابة للمسرح , بل ان احدى محاولاته قد عرضت في بيته وقامت بتمثيلها زوجته واختها واخت تولستوي نفسه , وكانت تتناول موضوع العدمي , والذي تناوله تورغينيف في روايته المعروفة ( الاباء والبنون) اواسط الستينات ,الا ان تولستوي كان مباشرا بتناوله للموضوع  وتحدث عن عدم تعاطفه الكلي مع افكار العدميين ولم يعكس الا الجوانب السلبية لهم,وقد تم العرض بشكل هزلي بحت ليس الا وفي وسط عائلي فقط, لدرجة ان تولستوي اهمل النص ولم ينشره اثناء حياته , وتم نشره بعد موته عندما وجدوه في اوراقه.
المسرحية التي نشرها تولستوي وخصصها للمسرح الشعبي جاءت في اواسط الثمانينات فقط  (اي بعد حوالي عشرين سنة تقريبا من محاولاته المسرحية الاولى),   وهي مسرحية هادفة تسعى الى تربية الشعب وتثقيفه , وهو ما كان يهدف اليه تولستوي في مسرحه عموما ويرى ان هدف المسرح يكمن في ذلك قبل كل شئ, وهذا هو السبب الرئيسي في الخلافات اللاحقة مع تشيخوف وستنسلافسكي التي حدثت فيما بعد , اذ ان تولستوي كان يعتقد جازما ان المسرح يجب ان يتناول احداثا تربوية  وتوجيهية محددة , واصبحت مشهورة كلماته الغاضبة التي قالها عندما ترك المسرح اثناء عرض مسرحية تشيخوف باخراج ستنسلافسكي , والتي اشارفيها الى ان المسرح لا يمكن ان يقوم لمجرد ان شخصا يرقد على الاريكة وينظر الى الحديقة ليس الا. 
كانت تلك  المسرحية بعنوان ( المقطٌر الاول ) ( ترجمها زميلي المصري المرحوم  الدكتور فوزي عطية ونشرها ضمن سلسلة المسرح العالمي الكويتية بعنوان – اول من صنع الخمر) وقد نشرها عام 1886 وتتناول موضوعة الخمور والشر الذي تحمله في حياة البشر, وقد اقتبسها تولستوي من قصة كتبها هو نفسه في تلك الفترة, عندما كان يمر بازمته الدينية – الاخلاقية المعروفة في مسيرة حياته , والتي قرر فيها بضرورة التوجه الى الشعب وتنويره وتهذيبه وتثقيفه .كانت القصة , وبالتالي المسرحية تدور حول اغراءات الشيطان لمختلف فئات الشعب من اقطاعيين وتجاروموظفين ونساء وفلاحين, وكيف يتعامل الشيطان مع الفلاحين ويغريهم بصنع الخمر , الذي يثير المشاجرات والخصام عندما يفرطون بشربه. لقد اراد تولستوي ان يقول ان الكحول من اختراع الشيطان نفسه,وان من يتناوله يقع في قبضة الشيطان,ومن المعروف ان تولستوي قد اقلع عن شرب الخمر وعن التدخين ايضا, وكان في تلك الفترة نباتيا.
تم عرض المسرحية في موسكو وبطرسبورغ , لكن الرقابة منعتها عام 1888 بسبب التهجم على الموظفين والاقطاعيين فيها.
بعد تلك المسرحية كتب تولستوي سبع مسرحيات اخرى ,ومن اهمها واشهرها ثلاث مسرحيات هي – سلطة الظلام وثمار التربية والجثة الحية, وهي المسرحيات التي لا زالت باقية لحد الان من بين كل مسرحياته العشرة.
سلطة الظلام او سلطة العتمة اوقوة الظلام او قوة الظلمات او سطوة الظلام او سلطان الظلمات كما جاءت في مختلف الترجمات العربية ( وكلها تمثٌل اجتهادات ترجمية صحيحة) – هي مسرحية كتبها تولستوي عام 1886 اعتمد فيها على حدث حقيقي في مدينته تولا , حيث قتل احد الفلاحين وليده من ابنة زوجته ( التي كان عمرها 16 سنة) ودفنه في فناء البيت, وفي يوم زواجها اعترف بجريمته امام الجميع. لقد اثارت القضية في حينها ضجة  هائلة في المجتمع الروسي آنذاك, وقد زار تولستوي نفسه هذا الفلاح في السجن مرتين وتحدث معه, وادخل الكاتب المسرحي بالطبع بعض التعديلات على الحدث, ولكنه اشار في احدى رسائله الى انه استخدم في مسرحيته تلك الحادثة. ان الفكرة الرئيسية عند تولستوي كانت تكمن بالذات في الاعتراف بالجريمة , او بكلمات اخرى الاعتراف بالخطيئة بشكل عام, او الاعتراف بالذنب علنا وامام الجميع – هو العقاب الحقيقي للمجرم بغض النظر عن العقوبات الاجتماعية والقانونية الاخرى في هذا المجال, اي ان فكرة تولستوي تبين ان الاعتراف بالخطأ او بالذنب هو الوسيلة الكبرى والاهم للتكفير عن تلك الخطيئة, وان الندم هو العقاب الاساسي والحقيقي .
تم فيما بعد عرض المسرحية – وبنجاح كبير- في روسيا, اما المسرحية الاخرى الباقية لحد الان فهي – ( ثمار التربية)والتي ترجمها المترجمون العرب ب ثمار المعرفة او ثمار الحضارة, وقد انجزها تولستوي عام 1889 ومثلوها على خشبات المسارح الروسية بنجاح وتم ترجمتها الى عدة لغات اجنبية, وتناولت حياة الاقطاعيين التافهة المترفة ومعاناة الفلاحين الرهيبة .اما المسرحية الاكثر شهرة عند تولستوي فهي مسرحية ( الجثة الحية) والتي اعتمد فيها على واقعة حقيقية جرت في المجتمع الروسي آنذاك حول زوجين اختلفا فيما بينهما وطلبت منه زوجته ان يتظاهر بالانتحار لتتزوج من شخص آخر ولكن اللعبة انكشفت واحيل الزوجين الى القضاء.لقد انجز تولستوي مسرحيته تلك عام 1904 بعد ان اضاف اليها لمسات اخرى بالطبع ,الا ان ابن تلك العائلة زار تولستوي وتقدم اليه بطلب عدم نشرها, وهذا ما تم فعلا , وقد جرى نشرها بعد موت تولستوي عام 1911 وحازت على نجاح باهر , خصوصا عندما عرضها ستانسلافسكي في مسرح موسكو الفني, ولا زالت هذه المسرحية تعرض في مسارح روسيا المختلفة , وقد شاهدتها انا شخصيا ورأيت استقبال الجمهور الروسي المتحمس لها والتصفيق الحاد للممثلين الذين ادٌوا ادوارها, وخصوصا تلك المشاهد الرائعة الجمال للاغاني الغجرية التي كانت تؤديها فرق باكملها وهي ترتدي الملابس الفلكلورية المزركشة مع العزف الحي لمختلف الالات الموسيقية المصاحبة لها, هذا وقد حازت هذه المسرحية ايضا على نجاحات كبيرة عند عرضها على عدة مسارح اوربية. وقد كتب تولستوي عدة مسرحيات اخرى منها – ( النور يسطع في الظلام) و( كل الفضائل تأتي منها).
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الثلاثاء، يوليو 23، 2013

روسيا موطنا لعدد كبير من المسارح

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 23, 2013  | لا يوجد تعليقات

تعتبر روسيا موطنا لعدد كبير من المسارح. ويرجع ذلك إلى ما تميزت به من فنون مسرحية وموسيقية، ومن بينها مسارح الموسيقى، والدراما، والمسارح الكوميدية، ومسارح الأطفال:
مسرح الباليه الروسي

تأسس مسرح الباليه الروسي، في البداية، في القصر. وكانت العروض الأولى تقدم بين فترة وأخرى منذ أواخر القرن السابع عشر في بلاط القيصر ألكسي ميخايلوفيتش. وازداد انتشارها في أيام القيصر بطرس الأكبر، وبالأخص في عهد يليزافيتا بتروفنا. وفي عام 1738 افتتحت مدرسة باليه بطرسبورغ، كما افتتح فرع للباليه بموسكو في دار التربية عام 1773 أصبح فيما بعد كلية الرقص بموسكو. نشأ الباليه في روسيا تحت تأثير اتجاهين عظيمين على حد سواء هما: تقاليد الرقص الغربية التي جاء بها مخرجو الرقص الأجانب الذين عملوا في روسيا منذ القرن الثامن عشر ، والرقص الفولكلوري الروسي. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر تشكل فن الباليه الروسي باعتباره مدرسة وطنية مستقلة. وفي مطلع القرن العشرين ذاع صيت مخرجي الباليه من أمثال ميخائيل فوكين، ألكسندر غورسكي، كاسيان غوليزوفسكي، فيودور لوبوخوف الذين جددوا الباليه الروسي من حيث الشكل والمضمون. كما برز عدد من أشهر نجوم الباليه الروس على مستوى عالمي مثل غالينا اولانوفا، مايا بليسيتسكايا، نينا أنانياشفيلي، إيلزا لييبا، أندريه أوفاروف، نيكولاي تسيسكاريدزه وآخرين.  
 مسرح البلشوي


يعتبر من أهم وأعرق المسارح في روسيا. وتنبع أهميته ليس فقط من شهرته العالمية في تقديم عروض الباليه والأوبرا، بل ومن طرازه المعماري الفريد. أسست بناية هذا المسرح القديمة في عام 1776 . أما البناية التي يشغلها حاليا فقد أسست عام 1825. http://www.bolshoi.ru/en   مسرح موسكو الفني (تشيخوف) قدم مسرح موسكو الفني (تشيخوف) الذي أنشئ عام 1898 عروضا مسرحية لمؤسسى مدرسة المسرح الروسي ستانسلافسكي ونيميروفيتش دانتشينكو، إضافة إلى عروض المسرح الكلاسيكي الحديث، والعديد من مسرحيات الكاتب الروسي أنطون تشيخوف الذي أخذ هذا المسرح اسمه فيما بعد. http://en.wikipedia.org مسرح الكرملين للباليه يقع هذا المسرح في منطقة الكرملين في موسكو. أسسه الفنان الروسي أندريه بتروف عام 1990. ويهتم بتقديم عروض الباليه الروسية الكلاسيكية. ويزوره متفرجون من مختلف أنحاء العالم. للاطلاع على الموقع: http://www.kremlin-gkd.ru/eu/index.htm مسرح مارينسكي افتتح هذا المسرح في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية في عام 1860 بعرض أوبرا غلينكا التي تدور أحداثها حول حياة القيصر. وسمي بمسرح ماريانسكي تيمنا بزوجة الإمبراطور ألكسندر الثاني ماريا. ووفقا لآراء المختصين المعاصرين يعد هذا المسرح أفضل مدارس أوروبا في الباليه والأوبرا. للمزيد على الموقع التالي: http://www.mariinsky.ru/en مسرح ألكساندرينسكي جاءت تسمية بمسرح ألكسندرانسكي حيث صادف هذا التاريخ ذكرى القديس ألكسندرنيفسكي. ويعرف أيضا بالمسرح الدرامي للأكاديمية الوطنية الروسية. ويعتبر أقدم مسرح وطني في روسيا. أسسته الإمبراطورة الروسية اليزابيث ابنة القيصر الروسي بطرس الأكبر. وذلك في 30 أغسطس (آب) عام 1756 . ويعد هذا المسرح أب المسارح الروسية، ولهذا فقد أعتبر تاريخ تأسيسه بمثابة ولادة العروض المسرحية الروسية. إضافة إلى أن هذا التاريخ حدد السياسة الروسية فيما يتعلق بالفنون المسرحية. http://en.alexandrinsky.ru مسرح " المالي" تعني كلمة "مالي" بالروسية صغير. وأطلق على المسرح اسم مالي بسبب كونه يقع بالقرب من مسرح "البلشوي" او الكبير. ويعتبر مسرح " المالي" من أقدم المسارح الروسية. فقد أسست فرقته في عام 1756 لدى جامعة موسكو، بناءً على مرسوم صادر عن الامبراطورة الروسية يليزابيت بيتروفنا. ومن شأن ذلك ان يعتبر رمزا لولادة المسرح المحترف في روسيا. وفي عام 1824 بدأ المهندس المعماري الروسي أوسيب بوفي بتجسيد فكرة إنشاء مركز مسرحي في وسط موسكو. وبفضل إنجاز هذا المشروع تلقت فرقة موسكو التي انضم اليها ممثلو المسرح الجامعي بناية خاصة بها واقعة في ساحة " بيتروفسكايا" أو "تياترالنايا" في الوقت الحاضر. كما تلقت الفرقة تسمية جديدة وهي مسرح " المالي". وكان تأثير هذا المسرح على الثقافة والرأي العام الروسيين كبيرا في كل الاوقات. ويعتبر مسرح " المالي" منذ تأسيسه من اهم مراكز الحياة الثقافية في روسيا. ويضم ريبرتوار المسرح في الوقت الراهن، في اغلب الاحيان، مسرحيات ألفها الكتاب الروس الكلاسيكيون. http://en.wikipedia.org/wiki/Maly_Theatre_(Moscow)   مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى يعتبر مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى من أكبر مسارح الدمى في العالم، وهو فريد من نوعه ، علما بانه ادرج في كل الموسوعات المعروفة في العالم، بما فيها كتاب غينيس للارقام القياسية . وقد أسس مسرح اوبرازتسوف المركزي الاكاديمي للدمى في عام 1931. وترأسه من اليوم الاول سيرغي فلاديميروفيتش اوبرازتسوف، الفنان والممثل والمخرج الكاتب البارز. وانتقل المسرح في عام 1970 الى بناية جديدة واقعة في شارع سادوفوي كولتسو، وهي مجمع المعمارى يعتبر نموذجا لكافة مسارح الدمى الثابتة في العالم. وتزين واجهة بناية المسرح ساعة حائط موسيقية، تتحرك فيها على رأس كل ساعة هياكل لحيوانات مختلفة. و قد غدت ساعة الحائط هذه رمزا للمسرح. وقد تم في متحف المسرح جمع باقة من الدمى الفريدة من نوعها، تمثل حقبا تاريخية مختلفة في العالم باسره. ويضم ريبرتوار المسرح مسرحيات للاطفال وكذلك للكبار. وقد زار المسرح خلال 7 عقود ملايين من الاطفال والكبار وعشرات من رؤساء الدول والحكومات ومئات من المشاهير في مجال الفن والثقافة والعلم. http://www.puppet.ru/english/about/   مسرح فولكوف الدرامي في مدينة ياروسلافل يعتبر مسرح فولكوف الاكاديمي الروسي للدراما في مدينة ياروسلافل اول مسرح محترف في روسيا. وأسسه في عام 1750 فيودر فولكوف الفنان الروسي المشهور. واطلق عليه اسم فولكوف في عام 1992. ويعتبر المسرح احد الرموز لزيارة المدينة . ويعيش حياة ثقافية نشيطة مليئة بالعروض والمهرجانات. وتقدم فرقة المسرح عروضا كثيرة على خشبات المسارح الروسية الاخرى. ويضم ريبرتوار المسرح 26 مسرحية لكتب كلاسيكيين، روس والاجانب. http://www.vor.ru/culture/cultarch58_eng.html مسرح نوفوسيببيرسك للدراما والاوبرا والبالي يعد هذا المسرح أكبر مسرح في مدينة نوفوسيببيرسك وعموم سيبيريا، وواحدا من أهم المسارح الروسية. وتقع بنايته، وهي من اضخم البنايات المسرحية في روسيا، في ساحة لينين، وسط المدينة. ويعتبر المسرح رمزا لمدينة نوفوسيبيرسك. وتحول بعد اعادة ترميمه في عام 2005 الى أحدث مسارح روسيا. وقد تم افتتاح المسرح في عام 1945 بعرض اوبرا "ايفان سوسانين" للموسيقار الروسي ميخائيل غلينكا. وتعد فرقته من اقوى الفرق الفنية في روسيا. وقد حازت المسرحيات التي كان يقدمها المسرح على جوائز روسية واجنبية . http://www.opera-novosibirsk.ru/index.php السيرك الكبير في بطرسبورغ يعد سيرك بطرسبورغ العام الكبير في منطقة فونتانكا أول سيرك ثابت في روسيا. وتم افتتاحه في 26 ديسمبر/كانون الاول عام 1877 . ويعتبر مبنى السيرك منشأة فنية فريدة من نوعها قائمة على اساس الفكر الهنسي المتقدم آنذاك. وانه يوصف حاليا بانه من أجمل مسارح السيرك في اوروبا. انتهى عشية موسم 2003-2004 العمل على اعادة بناء واجهة مبنى السيرك الذي استعاد بذلك فخامته المعمارية. وتقدم هنا عروضها اشهر الاسر الفنية المتعاملة مع الحيوانات المروضة مثل عائلات دوروف وفيلاتوف وزاباشني . وقد شهد السيرك الكبير في بطرسبورغ ايضا عروضا لمشاهير المهرجين، وضمنهم يوري نيكولين واوليغ بوبوف ويوري كوكلاتشوف والفنانون البهلوانيون برئاسة فلاديمير غاراموف وغيرهم من اساتذة الحلبة . احتفل السيرك العام الكبير في بطرسبورغ في عام 2007 بذكرى مرور 130 سنة على تأسيسه. وقدم بهذه المناسبة العرض " الكرنفال بفونتانكا" ويمكن المرء ان يشاهد هنا أفضل الفنانين الروس الذين يمجدون فن السيرك الوطني في العالم باسره، كما يقدم هنا عروضهم الضيوف من فرق السيرك الوافدة من مختلف بلاد وقارات العالم.   مسرح الحيوانات "ركن جد دوروف و"بلاد العجائب لجد دوروف" و"ومسرح حيوانات دوروف" .. باتت هذه التسميات معروفة ليس لأهالي موسكو وغيرها من المدن الروسية فحسب بل ولكثير من الضيوف الاجانب. بالفعل فان هذا المسرح يعد مسرحا غير عاد لا نظير له في العالم إطلاقا، إذ ان الممثلين هنا ليسوا أناسا بل حيوانات وطيور. فلاديمير دوروف ممثل السيرك المشهور والمهرج والمروض والكاتب والعالم في سيكولوجيا الحيوانات هو الذي افتتح "ركنا" لحيواناته في 8 يناير/كانون الثاني عام 1912 .واخترع دوروف اسلوب ترويض خاص به حيث تخلى عن الاستعانة بعصاء وسوط باعتبارهما أداتين تهينان حيوانات. واعتقد دوروف ان اللطافة والطيبة لدى معاملة الحيوانات خير من القساوة. ويضم المسرح "بلاد العجائب لجد دوروف" اليوم الخشبتين الكبيرة والصغيرة والعرض " السكة الحديد للفئران" الى جانب متحف المسرح. ويتعجب الصغار والكبار الزائرون هذا المكان الفريد من نوعه بما قد يجلب التعاون مع الحيوانات من المسرة والرضاء .   مسرح موسكو الفني (غوركي) تأسس هذا المسرح في عام 1987 بعد تقسيم فرقة مسرح موسكو الفني الى فرقتين تحمل احداهما اسم تشيخوف والاخرى اسم غوركي (كان المسرح سابقا ومنذ عام 1932 يحمل اسم غوركي). وتم ذلك بطلب من كبير المخرجين اوليج يفريموف بحجة ان الفرقة اصبحت كبيرة الحجم جدا وتعمل في بنايتين منفصلتين مما يؤثر سلبا على العمل الابداعي للمسرح . وتولت الادارة الفنية لمسرح موسكو الفني (غوركي) الواقع في بوليفار تفيرسكوي بموسكو الممثلة المعروفة تاتيانا دارونينا التي عملت على المحافظة على تقاليد مسرح موسكو الفني القديم الذي اسسه قسطنطين ستانيسلافسكي وفلاديمير بأعتباره يمضي في مسيرة المسرح الاصلي. لهذا واصلت تقديم عروض المسرح السابقة مثل " الحضيض" لغوركي و"الحرس الابيض" لبولغاكوف و" جوردان المخبول" لموليير و" بستان الكرز" لتشيخوف و"فاسا جيليزنوفا" لغوركي و" الطائر الازرق" لميترلينك وغيرها.وفي الفترة الاخيرة دعت دارونينا للعمل في المسرح فاليري بولياكوفيتش احد المخرجين الموهوبين الجدد الذي اخرج بطريقة مبتكرة جديرة بالاعجاب "المعلم ومرجريتا" لميخائيل بولجاكوف و" روميو وجوليت" لشكسبير، وذلك بهدف ضخ دم جديد في ربرتوار المسرح واساليبه الفنية. وتقول تاتيانا دارونينا :" نحن نحاول ان نعطي الممثلين الشباب الذين انضموا الى فرقتنا افضل ما علمنا اياه اساتذتنا العظام.تقاليد المسرح الروسي – الواقعية والحقيقة و" الكلمة" باسم مجد الانسان .والكمال الروحي والسعي الى ابراز ما يسمى ب" الضمير" .لأن الضمير وحده يعتبر مقياس الاستقامة والطيبة ونكران الذات لدى البشر. ان وجود الضمير لدى كل واحد منا يقرر فيما " اذا كان انسانا ام حيوانا حقيرا" ، ووطنيا في بلاده ام عدوا لها يمارس الربا والرشوة ويهدم ويخرب الارض التي ولد فيها. وهذا الامر يعتبر الاساس الذي نحتاج اليه جدا اليوم حين تستشري الجريمة وتضيع القيم الاخلاقية. اننا نعيدها. ونحن ماضون في هذا الدرب".   مسرح "لينكوم" في مالايا ديمتروفكا يعرف جميع هواة المسرح في العاصمة الروسية وضيوفها " معبد الفن" هذا لكونه من مسارح الطليعة التي تقدم دوما شيئا جديدا الى المشاهدين. ويقع المسرح في شارع مالايا ديمتروفكا في مبنى نادي التجار سابقا الذي شيد في عام 1907. وتأسس المسرح في عام 1927 بمبادرة من منظمة الكمسمول السوفيتية بأسم " مسرح العمال الشباب". وعمل فيه آنذاك الكاتب ميخائيل بولجاكوف واشرف على الفرقة كبار فناني مسرح موسكو الفني مثل نقولاي باتالوف وخميليوف وجريبوف وستانيتسين بهدف اعطاء خبرتهم الى الفنانين الشباب.وقدمت على خشبة المسرح الاعمال الكلاسيكية مثل مسرحيات اوستروفسكي وغوركي واعمال بوشكين الممسرحة . وفي عام 1938 تم تغيير اسم المسرح الى "مسرح الكمسمول اللينيني"(لينكوم) واحتفظ المسرح بمختصر التسمية المذكورة حتى اليوم . وكان ربرتوار المسرح عموما يتصف بسمة دعائية من منطلق ان " المسرح خطيب وداعية ومكان للجدل". وفي عام 1938 تولى الادارة الفنية للمسرح ايفان بيرسينيف الذي انتقل من مسرح موسكو الفني – 2 الى هناك مع فريق من الممثلين الشباب فيه. وواصل العمل فيه حتى عام 1952. وتولى مارك زخاروف كبير المخرجين في المسرح اليوم مهام الادارة الفنية للمسرح في عام 1973 . ومنذ ذلك الحين اصبح كل عرض جديد فيه حدثا فنيا كبيرا في العاصمة الروسية. وما زالت بعض العروض مثل " يونونا و افوس" و" البهلول بالاكليريف" و" قتل التنين" و"بير غونت" تعتبر من خيرة عروض المسرح الروسي.   مسرح "موسوفيت" احد اقدم مسارح موسكو .وقد أسسه في عام 1923 الاديب والمخرج المسرحي س . بروكوفييف بأعتباره مسرح نقابات محافظة موسكو. وفي فترة 1925 – 1940 تولى ادارته الممثل والمخرج المعروف يفغيني لوبيموف- لانسكوي. وتولى ادارة المسرح في فترة 1940 – 1977 يوري زافادسكي الممثل والمخرج الكبير احد تلامذة ستانيسلافسكي ونيمروفيتش- دانشينكو ويفغيني فاختانغوف ، الذي جذب للعمل فيه كوكبة من النجوم اللامعة في المسرح مثل فيرا ماريتسكايا ونقولاي موردفينوف وفايينا رانيفسكايا ولوبوف اورلوفا وروستيسلاف بليات وغيرهم. وبفضل ذلك حظي المسرح بشعبية كبيرة لدى الجمهور المسرحي. وفي عام 1964 منح المسرح وضع " مسرح اكاديمي" .وفي السبعينيات تولى الادارة الفنية فيه المخرج المعروف بافل خومسكي الذي اصبح في عام 1985 كبير مخرجي المسرح. وقد حافظ المسرح على تقاليده وهو يواصل البحث عن طرائق واشكال جديدة في التعبير. ولهذا الغرض تأسس مسرح تجريبي تابع له في عام 1978 باسم " مسرح البهو " (او الخشبة الصغرى) . وبدأ في عام 1990 نشاط خشبة المسرح هذه " تحت السقف " بأخراج مسرحية " كاليجولا" من قبل المخرج المجدد بيوتر فومينكو. وتقدم على خشبة المسرح "الرئيسية"(1100 مقعد) و" تحت السقف "(120 مقعدا) العروض المسرحية للكتاب الروس والعالميين وكذلك الكتاب الشباب بأداء ممثلين معروفين مثل مرجريتا تيريخوفا وسيرغي يورسكي وغيورغي تاراتوركين والكسندر فيليبينكو واولجا كابو وغيرهم. وتقوم فرقة المسرح بجولات مستمرة في انحاء روسيا وفي بلدان رابطة الدول المستقلة والولايات المتحدة وبولندا وبلغاريا وفرنسا وفنلندا كما تشارك في المهرجانات المسرحية العالمية. ويتضمن ربرتوار المسرح حاليا حوالي 25 مسرحية بينها مسرحيات للأطفال.   مسرح "تاجانكا" يتصدر هذا المسرح المسارح الطليعية الروسية منذ تأسيسه في 23 ابريل/نيسان عام 1964 من قبل الممثل والمخرج يوري لوبيموف على قاعدة مسرح الدراما والكوميديا بموسكو. وبدأ المسرح نشاطه حين قدم لوبيموف عرض مسرحية برتولت بريخت " الرجل الطيب من سيتشوان" بمشاركة طلابه في معهد شوكين المسرحي بموسكو. وكان هذا العرض حدثا بارزا في الحياة المسرحية بالعاصمة وكان من الصعب شراء تذاكر لمشاهدة هذا العرض انذاك. وبرز فيه فنانون مثل فلاديمير فيسوتسكي الممثل والشاعر والمغني وفاليري زولوتوخين وزويا سافينا ونقولاي جوبينكو وألا ديميدوفا وليونيد فيلاتوف وغيرهم. ولم يستخدم المخرج في هذا المسرح الستار والديكورات ابدا في عروضه. وتسود في العرض مشاهد التمثيل الصامت " البانتوميم" ومسرح الظل والموسيقي باعتبارها عنصرا رئيسيا في العرض المسرحي. وقد ابدت السلطات السوفيتية عدم ارتياحها من عروض هذا المسرح وحتى منعت الرقابة بعضها.وفي عام 1980 غادر لوبيموف البلاد للعمل في المسارح الاوروبية. وتفككت فرقته المسرحية ثم انقسمت الى مسرحين في عام 1992 احدهما بقيادة نقولاي جوبينكو بأسم " مسرح رابطة الممثلين في تاجانكا" التي شغلت المبنى الجديد للمسرح ، بينما بقي الاخر في المبنى القديم بقيادة لوبيموف لدى عودته من الخارج بعد زوال الاتحاد السوفيتي. ويواصل لوبيموف العمل في المسرح بالرغم من انه بلغ من العمر ارذله ولا تزال عروضه المسرحية تجذب الشباب بصورة خاصة.   مسرح "فاختانغوف" تعود منابت هذا المسرح الى عام 1913 حين قرر فريق من الطلاب بموسكو تأسيس ( الاستديو الدرامي الطلابي) بهدف ممارسة الفن المسرحي حسب "طريقة ستانيسلافسكي".ووافق الممثل والمخرج يفغيني فاختانغوف في مسرح موسكو الفني على تقديم الدروس لهم بعد ان ذاع صيته بكون خيرة المدرسين العارفين ب" الطريقة". ولم تكن لدى الاستديو مبنى مسرح ولهذا كانت التمارين المسرحية تجري في اماكن متفرقة وفي البيوت احيانا. لكن الطلاب عملوا بحماس وقدموا اول عرض لهم في 26 مارس/آذار في نادي الصيد وهي مسرحية " عزبة لانين " للكاتب بوريس زايتسيف. وبما ان الاستديو لم يملك المال لصنع الديكورات والازياء فقد استخدم في صنعها قماش الاكياس الرخيص بعد صبغه بلون رمادي واخضر ووضع عدة اصص ازهار لاظهار مشهد شرفة في الحديقة. لكن العرض كان فاشلا بسبب قلة خبرة الممثلين الذين احتفلوا مع هذا في احد المطاعم بتقديم العرض الاول. وبعد هذا الفشل الذريع منعت ادارة مسرح موسكو الفني فاختانغوف من ممارسة اي عمل خارجه. ولهذا قرر الاستديو الانتقال للعمل سرا " في السراديب".واتخذ مقرا له في احدى الشقق في زقاق منصوروف بموسكو وواصل فاختانغوف العلاقات مع طلابه الذين اكتسبوا المعارف والخبرة في العمل المسرحي. وفي عام 1917 تحول الاستديو الى مدرسة مسرحية باسم " استديو فاختانغوف الدرامي بموسكو " وانضم اليه عدد من الطلاب الذين اصبحوا لاحقا من المشاهير مثل روبين سيمونوف وبوريس شوكين وغيرهم. واخرج فاختانغوف في الاستديو عدة مسرحيات ناجحة مثل " معجزة القديس انطونيو" و" حفلة زفاف " لتشيخوف. وعند ذاك انضم الاستديو الى اسرة مسرح موسكو الفني بأسم الاستديوم رقم 3 .وفي عام 1921 حصل الاستديو على بناية مسرح في شارع اربات يشغله مسرح فاختانغوف الآن . وقدم المسرح عرضا طريفا اصبح رمزا له هو " الاميرة توراندوت " في عام 1922 وتوفي فاختانغوف لدى تقديم البروفة الاخيرة للمسرحية. واطلق اسمه على هذا المسرح. وقد تولى ادارة الفرقة لا حقا احد تلاميذه الموهوبين وهو روبين سيمونوف . ويعتبر اليوم احد ابرز المسارح الاكاديمية بموسكو وعمل فيه فنانون كبار مثل ميخائيل اوليانوف ويوليا بوريسوفا ويوري ياكوفليف وفاسيلي لانوفوي ونقولاي غريتسينكو وغيرهم.   سرح "ساتيرا" يقع هذا المسرح في مبنى سيرك الاخوان نيكيتين سابقا في العهد القيصري . لكن المسرح اغلق في فترة الحرب الاهلية في العشرينيات من القرن الماضي بسبب عدم توفر الطعام للحيوانات . فشغل المبنى مسرح موزيك-هول الذي تحول الى مسرح الاوبريت ومن ثم الى مسرح ساتيرا.وقد بدأ المسرح نشاطه في عام 1924 بتقديم مشاهد تمثيلية هزلية (وليست مسرحيات) وغايتها التسلية والتوعية والدعاية الاجتماعية مثل عروض " موسكو .. وجهة نظر" و" تأميم النساء" و" الورقة اللازمة" و" اوروبا كما يجب " وغيرها. وقد تخصص المسرح في فترة الخمسنيات والستينيات بتقديم العروض المسرحية الهزلية الساخرة للشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي مثل " الحمامات " و" البقة" و"ميستيريا بوف" بالاضافة الى كوميديات موليير وشكسبير. تولى الادارة الفنية للمسرح الكسي اليكسييف في فترة 1924 – 1928 واعقبه نقولاي بتروف. وفي فترة 1955 – 2000 اصبح فالنتين بلوتشيك مديرا فنيا للمسرح وكبير المخرجين فيه. وفي عام 2000 حل محله الممثل الكسندر شيرفندت احد الممثلين البارزين فيه.   مسرح "سوفريمينيك" تأسس المسرح في عام 1956 من قبل مجموعة ابداعية من الممثلين الشباب الذين جمعت ما بينهم وحدة الرأي حول حاضر الفن المسرحي ومستقبله في روسيا بعد فترة زوال عبادة الفرد الستالينية والانفتاح على الثقافة العالمية. وكان بين مؤسسي المسرح اوليج يفريموف وجالينا فولتشيك وايجور كفاشا وليديا تولماتشوفا واوليج توباكوف ويفجيني يفستيغنييف وغيرهم. وجميعهم تخرجوا في حينه من مدرسة – استديو مسرح موسكو الفني. لقد ولد "سوفريمينيك" في فترة بدا فيها ان المسرح قد ابتعد عن واقع الحياة اليومية ، بينما اصاب الجمود تراث ستانيسلافسكي ونيميروفتش-دانشنكو دون ان يجد من يطوره لكي يناسب الوضع الجديد في البلاد. وكان لا بد في الظروف الجديدة من تطوير وما يسمى " طريقة ستانيسلافسكي" واثبات ان " المسرح السايكولوجي " الذي اقيمت عليه هذه الطريقة قادر على البقاء. واعتبر مؤسسو المسرح الجديد ان ابداع مجموعة الممثلين المتناسقة والتوغل في اعمال عالم الابطال وسيكولوجية الانسان بصورة اساسية هو الاساس الذي يجب ان يعتمد من اجل اعادة الانسان الحي الى خشبة المسرح . ورفضوا تحويل الممثل الى دمية بأيدي المخرج. وقد وجد الجمهور في ابطال عروض المسرحيات شخصيات حقيقية من واقع الحياة بما لديهم من مشاكل يومية وهموم وآمال. وسعى المسرح في عروضه الى التحدث مع ابناء العصر بلغة العصر لكي يكون مفهوما لدى الجمهور. وسرعان ما اصبح "سوفريمينيك" خشبة المسرح المفضلة لدى الشباب والانتلجنسيا. ونجح لحد كبير في تقديم عروض معاصرة حقا واصبح يجذب الجمهور حتى في العواصم الاوروربية التي زارها. وقد تولى يفريموف منصب كبير المخرجين في المسرح حتى عام 1970 حيث انتقل لادارة مسرح موسكو الفني ومن ثم اعقبته الممثلة والمخرجة جالينا فولتشيك. ويتضمن ربرتوار مسرح " سوفريمينيك" مسرحيات الكتاب المعاصرين الروس والعالميين وكذلك الاعمال الكلاسيكية لجوجول وتشيخوف وغريبيدوف.   مسرح مايكوفسكي احد اقدم مسارح موسكو وشيد في عام 1886 من اجل الفرق المسرحية الزائرة. وقد شهدت خشبته ابداع سارة برنار واليانورا ديوز وارنستو باسارت وموكه-سيولي وكوكليه الاب وكوكليه الابن وغيرهم . وعلى تخوم القرنين التاسع عشر والعشرين اطلقت عليه تسمية " المسرح الاممي" لتنوع قوميات الفنانين العاملين فيه. وتغير وضع المسرح بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917 حيث افتتح فيه مسرح الساتيرا اي المسرحية الساخرة الثورية(تيريفسات) في عام 1920 ، وفي عام 1922 تغير اسمه الى مسرح الثورة بإدارة المخرج الكبير فسيفولود مييرخولد. وقد عمل فيه فترة عامين وانتقل بعده الى تأسيس مسرحه الخاص وفق اساليبه المسرحية المعروفة ب" البيوميكانيك".وتولى ادارة المسرح بعده المخرج البارز اندريه بوبوف في عام 1931 . وفي عهده اخرجت عروض متميزة منها " قصيدة حول الفأس" و" صديقي" و" روميو وجوليت" و" تانيا" و" فتاة بدون بائنة" و" ماريا ستيورات" وغيرها من العروض التي تعتبر من الاعمال المسرحية الكلاسيكية الروسية. وفي عام 1943 تولى ادارة المسرح نقولاي اوخلوبكوف الذي عمل على جعل المسرح قبلة انظار الجماهير بأخراجه مسرحيات"العاصفة الرعدية" و" هاملت" و" البقة" و" ارستقراطيون" و قصة من اركوتسك" و" الام كوراج وابناؤها" و" ميديا" و" موت تاريلكين". وكان كل عرض من هذه العروض يثير ضجة في الاوساط المسرحية التي تجد فيها عناصر الجدة والابداع التي لم يعرفها حتى مسرح موسكو الفني. وفي عام 1968 تولى ادارة المسرح المخرج والمربي المسرحي اندريه غونتشاروف (درس تحت اشرافه في معهد " غيتنيس" العديد من المخرجين المسرحيين العرب). وقد واصل مسيرة سلفه اخلوبكوف في جعل المسرح مدرسة للتجديد والابتكار حتى وفاته في عام 2001 . وقد اخرج غونتشاروف العديد من العروض المتميزة لمسرحيات الكتاب الروس والاوروبيين مثل "مواهب ومعجبون" و" ابناء فانيوشين" و" الهزيمة" و" عجلة اسمها الرغبة" و" رجل من لامانتش" و" احاديث مع سقراط" و" الهروب" و" النورس" و" ثمار المعرفة" و" نابليون الاول" و" بيت الدمية " وغيرها. وقد اتبع المخرج س. ارتسيباشيف الذي جاء بعده في عام 2002 نهج تقديم الاعمال الكلاسيكية مثل " الزاوج " و" الانفس الميتة" لجوجول و" الاخوة كارامازوف" لدوستويفسكي وغيرها التي حققت نجاحا كبيرا لدى الجمهور. وفي عام 2011 ترك ارتسيباشيف المسرح بسبب الخلافات مع الممثلين ولمرضه الشديد.   المسرح الكوميدي في بطرسبورغ بدأ هذا المسرح نشاطه في عام 1929 في مبنى التاجر يليسيييف صاحب المتاجر المعروفة باسمه في موسكو وبطرسبورغ من اجل تقديم عروض الممثلة الهزلية يلينا غرانوفسكايا التي ذاع صيتها في تقديم مسرحيات الفودفيل. ومن ثم اطلقلت عليه تسمية " مسرح الساتيرا والكوميديا في لينينغراد". لكن في عام 1935 جرى تغيير التسمية الى "المسرح الكوميدي" باشراف المخرج المسرحي والرسام المعروف نيقولاي اكيموف الذي كان يصمم بنفسه ديكورات العروض وملصقات الدعاية لها بأسلوبه المتميز الذي كان يجذب الجمهور. ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة ازدهار المسرح حيث اعتبر بعروضه " لا لي ولا لغيري" للوب دي فيجا و" ارملة من فالينسا" لشريدان و" المنعطف الخطر " لبريتسلي و"الليلة الثانية عشرة" لشكسبير و" الظل " و" التنين" لشفارتس و" القضية" لسوخوفو- كوبيلين وغيرها من افضل مسارح المدينة. واحتفظ المسرح حتى بعد وفاة اكيموف بأسلوبه في تقديم المسرحيات الكوميدية الساخرة الروسية والاجنبية . وعمل فيه مخرجون مبدعون مثل بيوتر فومينكو ويوري اكسيونوف وتاتيانا كازاكوفا. ولا يزال المسرح يجذب اهتمام الجمهور بعروضه التي يقدمها ممثلون موهوبون حصل العديد منهم على الجوائز في المهرجانات المسرحية. ويقدم " المسرح الكوميدي" عروضه الى ذوي الاذواق المتباينة والحاجات المختلفة ومنهم الاطفال.   مسرح ميخايلوف للاوبرا والباليه يقع مبنى المسرح التأريخي هذا في ميدان الفنون في سانكت بطرسبورغ ويعتبر في الوقت الحاضر من خيرة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا بل حتى ينافس مسرحي مارينسكي والبولشوي في جودة العروض المقدمة فيه. وقد تأسس في عام 1833 بإسم مسرح ميخايلوف الامبراطوري. وتنسب تسميته الى الامير المعظم ميخائيل النجل الاصغر للامبراطور بافل الاول حيث كان مقرا له واستخدم مسرحه كمسرح جيب تتم فيه تسلية افراد الاسرة الامراطورية والضيوف الكبار. وفيما بعد اصبحت خشبته مخصصة للفرق الاجنبية الزائرة لبطرسبورغ وصعد عليها مشاهير الموسيقيين والفنانين مثل يوهان شتراوس ولوسيان غيتري وماتيلدا كاشينسكايا وكذلك شاليابين وفرقة سارة برنار. وزار المسرح بوشكين وجوكوفسكي وليف تولستوي وبيوتر تشايكوفسكي. وبعد عام 1918 اصبحت للمسرح فرقة ثابتة عمل فيها المشاهير مثل المخرجون المسرحيون مييرهولد وزون وسموليتس وفنانو الباليه لوبوخوف وبالانتشين وغريغوروفيتش. وقد تغيرت تسمية المسرح عدة مرات من مسرح مالي للأوبرا والباليه الى مسرح موسورغسكي وفي عام استعاد تسميته التأريخي – مسرح ميخايلوف. وفي عام 2009 ترأس مخرجي فرقة الباليه ميخائيل ميسيرير والادارة الموسيقية بيتر فرانتس. وفي عام 2010 اصبح الراقص الاسباني ناتشو دواتو رئيسا لفرقة الباليه. وفي عام 2011 حصل المسرح على جائزة "القناع الذهبي" . ويمر المسرح اليوم في افضل فترات نشاطه الفني ويضعه الجمهور في طليعة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا.   المسرح الدرامي الكبير(توفستونوغوف) تأسس هذا المسرح في سانكت بطرسبورغ (والذي يحمل منذ عام 1992 اسم توفستونوغوف كبير مخرجيه) في 15 فبراير/شباط عام 1919 حين قدم تراجيديا شيللر "دون كارلوس" في استديو الاوبرا التابع لكونسرفتوار بطرسبورغ. وشكل الفرقة في حينه الممثل المعروف نيقولاي موناخوف وتولى منصب الادارة الفنية فيه الشاعر الكسندر بلوك. وتولى الكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي مهمة الاشراف على ربرتوار المسرح بأعتباره مسرحا من طراز جديد وشعاره " الشعب البطل يحتاج الى مسرح بطل". وقدمت على خشبته اعمال شكسبير وشيللر وهوجو التي تكرس افكار النبل والشرف والكرامة الانسانية في مواجهة الفوضى والقسوة السائدة في العالم المحيط بالانسان. وعمل في تصميم الديكورات للمسرح فنانون من نادي " عالم الفن" الشهير مثل بينوا ودوبوجينسكي والمعمار شوكو الذين اثروا كثيرا في اساليب التعبير المسرحي. لكن المسرح واجه نكسة في عام 1921 حين توفي بلوك وغادرت البلاد الممثلة ماريا اندرييفا والكاتب مكسيم غوركي. وتوالى العمل في المسرح فريق من الفنانين والمخرجين وتغير اتجاه الربتروار حيث صار يجري التأكيد على المسرحيات المعاصرة وليست كلاسيكية. ويمكن القول انها فترة ركود فني في عمل المسرح حتى تولى المخرج الفذ غيورغي توفستونوغوف منصب كبير المخرجين فيه. وشكل توفستونوغوف فرقة مسرحية جديدة تصدرت جميع الفرق المسرحية في الاتحاد السوفيتي على مدى عقود السنين. وقدمت فيه عروض تعتبر من اعمال الاخراج الكلاسيكية التي تدرس للطلاب في المعاهد المسرحية مثل " الابله" لدوستويفسكي و" البرابرة" لغوركي و"المفتش العام" لجوجول و" الاخوات الثلاث" لتشيخوف" و" قصة حصان" لتولستوي و" خانم" للكاتب الجورجي تساغاريلي وغيرها. وبعد وفاة توفستونوغوف في عام 1989 تولى الادارة الفنية للمسرح الممثل القدير كيريل لافروف. وتواصل فرقة المسرح النهج الذي رسمه لها توفستونوغوف وتقاليد المسرح في الجمع بين الربرتوار الكلاسيكي والمعاصر .


المصدر : روسيا اليوم

تابع القراءة→

0 التعليقات:

السبت، يوليو 13، 2013

ألف «أنتيغون» والصرخة واحدة: لا.. للظلم والطغيان

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يوليو 13, 2013  | لا يوجد تعليقات



في إطار شهر موليير، عرضت فرقة «كرتوغان» بساحة الإسطبل الكبير قبالة قصر فرساي بباريس، مسرحية «أنتيغون» لسوفوكليس (496 – 406 ق.م) الذي يعدّ -مع يوريبيديس وإسخيلوس- من أهم  شعراء التراجيديا في اليونان القديمة، وإن كان يتميز عنهما بتجنب التعرض للآلهة بشكل مباشر،  وإيثار  إنطاقهم عبر العرافين. وقد ألف مائة وثلاثا وعشرين مسرحية تراجيدية لم يصلنا منها إلاّ سبع، هي على التوالي: أياكس، أوديب، إليكترا، فيلوكتيتس، أوديب في كولونس، التراخينيات، و»أنتيغون» التي لم تفقد بريقها منذ 2500 عام.

باريس- اهتم عشاق المسرح ورجاله بهذا العمل الخالد، فأعادوا إخراجه مرارا وتكرارا، وألف بعضهم نصوصا تحوي قراءة جديدة للنص الأصلي، فظهرت «أنتيغونات» متنوعة منذ القرن السادس عشر  لروبير غرانييه وجان دو روترو وفيتوريو ألفييري وهولدرلين وبرتولد بريخشت وجان كوكتو وجان أنُويْ، مما جعل من هذه الحسناء الصامدة في وجه قرار سلطوي جائر رمزا لتحدي الاستبداد والانفراد بالرأي، وأسطورة يستهدي بسيرتها الشعراء والكتاب على مرّ  الأزمان. ولا تزال حاضرة في الأذهان بوصفها المرأة التي قالت: «لا». لا لقرار الملك كريون، فإذا تلك الـ»لا» تتجاوز صراعها الأول لتمتد إلى ما وراءه، وتصير «لا لمنطق السلطة وبطش الأقوياء، «لا» للظلم والطغيان…   

إعلان عصيان

في كتابه «أنتيغونات»، يبين جورج شتاينر إلى أي درجة مثلت أنتيغون أسطورة كان لها أثر قوي في الفكر الغربي، من هيغل إلى بريخت مرورا بجان أنوي وجاك دريدا، ويرى في مسرحية سوفوكليس تعبيرا تراجيديا عن كل الصراعات التي تضع البشر وجها لوجه:  الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، المجتمع والفرد، الأحياء والأموات، البشر  والآلهة. فأنتيغون، ابنة أوديب، باسمها وباسم الجنس البشري، كان من حقها أن تعلن العصيان. وكريون، الذي يتصوّر نفسه ضامن انسجام المدينة، كان على قناعة بحقه في إصدار العقوبة. تقول له وهي واثقة من حجتها التي لا تقبل الجدل: «ميزة البغي أنه يرى الحق في ما يقول ويفعل». وتقول أيضا: «ما كنت أحسب أن لمنعك من القوة ما يتيح لإنسان تجاوُز قوانين أخرى، قوانين غير مدوّنة، ولكنها لا تتزحزح، هي قوانين الآلهة». وتضيف ولمعة في العينين متقدة: «كلا. لا يمكن أن نقبل بذلك» .

تنبني المسرحية على خلاف في تصوّر مفهوم العدالة، يقف منه كريون وأنتيغون على طرفي نقيض. فكريون اعتلى المُلك بعد تناحر  إتيوكليس وبولينيسيس، وكانا قد اتفقا على التناوب على عرش طيبة، فلما نكث الأول العهد استنجد الثاني بملك أرغوس، ولما قتلا، وقف كريون أمام شعبه، وأطلعهم على ما ينوي فعله بجثتي ولدي أوديب. فأما إتيوكليس، فهو في رأيه يستحق موكب دفن لائق، لأنه مات دفاعا عن المدينة، وأما بولينيسيس، فهو  لا يستحق الدفن، لأنه استقوى بالغرباء، بل يجب أن تلقى جثته في العراء، لتكون نهبا للكلاب والطيور فلا تدخل روحه مملكة هادس Hadès. وهدّد بالموت كل مخالف لقراره.  وهو قرار سياسي، يعتبره كريون عادلا، وفي خدمة النظام العام، إذ لا يعقل -في رأيه- أن يسوّي قائد بين العادل والخائن.

أما أنتيغون فقد كان لها موقف مغاير، بعكس أختها إيسمان، إذ رأت أن من الواجب احترام العدالة الإلهية، التي تعلو على قوانين البشر، وبالتالي لا بد من إتمام مراسم الدفن حسب ما تقره شرائع الآلهة.  ولما همّت بمواراة جثة أخيها، أوقفها أحد الحراس وقادها إلى الملك، فواجهته بتحدّ في موقف دافع فيه كل طرف عن تصرفه، بوصفه الأقرب إلى العدل. 

موت العظماء

برغم تحذير إيسمان وابنه هيمون خطيب أنتيغون، وكذلك جوقة الشيوخ، وكلهم يرون أن ما أقدمت عليه الفتاة فيه نصيب من الشرعية المشوبة بورع ديني، وأن الملك لا يكسب شيئا من إهانة ميت، فإن كريون قضى بوأدها في جوف صخرة.

 ولم يعدل عن قراره إلاّ بعد أن حذره العرّاف تيريسياس من فواجع رهيبة إن لم يطلق سراحها، ولكن بعد فوات الأوان، فقد اكتشف هيمون الذي هبّ لنجدتها أنّها انتحرت فانتحر بدوره، وما كاد نعيه يبلغ أمه حتى انتحرت هي أيضا. عندئذ جنّ جنون كريون حتى تمنى لنفسه الموت.

تعرض المسرحية شخصيات تتباين بتباين علاقتها بالأحياء والأموات، وتبرز من بينها شخصيتا أنتيغون وكريون تتصارعان من أجل إحلال فهم مخصوص للعدالة، أيهما أصلح للمجتمع؟ عدالة البشر أم عدالة السماء؟ كريون الذي جرّه عنته وإصراره على قلب نظام الأشياء إلى تلك المأساة، وأنتيغون التي تهب حياتها فداء للتعاليم السماوية هي أيضا سبب في المأساة في وجه من الوجوه.  إنه صراع المثالية في مواجهة الواقعية السياسية، والدولة ضد العائلة، والحياة ضد الموت.

 الشخصيات الأخرى ليست ثانوية بقدر ما هي طرف في الصراع، حتى وإن لم تخضه، كإيسمان الممتثلة للقانون برغم محبتها لأخيها القتيل، وهيمون المطيع لأبيه رغم حبه لأنتيغون، وتيريسياس الذي يقف وسيطا بين السماء والأرض، والحارس الذي يفضل حياته على أي قيمة أخرى. مسرحية عالج من خلالها سوفوكليس مسألة السلطة السياسية، وأولوية القيم التي تقوم عليها، وواجبات الفرد والرعية نحوها، من حيث الطاعة والاحتكام إلى القوانين.

وقد نجح غوانائيل دو كوفيلّو، مدير الفرقة ومخرج المسرحية، لا في الوفاء لنص سوفوكليس فحسب، وإنما أيضا في التركيز  على ما يجعل منه نصا متجدّدا على الدوام، يجد فيه مشاهد هذا القرن صدى لقضايا عصره ومشاغله. ألم تقل مرغريت يورسنار : «أنتيغون هي في الوقت ذاته بطلة تراجيدية تحمل أسطورة أساسية، وفتاة معاصرة متمردة  لا تهاب الموت» ؟.

-------------------------------------------------------
المصدر : أبو بكر العيادي - العرب 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9