أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، مايو 18، 2010

مميزات وخصائص مسرح توفيق الحكيم / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات

 أولى مسرحيات  توفيق  الحكيم المسرحية كانت  تحمل عنوان " الضيف الثقيل ". ويقول عنها في كتابه سجن العمر ما يلي
" … كانـت أول تمثيليـة لي في الحجـم الكامل هي تـلك التي سميتها " الضيف الثقيل " … أظن أنها كتبت في أواخر سنة 1919. لست أذكر على وجه التحقيق … كل ما أذكر عنها ـ وقد فقدت منذ وقت طويل ـ هو أنها كانت من وحي الاحتلال البريطاني. وأنها كانت ترمز إلي إقامة ذلك الضيف الثقيل في بلادنا بدون دعوة منا " .

وبالنسبة للمسرح عند الحكيم فقد قسم الحكيم أعماله المسرحية إلي ثلاثة أنماط رئيسية:

أولاً: المسرح الذهني ( مسرح الأفكار والعقل 
كتب الحكيم الكثير من المسرحيات الذهنية من أشهرها: 
 مسرحية " أهل الكهف ". ونشرت عام 1933.
تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.

والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً. 

إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها. وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.

 مسرحية " بيجماليون ". ونشرت عام 1942.
وهي من المسرحيات الذهنية الشهيرة للحكيم، وهي من المسرحيات التي اعتمد فيها الحكيم على الأساطير، وخاصةً أساطير الإغريق القديمة.
والأساطير إدراك رمزي لحقائق الحياة الإنسانية التي قد تكون قاسية. وهدفها خلق نوع من الانسجام بين الحقائق الإنسانية حتى تستطيع أن تستجمع إرادتنا وتوحد قوانا ويتزن كياننا المضطرب. 

وحسب هذا المفهوم استغل الحكيم الأساطير وخاصةً الأساطير اليونانية، فكتب ثلاث مسرحيات أحداثها مستوحاة من التراث الإغريقي الأسطوري وهي: " براكسا " و" بيجماليون" و" الملك أوديب ". ولكنه بثّ في هذه المسرحيات أفكاره ورؤيته الخاصة في الموضوع الذي تتحدث عنه كل مسرحية.

 مسرحية " براكسا " أو " مشكلة الحكم ". ونشرت عام 1939
وهي أيضاً مستقاة من التراث الإغريقي. ويظهر الحكيم من خلال هذه المسرحية وهو يسخر من الإطارالإغريقي من النظام السياسي القائم في مصر وهو الديموقراطية التي لم تكن في تقدير الحكيم تحمل سوى عنوانها. وفي هذه المسرحية التي تحمل الطابع الأريستوفاني جسدّ الحكيم آراؤه في نظام الأحزاب والتكالب على المغانم الشخصية والتضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة.

 مسرحية " محمد ". ونشرت عام 1936.
لم تتجلى الموهبة العبقرية للحكيم كما تجلت في مسرحيته " محمد " وهي أطول مسرحياته بل أطول مسرحية عربية. وربما بسبب طولها فإنه من الصعب وضعها على المسرح. وقد استقى الحكيم مادتها من المراجع الدينية المعروفة. والمسرحية بمثابة سيرة للرسول عليه السلام، إذ أنها تشمل فقرات من حياة الرسول تغطي أهم جوانب تلك الحياة. 


وهناك الكثير غير هذه المسرحيات الآنفة الذكر كتبها الحكيم، ومن أشهر مسرحياته: " شهرزاد " و " سليمان الحكيم " و " الملك أوديب " و " إيزيس " و " السلطان الحائر" … وغيرها.
  ومن  اهم مميزات وخصائص مسرح توفيق الحكيم  
 التنوع في الشكل المسرحي عند الحكيم. حيث نجد في مسرحياته: الدراما الحديثة، والكوميديا، والتراجيوكوميديا، والكوميديا الاجتماعية
 جمع الحكيم بين المذاهب الأدبية المسرحية في كتاباته المسرحية. حيث نلمس عنده: المذهب الطبيعي والواقعي والرومانسي والرمزي
 نتيجة لثقافة الحكيم الواسعة واطلاعه على الثقافات الأجنبية أثناء إقامته في فرنسا فقد استطاع أن يستفيد من هذه الثقافات على مختلف أنواعها. فاستفاد من التراث الأسطوري لبعض هذه الثقافات، ورجع إلى الأدب العربي أيضاً لينهل من تراثه الضخم ويوظفه في مسرحياته
 استطاع الحكيم في أسلوبه أن يتفادى المونولوج المحلي الذي كان سمة من سبقه. واستبدله بالحوار المشع والحبكة الواسعة.
 تميزت مسرحيات الحكيم بجمال التعبير، إضافة إلى حيوية موضوعاتها.
 تزخر مؤلفات الحكيم بالتناقض الأسلوبي. فهي تلفت النظر لأول وهلة بما فيها مـن واقعية التفصيلات وعمق الرمزية الفلسـفية بروحها الفكهة وعمق شاعريتها… بنزعة حديثة مقترنة في كثير من الأحيان بنزعة كلاسيكية.
 مما يؤخذ على المسرحيات الذهنية عند الحكيم مسألة خلق الشخصيات. فالشخصيات في مسرحه الذهني لا تبدوا حيةً نابضةً منفعلة بالصراع متأثرةً به ومؤثرةً فيه.
 تظهر البيئة المصرية بوضوح في المسرحيات الاجتماعية. ويَبرُز الحكيم فيها من خلال قدرته البارعة في تصوير مشاكل المجتمع المصري التي عاصرتها مسرحياته الاجتماعية في ذلك الوقت. وأسلوب الحكيم في معالجته لهذه المشاكل
 ظهرت المرأة في مسرح توفيق الحكيم على صورتين متناقضتين. كان في أولاهما معادياً لها، بينما كان في الأخرى 
مناصراً ومتعاطفاً معها
 يمكن أن نستنتج خاصية تميز مسرح الحكيم الذهني بصفة خاصة ومسرحه الاجتماعي ومسرحه المتصف بطابع اللامعقول بصفةٍ عامة وهي النظام الدقيق الذي اتبعه في اختياره لموضوعات مسرحياته وتفاصيلها، والبناء المحكم لهذه المسرحيات الذي توصل إلى أسراره بعد تمرس طويل بأشهر المسرحيات العالمية.

 :المصادر
1-د . فؤاد دوارة . في النقد المسرحي     
2- أ. بابادبولو . " توفيق الحكيم وعمله الأدبي " . مقالة ضمن مسرحية " السلطان الحائر  
  3- القصة وتطورها في الأدب المصري الحديث د . مصطفى علي عمر 
4-  د . عبد الرحمن ياغي . في الجهود المسرحية ( الإغريقية الأوروبية العربية ( من النقّاش إلى الحكيم ) 
  
تابع القراءة→

0 التعليقات:

تكريم الفنان محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات

تكريم الفنان محسن النصار 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

تكريم الفنان محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

0 التعليقات:

فرحة الفنان محسن النصار بعد نجاح عرض مسرحية وظيفة مربحة عام 2009

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات

فرحة الفنان محسن النصار بعد نجاح عرض مسرحية وظيفة مربحة عام 2009
تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرح الحياة بين تغريب بريشت وسريالية دالي وكلاسية ارسطوطاليس

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات


على مسرح مونتي في مدينة انتويربن البلجيكيه وعلى مدى ثلاثة ايام  متتاليه قدمت مسرحية  (ارواح عراقيه )وهي من تاليف واخراج الفنان المبدع مخلد راسم الجميلي . تتحدث المسرحيه عن ثلاثة ممثلين عراقيين يستعرضون تاثيرات الحروب التي مرت على العراق وتحديدا على حياتهم الشخصيه من خلال مشاركتهم لتقديم ثلاث افلام  ( ضمن مهرجان للسينما في احدى دول اللجوء الاوربيه  ) ساهموا في هذه الافلام كممثلين ومصورين ...  فمنهم من ولد بين حربين وعاش في شبابه على  مفردات  هذه الحروب...

    يسلط العرض المسرحي هذا  الضؤ بشكل خاص على ماضي وحاضر ومستقبل هؤلاء الفنانين مع كل التناقضات التي حصلت  لهم في تلك الظروف العصيبه .. يشارك ايضا في العرض ممثلتين من المانيا  ايضا  شاهدتا الحرب عبر  الانترنيت والتلفزيون والصحف ولهن وجهات نظر خاصه  لما تاثرن به  من مشاهدات القتل والانفجارات والدمار الى اخره ...

 سنحاول ان نقدم قراة عامة  لمسرحية  (ارواح عراقية ) في معرض تطرقنا الى محتويات هذا العرض الرائع  الذي يقدم للعالم  صورة سرياليه عن الحياة اليوميه في العراق عبر اربعة لغات مختلفه هي : العربيه والالمانيه والانجليزيه والهولنديه بالاضافة الى لغة نص العرض المسرحي التي عبرت عن مضمون خطابها عبر السينوغرافيا والفضاء المسرحي والانارة والازياء والديكورات المختلفة بشكل اضاف الى العمل حلة جميلة وبهاء ..

المسرحية تحمل مضمونا انسانيا يصور واقع الحياة العراقية  بشكل سريالي  فني  مليء بالتناقضات ...علما ان نوع الصراعات الحقيقية هي عنيفة ومتعدده بين الضمير والاخلاق غياب الدولة وغياب القانون بين  الاحتلال  والتحرير  بين الجريمة والجهل  والتخلف وتهميش دور المرأة الذي غيبته المراحل المتعددة الماضية والحاضرة وربما المستقبليه اذا بقي الحال هكذا وبين الثقافة والعلم والتطور. 

في هذه التجربة المسرحيه   هناك محاولة لكشف الذكريات القريبه للذين عاشوا فترة الحرب وهي ايضا محاولة لكشف عن ذهنية المواطن العراقي وعن تاثيرات تلك الفترة من الحرب المستمرة حين يقول الممثل المبدع دريد عباس : اني ولدت بين حربين .. ولكم ان تتصورو ما الذي جنيته وحصلت عليه .. يقول شكرا للحرب لانها وصلتني الى اوربا !!!.شكرا للحرب التي جعلتني ان اقدم عروضي المسرحيه هنا في اوربا !!..الى اخره من تفاصيل .

موضوعة الحرب التي شغلت الحياة وحطمت احلام شخصيه كثيره .. التجربة كانت تتحرك بين الواقع والخيال بين التغيير المستمر و القلق المستمر.. حتى تجارب الفنانين اصبحت وكانها الحلم  او بتعبير ادق الكوابيس المليئه بالمشاهد المرعبه اليوميه فالقتل والانفجارات والاختطاف والذبح والموت المجاني الى اخره من مستويات هذه الحاله المتدنيه تعبر  عن حالات لم يتعود عليها الانسان العراقي العادي فكيف في الفنان ؟؟؟

 الارواح العراقيه هذه هي ليست جزءا من التغييرات السياسية الكبيرة ولاهي حكاية من الحرب هكذا يقول  المخرج مخلد راسم انما جيلي انا فقط هو الذي يعرف الحرب جيدا... انها حربا معروفة بالنسبة لنا فهي متعددة فالحرب مع ايران وحرب الخليج والحرب الاخيرة والاحتلال ... اننا نناضل من اجل السلام ونقول لا لمشعلي الحروب ....لذلك فان هذه الحروب فتحت  وجهات نظركثيرة للاجيال وطرحت على شكل اسئله في هذا العرض .

وبراي فقد تميز عمل المخرج مخلد راسم  باختياره لهذه الموضوعة المهمة و الملحة والتي خضعت لتطورات عديدة في عملية بناء المشاهد في تهديمها واعادة بنائها من جديد وترك الصراع و الحلول والاستنتاجات للمتفرج اثناء متابعته للاحداث التي يترتب عليها حقيقة مهمه وهي  الفعل ورد الفعل .

  

  

لغة العرض المسرحي :

تحمل لغة العرض المسرحي في مكوناتها صور ولوحات  جميلة كثيرة  تمتد الى ثمانية مشاهد مهمة جدا  مرتبطة ببعضها من ناحية ومن ناحية اخرى  كل مشهد يشكل ظاهرة خاصه به .... والاجمل ما فيها انها عملت بشكل سريالي وقامت على ازاحة كل ماهو غامض وغير واضح وكشفت لنا ايضا عيوبا كثيرة وكبيرة لايمكن ان تغطى وبالتالي فان هذه اللغة اكدت على تحويل  وتطويع كل اللغات الاخرى  التي ساهمت في تقديم العرض في نصوص على شكل صور بصريه ومشهديه اطربت واسعدت المتفرج والعين ولامست المشاعر واثرت تاثيرا واضحا لما يحدث في واقع الحياة العراقية على مستوى الكوميديا الساخره والسرياليه والخيال والترجيديا والماساة والتغريب والمسرحية  تقوم على تطبيق مفاهيم لمدارس فنية مختلفة  متعددة فمن بريشت وتغريبه الى سلفادور دالي وسرياليته بممثلين يحملون الماساة بعينها واحداث  لاتخلو من الحوارات  التي تعبر عن ابعاد مختلفة جسميه ونفسيه وسلوكية لمجتمع في دوره للتحطيم ....

صور لحرب مازالت قائمة   فيها قراة متوازنه افادة العرض المسرحي وجعلته يتميز عن اعمال كثيرة قدمت في هذا الموضوع . كانت مسؤولية المخرج في رسم الطريقة الاخراجية واضحة جدا خاصة في اعتماده على القراة العميقة للواقع العراقي لانه قدم مشاهد خاصة عبر هذه القراة اي بمعنى ان المشهد يبنى امام اعين المتفرجين  منذ الوهلة الاولى بكل مكونات العرض المسرحي ثم يقوم تدريجيا بتفكيك هذا المشهد محاولا ان يزج المتفرج وسط هذا البناء والتهديم من اجل انتزاع صرخة او ضحكة او تعليق  او همسه من المتفرجين على هذا المشهد...

 اشباح عراقية تكشف لنا الحال العراقيه وهي بحالة ( سريالية الواقع ) حتى  يصل الحال بان يتكيف المواطن العراقي على وضع سخيف ماساوي لم يألف عليه سابقا .. عناوين عريضة وكبيرة قدمها العرض المسرحي هذا عبر اشتباك مع المنظور والواضح من وجهات نظر ترى ما يحدث في الواقع من ماهو غير مالوفا اصبح مألوفا  من جهل وأميه وقتل وسلب  وتطهير ثقافي وعرقي الى اخره من سلبيات في المجتمع العراقي .

عبر هذه المشاهد  والصور قدمت لنا  دراما ملحميه فنية بين المألوف واللامألوف ( بريشتيه ) فيها نسيج متنوع من الوان سريالية وخيال (لدالي ) صراعات متعددة مختلفه حصلت في الواقع العراقي بافرازاته المختلفه ,مشاهد تعبر عن نفسها تشتبك فيما بينها تاخذ بنا الى احداث سريعة تتطور ثم تتأزم من دون ان يكون هناك حلا  لهذه الصراعات ..تبنى  المشاهد بطريقة واضحة امام عين المتفرج مع الاحتفاظ  بعناصر التشويق القائمة على مدار العرض لمدة ساعة ونصف هناك ازمة احداث سريعة دراميه دامية .انها بحق دراما ثورية..ترسم خيوط عديدة في ذهن المتفرج عبر احداث تتعلق بمفردات : الدمار الاحتلال .. الانفجارات  اليوميه ..انهيار الانسان ..دخول الغرباء ..القتل ..الفقر .. هذه المفردات سعى الى تقديمها المخرج من اجل تحريك ذهنية المتفرج بطريقة ذكيه لكي يحصل على حالة من الاصطفاف الانساني ضد سياسة الدكتاتورية السابقة التي جلبت الاحتلال والغرباء الى العراق ..

جميع المشاهد واللوحات الفنيه خلت من حالة الفتور او الركود الفني في عملية بنائها وكانت تسير بشكل فني او درامي وكذلك بنيت بشكل سليم ومشوق متساوقة مع الاحداث الكثيرة وقد خلقت تصورات كثيرة للمشاهد وهنا تاتي المهارة الفنية والدرامية للمخرج مخلد راسم الجميلي الذي عمل بطريقة رسم فيها الازمات وأدخل عليها الاطراف المشتركة عبر كل عناصر العرض المسرحي ,معتمدا على ايقاع متماسك للعرض ومتوازن ليس متسارع وليس بطيء وبدى وكانه منسجما تماما مع الجو العام للاحداث .

ارواح عراقيه من الاعمال المهمه والجديرة بالمشاهدة لكونها تجسد حقيقة اخلاقية واجتماعية وهي ايضا تجسيد للفكر الانساني وادانة للحرب وللدكتاتورية  اراد بها المخرج ان يوصل رسالته عبر منظومة افكار مختلفه تعبر عن نسيج الواقع العراقي في طبيعته والحياة اليومية هذا من جهة ومن جهة اخرى ايضا حاول المخرج و في خط كوميدي ساخر ان يقول ان هناك حقيقة كبيرة مفادها ان هذه الكوميديا لاتثير فينا الضحك بقدر ما ما تثير فينا الالم والاسى والتامل لان حجم الماساة كبيرلذلك احيانا نتحرك بمشاعر عاطفيه ونتضرع الى الله لان تنتهي هذه الحالة الماساوية من خلال خطاب تقدمه المرأة بتوسلها وتضرعها ودعائها من اجل وقف الحرب والبحث عن الامان والاستقرار في لوحات امتزجت بالتراجيكوميديا مزيج من الفنين الجميلين.

لقد سعدت كثير وفرحت وانا اتابع مشاهدة بناء المشاهد الرائعة الواحد تلو الاخر  واشبه  هذه العمليه وكانها عبارة عن  ( خرز المسبحة )  ملتصقة ببعضها وتعتمد على ايقاعات خاصه اثناء تحريكها ..

لقد رايت مخرجا مثقفا واعيا يقدم لنا ارواحا عراقية حقيقية خرجت من توابيتها فمنذ انطلاقة اللحظات الاولى في المشهد الاول يعلن لنا بداية الثورة على الواقع السخيف  المتردي..وهي كما يقال ضربة معلم البداية كانت تشبه النهاية  في تصوير سقوط الصنم  العسكري الدكتاتوري ..

شاهدت  العرض المسرحي اشبه بنص شعري يقرء من البداية الى النهاية   ويقرء ايضا من النهاية الى اول النص صعودا من الاسفل الى الاعلى ..لانه يعتمد على حبكة قوية متماسكه تروي لنا  حكايات (مشاهد ) ترى فيها بداية ووسط ونهاية( ارسطويه ) ومشاهد فيها (الصراع مفتوح)يترك التحليل للمتفرج  في تلك المشاهد ...

 لوحات راقصه  ونص بصري ومشاهد  قدمتها مجموعة من الممثلين الكبار في ادائهم وفنهم النبيل  الذي لايخلو من الارتجال في بعض الاحيان ضمن نسق مموسق وجميل خاضع لقوانين العرض المسرحي.... و لان التمثيل و الاداء المسرحي مهم جدا للممثل هنا اقول ما قاله  العبقري ستانسلافسكي عن الممثل في فن التمثيل : على الممثل ان لايمثل ....

وهنا اقصد ليس كل من صعد على خشبة المسرح يعتبر ممثل انما الموهبة والثقافة والتمارين وحركة الجسد ( اللينه وليست المتخشبه  ) مع كل ادوات التمثيل الاخرى التي يعمل عليها المممثل .( لست انا بصددها الان )  كانت اجساد الممثلين  غاية في الطراوة والليونة تتلوى امام عيون المتفرج ساعة ونصف من دون كلل او تعب . حوارتهم في اللغات الاربعة  واضحة وجميله وليس فيه تلكا  ومفهومه  جدا كان الاسترخاء واضحا والعفويه اكثر وضوحا ..

نكهة التمثيل :

الجميع قدم نكهة خاصة في فن التمثيل ...لانهم اضافوا على الادوار التي لعبوها شيئا يستحق التوقف عنده ..

كان هناك فريقا رائعا : فمثلا  الفنان  الرائع (دريد عباس ) له مكانة فنية متقدمة في العمل على خشبة المسرح في العراق وفي هولندا  وايضا امام عين  كاميرة السينما حيث عمل مع  العديد من المخرجين الاجانب في الاردن وفي هولندا...جاء اليوم بفلمه  الذي عمل فيه في الاردن  (معركة حديثة  ليساهم في المهرجان  الذي قدم فيلمه الاول فيه لكونه لاجئا في احدى دول الغرب  وهو اخر مشهد من العرض المسرحي )  وهو ممثل جيد يستخدم جسده بشكل رائع يجعل منه  دوما  يكتشف ما هو مجهول من خلال الطبيعة الانسانية التي يتمتع بها فهو ينمي حركته بشكل تدريجي من اجل خوف الجسد او ازالة اي خطر  في نفس الوقت من خلال الثقة التي يتمتع بها والتي تاتي من خلال الحضور في تجربة التمارين لانجاز الفعل الحقيقي في العمل وعلى خشبة المسرح ...  بالاضافة الى الفنان ( احمد خالد  الذي حضر للمهرجان  ايضا بصفة مصور  عن فيلم  - احلام -  الذي ساهم في تصويره مع المخرج العراقي  محمد الدراجي ) الذي عبر عن منظومة جسده وحواسه بتناسق وبناء فني حيث شكل الجسد ومرونته وبالتالي استطاع ان يقدم نتائج ايجابيه مع ماقدمه من عرض في المشاهد المتعدده وخاصة مشهد التطهير في الماء..او الحمام .   وكذلك الفنان  (مخلد راسم الذي جاء بفيلم خاص عن سقوط الصنم  ولتعليقات سلفادور دالي  عن الدكتاتوريات  ) وهو ايضا يتمتع بقدرات  فنيه كممثل و في الاداء المسرحي  يشكل في جسده ايضا عبارة عن تيارات من الاندفاعات المتدفقه بشكل جيد وكان متالق كممثل  حينما بلغ  حالات من الصدق ..

اما العنصر النسوي المتمثل  في كل من ساره عيسى وجولي سيلفر - من المانيا -  اللتان قدمتا  اداءا مقنعا  افاض علىينا جوا من السعادة والحزن في نفس الوقت .. فكان هناك التقمص والخيال  لشخصية المرأة العراقية بشكل  لائق  واظهار الجوانب النفسية والشخصية  للجانب الحياتي والاجتماعي والضغوطات النفسية التي تقع على عاتق المرأة العراقية في الظروف الصعبة من الحرب ... وقد لبسن الدور في اجمل حالته الانسانية وليس فقط تقليد التصرفات  الخارجية للمرأة العراقية .وقد قدمن ردود افعال متاثره بسلبيات  الحرب ونتائجها الكارثيه......

 كلهم كانوا يتنافسون على تقديم الافضل في ادوارهم عبر التعايش اليومي مع النص المسرحي بكامل  مشاهده وشخصياته والذي جعلهم يتزودون بثقافة كبيرة ومتطوره في فن التمثيل والحركة والاداء والى اخره من اجزاء فن اللعب وكل مايتعلق في الحركة والصوت والحوار الذي جاء متناسقا مع الجوانب النفسيه والاجتماعية لمختلف الحالات التي قدمت في العرض المسرحي وكما هو معلوم في الاداء المسرحي لابد من وجود امكانات للممثل  في التخيل والتقليد والاستماع والتحكم في الفهم الداخلي والخارجي لكل حركة  تقدم امام المتفرج وتعبير يقوم فيها الممثل وبالتالي استطاع جميع الممثلين ان يرسلوا شفراتهم ورسائلهم المؤثرة الى  الجمهور بشكل واضح وفني وممتع . كما حدث  في احدى  المشاهد الصعبة جدا والتي  ارتدى فيها الجميع اقنعة حيوانات  متعددة مختلفه تمارس دورا بشريا .. وجدت هناك رمزية معينه وقصدية بالغة في فلسفة المخرج الدرامية للعمل  ... كانت مسؤولية كبيرة امام المخرج في اختيار هذه المجموعة الفنية من الممثلين  لتقديم الاداء الدقيق والافضل ...

  

البناء الفني :

ارواح عراقية.... تحمل مشاعر داكنة وغير واضحة الالوان .... وهي ايضا تحاول في نفس الوقت  ان تساهم  في التحليل النفسي والاجتماعي لبنية المجتمع العراقي : للرجل -- المراة-- المتعلم -- الجاهل الأمي -- المثقف-- الى اخره ..وكذلك  تقوم على تحليل للبناء  الدرامي القائم على الاحداث وعلى نهايات كل المشاهد التي تترك فيها التفسيرات والاجابات على جميع التساؤلات التي طرحت اثناء زمن العرض المسرحي ..لقد التمع العرض وتألق في شد المتفرج اليه وهو يتابع  بجدية ملحوظة حتى بات يتوقع في اي لحظة  انه سيحدث شئ جديد فكان عنصر المفاجاة  واضحا في العمل والممثلون كانوا يحملون رسائلهم ويقولون  --- نحن -هنا -الان --- فكانت تلك الارواح تلتصق مع المتفرجين وترضيهم فيما يقدمون وهم في حالة من الالتفاف والتضامن .

المسرحية في شكلها الفني وبنائها الدرامي كانت في غاية التشويق والابهار ...

 الموسيقى شكلت ديكورا سمعيا  ذا طابع مؤثر وعميق وهي تبحر وتغوص بانغامها وايقاعاتها ضمن ضمير المخرج وضمن ايقاعات الحركة المتباينة في الصعود والهبوط للاعلى والى الاسفل  للممثلين جميعا ..الموسيقى والايقاعات كانت تشكل مواقف حقيقية  وتعبر عن الصراعات القائمة على خشبة المسرح فهي تتحرك مع بداية المشهد وتنتهي معه ..واعطت ايضا للعرض طابع درامي استعراضي  وعبرت عن قيمة الحوار المحكي مع كل التقنيات الاخرى للعرض لكونها اعتمدت على المشاهد ومحتوياتها وشكلت  حبكة مشوقه..و بينما كانت الاحداث تجري, تنقطع الموسيقى قليلا ليتغير الطابع الزماني والمكاني للكوميديا لانها تجعل من المتفرج ان يهرب من هذا الواقع الماساوي الى عالم رحيب اخر هادئ عالم الحلم الذي عمل عليه المخرج في العرض المسرحي .

 كان الجانب المشهدي  والجانب الدرامي تؤامان للموسيقى والايقاعات التي جاءت متناسقة مع الحركات والرقصات التي قدمت في بعض المشاهد . لذلك كان هناك ربط عضوي بين كل مكونات العمل (الموسيقى وحركات او رقصات الكوريغرافيا ) واللتين اخذتا طابعا  وبعدا دراميا له علاقة مترابطة بالاحداث التي قدمت  على طول فترة العرض ..شكلت الموسيقى عنصرا مهما اعطت للعرض ايقاعا خاصا واضافت اليه وظيفة جمالية وايضا لعبت دورا  مهما في تشكيل المعنى للعرض المسرحي .

لابد لنا من وقفة خاصة لبعض مشاهد العرض المثيره :

مشهد رقم واحد :

خمس صناديق واقفة في منتصف المسرح ... انفجارات .. قنابل  .. ليل داكن..اصوات ...ثم صمت مطبق .. تتساقط الصناديق ( التوابيت ) ثم تخرج رواح عراقيه منها .....اشباح عراقية ترتدي اقنعة حيوانات : ديك,, بوم ,, زرافه ,, دب ,,قرد ...... الديك يقلد جميع الاصوات الا صوته ...فقد صوته اولا حاول  لكنه نسى صوته  جرب الاصوات كلها .. عاد ليتذكر صوته.. انه في غاية من السعادة . وبعد ان تخلع الحيوانات اقنعتها تتنافس على خلق ضوضاء مختلفة عبر حالات من الرقص العبثي المختلف واللطم على كافة انحاء الجسد وفي كل الاتجاهات ....رقص غير متساوي.. حركات غريبه  بمعنى فوضى الرقص هي تعبير عن حالات الفوضى السائدة في العراق ..الديك رمز للمجتمع الذكوري الذي لايقبل  الاخر في بقعة واحده هي مشاعة للجميع شخصيات غير قادره على تطوير نفسها وتنتقل الى مواقع متقدمه في الحياة اليومية او للواقع  شخصيات طافية على مياه راكده يزينها الصراخ فقط .

لقد كان الفعل والحدث شاقوليا  يمتد على طول فترة العرض المسرحي  واضحا وكل الشخصيات تتمحور عليه وبشكل مكثف  مع طبيعة الاحداث .. في هذا المشهد يقدم لنا  المخرج مسرحا  متنوعا  يتنقل بين سريالية الصراع وتغريب الاحداث ..

  

  

مشهد رقم اثنين :

صمت .. فوضى ..اشتباكات .. اختلافات على نوع موت المواطن ..كيف يموت المواطن على الجنسية ام على شهادة الجنسية ... ام  من القهر لما يحدث ...  ام من الفقر و الجوع مع سبق الاصرار على سرقة البطاقة التموينية .. في اي نوع من السلاح يتم القتل   بالسكين ام المسدس ام بالانفجار  عبوة لاصقة ام ناسفه... في هذا المشهد يبرز التعبير عن الذات لكل شخصيه وكيف تتعامل مع الاخر ...حينما يحاول الدب العودة الى انسانيته  لايتذكر من هو  لانه لايجيد الكلام يحاول ان يتذكر في عقله يتلمس جسده  يرفع اصابعه  يمين يسار. يطقطق اصابعه. اسنانه .. رقبته ولكن لايستطيع العودة ابدا !!! كان الممثل دريد عباس واضحا ورائعا في تقديم المشهد .. ثم يبدء يرتجف  يحتضر ليموت , وهنا يجيد هذه اللعبة  (لعبة الموت ) لان الموت على العراقيين حالة عامة ومشاعة وبالوان مختلفة ....اذن الانسان في العراق ضمن هذه الظروف  هو عبارة عن احتضار وموت وبكاء هكذا هو تعريف الموت بالعراق .. ازمات عديد معقدة النموذج الانساني مسحوق معطل الحواس  والاصوات تنادي بالخلاص نموذج مستلب في واقع الحياة العراقية وهذا الاعلان او الخطاب هو حالة من التبليغ والاشارة من المخرج الى المتفرج لما يدور وما يحدث عبر مسار الخط الدرامي للمسرحية ..في هذا المشهد ادانة  لكل السلوكيات ولغاتها المختلفه المتخلفه عبر دلالات المكان والزمان  .

مشهد رقم ثلاثة :

يضرب التاريخ ..تسقط الحضارة ..تسخف الانسانية ينتشر الجهل بعموم البلاد .. يختفي مصطلح الثقافة  وهنا اقصد ( الرقي بالانسان والتطور نحو عالم  سعيد وجميل وافضل ) حتى المزاح بين الشخصيات يتم عبر الصواريخ الورقيه !!!! الالتحام والتصادم بين الشخصيات  حوارات غير مكتمله .. غير واضحه  .. مبهمه ..  الافكار عقيمه غير قابلة للنقاش .. اغلبها ناقصه  لاتوجد مشاعر اتجاه الاخر وان وجدت فهي عدائيه .  العنف سيد المواقف .سيطرة فكرةالموت على الارواح العراقية ..في هذه الافكار يخضع العمل الى تجربة مره عاشها المجتمع العراقي حينما  تكون الاسلحة بيد الجهل والاميه فانها الكارثة بعينها .. في حين يقارن في هذا المشهد الموت مع كونه حاصل تحصيل في بلد اخرفي اوربا الشرقية في ( كروزني ) حين يصور طرق الموت هناك بعدما يحلق  الجميع على بساط الريح الا واحدا منهم يرفض ان يحلق معهم ليرى الموت فينادونه بالجبان !!! حينما يحلق بساط الريح يسجل لنا وهو في الفضاء كيف يموت القمر بالمدافع والرصاص وكيف تتحرك الدبابات الامريكية وطائرات الاباتشي عبر شاشة كبيرة يتم عرض فيلم كارتوني عليها يسجل هذه الاحداث وبحق يتميز هذا المشهد بكونه مشهد ديكور صوتي - سمعي  رائع جدا ..

مشهد رقم اربعة :

يحضر الجميع  لتناول وجبة العشاء  ويجلس الجميع على الارض   ليتناولوا طعامهم  ... لكن ما يعكر الجو هو حالة النساء المزريه  ضمن هذه الاجواء المرعبة والقتل والخوف  يتحدثن عن الحرب والدمار وانقطاع الكهرباء  يتحدثن عن ارهاصات الحرب التي افقدت العديد من الشبان والشابات والاطفال والرضع والشيوخ يتحدثن كثيرا وبشكل لا يطاق بالنسبة للرجل  الذي تعود يوميا على مشاهدة هذه الصور الماساوية وبالتالي تتحول هذه الحالة الى نواح يومي وبكاء وصراخ في كل ثواني الساعات اليوميةمما يتثير اشمزاز الرجال الذين تالفوا مع الموت وعرفه عن قرب . يتحدثن من دون توقف ...  كان صوت المراة كصوت القنابل والرصاص وايضا كصوت النحلة في راس الرجال  تارة.. وهن يستغفرن الله بوقف الحروب والموت تارة اخرى .. في هذا المشهد المتصاعد دراميا مع استخدام الموسيقى  بشكل رائع ينفد صبر الممثلين  الرجال  من هذا الطنين وبالتالي تنقلب وليمة العشاء على  الارض  وكان صاروخا قد نزل على  وليمة العشاء هذه ...ولابد من ملاحظه بسيطه  (كان بامكان المخرج وعلى هذه المستوى الرائع من الاداء للممثلين جميعا ان يتصرف بعقلية الرجل الشرقي الذي يتعامل مع المرأة بشكل اخر حينما يفقد اعصابه ولا يجامل المتفرج ..كأن يفاجئ المتفرج بحركة من قبل الممثل دريد عباس  لزوجته التي كانت تولول كثيرا وتصرخ في اذن زوجها بان يملئ فمها بقطعة من البطيخ ليسكتها وبطريقة همجية )  والحقيقة كان هذا يدخل في باب التوقع والترقب لما سيحدث ....اقول هذا لانه اي المخرج لم يترك شيئا  لم يتناوله من سلبيات في الواقع والحياة ...

مشهد رقم خمسة :

مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تشكل مشكلة كبيرة  فعدد الناس المرضى كثير جدا ويتاثرون في غياب الكهرباء سلبا .وارتفاع درجات الحراة  وسوء الاحوال المناخيه .احمد شخص مصاب بامراض متعددة ومنها مرض ( الربو ) ولعدم وجود الادويه الكافيه( بسبب الوضع الصحي المزري)  وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر يصاب  (بالاختناق  ) ويقترب من الموت لانه مصاب في هذا المرض --- وهنا يجسد هذا الفنان المبدع  حالة حقيقية لشخص مصاب ( بالربو ) وفي اجواء عراقية -- متربه خالية من الامطار والحر الشديد انه الهلاك بعينه ---  المريض الرمز  يعيش حالة الهلاك الحقيقية  هذه,, وهو يقترب من الموت تتم له عملية غسل وتطهير بالماء قبل موته ..كان خائفا . مشوشا .يتحدث عن الاسرار.. بين الانسان ونفسه بين الحلم ونفسه  ,,بينه وبين امه, وبين الشارع والاخ والصديق ...هذيانات متعدده قبل الموت ...قرآن ..ايات ..متاريس ..اسرار بين الانسان والرب ..اسرار المقابر . القتله ..الضحايا ...السحر ..الشعوذة ... يتحدث بكل هذه المفردات الحاصلة  في فلسفة الحياة  اليوميه وهو جالس في حوض من الماء(الطشت) (يشطفونه بالماء ليغتسل  من الادران وليطهروليقابل ربه نظيفا ) وعلى طول هذا المشهد الماء يصب عليه بشكل حقيقي  كان باردا حتى طلب اخيرا من زملائه الممثلين ان يعطوه دواء الربو لياخذ ( بخة )  حقيقية لانه فعلا شعر بالضيق في التنفس .او ربما انه فعلا مصاب بحالة الربو ..كان تقديما رائعا لهذا الممثل و مشهدا مؤلما لكونه مشهد كوميديا  ساخرا .يتحدث عن اللحظات الاخيرة للموت  ويقدم لنا  صوره عن الموت باختلاف انواعه ..

  

مشهد سقوط الصنم وسلفادور دالي :

ينتهي العرض المسرحي من حيث بدء .... فالعرض المسرحي بدء بسقوط توابيت وخروج ارواح عراقية منها  .. مع وجود فوضى عارمة ..وكذلك ينتهي المشهد الاخير  بسقوط الصنم لتخرج الجموع وتحطم الصنم ضمن انتفاضة شعبيه كبيره  وهو الفيلم الثالث الذي اشترك فيه المخرج مخلد راسم في المهرجان  وبتعليقات عن الدكتاتوريات يعلق الفنان السريالي سلفادور دالي بادانة كل الدكتاتوريات بالعالم وفتح فضاء الحرية والديمقراطيةولابد من التحولات من اجل انسانيه حقيقيه لاتحكمها الدبابات ولا الدكتاتوريات .

  

وكما هو معلوم ان المخرج المسرحي مخلد راسم حاول ان يقدم خطابه عبروسائله او بوسطة الترجمة الفنية لعمله عبر ومن خلال حركة الممثل تنويعات الاصوات  والديكورات والاضاءة والانارة والسينوغرافيا الى اخره من تفاصيل مما جعلنا ان نلقي الضوء على كل عناصر الحركة  والعرض التي اقيمت  مع المتفرج وبشكل مفهوم وواعي وبالتالي كان هناك فهما واضحا على مستوى المتفرج وهي بحق عملية اتصال ناجحة بين الممثل والمتفرج ,على اعتبار ان المسرح يجسد نوع مهم من التواصل لكونه نصا موجود او حتى على مستوى الحواس على اساس ان المشهد ملموس ومن هنا تاتي قيمة المتعة الفنية ..

  

  مسرحية ارواح عراقية ...

تاليف واخراج  :  مخلد راسم الجميلي

تمثيل  :   دريد عباس .. احمدخالد   ..  مخلد راسم ..  جوليا سيلفر ..و  ساره عيسى   من المانيا .

مونتاج الافلام والموسيقى : حمدان ساري

السينوغرافيا وتصميم الرقصات والازياء :  مخلد راسم

تنفيذ العمل : باسم الطيب ... والبلجيكي فيك

  

اخيرا فان العرض يؤكد على قدرات فنيه جديدة متطوره تهتم في تقديم الواقع العراقي والحياة الانسانية ومواقف اخرى تنبذ الحروب وتنشد الى السلام ..

  

نعمه السوداني - ناقد فني

هولندا
تابع القراءة→

0 التعليقات:

حرائق المسرح / منذر حلمي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | لا يوجد تعليقات

ما ان قررت الكتابة – بمناسبة يوم المسرح العالمي – عن اخر عمل لي , قبل مغادرتي الوطن اضطرارا في مستهل عام 1979 , حتى تزاحمت الافكار واختلطت المشاعر، وطفحت الى السطح ذكريات المشاوير الاخيرة قبل الرحيل – ذهابي مع صديقي الفنان القدير علي فوزي لالقاء نظرة الوداع، ربما الاخيرة، على بناية المسرح الوطني ، الذي لم يكن قد افتتح بعد ، لحظات الصمت الموجعة في اخر زيارة لفرقتي - مسرح اليوم - ، لقائي بالراحل الكبير جعفر السعدي ، عندما زرت مسرح بغداد ، اثناء اجراء فرقة المسرح الشعبي التمارين على مسرحية – رقصة الاقنعة – تاليف الشاعر شاكر السماوي واخراج جعفر السعدي ، والتى اضطر العديد من كادرها الفني الى الاختفاء او مغادرة العراق ، كالفنانة الكبيرة وداد سالم والفنانين المعروفين اديب القليه جي وفلاح شاكر ، بسبب اشتداد حملة ملاحقة المثقفين ، بعد ان اسفر الفرد المستبد عن نواياه المريبة في تشويه الثقافة وتزوير التاريخ ومصادرة حرية الاخر المختلف . الامر الذي حدا بالراحل جعفر السعدي ان ينفرد بي ويهمس في اذني – انه يحرق العراق ، والمؤلم يامنذر اننا لا نستطيع اطفاء الحرائق – ذلك ما قاله الراحل آنذاك ، على الضد من اولئك الذين امطروه بالاسماء الحسنى وحاولوا اضفاء الشرعية على قتله المنظم للانسان جسدا وروحا . والمؤلم هنا ، ان الحرائق مازالت مشتعلة ، يتطاير شررها أرهابا ، طائفية وفسادا ، وربما تتاح لي الفرصة في مقام اخر لاتحدث بتفصيل اكثر عن معالم تلك المرحلة .
الفنان منذر حلمي في مسرحية ( السيد والعبد)
دائرة الفحم البغداديةما اريد توجيه الاضواء عليه الان هو مسرحية تركت اثرا بالغا في نفسي وغصة ايضا . وعكس مآلها سمات تلك الفترة ، التي تميزت بتشوش السلطة واضطرابها ، وتنافر دعاواها ووعودها مع اجراءاتها الفعلية على الارض .
تلك هي مسرحية – دائرة الفحم البغدادية – التي اعدها الاستاذ عادل كاظم عن مسرحية – دائرة الطباشير القوقازية – لبرشت ، واخرجها للفرقة القومية الراحل الكبير – ابراهيم جلال – وقد استضافتني الفرقة في الموسم المسرحي لعام 1976 لتمثيل دور – المعنكي – (ازدك ) في تلك المسرحية . وكنت حينذاك عضوا في مجلس نقابة الفنانين ، ومتفرغا للعمل فيها ، اما الاستاذ ابراهيم جلال فكان نقيبا متفرغا . كان لدينا متسع من الوقت اذن لاجراء حوارات مستفيضة حول المسرحية وحول دوري فيها . اذكر انني كنت قلقا ومجهدا ، ومسكونا بهم غائر حارق ، وانا اشتغل على شخصية المعنكي ، بهدف اكتشاف دلالاتها ، تناقضها ومستوياتها المتعددة ، النفسية والثقافية والاجتماعية . اذ انك لاتمسك بمفاتيح الشخصية لمرة واحدة مكتفية بذاتها ، وانما عليك ان ترافقها وتتفاعل معها ، ومن ثم تستدرجها ، وتحرضها على مغادرة الماضي , مغادرة النص ، كيما تكون شخصية محايثة , تعيش الواقع الراهن ، وتعبر عن صبوات الجمهور ، تعكس معاناته وتتحدث بلسانه .

عن الفنان إبراهيم جلالكان المخرج يطلب من الممثل منذ الوهلة الاولى ان يوازن بين الاداء التغريبي الواعي للشخصية وبين التدفق الحر لها على خشبة المسرح . فلم يحسب ابراهيم جلال على ذلك النمط من المخرجين الذين يدعون الممثل قانعا متطامنا الى تحليل المخرج للنص ولابعاد شخصياته ، فهو يشركه منذ ملامسة النص عند القراءة الاولى له وحتى ليلة العرض ، بل تتواصل هذه العملية في احيان كثيرة على امتداد ايام العرض ، في عملية التحليل هذه ، وفي ايجاد الحلول البصرية والصوتية ، وفي اعطاء هذه الحلول مذاقا خاصا ، ينفرد به الممثل ، ويتميز به عن اقرانه ، يسجل في رصيده وينتمي اليه . اما على صعيد الاخراج اجمالا ، فكان يحرص على الرغم من اعتماده على التغريب منهجا اساسا في التعامل مع ابعاد النص وتفاصيله ، وفي اعادة انتاج دلالاته ومعانيه ، على الاستفادة من مختلف المدارس الفنية عبر علاقة جدلية لا تخل بوحدة العرض المسرحي . كان الراحل ابراهيم جلال يمتلك حسا انسانيا رفيعا وخيالا فسيحا وموقفا نقديا واعيا . وقد امدته كل هذه الامكانيات بالقدرة على كتابة نص جديد ، هو نص ابراهيم جلال بامتياز . نص العرض المسرحي الذي ينطلق من نص المؤلف ، ليجعله اكثر خصوبة وثراء . وهذا ماتجسد في عرض مسرحية – دائرة الفحم البغدادية – اذ تجلت فيه قدرة المخرج الفائقة على تشكيل التكوينات ذات القيمة الجمالية العالية وعلى تحريك هذه التشكيلات عبر طرائق منسقة ومتوازنة ، تسهم في تعميق وعي الجمهور للنص ومضامينه.
وهناك سمة بارزة اخرى تميز بها الراحل إبراهيم جلال ، تمثلت في حرصه البالغ على تجديد رؤاه بالعلاقة مع حراك المشاهد ونبض الايقاع وطبيعة اداء الممثلين في تجسيد الصراع المتنامي والمحتدم بين شخوص المسرحية . فهو قد يعمد الى الاستغناء عن ما تم الاتفاق عليه من تشكيل وحركة ، والاستعاضة عنه بمخطط بديل ، لا يلغي ما تحقق سابقا ، بل يحتويه في علاقة جدلية جديدة ، تنفيه وتؤكده في الان نفسه ، ولكن في صيغة اخرى .
استمر العمل على المسرحية لاكثر من ثلاثة اشهر ، وكانت تلك الفترة واحدة من اخصب الفترات في حياتي الفنية ، تعرفت فيها على عدد غير قليل من فناني وفنانات الفرقة القومية ، الذين كانوا يعتبرون التمرينات ، موعدا لهم مع الفرح ولقاء لإجتراح الأرقى والأجمل ، الى المدى الذي استطاعوا فيه بجهودهم الحثيثة ان يصلوا الى ذروة عطائهم . وقد بذل الفنان الطيب رحيم التكريتي مدير المسارح والفنان القدير الراحل طعمة التميمي مدير الفرقة القومية كل ما في وسعهما لدعم الانتاج ، ولاشاعة جو من الالفة والانسجام بين صفوف العاملين في المسرحية . وجاء يوم العرض الموعود ، وعرضت المسرحية في جو مفعم بالتواصل بين الخشبة والصالة وابدع فيه الممثلون ايما ابداع ، وتجاوب من خلاله الجمهور مع المسرحية ، فاصبح ، هو نفسه احد عناصر العرض .
تحولت المسرحية بتشكيلاتها الاخاذة المبهرة – وكثيرا ما اعتمد الراحل في عروضه على عنصر الابهار - التي انتشلت الجمهور من حالة التلقي السلبي ووضتعه في قلب الاحداث ، وباداء ممثليها المتألق الصادق ، وبأناشيدها الهادرة ، الى مظاهرة شعبية واحتفال حاشد ، والى مرافعة ضد الاستبداد والعبودية . غادرنا المسرح القومي ، على امل اللقاء في اليوم التالي لمواصلة عرض المسرحية . وعند وصولي في الموعد المحدد للتهيؤ للعرض الثاني ، شاهدت الوجوه وهي تتشح بالحزن والارتباك . تقدم مني الاستاذ ابراهيم مضطربا ، وطلب مني حذف بعض العبارات في دوري وبخاصة تلك التي تعبر عن ازدراء المعنكي لقانون السادة وعن انحيازه للشعب . كذلك فعل مع الاخرين , واذكر من بينهم الفنان القدير - سامي قفطان - الذي مثل دور المغني ، حيث حذفت من دوره العبارات التى تندد بالاستبداد وتتوعد المستبدين بالعقاب الصارم الذي ينتظرهم . ارتدينا ملابسنا المسرحية ودخلنا غرفة المكياج وهنا لوحقنا مرة ثانية لمواصلة حذف المزيد من العبارات . ولم تنفع كل هذه الاجراءات ، اذ صدر القرار الحاسم – الغاء العرض- او بالاحرى منع المسرحية . وقع ذلك القرار علينا وقع الصاعقة . اصيب الجميع بالذهول والخيبة ، ودخل الاستاذ ابراهيم جلال اثر ذلك المستشفى مكتئبا حد الغثيان . اذ كان مقدرا ان يمتد عرض المسرحية بعد نجاحها المنقطع النظير في العرض الاول على امتداد الموسم المسرحي لذلك العام . ولكن ها هي السلطة تكشف ثانية عن عورتها وتتخلى مجددا عن حيائها الزائف . ومن الجدير بالذكرهنا ان طارق عزيز وزير الاعلام ـ آنذاك ـ وناصيف عواد مسؤول الاعلام القومي للحزب الحاكم حضرا العرض الاول بهدف تقييمه واختبار صحة التقارير التي كانت ترفع اليهما من داخل قاعة التمارين ، منددة بالعمل – كما علمنا مؤخرا – ومتهمة اياه بمعاداة خط الثورة ، وبالغمز من قناة قادتها . ثم بدات المصائب تلد مصائب اخرى . وزحف الظلام ليشمل العراق كله ، اذ اخذت السلطة تطلق الرصاص على الجميع وحدث بعد ذلك ما حدث ، حتى حلت الاصبوحات المسرحية الموحشة محل الامسيات المسرحية التي كانت تضج وتزدهي بجمهور المسرح ومحبيه . فمتى يستعيد العراق ، وبالتالي المسرح عافيته ليعود كما كان مصدرا للمتعة والمعرفة ، وسلاحا بوجه الطائفية المقيتة والفساد المستشري والارهاب المنفلت ؟ ؟؟
دليل مسرحية السيد والعبد 


تابع القراءة→

0 التعليقات:

المسرح العراقي الحديث .. سيرة فنية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | 1 تعليق

المسرح العراقي الحديث .. سيرة فنية
خليل شوقي
تناولت بحوث وكتابات مظاهر بدايات مسرحية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ولكنني أوثر تناول مرحلة العشرينات من القرن العشرين، حيث أدركتها في طفولتي وشاهدت بضعة اعمال استهوتني فولجت باب هذا الفن النبيل ، الصعب بعدئذ. والآن وأنا أقف على أبواب الخامسة والثمانين، أشيد بالدور الجهادي الكبير الذي واجهه المسرحيون - المؤسسون - آنذاك لمختلف الصعوبات من ظنك مالي وعدم توفر مسارح خاصة تتوفر فيها ابسط المستلزمات الضرورية، المتعلقة بحرفية المسرح، فضلاً عن النظرة المتدنية من المجتمع والدوائر الحكومية ذات العلاقة.
إن إصرارهؤلاء الرواد الهواة على تأسيس مسرح يعتمد القيم الإنسانية العليا، تتمثل فيها الشهامة وحب الوطن والوفاء له وبعيداً عن البذاآت التي عرضت على بعض مسارحنا في سنوات ماضية.
في العشرينات من هذا القرن تأسست أول فرقة مسرحية باسم (جمعية التمثيل العربي) التي شكلها محمد خالص الملا حمادي، تبعه بعد ذلك آخرون فشكلوا عدداً من الفرق لمعت فيها أسماء اذكر منها يحي ق" قاف"، محي محمد، يحي فايق، فاضل عباس، نديم الأطرقجي، زهدي علي، فوزي الأمين ، لويس ناصر، عبد الله العزاوي، وحقي الشبلي الذي كان له الدور الكبير في تحويل الهواية والعفوية الى منهج علمي بعد عودته من دراسته للمسرح في باريس وسعيه في تأسيس فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات.
في عام 1947 شُكلت ( الفرقة الشعبية للتمثيل ) من قبل خريجي الدورة الأولى والثانية في معهد الفنون الجميلة، وكنت أحد اعضائها. وتستدعي سنوات الاربعينات التوقف عندها لأهميتها التاريخية في التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية وتنامي الوعي الشعبي، فعلى الرغم من بشاعة الحرب العالمية الثانية وانعكاساتها السلبية على الشعب العراقي بسبب المعاهدات العراقية البريطانية غير المتكافئة، فقد افرزت هذه السنوات حركة ثقافية واسعة ومفاهيم جديدة في القصة والرواية والشعر والفنون التشكيلية والمسرح، وعمرت المكتبات بالكتب المؤلفة والمترجمة، حيث اثرت هذه الظاهرة بكل مفرداتها على توجه بعض القوى والتيارات السياسية الديمقراطية والتقدمية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي يعتبر الثقافة مكملة لبرنامجه في تنمية الوعي الشعبي العام.
في أواخرعام 1949 ظهرت نشاطات مسرحية في الوسط الجامعي، ففي كلية الحقوق
( لجنة جبر الخواطر) شكلها مجموعة من الطلبة ، أتذكر منهم يوسف جرجيس حمد ، رامي ، جلال ، محمود الخضيري وفي مقدمتهم الفنان يوسف العاني. وكنت المخرج لأعمالها. وفي كلية التجارة لمعت اسماء لو احترفت التمثيل لكان لها شأن كبير في المسرح، مثل عادل الشيخلي، راسم القيسي، ابراهيم الديواني الذي عمل مخرجاً في تلفزيون بغداد عند تأسيسه في عام 1956. وفي كلية الطب تشكلت لجنة فنية أيضاً ترأسها وليد الخيالي، وعلى مسرح الكلية قدمت نشاطاتها الثقافية والمسرحية، وقد ساهمت في ادارة بعض من هذه النشاطات، كما قدمت بعض المشاهد التمثيلية. وعلى مسرح دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية برز اسم شهاب القصب حيث قدم عملين مسرحيين شاهدت احدهما، تناول فيه همومأً عائلية وكانت من وجهة نظري أول محاولة تتناول المشاكل العائلية، ولعله الأكثر تأثيرا في تلك المرحلة وباطار النشاط الجامعي، وفي تقديري ان الذين ارشفوا في المسرح لم يفوا هذا الرجل حقه عند دراسة الحركة المسرحية.
في سنة 1952 أُسست ( فرقة المسرح الحديث ) من قبل الفنانين ابراهيم جلال ويوسف العاني _ لم التحق بهذه الفرقة عند تأسيسها بسبب طبيعة عملي الوظيفي إلا في عام 1958 _ ما أريده هنا فقط الإشارة الى أن هذه الفرقة المسرحية كان لها تأثير مباشر في اقبال الجمهور على المسرح ، كما توطد للمسرح كيان وتأثير في مرحلة من مراحل التوهج السياسي والأدبي والفني في العراق.
بحلول عام 1963 وبعيداً عن التفصيلات الكارثية التي ألمت بالشعب العراقي ، حيث الغيت جميع الفرق المسرحية والمؤسسات الثقافية، سمح في هذا العام تشكيل مجاميع فنية، آليت على نفسي ووفاء مني لفرقتي فرقة المسرح الحديث واعادة ثقة الناس بهذه الفرقة التي كانت جزأً من اهتماماته الثقافية، قمت بتشكيل مجموعة اعتبرتها بذرة لأعادة فرقة المسرح الحديث مستقبلا بالرغم من الظروف السياسية الصعبة جدا على الصعيد العام وعلى الصعيد الشخصي، سميت هذه المجموعة
( مجموعة المسرح الفني ) المكونة من الشباب الذين لا علاقة لهم بفرقة المسرح الحديث الملغية، واكثرهم من طلبة معهد الفنون الجميلة، منهم كريم عواد ، مولود المعيني ، فاروق فياض ، روميو يوسف ، قحطان محمد احمد ، سامي السراج، سامي تيلة وغيرهم.

شعار فرقة المسرح الفي الحديث


وفي عام 1964 عندما اعيد قانون تشكيل الفرق المسرحية، ولما لم يكن بمقدوري اعادتها بنفس الاسم آثرت اضافة كلمة ( الفني ) لتصبح ( فرقة المسرح الفني الحديث ). واعتزازاً مني باستخدام نفس شعار الفرقة السابق والذي صممه الفنان الكبير الراحل جواد سليم ، قام الرسام صادق سميسم باضافة كلمة الفني على الشعار، وكان حافزي وهدفي الأساس تعزيز ثقة الناس وتماسكهم في مرحلة حفلت بالقتل والإعدامات والسجون. في عام 1965 اتفقت مع الفنان الراحل ابراهيم جلال باعتباره اول رئيس لفرقة المسرح الحديث مع بعض الشباب من المجموعة نفسها الذين توسمت فيهم قدرات فنية متميزة فأعيد تأسيس _ فرقة المسرح الفني الحديث _ واصبحت بعد ذلك مدرسة للتجارب والتيارات المسرحية تخرج منها مجموعة من الشباب انتثروا وروداً عطرة في الوطن وخارجه.
تابع القراءة→

1 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9