أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، مايو 31، 2016

صُنّاع البهجة: وجوه سامي قفطان / علي حسين

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية


قال لي يوسف العاني يوماً : " الذي لايتفرج على سامي قفطان وهو في البروفات ، مستحيل ان يعرف موهبة هذا الممثل" ، كان يوسف العاني قد شاركه في المسلسل التلفزيوني الشهير (حكايات المدن الثلاث)، وتعجب كيف يستطيع هذا الممثل ان يتحول من الموقف الكوميدي الساخر ،  الى الموقف الجاد وبلمح البصر . 
اول عمل شاهدته له على  المسرح  " الثعلب والعنب " التي اخرجها سليم الجزائري عن نص الكاتب البرازيلي  غيليرمي فيجيريدو، وفيه نشاهد كيف ان سامي  قفطان تمكن ببراعة الممثل المقتدر ان يروي  لنا حياة العبد الدميم ايسوب  ، وكانه كتبها بنفسه.
سامي قفطان موهبة ثرية ، لديه مرونة جسدية هائلة ،   وقدرة على تلوين صوته " قدم عددا من الاغنيات  " ، ممثل بالفطرة  نراه يزداد تالقا اذا كان الدور مكتوبا  بشكل جيد، اسوأ ادواره تلك التي تفرض عليه بسبب قلة الاعمال.
ظلت مشكلة سامي قفطان في ادارة موهبته الكبيرة، وليست في الموهبة نفسها  حتى اعماله التلفزيونية والمسرحية  ، لم تكن كلها بالمستوى نفسه ، الفارق شاسع بين دوره المتميز في نديمكم هذا المساء ، وماقدمه في مسرحية الف عافية  .
لا توجد مشكلة لدى سامي قفطان في اي شخصية ، ربما يكون من الممثلين القلائل الذين فرضوا انفسهم على  العمل الذي يشاركون فيه  ، فهو متقمص للدور  من الوزن الثقيل ، ممثل بمائة وجه ،  ممثل مسرحي بالاساس ،  وبقى في ادواته كممثل مسرحي  من خلال الطريقة  التي يستخدمها في الاداء  ، وفي استخدام  صوته ،  والطريقة التي يجسد بها الاداء الحركي .  قوته الخارقة في الدخول تحت جلد الشخصية مهما كانت وبناء تفاصيلها بدقة وببراعة والسعي لاقناع المشاهد من خلالها ،  انه مستعرض من الطراز الاول  للشخصية التي يؤديها بكل  تنويعاتها ، ممثل لايوجد  الا حين يكون في جلد شخصية  اخرى  ، او يمكن ان نقول بدقة ان سامي قفطان  مثل العديد من نجوم البهجة المسرحية  ،  لايكشف نفسه الا حين يرتدي قناع الشخصية التي سيمثلها.
ربما يشعر المشاهد بشخصيات لاتحصى  متباينة ومتناقضة  في داخل سامي قفطان  ، في السلوك والتفكير والمظهر  تتعايش في داخله  وتتاجج رغبة للبروز  على السطح ،  هذه الشخصيات كلها تشكل حقيقة سامي قفطان ذاته  ، وبدونها لايشعر انه قادر على تحقيق وجوده الانساني في الحياة .
في كل الاحوال لا يمكن ان نتحدث عن كبار الممثلين في العراق  ، دون ان نضع سامي قفطان في مقدمة المشهد ،  بوجه المبتسم دوما  وبصوته المتميز  ، وبصورته التي تنطبع في الذهن منذ اللحظة الاولى ، ورغم عمله في الكثير من المهن ، بسبب ظروف الحياة ،  الا ان سامي قفطان، لايجيد  فعل اي شيء غير التمثبل.


-------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

ساعة المبكى.. فكرة الإرهاب مسرحياً / د. عقيل مهدي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

تبقى المسرحيات العالمية الجادة ، محفزة لاجيال جديدة من المخرجين ، لما تمتلكه من بنية درامية رصينة تؤهلها لخلق تحفيزات تشكيلية في العرض المسرحي ، تترابط فيها الافعال والاحداث ، والشخصيات بنسق عضوي متماسك ، قائم على مرتكز فكري ، ولغوي موضوع من زاوية مبهرة .وقع الاختيارعلى نص مسرحية ( هيروسترات )، وهي من تأليف  غيرغوري غورن  ، سبق لهذا النص ان قدّم في مسرحنا العربي ، ومن بين هذه العروض ، الفرقة التونسية ، ومن اخراح المنصف السويسي ، المخرج العربي المرموق ، وكذلك على صعيد مسرحنا العراقي ، قدمها المخرج فاضل خليل مع نخبة من مسرحيينا ، أبرزهم الفنان سامي عبد الحميد .
مهران عبد الجبار ، المخرج الشاب ، حفزته على تقديم هذه المسرحية ، رغبة والده الفنان (عبد الجبار كاظم)  في اخراجها لولا أن المنية عاجلته ، فخسرنا بذلك تجربة ، كان ينبغي لها ان تأخذ مكانها المناسب في تاريخ مسرحنا المعاصر ،حاول مهران ان يجتهد ، ويقارب هذا النص من نافذة تأويلية طموحة ، بالتعاون مع ممثلين يمتلكون مراسا ، وخبرة فنية ، من شأنها ان تضفي جدّية على هذه التجربة الأولى للمخرج ، ضمن المسرح الاحترافي .
وهي بحاجة الى تسليط الضوء النقدي عليها لتأخذ حيزها المناسب في مسرح الشباب .
المسرحية في الأصل ، تعالج قضية صياد يدعى ( هيروسترات ) وهو من عامة الناس ، يقدم على اقتراف جناية حرق المعبد ، ليكتب مذكراته في السجن ، ويكشف عن الاسرار التي دفعته الى ذلك ، ولأن الاميرة ( كلمتينا ) زوجة الامير صاحب النفوذ ، يدفعها غرورها لأن تقنع هذا القابع في السجن ، بأنه فعل ذلك بسبب اشتعال حبّه لها ، وخيبته من صدودها عنه ، وبعد اخذ ورد ، يتبادلان الحب في السجن ،حينها يرفض القاضي هذا الحب الآثم ، ويصدر حكماً باعدامه لانه حرق المعبد المقدس ، وبعد الحاح من قبل الناس الثائرين ، المشجعين لهذا السجين ، تصبح قضية رأي عام ، بعد ان قرأوا مذكراته التي دوّنها في السجن .
هذا الخط الدرامي لحبكة النص ، بقي في النص المعد كما هو ، سوى تبديل " أقنعة " الشخوص وتحويلها الى بيئة يهودية ، تخصّ حريق ( المبكى ) يقترفها " يهودي " من أصول عربية ،، كما تعلن هذا الخبر المذيعة من تلفزيون رسمي ( قدمته المذيعة جيهان الطائي ) مما يثير لغطاً في الشارع المحتقن الذي يبحث عن حلول لمشكلاته المعقدة سياسياً ، واجتماعياً ، وثقافياً ، ودينياً . 
أراد المخرج من خلال هذا " التأويل " التأكيد على ضرورة انفتاح المتعصبين المحتلين ، على الشعوب المقهورة ، ومحاولة احترام أديانها ومعتقداتها ، بعيداً عن التكفير ، والقتل .
في العرض المسرحي ، هيروسترات نتيجة حنقه ، وتمرّده ، يقوم بفعل تدميري لآثار يهودية ، ومسيحية ، واسلامية ، لنراه مستلقياً على اريكة داخل سجنه ، بملابس المجرمين الحمراء ، وحين يحاوره السجّان ، والحاخام ، وحتى الرئيس ، ووزير العدل ، فانه يصّر على صواب فعلته ، بانه قام بما يسمّى بالارهاب ، من أجل احقاق سلام دائم للناس " أجمعين " !
بالطبع ، هذه الشخصية حين تعلن عن هذه الأفكار تثير لدى المتلقي الكثير من ردود الافعال المناقضة لأفكاره الهدامية هذه ، لأن السلام لا يمكن ان يتحقق بالارهاب ، والتدمير والاحراق ، لعب دور هيروسترات الممثل  طه المشهداني  ، المتمكن من دوره صوتاً ، وحركة جسدية ، وكذلك أوضاع مسرحية ، متناغمة مع الممثلة الموهوبة ( ميلاد سرّي ) وايضاً ، ما لعبه الممثلون الآخرون من أداور ساندة للفعل الرئيسي: حيدر كناني ، علي كاظم ، حميد عباس ، احسان هادي. 
نرى في الصورة المسرحية تضافر جهود الاضاءة (ناظم حسن ، والداتاشو(حيدر فوزي ) وماكير (ستار) ، ومما أضفى بعداً بصرياً حركياً ، كاسراً للسكونية ، الحركات ( الكوريوغرافي :الحركات التعبيرية للمجموعة : عامر ، صبري ، سجاد ، أكرم، قاسم) وكذلك مونتاج ( محمد ) ومسكر!!!!! عبير. 
ولكن يبقى ( حوار الأديان ) غير قادر على صد التطرف الديني ، واراقة الدماء . حين تستثمر السلطة العدوانية ، تدمير الآخر ، بذرائع مموهة ، وغير واقعية .أراد المخرج ، تعميق نزعة المتاجرة عند هذه الشريحة اليهودية ، فيظهر الحاخام ، والتاجر الذي ينشر المذكرات من أجل الربح ، ولا شيء غير الربح حتى يصل الأمر لمن يتصدر كرسي الرئاسة ، الكل يدورون في حلقة من اليأس ، حين تتسرّب النسخة المخطوطة من الكتاب الخاص بمذكرات(هيروسترات) الذي يعلن فيها ، انه قد حرّر نفسه من قيود الكهانة ، حين يهدّء من روع المرابي ، الذي سلّفه نقوداً ، ويوعده بالربح الوفير فيما ينتظره بعد نشر المذكرات.
ويصرح - كذلك - بأنه لا يخاف عقوبة الاعدام، لكن القاضي يتشبث بحكمه ، بتدخّل(  الأميرة ) ، يوافق القاضي على تأجيل قضية الحكم بعد سماعها كلمة (غزل) من  هيروسترات  ! فيصبح ( جميلاً ) الآن ، بعد ان وصفته في السابق بأنه " دودة" .تميز العرض ، بجماليته الهادئة ، والمحسوبة ، ويبقى المشروع المسرحي صعباً عندما يقدم عليه شاب مثل " مهران عبد الجبار " ، وتبقى التحديات ( الفكرية ) و ( الابداعية ) قائمة ، لا يمكن تذليل معتركها الصعب ، الاّ بقوة المراس ، والصبر ، والاصرار على تقديم الأجدر ، والعناية الكبيرة الحاذقة  بكلّ التفضيلات الاخراجية وان تعددّت مآتيها ، وطرائفها ، وتحدياتها .

-------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

اصدار كتاب بعنوان "المؤانسة والإتحاف في مسرحيات مروة عسّاف"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

أصدرت الكاتبة مروة عساف، كتاب المؤانسة والاتحاف في مسرحيّات مروة عساف، ضمن مركزة اللّغة العربيّة ومشاريع الكتابة الإبداعيّة للطّلاب الموهوبين في مدرسة الرّسالة الشّاملة في قرية نحف الجليليّة، ضمن سلسة سنابل الموهوبين التي تصدر عن مركز السّنابل للدراسات والتّراث الشّعبي في سعير.
وجاء مضمون الكتاب بين 96 صفحة، من القطع المتوسطة، وحمل رقما  معياريا من المركز الوطني الفلسطيني للتّرقيم المعياري الدّولي للكتاب.
ورأى د. خالد كاظم حميدي من العراق في تصديره للكتاب، أنّ قراءة المكتوب تفصح عن عمل يستحقّ الاحترام بلحاظ الموضوع ولحاظ الصّياغة، معتبراً أنّ العمل سيكون بحال آخر وهو على خشبة المسرح باستحضار العناصر الزّمانيّة والمكانيّة والممثلين، فضلا عن المتلقين الذي يشاهدون العمل مباشرة وما يصدر عنهم من انفعالات وأحكام، كلّ ذلك يمكننا من كشف خصوصيّة المسرحيّة أكثر: دلالة وجمالا وحضورا.
وأفادت نهى عطير من جامعة فلسطين التّقنيّة- خضوري في تقديمها الكتاب : "ظهرت أناقة الكاتبة مروة عسّاف في تقديم الحدث وتجسيد شخصيّاته، وفي تهيئة البيئة المناسبة التي يجري فيها الحدث فارتقت بخيال القارئ من خلال التّفاعل مع المسرحيّة قبل تنفيذها، ومن خلال توفير بيئة تعلّم تشجع التّفكير النّاقد، وتحفّز على تحليل الحدث وتكوين الحلول، وتشجّع على طرح البدائل المنطقيّة، وتنمي مهارات اتخاذ القرار الحرّ العادل لكافة الأطراف في الحدث، وتعوّد الجميع على احترام واجباتهم وحقوقهم".
وذكرت د. مليكة ناعيم من جامعة القرويين في المغرب في تعليقها على الكتاب: "أكّدت الكاتبة في مسرحيّاتها قيم التّسامح من خلال قبول الآخر وحسن المعاملة والرّفق بالضّعيف وهي قيم يحتاج إليها العالم اليوم لإصلاح ما أفسدته الحروب والعصبيّات والعنصريّة المتجاوزة".
وضمّ الكتاب تسع مسرحيّات تربويّة تعليميّة هادفة منها: مسرحيّة لبيك يا رسول الله، وعفوك أمي سامحيني وأمّي معلمتي أنت ملهمتي، وارجوكم ساندوني وجفّفوا الدّمع من عيوني، وبدر البدور والملك المسحور ومسرحيّة يوم العلوم وأدوات المطبخ وأدوات النّجار، وملحق بشهادات التّقدير والتّكريم التي حصلت عليها الكاتبة، وتسع لوحات فنيّة للفنانتين أبرار خالد صبّاح و منار خالد صبّاح - من قرية أبو سنان الجليلية.
وقال مدير مركز السّنابل د. ادريس جرادات، والذي جمع وتابع المسرحيّات واصدارها في كتاب: "إنّه عمل دؤوب لمركز السّنابل للاستمرار بإصدار سلسة سنابل الموهوبين لتشجيع ودعم ومساندة الموهوبين والمبدعين من أبناء المجتمع الفلسطيني والعربي والإسلامي، حسب الإمكانات المتاحة فأيّ مجتمع بلا موهوبين ومبدعين لا حاضر ولا مستقبل له".

-------------------------
المصدر : معا

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المسرح العربي بين الاستنبات والتأصيل / جميل حمداوي عمرو

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية


يستند المسرح إلى الفعل الدرامي والصراع والحوار ووجود الممثل والمتفرج بالإضافة إلى فنون الغناء والإنشاد والرقص. ولكن في الثقافة الغربية، أضيف إليه المخرج والبناية والخشبة أو ما يسمى بالعلبة الإيطالية والديكور والسينوغرافيا والفنون البصرية والإيقاعية الأخرى. وأصبح المسرح اليوم أب الفنون ومسرحا شاملا يضم كل اللغات والخطابات التواصلية.
هذا وقد ظهر المسرح في اليونان مع سوفوكلوس الذي كتب أول تراجيدية عالمية هي: 
الضارعات ، ويوربيديس وأسخيلوس وأريستوفان. وكان المسرح مرتبطا بإله الخمر ديونيسوس والابتهالات والقرابين الدينية. ويرى الفيلسوف الألماني نيتشه أن ولادة المسرح اليوناني ارتكزت على المزج بين الغريزة والعقل من خلال إله ديونيسوس رمز اللذة والخمر وإله أبولون إله العقل والحضارة. ويعد أرسطو أول منظر لفن المسرح ولاسيما في كتابه" فن الشعر" الذي حدد فيه عناصر التراجيديا الإغريقية وحصرها في ستة مقومات وهي: الخرافة، والأخلاق، والمقولة، والفكر، والمنظر المسرحي، والنشيد. وتشكل كل من الخرافة والفكر والأخلاق موضوع التراجيديا، بينما منظر المسرحي يبرز الطريقة الفنية، أما الوسائل الدرامية فهي: اللغة والنشيد. ويذهب الدكتور محمد الكغاط إلى أن المسرح الإنساني مر بثلاث مراحل أساسية:
1- مرحلة التمثيل الفردي عن طريق اللعب والرقص والغناء والإنشاد، إذ ولد المسرح مع الإنسان كغريزة فطرية وشعور داخلي وانجذاب سحري إلى اللعب والتمثيل، وهذا ما تؤكده الدراسات الأنتروبولوجية والإثنولوجية والاجتماعية؛
2- مرحلة الظواهر الاجتماعية، ويعني هذا أن الفعل المسرحي انتقل من ظاهرة فردية إلى ظاهرة جماعية تتكون من شخصين فأكثر، كما تتشكل هذه الظاهرة الاجتماعية من الممثلين واللاعبين لأداء مجموعة من الطقوس الدينية والفنية. ويسمى هذا النوع من التشكيل الدرامي الاجتماعي بالظواهر المسرحية أو الأشكال ماقبل المسرحية أو الطقوس الاحتفالية؛
3- مرحلة المسرح التي ظهرت مع المسرح الإغريقي والبناية المفتوحة في أثينا ووجود النصوص الدرامية سواء أكانت تراجيديات( سوفكلوس- أسخيلوس- يوربيديس) أو كوميديات (أريستوفان).
وتطور المسرح الغربي بعد عصر النهضة، وانتقل إلى إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وأصبحنا نتحدث عن أعلام كبار في مجال المسرح كشكسبير في انجلترا وموليير وراسين وكورناي في فرنساوكولدوني في إيطاليا ولوبي دي فيكا في إسبانيا. وقد ظهرت كذلك مجموعة من المدارس المسرحية الغربية كالمدرسة الكلاسيكية والمدرسة الرومانسية والمدرسة الواقعية، والرمزية، والبرناسية ، والدادائية، والسريالية، والوجودية، ومسرح اللامعقول، ومسرح القسوة، ومسرح الشارع، ومسرح العمال، والمسرح النفسي مع مورينو.....إلخ.
هذا، وقد أفرز تطور المسرح الغربي وتشكل مدارسه ظهور فن الإخراج المسرحي في أواخر القرن التاسع عشر، فأصبحنا نتحدث عن مخرجين كبار من أمثال: الدوق ساكس مينينجنSaxe Meiningen وبريختBrechtوستانسلافسكيStanislavskiوجروتوفسكيGrotowski و كولدون كريـج;G.Craig وماكس رينهاردتM.Reinhardt وأندريه أنطوانA.Antoine وجان  فيلارJ.Vilar وأدولف أبياA.Appia.
وإذا انتقلنا إلى المسرح العربي، فإنه يثير عدة تساؤلات وإشكاليات يمكن صياغتها على الشكل التالي: متى عرف العرب المسرح؟ هل يمكن التأريخ له بسنة 1848م مع صدمة الحداثة وفترة الاستنبات الماروني أم بالرجوع إلى التراث العربي لاستقراء ظواهره الفنية الاجتماعية للبحث عن الأشكال الدرامية والطقوس الاحتفالية واللعبية؟ وبتعبير آخر ماهي أسباب غياب المسرح العربي أو أسباب حضوره؟ وماهي المراحل التي مر بها المسرح العربي؟ وماهي تجلياته التجريبية والتأصيلية؟
يذهب كثير من الدارسين إلى أن العرب عرفوا المسرح في الشام منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبالضبط في سنة 1848م عندما عاد مارون النقاش من أوربا( إيطاليا- فرنسا) إلى بيروت فأسس مسرحا في منزله فعرض أول نص درامي في تاريخ المسرح العربي الحديث هو" البخيل" لموليير، وبذلك كان أول من استنبت فنا غربيا جديدا في التربة العربية. ومن ثم، بدأ المسرح العربي يعتمد على عدة طرائق في استنبات المسرح الغربي كالترجمة والاقتباس والتعريب والتمصير والتأليف والتجريب وشرح نظريات المسرح الغربي ولاسيما نظريات الإخراج المسرحي وعرض المدارس 
المسرحية الأوربية. وكان هذا الظهور المسرحي في البلاد العربية نتيجة للاحتكاك الثقافي مع الغرب عبر حملة نابليون بونابرت إلى مصر والشام وعن طريق الاطلاع والتعلم والرحلات العلمية والسياحية والسفارية .
أما في سورية ، فقد أسس أبو خليل القباني مسرحه الموسيقي والغنائي، وبدأ في تقديم فرجات تراثية وتاريخية؛ لكن رجال الدين المتزمتين وقفوا في وجه مسرحه بدعوى أنه يفسد أخلاق الشباب ويلهيهم عن الواجبات الدينية ويخل بآداب المجتمع مما اضطر السلطان عبد الحميد الثاني إلى إغلاق مسرحه وإحراقه . هذا هو الذي دفع أبا خليل القباني إلى هجرة بلده الذي طغى فيه الاستبداد التركي مع مجموعة من الممثلين والفنانين حيال مصر.
وفي مصر، سيزدهر فن المسرح خاصة مع الشاميين( أبوخليل القباني وأديب إسحق وفرح أنطون وسليم النقاش ويوسف الخياط وجورج أبيض)، والمبدعين المصريين (يعقوب صنوع ومحمد عثمان جلال وعبد الله النديم ومصطفى كامل ويوسف وهبي ومحمود تيمور وأحمد شوقي وعزيز أباضة وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب الريحاني...). وستظهر بعد ذلك فرق مسرحية وغنائية عديدة في القاهرة والإسكندرية( فرقة أحمد أبو خليل القباني،وفرقة إسكندر فرح، وفرقة سلامة حجازي ، وفرقة سليمان القرداحي، وفرقة فاطمة رشدي، وفرقة جورج أبيض، وفرقة يوسف وهبي)، وستنشأ قاعات للمسرح سواء أكانت قاعات عروض خاصة أم قاعات مسرحية أنشأتها الدولة لرعاية الفنون والآداب إبان المرحلة الملكية والثورة الناصرية على الرغم من الرسالة الانتقادية الخطيرة لهذا المسرح التي كانت تندد بالمستعمر وأصحاب السلطة والجاه. كما شيدت الدولة المصرية أول كونسرفتوار للفن الدرامي بالقاهرة في الوطن العربي علاوة علىالكليات والمدارس والمعاهد المتعلقة بالفن والتنشيط المسرحي والموسيقي والسينمائي.
ولقد انتقل المسرح إلى دول المغرب العربي من خلال التأثير المشرقي ولاسيما المصري منه عندما زارت مجموعة من الفرق المسرحية ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، دون أن ننسى التأثيرالثقافي والتقني الذي مارسه المستعمر الأجنبي( الفرنسي- الإسباني- الإيطالي) حينما شيد في هذه البلدان مجموعة من القاعات المسرحية التي كان يعرض فيها الريبرتوار المسرحي الغربي وخاصة مسرحيات موليير الكوميدية أو مسرحياته التي تصف الطباع والأخلاق. ففي ليبيا، بدأ المسرح سنة 1928م حينما أسس محمد عبد الهادي أول فرقة للتمثيل لما عاد من بلاد الشام. وسينتعش المسرح التونسي إثر الزيارات المتكررة للفرق المسرحية والغنائية المصرية للمدن التونسية ولاسيما فرقة سليمان القرداحي وفرقة أبي خليل القباني وفرقة سلامة حجازي وفرقة جورج أبيض.
 وقد ظهر المسرح بالجزائر مبكرا مع الاحتلال الفرنسي الذي أنشأ كثيرا من القاعات المسرحية لعرض أهم النصوص الدرامية الغربية التي كانت توجه غالبا إلى المعمرين الفرنسيين مما ساعد المثقفين الجزائريين للاطلاع على المسرح الغربي وتقنياته وطرائقه السينوغرافية والإبداعية. ولما بدأ المسرح الجزائري اتكأ على الموروث المحلي، فقد كتب الممثلان علالو وداهمون مسرحيةعن مقالب جحا، بطل الحكايات العربية القديمة. 
واشتهر رشيد قسنطيني كثيرا في البلد حتى لقب بموليير الجزائر. وتعتبر سنة 1928م لحظة ولادة المسرح الوطني الجزائري عندما أخرج رشيد قسنطيني مسرحية" بوبورما" لفرقة مسرحية صغيرة.
وإذا انتقلنا إلى المغرب الأقصى،فإنه لم يعرف المسرح إلا مع القرن العشرين إبان زيارة بعض الفرق المصرية للمغرب كفرقة محمد عز الدين التي عرضت مسرحية صلاح الدين الأيوبي منذ سنة 1923م، وفرقة فاطمة رشدي سنة 1932م التي ساهمت في انتعاش المسرح بمدينة تطوان. ونستحضر كذلك ما قام به قدماء ثانوية مولاي إدريس بفاس عندما أسسوا جمعية بتاريخ 15-9-1921 والذين نشطوا التمثيل المسرحي أيما تنشيط. 
وقد أشاد علال الفاسي بأنشطتها الدرامية ذات الطابع التراثي التاريخي في نونيته. وبعد ذلك، تم تأسيس كثير من الفرق المسرحية المحلية بطنجة وتطوان والدار البيضاء وسلا والرباط ومراكش تتأرجح أعمالها الفنية والتمثيلية بين التغريب والتأصيل التراثي.
وإذا كان المسرح في العراق قد انبثق مبكرا مع قاسم محمد ويوسف العاني وآخرين، فإنه في الدول الخليجية مازال لم يعرف يقظته الحقيقية إلا في الكويت بعد تأسيس أول معهد للفنون المسرحية تحت إشراف زكي طليمات.
ولكن السؤال الذي يفرض علينا نفسه بإلحاح:هل كان هناك مسرح عربي قبل هذه الفترة التي تحدثنا عنها سالفا؟ فقد كان الجواب عنه من قبل الدارسين للمسرح العربي بالإثبات تارة والنفي تارة أخرى.
يرى كثير من الباحثين أن العرب لم يعرفوا المسرح بشكله الغربي وذلك لعدة عوائق: دينية وحضارية وتاريخية وعرقية ولغوية. وللتوضيح أكثر فالعرب لم يتعرفوا المسرح  للأسباب التالية:
1- تخلف العقلية العربية المرتبطة بالبداوة والجزئيات والفكر البسيط والفكر المحسوس وانعدام الإبداع والتخييل المجرد ؛
2- لاتصلح اللغة العربية الكلاسيكية بجزالتها وفخامتها للحوار الدرامي ولا تنسجم مع مستويات التواصل في الخطاب المسرحي(جاك بيرك)؛
3- لم ير العرب في المآسي اليونانية إلا نصوصا بسيطة موزونة وأشعارا حوارية غريبة.( محمد عزيزة)؛
4- عدم فهم المصطلحات الدرامية اليونانية من قبل شراح أرسطو مما وقعوا في الترجمة الخاطئة لألفاظ" فن الشعر" من قبل المترجمين والفلاسفة العرب ( بشر بن متى بن يونس، ابن رشد...)، حيث ترجموا التراجيديا بالمديح والرثاء والكوميديا بالهجاء والدراما بالشعر( شكري عياد وعبد الرحمن بدوي...)؛
5- بداوة الحياة قبل الإسلام وارتحال الإنسان من مكان إلى آخر وعدم استقراره منعه ذلك من معرفة المسرح الذي يتطلب الاستقرار والاستيطان والتمدن الحضاري( زكي طليمات)؛
6- يمنع الدين الإسلامي التصوير والتشخيص والتمثيل، ويعد النص الديني الإسلامي كل من قام بذلك بالعقاب الشديد( أحمد أمين)؛
7- انعدام الصراع في المسرح العربي على غرار المسرح اليوناني الذي كان يعرف أنماطا من الصراعات الدرامية كالصراع العمودي" البشر في صراع مع الآلهة"، والصراع الأفقي" صراع الأفراد والجماعات فيما بينها"، والصراع الديناميكي" انهزام القدر" كما في مسرحية الفرس عند أسخيلوس، والصراع الداخلي كما في مسرحية أوديب( محمد عزيزة)؛
8- صعوبة تنظيم العروض المسرحية في مجتمع يحارب فيه رجال الأخلاق والمحافظين تمثيل الأدوار النسوية ويعود أكثر من ذلك إلى المعنى الأليم للقدر الإنساني( لويس غارديه)؛
9- يمنع الإسلام وقوع أي صراع درامي( فون جرونبوم)؛
10- إن الحضارة العربية لم تكن في حاجة إلى التعبير المسرحي(أحمد شمس الدين حجازي)؛
11- إن العرب لم يترجموا أدب اليونان وشعرهم، في الوقت الذي نقلت فلسفتهم، لإحساسهم بأن إبداعهم في الشعر والأدب يفوق كل إبداع؛
12- انعدام الحرية والديمقراطية في الدولة العربية القديمة القائمة على الاستبداد والقهر وإسكات الأصوات المنتقدة لسياسة الدولة ، وهذا لاينسجم مع الإبداع المسرحي القائم على النقد والتوجيه؛
13- انعدام الفكر الموضوعي وذلك بافتقاد الشاعر العربي لعنصر الإدراك المأساوي للحياة. فالشاعر وإن عبر عن عواطفه وأحاسيسه، فإنه لم يتطور من الموقف الفردي الذاتي إلى الموقف الجماعي العام الذي ينشأ عنه المسرح ( عز الدين إسماعيل)؛
14- غياب الفكر الأسطوري لدى العرب هو الذي يمنع من إبداع مسرحيات تراجيدية على غرار المسرح اليوناني.

وعلى عكس هذه الأطروحات، نجد بعض الدارسين يثبتون أن العرب قدعرفوا المسرح منذ مدة طويلة كما فعلت تمارا ألكسندروفنا بوتينتسافا عندما أرجعت المسرح العربي إلى جذور قديمة تمتد إلى ألف عام وعام" أفليس من الأسهل أن نبدأ من البرهان على أنه كان موجودا. موجودا منذ زمن بعيد جدا. منذ ألف سنة" . ويستثني الباحث التونسي محمد عزيزة من أطروحة نفي المسرح عند العرب التعازي الشيعية، إذ قال:" الاستثناء الوحيد لقاعدة الغياب المسرحي هذا هو التعازي الشيعية التي أعطت الإسلام اعتبارا من القرن السابع الشكل الدرامي الوحيد الذي يعرفه". وكانت  التعازي الشيعية تتكون من ثلاث فصول أساسية ، وهي:
1- المشاهد التي تسبق معركة كربلاء.
2- مأساة كربلاء وآلام السيد الحسين.
3- عقب كربلاء.
ويذهب عبد الكريم برشيد إلى أن" المسرح العربي قد ولد يوم ولد المجتمع العربي... هذا الوليد لايشبه إلا ذاته، لأنه في تركيبه مخالف للمسرح اليوناني الغربي، وهذا شيء طبيعي، مادام أنه مرتبط بشروط جغرافية وتاريخية واجتماعية وذهنية ونفسية مختلفة...". وينحو هذا المنحى الدكتور عمر محمد الطالب في كتابه" ملامح المسرحية العربية الإسلامية" حينما قال:" إن المسرح فن أدبي وبصري يستمد أصوله من مقومات الأمة وثقافتها وأصولها ولا يشترط فيه أن يكون منسوخا عن المسرح اليوناني القديم أو المسرح الأوربي الحديث، إنما يجب أن تكون له مقوماته الخاصة المستمدة من ثقافة الأمة وحضارتها ومعتقداتها مادام الأصل في المسرح وجود المشاهدين بالدرجة الأولى، أما المكان فلا فرق أن يقدم العرض في مجلس أو خيمة أو ساحة أو فضاء، في شارع أو مقهى أو في قاعة يطلق عليها اسم مسرح." ويضيف الباحث:" أن هذه المحاولة لتأصيل الملامح العربية الإسلامية لفن التشخيص والتمثيل عند العرب والمسلمين ماهي إلا محاولة بسيطة تضاف إلى محاولات يوسف إدريس في مقالاته التي نشرها في الستينيات عن مسرح السامر وكتاب( العرب والمسرح) وكتاب( الإسلام والمسرح) وكتاب( فن التمثيل عند العرب) ومقال يوسف نجم ( صور من التمثيل في الحضارة العربية من الكرج حتى المقامات) المنشور في مجلة آفاق عربية العدد الثالث لعام 1977."
ومن أهم الظواهر التي استخلصها الدارسون العرب والدالة على وجود المسرح نذكر ظاهرة التعازي الشيعية والطقوس الصوفية والأعياد الدينية وأدب المقامات وخيال الظل والكراكيز ومسرح العرائس والمسرح الشعري في المعلقات وغزل عمر بن أبي ربيعة...والقصص الدرامية والمسرح الشعبي وسلطان الطلبة وسيدي الكتفي وفن البساط ومقالب جحا والنقائض( جرير والفرزدق والأخطل)، ناهيك عن الطقوس الدينية والطرقية والرقص وفن اللعب والغناء الدرامي....
هذا، وقد عرف المسرح العربي الحديث والمعاصر نوعين من التعامل مع المسرح:
1- استنبات المسرح الغربي في التربة العربية من خلال التقليد و الاقتباس والترجمة والتبيئة العربية: تمصيرا وتونسة ومغربة وسودنة... كما فعل مارون النقاش مع أول نص مسرحي وهو البخيل الذي استلهمه من موليير، وسيتابع كثير من المبدعين والمخرجين طريقته في الاقتباس والمحاكاة.
2- تأصيل المسرح العربي وذلك بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، أي التوفيق بين قوالب المسرح الغربي والمضمون التراثي.ومن المعلوم أن التأصيل الذي من مقوماته الأساسية الاشتغال على التراث وتوظيفه إما باعتباره مادة تراثية تاريخية أو صوفية أو أدبية أو دينية....وإما باعتباره موقفا إيديولوجيا وإما باعتباره قالبا فنيا لاحتواء المضمون أو الحبكة الدرامية عبر تمظهراتها الصراعية والجدلية. ومن ثم، يمكن الحديث عن التأصيل في المسرح العربي من خلال أربع محطات أساسية:
1- تأصيل المسرح العربي اعتمادا على المضمون التراثي.
2- تأصيل المسرح العربي ارتكازا على الشكل أو القالب التراثي.
3- التأصيل التنظري( بيانات وتصورات وورقات نظرية حول أصالة المسرح العربي).
4- التأصيل التطبيقي( نصوص وعروض مسرحية تأصيلية مضمونا وقالبا).
لقد ظهرت فكرة التأصيل في الساحة الفكرية بعد هزيمة العرب في حرب حزيران 1967م بعد مجموعة من الكتابات التي تدعو إلى النقد الذاتي وإعادة النظر في الهوية العربية وتحديث الفكر العربي من خلال التوفيق بين الأصالة ( احتواء التراث وغربلته والأخذ مما هو مفيد) والحداثة الغربية( استرفاد ما ينفع العرب لنهوضهم والسير بهم نحو الأمام)، ومن هذه الكتابات الداعية إلى تنقيح التراث والتفاعل معه حوارا وتناصا ونقدا وبناء ما كتبه عبد الله العروي والطيب التزيني وحسين مروة وعبد الكبير الخطيبي وحسن حنفي وأنور عبد المالك ومحمد عمارة وعابد الجابري وزكي نجيب محمود وغالي شكري وأدونيس ويوسف الخال....وعلى الرغم من هذا، فإن فكرة التأصيل ظهرت منذ القرن التاسع عشر موازية مع النصوص التغريبية ذات الوظيفة الاستنباتية وذلك لوجود الاستعمار الأجنبي الذي استهدف تغريب المجتمع العربي، والاستبداد التركي الذي استهدف تتريك المجتمع العربي وتجهيله، والدليل على ذلك النصوص التراثية التي كتبها مارون النقاش نفسه كمسرحية "الحسن المغفل" ومسرحية أبي خليل القباني " هارون الرشيد مع غانم بن أيوب وقوت القلوب". ويقول أستاذي الدكتور مصطفى رمضاني:" ولقد فطن رواد المسرح العربي منذ البداية إلى غربة الشكل المسرحي الغربي، كما فطنوا إلى أن المستعمر يسعى إلى فرض ثقافته لطمس كل ثقافة وطنية، لذلك لجأوا إلى البحث عن هويتهم وتميزهم، فكان التراث هو المصدرالشامل الذي وجدوا فيه ضالتهم، لأنه يمثل مقومات الأمة واستمرارية تميزها." إذا، ما هو التراث؟ وماهو التأصيل؟
إن التراث – حسب الدكتور عابد الجابري- هو" الموروث الثقافي والفكري والديني والأدبي والفني" .
أما طرق التعامل مع التراث فتتخذ عدة صور منهجية:
أ‌- صورة تقليدية ترتكز على التعامل التراثي مع التراث مثل علماء المتخرجين من المعاهد الأصيلة كجامع القرويين بالمغرب والأزهر بمصر والزيتونة بتونس. ويتسم هذا التعامل بغياب الروح النقدية وفقدان النظرة التاريخية.
ب‌- صورة استشراقية كما يظهر لدى الدارسين الغربيين أو الدارسين العرب التابعين لهم، فتمتاز هذه الصورة بالاعتماد على إطار المركزية الأوربية انطلاقا من مناهج فيلولوجية أو تاريخية أو ذاتية، كما تعكس دراسات الباحثين العرب التي تزكي رؤى المستشرقين التبعية الثقافية والفكرية للغرب. وهذه الصورة تعتمد على الفهم الخارجي لمفهوم التراث.
ت‌- صورة ماركسية تعتمد على المادية التاريخية في تعاملها مع التراث، وهي صورة إيديولوجية لمفهوم التراث، ويمثل هذه النظرة: حسين مروة والطيب التزيني....
ث‌- صورة بنيوية تكوينية في قراءة التراث وهي تستند إلى ثلاث خطوات منهجية أساسية، وهي: الطرح البنيوي الداخلي، والطرح التاريخي، و الطرح الإيديولوجي، ويمثل هذه القراءة الدكتور محمد عابد الجابري.
ولكن ثمة قراءات أخرى للتراث كالقراءة السيميائية( عبد الفتاح كليطو) والقراءة التفكيكية( عبد الله الغذامي)... وكل قراءة تحمل في طياتها أبعادا إيديولوجية وتصل إلى حقائق نسيبية. وما يقالعن قراءة التراث الفكري بصفة عامة، يمكن قوله عن الإبداع المسرحي. فهناك تعامل درامي تراثي حرفي مع الموروث، وهناك تعامل درامي إيديولوجي مع التراث، وهناك تعامل درامي تناصي قائم على النقد والتفاعل والحوار. وبتعبير آخر هناك ثلاث قراءات مع التعامل الدرامي مع التراث:
1- قراءة اجترارية قائمة على المحاكاة والتقليد.
2- قراءة استلهامية تقوم على الاستفادة والتوظيف الفني.
3- قراءة حوارية قائمة على النقد والتناص والتفاعل البناء.
إذا كان التراث كل ما خلفه أجدادنا في الماضي من إنتاجات زاخرة في مجالات الأدب والدين والفن والتاريخ والفكر والعمارة ، فإن التأصيل هو احتواء التراث والتشبث بالهوية في مواجهة التغريب والحداثة الغربية التي تأتي على ابتلاع كل مقومات الإنسان العربي ولاسيما قيمه وأصالته والتشكيك في موروثه الثري باسم المركزية الأوربية والتقدم المادي. ويعني التأصيل الجمع بين الجانبين المادي والروحي من خلال صهرهما في بوتقة واحدة متوازنة. وقد يعني التأصيل مد الماضي في الحاضر والحاضر في الماضي. كما قد يدل التأصيل على التجاوز والتقدم وتأسيس الحداثة من خلال المحافظة على الأصالة والقيم الروحية الموروثة الصالحة والنافعة. 
فالأصالة: " هي الرؤية المعاصرة للتراث، لأننا حين نتعامل مع التراث، لانتعامل معه كمادة خام تنتمي إلى الماضي الذي انتهت وظيفته، وإنما نتعامل معه كمواقف وكحركة مستمرة، تساهم في تطوير البنيات التراثية التي فرضت وجودها انطلاقا من جدلية التأثر والتأثير. وكل تراث لا يؤكد استمراريته في حركة التاريخ لايعتبر أصلا..."
والتأصيل في المسرح ضد التجريب والتغريب؛ لأن التجريب هو الاستفادة من طرائق التشخيص الدرامي الغربي والانفتاح على مدارسه وتقنياته وتياراته السينوغرافية. فلقد استفاد توفيق الحكيم كثيرا من المسرح الغربي ولاسيما من المدرسة الرمزية كما نجدها لدى إبسن وبرنارد شو وموريس مترلنك، وتتجسد هذه الرمزية عند الحكيم في بيجماليون وشهرزاد وأهل الكهف ويا طالع الشجرة. كما كتب الحكيم مجموعة من المسرحيات على ضوء المدرسة الواقعية والفلسفة الاشتراكية كمسرحية الصفقة والأيدي الناعمة. كما استوحى كثير من رواد المسرح العربي كمارون النقاش وأبي خليل القباني وآخرين طرائق المسرح الكلاسيكي والمسرح الرومانسي أثناء اقتباس مسرحيات كورناي وراسين وموليير ومسرحيات فيكتور هيجو ولاسيما هرناني. وعلينا ألا نغض الطرف عن توظيف المسرح العمالي ومسرح اللامعقول من قبل الكثير من رواد الخشبة المسرحية وخاصة الطيب الصديقي في المغرب الذي عرض في بداية مسيرته الفنية والدرامية نصوصا وأعمالا في إطار قوالب غربية كتجريب مسرح العبث في" مومو بوخرصة" متأثرا بيونيسكو الذي كتب " أمديه أو كيف نتخلص منه"، كما استعار كثير من المخرجين العرب تقنيات المسرح الملحمي البريختي وأفكار جروتوفسكي حول المسرح الفقير و تعليمات ستانسلافسكي في تدريب الممثل وتأطيره وتوجيهه.
وإذا انتقلنا إلى عملية التأصيل، فلابد من احترام المحطات التي ذكرناها سالفا على النحو التالي:

1- تأصيل المسرح العربي اعتمادا على المضمون التراثي:

لقد وظفت كثير من المسرحيات العربية التراث ولكن في قالب غربي(كلاسيكي، رمزي، واقعي، عبثي، رومانسي، سوريالي...) من أجل الحفاظ على الهوية العربية وأصالتها من خلال استقراء الموروث الأدبي والتاريخي والديني والصوفي والشعبي والخرافي ، بله الموروث الفرعوني واليوناني كما نجد عند مارون النقاش الذي يستوحي تراث ألف ليلة وليلة في مسرحيته" أبو الحسن المغفل أو هارون الرشيد" أو عند أبي خليل القباني في" هارون الرشيد مع غانم بن أيوب وقوت القلوب"، أو عند الشيخ حسن القسطي الذي يستلهم تاريخ فارس في مسرحية" دهاء العقل"، أو لدى بطرس البستاني في" داود الملك" ،وهي مسرحية ذات الموروث الديني . أما ناصيف اليازجي فقد كتب تراجيدية شعرية عربية تحت عنوان" رواية المروءة والوفاء، أو الفرج بعد الضيق" ، ووكتب كذلك مسرحية أدبية وهي" قيس وليلى " سنة 1878م. وعند أحمد شوقي نجد مجموعة من المسرحيات التراثية كعنترة وكليوباترة وعلي بك الكبير وقيس وليلى وقمبيز...وكتب مصطفى كامل" فتح الأندلس" وكتب عزيز أباظة مجموعة من المسرحيات التراثية وهي على التوالي: قيس ولبنى، والعباسة، والناصر، وشجرة الدر، وغروب الأندلس، وشهريار. وألف توفيق الحكيم مسرحيات من الموروث الديني كأهل الكهف ومن الموروث الشعبي" شهرزاد" ومن الموروث اليوناني" بيجماليون" ومن الموروث الفرعوني" إيزيس". ومن الموروث الأسطوري، نذكر مسرحية محمد الكغاط" أساطير معاصرة"... ونكتفي بهذه الأمثلة لأن أغلب الريبرتوار العربي في الإبداع والتأليف المسرحي يعتمد على تشغيل التراث وتوظيفه كمادة تراثية أو كموقف إيديولوجي من بداية النهضة العربية إلى يومنا هذا كأن التراث جزء لا ينفصل عنا  أي يضمنا ونضمه.

3- تأصيل المسرح العربي اعتمادا على الشكل أو القالب التراثي:

إن المضمون التراثي ليس كافيا لتأصيل المسرح العربي وتجديده، فلابد من اعتماد قالب عربي أصيل أو البحث عن شكل يرتبط بالأمة العربية أيما ارتباط كتوظيف  أشكاله ماقبل المسرحية وقوالبه الاحتفالية وطقوسه الدينية واللعبية التي تحمل موروثا دراميا وتشخيصيا قابلا لمعالجته دراميا.
ومن القوالب الدرامية التراثية الأصيلة التي وظفها المسرحيون العرب نجد قالب السامر الذي يتبناه توفيق الحكيم في مسرحيته : "الصفقة"، ويوسف إدريس في مسرحية " الفرافير"، وقالب الليالي عند ألفرد فرج ومسرح المقهى والسهر عند سعد الله ونوس في مسرحيته" سهرة مع أبي خليل القباني" ، وطريقة مجالس التراث أو شكل الديوان الدائري عند قاسم محمد من العراق وفن المقامات عند الطيب الصديقي في "مقامات بديع الزمان الهمذاني" والذي وظف كذلك فن البساط في مسرحيته:" أبو حيان التوحيدي"، وخيال الظل الذي وظفه عبد الكريم برشيد في مسرحيته" ابن الرومي في  مدن الصفيح"، والحلقة التي استعملها أحمد الطيب العلج في" القاضي في الحلقة" و الطيب الصديقي في " ديوان عبد الرحمن المجذوب"وعبد القادر البدوي في" الحلقة فيها وفيها"، و قالب سلطان الطلبة المستعمل في مسرحية الطيب الصديقي عرضت سنة 1966م تحت عنوان" سلطان الطلبة"،ونجد المسرح الشعبي أو الأوبريت الشعبية في مسرح كاكي الجزائري ومسرح " القوال" عند عبد القادر علولة بالجزائر.
وقد ساهم كل من محمد مندور وحسن المنيعي وسليمان قطاية ومحمد عزيزة وعلي عقلة عرسان ويوسف إدريس وعبد الفتاح قلعه جي و عمر محمد الطالب ومحمد يوسف نجم وعباس الجراري وحسن بحراوي ورشيد بنشنب وتمارا الكسندروفنا بوتينتسيفا...في استخلاص الظواهر الدرامية الشعبية والاحتفالية من خلال استقراء التراث العربي وإعدادها كقوالب وأشكال يمكن توظيفها دراميا وتشخيصيا.



3-التأصيل النظري:

ساهم كثير من المنظرين العرب في إصدار بيانات تنظيرية للمسرح العربي قصد السير به نحو الأمام بحثا عن حداثة حقيقية لا تتعارض مع الهوية لمواجهة التغريب والعولمة والمركزية الأوربية.
أصدر توفيق الحكيم في سنة 1967م تصورا تأصيليا جديدا للمسرح العربي تحت عنوان" قالبنا المسرحي" الذي يتمثل في بعث المداح والمقلداتي والحكواتي في بناء النصوص الدرامية وعرضها سينوغرافيا:" فنحن ببعثنا الحاكي والمقلد والمداح وجمعهم معا سنرى أن في استطاعتهم أن يحملوا آثار الأعلام من أسخيلوس وشكسبير وموليير إلى إبسن وتشيخوف حتى بيراندللو ودونمات...كما في استطاعتهم أن يحققوا الأمل الذي طالما تمناه الجميع في كل مكان وهو:" شعبية الثقافة العليا" أو بعبارة أخرى هدم الفاصل بين سواد الشعب وآثار الفن العالمي الكبرى...".
ويعد يوسف إدريس من السباقين إلى التفكير في التأصيل المسرحي من خلال البحث عن قالب مسرحي جديد، وذلك بتوظيف السامر في مسرحية" الفرافير" سنة 1964م ، حيث أشرك المتفرجين مع الممثلين في اللعبة المسرحية في إطار دائري مشكلا بذلك حلقة سينوغرافية . وقد استلهم الكاتب في مسرحيته خيال الظل والقراقوز والأدب الشعبي . وتعد مسرحية محمد دياب" ليالي الحصاد" سنة 1967 نموذجا تطبيقيا لتوظيف السامر الريفي. وفي هذا الصدد يقول جلال العشري: " غير أنه إذا كان محمود دياب قد استجاب لذلك التيار العام الذي بدأ يطالب بأشكال جديدة للمسرح،أشكال نابعة من فنوننا الشعبية المرتجلة ومن تقاليدنا المسرحية الفلكلورية، وهي الدعوة التي استجاب لها من قبل: يوسف إدريس، عندما قدم مسرحيته المثيرة" فرافير" بدعوى التعرف على ملامحنا المسرحية الأصيلة وإيجاد شخصيتنا المستقلة في المسرح. فثمة فارق كبير بين الكاتبين: يوسف إدريس ومحمود دياب، الأول تكلم عن السامر باعتباره الشكل المسرحي البدائي الأول الذي تبلور لدى الغالبية العظمى من جماهير شعبنا في الريف والقرى... أما محمود دياب، فمستفيد استفادة واضحة مما دعا إليه يوسف إدريس، مما أنجزه بالفعل، فقد استطاع في مسرحية" ليالي الحصاد" أن يتجه إلى التعبير الطبيعي المباشر، محافظا على السامر في شكله البدائي الأول...".
وفي المغرب، نجد الاحتفالية التي كان ينظر لها عبد الكريم برشيد وكانت هذه النظرية تهدف إلى إرساء فلسفة للإنسان والكون والوجود، و ترى المسرح احتفالا ولقاء جماهيريا بين الممثلين والجمهور. وبالتالي، تتمرد هذه النظرية عن الفضاءات المؤسساتية حيث ينقل العرض الاحتفالي إلى فضاءات مفتوحة شعبية كالأسواق والساحات العمومية. ويثور المسرح الاحتفالي على قواعد المسرح الأرسطي مستفيدا من تقنيات التراث العربي القديم و تقنيات المسرح العالمي. ومن أهم النصوص التطبيقية التي تمثل هذه النظرية مسرحية عبد الكريم برشيد" ابن الرومي في مدن الصفيح" التي وظف فيها خيال الظل والمسرح داخل المسرح وتركيب لوحات متنافرة متعددة الأحداث والأمكنة والأزمنة مع توظيف التراث الأدبي ومفارقاته الساخرة..
وقد اتخذت مجموعة من الفرق المسرحية العربية طابعا احتفاليا مثل: جماعة السرادق المصرية بزعامة صالح سعد التي أصدرت بيانها الأول سنة 1983م ، وجماعة المسرح الحكواتي برئاسة الفنان اللبناني روجيه عساف، ومسرح الشوك وعلى رأسه دريد لحام وعمر حجو ووظيفته انتقادية توجيهية، ومن الأعمال التي شخصها هذا المسرح السوري مسرحية سعد الله ونوس" حفلة سمر من أجل 5 حزيران"، وفرقة الفوانيس الأردنية ، وفرقة البحر الجزائرية التي أسسها قدور النعيمي التي اهتمت بالفرجة القديمة وتوظيف الحلقة والخروج إلى الفضاءات المفتوحة كالبحر، و فرقة  المسرح الجديد بتونس.
وسعى سعد الله ونوس إلى تأسيس مسرح التسييس من خلال مسرحيته" مغامرة رأس المملوك جابر". والمقصود بمسرح التسييس عند سعد الله ونوس أن مفهوم التسييس يتحدد" من زاويتينمتكاملتين. الأولى فكرية وتعني، أننا نطرح المشكلة السياسية من خلال قوانينها العميقة وعلاقاتها المترابطة والمتشابكة داخل بنية المجتمع الاقتصادية والسياسية، وأننا نحاول في الوقت نفسه استشفاف أفق تقدمي لحل هذه المشاكل. إذا، بالتسييس أردت أن أمضي خطوة أعمق في تعريف المسرح السياسي. إنه المسرح الذي يحمل مضمونا سياسيا تقدميا. ومن نافل القول: إن الطبقات الفعلية التي تحتاج إلى التسييس هي الطبقات الشعبية لأن الطبقة الحاكمة مسيسة، سواء كانت الحاكمة بمعنى السيطرة على أدوات السلطة أو الحاكمة بمعنى السيطرة على وسائل الإنتاج الاقتصادي في البلد. إن الطبقات التي يتوجه إليها مسرح التسييس هي الطبقات الشعبية التي تتواطأ عليها القوى الحاكمة كي تظل جاهلة وغير مسيسة. الطبقات التي يؤمل أن تكون ذات يوم بطلة الثورة والتغيير. من هنا كان التسييس محاولة لإضفاء خيار تقدمي على المسرح السياسي." ويضيف الباحث :" أما الزاوية الثانية في مفهوم التسييس فهي تلك التي تهتم بالجانب الجمالي. إن مسرحا يريد أن يكون سياسيا تقدميا يتجه إلى جمهور محدد في هذا المجتمع، جمهور نحن نعلم سلفا أن وعيه مستلب، وأن ذائقته مخربة، وأن وسائله التعبيرية تزيف، وأن ثقافته الشعبية تسلب ويعاد توظيفها في أعمال سلطوية تعيد إنتاج الاستلاب والتخلف. إن هذا المسرح الذي يواجه مثل هذا الجمهور لابد له من البحث عن أشكال اتصال جديدة ومبكرة لايوفرها دائما التراث الموجود في المسرح العالمي أو العربي، حتى ولوكان هذا المسرح يحمل مضمونا سياسيا تقدميا."
وسوف نكتفي بهذه الاتجاهات التنظيرية ونرجئ الأخرى إلى وقت آخر للحديث عن مسرح الارتجال عند علي الراعي ، ومسرح النقد والشهادة عند محمد مسكين، ومسرح الثالث عند المسكيني الصغير، والمسرح الإسلامي كما يطرحه عماد خليل، ومسرح المرحلة عند الحوري الحسين.

4- التأصيل التطبيقي للنظريات الدرامية العربية:

وقد ساهم كثير من المخرجين في تأصيل المسرح العربي عن طريق الإخراج والتأليف والتطبيق الميداني دون حاجة إلى إصدار كتابات نظرية كما فعل الطيب الصديقي الذي وظف كثيرا من الظواهر الاحتفالية في مسرحياته العديدة ك" أبو حيان التوحيدي" و" ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب" و" مقامات بديع الزمان الهمذاني"... وألفرد فرج الذي سار على منوال المسرح الارتجالي أو الكوميديا دي لارطي الإيطالية كما عند بيراندللو في مسرحيته " جواز على ورقة طلاق" وممدوح عدوان" كيف تركت السيف"، و" ليل العبيد" ومحمود دياب في مسرحيته:" ليالي الحصاد" دون أن ننسى تطبيقات عز الدين المدني وعبد القادر علولة وكاكي الجزائري وقاسم محمد في" بغداد الجد والهزل" و" مجالس التراث" ويوسف العاني في " المفتاح" دون أن ننسى صلاح القصب  وريمون جبارة.
تلكم هي نظرة موجزة عن إشكالية التأصيل في المسرح العربي الحديث والمعاصر في مواجهة التغريب والتجريب لتقنيات المسرح الأوربي بكل تياراته ومدارسه وتصوراته الإخراجية. وقد توصلنا إلى أن التأصيل المسرحي العربي تعامل مع التراث كمادة مضمونية وقالب شكلي وتنظيرات بيانية وتطبيقات تأليفية وسينوغرافية.


- الهوامــــــش:

1- " هذا النص... يعتبره الدارسون أول نص درامي عرفته البشرية مادامت النصوص التي سبقته قد فقدت." ، محمد الكغاط: المسرح وفضاءاته، دار البوكيلي للطباعة والنشر، القنيطرة، المغرب، ط1 ،1996، 46؛
- A Regarder Neitzche : Naissance de la tragédie
- انظر أرسطو: فن الشعر، ترجمة: عبد الرحمن بدوي، دار الثقافة، بيروت، لبنان، ط1973،
- د. محمد الكغاط: المسرح وفضاءاته، صص:23-26؛
- انظر، د. نهاد صليحة: المدارس المسرحية المعاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط1 ، 1986؛
- تمارا الكساندروفنا بوتينتسيفا: ألف عام وعام على المسرح العربي، ترجمة: توفيق المؤذن،دار الفارابي، بيروت، لبنان ،ط2، 1990 ص:275؛
- أحمد بلخيري: دراسات في المسرح،مطبعة فضالة، المحمدية بالمغرب، ط1، 2001، ص:40؛
- تمارا اسكندرونا بوتينتسيفا: ألف عام وعام على المسرح العربي، ص: 202-203؛
- انظر د. محمد الكغاط: بنية التأليف المسرحي بالمغرب من البداية إلى الثمانينيات، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1، 1986؛
- انظر تمارا اسكندرونا بوتينتسيفا: المرجع السابق؛3-ص:304-305؛
- د. محمد عزيزة: الإسلام والمسرح، ص:33؛
- د. محمد عزيزة: الإسلام والمسرح، ترجمة: رفيق الصبان، منشورات عيون المقالات، الدار البيضاء، ط 1، 1988، ص:19-20؛
- المرجع السابق، ص: 24؛
- نفسه، ص:25؛
- انظر: أحمد شمس الدين حجازي: العرب والفن المسرحي؛
- د. عباس الجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، مكتبة المعارف، الرباط، ط2، 1979،ص:245؛
- د. عزالدين إسماعيل: قضايا الإنسان في الأدب المسرحي المعاصر،دار الفكر العربي، ط 1980، ص:49؛
- تمارا الكسندروفنا بوتينتسيفا: نفس المرجع السابق، ص: 25؛
- محمد عزيزة: نفس المرجع، ص: 28؛
- نفسه، ص: 83؛
- د. عبد الكريم برشيد: حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1، 1985، ص:40؛
- د. عمر محمد الطالب: ملامح المسرحية العربية الإسلامية، منشورات دار الآفاق الجديدة، المغرب، ط1، 1987، ص:10؛
- نفس المرجع السابق، ونفس الصفحة؛
- د. مصطفى رمضاني: ( توظيف التراث وإشكالية التأصيل في المسرح العربي)، عالم الفكر، الكويت، مارس 1987، ص:80؛
- د. محمد عابد الجابري: ( التراث ومشكل المنهج)، المنهجية في الأدب والعلوم الإنسانية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986، ص:74؛
- د. محمد عابد الجابري: نفس المقال السابق، ص: 77-87
- د. مصطفى رمضاني: ( توظيف التراث وإشكالية التأصيل في المسرح العربي)، ص: 79؛
- توفيق الحكيم: قالبنا المسرحي، مكتبة مصر، ط 1988، ص:16-17؛
- جلال العشري: المسرح أبو الفنون، دار النهضة العربية، ط 1971، ص: 265؛
- صالح سعد: الأنا- الآخر، عالم المعرفة، الكويت، العدد 274، ط1990،ص:222؛
- سعد الله ونوس: بيانات لمسرح عربي جديد، دار الفكر الجديد،ط1988،صص:108-109؛
- نفسه، ص: 109.

تابع القراءة→

0 التعليقات:

أليـات تكـامل السـينوغرافيـا في عروض مسرح الطفل / د. فاتن جمعة سعدون

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية


مشكلة البحث والحاجة اليه
تشكل ابعاد الخبرة المسرحية المختلفة جانبا مهما من حياة معظم الناس ، والمسرح احد وسائل الترفيه والأستمتاع والمنفعة المتعددة، وغاية الممثل التأثير في مجموعة المتلقين وبالتالي بالمجتمع سواء كانت الاثارة ايجابية او سلبية فالمسرح يقدم للمتلقي التنبيه في عالم غالبا ما يكون مهددا باشكال عدة من الملل والرتابة، وبما إن البشر كائنات محبة للاستطلاع والخبرة والجدة لذا نجده يتعامل بكفاءة مع المثيرات التي يقدمها المسرح ، ويتاثر ويستجيب لها  وهذا هو اساس سر الوجود لتحقيق التغيير والاثارة في جوانب الحياة . بالنتيجة فالمسرح يمنحنا الخبرة البديلة بالمواقف التي لا نواجهها في الحياة للممثل والمتلقي على حد سواء.                                                                       
إن الممثل الذي يحتاج اليه المسرح يحتاج الى من يهيء له المسرح وياتي له بالجمهور ويعد له المخرج والمستلزمات الفنية .
فالمسرح يحتاج المخرج والمصمم الفني (السينوغرافي) ذو الخيال الواسع الخصب الذي يكشف له الطريق وينفذ ما يحوي في راسه من بنات افكاره، يبني وينظم مسرحا مثيرا جذابا من المواد التي بين يديه مهما تكن هذه المواد ،وهذا يتم بوجود عوامل اساسية بالدرجة الثانية بعد الممثل هو (السينوغرافي) الذي تقع على عاتقه سينوغرافيا العرض، فالسينوغرافيا خضعت لصراع يعتمد على البعد الحضاري والثقافي، والعرض المسرحي مستويات مركبة وليس نصامقروءاً   فالمسرحية مشروع خطاب مسرحي قبل إن تجسد على الخشبة موجودة بالفعل بوساطة الاخراج ومشاهدتها من قبل المتلقي، لذلك كان الخطاب المسرحي مطالبا بان يتوافر فيه النص ... الاخراج ...الجمهور، واساس تشكيل ذلك النسق الخطابي المسرحي يتجلى في السينوغرافيا لذا برزت الحاجة الى دراسة السينوغرافيا وتمحورت المشكلة بالسؤال التالي: على ماذا يستند مصمم السينوغرافيا في تكاملية العرض المسرحي الموجه للاطفال؟                               

اهداف البحث
يهدف البحث الحالي الى التوصل لالية التكامل في العرض المسرحي المقدم للاطفال.

حدود البحث
الحد الجغرافي: جمهورية العراق ـ مدينة بغداد.
الحد الزمني : 2008ـ 2009

منهج البحث
المنهج الوصفي التحليلي

تحديد المصطلحات
الالية  (عرفها السالم ) :  بانها "لفظ يطلق مجازاً على عملية الاداء الشامل للممثل ، في العروض المسرحية بما تتضمنه من تكامل العناصر الدالة في الاداء(الصوتي- الحركي) تعاقبياً وتزامنياً "(1)
عرفتها (خيون) :"نمط بناء العلاقة التركيبية بين علامات العرض المسرحي تزامنيا لانتاج دلالات  الموقف الدرامي "(2).                                                                                           
التكامل عرفته (العامري) :"عملية دمج وتوحيد لمجموعة العناصر المادية المشبعة، مبنية على اساس جملة من المبادئ والمناهج الواعية والتي تسهم في تفعيل التحكم بالعلاقات البنائية اثناء عملية التشكيل ،فهو يعمل على ربط المفردات والاجزاء مع بعضها الاخر لينجز شكلا تصميميا بالمعنى المتعارف عليه او تصميما مبتكرا في الزي التصميمي الكلي ومن الممكن ربط هذا التصميم بتصميمات اخرى مثل الديكور وعناصر مرافقة لانتاج صورة بصرية لها دلالاتها المعبرة "(3).                                   
السينوغرافيا حددها (مارسيل فريد فون) :بانها"معالجة الفضاء معالجة درامية ...بهدف تقديم عرض"(4).                                                                                                       
كما حددها ايضا بانها :"فن تنسيق الفضاء ،والتحكم في شكله بغرض تحقيق اهداف العرض المسرحي ،او الغنائي ، او الراقص الذي يشكل اطاره الذي تجري فيه الاحداث"(5).                                 
السينوغرافيا :" فلسفة علم المنظرية الذي يبحث في ماهية كل ما على خشبة المسرح , وما يرافق فن التمثيل المسرحي من متطلبات ومساعدات تعمل في النهاية على ابراز العرض المسرحي جميلاً، كاملاً، متناسقا ومبهرا امام الجماهير "(6).                                                                            

التعريف الاجرائي :                                                                                           
السينوغرافيا : فن تشكيل الفضاء المسرحي من خلال تفاعل عناصر العرض كافة من ممثل، زي، لون، ملمس، ماكياج، ملحقات، صوت، ضوء، خط ، شكل، كتلة، حركة، بما يضمن وحدة نظام انشائي للعرض المسرحي .                                                                                            
مسرح الاطفال عرفه ( حبيب) : " هو العرض المسرحي الذي يقوم على وفق مقومات الدراما، على أن يأخذ بالاعتبار في تركيبه العلاماتي قدرة الطفل على فك شفرات المشهد المسرحي التربوية والتعليمية والجمالية بيسر " (7) .                                                                                                               

الفصل الثاني
المبحث الاول
عنـاصر السـينوغرافيـا
يعد التنويع في تشكيل فضاءات مساحة العرض المسرحي المقدم للطفل من اهم عناصر تحقيق نجاح العرض المسرحي .وان الملامح التشكيلية من خلال فن الرسم والتصوير انتقلت الى فن المسرح من خلال اللوحات والمناظر الحية التي يقوم بتشكيلها الممثلون على المسرح وعلى اعتبارها "منظر ثابت يؤديه ممثلون لا يتحركون "(8). فان العناصر المكونة للفنون التشكيلية من ضوء ولون وكتلة، فضاء، دخلت الى المسرح مكونة مع عناصر العرض المسرحي فن قائم بذاته، فالسينوغرافيا "فن نابع من الفن التشكيلي، والتشكيل الخاص لنص معين"(9).
فالمفهوم السينوغرافي واحد في كل الفنون ،في المسرح او السينما او العمارة ، والاختلاف بينهما في الوظيفة والتقنية . 
ان المسرح هو الذي مهد لهذا الفن لذا فان بعض السينوغرافيين لم يخرجوا من دائرة المسرح .
استطاعت السينوغرافيا ان تكون "الفن الذي يرسم التصورات من اجل اضفاء معنى على الفضاء "(10). فالسينوغرافيا خضعت لصراع اعتمد البعد الحضاري والثقافي مرتكزا له.
شهد مطلع القرن العشرين نشاطا مسرحيا تعددت فيه الاتجاهات المسرحية التي حاولت البحث عن مفاهيم وصيغ جديدة للوصول الى عروض مسرحية تتجاوز حدود التقليدية في طرح المفاهيم الفلسفية والجمالية لنظرية العرض المسرحي، ولهذا استحدثت وظائف واستخدامات لاشكال جديدة لخشبة المسرح بل والبناية نفسها، كما وظفت نظريات لبعض التقنيات العلمية الحديثة في مجال العرض المسرحي ،وهذا كله كان نتيجة لتجارب رواد المسرح الحديث.
ان العمل الفني ليس نتاجا اليا كما يقول (هيجل) فلا سبيل لتقييده بقاعدة، فان التنظيم السينوغرافي بوصفه فن، وكما يراه (مارسيل فريد فون) فانه "ليس هناك قاعدة تحكم هذا العمل "(11) ، وهذا يتطلب تظافر جهود المخرج والسينوغرافي فهو "رجل له خبرة بالرسم والتصوير والنحت والعمارة والمنظور، يبتكر ويصمم وينفذ ما يتاح له من اشكال معمارية فنية وكل انواع الديكور اللازمة للمسرح"(12).
فالسينوغرافي ليس منفذ لافكار المخرج بل "يعتمد رؤياه التي استخلصها من العمل الدرامي بحيث تكون له وظيفة تصب في النهاية في خط الاخراج المتبع"(13)، وهذا يؤكد ان على مصمم السينوغرافيا حين قبوله بالعمل المسند اليه فانه يخضع مناقشته لخشبة المسرح او مكان العرض وتكويناتهما مع المخرج لاعطائه التصورات والاراء ومشاركته الفعالة التي ستقود الى رؤية شاملة وتفهم ديناميكي للعرض.
                      
أـ المساحة (المكان): تداخلت امور اخرى بالاضافة الى الاسس الجمالية في اعادة النظر في المساحة المسرحية من خلال ظهور التقنيات الكهربائية واستخدامات البروجكتور ومن خلال سهولة حركته والتحكم فيه مما يسمح تركيز المتفرج في لحظة معينة الى اية شخصية او مساحة ، فاللجوء الى الاضواء اصبح وسيلة لخلق فضاء درامي لحظوي ،في الفضاء المسرحي تخلق  الاضاءة فضاءاً مسرحيا في اعادة تكوين مستمر ويعتبر الحدث اقوى حيث يعمل بحرية اكثر دون ان يكون مقيداً بمحددات معمارية اضافة الى ادخال التقنيات الصوتية الاكثر حداثة وتوضيحها السمعي ،فجرت اطارات الحدث الدرامي على جانب المتفرج او خلفه ، وان مجمل هذه التقنيات لا يمكن ان يستخدم في افضل اشكالها الا في مساحة مسرحية مجردة بالكامل وموحدة في تنظيم سينوغرافي كامل. فالوظيفة الاكثر وضوحا للمسرح في كل اشكاله المتنوعة ، هي انه " يقدم لنا التنبيه في عالم غالبا ما يكون مهدداً لنا باشكال عدة من الملل وبشكل مريع"(14). اضافة الى التحول الذي حدث في انماط الادراك لدى المتفرج ، فالفضاء المسرحي والعلاقة التي تحددها هذه المعمارية بين الجمهور والعرض من جهة، وبين السينوغرافي من جهة اخرى، من خلال استعمال المخرج للفضاء المتصل بالعرض، وعبر تحويل الفضاء المسرحي الى فضاء دلالي شامل مهياً للتغيير والاسقاط وتوحيد مختلف العناصر الداخلية والخارجية للعمل ومحو الحدود بينهما مع وضع مجمل هذه العناصر في حركة تداخل عضوي وجمالي فيما بينهما .
ان العلاقة بين الممثل والمتفرج تعد معيار في تجسيد المكان ، وخلق الفضاء الذي هو " تناغم بين العقل والروح والجسد"(15). حددت (سامية اسعد) المكان المسرحي بقولها هو " خشبة المسرح او المكان الذي يضم خشبة المسرح والمكان الذي يجلس فيه المتفرجون "(16). وبهذا يكون مكان العرض المسرحي الذي يضم المسرح والصالة مكاناً محسوس .

ب ـ الفراغ (الفضاء): ان السينوغرافيا عنصرا جوهريا يدخل في صلب تاسيس معمارية المشهد، اذ يرتبط كل عنصر بالعنصر الاخر عضويا، ولا يستغني احدهما عن الاخر في بناء المشهد المسرحي، فالفضاء المسرحي بحد ذاته "هو مفهوم واسع المعالم يستوعبه العقل ويمليه على الاحاسيس فيتجسد، وهو ليس بمكان الحركة الدرامية فحسب بل فكرة في الراس ايضا"(17). فتصميم الكتل، وحساب تأثير الديكور، يخضعان للهندسة المعمارية،وان توافق تصميمات الضوء ومنحه لوناً مخصصاً يخضع هو الاخر للمسالة العقلية وهذا يشمل تصميم فصالات الزي وتنفيذها، ان ما يوحد كل هذا ويضعه في نظام واحد هو قدرة العقل على تصميم فضاء ملائم يتفق مع المتطلبات الجمالية التي يشيد عليها العرض المسرحي بوصفه فناً اذ يتم الانصهار في انشائية فضاء العرض لغرض التلاحم الذي لابد منه بين المرسل والجمهور عندما يوضع في فضاء حسي. فالبعض يعد الفضاء المسرحي ، المبنى والمعمار والاطار الملموس الذي يجري فيه العرض المسرحي ، اما البعض الاخر فيعد ان الفضاء المسرحي لا يقتصر على المكان الذي يقع فيه العرض المسرحي، عليه يكون تصميم الفضاء خيالي متجسداً في المؤلف ومن ثم المخرج والممثل ويكون عيانياً في العرض المقدم وخيالياً في ذهن المتفرج .                                                                                                                                                                    

ان السينوغرافيا تبدأ في افكار المؤلف التي يبثها في نصه الدرامي التي قد تجد صداها لدى المخرج، الذي يريد للممثل ان يؤدي ضمن سينوغرافيا هي في الاصل متخيلة حتى اثناء التمرين المسرحي، غير انها تصبح واقعاً عيانياً في العرض، ومن هنا يتجه العياني الى الخيالي الذي ينفتح هو الاخر على مستويات تاويلية لاتعد ولا تحصى، اي ان عناصر السينوغرافيا تمتلك مستوى من مستويات تأويلية تضع العرض في معان متعددة ،فالامر هنا يتعلق بفضاء خيالي اساسي تكون له الاسبقية من ناحية ربطه بالفضاء المادي ، فان محاولة تمثيل العلاقة بين الفضائين الواقعي والخيالي قد اوجدت متغيرات ملحوظة في تاريخ هذه العلاقة . 
استمرت العناية بالفضاء المسرحي مع تطورات اساليب المخرجين والمصممين باستخدام لغة التقنيات ، ومهما تعددت ، وتباينت المذاهب الفنية والاتجاهات الاسلوبية فلا سبيل للاستغناء عن دور الفضاء ووظيفيه في الدراما المسرحية . والزمن عنصر هام واساس ذلك لان " قياس الفضاء امر ملازم للزمن ، والزمن ملازم لقياس الفضاء "(18). فالزمن عنصر يوضح ويعضد مفهوم الفضاء وان " اي محاولة لدراسة الفضاء بمعزل عن زمانيته ، ستكون محاولة مختلفة الجوانب، بل ان هذا الفصل بين الزمان والمكان هي من طبيعة فلسفية تتعلق برؤية ما، لعلاقة الانسان بالكون والمجتمع الذي يعيش فيه"(19).
   
ج ـ العمارة :
1ـ الخط : التصميم موجود في كل الفنون ، علماء الجشتالت نظروا الى التصميم بعده العامل المرتبط بالاغلاق او باكتمال العمل. النقطة هي اول صلة بين الفنان والوسط الذي يبدع من خلاله سواء كان بالنسبة للكاتب او الرسام او الموسيقي او اي مبدع اخر . والخط اكثر عناصر التصميم مرونة وكشف ، عندما نغضب او نتوتر او تشرد اذهاننا ونكتب او نرسم خطوط على الورق غالبا ما تمثل هذه الخطوط حالة ما خاصة بنا. الفنانون عبروا عن انفعالاتهم ورؤاهم بالخطوط، عن كراهيتهم للوحشية والحروب، وعن حبهم للطبيعة والجمال. فالخطوط قد تكون مستقيمة او عمودية او منكسرة او قد تاخذ اشكال اخرى. وقد تكون ضعيفة او قوية، متفرقة او مجتمعة. فالفنان قد يستخدم الخطوط باشكال مختلفة، قد تكون متوافقة او متعارضة وفي مواضع مختلفة لتجسيد حالات نفسية وانسانية معينة يريد تصويرها وبذا يكون قد عبر بشكل مباشر او غير مباشر عن خبراته الخاصة. لذلك فان" دراسة الخطوط من الامور المهمة، ذلك لانها قد تمكننا من معرفة الطرائق والاساليب الخاصة التي يفكر من خلالها الفنانون ويشعرون، ومن ثم تساعدنا على التذوق والاستجابة لابداعاتهم"(20) فالخطوط تشترك في صفة هي الربط بين الموضوع الذي بجسد من خلال الشكل والفكرة التي يراد التعبير عنها ضمن احداث المسرحية ، وهي تعمل على تجميع العناصر البصرية لدى الاطفال بهدف الخروج بالتصميم المناسب من الناحية الفنية والجمالية وخلق ايقاع يجمع بين الاجزاء الاخرى في وحدة واحدة. 
2ــ الشكل: هو احد العناصر المهمة للعرض المسرحي لارتباطه بالادراك الحسي، المعرفي، والتجربة الانسانية . وفي اي عمل فني لا ينفصل الشكل عن المضمون، فالمصمم يشكل المادة ليعبر عن المصمون عن طريق عناصر التشكيل  المكونة من الخط والملمس  واللون. فالشكل هو المظهر الخارجي للرؤية، اما المضمون هو جوهر العمل الفني

الشكل عبارة عن " فكرة تظهر للعيان بعمل بصري محكم الاتقان ، ويشكل جوهر التكوين باعتماده على الكثافة والتباين والقيمة لتحقيق مستوى ادراكي ،وبذلك يخلق تاًثيراً للفكرة التي يحملها "(21). يدرك الطفل الاشكال المالوفة لديه فهو يتعرف عليها بشكل تدريجي من ناحية الحجم واللون والملمس .
ان للاشكال دلالة نفسية ، فبوساطة رؤية فكرة المصمم التي وضعها في شكل فني ذي قيمة جمالية ومعرفية تنتقل الى اعماق المتلقين لتثير لديه انفعالاته العاطفية والنفسية ، ويتعزز ادراك الطفل للشكل اذا رافقه تميز بصري وتفرد في الملمس والخط واللون ، كون الاطفال يتميزون بالتقليد الشديد ودقة الملاحظة والقدرة على التركيز وعلى توازن الاشكال ومدى تطابقها مع الواقع الحياتي . و"تساعد التماثلات في القيمة واللون والمواضع المكانية على خلق علاقات تكوينية ، او شكلية ضمنية، انها تعمل على تشكيل انماط مهيمنة تعمل بدورها على توحيد العديد من الاشكال الاصغر في وحدات او اشكال جديدة اكبر"(22).

3ـ الكتلة : هي العنصر المهم بعد الفضاء المسرحي بسبب اشغالها مساحة كبيرة منه ، ويرتبط تكوينها الفيزيائي بمحتوى العرض المسرحي جماليا وفلسفيا واجتماعيا ، ولا يمكن فصل الكتلة عن الفضاء اذ لايمكن فهم احدهما الا من خلال فهم الاخر . 
الكتلة على المسرح كفيلة بان تجعل القائمين على المسرح من ايجاد الموازنة بين عموم الكتل الموجودة في العرض ، ومن ثم دراسة تأثيرات كل منها على الاخرى، وهذا يتطلب وجود الجانب المعرفي والحسي لخلق حالات انسجام بين العلاقات التي توجدها تلك الكتل والاجسام والمكونات الاخرى للعرض المسرحي. وتلعب الاضاءة المسرحية دورا هاما كونها توفر الرؤية للمشاهد ، وبالتالي تساعد في اظهار القيمة الفنية والجمالية للعرض . لذا على كل الفنيين والمصممبن ايجاد علاقة ترابط بين كل الكتل والاجسام والاشكال الموجودة على خشبة المسرح لتلافي الاخطاء التي تخلق حالة الارباك في الصورة المسرحية لدى المتلقي ( الطفل). ويعد وجود الكتلة في العرض المسرحي دلالة مقصودة يخاطب من خلالها وجدان المتلقي ومن ثم تؤثرفيه، كونها قوة تعبيرية ، وترتبط الكتلة بحركات الشخصيات فتبدو من خلالها ثقل الحركة او رشاقتها .

4- الضوء واللون : الضوء واللون صنوان متلازمان ، بدون احدهما لا يوجد الاخر، وان علاقة الضوء الطبيعي واللون متلازمة في العين من خلال الظاهرة الاساسية للاحساس البصري الطبيعي الملون . تقوم الاضاءة بوظيفة جمالية اضافة الى دورها في التعبير عن الجو العام للعرض ، ومهمتها الرئيسية تسيير الرؤيا. وفي مسرح الطفل يتوخى من الاضاءة الايضاح التام للموجودات على المسرح، ويستخدم فيها " الالوان الزاهية والمتعددة لكي تعطي للعرض المسرحي بهرجته الفنية، اضافة الى ادخال المتعة الى نفوس المتلقين (الصغار)"(23). واهمية الاضاءة تتجلى في كونها تنطوي على امكانية 
التحول من جو نفسي الى جو نفسي اخر مما يدفع بالمتلقي (الطفل) الى الاندماج والمشاركة في لحمة العرض المسرحي، وتلعب الاضاءة الملونة في ذلك دورا مؤثرا، اذ تركز انتباه الطفل في المشهد، ويؤكد لديهم انطباعا نفسيا ، وتنمي تحسسهم الجمالي، وتؤدي بالتالي الى الارتقاء بذائقتهم الجمالية . 

اخذت الاضاءة تؤدي دورها الفاعل في العرض المسرحي من حيث علاقتها بالكتل المجردة، لكونها تشكل وسيلة رئيسة من بين الوسائل التي تقوم بخلق الفضاء الفعلي من الفضاء المسرحي.
يرى(ابيا) ان الاضاءة لغة مسرحية تعوض عن النص المكتوب وتضيف ابعادا وقيما فلسفية وجمالية لتعميق الفعل المسرحي وتجسيده، لذا فهو يربط بين تاثيرات الاضاءة ولونها مع الموسيقى وحركة الممثلين لخلق الموقف المسرحي ، فالاضاءة هي حالة بنيوية كاملة لخلق الفعل الادائي للعرض المسرحي ، والذي لا تكتمل الا باكتمال العناصر السينوغرافية . 
الضوء الملون يؤدي دورا كبيرا في اضاءة مناطق المسرح التي يقوم عليها الفعل، وتاكيد صفتي الزمان والمكان للنص المسرحي ، ولكل مشهد علاقة لونية مكونة لموضوع محدد ، ومعطية له الحياة عن طريق تحريك الضوء من النور والظلال والمساقط ،و"اي تغيير يحصل في لون الضوء سوف يغير من قيمة الهيئة التشكيلية بمجموع مقوماتها "(23). 
فالاضاءة تعتمد كليا على الالوان وتفاوت موجاتها ودرجات اشعاعها والقدرة على التلوين بمقادير تتناسب والاغراض الفنية من ضوء، وظل، وظلام، ودرجاتها المتفاوتة في البعد والقرب .
اما ملمس سطوح الاشكال فهي تؤثر في عكس الضوء الى عين المتلقي لان السطح الخشن يبدد اشعة الضوء بخطوط وزوايا غير منتظمة فيصل الضوء الى العين ضعيفا، بينما يعكس السطح الاملس ضوء متناسق الى عين المتلقي بفعل انتظام خطوط السقوط وزواياه والانعكاس.
يؤخذ بنظر الاعتبار اختلاف اللون على القماش او الخشب المراد اظهاره في المنظر المسرحي، وبين اللون في الطبيعة المراد التعبير عنها بوساطة ذلك المنظر والضوء واللون المسلط عليه .لذلك فان الضوء واللون يؤديان دورا مهما في تكوين الفنون المرئية وتنسيقها.
ان الاضاءة المسرحية لم تقتصر فعاليتها على المصابيح والمصادر الضوئية ، وانما اصبحت نتاجاتها ذات فائدة جمة للمسرح والمنظر المسرحي . من هذه الاختراعات ما احدث انقلابا في المفهوم التقني للاضاءة واللون من جهة، والمنظر المسرحي من جهة اخرى  فهوالليزر الذي دخل مفاصل الحياة الفنية والاجتماعية.

5ـ الصوت: الايماءات الصادرة من الصوت تخلق صورة ذهنية في عقل الانسان تتصف بالايحاء لخلق صورة متخيلة متسلسلة في ذهن المتلقي . وهناك صور تخلق او تتكون في ذهن المتلقي من جراء الاصوات التي يسمعها ، كون الكلمات لا تعبر عن افكار ومعان محددة . فالصوت يقوم بمهمة متداخلة في تاثيره لخلق استجابة على خشبة المسرح بين مجموعة الملقين ، بمعنى ان الممثل عبر الصوت يخلق 
ايهاماً بصورة معينة لدى المتلقي والممثل الاخر الذي يزامنه لحظة الاداء. ويتطلب التواصل بين الملقي والمتلقي الى عدد من الشروط الواجب توافرها بأن يستطيع كل منهما رؤية وسماع الاخر ، وان تتوافق انظمتها الاشارية والايحائية بعيدا عما يعوق هذا الاتصال كون الضوضاء يعد احد معوقات التواصل. فالصوت بعناصره كافة موسيقية كانت او مؤثرات او لغة فانه يمكن التخلي عنه لحظة استكمال 
سينوغرافية من خلال الصمت .
ان توظيف الجهاز الصوتي لأنتاج اللغة وتوصيلها من المهارات البشرية المعقدة التي طورها الانسان، وتتجلى"المهارة اللغوية في ثلاث جوانب الجانب السيكولوجي والتعبيري العاطفي والادراكي وتستغرق أجادة كل جانب من هذه الجوانب وقتاً طويلاً يتحدد وفق المهارات الجسدية لكل منها "(25).
ان كل صوت او حركة على المسرح يتضمن دلالة، فالدلالة هي السمة التي تشترك فيها كل الاصوات والحركات على المسرح .
ان التواصل بين الطرفين يقتضي "تحويل الرسالة الى شفرة تتخذ شكل الاشارة العلامية الصوتية والحركية. وبعد ذلك تاتي مهمة بث وارسال الاشارة العلامية، وفي حالة العرض المسرحي يستخدم المؤدي البشري صوته في بث الاشارة العلامية عبر الموجات الصوتية التي يولدها ...وبعد ذلك تاتي مرحلة الاستقبال، فالتواصل لا يكتمل الا حين يتلقى الاشارات شخص يستطيع ان يفك الشفرة المتضمنة في الاشارة العلامية وان يحول المعلومات التي تصل الى عينيه واذنه الى رسالة متسقة "(26). 

المبحث الثاني
مصادر السينوغرافيا في العرض الموجه للطفل
تعد الحكايات الشعبية والخرافية والخيالات والاحداث والشخصيات التاريخية والوقائع اليومية مادة خصبة ينهل منها مسرح الطفل، هذا الثراء يشمل العناصر المسرحية بمجملها من احداث ومناظر وموسيقى وشخصيات، غير ان الشخصية المسرحية بشكل خاص، هي اكثر هذه العناصر افادة، الامر الذي يكسبها المرونة والغنى والقدرة على تجاوز حدودها التقليدية المعروفة.
ان مصمم السينوغرافيا لا يعتمد في عمله على كتب الازياء، وانما يعتمد على القصص الملونة، لذا عليه قبل تصميم سينوغرافيا العرض ان يسترشد بجميع المراجع. فتصميم سينوغرافيا العرض المسرحي بطريقة تكفل التناسق في عموم عناصر السينوغرافيا من ناحية اللون والتصميم، بغض النظر عن مدى سعة خيال مصمم السينوغرافيا فأنه يبني الطراز الذي يختاره على سينوغرافيا عصر أوعصرين مستعينا بخياله في كثير من اللمسات المبتكرة.
 فالمناظر الذي يتوقع الطفل رؤيتها تتأثر بالصورة التي يطالعونها في الكتب وما علق باذهانهم من المسرحيات المدرسية او الافلام السينمائية، ونتيجة لذلك تتضارب المستويات لدرجة تجعل المتلقين يتوقعون رؤية  عناصرالسينوغرافيا حتى يكتشفوا ما يقدمه اليهم مسرح الاطفال.
فالاطفال يفضلون المناظر الكثيرة المتباينة المتلاحقة كالبرق، وقد علمتهم الافلام ان يتوقعوا التغييرات السريعة. ورغم انهم يدركون استمالة هذه الامور على المسرح ، عليه " يحدث كثيرا من التنويع بقليل 
من التغيير اذا استغل تباين الالوان في الاضاءة ،واذا استخدم المسطحات التي تنطوي على مفصلات او المناظر الثابتة.(27).
ان الاطفال ذوو توجهات عامة متشابهة وميول متماثلة ، الا ان في سن البلوغ تظهر الفوارق الفردية وتبدو الاختلافات بين الاطفال جلية، اذ تتضح الميول والاتجاهات وتنغرس الطبائع والعادات ، بمعنى ان التكوين النفسي للطفل غير متبلور اذ يعتمد البناء النفسي للطفل على الدوافع الغريزية ـ الفطرية ، ثم تاتي طبيعة الحياة الاجتماعية ـ الثقافية المحيطة بالطفل التي تنظم احواله ، ومنها تنبثق التباينات الفردية في المراحل اللاحقة من العمر . 
قسم العلماء المراحل العمرية الى:
1ـ مرحلة الطفولة المبكرة والتي تبدا من عمر (6ـ 9) سنوات.
2ـ  مرحلة الطفولة الوسطى والتي تبدا من عمر (9ـ12) سنة.
3ـ  مرحلة الطفولة المتاخرة والتي تبدا من عمر (12ـ 15) سنة.
اذ لا توجد حدود فاصلة بين المراحل العمرية. الا ان هناك عوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية تلعب دوراً هاماً في حياة الطفل، وقد توجد فروق فردية في العائلة الواحدة تجعل من الاخوة على درجة من التباين الا ان هذا الامر لا ينبغي وجود حدود وسطية عامة ناتجة عن ملاحظة سمات وخصائص مشتركة ادت الى تقسيم موضوعي للطفولة . الا أن العديد من الباحثين في علوم الاجتماع والنفس والتربية المختصين بالطفل وجدوا ان طفل السادسة وما بعدها يكون مؤهلا لتلقي وادراك الفعاليات والنشاطات التربوية والاجتماعية ، نظرا لاتساع وتفتح قدراته الحسية ـ العقلية وبالنتيجة يكون مستعدا لاكتساب الخبرات الموجه وغير الموجه، وفي الحالتين تمثل الخبرة مثيرا يضفي الى استجابة أنية وبعدية، والتراكم الخبري يعني تراكم معلومات وتخزينها في الذاكرة." ان معظم ما نتعلمه يصل الينا من خلال حواسنا ،وحينما نخزن المعلومات في العقل الباطن ، فأن الانطباع الحسي يخزن المعلومات بشكل لا يمكن محوه مدى الحياة، الا اذا ازيل بسبب امراض معينة "(28). ويندرج الموضوع الممتع والرائق واللذيذ والمريح في قائمة المثيرات الحسية ـ الجمالية ولما كان " الجمال هو الفكرة حين تدرك في اطار حسي "(29). ان اي نوع او درجة من الادراك الحسي للفكرة لدى الطفل لابد ان ترتبط او تنبثق عن موضوع جمالي بصورة مباشرة او غير مباشرة ، سواء كان الطفل يخوض التجربة شخصياً 
او غير شخصياً ، بمعنى اخر سواء كان الطفل جزء من التجربة اي متلق لها كأحد اطرافها ، او كان
شاهداً حاضراً خلالها ، او معزولاً عنها ، كما في حالة الرواية ، او القصة، والعرض المسرحي ، مع ملاحظة التباين في مستوى ما يمكن ان يتلقاه ، كأن يكون الطفل ــ المتلقي ــ في غمرة التجربة ، مما يجعل مدى ادراكه اعمق، واثر ما يتلقاه أبعد واوسع .

أـ  النص :  لابد من توضيح عناصر المسرحية ومقومات العمل المسرحي لان ذلك ضروري لكل 
من يرغب بالتمثيل والاخراج المسرحي ، او يقوم بتدريب الاطفال على التمثيل ، كون ان جميع 
المسرحيات التي عاشت مدة من الزمن اعتمدت على مبادئ وعناصر اساسية ، ومن هذه العناصر 
*ـ الشكل والمضمون : المسرحية تتخذ شكلاً معيناً ، أما أن تكون مأساة او ملهاة او تراجيكوميديا او ميلودراما ، وموضوع المسرحية ينبغي ان لايتنافى مع المعايير الاخلاقية او الجمالية ، ولا ينفصل موضوعها عن شكلها فأذا كانت ذات شكل مأساوي كان الموضوع مأساوي وهكذا . الملهاة التي تصاغ في قالب مسرحي جاد تكون مناسبة للاطفال ذلك انها تملأ نفوس الاطفال بالراحة التي يحتاجونها ، وتزيد متعتهم وتمنحهم احساساً متزناً، بمعنى تحتوي على الفكاهة لتخفف من حدتها ، حتى وان لم يقدم موضوعها فكاهة يجب ان تقدمه بعض شخصياتها ، لان الاطفال لا يحبونها فحسب ، بل لان لها تأثيراً طيباً على اعصابهم، كون المسرحية الفكاهية بأكملها تكون أقل تأثيرأ في نفوس الاطفال من المسرحية الجادة التي تشتمل على بعض المشاهد الفكاهية ، وتكون مناسبة للمرحلة العمرية متضمنة معايير اخلاقية واجتماعية محتوية قدرأ كبيرأ من القيم الجمالية . ومن الموضوعات التي تصلح ان تكون مسرحية للاطفال هي: 
1ـ القصص الشعبية والخرافية : مثل حكايات الف ليلة وليلة .
2ـ الاساطير : فالكثير من الاساطير تكشف عن قصص درامية الا انها يستحيل تحويلها الى مسرحية للاطفال لوجود الغموض فيها ، والذي لا يفهمه الطفل ، والبعض الاخر يشتمل على امور خارقة لكن هناك بعض الاساطير يمكن مسرحتها بشكل يناسب الاطفال.
3ـ القصص الشعرية : من الممكن مسرحة بعض القصص الشعرية كون اغلبها تدور حول حدث واحد تصلح لمسرحيات قصيرة اكثر منها لمسرحيات طويلة ، كون ايقاع الكلام المنظم يزيد من تشويق الاطفال ويساعد في حفظ الصغار لها.
4ـ حكايات البطولة : عموم الاطفال يعشقون البطولة ، فمسرحة قصص البطولة الواقعية منها وحتى الخرافية قد تكون مصدر ترويج والهام للاطفال.
5ـ المشكلات المعاصرة: قد تتناول المسرحيات االمعدة للاطفال مشاكل اجتماعية وانسانية كمشكلة الحرب والسلام .
6ـ القصص التاريخية : كون التاريخ يزخر بشخصيات عظيمة تجسد قيما نبيلة فهذه الشخصيات تكون مادة خصبة لمسرحيات الاطفال .
أما الشخصيات في مسرحيات الاطفال ان تكون مقنعة ذات حضور فني، تمتلك القدرة على التأثير في المتلقي ( الطفل) ممثلة للنوع ، وان تكون نمطية اي انموذج بالنسبة للسلوك الذي تمثله ، فاذا كان موضوع المسرحية يدور حول مهنة من المهن فأن الشخصية الرئيسة تعكس نمطية المهنة وخصوصيتها ، وتتميز بالعناية برسم الهيئة العامة للشخصية بحيث يكون متناغمأ مع السلوك الداخلي لها.وتمتاز الشخصية بالقدرة على تصوير ابعادها الحضارية والفكرية . والاهتمام بما يصدر من الشخصية من كلام داخلي للكشف عن ابعاد الشخصية ، اي الصفات الجسمية والعمرية التي تميز كل شخصية عن طريق ما تقوله وما تظهره من وعي يأتي متناسقأ مع هيئة الشخصية المتمثلة ( بالزي والماكياج 
وملحقات الشخصية) وكذا الحال مع البعد النفسي الذي يميز كل شخصية والتي تنعكس بدورها على كل اقوال وتصرفات الشخصية بحيث يتميز البعد النفسي للرجل المتهور والاهوج عنه عند الرجل المتزن الهادئ وحتى الصفات الاجتماعية التي تتميز بان تكون الخلفية الاجتماعية والمستوى الاقتصادي ونوع المهنة يجب ان ينعكس اثرها في سلوك واقوال الشخصية ، وهذه الابعاد متداخلة مع بعضها ومؤثرة بعضها في البعض الاخر .
*ـ البناء الدرامي : يتخذ البناء الدرامي شكل هرمي يبدأ بالازمة التي يتمخض عنها الصراع الدرامي في النمو والتطور والصعود الى الحدث الدرامي لتصل الى الذروة ، ثم تنحدر الى الحل الذي تنتهي اليه  وهذه الاحداث تسير بتفاصيلها المختلفة بحيث تجعل الوصول الى النتيجة أمر حتمي، لان البناء الدرامي السليم يعمل على اثارة التشويق وشد الانتباه واثارة رغبته في معرفة ما سيحدث وهذا يتم من خلال رسم الشخصيات المؤثرة في المتلقي وشعورهم بالتعاطف معها ، لتثير فيهم عاطفة الشفقة والخوف والاعجاب كونها تنمي في الطفل الاحاسيس الطيبة والادراك السليم وتتميز مسرحية الاطفال بان تكون نهاياتها عادلة كون الطفل لديه احساس حاد بالعدالة ويسعد للمسرحية التي يتوزع فيها الثواب والعقاب والنصر للمظلوم ، والعقاب للظالم ، كون الطفل بحاجة الى معرفة المقاييس الصحيحة للعدالة ، وهذا بالتالي يسهم في بناء الضمير لديه ويقوي من عزيمته في مواجهة الظلم والصعوبات في مستقبل حياته، ويتم هذا بالابتعاد عن التعقيد وتشابك الاحداث فوق مستوى مدركات الطفل ، ومراعاة قدرته على المتابعة والتذكر والفهم والاستيعاب والربط والقدرة على تركيز الانتباه .
*ـ الصراع: أما أن يكون صراع داخلي بين مجموعة من الدوافع النفسية لدى الشخص ، واما ان يكون صراعأ خارجيأ بين عدة افراد ينتمون الى فئات مختلفة متصارعة . وتنشأ الحركة الدرامية عن الصراع، فالحركة الدرامية تبدأ من المشكلة الى الحل في المسرحية هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى تعد الحركة الدرامية عامل من عوامل التشويق الرئيسة ، والتشويق يقتضي التعاطف مع الشخصيات ويجعل المتلقي في حالة ترقب دائم لهذه الشخصية ويتلهف عليها ورغبته في ان تتغلب هذه الشخصية على كل الصعوبات ، ينبغي ان يكون عنصر الصراع في مسرحيات الاطفال بما يدور في مجال اهتماماتهم .
ب-الممثل :الممثل يختزل في اداءه على خشبة المسرح كل الجهود المبذولة من قبل كل من المؤلف  و   المخرج والمصممين والفنيين ، لان العرض المسرحي فعل يؤديه الممثل ، كون الممثل حامل رسالة العرض من خلال تقمصه لشخصية ما من الشخصيات المسرحية ليرتبط نجاح العرض واخفاقه الى حد بعيد بقدرة الممثل الى تقمص الشخصية وتبني افعالها وردود افعالها وفق ايقاع يكشف عن ابعادها وسلوكها وعلاقاتها مع الشخصيات الاخرى من جانب ، وعلاقتها واثرها وتأثرها بالحدث من الجانب الاخر.
فالطفل يتفاعل مع حركة الممثل اكثر من تفاعله مع الحوار ، لذا على الممثل ان ينظر الى الحياة بنظرة الاطفال ، وقد يتدخل الطفل في مجريات العرض يقترح على الممثل الحلول وينبهه الى الاخطار المحيطة به، ف " السرور الذي يجلبه مسرح الاطفال يعد مسوغأ كافيأ لوجوده...فمسرح الاطفال وسيلة لايصال التجارب السارة الى الاطفال ، تجارب توسع مداركهم وتجعل عقلهم اكثر قدرة على فهم الناس"(30).
فالشخصية المسرحية تبدأ حياتها مع بداية العرض المسرحي وتنتهي بانتهائه ، وهي شخصية منمذجة تستقي كثيرأ من سمات الشخصية التي تعيش في الواقع ، وتختلف الشخصيات المسرحية عن بعضها البعض بالرغم من انتمائها الى الجذر الخيالي نفسه .تقوم الشخصيات في مسرح الطفل بتجسيد الخصال النبيلة ، كالشجاعة والصدق والشهامة ، كما يفضل عدم نسيان الشخصيات القادرة على الاضحاك والترفيه ، هذه السمات تجعل الشخصية المسرحية حية ومقنعة وقادرة على التأثير في الطفل اذ يرتبط بها ويتفاعل معها في علاقة تقمص مميزة على وفق سلسلة من العمليات المترابطة .
ان الشخصية في مسرح الطفل " لابد ان تتوافر على سمات وخصائص تتميز بها، ولعل الوضوح والتمايز والتشويق من اهم هذه السمات"(31).وهذا يعني ان تكون الشخصية في مسرح الطفل حاملة لسمات الشخصية الحياتية بعد ما يتم بناؤها على وفق الاشتراطات الفنية والجمالية للعرض المسرحي ، فالاطفال " يريدون ان تكون الشخصوص حقيقية ، كالتي يرونها في حياتهم ، ويتوقعون ان تكون اكثر منها امتاعأ"(32)، كما انه من الضروري ان تمتلك كل شخصية دوافع ومثيرات تميزها عن الشخصيات الاخرى لان " الطريقة النافعة في الرعاية الشخصية هي تشخيص صفات مفردة"(33)، كما ان الطفل " يستسيغ الشخصيات المميزة المرسومة ببراعة "(34)، فضلا عما يمنحه هذا التمايز من فرصة للطفل في ان يفصل بين شخصيات جانب الخير وشخصيات جانب الشر.
ج ـ الطفل : الدراما والمسرح وجهان لعملة واحدة، ووحدتهما هي التي تؤدي الى وجود فن مسرحي ينبض بالحياة، فالدراما تتولد من الفكر والعاطفة والخيال، وهذه جميعها تحتاج الى المسرح الحي الذي يتألق بمختلف التعابير الجميلة من حركة ورقص وغناء وتمثيل، والدراما مهمة للاطفال لانها عبارة عن نشاط لعب، واللعب بالنسبة للطفل هو حياته، وعن طريقه يتعلم، ويقبل على العالم بفرح ونشاط. والاطفال يحبون المسرح كثيرأ خصوصأ ذلك النوع الملائم لطبيعتهم، والمرحلة العمرية التي يمرون 
بها، وحين يشاهد الاطفال مسرحية ما مثلاً، من الممكن ملاحظة فرحتهم بذلك وسماع ضحكاتهم المميزة وهي تملأ المكان.
والدراما كلمة يونانية انتقلت الى اللغة العربية لفظأ لا معنى وهي نوع من انواع الفن الادبي ارتبطت من حيث اللغة بالرواية والقصة ، واختلفت عنها في تصوير الصراع وتجسيد الحدث وتكثيف العقدة... والدراما كلمة كانت تطلق على كل ما يكتب للمسرح او على مجموعة من المسرحيات التي تتشابه في الاسلوب او المضمون.
تطورت الدراما على مر العصور ونتج عنها اشكال مثل الاوبرا والبالية والمسرح الايحائي ومسرح العرائس والمسرحيات الموسيقية والسيرك.
فالدراما شكل من اشكال الفن الادبي القائم على تصور الفنان لقصة تدور حول شخصيات تدخل في احداث، وتتسلسل احداث هذه القصة من خلال الحوار المتبادل...بين الشخصيات ومن خلال الصراع الذي ينشأ ثم يتأزم ثم ينتهي عن طريق المصالحة او الفصل بين القوى المتصارعة وتتجسد هذه الصورة عن طريق الممثلين والديكور والازياء والاضاءة والموسيقى.وللدراما أثار جانبية على الفرد سواء كان راشدأ ام طفلا " ان الدراما تعمل على ايجاد فرد سعيد ومتوازن ، وعن طريقها يتعرف المربي على الطفل وامكانياته ويصبح شخصأ ودودأ صديقأ للطفل قادرأ على فهمه وحل مشكلاته "(35)
فالمسرحية نموذج ادبي وشكل فني يتطلب لكي يحدث تأثيرا حقيقيأ كاملآ ، اشتراك عدد من العناصر الادبية اهمها الحبكة ، والبناء الدرامي، الحركة والصراع، الشخصيات والحوار، مع عدد من العناصر غير الادبية منها الازياء، الاضاءة، الموسيقى، والمسرحية عملية تغيير ديناميكية هرمية تتميز بالتفاعل والحركة والصراع الذي ينمو حتى يصل الى الذروة ثم ينحصر بعد ذلك وينتهي بسقوط الشخصية الرئيسية او بحل المشكلة بسبب الصراع. وهناك اشكال محددة لمسرحيات الاطفال تناسب مراحل النمو المختلفة وتوضح ذلك من خلال الاتي:
1ـ مسرحيات مرحلة الواقعية والخيال المحدود من سن 3_5 سنوات ، والطفل في هذه المرحلة يحب الدمى ويحاول ان يفهم العالم من حوله لذلك نجده يكثر من الاسئلة ، وسمات هذه المسرحية في هذه المرحلة العمرية نجد انها تستخدم العرائس، والرسوم المتحركة، تعتمد على الحركة اكثر من اعتمادها على الكلام، تعتمد عالم الطيور والحيوانات، تعتمد على المحسوسات، تتميز بانها بسيطة، مشوقة، وتتميز بنوع من الايهام بالالوان والاضاءة وغيرها.
2ــ مسرحيات الخيال الحر من سن 6ـ 8 سنوات ، الطفل في هذه المرحلة يكون قد الم بكثير من الخبرات المتعلقة بالبيئة التي يعيش فيها ويطمح للتحليق بخياله الى عالم اكثر رحابة لذلك يجد في المسرحيات الخيالية سحرأ ، وتتصف مسرحيات هذه المرحلة بأنها تتضمن العرائس او المسرح البشري او الاثنين معأ، انها تكون خيالية، تشتمل على نوع من التوجيه التربوي والاجتماعي، تحتوي على نوع من المغامرات، تكون واضحة وفكرتها بسيطة.
3ــ  مسرحيات مرحلة البطولة والمغامرة من سن 9ـ 12 سنة ، يرغب الطفل في هذه المرحلة 
باحكايات البطولية والمثيرة، واشد ما تستهويه المسرحيات الطويلة ذات المناظر الكثيرة التي يمتزج فيها الخيال بالحقيقة وتنتهي بانتصار البطل ، حتى البنت في هذه المرحلة ترغب المضمون نفسه الذي يرغبه الولد ، الا انها تميل الى الواقعية وتكتفي بالقليل من المواقف المثيرة، وان تكون للمسرحية بطلة بدلآ من البطل ، واهم سمات مسرحيات هذه المرحلة البطولة والشجاعة والمغامرة ، الواقعية ، المعلومات العلمية ، التوجيه التربوي والاجتماعي والتأكيد على القيم الدينية والاخلاقية والانتماء القومي باسلوب غير مباشر .
4 ـ مسرحيات المرحلة المثالية من سن 12ــ15 سنة يميل الطفل في هذه المرحلة الى الرومانسية والى قصص المغامرات الممزوجة بالعاطفة ، وقد يشاهد دراما الكبار ، ويراعى في هذه المرحلة التأكيد على المثل العليا ، وان تكون المسرحية ذات اهداف تربوية ، وان تتضمن معلومات تأريخية ودينية تخاطب العقل.(35) 
د ـ رؤية المخرج والتنسيق مع الفنيين: سينوغرافيا العرض المسرحي تجعل من النص المكتوب دراما لها كل مقومات العالم الواقعي، المناظر والديكور عنصر مهم في المسرحية، والتأثير البصري للديكور مع بقية العناصر السينوغرافية الاخرى كالازياء والماكياج ومكملات الهيئة والاضاءة والموسيقى، الاطفال يتأثرون بالالوان اكثر مما يتأثرون بالزي، ويتجاوبون مع الالوان الزاهية الاطفال يتأثرون بالالوان اكثر مما يتأثرون بالزي، ويتجاوبون مع الالوان الزاهية.يعرف المنظر الموضوع على خشبة المسرح بأنه مجموعة من التركيبات الخاصة المصنوعة من الخشب والقماش او البلاستك او من 

خامات اخرى لكي تعطي شكلآ لمكان واقعي او خيالي على ان تربط ايحاءاته بمضمون النص المسرحي. فالمنظر هو الوحدة الفنية التي تعطي للعمل المسرحي قيمته الجمالية والدرامية، وعلى السينوغرافي ان يراعى امكانيات المسرح وقدرته على ابراز المكان والزمان ، ومن سمات الديكور اختصار الحوار، وربط الاحداث بالواقع، وتشكيل الانطباع الاول عن المسرحية، وعلى مهندس الديكور ان يترجم النص ناقلآ المحتوى والجو الاخلاقي والتاريخي مراعيأ قواعد المنظور، وان تكون المسرحية ذات مناظر جذابة ، وان يراعي السينوغرافي ان تكون المناظر متعددة ومتباينة ، كون الاطفال الفوا كثرة تغيير المناظر في الافلام، ولكن نظرأ لان تعدد المناظر في المسرحية محدود، فهي بحاجة الى التجديد والتنويع.
اما الازياء فمهما يكن الزي الذي يضعه السينوغرافي بالتعاون مع المخرج متقن يراعى فيه الوضع الاجتماعي للشخصية ليبدو ملائمأ وطبيعيا للشخصية التي ترتديه. في الازياء التاريخية على المصمم مراعاة الدقة التاريخية لذا على السينوغرافي والمخرج جمع المعلومات الكاملة عن الشخصيات قبل البدء بالعمل لتكون هيئة الشخصية متوافقة متجانسة مع الحركة . اما في حالة ازياء الشخصيات غير التاريخية فعلى السينوغرافي الاستناد الى خياله والهامه مراعيأ الذوق والوحدة .والاطفال يتأثرون بالالوان اكثر مما يتأثرون بالزي، ويتجاوبون مع الالوان الزاهية.يقبل المخرجون على استخدام خامة الستان والحرير في ازياء مسرحيات الاطفال لما لها من بريق يبهر الاطفال. وكذا الاقمشة الذهبية والفضية شائعة الاستعمال.
على السينوغرافي مراعاة ان تكون الاقمشة منقوشة فهي تضفي اناقة وروعة ، كون غالبية الاطفال يميلون الى الالوان المزركشة الصارخة ويفضلونها على التفاصيل الدقيقة فهي لها
 قيمة كبيرة في المسرح، فهم اقل اهتماما بها من الكبار ، لذا على  السينوغرافي وبالتعاون مع المخرج ان يعتني بالمنظر العام للزي ، وان تكون الوانها زاهية مراعياً زمن واجواء المسرحية. اما الماكياج فهو يهدف في المسرح الى مساعدة الممثل في تغيير مظهر الوجه ليجعله مطابقااًلضرورات الاضاءة، وللتعبير عن الدور، وللمكياج هدف أخر هو اكساب الوجه تعبيرأ يعكس حالة نفسية معينة، واخصائي الماكياج يراعي الا يكون الماكياج مرئيأ للصفوف الاولى الا انه يجب ان يكون بارزاً بشكل كاف لآحداث الاثر المطلوب في عيون المتلقين الاكثر بعداً، والماكياج لا يمكن ان يتم الا اذا انتظمت الاضاءة، وليس الوجه وحدة هو الذي يطلى بل ان جميع اجزاء الجسم التي تظهر على المسرح يجب ان تصبغ بالوان ملائمة مع طبيعة الاضاءة و" اذا لم يكن للماكياج القدرة على تجسيد الشخصيات الخيالية فيمكن للمخرج استبداله بالاقنعة "(37). 
اما الملحقات المسرحية ، فالملحقة او الاداة او المكملات التي تنتقل من مجرد ماديات الى الفعل الحيوي مثل القبعة، الساعة، القلم، المروحة اليدوية.                                          
وتقسم الملحقات المسرحية الى ثلاثة انواع:                                                               
1ـ ملحقات يدوية ، وهي الاشياء التي يستخدمها الممثل كالسجائر، والمناديل، والكتب.          
2ـ ملحقات المنظر ، وتكون ثابتة فوق خشبة المسرح ولا تستخدمها الشخصية كمطفأة السكائر، 
الشمعدان الموضوع على جدار المسرح.                                                 
3ـ ملحقات التزيين، كالستائر والصور المعلقة ( 38).                                  
وللملحقات المسرحية اهمية في العرض المسرحي كونها تساهم في توضيح نوع المسرحية، وفي تحديد الشخصيات وتوضيح الازياء، فالشخصية التي ترتدي بنطالا وقميصا اذا وضعت المريلة اصبحت الشخصيىة تشير الى الطباخ، اما اذا اضيفت الى الشخصية بدلا عنها سماعة حول الرقبة تصبح الشخصية طبيبأ . وتساهم الملحقات في توضيح الزمان والمكان والحالة الاجتماعية ، وتسهم ايضا في خلق الايهام بالواقع بشكل عام وشد انتباه المشاهد وتشويقه لمتابعة العرض المسرحي . وفي مسرح الاطفال تستخدم الملحقات المسرحية فتزيد من جمال المسرحية وتأثيرها وتعبر عن طبيعة النص ومكانه وزمانه وشخصياته فيدرك الطفل مباشرة ما يريد المخرج ايصاله له.                                                                           

ما اسفر عنة الاطار النظري
1ـ السينوغرافيا كمفهوم واحد في كل الفنون ، في المسرح، السينما، والاختلاف بينهما 
في الوظيفة والتقنية.
2ـ يرتبط المنظر من ناحية الشكل والمضمون بعناصر العرض المسرحي الاخرى ، ويعد جزء من السينوغرافيا.
3ـ تلعب العلاقة بين المتلقي والممثل دوراً في اهمية تحديد مكان العرض المسرحي وخلق الفضاء المتناغم ما بين الجسد والروح والعقل. 


الفصل الثالث
اجراءات البحث

عرض مسرحية في انتظار الطيور 
تأليف:عواطف نعيم.
اخراج:اقبال نعيم.
سينوغرافيا العرض:هيثم عبد الرزاق.
تصميم الازياء وتنفيذها والمكياج:عماد غفوري.

الحكاية:
تدور الاحداث في قصر حاكم ، لديه ثلاثة ابناء وبنت وحيدة. كانوا سعداء يلعبون ويمرحون، شغوفين بحبهم لوالدهم.
في احد الايام دخل عليهم الوالد ومعه سيدة تبدو شريرة وقد اختارها زوجا له واما لاولاده ، الا ان الابناء نفروا منها ، ولم يأنسوا لوجودها رغم حبهم الشديد لوالدهم لاحساسهم بأنها شريرة.
تزوجت (جمانة) الاب لطمعها في ثروته ، تريد ان تستحوذ على امواله ، وكل ما يملك وتغادر ، لا يهمها اي شيء .
حولت الابناء الاثنين الى طيور في الصباح ، وعند المساء يردون الى جنس البشر من خلال السحر.ابلغت (جمانة) البنت بان حل هذا اللغز هو بالذهاب ليلا الى المقابر لتقطف العشب الشوكي وتحيكه ثيابا لاخوتها وعندما تنتهي عليها ان تلبسهم الثياب في نفس الوقت وعند غروب الشمس ليبطل ، وينتهي مفعول سحر المراة الشريرة (جمانة) ويعودوا بشرا.علما بان اخوتها عند المساء يعودوا لطبيعتهم كبشر ، ومن ثم يتحولوا طيورا عند شروق الشمس.
في احد الايام يمر الامير والوزير والمهرج في الغابة يجدوا البنت لا تتحدث مع اي انسان بحسب طلب الشريرة (جمانة) كي يتحقق فك السحر من اخويها . فقرر الامير عطفا منه على الفتاة ان ياخذها معه الى قصره ومها العشب الشوكي لانها ابت ان تتركه  هدفها ان تغزلة ثياباً لاخويها .

تأتي الطيور (الاخوة) الى قصر الامير حيث اختهم ، يلعبون ويمرحون معها وبصحبتهم المهرج .
ابلغ الوزير الامير بخروج الفتاة ليلا الى الغابة وانها ساحرة ستجلب الشرور على المدينة الامنة .
فقرر الامير والوزير حبس الفتاة وحرقها عند غروب الشمس ، كونها هذه عادة اهل تلك المدينة .
تنتهي الفتاة من حياكة الثياب لاخوتها ورمتها على اجسادهم ، حتى تحولوا الى طبيعتهم الانسية شابين جميلين محبين لاختهم ، ويخبرون الجميع بقصتهم ، طلبت الفتاة من الامير ان يسمح لها بان تعود واخوتها الى قصر ابيهم ليخلصوه من شرور السيدة( جمانة).
دلالات عناصر السينوغرافيا 
اعتمد (عماد غفوري) في تصميم الازياء على المزاوجة بين عناصر الزي التي تحمل شفرات واشارات دلالية معاصرة ، تمثل باستخدام اللون والخط والملمس الذي شكل ايقونة الزي، كما ان الالوان تجسد الزي بوصفها علامات رمزية دالة، لتبث دلالات سيكولوجية تعبر عن دوافع الشخصيات وافعالها، وهذا متاتي من التحليل الدقيق للشخصيات وفق الروية الفلسفية للمخرجة والتي سلطت الضوء على الصراع بين شخصيات العمل الرئيس، والذي تمحور حول شخصية ( جمانة الساحرة) زوجة الاب التي جاءت ازياؤها بلون احمر قرمزي دموي دلالة الشر والحرب والدم من خلال ملمس الزي الذي جاء متوسط الخشونة مزدوج الدلالة ،كون الشخصية من الطبقة الغنية ـ بحسب ادعاء الشخصية ـالا ان ملمس الخامة جاء على عكس ذلك لفصح عن طمع الشخصية وحبها للمال والاستحواذ على ثروة الاب ، وهذا جاء واضحا من خلال خطوط والوان المكياج التي كانت قاسية ، حادة، شريرة ، ماكرة، وتاكد هذا ايضا من خلال ملحقة الشخصية (المظلة) الحمراء لاضفاء جو السحر والمؤامرة واللعب بمقدرات الابناء، فهي تتحرك في فضاء ممتلىء مادي،غني بالاحداث والمشاعر، كما يرتبط تشكيل هذا الفضاء بشكل كبير بحركة هذه الشخصية (افعالها) وظهورها ونمو الاحداث التي تسهم فيها.
ان اختراق الشخصيات للفضاءات المكانية ووجهات نظر هذه الشخصيات ومميزاتهم الخاصة، تساهم في اعطاء صورة واضحة عن الفضاء الدرامي الذي يساهم هو الاخر في الكشف عن الفضاء النفسي والاجتماعي للشخصيات المعنية، فأي تغيير في الفضاء المكاني سيؤدي حتما الى نقطة حاسمة في الحبكة والمنحنى الدرامي للخطاب، وكذلك في تركيب الحوار التداولي ووظيفته اللغوية والدرامية، فظهور شخصية (جمانة الساحرة) في فضاء مكون من شرائط عريضة مكونة ستائر من القماش ذو خامة بملمس ناعم شفاف ساحر بلون ازرق (سمائي) والذي يدلل على صفاء الجو ونقاءه، واللون الوردي الساحر الحالم الذي يأخذنا حيث التحليق في عالم من الخيال، والاخضر المزدوج الدلالة ما بين الحياة والموت، وهنا جاءت دلالته الاستمرارية والحياة، والاصفر الليموني دلالة الفكر والذهن الصافي والذي يبعث على نقاء الذهن وتحفيزه على الابداع والبناء، والبنفسجي الذي يحمل دلالة الشموخ والعظمة والملوكية والابهة .
جميع هذه الالوان للشرائط( الستائر) جاءت منسدلة منسابة من اعلى المسرح الى الاسفل .انقلب الفضاء فجأة بدخول (جمانة الساحرة)الى اللون الاحمر الدموي القاسي ليعطي مع لون الزي للشخصية اكثر ثراءا ويؤكد دلالة المكر والخديعة والقسوة والظلم والجور على الابناء.
ظهرت شخصية (الحاكم) في فضاء مكون من ستائر من قماش الستن بلون سمائي ، دلالة النقاء والصفاء ويؤكد عمق الشخصية وانتماءها لجو العائلة وحبها الذي يغلب عليه حب الذات ، وهذا اكدته الشخصية بالاتيان بشخصية ( جمانة الساحرة) لتحل محل الام للابناء . واللون الوردي البارد ليؤكد السحر ويعزز الحب بملمسه الناعم الذي يضيف سحرا على المسرح من خلال الخطوط العمودية للنسيج التي تفصح عن سمو ورفعة وشموخ الشخصية.ان ارتباط الفضاء الدرامي مع الإحداث وسلوك الشخصيات يعطي للخطاب الدرامي تماسكه النصي والدلالي ، ويقرر الاتجاه الذي سيأخذه الحوار لتشييد هذا الخطاب، فالفضاء المكاني هو احد المكونات الأساسية التي يتراكب عليها الحدث. شخصية الأميرة (نور) دخلت في فضاء مكون من ستائر شفافة بلون سمائي مدعم باللون الوردي ذات ملمس ناعم بخطوط مستقيمة أفقية كونت لحمة النسيج لتؤكد مدى عمق الشخصية، ونقاؤها وبساطتها وحبها لإخوتها التي ضحت لأجلهم الكثير . يبدو من خلال العرض نجد إن شخصية (نور) كانت إسقاط لشخصية (الكترا) لسوفوكليس، جاء هذا واضحا من خلال وجه الشخصية الذي اكدته دلالة المكياج التي جاءت لايضاح ملامح الوجه والفتوة والشباب والحيوية من خلال خطوط المكياج المستقيمة الواضحة البسيطة لتؤكدصفاء الشخصية، ونقاؤها ومحبتها، تعزز هذا باكمال زي الشخصية بملحقة التاج الذي جاء بلون سمائي مدعم بلون وردي ليؤكد دلالة الطهر والنقاء والحلم والحب والشفافية، جاء واضحا من خلال الاضاءة بلونها الابيض والاصفر الليموني المفصح عن دخيلة الشخصية (نور) الواضحة والمحبة للاخرين .استخدام الفضاء المسرحي وتنوعاته اعطى للعرض جمالية من خلال انتقال الأميرة (نور) من جو الاسرة والالفة الى جو المقبرة بالبحث عن العشب الشوكي تم ذلك من خلال تحريك الهيرسات الارضية والممثلة على ارضية المسرح ساقطة. كانت الستائر الخلفية (المنظر الخلفي) بلون ابيض . اما الارضية وضعت عليها مظلات بلون سمائي واحمر .
اكدت لنا الاضاءة بلونها الازرق ذو دلالة الصفاء والنقاء براءة شخصية الاخوين الاكبر والاصغر وحبها وتمسكها بالحياة وبالحب لوالدهم واختهم الوحيدة ، تعزز بوجود الفضاء ذو اللون الابيض النقي الطاهر لنسيج الالخامة الناعمة الملمس والهادئة النقية بخطوط لحمة النسيج البسيطة من خلال ارتداء الشخصية للون الزي الابيض بملمسه الناعم من قماش الستان ، بخطوط أفقية بسيطة كونت لحمة الخامة، وملامح وجه الشخصية بخطوط بسيطة غير حادة مستقيمة واضحة بلون تبطين (اساس) مناسب للون بشرة الممثل تؤكد دلالة النقاء والصفاء . جاءت ملحقة الاخوة (الطيور) مكونة من اجنحة بلون ابيض لتكمل مظهر الطير الودود، المحب ،النقي، الحر، الذي يجوب السماء فرحا بنفسه ، تعزز من خلال الاضاءة ذو اللون الازرق الذي يفصح ويؤكد براءة الشخصية ، وحبها، وتمسكها بالحياة وبالترابط الاسري .
الامير (ياقوت) توشح الفضاء بنسيج من خامة الستان الناعمة التي تبعث على الخيال والحلم بخطوط عمودية واضحة غير معقدة تدلل علة السمو والرفعة والشموخ بالوانها الوردية التي تؤكد عمق الشخصية واهميتها وقلبها الكبير وعطفها الذي غمر (نور) .الظاهر من العرض المسرحي ازياء (الامير) المكونة من قطعتين بلون سمائي مدعم بالابيض ذو ملمس ناعم من قماش الستان اللماع بخطوط مستقيمة واضحة دلالة الغنى والابهة، وهذا جاء واضحا من خلال خطوط المكياج البسيطة النقية والتي جاءت لايضاح ملامح الوجه من خلال المكياج التصحيحي لملامح الشخصية الحياتية لتأتي مماثلة للشخصية الممثلة .
الوزير(عرقوب) تزي بزي ذو خامة ناعمة بخطوط منكسرة حادة قاسية شكلت لحمة النسيج بلونها البيج والقهوائي. ولون المكياج الاساس كان بخطوط حادة ، قاسية، ماكرة، مخادعة، شريرة، دلالة الجهم والعداء والخبث ، لحقت بالشخصية قبعة كبيرة بلون ذهبي جاءت ثقيلة على الراس لاضفاء ثقل الشخصية وشرها وعدم حب الاخرين لها ، اكدته دلالة الاضاءة الرمادية ، القاسية ، الماكرة.تؤكد مدى كره الشخصية للناس وادعائها والتظاهر بحبها للامير وحرصها على مصلحته.
فضاء المسرح خالي من الستائر الملونة لتؤكد حالة الخوف والترقب ، بملمس خشن حاد قاسي ذو مكر وخديعة شرير ، بخطوط ناعمة بسيطة غير معقدة ، للايهام باهمية الشخصية وحبها لرئيسها وحرصه عليه . جاءت هذه الشخصية إسقاط لشخصية (ياغو) في مسرحية عطيل لشكسبير .
(المهرج)يرتدي بدلة مكونة من قطعتين من القماش ذو الملمس الناعم بخطوط مستقيمة واضحة بلون وردي واخضر دلالة التمسك بحب الحياة والناس وتعاطفه مع شخصية (نور)احساسا منه بأنها بريئة .
خطوط مكياج مستقيمة أفقية بسيطة غير حادة بلون اساس تبطين ابيض لابراز وتكبير ملامح الوجه والمبالغة فيها.
ملحقة الشخصية مكونة من مظلتين بلون سمائي مدعم بالابيض تخفي الشخصية وجهها بعض الوقت للابتعاد والاختلاء بنفسها بعيدا عن الشر وقسوة الحياة ومكر (الوزير).
الاضاءة مزيج من الالوان الباردة (الوردي والاخضر والازرق)تفصح عن الهدوء النفسي للشخصية المسرحية.  الفضاء بلون اخضر، اصفر، بنفسجي، بخامة ناعمة الملمس بخطوط أفقية واضحة لتؤكد دلالة حب الحياة والناس والجمال والرقة .وفي الطبيعة كلها اعتمدت على شيئين اجساد الشخصيات والفراغ، وفي الفراغ الحالم في معظم لحظات العرض المسرحي وجدت الشخصيات اماكنها وتحركت داخله.إن اهمية الوصف الفضائي ، تنبع من مستوى الوظيفة الاستعمالية او المعنوية لمفردات هذا الفضاء(العلامات) وتعدد هذه الاستعمالات او ضرورتها .إن البيئة الموصوفة تؤثر في الشخصية المسرحية وتحفزها على القيام بالاحداث وتدفع بها الى الفعل ، حيث إن وصف البيئة تمثل بوصف مستقبل الشخصية ، فالتأثير كبير ما بين الشخصية المسرحية والفضاء الذي تعيش فيه ، بحيث يصبح بالامكان إن تكشف بنية الفضاء المكاني الدرامي عن الحالات الشعورية والحركية التي تعيشها وتقوم بها الشخصيات الدرامية ، او إن الحالات الشعورية للشخصية تقدم لنا الفضاء المكاني من وجهة نظر معينة ، كما إن هذا الفضاء يمكن إن يسهم في التحولات الداخلية التي تطرأ على الشخصية.


  الفصل الرابع
النتائج
1ـ اشتمل مفهوم السينوغرافيا على عناصر العرض المسرحي كافة بوحدة تشكل هي واداء الممثلين مع رؤية المخرج السمة النهائية لاتجاه العرض المسرحي بمجمله مضافا اليها عنصري الصوت والضوء واللون.
2ـ تحمل السينوغرافيا معان كثيرة قد تكون واضحة او غير مباشرة في ثنايا التصميم من خلال الزي واللون والمكياج وكتل الديكور رغم محاولة السينوغرافيين تجاوز هذه الاطر.
3ـ ضاعف المخرج من جهده لخلق فضاء مسرحي لعدم الوضوح في الرؤية السينوغرافيا .

الاستنتاجات
1ـ حمل الديكور والالوان تاويلات عدة في العرض المسرحي.
2ـ تستمد السينوغرافيا صفاتها وتطورها من الفنون والعلوم لما تلعبه من دور كبير في تطوير عمل السينوغرافيا وتسهيل مهمتها .
3ـ اضيفت السينوغرافيا خبرات ومجالات اوسع للعمل تفيد المخرج في اهدافه وما يناسب وظائف العرض المسرحي.

الهوامش
1ـ فائز طه سالم: اليات تكامل الوظائف المرجعية والادائية للافعال الصوتية والجسدية للممثل المسرحي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، بغداد : جامعة بغداد ، كلية الفنون الجميلة ، 2005، ص5.
2ـ سرى جاسم خيون : اليات التكامل بين دلالات الزي في العرض المسرحي العراقي 1990ـ 2000، رسالة ماجستير غير منشورة ، بغداد: جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة، 2009. ص 5.
3ـ فاتن علي حسين العامري : التكامل في تصميم الاقمشة والازياء والعلاقات الناتجة في المنجز الكلي، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، بغداد: جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة، 2005، ص7.
4ـ مارسيل فريد فون: فن السينوغرافيا ، في مجلة السينوغرافيا اليوم، ت: حمادة ابراهيم واخرون، 1993، ص7.
5ـ المصدر السابق نفسه ، ص7.
6ـ كمال عيد: سينوغرافيا المسرح عبر العصور ، دار الثقافة للنشر ، ط1، القاهرة: 1998، ص1.
7ـ حبيب ظاهر حبيب: التشفير الصوري في مسرح الطفل ـ المتغيرات الفكرية والجمالية ـ المسرح العراقي انموذجاً ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة بغداد ،كلية الفنون الجميلة ، 2004، ص13.
8ـ فرانك م. هوايتنج : المدخل الى الفنون المسرحية ، ت: كامل يوسف واخرون، وزارة التربية والتعليم ، القاهرة: دار المعرفة ، مطابع دار الاهرام ، 1970، ص298.
9ـ غدار طاهر : الحرب في لبنان انتجت الانحطاط ، في مجلة التضامن ، لندن : السنة السادسة ، العدد (288) ، 1988، ص32.
10- مارسيل فريد فون، مصدر سابق، ص8.
11ـ المصدر السابق نفسه، ص8.
12 ـ ـــ: الرواد في مجال التصميم المسرحي، في نشرة الجمعية الدولية ، العدد( 42), النمسا: 1979، ص8.
13ـ غدار طاهر : مصدر سابق، ص40.
14ـ جلين ويلسون: سيكولوجية فنون الاداء، ت: شاكر عبد الحميد، الكويت:المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ، يونيو، حزيران، 2000، ص16.
15ـ احمد السنوسي: مفهوم الفضاء المسرحي واهميته ، في مجلة فضاءات مسرحية، تونس: العدد(3،4) ، السنة الاولى، د.ت، ص54.
16ـ سامية اسعد: المكان في المسرح المعاصر ، في مجلة عالم الفكر ، المجلد الخامس عشر، العدد(4)، يناير ، فبراير ، مارس، 1985، ص87.
7 1ـ احمد السنوسي: مصدر سابق، ص54.
18ـ عارف ابراهيم الخفاجي:اشكالية الفضاء في الرسم المعاصر ، دراسة تحليلية ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، بغداد: كلية الفنون الجميلة، 1999، ص14.
19: اكرم اليوسف: الفضاء المسرحي دراسة سيميائية ، دار مشرق مغرب، دمشق: 1994، ص39.
20ـ شاكر عبد الحميد : التفضيل الجمالي دراسة في سيكولوجية التذوق الفني ، سلسلة عالم المعرفة ، يناير، 1978، ص251.
21ـ جلال جميل : مفهوم الضوء والظلام في العرض المسرحي، اطروحة دكتوراه غير منشورة، بغداد: جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة، 1997، ص32.
22ـ شاكر عبد الحميد، مصدر سابق، ص256.
23ـ منتهى محمد رحيم : مسرح الطفل في العراق وخطة التنمية القومية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، بغداد: جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة، 1988، ص134.
24ـ فرج عبو : علم عناصر الفن ، ج2، بغداد: كلية الفنون الجميلة، دار دلفين ، ميلانو ، ايطاليا، 1982، ص59.
25ـ جوليان هلتون : نظرية العرض المسرحي، ت: نهاد صليحة، دار الثقافة والاعلام، الشارقة: 2001، ص212.
26ـ المصدر السابق نفسة، ص222.
27ـ وينفريد وارد: مسرح الاطفال ، ت: محمد شاهين الجوهري ، بغداد: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، المطبعة العصرية ، 1986، ص42.
28ـ هايز جوردون: التمثيل والاداء المسرحي، ت: محمد سعيد ، ط1، الجيزة : اكاديمية الفنون ، مركز اللغات والترجمة، دار هلا للنشر والتوزيع، 2001، ص41.
29ـ ولتر ستيس: فلسفة هيجل (فلسفة الروح) ، ت: امام عبد الفتاح امام، م2، بيروت: لبنان، 1982، ص131.
30ـ وينفريد وارد، مصدر سابق، ص45.
31ـ هادي نعمان الهيتي : ادب الاطفال فلسفته وسائطه ، العدد(3)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الشؤون الثقافية العامة، بغداد: 1986، ص318.
32ـ وينفريد وارد، مصدر سابق، ص162.
33ـ جون ايكن : كيف نكتب للاطفال، ت: كاظم سعد الدين ، بغداد: دار ثقافة الاطفال، 1988، ص 136.
34ـ نفس المصدر السابق ، ص140.
35ـ بيتر سليد : مقدمة في دراما الطفل ، ت: كمال زاخر لطيف ، الاسكندرية : منشاة المعارف ، د.ت، ص45.
36ـ ينظر: محمد حامد ابو الخير ، مسرح الطفل ، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1988، ص88.
37ـ المصدر السابق نفسة ، ص90.
38ـ ينظر : حمادة ابراهيم : معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية، القاهرة: مطبعة دار الشعب، 1971، ص265.

قائمة المصادر
1ـ احمد السنوسي: مفهوم الفضاء المسرحي واهميته، في مجلة فضاءات مسرحية، العدد( 3،4)، السنة الاولى، تونس: د.ت، ص 54.
2ـ اكرم اليوسف: الفضاء المسرحي ـدراسة سيميائية، دار مشرق مغرب، دمشق: 1994، ص39.
 3ـ بيتر سليد: مقدمة في دراما الطفل، ت: كمال زاخر لطيف، منشأة المعارف، الاسكندرية، د.ت،ص 45 .
 4ـ جلين ويلسون: سيكولوجية فنون الاداء، ت: شاكر عبد الحميد، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، يونيو، حزيران، 2000، ص 16.                
5ـ جلال جميل: مفهوم الضوء والظلام في العرض المسرحي، اطروحة دكتوراه غير منشورة، بغداد: جامعة بغداد،كلية الفنون الجميلة، 1997، ص32. 14      
6ـ جوليان هلتون: نظرية العرض المسرحي، ت: نهاد صليحة، دار الثقافة والاعلام، الشارقة: 2001، ص212.
7ـ جون ايكن: كيف تكتب للاطفال، ت: كاظم سعد الدين، دار ثقافة الاطفال، بغداد:  1988، ص136.
8ـ ينظر: حمادة ابراهيم: معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية، مطبعة دار الشعب،القاهرة : 1971 ، ص265 .
9ـ سامية اسعد: المكان في المسرح المعاصر، في مجلة عالم الفكر، العدد(4)، يناير، فبراير، مارس، 1985، ص87.    
10ـ سرى جاسم خيون: اليات التكامل بين دلالات الزي في العرض المسرحي العراقي 1990_2000، رسالة ماجستير غير منشورة، بغداد: جامعة بغداد ـ  كلية الفنون الجميلة، 2009، ص5.
11ـ شاكر عبد الحميد: التفضيل الجمالي دراسة في سيكولوجية التذوق الفني، سلسلة عالم المعرفة، يناير، 1978، ص251.
12ـ عارف ابراهيم الخفاجي: اشكالية الفضاء في الرسم المعاصر، دراسة تحليلية، اطروحة دكتوراه غير منشورة، بغداد: جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة، 1999، ص14.
13ـ غدار طاهر: الحرب في لبنان انتجت الانحطاط ، مجلة التضامن،السنة السادسة ، العدد(288) ، لندن: 1988، ص 34.
14ـ فاتن علي حسين العامري: التكامل في تصميم الاقمشة والازياء والعلاقات الناتجة في المنجز الكلي ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، بغداد: جامعة بغداد ـ  كلية الفنون الجميلة، 2005،ص7
15ـ فائز طه سالم: اليات تكامل الوظائف المرجعية والادائية للافعال الصوتية والجسدية للممثل المسرحي، رسالة ماجستير غير منشورة، بغداد: جامعة بغدادـ كلية الفنون الجميلة، 2005، ص5.
 16ـ فرانك م هوايتنج: المدخل الى الفنون المسرحية، ت: كامل يوسف واخرون، وزارة التربية والتعليم، القاهرة: دار المعرفة، مطابع دار الاهرام، 1970، ص 298.
17ـ فرج عبو: علم عناصر الفن، ج2، دار دلفين، ميلانو : ايطاليا، 1982،ص509.
18ـ كمال عيد : سينوغرافيا المسرح عبر العصور، دار الثقافة للنشر ، ط1، القاهرة: 1998، ص1.
19ـ مارسيل فريد فون: فن السينوغرافيا ، مجلة السينوغرافيا اليوم، ت: حمادة ابراهيم واخرون، 1993 ص7.                                        
20ـ __،__: في مجال التصميم المسرحي، في نشرة الجمعية الدولية، العدد(42)، النمسا: 1979، ص 28.
21ـ منتهى محمد رحيم: مسرح الطفل في العراق وخطة التنمية القومية، رسالة ماجستير غير منشورة، بغداد: جامعة بغدادـ كلية الفنون الجميلة، 1988، ص134.
22ـ ينظر: محمد حامد ابو الخير: مسرح الطفل، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة:1988، ص88.  
23ـ هادي نعمان الهيتي: ادب الاطفال ـ فلسفته ـ فنونه ـ وسائطه ، العدد(3)، القاهرة: الهيئة المصريةالعامة للكتاب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد: 1986،ص318.
24ـ هانز جوردون: التمثيل والاداء المسرحي، ت: محمد سعيد، ط1، الجيزة: اكاديمية الفنون، مركز اللغات والترجمة، دار هلا للنشر والتوزيع، 2001، ص41.
25ـ ولتر ستيس:فلسفة هيجلس ـ فلسفة الروح ـ م2، ت: امام عبد الفتاح امام، بيروت: لبنان، 1982، ص131.
26ـ وينفريد وارد: مسرح الاطفال، ت: محمد شاهين الجوهري، بغداد: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، المطبعة العصرية، 1986، ص242.

   -------------------------------------
المصدر : مجلة كلية الآداب العدد 95

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9