أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، أغسطس 31، 2016

الكاتب السيد حافظ: نحتاج إلى مسرح شعبي جماهيري

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

كرم مهرجان الإبداع الطفولي بالأردن، الكاتب المصري الكبير السيد حافظ، وهو صاحب مشاريع أدبية وإبداعية كاملة سواء في المسرح أو الرواية أو التراث، وقال حافظ في حوار له إنه سعيد بهذا التكريم، وتم إعداد عشرات الرسائل الجامعية عن أعماله في الوطن العربي، ولكنه لم يجد احتفاء في مصر بقدر ما وجد في عدة دول عربية وأولها الأردن، وأشار إلى اهمية وجود مشاريع ثقافية كبرى، تخرج المثقف من عزلته، وضرورة العمل على الارتقاء بالفن خاصة فن المسرح، لافتا إلى اننا في حاجة إلى مسرح جماهيري وشعبي للارتقاء بحياة الناس ومناقشة قضاياهم.

ـــ كيف بدأت الدخول إلى عالم المسرح.. وما الذي تتذذكره من تلك المرحلة الأولى؟

- بدأت أهتم بالمسرح في سن مبكر، ومنذ المرحلة الثانوية اشتركت في المسرح المدرسي، وقرأت العديد من الكتب المهمة، ففي مرحلة الإعدادية قرأت أعمال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ثم اتجهت إلى المسرح العالمي، فقرأت في إجازة الصيف في الصف الثاني الثانوي 176 مسرحية عالمية، وكانت هذه المسرحيات متوفرة في الأسواق بسعر زهيد 5 قروش، هذا الزخم المعرفي والفكري جعلني أنضج مبكرا، وفي السنة الأولى بالجامعة بكلية دار العلوم سنة 1970 نشرت أول كتاب لي وهو ما اسميه بالمسرح التجريبي، لأنني بعد نكسة يونيو شعرت بأن الهزيمة الفكرية أكبر من الهزيمة العسكرية، حيث أننا صدمنا جميعا بعد أن ترسخ في أذهاننا أننا دولة رائدة وخطيرة وكبيرة، ثم اكتشفنا أننا خلال 3 ساعات كانت إسرائيل تحتل أجزاء من 3 دول عربية وأولها مصر.

ـــــ كيف واجه جيلكم تلك الهزيمة؟

- كان من الضروري البحث عن الهوية ن والبحث عن أسباب الهزيمة الفكرية، كيف يهزم شعب فكريا، ويضع كل مقدرته في كف السلطة، ولا يملك الإرادة للمعارضة أو النقد، وفي تلك الفترة نشرت أول كتبي وهو مسرحية قصيرة بعنوان «كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى» وكتب على غلافه «المسرح التجريبي»، وأثار ضجة وقتها وكتب عنه نبيل عصمت وعبدالفتاح البارودي، وكان شبه لطمة في الوطن العربي، فالكل تساءل ما هو المسرح التجريبي، حتى ان الكاتب على سالم كتب: «اقتلوا هذا الشاب قبل أن يخرب المسرح المصري والعربي»، ولولا تدخل أمل دنقل وقتها في ندوة في دار الأدباء، وقال إن هذا الشاب يبشر بميلاد كاتب جديد، لما استطعت أن أواجه هذا الهجوم.

ــــ في هذا الوقت ازدهر المسرح الشعري على يد صلاح عبدالصبور، فهل كنت قريبا منه؟

- طبعا كانت تربطني به علاقة على مستوى الكتابة، ففي عام 1976 تولي رئاسة تحرير مجلة الكاتب، بدلا من أحمد عباس صالح، واتهموا صلاح عبدالصبور بالخيانة، فانضممنا إليه أنا ونجيب سرور ونعمان عاشور وعلي شلش، في أسرة التحرير، وكنت أصغرهم سنا، وصرف لي مكافأة نشر مضاعفة ليشجعني على الكتابة، وقبل ذلك عند صدور النص الشعري مسافر ليل قمت بإخراجه مسرحيا للأطفال، وشارك فيه 30 طفلا، كانوا جميعا أطفال من مركز شباب الحرية، وحضر هذه التجربة فاروق حسني قبل أن يتولى الوزارة، ولولا بعض العبارات التي قيل إنها إلحادية لحصلنا على الجائزة الأولى، هذه كانت البداية في اهتمامي بالاطفال بعد ان فشلت في إقناع الكبار بتمثيل المسرحية، لأنهم لم يفهمومها.

ــــ هل يمكن القول أنك متخصص في المسرح ومسرح الطفل على وجه الخصوص؟

- لا.. أنا صاحب مشاريع، ففي مسرح الطفل مثلا قدمت مشروعا من 18مسرحية، وفي المسرح والتراث العربي 13 مسرحية، ولي مشروع في المسرح الكوميدي كتبت 9 مسرحيات، وعن القضية الفلسطينية كتبت 5 مسرحيات، وفي المسرح النسوي قدمت 7 مسرحيات، وفي المسرح التجريبي كتبت 36 مسرحية، وكل مشروع يستغرق عدة سنوات، وأنا الآن ومنذ 7 سنوات أكتب روايات، وآخرها روايتي «كل من عليها خان»، وهناك اهتمام كبير برواياتي في الجزائر والمغرب وأكثر من دولة، وهناك دراسات وأبحاث كثيرة قدمت عن اعمالي، وستقيم جامعة عين شمس يوم 7 سبتمبر سيمنار حول روايتي الأخيرة.

ـــ وأين أنت من المسرح التجريبي الآن.. وأنت من المبشرين بهذا المسرح؟

- فاروق حسني كان من الهمتمين بهذا الأمر، وعندما تولى الوزارة وعدني بالاهتمام بهذا المشروع، حتى أن الدكتور فوزي فهمي كان يسألني نكرم من من الفنانين والكتاب العرب، فكنت أقول لهم فلان وفلان، لكن المشكلة كما قلت في روايتي «كل من عليها خان»، وفي رأيي لابد من التنظير لهذا المسرح حتى تظهر قواعده أو أسسه، قلة فقط نجحت في هذا المسرح.

ــــ وماذا عن مشروعك في التراث.. متى بدأ هذا المشروع ؟

- أنا مهموم بالتراث العربي، خاصة الحقبة الفاطمية التي كانت مزدهرة جدا سواء فتوحات أو حضارة أو فكر، ورغم ذلك تذكر في كتاب التاريخ في سطر واحد فقط.

ـــ وكيف ترى مسألة تكريمك

- أهدي هذا التكريم الذي حصلت عليه من دولة الأردن إلى وزراء الثقافة المصريين بدءا من ثروت عكاشة إلى حلمي النمنم.. لقد أمضيت خمسين عاما في المسرح لم أكرم من أي مهرجان مصري سواء على مسستوى المسرح التجريبي أو القومي، ولم أشارك في إحداها، وليس هذا بجديد على مصر معي، فقد كانت اول دولة تقدم اعمالي هي العراق في عام 1978 في مسرح الشارع، خمسين عاما مضت في المسرح قدمت 88 كتابا ودراسات، ولم أحصل على أي لفتة أو تقدير من مصر ومثقفينها العظام، واحمد الله أني نجوت من مقصلة التجاهل والاستغناء والتهميش، بالكم الهائل من رسائل الماجستير والدكتوراة في الوطن العربي من الكويت حتى المغرب، واخيرا في مصر منذ 4 سنوات بدأ الالتفات إلى اعمالي في جامعة عين شمس والقاهرة والمنوفية والاسكندرية، نحن في بلد كما يقول صلاح جاهين «لا بتفتكر ولا بتنسي» وكما قال صلاح الدين الايوبي، «ذاكرة مصر كالزير المثقوب»، فهي دائما تنسى.

ــــ ما الذي نحتاجه الآن للارتقاء بالفن في مصر؟

*نحتاج إلى مسرح جماهيري، مسرح شعبي، يعلم الناس ابسط الاشياء عن الفن، ويعالج قضاياهم ومشاكلهم، لماذا لا نستدعي تجارب سابقة كانت لدينا، مثل مهرجان المسرح المتجول ويذهب إلى كافة ربوع مصر، ويصل إلى كل الاقاليم، أو استعادة مسرح الحكواتي، بما يضمن حدوث حالة «الفرجة» المسرحية الجميلة التي افتقدناها، كما أشار إلى اهمية وضرورة عودة المسرح التجريبي باعتباره يقدم تجارب مختلفة وثرية جدا تساهم في اثراء الحالة المسرحية المصرية والعربية.

--------------------------------------
المصدر : محمد الكفراوي - مصر اليوم 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرحية "استيراد خاص" تمثل العراق بمهرجان عشيات طقوس المسرح الدولي في الأردن

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

ضمن مهرجان "عشيات طقوس المسرح الدولي" في الأردن, ستشارك دائرة السينما والمسرح في العراق بعرض مسرحية "استيراد خاص" وهي من تأليف صادق مرزوق وإخراج علاوي حسين, العرض من إنتاج منتدى المسرح ومن تمثيل سعد محسن وآلاء نجم بالإضافة إلى الممثلين علاء قحطان وعلي عادل ومحمد سامي.
يقول صادق مرزوق مؤلف العمل في حديث "اعتمدت المسرحية نصا ومعالجة إخراجية على الجانب الرمزي في اعتماد اللون ودلالاته المعبرة عن واقع إنساني أنهكته الحروب بسبب الصراع بين الهويات التي ساهمت إلى حد كبير في اتساع الهوة بين الذات والآخر".
اما المخرج الفنان علاوي حسين فقد صرح "أن هذا العرض يطرح مجموعة من الأحداث التي مرت بالشخصية العراقية بسبب التحولات السياسية وما نتج عنها من تداعيات اجتماعية أثرت على سلوك الأفراد داخل المجتمع الواحد".
وأشار حسين الى أن هذا العرض ضمن الرسالة التي يحملها الفنان في التأكيد على قدسية التجاور والتحاور وقبول الآخر من خلال نص ومعالجة تشاكس الحدث دراميا وسينوغرافيا.
ومن الجدير بالذكر ان المؤلف صادق مرزوق يشغل ادارة قصر الثقافة والفنون في الديوانية احد تشكيلات دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة، وله العديد من النشاطات الفنية والثقافية التي تعالج الواقع الثقافي في المجتمع العراقي.

-----------------------------------------
المصدر : لندن - رويترز 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

أبطال جودي يحبسون أنفاس جمهور الوطني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

أبطال جودي يحبسون أنفاس جمهور الوطني

فائز جواد

قراءات نقدية لمسرحية خيانة 1-2

ليست المرة الاولى يشهد فيها المسرح العراقي عموما وخشبة المسرح الوطني خصوصا  مفاجأة من العيار الثقيل بطلها الفنان المجتهد المسرحي الدكتور جبار جودي الذي عرفناه عرابا للسينوغرافيا ومخرجا ينفرد ويتالق ويدهش جمهوره في عروض مسرحية متكاملة تذهل المتفرج الاكاديمي قبل الجمهور الذي صار يتابع اعماله ولايفوت فرصة المشاهدة لما تمتلك من حرفة مسرحية انفرد بها جودي الذي عرفته مجازفا بل ويعشق الغور ويتحدى ان يخوض في اعمال مسرحية ربما تعد من المجازفات التي يتردد ان يخوضها الكثبير من الاسماء المسرحية نعم عرفته منذ كان طالبا في معهد الفنون الجميلة يدرس ويشارك ويستمع ويناقش ويواجه ويتحدى ويختلف ولايساوم على مايحمله من افكار قادته في النهاية الى نيل شهادة الدكتوراه باقتدار وامتياز لنفتخر به نحن طلبة قسم المسرح بمعهد الفنون بل وفخرا للذين سبقوه بالدراسة ولغاية اساتذته الذي يكن له جودي كل الاحترام والتقدير مصرا على انهم اساسا في مشواره وهذا هو ديدن الناجحين في كل المشاهد الفنية والثقافية.

 نعم هكذا هو المخرج جبار جودي يحمل بدواخله افكارا جميلة ليس على صعيد المسرح بل في كافة المشاهد اليومية الامر الذي اهله ان يكون افضل من قاد ادارة المسرح الوطني الذي انتعشت مرافقه وقتها بل ويسهم ويناقش ويقترح بما يخدم ويطور المسرح والمشاهد الجمالبة في عموم العاصمة بغداد هكذا هو جبار جودي فنانا عاشقا للسينوفرافيل للاخراج للتاليف المسرحي للتمثيل في الدراما العراقية واجزم انه لو خاض تجربة اي مشروع فني وثقافي سيتفوق بجدارة . واليوم وبعد ان شهدت مسرحيات جادة قدمت على خشبة المسرح الوطني في وقت ليس ببعيد شهدت  حالات جعلت من المؤلفين والمخرجين يترددوا في تقديم عرض مسرحي جاد ويمكن لمدة يوم او يومين خاصة وان الجمهور كان نخبوياً او من العامة يبدا ومنذ الربع الساعة الاولى او الثانية من العرض المسرحي يبدأ بالانسحاب واحدا تلو الآخر لاسباب لااريد الخوض فيها بالتالي صار المخرج ومعه المؤلف الى الممثلين والفنيين وجهة الانتاج يقفون ويفكرون طويلا قبل الدخول الى مضمار تقديم عمل مسرحي جاد . الفنان جبار جودي الذي كمان يعلم هذه الحقيقة وربما تابعها وعاشها قرر ان يخوض التجربة ليؤكد انه موجود  عاشقا للمسرح  عاشقا للمجازفة ومواجها اي راي ضد او مع  نعم يؤكد احترامه للجمهور بطبقتيه النخبوية والعامة  ولجودي تجارب في تقديم اعمال لاتخلو من المجازفة وبالتالي نالت اعجاب وادهشت كل من تابعها  اليوم يقدم لنا جودي ومن ستة اعمال وروائع شكسبيرية مسرحيته خيانة وعلى مدى ايام حبس فيها انفاس الجمهور المسرحي الذي حرص على متابعة العرض للدقائق الاخيرة وهذا هو النجاح بعينه . بالتالي حرص جودي على ارسال رابط العرض الى مسرحيين عرب  تعذر عليهم الحظور ومع من حظر العرض المسرحي من المسرحيين الاكاديميين لينال العرض المسرحي خيانة اضافة الى اراء ومحبة الجمهور نال واستحق  آراء كتبت وقيلت بحق خيانة جودي.

روابط الانترنت

 ( الزمان ) استقتطفة جزءاً من هذه آراء الاكاديميين المسرحيين والمختصين والذين حضروا العرض المسرحي او شاهدوه على روابط الانترنت وبكل تاكيد  اضافت للمسرح العراقي الكثير من التفاؤل ولجودي الثقة والتفكير بمشاريع اقوى جرأة ومجازفة نحو مسرح عراقي جميل يرتقي الى الذوق والخطاب والحس الجمالي

هذا ماشاهدت عملا جديدا للسينوغراف و المخرج العراقي جبار جودي العبودي، عن طريق رابط يوتوب بعنوان (خيانة ) عن ستة مسرحيات من روائع شكسبير قدمه منذ ايام قليلة بالمسرح القومي ببغداد..

فكتب المخرج التونسي حافظ خليفة مايلي ( مازال الجمهور التونسي يتذكر عرض روميو وجولييت في بغداد للمخرج مناضل داود ،الذي تم تقديمه بتونس منذ سنة بالدورة الفارطة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية ،وقد نال استحسان الجمهور ، لتعامله الذكي مع أهم روائع شكسبير و مزجه بالواقع العراقي الطائفي المتردي و قد كان به جودي سينوغرافا )..

وتسائل خليفة (خيانة ماذا ولمن؟ ): العمل يراوح بين الجو الكلاسيكي و الكوميديا السوداء. .بين الأصل والفرع..بين التاريخ و الواقع المعيش..بين الألم و الضحك عليه..بين المسرح و اللامسرح ..بين الصورة و الكلمة..بين اللغة المسرحية والسينمائية..بين أجساد تتحرك و أخرى محنطة بلوحات فوتوغرافية..باستعمال محبك للفضاء في جميع أبعاده .. طارحا مفهوم الخيانة قديما وحديثا ..لقادة و زعماء و أبطال (هاملت،ماكبث،ريتشار 3?يوليوس قيصر،عطيل ) بفضح مباشر إلى حد التقزز والاشمئزاز لما خلفته الخيانات من ويلات و دمار للشعوب وخاصة للشعب العراقي،الذي شاهدناه من خلال صور الداتاشو ،اسيرا تائها تحت لهيب الانفجارات و الاغتيالات وخصاصة المعيشة..واقعا تحكمه همجية الرجل مع المراة و القائد مع شعبه و حتى الحبيب مع حبيبته..بتدخلات جد موفقة لصوت الكبير حيدر منعثر الذي تقشعر له الابدان ).

قتل الزعيم

ويضيف ( و لكن لا أشارك رأي المخرج فقط في أن قتل الزعيم أو الدكتاتور خيانة بل هو عمل بطولي بالنسبة للشعب، و ربما يكون أصح أن الخيانة الحقيقية هي خيانة الشعب من خلال الاستحواذ على المنصب:مكبث و ريتشارد و يوليوس، هم ضحية خيانتهم للشعب، إذ لا بد من تحديد مفهوم الخيانة من اي زاوية نراها..و لا أجد هنا افضل من ان اضع اصبعي على مثال أليم كي يتضح مفهوم ما أعنيه: مثل موت صدام حسين الذي يرى في موته الكثير من التونسيين خيانة من طرف أبناء شعبه لتحالفهم مع الأمريكان ويراه شهيدا و زعيما عربيا لا يشق له غبار..  في حين يرى الكثيرين من الشعب العراقي الذي عان الأمرين من سطوته وجبروته نصرا عظيما للإطاحة به و قتله و تصبح خيانته فخرا صريحا و معلنا. ..و لكن في النهاية الخيانة واحدة..الحاكم أم المحكوم..الراعي أم الرعية). حقيقة اثارني كثيرا هذا العمل. بمراجعه الكلاسيكية العميقة و ببساطة طرحه الواقع اليومي العراقي ،مما يجعل منه مميطا للثام..و معريا لمصير مجهول لوطن ينزف دما و لشعب قدره أن يعيش و يعايش عبر تاريخه الخيانات تلو الأخرى، و لعل أعظمها لشهيد الحق الحسين بكربلاء الخالدة).. ويختتم (مسرحية خيانة تستحق المشاهدة و الجدل واتمنى ان تكون بيننا في تونس بالدورة القادمة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية) . وكتب الدكتور حسين القاصد عن احداث الخيانة (  لعل من شاهد مسرحية “الخيانة”  وجد نفسه وجها لوجه مع الميتامسرح في أول المشاهد، وذلك حين مازج المخرج ـ وهو المعد نفسه ـ بين السينوغرافيا والميتامسرح في عمل ناضج هو الأول من نوعه في تاريخ المسرح العراقي؛ فإن سألتني عن الممازجة بين المتلقي والجمهور سأذكرك بالدخول الذي يكسر افق العرض المسرحي، واعني به دخول مراسلة احدى القنوات الفضائية لتبدأ بمحاورة الممثلين ثم تعلن مصاحبة الميديا واشتراكه مع الكادر الى نهاية العرض، وهذه العملية التي زجت بطريقة ذكية لم تمنع من استمرار التشويق، لكن ان تجتمع السينوغرافيا التي هي السينماتوغرافيا بكل تمثلاتها من فوتوغراف او تمثيل، أن تجتمع  والميتامسرح مع نسق ثقافي خطير هو نسق الاتكاء على المشهور لشرعنة الطرح وجعله بعيدا عن فضول سلطة القانون، فهذا أمر عظيم ويستحق الكثير من التأمل.  لا بد من الاشارة الى ان المسرحيات الجادة لاسيما ما يطرح بالفصحى منها كانت تعرض بشكل احتفائي وتعتمد على الدعوات الاخوانية ويكون الدخول الى المسرح مجاناً ؛ فإذا حصل ان امتلأ المسرح فقل إن هناك احتفالا كبيرا أو مناسبة حكومية، قد تستدعي قطع الشوارع المؤدية للمسرح ؛ لكن المسرح الوطني امتلأ برغبة تامة، فقد كانت للجمهور تجربة سابقة مع جبار جودي في “السجادة الحمراء”  كما ان العمل عاد بالفائدة للمسرح فقد كان الدخول مقابل ثمن، مع ذلك امتلأ المسرح تماما ).

نسق الاتكاء

ويتابع ( واذا عدنا الى نسق الاتكاء على الموروث الذي يشرعن الطرح، فإن كل الاعمال الادبية كانت تستدعي الموروث اتكاءً، كي تختفي خلفه، لكن جبار جودي اصطحب الموروث (اعمال شكسبير ) الى الحاضر دون الحاجة لجعله سنداً قانونيا يحميه من ثورية الطرح، بل استدعاه في توأمة غريبة ليخلط بين النسق الثقافي والتداولية بصفتها الذرائعية، فكان الماضي والحاضر يثوران في المسرح الوطني ضد كل الخيانات، فتداولية الخطاب الثقافي أدت هي الأخرى دوراً تمثيليا في الخيانة، فبغض النظر عن ذرائعية المعنى الجامد في الكلمة، يجعل جبار جودي نغمة هاتف احدى الشخصيات النسوية “يا ست الحبايب”وبصوت كاظم الساهر، والمضمر ثقافيا ان البنت خرجت بلا علم امها لكنها تحاول التعويض بـ (ست الحبايب) كعزاء عما لاتعلم به أمها، فضلا عن غاية سماعها بصوت الساهر !!، ولو اتسع لنا المقال لوقفنا عند دلالة (ابو المولدة ) لأن النطق باسمه كان على لسان من تمثل الوطنية! وهي ذرائعية باللهجة الدارجة تصلح ان تدخل الدرس التداولي، شكرا لجبار جودي وكل كادر العمل لأنهم اعادونا الى كراسي المسرح بمنتهى الرغبة).الدكتور لبيب مالك المطلبي كتب  ( اشكالية الاستخدام والتبادل في العرض المسرحي : خيانة افترض العرض المسرحي المعنون : خيانة ، تموضعة له قد تجلت في صورتين تضمنتهما عملة العرض الواحدة : اولا : صورة الاستخدام  وهي تلك الصورة التي كانت مدار لعبتها سلسلة انتقاءات واضحة من الارث الشكسبيري المسرحي وهي مجموع كتابات ادبية افترضها شكسبير في نصوصه من خلال : 1 –  خيانة مكبث  – خيانة لير  – خيانة هاملت -4  خيانة يوليوس قيصر– خيانة عطيل – خيانة رتشارد الثالث . اذن ، هي مجموع انتقاءات استدعاها المخرج لإعادة هيكلة الحياة فيها ، لا على اساس كليَاتها النصوصية المنفردة  بل على اساس استخدام جزئيات تلك النصوص وحسب الطبيعة الاختيارية للمخرج ثقافة ومزاجا .انه استدعاء حر تضمن دلالة الخيانة ، وبغض النظر عن قراءتها سلبا او ايجابا . انه تلازم معها في نسقها التأريخي . وبذات الوقت ايضا لزم اختياره مجموع مشاهد عرضية تدلَ على العنف الدموي الذي يشهده الحاضر العراقي ، وكذلك بعض ( خيانات ) السلوك المجتمعي الذي يؤدي الى تأصيل انهياره المدني او الاعتباري او الاجتماعي ويمكن تبيان تلك الخيانات الحادثة في المشهد العراقي الآني على نحو :  خيانة سفك الدم العراقي الذي نتعرض اليه كل يوم . – خيانة السلوك الاسري الذي يفضح ازدواجية الفرد . – خيانة بعض مبادئ الاجتماع العراقي في تحييد المرأة  ).  ويتابع ( كل هذه الاستخدامات التي طرحها المخرج بغية تسويقها كمفردات بنائية او دلالية في سوق العرض المسرحي خيانة مع تأكيده ان تلك الانتقاءات لمجموع الخيانات وبغض النظر عن التوصيف الموضوعي لمسمَى خيانة جاءت كلها كرمية نرد ضرب السلسلة النسقية وعرَض نظام تلك السلسلة المخبوء مرجعيا الى حركة صراعية لا يقصد منها اعادة ترتيب نظام الخيانات او الاحداث بقدر الاكتفاء في عرضها ) .

ثانيا : صورة التبادل وهي تلك الصورة التي قدَم المخرج عن طريقها رؤيته : ان ما يحدث في النص الشكسبيري من خيانات يتماثل او يتقابل بالتوازي عبر استدعاzه من بطون تاريخية النصوص الادبية مع وقائع يومية ومبادئية تحدث في الشارع المحلي العراقي الآن ، سواء على مستوى الامن الوطني او الامن المجتمعي . ثم عمد المخرج عبر رؤيته الى قطع النص الشكسبيري بإبداله بواقعة محلية ، وصار الحدث عند شكسبير يتقبل انتقاله نحو حدث محلي ولأن دلالة العنوان خيانة مطابقة للتسمية ابتداء ، جاءت لعبة تبادل الاحداث كلعبة لـ (عرض) الاحداث والتي وان كانت زمانيا متباينة ولكنها من حيث الموضوعية كانت دلالية متقاربة . ولهذا جرَنا المخرج الى مقاربة بين رحلتين من الخيانات : رحلة الخيانة في سردها المسرحي ورحلة الخيانة في كونها وقائع عراقية آنية نعيشها كل يوم .

------------------------------------------------
المصدر : جريدة الزمان 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9