أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، سبتمبر 14، 2012

مسرحية للأطفال " أنتخابات في الغابة " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, سبتمبر 14, 2012  | لا يوجد تعليقات



                         مسرحية للأطفال " أنتخابات في الغابة " 
                                     - بثلاث فصول - 

                                         تأليف
                                    محسن النصار


              - اشخاص المسرحية -

الفنان وهومخرج مسرحي يبلغ من العمر27عاما

مروة بدور الحمامة وهي طفلة بعمر 10سنة

هيفاء بدور الأرنب وهي طفلة بعمر 9سنة

أسماء بدور البطة وهي طلفة بعمر 8سنة 

شيماء بدور شجرة البرتقال وهي طفلة بعمر 8سنة

محمد بدور الدب وهو طفل بعمر 11سنة

ايهاب بدور القرد وهو طفل بعمر 10سنة

رافد بدور الديك وهو طفل بعمر 9سنة

ياسر بدور البوم وهو طفل بعمر 8سنة

جميل بدور الغزال وهو طفل بعمر 8 سنوات

هاني بدور اللقلق وهوطفل بعمر 8سنوات

مجموعة من الأطفال بأعمار مختلفة يقومون بأدوار حيوانات مختلفة

( تدور الأحداث في الوطن العربي في عصرنا الحالي 2012 )



                                             - الفصل الأول - 


( ترفع الستارة يظهر على المسرح حديقة عامة , ويبدو ان الحديقة تحتوي على ألعاب مختلفة للأطفال وفي جانب من الحديقة اعدت مكان للرسم كونه يحتوي على ادوات رسم مختلفة ومجموعة من اللوحات المرسومة مع وجود اقنعة وملابس لحيوانات مختلفة مع وجود كراسي مع منظدة كبيرة الحجم , يدخل المكان فنان شاب , فيشاهد مجموعة من الأطفال
الفنان : (وهويغني بصوت جميل )
ياأحلى الأطفال ,
يااحلى الأطفال ,
تعالوا نعيش حياتنا ,
بكل أمل... 
حُب ..
وصِـدق ..
وعمل …
حتى تبقى
حياتنا سَعِـيدَة
وتخضر البَـساتـين
وتفتح الوَرود
وتنتشر روائح الياسمين
نـفرَح كلنا ،
ونهَـنـِّئ الكل 
ياأحلى الأطفال ,
يااحلى الأطفال
الجميع :( جميع الأطفال يتجمعون حول الشاب و يردون بصوت جميل )
تعالوا نعيش فى حياتنا ,
بكل أمل... 
حُب ..
وصِـدق ..
وعمل ..
الفنان : ( بصوت عالي )
انصتو لي
ياحلوين ...
( الكل يصمت ويستمع لما يقوله الفنان )
بصراحة انا احب المسرح !!
هل تحبون التمثيل ؟
الجميع : ( بفرح وسرور )
نعم !
هيا نمثل نحن نحب التمثيل..

الفنان : ( بفرح )
تحبون التمثيل !
اشكرم يأعزاء
سأوزع عليكم الأدوار؟

(ينظر الى الجميع )
أنت ياحلوة ماأسمك
مروة : أنا اسمي مروة
الفنان : انت يامروة ستؤدين دور الحمامة .
مروة : (تقفز من الفرح )
الحمامة
الفنان : وأنت ياعزتزتي ماأسمك ؟
هيفاء : اسمي هيفاء .
الفنان : هيفاء ستمثلين دور الأرنب
هيفاء : ( فرحة ومبتسمة )
الأرنب
الفنان : وانت ماأسمك ؟
محمد : أسمي محمد
الفنان : محمد ستمثل دور الدب
محمد : (يقهقه ببفرح )
الدب !
الجميع : ( بصوت واحد )
الدب !
(نسمع صوت عالي )
أنا أيهاب
اريد ان امثل دور القرد !!!
الجميع : ( يضحك ضحكا عاليا )
الفنان : احسنت يأيهاب !
لك دور القرد؟
(يصمت الجميع , ونسمع صوت الديك )
الفنان : جميل ماأسمك يامن تقلد صوت الديك ؟
رافد : اسمي رافد
الشاب : لك يارافد !
دور الديك ؟
رافد : (يرقص بفرح)
الديك !!!
الفنان : وأنت ماأسمك
ياسر : اسمي ياسر 
الفنان : ياسر لك دور البوم


( ينظر الى أحد الأطفال )
وانت ياحبيبتي !
مأاسمك ؟
(يؤشر على أطفال أخرين )
وانتم ياأطفالي الحلوين ..

أسماء : انا اسمي أسماء
وبصراحة احب التمثيل وأريد تمثيل دور البطة .
الفنان : لك دور البطة
وأنت ماأسمك يااحلى الحلوين ؟
جميل : أسمي جميل ؟
الفنان : أنت يااحلى الحلوين ستمثل دور الغزال
هاني : صديقي الفنان أنا اسمي هاني
وأحب امثل دور اللقلق ؟
الفنان : (بفرح الى هاني )
لك دور اللقلق 
شيماء : أسمي شيماء
الفنان : أنت ياشيماء
ستمثلين دور شجرة البرتقال 
شيماء : (بفرح وسرور )
كم أحب البرتقال
الفنان : اصدقائي الرائعين
(يومئ بوجه ويؤشر بيدية )
أنظروا هناك 
(الجميع ينظرون )
هذه أقنعة وملابس للحيونات الحمامة والأرنب والدب
والديك والقرد والبوم وشجرة البرتقال ,والبطه واللقلق والغزال 
هيا يأصدقائي ..
أبدؤ التمثيل ؟
وانا والباقين سنكون الجمهور !!!
(يأخذو أماكنهم كجمهور مسرحي) 
(تذهب مروة بأتجاه يسار المسرح ,وتختار ملابس الحمامة فتقوم بأرتداء ملابس
الحمامة , وكذلك الباقين الأرنب والدب والديك والبوم والقرد وشجرة البرتقال
والبطة واللقلق )
الحمامة : ( ترفرف بجناحيها وترفع رأسها وتغني )
اسمعو ..
اسمعو ..
اسمعو ..

انا الحمامة
انا الحمامة 
اين ماشئت اطير 
حيث ماشئت اطير
السماء ملكي
والماء والعشب أكلي 
انا الحمامة ..

انا الحمامة ..
الأرنب : (يقطع اغنية الحمامة وهويبحث في الأرض )
الجزر..
أين الجزر ؟
من الذي أخفى الجزر ؟
الحمامة : من ذا الذي يشوش علي اغنيتي 
, ويعكر هذا الصفو الجميل
من يبحث في الأرض !
الأرنب : ( يعمق نظره نحو الأعلى )
أوه هذه انت الحمامة 
دائما تراقبينني !!!
من الأفق البعيد؟
آه ما ثقلك ..
على قلبي ونفسي ...
الأرنب : (يتجاهل الحمامة )
الحمامة : ماذا بك ؟
اصبح سمعك بطيئا !
و ثقيلا أيها الأرنب العزيز ..
الأرنب : ألاتريني ابحث عن طعام لي ؟
الحمامة : ماذا بك تتألم ,
يبدو أنك تشكو من شيء ياصديقي .
الأرنب : آه , آه
الحمامة : (ترفرف بجناحيها )
صديقي الأرنب
يامرحبا
يبدو عليك المرض !!
ياصديقي لقد ضعفت كثيرا ؟
الأرنب : أنا تعبان أيها الحمامة !! 
الحمامة : لا تقلق من شيء


الدب : (يصرخ بغضب مزمجرا, يعم الصمت المكان وينظر الى الأرنب )
ماذا بك هزيلا ... تكلم
الأرنب : كما ترى منذ الصباح
ابحث عن غذائي المفضل . 
الغزال : (الغزال يبحث في المكان ويخرج جزرة كبيرة )
هذه لك ...
(يقدم ألية الجزرة )
الأرنب : ( فرحا ,وهويناول غذاءه المفضل ويبدأ بقضم الجزرة )
اتمنى لك التوفيق
والعمل الصالح دائما .


الغزال : (يبتسم )
ياصدقائي
هذا المكان ملكنا جميعا ..
وعلينا أن نتعاون كثيرا فيما بينا كثيرا !! 
وهنا انواع مختلفة من الحيوانات الاخرى كلها جميعا تشاطرنا العيش
,الديك والبوم ووو
الديك : كوكوكو..
أنت غزال طيب القلب ..
الدب : (يتأوه )
النّوم لذيذ؟
ماأحلاه ...وما أجمل أن أستسلم إليه !!

القرد : ( يضحك)
عزيزي الدب لاأريد ان سمع ولاأريد ان فهم
( ينصرف عنهم )
الدب : (ينتابه غضب شديد )
غبي !!!
الحمامة : متكبر!!!
الأرنب: ( يضحك)
أنه .. يستهين بنا 

الديك : قرد متطاول..
الدب : لاتكن حقير أكثر من المعتاد .
كان يجب عليّ أن أقطع رأسك!
القرد : (بغضب وصراخ )
اسمعوني ؟ 
الدب مروغ ؟
وخداع ومناور ؟ 
آه ! منك ؟ 
أيها الدب العين؟
تتكلمُ عَنْ نفسِكْ بتباهي ؟
‏ كم أنا مشتاق بلوعة !!
لرؤيتك مكبلا بالحبال ؟

الأرنب: هذا القرد 
يبيت لنا امرا ولاشك ؟
الدب : ليتأدب هذا القرد الشقي !!
من الضروري ,
الضروري . جدا
تلقينه درسا لن ينساه أبدا
الحمامة : أصدر أوامرك لنا سيدي ؟
وسوف ترى !!
البطة : سنلقنة درسا بدلا عنك
اللقلق : سنقوم بكسر أطرافه
و ظهره بدلا عنك .
شجرة البرتقال : اصدقائي


لاتندفعوا ,
جربناها مرة تذكروا ..
عندما حاولنا معاقنته هو والبوم
ولم يهتز رأسه 
أنه قوي لانستطيع التغلب علية ,
تذكروا عجزنا ان
نغلبه هو البوم ...
البوم : ياألهي
ماذا اسمع؟

من اصدقائي..
فأنا لم افعل شئ !!!
(يبتعد بخوف وحذر عن الجميع ويقوم بالغناء )
ياكل وينام الدب..
فاقد كل الأحساسْ..
وظّلمهْ وغدره استفحل..ْ 
وأصبح أكثرَ مِنْ مجنون ..ْ 
دب كسول لايعملْ دوم.
اللقلق : ( بتعجب )
هل تريد ون إقناعنا بأن الدب خائن ؟
الدب : (بغضب وصراخ )
أنا الدب البطل..قاهر القرد والبوم ؟
الخونه .. ذات مرة كادوا أن يقتلوني ؟
لولا تدخل الثعلب؟ وخلصني من شرهم ؟

هاجمهم بقوة..
وأنقذني من الموت!!
البطة : (الى الدب )
ولماذا خلصك الثعلب المكار ؟
الدب : أغلقي فمي وصمتي ؟

الديك : صدقوني 
سواعدنا اضعف بكثير
من لحاق الأذى بهم .
الارنب : نهاجم البوم فنقعده عن الطيران وبعد ذلك نهاجم القرد ونقعده عن والحركة .
الدب : يجب أن نمسكهم ونعاقبهم و نصدرا امرا بمنعهم من التواجد بينا .
الحمامة : نهاجمهم من جميع الجهات !!
شجرة البرتقال : هم كذلك
سيقومون بمهاجمتنا في كل الأوقات
وساعة الخطر تكون كبيرة
علينا .
الدب : شجرة البرتقال
انت تفتتين عزيمتنا .
البوم : احذروا من الدب ؟

و احتر سوا!!

فانه يحاول زرع الفتنة بيننا ؟
لا تتهامسوا ..
اسمعوني !!
ستندمون على افعالكم
فانا والقرد الحارسين الأمينين لكم .
الدب : (بغضب )
كلامهم غريب 
لم اتسمعوا ؟
أنهم يتآمرون علينا ؟
ويخفون الكثير عنا !!!
الحمامة : بالأمس البوم والقرد منعوني من الطيران كنت وقتها ذاهبة لجلب الطعام
وكنت وقتها جوعانه وعطشانه ومنعوا عني الماء والطعام .
القرد : ( بغضب وهيجان )
كانت حياتنا جميلة ,
وبدخول الدب الى حياتنا ,
(بغضب )

زرع فينا الفرقة والكذب والنفاق . 
الدب : سأحافظ على موقع الرئيس
لاأسمح لاأحد
أن يسر قه مني ؟
الديك : كيف ؟
الأرنب : انت طيب فلا نسمح لاحد يخدعك ؟
شجرة البرتقال : أطمئنوا ياأصدقائي جميعا ,
علينا بالتفكير
بموقف يوحد صفوفنا
ويحفض ماء
وجوهنا.
القرد : الطفيليون مثل الدب يسرقون جهود غيرهم .
آلامنا في الغابة كثيرة ..
وجرائم الدب قاتلة ..
وأصبحت أحزاننا لا تعد ولا تحصى ؟
وخاصة في الليالي الأخيرة .. 
حتى أننا نسمع كل يوم ؟
خبرا جديدا...
أختفاء صديق لنا ؟
أحزاننا كثيرة بسب الدب العين ؟

شجرة البرتقال : لااحد يجرؤ بعد اليوم بخداعنا .
البوم : انا شاطر ومجتهد!
لكن الدب جعل الجميع يخاف ويحذر مني ؟
أفهمهم شيئا مختلف ؟

( بجدية )
إن الدب خدع الجميع !!
فهو يفعل عكس مما يقول ؟
من أجل مصلحته أوهم سكان الغابة !!
بأني أصبحت شريرا حتى لا ينكشف أمره ؟

الدب : لن افرط بالرئاسة أبدا..
(يجلس على الأرض ومن ثم يستلقي على بطنه )


اليوم بفضلكم
اكلت كثيرا 
حتى انتفخت بطني ,
وبعد نومي مرت بي احلام مزعجة
كوابيس , ولماذا ؟ وما كل هذا الغضب مني فأنا الرئيس ..
البوم : أين تقسيم الواجبات ..
التي اتفقنا عليها في المرة السابقة !
ألم نتفق على ترشيح
المجتهد !
والشاطر في عمله ؟
يحافظ على الوحدة !
ونبذ التفرقة , أين هذا الأتفاق الآن ؟ 
الديك : أيها البوم !!
كان الجميع يعملون بنظام
ويقفون بالمرصاد
لكل الأشقياء وخصوصا
بعد أن اكتشفنا
كثرة حوادث السرقات 
وخصوصا وقت حراسة البوم والقرد ... 
القرد : وهل نسيتم كيف قضينا على الثعلب الماكر .. ؟
البوم : رأيته بأم عيني
وسمعته يتفق مع الدب
على تدبير السرقات ...
شجرة البرتقال :البوم والقرد عززا النظام

هذة المرة كانوا أشد حرصاً
وذكاءً وخصوصاً بعد
تغلبهم على
المرعب الثعلب المكار ؟
القرد : (بغضب الى الدب )


ألم تقدم لي الرشوة ؟
عدد كبير من الموز الطازج...
الجميع : (بتعجب )

رشوة ..
رشوة .. 
شجرة البرتقال : ( في غضب )
هه .. هه ..
أين أذهب بوجهي ؟
من أصدقائي الطيبين ..
يا للعار رئيسنا
أخلف الوعود ...
الدب : ( يحاول كسب عطفهم )
أيها الأصدقاء الطيبين
أن كل ماجاء به القرد والبوم 
هو كذب وتضليل وعلى القرد
والبوم أن يعلنوا توبتهم أمام الجميع
وان يطلبوا مني العفو ً المغفرة 
على ما أقدموا
عليه من شرور،
( يتابع حديثة بقوة )
أيها الأصدقاء
الحمامة والأرنب والديك وشجرة البرتقال . . 
( الجميع يستمع بأنصات تام )
يجب الأقتصاص من القرد والبوم ؟
وأحالتهم الى المحكمة !!
لينالوا ماقترفوا من جرائم ..
وسرقات ..

وتعكير صفوة حياتنا
في الغابة
ومحاولتهم تشوية سمعتي
من اجل منصب الرئيس ؟ 
وبعد اجراء المحاكمة ؟
سأعلن بداية حياة جديدة للجميع
وسيتم أنتخاب الرئيس بالأقتراع السري
من خلال الأنتخابات الديمقراطية
وكلكم يحق له الترشيح ؟
ماعدى القرد والبوم
الذين سينالون أشد العقاب .. 
الديك : (بسرور )
تحيا الحرية ... 
الحمامة : هل نحن في حلم فلتحيا الحرية 
الدب : تأكدوا نحن لسنا في حلم
, يجب علينا تطبيق النظام
حتى لانترك للمشاغبين
والشاذين في تفتيت وحدتنا ... 

البوم : ( بغضب )
أعتقد كل الأعتقاد 

أن الدب بكلامه المغشوش قد خدعكم . 
القرد : (بغضب )
أنا أيضاً أقر
وأجزم !
بأن كل مقاله الدب !
هو افتراء وكذب . 
الديك : أعتقد أن مقاله الدب وهو الصدق . 
الأرنب : ( بمحاولة كسب ود الدب )
الدب هو رئيسنا
(الى القرد والبوم )
وستحاكمون امامنا وسنكشف زيفكم ...

الديك : أنا متأكد من ذلك. 
البوم : (بأندهاش)
ستندمون وستكشف لكم الأيام زيف الدب 
القرد : (بثقة نفس )


سترون وتسمعون ..
سنفضح الدب في المحكمة ؟
سنجعلها وبلا عليك ايها الدب الحقير.
شجرة البرتقال : ( بامتعاض و سخرية مما يحدث )
سنرى ,ونسمع
الحقيقة في المحكمة. 



                                          - الفصل الثاني -
( يقوم الجميع بعمل مكان للمحاكمة , من خلال ترتيب المكان , يجلس الدب ويعتبر نفسه قاضيا ويرتدي ثوب القضاة ، محاطاً بالحمامة والديك ،إلى جانبه تجلس شجرة البرتقال وقبالتهم البوم والقرد الجمهور ...) 
القاضي : ( يصرخ بصوت عالي )
الصمت , الصمت !!
لاأريد الكلام ابدا ؟
حتى تنتهي المحاكمة ...
القرد والبوم تدعون أنكم جئتم تطلبون التوبة .
القرد : لا يا سيدي ، لم افعل شئ يسئ الى احد .
القاضي : وانت ايها البوم جئت تطلب السماح . 
البوم : السماح من ماذا ؟
فأنا حرصت منذ زمن بعيد
على توفير الراحة لكم . 
القاضي : ولكن ما السبب الذي دفعكم ,
أن لا تطلبون السماح ؟
وتعلنون التوبة ؟
القرد : حياتكم أيها القاضي
كلها غش ...
حياتكم ينتشر فيها التزوير..
والكذب !

والرشوة ..
القاضي : (بغضب ) 
معلوم ، معلوم أيها القرد .
شجرة البرتقال : (بفرح وبهجة )
كلام جميل ومؤثر ،
كلام معقول

يدل على الحقيقة ...
القاضي : (بغضب )
ما هذا يأشجرة البرتقال؟ 
القاضي : ( للقرد والبوم )
وحياتكم الماضية ياقرد ويابوم ؟ 
القرد : حياتي كرستها من أجل
الخير ومساعدة الأخرين ؟ 
القاضي : هل تعتز بها ؟ 
القرد : (بفرح وسرور )
نعم! أعتز وأفتخر بها . 
شجرة البرتقال : ولماذا ؟ 
القرد : لأن الحياة مع الطيبين
كلها خير و أمان و سلام . 
( الجميع يصفقون ) 
القاضي : كلام لا يمكن تصديقه ..
البوم : هذه الحقيقة ؟ نعم ! هذه الحقيقة 
القاضي : لماذا تكذبون علينا ؟ 
القرد : أننا نقول الصدق وهذه حقيقتنا .
القاضي : أنكم تفترون الكذب علينا . 
البوم : أننا مظلومين؟
(بحزن شديد )

والحمد الله الذي كشف حقيقتنا . 
القاضي : من هذا الذي اساء أليكم ؟ 
القرد والبوم : (بصوت واحد )
أنتم الذين ظلمونا ؟ 
الجميع : (بصوت واحد )
نحن الذين ظلمناكم !!! 
القرد : نعم !
أنتم حينما صدقتم بالدب الغبي
الذي خدعكم باساليبه الشيطانية ّ!! 
القاضي : (بغضب )
تحدثوا لنا عن ادعاءكم بكل صدق .
القرد : كنت انا والبوم دائماً
في أوقات حراستنا
نراقب كل مايحدث في الغابة فرأينا
العجب , ففي ليلة من اليالي
رأينا الدب يتآمر مع الثعلب
في زرع الخوف في قلوبنا...
القاضي :( يقاطعة وينظر ألية بغضب ..) 
ما هو أثباتك على صحة ما تقول؟
القرد : صديقي البوم شاهد أثبات عندي
كونه شاهد وسمع كل ماجرى .
الجميع : ( بصوت واحد )
وماذا رأيتم وسمعتم ؟

القرد : في ليلة من الليلي
رأينا الدب قد خطف الدجاجة ؟
وأعطاها للثعلب المكار !!! 
البوم : ( متذكرا )
كان يوما حزينا بالنسبة لنا ...
فقد بكينا على الدجاجة المسكينة 
حتى الصباح ...
الديك : ( يبكي )
يالدجاجتي المسكينة !!!
(موجه حديثه للقاضي )
انت القاضي والدب في نفس والوقت
يجب ان تحاكم نفسك بنفسك
أيها المخادع !!
الكذاب ..
(يبكي )
أنت قاسي ؟
وقلبك متحجر ؟
نعم لقد خدعتني ودمرتني ؟
منذ فترة طويلة ,وانا أحمل جرحا كبيرا ...

بقدان زوجتي الدجاجة ؟
والكثير الكثير من أصدقائنا الطيبين ؟ 

بسبب الدب اللعين..
لن نسامحك أبدا...
أنت ستسقط كونك الساقطين...
أبكي عليك دجاجتي ...
أبكي وأبكي...
والبكاء على زوجتي الدجاجة أنتصار ...
القاضي : ( بغضب )

ترفع الجلسة وتلغى المحكمة ؟ 
الحمامة : إنك كذاب
أيها الدب المغرور بنفسه .
الأرنب : أقترفنا خطئا فادحا
بتصديقنا للدب 
الديك : بل قل أغبياء .
الدب : (يحاول كسب ودهم )
هذه إهانة ؟
واتهام أحتج عليه
فأنا لم أتآمر على احد منكم .
الجميع : ( بغضب وبصوت واحد )
يجب طردك أيها الدب

الجبان والمخادع ؟ 
الدب : ( بغضب )
سأنتقم منكم واحدا تلو الاخر ...
سأطلب من الثعلب والنمر
القضاء عليكم ...
شجرة البرتقال : لنجد حلاً مناسبا
ً غير الطرد ..
الأرنب : إني أوافقك الرأي ياشجرة البرتقال .
الديك : (يفكر وهو في حالة غضب )
لدي حل يخلصنا من شر الدب .
الجميع : (بصوت واحد )
ما هو ؟
الديك : اسمعوا !!!
سنوافق على مراضات الدب .
الجميع : ( يصمت وينتبهم الخوف من الدب )
استعبدنا من جديد ؟
الدب : (بغضب ومزمجرا )
أنا الرئيس وعليكم تنفيذ ماتأمرون
سأكون بسيطا 
سأعيش كما تعيشون ،

وآكل معكم كما تأكلون .
وأنام وأنتم تعملون . 
القرد : لدي حل آخر أيها الدب .
الدب : إني أقبله .ما هو ؟ 
القرد : أن تبتعد عن الرئاسة وترك الأمر لنا نحو نقرر مصيرنا . 
الدب : ( بغضب )
ماذا ؟!
شجرة البرتقال : اقتراح معقول جداً جدا !!!
وقريب الى نفوسنا ..
الدب : سأقوم بأقتلاعك ياشجرة البرتقال
بأنيابي هذه ...
(يفتح فمه ويظهر أنيابه ) 
شجرة البرتقال : (بخوف)
ماذا ؟! 
الحمامة : اسمع أيها الدب،
أنت أخطئت في حقنا ،
عليك التوبة الصادقة , حتى
نعمل على نشر الوئام في الغابة ..
وأتمنى من كل قلبي
أن يمر ها اليوم من دون
مشاكل وأذا توصلنا الى الوئام
أقترح إقامة حتفال رسمي ,
يشارك فيه سكان
الغابة، ويكون هذا اليوم يوم الفرح والوئام!!
الديك : (بفرح )
كل الخير والسعادة تحل علينا...
اذا الدب اترك الرئاسة ؟
( بحزن وبكاء )
فأنا لاانسى زوجتي الدجاجة
التي أكلها الثعلب بمساعدة الدب الخائن ؟
الدب : ما أعجبكم أيها الحيوانات المزعجة !!!
فأنا أعرف سرَّ سعادتكم ,
وبدوني ستنتهون ... 
لأن الخوف من الثعلب؟
يعمي عيونكم !
(يحاول الدب أن يزرع الخوف في قلوبهم )
يجب أن تنتبهو إلى عواقب ما تصنعون؟
لن تستطيعوا هزيمتي ؟ 

القرد : لن أقبل بك رئيسا حتى لو عطيتني موز الدنيا كلها .

الدب : (بشراسة )
إذن بهذه الأفعال
قد جنيتَ على نفسك ،
ودمرت الغابة ،
ولا أدري كيف يهون عليك
ذلك بعد أن تجوع ويجوع اصدقائك ،
وتشقى أنت وهم طوال حياتكم .

القرد : (بقوة )
ولماذا وتؤذيني ؟ 
ولماذا وتؤذي سكان الغابة ؟
أقول لك للمرة الأخيرة لن نقبل بك
رئيسا علينا ...
الدب : (بغضب وصراخ )

إذن سوف ترون العجائب
(بخبث )
سأرسل لكم الثلعب ليقلب عليكم الغابة ،
(بحقد ) 
ويحطِّموا حياتكم القذرة !!
(بتكبر وتعالي )
وهكذا أستولي على الرئاسة بالقوة ،
وأوسع سلطاتي ،
وعند ذلك لا أعود أسمع صواتكم القبيحة
فأنا الأقوى على الإطلاق!!
سجعل الغابة كلها كراهية ؟
فأنا أكره المحبة... 
) يقهقه بصوت عالي )

شجرة البرتقال : ( بعنف )
لعنك الله أيها الدب الفاسد ،
ولماذا تفعل بنا ذلك ؟
فأننا لم نفعل لك شيئاً ؟
فلماذا كل هذه الكراهية والحقد علينا ؟

الدب : (بعنف وقوة )
أنكم لم تنفذوا أوامري ،

(بكبرياء )
لماذا ترفضونني كرئيس لكم ،
(بغضب )
هيا أغربوا من أمامي الآن
فأنا لا أطيق خيانتكم ... 

الجميع : ( القرد والبوم والحمامة والأرنب والديك وشجرة البرتقال ,في حالة غضب وغليان )

ماذا نفعل الآن للدب ؟
الديك : (بخوف )
سوف يؤذينا..
الحمامة : ويشردنا ..
وينتقم منا ..


شجرة البرتقال : سيجعلنا لقمة سائغة بفم الثعلب الماكر ؟؟

الدب : ( بكبرياء يبتعد عنهم ثم يجلس ويقهقه وهو يصرخ ثم يتحدث مع نفسة )
انا الرئيس ...أنا الرئيس
عشت كل حياتي جريا وراء الرئاسة !!
راحة ونوم فأنا الحاكم ؟
قبحني الله من رئيس ؟
وأي رئيس ؟
لقد سعيت وراء سعادتي وراحتي ..
وأريد أن أصبح رئيسا دائما؟
يجب أن أكون الوحيد المالك للغابة !!
سأنالْ في النهاية الرئاسة الدائمة !
حسدتهم لسعادتهم ؟
وآذيته كثيراً !!
وأريد أن أستولي على كل شئ بغير حق...
وأقطعت مصدر عيشتهم ؟
بدلاً من مساعدتهم ؟
الآن عرفت لماذا يكرهونني !!
أنا فقد آذيتهم ، كوني حاسدْهم على سعادتهم .
وأنا فقد حَسَدْتهم ، وهذا عقاب الله عليّ
اقترفت الكثير من ذنوب والجرائم بحقهم .
جرائم وذنوب لا تحصى.
وآه ..وآه ..
أنني خائف أن يذهب عني الرئيس


واكون خائبا ذليلا ..
(يقهقه ويقهقة مرة اخرى ثم يغط في نومه )

                                         - الفصل الثالث -
القرد : (ينظر الى الدب )
أنظروا الى الدب ..
يبدو انه قد نام ..
لاتخافوا
أراكم ترتجفون ؟
(يذهب ببطء ويقترب من الدب ,ثم يرجع سريعا )

أنه نائم ..
كونوا أقوياء ..
أزرعوا الثقة في نفوسكم !
وجعلوا السعادة تفرح قلوبكم .. .

الديك : أنه هدَّدنا..
سوف يحطمنا ..
ويجعل الغابة جحيم علينا ؟ 

الأرنب: لماذا فعل ذلك ؟
فنحن لم نأذيه في شيء؟ 

شجرة البرتقال : نحن لم نظهر لـه غير المودة والاحترام. 
البوم : نحن لم نؤذِ أحداً أبداً..
فلماذا يحسدنا ويكرهنا ويحاول قتلنا ؟ 
القرد : إنه الطَّمَع بالرئاسة !!
أنه يريد يحكمنا بالقوة ؟
الديك : أصبح منبوذ !
والجميع عرفوا بطباعه الشريرة .
ونواياه الخبيثة ؟.

الأرنب : ماذا لو نفذ الدب اللعين تهديده ؟

شجرة البرتقال : لا أتوقع منه أن يفعل شيئاً ؟
فلا تخفافوا ...
البوم : من الذي يساعدنا !!


إذا آذانا هذا الدب الشرير؟.

القرد : ( بقوة وكبرياء )
علينا أن لا نخاف هذا الدب الحقير ...
ويجب من الآن الحذر منه..
والتفكير بخطة مدروسة للقضاء علية .


الديك : أحذروا هذا الدب الطاغي ؟

الحمامة : أقول لكم..
أنا من المقرَّبين جداً من الدب .. 
وفي حكمه علينا..
ظُلِم الكثير..
وختفى الكثير من أصدقائنا !!
على يد الدب المستبد !!
ولم نحرك ساكنا ؟
البوم : (بصوت خفيف حتى لايوقظ الدب )
أقتربوا جميعا ..
( الجميع يتحرك ويقترب من البوم )
اسمعوا يأصدقائي ..
علينا واجب كبير ..
سنقوم بتقيد الدب بالحبال ..
أعددنا أنا القرد خطة مدروسة لهذا الأمر ..
القرد :أخفيت الحبال هناك
في ذلك المكان القريب من الدب !!
هيا لنقوم بتقيد الدب
( الجميع يتحرك نحو الدب وبعد اقترابهم من الدب ينهض الدب ويقوم من مكانه
فيعم الجميع الأرتباك والخوف , فيتراجعوا الى أماكنهم )
الدب : (يتأوه )
عجباً ما الأمر ؟

شجرة البرتقال : (تتدارك الموقف )
لقد سمعت أنَّ رئيسنا الدب ..
سيقوم بتنظيم الأنتخابات ..
لأختيار رئيس جديد لنا ؟
ولهذانؤكد ونقول
أننا سكان الغابة نؤيد هذا المشروع الديمقراطي ..


ولن نقف ضده..

الدب : ( بغضب )
عليكم أن تتحلوا بالصبر
(يحاول بعض الهدوء)


يا أصدقائي 
عليكم من اليوم
ممارسة أعمالكم كالمعتاد
وفي أقرب وقت سأعطيكم رأيي في الموضوع
وسوف يكون كل شيء على مايرام ،
وربَّما سأكون أنا المرشح الوحيد في الأنتخابات
وسوف انهي ثورة القرد والبوم
الظالمين ...
القرد : (بقوة وشجاعة )
في هذه الليلة الصعبة..
عليك أيها الدب ..
أن تبقى يقضا ..
حتى تقرر لنا أجراء الأنتخابات .
الدب : (بغضب )
شرَّ القرد والبوم يتربَّصُ بكم !
) الدب يبتعد عن الجميع ومع نفسه يتحدث بصوت خفيف ) 
آه ..آه ..
يا لتعاستي ..
يا لتعاستي ..
لقد قُضِيَ عليَّ ؟
وعلى رئاستي !!
فليس لي من معين ؟
) يهذي وهو خائف على مصيرة ويتحدث مع نفسه )
يجب أن اذهب ..
في هذه الليلة بعيدا..
عن الغابة ؟
( يشاهد الدب سكان الغابة يتجمعون , فيزداد خوفه من القرد والبوم ولأرنب والديك
وشجرة البرتقال يتحدث مع نفسه )
انني خائفاً !!
يجب أن أستعين بالثعلب ...
حتى لايصيبني مكروه

من القرد والبوم
وأصدقائهم المرعبين.
(يتمالك نفسه ويصرخ من بعيد بغضب )
ماذا تريدون ؟

لماذا تتجمعون ؟
يا قرد يابوم .ً.
القرد : أننا نهيئ صانديق الأقتراع السري ..
الدب : (يحاول كسب عطفهم ) 
انني معكم وسأوفر لكم الأمن والأمان
والعيش الرغيد ..
بعد فوزي بالأقتراع السري ...
القرد : (الى الجميع )
هيا احملوا صناديق الأقتراع 
(يقمون بتهيئة الصناديق لغرض أجراء الأنتخابات )
شجرة البرتقال :( بصوت عالي (
ياسكان الغابة
رشح للأنتخابات ..
أربعة مرشحين !!
الدب والقرد والبوم والحمامة
ياسكان الغابة
عليكم انتخاب واحد فقط
من بين المرشحين الأربعة
والفائز بالأنتخابات ..
سيكون رئيسا علينا
وننفذ له كل مايريد ... 

الدب : ( يبدو علية الخذلان )
صدّقوني
أنا لم أقصد أذية أحد منكم ..
وعندالفوز سترون العجب !!
سأجعلكم سعداء في حياتكم ..
(الجميع لايعطيه اهمية ويقوم بتجاهله )

القرد : (بحب ويبدو علية الأنتصار)
ستلقون مني كل الرعاية..
وحسن المعاملة ..
وبعد فوزي بالأنتخابات ..

سأقوم بتقوية أواصر الصداقة ..
التي تزرع الوحدة والبسمة بينكم ..

فأنا لم ألقَ منكم سوى كل خير ؟
وقد عشتُ بينكم ..
أسعد أيام حياتي . .
البوم : سأسهر على رعيتكم ..
وراحتكم ..
وتوفير اللقمة التي تسد جوعكم..
وأقوم برعايتكم ..
فأنتم بحاجة إلى الكثيرمن الرعاية ؟
الحمامة : ( بفرح )
أحبكم ..
أحبكم ..
فأنتم أكرم ما رأيت في حياتي !
وإني لقادرة أنْ أردَّ لكم هذا الجميل ؟
فالنفوس الطيبة لا تقابل إلا بالنفس الطيبة ؟
فأطلبو ما تتمنون , وسأحققه لكم ..

شجرة البرتقال : ( بتفاخر )
وصل خبر الأنتخابات الى ..
سكان الغبات المجورة لنا !
وأصبح حديثهم المفضل ؟
حتى وصل خبر الأنتخابات إلى الثعلب الماكر.
ستكون أنتخابات ناجحة ..
وتحقق لنا الرفاهية والحربة ..
هذا شئ جميل ..
يعزز مكانتنا بين الغابات المجاورة ...
( بفرح )
يا سكان الغابة
ياأصدقائي
أعلن أمامكم بداية أجراء الأنتخابات
( تنظر الى الصندوق وقد جهز للأنتخابات ,وقد جلس امامه الديك وقد هيئ
أوراق الأقتراع السري و بدأ الجميع بأختيار الرئيس ) 
الدب : ( في حالة خوف يقترب من الصندوق المخصص للأقتراع السري ويتناول ورقة
الأقتراع من الديك ويدلي بصوته ويضع الورقة في الصندوق )
الحمامة : ( تتقدم بفرح وسرور وتدلي بصوتها )

القرد : ( يتقدم بتفاخر ويقوم بالأدلاء بصوته )
البوم : ( يقوم بالأدلاء بصوته , والجميع يقومون بالأدلاء بأصواتهم ...)
شجرة البرتقال : ( بفرح وسرور وأنتصار )
ياسكان الغابة ؟
ياصدقائي وأحبائي ..
لنفرح ونحتفل حتى الصباح ..
بعد أعلان الفائز بالأنتخابات ..
(تقترب شجرة البرتقال من الصندوق وتقوم بفتح الصندوق أمام الجميع وتبدأ
بأحتساب وعد وفرز الأصوات وكل في حالة انتظار النتيجة ..وبعد الأنتهاءمن
عد وفرزالأصوات ..والجميع في حالة ترقب )

ياسكان الغابة
يأصدقائي الطيبين ..
أعلن عليكم نتيجة الأنتخابات ؟
الفائز الأول بألنتخابات
الحمامة وحققت 23صوتا
( يعم الفرح والسعادة الجميع ويقترب الجميع من الحمامة ويبارك لها هذا
الأنتصار الكبير في الأنتخابات )
ياسكان الغابة
الفائز الثاني الأرنب وقد حقق 7أصوات
والفائز الثالث البوم وكسب من الأصوات 6
والمركز الأخير الدب وحقق صوتا واحدا فقط
(الجميع يحتفل بفوز الحمامة وفشل الدب في الأنتخابات )

الدب : ( في حالة هستريا وغضب وصراخ )
لن أتنازل عن موقع الرئيس ؟
(يعم الصمت المكان والخوف من الدب )
أصابكم الخوف من الدب القوي
أنا الآن الشرير !!
سأقتل كل من يواجهني !!
أويف طريقي !!
ومصمم على تنفيذ خطتي ..
الدنيئة أتجاهكم ؟
شجرة البرتقال : (بأنتصار وسعادة )


الجميع نبذك وأصبحنا يدا واحدة
ضدك ايها الدب الشرير
لايمكنك سرقة الفرحة من نفوسنا
القرد : يجب محاكمتك ايها المجرم ؟
الحمامة : أنا الرئيسة وستنال عقابك العادل ؟
الديك : (الى الدب بعنف )
خائن ..
يجب عقابك ..
هل نسيت قتلك زوجتي الدجاجة !!
واعطاءها طعاما للثعلب الماكر ؟
سنفضح كل جرائمك ؟
( الجميع يحيطون بالدب ومحاولة امساكه وهويتصرف بهستريا وغضب وخوف
ويحاول الفرار )
أمسكوه ؟
الدب :( يعيش حالة من الأنكسار واليأس و يفقد توازنه ويصرخ بغضب وهستريا يقوم ويقع على الأرض عدد من المرات , يبقى يصرخ بصوت متعب يدلل على الخذلان )
أنا الرئيس .. أنا الرئيس ..
القرد : (بأنتصار ) 
وأخيراً سقط الدب 
وعاد الحكم لنا ‏..
نريد الدب حياً أو ميتاً ؟‏ 
ماذا نفعل بالدب ؟
كبلوه بالحبال ... 

وأفقوا عينيه وأطروحه على بطنه..
لقد أمرتكم وعليكم التنفيذ..
الغزال :هونوا عليكم ..
لم يبق من الدب إلا ذكراه الفاسدة..‏
البوم : والمؤامرة القذرة التي حاك جرائمها مع الثعلب الماكر ...‏

كل شيء يسير على ما يرام ياصدقائي ...‏
لن نغفر للدب ..
سوف نهزمه ؟
وننجي سكان الغابة من شره المميت ....‏
لا تيئسوا ياصدقائي ..
‏الدب نكث بوعوده لنا ؟
ماذا سيقولون سكان الغابة عنا ؟‏
الدب يحمل أوزاره لوحده..؟
الحمامة : ألحقوا به أنه يهرب ..
(الدب يهرب بعيدا ولايستطيعون الأمساك به ويتعقبه القرد والجميع
لكنه يفر ويخرج من الغابة )
سأمنحكم أغلى شيء عندي 

وهوحبي أمنحه لكم من كل قلبي
فقد أصبحتم رمزاً لهذه الغابة الجميلة .
هيا ياصدقائي لنفرح ونرقص ونغني حتى الصباح
(الجميع في حالة فرح وسعادة والحمامة تغني )
فرحة حلوة ...
ماأحلاها ...
بسعادة عشناها ...
لازم تبقى الفرحة ويانه... 
فرحة حلوة ...
ماأحلاها..
تبقى تكبـَر ويانه ...
تبقى تكبر ويانه ..
أعصابَـنه تِـبقـَى مرتاحة .. 
ماكو واحد يزعَـل وينه ...
فرحة حلوة ...
ماأحلاها ... 
ولي يخاصمَـنه ويزرع فتنه ويانه ... 
احنه صالحنه نفوسنه ...
ونحب ألي يحبنه... 
فرحة حلوة ...
ماأحلاها ...
خلي نعيش فى سعادة ...

حُب ، وصِـدق ، وحنان ...

يبقى كل أهل الغابة ... يفرحوا ويانه ...
فرحة حلوة ...
ماأحلاها ...
(ويستمر الفرح والرقص والغناء ) 

              ستار
        محسن النصار
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الخميس، سبتمبر 13، 2012

المسرح العراقي في الغربة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, سبتمبر 13, 2012  | لا يوجد تعليقات

المخرج حيدر الشلال والفنانين اسعد غالب وحيدر الياسيري
المخرج المسرحي حيدر الشلال والفنان اسعد غالب 


المسرحي العراقي في الغربة فنان مبدع ومثقف ولديه الاستعداد الكامل لبذل اقصى الجهود للارتقاء بواقع المسرح العراقي والفن عموماً فالأحداث التي مر بها العراق من الظروف القاسية في الفترة الماضية والتي كانت صعبة وقاسية جعلت مجموعة من الفنانين والمسرحين العراقيين يختارون الغربة خوفا من بطش السلطة التي كانت تلاحقهم والغربة أصبحت لديهم محفز للأبداع في مجال المسرح والفن عموما فالفنان عندما يكون غريبا عن مكانه وعن أهله وعن الناس، وفي زمان صعب ,يبدأ يتعايش مع الغربة ، ومع مرور الوقت لا يأبه بالغربة، كونه فنان مبدع بحالة خاصة، بذلك غربة المبدع كلما حاول التخلص منها تولد لديه ابداعات جديدة وهذا مانجده بكادر مسرحية "عربة السلام " للمخرج المسرحي حيدر الشلالوالمسرحي اسعد غالب والفنان التشكلي الرائع والمتألق حيدر الياسري والمبدعين الآخرين في العطاء والابداع في التحضيرات والبروفة المستمرة على مسرحية "عربة السلام " حيث اصبحت الأيام ليس كباقي أيام الغربة، صدحت فيه صيحات المسرح في سماء امريكا ، وبددت فيه ظلمات الغربة وأزهرت أرواحهم بالحب والعنفوان وهم يؤدون رسالتهم في المسرح , فالمسرح بعذوبة قلوبهم ، التي أورثتهم كل هذا الحنين. وبعذوبة كل هذه المحبة التي يحملونها ، وبمرارة الغربة، التي تمتد بهم منذ سنين ولا يملكوا حيالها سوى أن يصرخ عاليا في مجال المسرح والفن ,فالفنان حيدر الياسري "يقول بقدر ما حرمتنا الغربة من الكثير مما يتعلق بالوطن، بقدر ما كانت احد أسباب تطور رؤيتنا للإبداع من خلال متابعة ما توصل ألية الفن التشيكيلي والدراما المسرحية بعد النقلة الكبيرة في عالم الفن والمسرح. وأن ما نواجهه من صعوبات في هذا العمل المسرحي الذي تتمخض به غربتنا متحدين صعابها لكي يتم انجازه عن قريب حو ل المكان والزمن ,المكان ...فكلكم تابع العمل وتدريباتنا منذ البداية واليوم نشهد ان المكان اختلف ليتحول من مرسمي .الى بيت الصديق الفنان اسعد غالب في الأمس اخذنا نتدرب على العمل المسرحي ( الاستاذ حيدر الشلال والفنان اسعد غالب والفنان حيدر الياسري) لوقت متأخر من الليل بقينا تقريبا حتى الساعه الثانيه ليلا نعمل غير مبالين بالمكان والزمان . نواصل العمل لا يهم المكان فقد قام الفنان اسعد بالامس مواصلة البروفة المسرحية في بيته ولوقت متأخر من الليل رغم عودته من عمله المرهق اصلا , فلم يتاخر عن الاستمرار من اجل ان يتم العمل بصورة جيدة وناضجة ,وغير مبالين بالزمن الذي نراه يزداد خجلا من اصرار الجميع وتواصل الفنان الاستاذ حيدر الشلال للتمارين وأعطاء التوجيهات للممثلين باي وقت كان , نعاني من افتقارنا لمكان ثابت يتم أجراء التمارين فيه رغم وجود مؤسسات ثقافيه وكثيرة للاسف انها مجرد هياكل لطقوسهم الشخصيه فاستعرض بعرض المراكز التي تغمض عينها دوما وخصوصا امام الفنان العراقي فتبخل بتوفير قاعه للتمرين منها المركز الثقافي الاسلامي في ديترويت المركز الاجتماعي اكسس المجلس العربي والكلداني الامريكي والمراكز الاسلاميه الثقافيه والعديد من المراكز العراقية والمؤسسات التي ربما اكتشف اليوم انها مجرد اسماء او مؤسسات وهمية فالخداع والانانية في كل مكان وتتعجب في النهايه انهم سيقولون لماذا لم تخبرونا وانا واثق عيونهم هنا ترى وتراقب وتقرأ وتنتظر ان يعرض العمل لتتولد حاله اخرى لا اريد ان اخذ دور المتنبأ بها الان ؟"
نتوقع لهذا العمل المسرحي النجاح الذي يستحقه، لأنه يعطي صورة مشرقة للمسرح العراقي في الغربة التي عرف عنه النجاح والتميز في الأداء والإخراج والتمثيل الذي يطغى عليه التجريب
 المسرحي
.
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الأحد، سبتمبر 09، 2012

"المسرح العربي الإسلامي" منصور عمايرة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, سبتمبر 09, 2012  | لا يوجد تعليقات



الكاتب الأردني منصور عمايرة 

   إن الحديث والنقد المسرحي الذي يتناول إشكالية المسرح في البلاد العربية الإسلامية حديث ذو شجون، لتفرعاته الكثيرة، وكلها تمس وجدانية الإنسان العربي المسلم، وتجس أوجاعه، لينهض بمسرحه الذي يمثل وجوده المتواتر، لأن هذا الوجود يعني الديمومة والاستمرارية، ولهذا تبقى الدراسات النقدية تلح على هذا الوجود، لتنقية المشهد المسرحي من شوائبه مهما كانت، والتي تجره إلى الوراء من دون كلل، ولهذا يتوجب أن تبقى المنافحة قائمة تطالب بهذه التنقية والوجود من دون ملل أو كلل.

الإسلام : الصورة والتجسيد والتمثيل
كانت الهوة كبيرة جدا ما بين العرب والمسرح الإغريقي، ولم يكن معروفا لديهم بشكله الذي كان متداولا عند اليونان، ويبدو أن جميع المشتغلين من العرب وغيرهم بالمسرح، يؤكدون ما يقوله توفيق الحكيم " أصبح المسرح بمعناه الواسع ضرورة من ضروريات الحياة المعاصرة وليس وقفا على طبقة دون طبقة فهو الغذاء اليومي لأذهان الناس "1 ومن منطلق الإيمان، فالمسرحي ينطلق من فكرة إنسانية، فالمسرح فن يتمثل في الرؤى والتفكير والتأمل والمتعة، لكن الأمر سيتعلق برؤية جسدية وتشخصية، تتمثل في ثقافات استمدت رؤيتها من رؤى قد لا تكون في الواقع إلا صورة مزيفة، وليست حقيقية من وجهة نظر قد تصل إلى أن كل شيء محرم، فصوت المرأة عورة في ظل مفهوم الثقافة السائدة، وهذه العورة تضع حجرا على صوت المرأة، ليأتي من يقول من بعض الذين شرعوا في هذا الأمر وبحدية أقل، إذا كان صوت المرأة فيه ما فيه من فتنة للآخرين فهو عورة، ولكن الأصل أن صوت المرأة ليس عورة. لكن الممارسة الحقيقة لهذه المقولة ترسخت في ذهنية العربي والمسلم الذي يتسم بالأمية كما هو معلوم في كل البلاد العربية حتى الآن، والأمية قد تنحو أكثر من منحى، وعلى كل الأحوال، فهي ستبقى ذات أبعاد إقصائية عن المعرفة.
وبالنظر إلى خشبة المسرح فإن المرأة عندئذ ليست في النادي الليلي، المرأة تؤدي رؤية إنسانية تتعلق بمفاهيم ثقافية تؤدي لخدمة المجتمع، ولهذا لن يكون صوتها عورة أو فتنة، وليست الفتنة على خشبة المسرح إذا ما كانت هناك غاية من أجل ذاتها، وغايتها توضيح الفكرة والثقافة العامة من خلال العرض المسرحي، وهذا يقودنا بالتالي إلى الإقرار بأهمية الجسد على خشبة المسرح ؛ لأن الجسد أصلا يشكل ثقافة، فالثقافة هي بتجسيده فيه، حتى الرؤى والفكرة ما هي إلا جسد، وربما نقول بـأن الجسد هو الذي يصنع الفكرة، أليس الجسد هو الخزان الشعوري والثقافي الذي يمثل منهجية حياة الإنسان ؟
وما يتعلق بهذا الأمر، الهيئة العامة التي سيكون عليها الجسد، انطلاقا من صوت المرأة مثلا، كيف ستكون حركة الجسد على خشبة المسرح ؟ إن الركح المسرحي بدا الآن يتشكل من لغة جسدية بصرية تطغى على المشهد المسرحي المعاصر، فيعبر الجسد عن مكنونات شعورية نفسية، يفترض بنا أن نعترف بهذه الحقيقة القديمة الجديدة، حتى في عصر الحكواتي في المجتمعات العربية استعمل الجسد، ليعطي تصورا ثقافيا يمثل أبعادا مختلفة، كأن يعبر عن الرفض أو القبول، والرفض والقبول هي رؤية مجتمعية، وبالتالي تعبر عن حركية المجتمع الإنساني مهما كانت درجة سكونه. 
وإذا ما عدنا مرة أخرى إلى حضور المرأة والجسد في المسرح، سنجد هناك تناقضا ما، علما بأن هناك دورا كبيرا للمرأة المسلمة في الدولة الإسلامية، وخلال الغزوات "حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة "2 فالمرأة التي كانت تخرج لمداواة الرجل الجريح في المعركة هو أجنبي بعرف الدين الإسلامي، ممنوع الكلام مع أجنبي، فكيف إذا ما تعلق الأمر باللمس ؟ هذا يؤكد أن تفسير الخطاب الديني كان من أجل رؤية ما خاطئة أو مقصودة لذاتها، فالمسرح صاحب رسالة كبيرة .
إن مسألة التحريم بمقاييسها المختلفة، تندرج في ظل ثقافة عامة نابعة من تفسير خاطئ، وتأويل أكثر خطأ، ما زالت فكرة أن صوت المرأة عورة فكرة قائمة، وهذا ما يردده المتعلمون أيضا، ليس من منطلق ديني بل من توارث رؤية اجتماعية استندت إلى تفسير خاطئ، لتتحجر الفكرة، وتبقى شكلا صنميا يعبد متى يتلاقى مع المنافع، تماما كما كان يأكل الصنم المصنوع من التمر عندما يجوع، ولهذا فهو لن يتوانى عن القول بأن هذا حرام وهذا حلال من خلال المنافع .
وأكثر هذه المنافع ولوجا لحياة الإنسان في الوقت الراهن، البعد السياسي الذي يتواءم مع المصلحة الخاصة، أو مجموعة من الناس، فهو مثلا لن يتوانى عن استخدام القرآن والآيات القرآنية، ليعطي دلالة معينة تلاقي صدى عند جمهور العامة . فمثلا يقول وهو يتحدث عن نفسه ليمثل المجتمع مستندا إلى القرآن الكريم : (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)3 ثم يقول بـأنه جاء يستند إلى رأي الناس فيردد قوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)4 ولهذا ينطبق هذا الخطاب على مفهومية خاطئة ذات منفعة خاصة، وليس منفعة المجموع في ظل دولة رأسمالية أو علمانية، ليصبح هذا الترداد في ظل ثقافة عاداتية وتقاليد قد تنزع إلى الاستلاب، وليس الفهم والمصداقية.
وبذكر الجسد الإنساني فلا بد أن نذكر الزينة وهي الزينة التي تخص الجسد، وهنا إشارة إلى أن تزيين الجسد صفة جمالية يفترض بالجسد أن يتزين، وهذه الرغبة فطرية، ويؤكدها الله سبحانه وتعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون)5 وهذا ما ينطبق على صوت المرأة أو حجابها، أو تشكيل جسدها، لنجد أن هناك هوة ما زالت قائمة تتعالق مع هذه الممنوعات العاداتية والتقاليد، وهذا بالتالي سيقود إلى تحريم الفرجة، كل هذا كان في ظل منظومة قيمية تمثلت في العادات والتقاليد، وربما دينية ذات تأويلات خاطئة، يراد بها الحصول على مآرب أخرى للذين قرروا بأن هذا حرام وهذا حلال، وضمن دائرة المسموح والممنوع.. وأقل ما يمكن أن نجده من تلك المآرب هي السطوة الدينية التي تماري سلطة سياسية، وهنا نشير إلى ممنوعية الجسد ثقافيا في البلاد الإسلامية، مثلا عندما يتبجح الكثيرون بأن المرأة ناقصة عقل ودين، كما يفهمه العامة بحديث ناقصات عقل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا ‏مَعْشرَ‏ ‏النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن ‏ ‏الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن ‏جَزْلة: ‏‏وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، ‏وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير، ‏وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏ ‏لبٍّ ‏ ‏مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين(6 وهذه دلالة واضحة لدى العامة بأن المرأة فتنة ينزع عنها التدين والتعقل، ويبقيها جسدا، وهذا النقص المفهومي للحديث، نابع بالأساس من الذين وكلوا بإفهام الناس أمور الدين، ولكن للأسف بدا أنهم يستفيدون من هذا القصور في الفهم، وهذا ما يكرره عوام الناس ويستمر كنتيجة تبعية لما قرره من أفتى بجهالة منهم، أو من استغفلهم، ليمنع عنهم الفهم، وكأن الجسد يحمل الفتنة فقط في ظل صياغة رؤية فكرية تؤكد على هذا الشيء، وهذا يعني أن الثقافة " تمنع الجسد المؤنث من حقه الطبيعي في إرسال إشارات عاقله، إنه جسد محصور حصرا قاطعا في لغة واحدة، لغة تحمل إشارات الإثارة الشبقية فحسب "7 

التمثيل / الفقهاء :
إن نظرة الدين إلى التمثيل تنبع من عدمية هذا الشيء القائم على التسلية واللهو الفارغ، علي الراعي في أثناء حديثه عن المسرح في الوطن العربي، ومن خلال الإشارات البدئية لذلك في كتابه " المسرح في الوطن العربي " وهو يتحدث عن المقلدين والمضحكين والسماجة في الشوارع، وحفلات الزواج والختان والحواة والقرادين، يشير إلى هذا الرأي بهذا التمثيل البدئي للمسرح بقوله: " وقد ظلت هذه العروض التمثيلية المختلفة موجودة في القاهرة قرونا طويلة، ينظر إليها أهل الرأي والفقهاء وبعض الخلفاء والسلاطين على أنها لهو فارغ، وأحيانا محرم "8 هذه النظرة لم تكن وليدة هذه  الفترة فحسب، بل لها جذور في البعد الديني الإسلامي من حيث تحريم الصور والتجسيد والتصوير الفوتوغرافي أيضا عند بعض من يتشدد في الأمر، ومادامت الصور محرمة، فإذن سيكون التمثيل عبارة عن صورة وتجسيد لهذه الصورة، فهو إذن تافه وأكثر من ذلك محرم .
ومن ذلك اللهو غير المفيد ما يروى عن الخليفة المنصور، بعدما قام رجل باستعراض أمام الخليفة برمي الإبرة ؛ لتلتصق بالحائط، ويرمي الأخرى لتمر من ثقب الأولى، وهكذا حتى المئة، بعد الانتهاء، أمر الخليفة بإعطائه مئة دينار، وجلده مئة جلدة، فاستغرب الرجل ذلك فقال الخليفة : المئة دينار من أجل براعتك، والمئة جلدة لإضاعتك الوقت فيما لا ينفع ولا يفيد.9  
ولهذه النظرة التحريمية، سنجد أن التمثيل في البلاد العربية والإسلامية في الطقوس الاحتفالية، وبداية المسرح، كان يقوم به الرجل من دون المرأة، ويقوم الرجل بدور المرأة أيضا، وبالحديث عن المحبظين نجد " أن الممثلين كلهم من الذكور، ما بين رجل وصبيان، يقدمون الأدوار جميعا الرجالية والنسائية"10 وهذا دليل واضح على أن النظرة لما يحدث الآن، لا يعدو عن تصور ما يمثل بأنه ليس ذا قيمة ومن اللهو الفارغ، وكذلك الرؤية التحريمية للمرأة في الأماكن العامة، فلا يجوز إلا بوجود محرم مثلا، فكيف سيكون هناك دور للمرأة على خشبة المسرح ؟ لأن التجسيد والتصوير المادي والنحت كانت مرفوضة ، لأنها تبدو قريبة من الوثنية ..
وربما ينظر إلى المسرح من زاوية الكذب وذلك بسبب أن الكاتب المسرحي يخترع هذه الشخصيات والحكاية ويجعلها تنطق، ولكننا نرى موقفا آخر احيانا " إن هذا لا يدخل في الكذب المحظور ؛ لأن السامع يعرف جيداً أن المقصود ليس هو إخبار القارىء بوقائع حدثت بالفعل، إنما هو أشبه بالكلام الذي يحكى على ألسنة الطيور والحيوانات، فهو من باب التصوير الفني واستنطاق الأشخاص بما يمكن أن ينطقوا به في هذا الموقف"11 إذن تبدو الصورة متباينة أحيانا، ولكننا نميل إلى القول الأخير، وربما يكون التفسير للموقف من الكذب بات واضحا، ولهذا يفترض أن تتوقف بعض الأقلام التي تحرم كل شيء من أبواب عدة وكثيرة، ولكنها ستجعل الوطن العربي الإسلامي يعيش في جمود، والحركة الاجتماعية للمجتمعات تبحث دائما عن مساحة من الحرية، لتعبر عن آمالها وآلامها وتطلعاتها، من أجل أن تكون هناك حركية في المجتمع بالتفكير، لزحزحته لصالح المجتمع، ولا يمكن أن نغلق على الإنسان في بوتقة ونجعله سجين المسموح والممنوع، وربما يكون من وجهة رغبة شخصية قمعية، تقود المجتمعات إلى التخلف دائما، وبما أن الإنسان فطر على التأمل والتفكير والجدل وكما قال تعالى : (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) 12 كل هذا يؤكد حريته، وهي حرية كبيرة لا ينظر إليها من ثقب ضيق جدا، لتجعل الإنسان يعيش حياة القيود التي تلائم الجمود والسكون، وهي صفة الكائن غير الحي، فكيف إذا ما كان هذا الكائن هو الإنسان ؟
وهناك من اعتبر أن سبب غياب المسرح عن البلاد الاسلامية من وجهة نظر دينية، قد تبدو قاصرة عن فهم  النص القرآني الذي يبين أهمية الجمال والزينة، وهذا ليس مقصورا على الرجل من دون المرأة  قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (13 من واجب المسلم أن يتزين وهذا الخطاب لكل المسلمين الذكور والإناث، وينطبق عليه قول الرسول عليه السلام : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاس "14 وهناك من يزعم أن " الإسلام السني لم ينجح في خلق مسرح " بسبب تاريخي يعود إلى مفهوم الإنسان في الإسلام، الذي يمنع وقوع أي صراع إسلامي..15  
ومرة أخرى هناك من يرى إن عدم معرفة العرب بالأدب اليوناني ؛ لأنه أدب وثني تعددت فيه الآلهة، وعبادة الأبطال، ولهذا امتنع المترجمون عن ترجمته، لتعارضه مع الدين الإسلامي ..16 وبعضهم يفصح بأن اللغة العربية قاصرة على أن تكون لغة يومية، لتعبر عن المسرح، فهي لغة شعرية، ولهذا فإن لغة المسرح لا تحتمل القوالب الجامدة .. 17
نجد من خلال ما مر بنا، أن الأسباب تعددت كثيرا، ولكنها ربما تجمع على أسباب تأخر الفن المسرحي عند العرب إلى حد اليقين.

المكان: اللغة / المسرح:
إن إشكالية وضوح معالم المسرح في الوطن العربي والإسلامي في الماضي، يرجعها بعضهم - وقد يكون غالى أحيانا - إلى أن من إشكالية المسرح في الوطن العربي والبلاد الإسلامية العامل الجغرافي، وكما تحدث بذلك توفيق الحكيم مثلا عندما قال أن المسرح أو ما يتطلبه عنصر الاستقرار، وهذا لم يكن متوفرا في الجاهلية ..18 هذا الكلام يؤكد حقيقة على وجود المدينة كعامل لوجود المسرح، ويبدو كلام الحكيم فيه الكثير من الصحة، علما بأن العرب قد امتلكوا أماكن استقرار معروفة مثل مكة، وربما يكون الوضع السياسي الذي يحيط بالعرب ما بين الرومان والفرس جعلهم في حالة اضطراب ليكون لديهم مسرح، ومهما تكن الحالة في ذاك الزمن، فإن المدينة العربية لم تكن معروفة كما عرفت في أماكن أخرى، ولكن نجد المدينة العربية قد ترسخت في العصر الإسلامي الأموي، لا نبالغ إذا ما قلنا أن الاستقرار كان سمة رئيسة في المجتمعات الإسلامية لقرون طويلة، بدءا من العصر الأموي، لكن توفيق الحكيم يعود مرة ثانية برأي آخر، ليبرر موقفه إزاء تأخر ظهور المسرح العربي في البلاد العربية الإسلامية " وهو أن العرب في الدولة الأموية وما بعدها ظلوا يعتبرون شعراء بداوة والصحراء  مثلهم  الأعلى  الذي  يحتذى  وينظرون  إلى الشعر الجاهلي نموذجهم الأكمل "19 وكأن مقولة الموقع الجغرافي ما زالت ماثلة في رأي الحكيم، لأن الموقع الجغرافي العربي منذ القديم، موقع شعري، قائم على الشعر الغنائي الذي يمثل الفرد، ويعبر الشاعر فيه عن رأي قبيلته، فهو من يدافع عنها، وهو من يرفع مجدها وقيمتها، ويحط من منزلة الآخرين.
وقول توفيق الحكيم، يقودنا إلى إشكالية الفصحى والعامية كما أشار إليها بعضهم، فالعرب كانوا يقدسون الفصحى، ولهذا كان الشعر العربي بالفصحى، وله الغلبة على كل اللهجات الأخرى، وربما أنف الشعراء أن يكتبوا بالعامية لما لها من منزلة دونية عند العربي ...20 
وكأن الإشارة هنا واضحة إلى أن التمثيل وإن عرف عند العرب بشكل بدائي كان يمثل بلهجات عامية، وهي لغة دونية بنظر الشعراء العرب... وهذا ما يؤكده أيضا أحمد أمين في كتاب فجر الإسلام بأن " العرب كانوا متعصبين لشعرهم، لا يسمحون فيه بابتكار أو تحوير في الأساس، فنظم البيت، وبحر الشعر، وقافية  القصيدة، أشياء مقدسة  لا يصح أن تمس بسوء " 21 
ومرة أخرى، بما يخص اللغة، يقول توفيق الحكيم في مقدمته لمسرحية أوديب، أن الذي صرف العرب عن الشعر التمثيلي الإغريقي، وهذا سبب تأخر ظهور المسرح بينهم  " صعوبة فهم ذلك القصص الشعري، وكان كله يدور حول الأساطير، لا سبيل إلى فهمها إلا بشرح طويل، يذهب بلذة المتتبع لها، ويقضي على متعة الراغب في تذوقها " 22 لا أعتقد أن هذا السبب رئيس بما ذهب إليه توفيق الحكيم، والذي يفصح عن ضيق الأفق من السرد والتمثيل لدى العربي، علما بأن القصص كانت موجودة لديهم، كما أوضح ذلك شوقي ضيف في كتاب العصر الجاهلي " وإذا كنا نفتقد الأدلة المادية على وجود رسائل أدبية في العصر الجاهلي، فمن المحقق أنه وجدت عندهم ألوان مختلفة من القصص، والأمثال والخطابة وسجع الكهان .. وكانوا يشغفون بالقصص شغفا شديدا .. وشباب الحي وشيوخه ونساؤه وفتياته كانوا يتابعون الحديث في شوق ولهفة .. وكان العرب يقصون كثيرا عن ملوكهم من المناذرة والغساسنة ومن سبقوهم مثل ملوك حمير " 23 وربما يكون سبب العزوف، إنشغالهم بنقل علوم الفلسفة والطب، وهذا ما مال إليه آخرون، وربما يكون إحساس العربي بحالة من الزهو، بما لديه من قدرة شعرية فائقة فلم يلتفت كثيرا لشعر اليونان.
ولكن توفيق الحكيم مرة أخرى يسوق مثالا آخر عن عزوف العرب عن نقل المسرح " لعل السبب هو أن التراجيديا الإغريقة ما كانت - حتى ذلك الحين – تعتبر أدبا معدا للقراءة  إنها لم  تكن  تقرأ  مستقلة  كما تقرأ جمهورية أفلاطون، فقد كانت تكتب للتمثيل "24 ربما يعتبر هذا القول شيئا منطقيا، لأن تلك التمثيليات كتبت لتفهم من قبل المشاهد اليوناني من دون شروح، و يؤكد الحكيم مرة أخرى على أن الغاية من ترجمة ما لدى اليونان هو النفع وليس حب الاطلاع.
وبالنظر إلى إشكالية الترجمة للمصطلحات الإغريقية بما يخص شعرهم وتمثيلياتهم، هناك من يرجع أنه لم تكن هناك مواقف مسبقة من المسرح والتمثيل، ولكنه يرجع تأخر ظهور المسرح في الوطن العربي إلى الترجمة، وخاصة أن الذين كانوا يترجمون قبل المترجمين المسلمين هم السريان الذين انشغلوا بترجمة الفلسفة والطب، ولم يهتموا للشعر اليوناني، وعندما جاء المترجمون المسلمون مثل ابن رشد عندما أرادوا ترجمة كتاب الشعر لأرسطو، لم يحسنوا الترجمة، ولم يدركوا المصطلحات التي وردت في الكتاب..25 إن الرؤية السائدة في مجتمع مسلم قد تفرض رؤية ثقافية على المثقف والمفكر، فيجد نفسه مضطرا للمقاربة أو المجاراة. وهذا ما ينطبق على ابن رشد من خلال ترجمة تراجيديا وكوميديا من منظور إسلامي كان سائدا، وليس من منظور  فكري بما توحي به الكلمات والمصطلحات في البعد الثقافي اليوناني، فكانت أقرب ترجمة بما يتواءم مع السائد لهذين المصطلحين " هجاء ومدح " وذلك من خلال ما هو سائد كبعد مفهومي للشعر، فهو انطلق من منظور الشعر الذي انحصر في أشكال عدة. ولكن هذا الاتهام يدحضه الناقد أحمد بلخيري والذي نجد له رأيا آخر، حيث يقف موقف المدافع لدحض آراء النقاد المعاصرين، والذين تهجموا على المترجمين القدماء من العرب، بسبب ترجمتهم للمصطلحات المسرحيّة مثل التراجيديا والكوميديا، فترجمت الأولى بالمديح والثانية بالهجاء، وهو يؤكد أن ابن رشد كان عليما بهذا المصطلح، وقد ميز بين المفهوم الشعري للمصطح وهو المديح، والمفهوم المسرحي للمصطلح والذي يتعلق بالفعل وليس بالشخص.26 

السلطة / المسرح :
إن بدايات المسرح الحديث في البلاد الإسلامية قد واجه رفضا، وللأسف هذا الرفض لا تنتبه له الدولة بأحيان كثيرة، بقدر ما ينتبه له أناس يجدون فيما يحصل الآن وأمامهم خرقا لمحرمات معينة، فلهذا شكا الناس مارون النقاش للحكومة العثمانية، والأخيرة قررت منعه من التمثيل، وفي الأستانة صاح بعضهم يخيف المسلمين والخليفة من الفتن والخوف على العقيدة " أدركنا يا أمير المؤمنين فان الفسق والفجور قد تفشيا في الشام... فهتكت الأعراض وماتت الفضيلة ووئد الشرف، واختلطت النساء بالرجال"27 ورجع هؤلاء بصك من السلطة العثمانية فأغلق المسرح وحورب وطورد القباني، حتى وصل الأمر لتسليط الأطفال والصغار عليه يصيحون بوجهه " أبو خليل النشواتي، يا مزيف البنات، ارجع لكارك أحسن لك، ارجع لكارك نشواتي" 28 فكانت النتيجة إغلاق مسرح القباني. إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم كانت تشكل المسرح الحديث في البلاد الاسلامية، فما كان من فضح ونقد للسلطة كانت ردة الفعل تأتي بإغلاق المسرح، وأكثر من ذلك النفي " أما في تجربة يعقوب صنوَع الفنية الشديدة النقد لسياسة مصر و لكثير من الظواهر و الأعراف الإجتماعية فقد شاركت ممثلتين في أداء الأدوار النسائية في العروض التي أقلقت الخديوي في مضجعه إلى أن عمل على إيقاف هذه التجربة بنفي الفنان صنوَع خارج مصر"29
ولا ننسى أهمية الفن المسرحي وخصوصيته في المجتمعات وبين البشر .. ينعت بالخطورة، لأن العرض المسرحي فن معايش للأزمات ولواقع الشعوب، وينتج عن العلاقة الخاصة بين الممثل والمتلقي..30 وهناك إشارة أخرى تظهر سلطة أخرى تتناغم مع السلطة السياسة، وهي سلطة الذكر، فكانت المرأة ممنوعه من الذهاب إلى المسرح إلا من قبل نساء الذوات والارستقراطيات، وكان الرجال يذهبون إلى المسرح من دون الزوجات.31
وما زالت لغة المنع سائدة في المجتمعات العربية، فهي ما بين منع كتاب يتناول لفكر ما أو لسلطة سياسة أو ثقافية أو اجتماعية أو لرؤية دينية انغلاقية، وليس المقصود بذلك الاعتداء على الحياء أو على أي ثقافة ما، بقدر ما يراد بذلك ثقافة المجتمع وتغييره، وكذلك ينطبق على مثل هذا المنع، منع المسرح والسينما والأفلام، إذن هناك منع مادامت الرؤية تنقد الوضع السائد، وتنادي بتغييره، أليس المسرح للتغيير كما ينادي به برخت، ما فائدة المسرح من دون تغيير؟
من هنا تبدأ إشكالية المسرح " المثقف " والسلطات، إذا ما كان المثقف هو الذي ينتج الوعي..32 فإن إشكالية المسرح والسلطة ستكون واضحة للعيان دائما وليس في العصور الإسلامية الأولى فقط، ذلك أن المسرح يحمل على عاتقه انتاجية الوعي بكل جوانب الحياة ووجود الإنسان، وبالتالي التغيير، لأن السلطة تقف في الاتجاه الآخر الذي يقبض على زمام الأمور كل الأمور، والمسرحي " المثقف " يعمل على زحزحتها، أو أقل شيء يفعله يدعو لزحزحة الجمود، والذي يتنافى مع حركية الزمن، والإنسان الذي ينتج الوعي دائما. وقد تتمثل السلطة بأنواع عدة، ومنها السلطة الدينية والسياسية والاجتماعية والتي تربت على شيء، وأولت الأحداث والأحاديث والآيات تأويلا سطحيا معمما، وهذا ما لاقاه القباني من السلطة الدينية عندما قامت الدولة العثمانية بإغلاق مسرحه.
المسرح يحمل بذور رؤى فكرية وثقافية تفصح عن رسالة إفهامية وتثقيفية في كل جوانب الحياة، وهذا ما يخيف السلطة. ولكننا سنعود مرة ثانية إلى العهد الإسلامي، إبان وجود النبي - عليه السلام - فكانت مقولة الشعر تلك، لا تجد إلا صدى عند جاهل يرى فيه كذبا، وخاصة من الذين وقفوا ضد الشعر من منطلق أن الشعر والشعراء هم غاوون قال تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) 33، وما زال الكثيرون يرددون هذه الآية عن هذا الإغواء الخارج على الدين، وقد يصل إلى حد اللعنة مثلا، وهذا نتيجة للتقصير في تفسير الآيات القرآنية، وناتج عن ضعف الثقافة العربية، وهي تمر بمراحل مختلفة وربما قاسية جدا من الحروب القديمة والحديثة، والتي تبدو متواصلة، ليكون التمثل بالآية من باب الحرص على الدين كمقاومة مثلا، ولكن هذه الرؤية خطأ عند الذين نقلوا الدين إلى العامة، وربما عن عدم معرفة بأهمية الثقافة التي أولاها الرسول - عليه السلام - أهمية كبيرة، وهو يقول لحسان بن ثابت:  " اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقع السيوف ". إن هذه المقولة التي تتمثل بمقولة الرسول - عليه السلام - من قوة الشعر وأهميته، تظهر لنا أن المسرح قوي يخشاه الآخرون، وخاصة أن المسرح جماهيري، ولديه قدرة توصيلية كبيرة، وبخاصة في ظل وجود إعلامي متنوع، يستطيع أن ينقل صدى المسرح بسرعة، فالمسرح تنوير مقابل الجهل، والمسرح حرية مقابل القيد والأغلال، والمسرح ثقافة مقابل الفوضى، والمسرح رؤى وأفكار مقابل الخنوع والتجهيل، والمسرح تغيير في النظام العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، ومقابل كل هذا الجمود، لهذا بقي المسرح في البلاد الإسلامية إشكالية من رؤى متعددة، ليبقى المسرح في مرحلة ما أقل بكثير من مستواه الغربي، وغيابية كاملة لما يعرف بالمسرح العربي والمسرح الإسلامي؟

المسرح في البلاد العربية الإسلامية الآن:
لن نجانب الحقيقة إذا ما قلنا أن من إشكاليات المسرح في الوطن العربي الإسلامي، يتوقف على بنيات أساسية الآن، والتي تبدو للعيان متمثلة بـ :
- المسرح بما هو عليه الآن في البلاد العربية الإسلامية، يقبع في ظلية المسرح الغربي، بكل ما تعنيه هذه  الكلمة من معنى دقيق ومحدد، حتى المسرح الاحتفالي، والذي تم التنظير إليه منذ سنوات الخمسينيات والستينيات في الوطن العربي، مازال يدور في فلك المسرح الغربي في جزئياته الرئيسة مثل التأليف، الإخراج، التمثيل، المكان " العلبة الإيطالية ".
وهناك جزئية مهمة في المسرح، أو ما بعد العرض المسرحي، وهي جزئية النقد، ومازالت هذه الجزئية تنظر للمسرح من منظور غربي، وفي ظلية المدارس الأدبية والنقدية الغربية.
بالتأكيد، لقد فشل المسرحيون العرب في إيجاد مسرح خاص بالعرب، وما ذاك التناغي مع المسرح الاحتفالي إلا نزوة لم تأخذ شكلها الصحيح وطريقها الواضحة، وذلك لأن هناك من ينكر وجود مسرح عربي متعارف عليه قبل المسرح الحديث، والذي وصلنا بصيغته الكاملة، وما يدور في المسرح العربي هو مسرح غربي، وما يطبق في المسرح العربي هو تطبيق لرؤية مدارس مسرحية غربية، ولن تبخس جهود جملة من المسرحيين الذين انبروا للدفاع عن تأصيل للمسرح العربي، سواء أكان في مصر أو في المغرب، أو الذين أعادوا تأصيل المسرح العربي إلى خيال الظل كبنية مسرحية تحقق مقومات المسرح، هذه جهود من نظرة عاطفية حميمية، سنقول عنها بأنها مباركة وكبيرة ، ولكننا في الواقع قد فشلنا بإيجاد تقعيد للمسرح العربي، ومازال العرب المسرحيون يبحثون في حفرية الاحتفالية العربية، إن هذه الإريكولوجية بحاجة لنظرة أكبر على مستوى العاطفة، وبحاجة لنظرة أكبر بكثير على مستوى العقل، من هنا يجب أن ننطلق لتشكيل مسرح عربي إسلامي، وبالتالي سنجد أن لدينا مسرحا عربيا  من دون التبجح بأعذار قد عفا عليها الزمن، فالغناء العربي بغض النظر عن النظرة إليه من جوانب عدة، والدوافع التي تروج ضده، أثبت وجوده، وصار الغناء جزئية في البلاد العربية أو الإسلامية لا يستطع الإنسان أن يتخلص منها، وهذا ما ينطبق على وسائل " الاتصال " مثل التلفاز أو السينما، والتي كانت تحرم في السابق، فهي موجودة في كل بيت، وتبقى خصوصية المسرح تقترن بالغناء من حيث الوجود، المطلوب هو ترسيخ بنية المسرح العربي، لنتخلص من كل الإشكاليات، كل ما نحتاجه هو الجرأة، بإعلان أن هناك مسرحا عربيا، ويجب أن ننطلق منه، نعم كدستور عام يتقيد به الجميع، إن الاحتفالية العربية تكاد تكون متشابهة سواء أكان مسرح الحلقة أو السامر أو التعزية أو التعليلة، جميعها تملك بينة مسرحية بحاجة لجس نبضها، لتشرع في العمل والديمومة. وهذا القول لا يعني الخروج على المسرح المتعارف عليه عالميا، ولكننا سنشارك برؤية عربية مسرحية تستند للتراث المتنوع، ويتشارك حتما مع المسرح الغربي أو العالمي، وهذه سمة ثقافية تبين عن حضارة الإنسان والتي تقوم على التفاهم والتشارك مع الآخر، وهذا الشكل الغربي أو العالمي لا يبخس المسرح العربي وجوده.
- جزئية أخرى تمثل إشكالية في الوطن العربي الإسلامي، وهي تلك التي تتعلق بنقل المسرح، والتجوال فيه بين ربوع البلد الواحد، وهذه المشكلة باستثناء حالات قليلة في البلاد العربية ظلت قائمة، وهنا نتحدث عن المسرح الريفي أو المسرح في الريف، هذه إشكالية صنعت، وتتمثل في تقاعس أصاب المسرحيين العرب، وكأنه لا يريد أحد أن يخرج من دائرة مدينة كبيرة أو العاصمة أحيانا، للعلم إن الريف العربي يتواجد فيه الآن كثافة سكانية كانت تسمى في السابق بالمدينة، نحن نتحدث عن قرى أو مدن صغيرة تتجاوز عشرة آلاف نسمة، وربما تصل عشرين ألف نسمة، لكنها لا تعرف من المسرح إلا هذه الكلمة الملفوظة أو المكتوبة بشتى الوسائل الاتصالية، هذه حقيقة تضم كإشكالية تواجه المسرح العربي لينهض، إن الكلام والتنظير لن يصل إلى دائرة العمل، فالكلام في المسرح سيكون قاصرا جدا بالنظر إلى وجود مسرحية تعرض في الريف، هذا ما نتكلم عنه، لنضع أيدينا على أوجاع تتمثل في بنى عدة، أولها وليس آخرها هم المسرحيون جميعهم من الكاتب حتى الممثل والمتلقي أيضا، ولا نغفل عن دور الحكومة في هذا، ولكن يجب أن تخضع الحكومة ورؤى وزارات الثقافة في البلاد العربية الإسلامية لرؤية المسرحيين، إذن تنقصنا الأداة والاستعداد لننطلق.
الهوامش :
المصادر : القرآن الكريم.
المراجع :
1 - توفيق الحكيم، الملك أوديب، مكتبة مصر، مصر، القاهرة،
2 - البخاري، كتاب الجهاد، باب مداواة النساء الجرحى في الغزو(2882) من حديث الربَيِّع بنت معوّذ رضي الله عنها.
3 - سورة القصص الآية 26
4 - سورة آل عمران الآية 159.  
5 - سورة الاعراف الآية 32 .   
6 - مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، باب الإيمان(76)   
7 - عبدالله غذامي ثقافة الوهم مقاربات حول المراة والجسد واللغة المركز الثقافي العربي بيروت ط1 1998
8 - علي الراعي، المسرح في الوطن العربي ط2 المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1999
9 - الراعي المرجع نفسه ،
10 - الراعي المرجع نفسه ،
11 - يوسف القرضاوي، الإسلام والفن، دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان، الأردن 1996
12 - سورة الكهف الآية 54 .  
13 - سورة الأعراف الآية 31
14 - مسلم، صحيح مسلم، باب تحريم الكبر، (91).
15 - بركات محمد مراد، الإسلام والفن، الإمارات، دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة، ط1 2007
16 - حورية حمو، تأصيل المسرح العربي، اتحاد الكتاب العرب، سوريا، دمشق،1999
17 - بركات محمد مراد مرجع سابق،
18 - توفيق الحكيم، الملك أوديب،  مرجع سابق،
19 - توفيق الحكيم المرجع نفسه ، 
19 - شاكر اللامي،  أحمد أبو خليل القباني رائد المسرح، جريدة ستار تايمز 23-4-2007 نت.
21 - أحمد امين، فجر الاسلام، وزارة الثقافة،  عمان، الاردن، 2008، 
22 - توفيق الحكيم الملك أوديب مرجع سابق،
23 - شوقي ضيف، العصر الجاهلي، دار المعارف، مصر، القاهرة، ط24، 2003،
24 - توفيق الحكيم مرجع سابق، 
25 - محمد كامل حسين، من الأدب المسرحي، بيروت، لبنان، دار الثقافة، 1960،  ص188
26 - أحمد بلخيري، المصطلح المسرحي عند العرب، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع، المغرب، ط1، 1999م.
27 - شاكر اللامي،  مرجع سابق .
28 - شاكر اللامي،  المرجع نفسه.
30  - بركات محمد مراد مرجع سابق
31 - أثير محمد علي مرجع سابق. 
32 - سعيد يقطين، الخطاب والتأويل، المركز العربي، بيروت لبنان، ط1 2000،
33 - سورة الشعراء الآية 224
منصور عمايرة كاتب اردني 


تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9