1- احمد شاب وهو فنان موهوب يمارس الرسم
2- ارشد مدير شركة
(الفصل الاول )
المقاعد مع عدد من الستائر موزعة في المكان يدخل احمد وهو في حالة
من الباب الخارجي وبيده لوحات مرسومة )
احمد : (بفرح وسعادة )
انني حمقاء ؟ من الافضل ان اقف ضدك !
حتى تتراجع عن مواقفك ؟
رشاد : ( بأنزعاج )
يالنكران الجميل؟
يالها من ضغيفة تحميلينها لي ..
لعل ثمة ما يثير عدم رضاك؟
ولكن ما الذي ينقصك المال !!!
سلمى:انني بحاجة لأشياء عديدة ...
سبق وقلت لك ذلك اكثر من مرة !!!
ففي هذا العام اشتريت لك بيتا جميلا ,
هل تعلمين ان الاموال التي دفعتها ثمنا له , من اين حصلت عليها؟
(بخوف وتردد ) كيف ؟ اقول لك ذلك ان ذلك يمكن ان يعرضني للمسؤلية...
سلمى: ( بعصبية وصراخ ) استحلفك باللة ان لا تجعل مني شريكة في اعمالك
وتصرفاتك , اذا كانت غير شريفة ولاتحاول تبريرها بدافع حبك لي , فهذا شيء لايمكن السكوت عليه, تلقي بافعالك على الاخرين بدافع
الملتوية ؟
رشاد : ( يحاول ان يكسب ودها ) ولكنني من اجل حبك مستعد ,
لعمل أي شيئا يمكن ان ينال رضاك ...
سلمى : انني لااحب افعالك وتصرفاتك التي تقوم بها بأسم الحب , انني لااجيدالتصنع!!!
رشاد :ارجوك تصنعي وسأنفذ كل رغباتك
سلمى : تبتعد عنه وتحاول الخروج ) ابدا ابدا ..
رشاد : ولكنني احبك.. احبك..
( تخرج سلمى وهي في حالة غضب يتبعها رشاد فتقوم بدفعه بقوة وهي خارجة)
ياللحية الرقطاء!!! ياللحية الرقطاء ؟
( يدخل احمد من الباب الخارجي )
احمد : هل زوج خالتي مريض ؟
رشاد: ( بغضب وعصبية )
اوف... نعم مريض ..
احمد : كم انا بحاجة أليك , والحديث معك ؟
احمد : ومن اين لك ان تعرف موضوعي ؟
رشاد : ( يضحك باستهزاء ) من هديتك هذه
احمد : ( بغضب )
الافضل لك ان تتحدث معي باحترام , فأنت دائما تلجا الى
رشاد : ( يقهقهه باستهزاء ) ها ها ها عشنا في هذه الحياة , حتى ادركنا الزمن الذي
اصبح فيه الشباب يشمخون بانوفهم !!!
احمد : ( بغضب وعصبية ) ماذا ؟
رشاد : ( بقسوة وتهكم )
لم اكن اعرف قدراتك ومواهبك ؟ فانتم الشباب دائما تتبجحون بذلك!!!
( يقهقهه)
احمد : ( بقوة وعصبية )
رشاد : ياألهي ياألهي...
لاحياء ولاشرف , لازال الشاب يتمادى بعجرفته؟
( يخرج وهو في حالة عصبية )
احمد : ( يبقى وحيدا ومع نفسة يتحدث ) ماذا جرى له؟ حتى يتمادى في تهكمة هكذا!!!
ماذا لو لم يكن سلوكي معه جيدا؟ يبدو أن زوج عمتي يكرهني , كوني فنان يحاول ان يشق طريقه بنفسه!!! وانا على يقين فعندها تصبح هناك وظيفة شاغرة في شركته الخاصة فانه لم يعرضها علي... بل! سيجد لها شخصا اخر هذا امر محتمل !!!
( تدخل سلمى من الباب الداخلي )
احمد : مرحبا عمتي , لدي خبر سار لك .
سلمى : ماالخبر؟
احمد : (بفرح ) لقد نجحت ...أقمت معرضا لرسومي ونجحت ,
(يرقص بفرح) وبعد نجاحي تزوجت ودخلت القفص الذهبي ..
سلمي : ارى انك تسرعت بالزواج ؟
فالوقت مازال مبكرا؟
احمد (بفرح وسرور ) انني وقعت في الحب ياعمتي , انني عاشق واما الحبيبة
فانها الكمال بعينه .
سلمى : وهل هي غنية تملك المال ؟
احمد : كلا ياعمتي , فهي لاتملك أي شيئ .
سلمى : وكيف ستعيشان في هذا الظروف الصعبة ؟
احمد : ( بحماس زائد عن الحد ) أنا فنان وامارس الرسم
ولم هذا العقل ؟ ولم هاتان اليدان؟ يجب ان اعيش طوال حياتي ,
(بفرح وثقة نفس ) معتمدا علي نفسي .. وبعرق جبيني
سلمى : الشباب متحمسون لكنهم يعانون البطالة ,فهم دائما لايحبون الأعتماد
احمد : جئت إلى هذا العالم لكي احقق كل طموحاتي ". فالفن الحقيقي والتعبير والفكر في نظري هو ليس بالضرورة. مخالفة السائد،فنا و فكراً وتعبيراً، فحقّ الفنان بلورة افكاره وفلسفته حسب رؤيته اتجاه العالم
كلما ذكرت له البطالة ,وتفشي الرشوة في الشركات العامة والخاصة !!!
اذهب وعش الحياة , عند ذلك نتحدت بطريقة مقنعة ,
وانا أريد ان حيا حياة شريفة مع زوجتي التي احبها ,
واذا واجهيتني بعض الظروف المادية..
فان زوجتي بدافع حبها لي , ستقف الى جانبي ,
ولن تظهر اي نوع من الاستياء ..
سلمى : انا على ثقة كبيرة , أنك قادر على تحمل اعباء الحياة !!!
( بنوع من الخوف ) ولكن زوجتك فتاة شابة , ومطالبها كثيرة ؟
وستجد صعوبه في تحمل , اي نوع من الفقر؟
احمد : كلامك صحيح , ولكنني ساقوم بتربيتها بنفسي .
كما ارغبها لك.
سلمى : ولكن مايثير مخاوفي وقلقي ,عدم مجاراتك , لمن يتعارض معك , من حولك ؟
احمد : ( بعصبية )
لااجاري.. لااجاري احد .. وهذا مايجعلني اخسر الكثير!!!
والذي لايواجه أخطاء الأخرين ينحدر نحوهم ..
شيئا فشيئا ...
سلمى : أعرف من خلال الخبرة والتجربة كم يسبب لك ذلك
من متاعب في الحياة لقد عرفت شباب من هذا النوع
قد تدرك ذلك في يوم ما
احمد : عمتي اريد وظيفة في شركة زوجك ؟هل سيرفض زوجك طلبي لوظيفة ؟
( يدخل ارشد زوج سلمى )
سلمى : اطلب منه ذلك بنفسك ؟
ثم ان لدي شهادة وأكثر مهارة من موظفيك .
ارشد : ( بعصبية ) أرى انك تتفاخر بنفسك طوال الوقت ,
ألم تصب بالملل ؟ أمازلت تقرأالمواعظ ؟
( لزوجته ) تصوري انه يلقي في اي مكان ,
محاضرات في الفن اولاخلاق على الناس
انه لشئ مضحك ياعزيزتي ..
(يقهقه ) هههههه...
احمد: لم افقد ثقتي بالناس بعد ,وأظن ان نصائحي سوف تؤثر بهم .
ارشد : ( يضحك باستهزاء ) ههههه...
حقا لقد أثرت فيهم فقد اصبحت اضحوكة!!!
والنظرات والهمسات! وماان تنتهي حتي يغرق الجميع في الضحك !!!
(يقهقه ) ههههه...
احمد : وماهو المضحك في كلامي؟
ارشد : كل شىئ, بدأ من التزيف , وانتهاءا بالنتائج الصبيانية والطفولية!!!
احمد : ولكنني اعتقد انه من الافضل لك ان تكون عونا للشباب وتشجيهم ,
سلمى : ( تومئ برأسها لأحمد )
صحيح صيحيح ...
ارشد : ( بعصبية وتؤثر) هذا تلفيق وحمق ,واساءة كبيرة لي !!!
احمد: ( بغضب ) لماذا تتهمني , بالتلفيق والحمق ؟
ارشد : من الافضل لك احترام من هو اكبر منك سنا.
احمد : سألوذ بالصمت , ولكنني لاأستطيع التخلي عن أفكاري وأرائي فهي
عزائي الوحيد بالحياة .
ارشد : وهل تسمح لك اخلاقك صب الشتائم على زوج عمتك لأنه استطاع
ياألهي ياألهي ...
سلمى : ( بصراخ ) هذه قسوة قسوة !!! ارشد : انك لن ولم تستطيع تحقيق المال ؟ لذلك
( بعصبية وحدة ) لقد اعتدت ان تصغي لنفسك فقط ؟
احمد: انني تزوجت ,وأريد وظيفة !!! ارشد: تزوجت ؟ أكيد وعلى الأغلب زواج بائس , قائم على حب من فتاة فقيرة لاتملك اي شئ .
احمد: انني سعيد بالزواج من فتاة فقيرة .
ارشد : ( بأستهزاء ) شئ رائع من اجل تكاثر المتتسولين ..
احمد: ان مجرد الزواج هو هدف نبيل , فلا تحاول النيل من كرامتي فانا لااطيق ذلك ؟
ارشد : ( بتهكم وأستهزاء ) وماذا تعد لها من افراح , ومباهج في هذة الحياة ؟
تعد لها كل اشكال الفقر والحرمان , فبدلا من توفير
الأزياء الجميلة لها !!!
سوف تلقي عليها محاضرات في الفن والاخلاق والفضيلة ؟
سلمى : (بقوة وقسوة)من كان في اخلاقه ونبله لايشتري الحب .
احمد : ( بفرح ) تسلمين ياعمتي
ارشد: لنفرض انك لست بحاجة لشراء الحب, ولكن ان تكافئها عليك
ان تدفع لها مقابل هذا الحب ؟
هذا واجب كل زوج والافأنها تندم لأنها ربطت نفسها
ومصيرها بزوج شحاذ.اسأل عمتك هل صحيح مااقول؟
سلمى: ان كلامك فيه من الدهاء والتزيف , ولايمكن ان ينطلي على زوجة مثلي
( تخرج وهي غاضبة نحوالباب الداخلي )
احمد: ليس كل النساء كما تقول!!!
ارشد : انني ارثى لحالك , ماذا تتصور في عقلك
وتعتقد في نفسك كيف تعيش معها دون مال.
احمد : (بقوة وتحدي) سأنفق على زوجتي من خلال بيع لوحاتي الفنية ؟
وأمل ان يعوضني صفاء ضميري عن الثراء
في الحياة الدنيا .
ارشد : ان اي لوحة تقوم برسمها , لن يكفي ثمنها لاعالة اسره ,
ثم انك يتصرفك الاحمق لن تستطيع الحصول على وظيفة , هذب تصرفاتك وتخلى عن مبادءك وافكارك المضللة عند ذلك يمكنني مساعدتك واعطاءك وظيفة.
احمد : ( بقوة وكبرياء ) لن اتخلى عن مبادئي وأفكاري بأي حال من الاحوال ..
ارشد : ( بتوتر وعصيبة ) كم هي قوية هذه لن اتخلى وكم هي غبية بالوقت نفسة ؟
فلديك الان الفرصة الذهبية , ولديك من يرعاك ,
وقد لاتجد ذلك في المستقبل .
احمد : لن يكون هذا ابدا ..
ارشد : ( بخبث ودهاء )
انني طالما لم يرني أحد فلست مرتشيا , هذا هو الرأي العام في العالم .
احمد : انك لاتفهم شيئا , تكلم كما يحلولك , انني لااصدقك !
أنني على ثقة ان بمقدور الانسان ,
يالك من احمق !!!
( يخرج وهو في حالة عصبية من الباب الخارجي )
احمد : فالجميع يستهزؤن ويسخرون مني ,
(في سيكينة ووقار) لانني فنان وفقير ولاثورة عندي ؟
(بثقة بالنفس ) ولكن ! كلي أمل في المستقبل ..
( يتفاجى احمد بدخول رغد زوجته )
وليس مثل الشحاذين !!!
لقد سئمت هذه الحياة , الا يكقي انني حطمت شبابي معك
(بعتب) فلم تحقق أي مطلب لي وعد تني به ؟
احمد : (يحاول تهدئة زوجته ) لم تتحدثي معي بهذا الموضوع من قبل ؟
ماالذي جرى ؟
رغد : ( بعصبية ) هل تظن ساظل صامتة , كلا ابدأ ابدأ..
أريد ان اعيش الحياة كما تعيش , جميع السيدات الثريات .
احمد: (يحاول أقناعها بهدوء) ولكن من اين يمكن لي ان اتي بالمال الكثير , لاتصغي لكلام زوج عمتي !!!
رغد : أنه يبحث عن سعادتنا , ويحاول أبداء المساعدة لنا .
(بعصبية ) وماشأنك بما يفعل ؟
يجب عليك فقط ! ان تكسب المال ...
احمد : (يحاول أقناعها) زوجتي العزيزة أرأفي بحالي , ألا ترين انني ابحث عن وظيفة ؟
رغد : (بتوتر وعصبية ) أحترم زوج عمتك ونفذ مايريد ,حتى تحصل على وظيفة ,
المهم ان تحصل على المال , فانا لم اتزوج منك ,
من اجل الفقر والجوع ,
احمد : ( بعصبية وتوتر ) لقد أكثرتي همومي بكلامك هذا ..
رغد : ( توتر وعصبية )
ماهذه الحياة معك كلها هموم في هموم , وليس فيها ذرة سعادة .
احمد : (يحاول ببعض الود ) انك زوجتي , وان عليك ومشاركتي في السراء والضراء ,
حتى لوكنت من افقر الناس ,
هل تتخلين عن زوجك الفنان بمثل هذه السهولة ؟
انا فنان مشهور , انا رسم كبير , ذكي ومتفوق , انا شريف الكل الكل
(بحدة وقوة ) اسمع يجب ان تصالح زوج عمتك
وتقبل منه الوظيفة التي عرضها عليك !!!
احمد: (بعد فترة صمت ) ولكن ماتطلبين مني امر خطير يجب ان افكر ؟
واذا لم اقبل بالوظيفة التي عرضها علي ؟
ماذا سوف تفعلين ؟
رغد : بالتأكيد ! سوف ألعن حظي العاثر !!!
احمد : ( بعصبية وتوتر) مستحيل مستحيل , لاتقولي مثل هذة الكلام ابدا ؟
رغد : أرجو ان تاخذ كلامي هذا ماخذ الجد !!!
( تخرج من المكان وهي في حالة عصبية )
احمد : ( يبقى وحيدا وهو في حالة غضب واستياء)
صدق هاملت شكسبير عندما قال أكون أو لاأكون ؟
( تدخل سلمى وهي في حالة توتر و عصبية )
سلمى : لم يأتي زوجي الى الآن ؟ انت السبب !!!
( في حالة توتر وعصبية وقلق , تتحرك يمنيا ويسارا ,
يرن جهاز الهاتف )
ألو ... نعم ...ماذا تقول ... لا .. لا .. غير معقول , يالله ,
أقيل من الوظيفة ...لا ..لا.. امام المحكمة !!!
( تغلق جهاز الهاتف )
احمد : ( بفرح وسرور ) ماذا جرى؟
سلمى : (في حالة أنهيار تام )
مابال الخوف والرعب بدأ يحاصرني من كل مكان !!!
زوجي امام المحكمة لنصرفاتة غير القانونية ..
لقد بدأ العقاب الرشوة هي السبب ..
احمد : ( بنشوة الفرح ) نعم! الرشوة هي السبب ؟
( يدخل ارشد وهو في حالة توتر وانهيار , تقترب منه زوجتة سلمى )
سلمى : سمعت بالمصيبة التي حدثت معك ,
سأرسل في طلب الدكتور ..
ارشد : ( بخيبة امل وأنكسار )
ساءت سمعتي وانتهيت ,
(بمرارة وندم ) لقد قضي علي , من موظف كبير , الى شخص تافهة ,
اتهموني بالرشوة ...
(يصرخ بهستريا ) أنهم دمروني
(يصرخ برعب ) يالتعاستي ..أي مصير أسود وضعت نفسي فية !!
كانوا لي بالمرصاد ؟
( يحاول ان يقع على الارض وفي حالة انهيار) اكاد اختنق من الخوف , الموت يدنو مني!!!احمد : ( بفرح وسرور )
والمرتشين من امثالك سينتهون مثلما انتهيت انت ..
الحمد والله الذي أعطاني القوة في الوقوف بوجة أغراءتك الخبيثة !!!
لست ادري كيف اداري نفسي من الخحل لوجودي عندكم
(بقوة وحدة ) أيها المريض , مدير الشركة الخاصة !!!
ارشد : ( يحاول النهوض من الارض ويصرخ بقوة )
أغرب عن وجهي ,أغرب عن وجهي...
احمد : ( بشجاعة ونشوة الفرح )
سوف انتظر الوقت الذي يخشى فيه المزيفين والمرتشين المجتمع الأنساني ,
اكثر من خشيتهم وخوفهم المحكمة الجنائية !!!
ارشد : ( يحاول ان ينهض لكنه يقع مترنحا )
زوجتي انني ساموت ... انني اختنق , كيف اواجه المجتمع ,
(يصرخ بهستريا )
الجيران ..الآصدقاء ..الأعلام ...الصحافة ...التلفزيون ...
سلمى (تقترب منه زوجتة وتحاول مساعدته ولكنه قد أصبب بالشلل فتصرخ )
ار شد .. لا ..لا ...
احمد : (ينظر بغضب الى ارشد )
هذا مصير المرتشين والمستهزءين ...
ستار
محسن النصار
0 التعليقات:
إرسال تعليق