أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، نوفمبر 25، 2012

مهرجان المسرح الأردني: حراك فني ثقافي عربي تسيدته القضايا الإنسانية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 25, 2012  | لا يوجد تعليقات


سوسن مكحل

عمان- على الرغم من انخفاض ميزانية مهرجان المسرح الأردني التاسع إلى حوالي النصف مقارنة بالسنة السابقة وفق ما أكده القائمون على المهرجان، إلا أن وزارة الثقافة آثرت أن تبقي المهرجان السنوي بدون انقطاع لما يحفل به من تاريخ عريق على مدار 19 عاما.
وهذه أول خطوة تحسب لصالح المهرجان السنوي الاردني الدولي بأنه انعطافة تثبت مع الوقت وبظل الوضع الراهن، أن المسرح عالم مضيء بالأردن ويجمع كوكبة من المسرحيين العرب تحت مظلته.
حضور نوعي ومشاركات محلية وعربية واسعة شهدها المهرجان، الذي تواصلت فعالياته على مدار سبعة أيام، وهي تمثل حراك ونشاط خبرات مسرحية حين تلتقي الوفود العربية وتقدم عروضها المتنوعة الافكار والرؤى الاخراجية للجمهور.
 توزعت عروض المهرجان على أربعة مسارح في العاصمة عمّان وهي: مسرح أسامة المشيني، مسرح مركز الحسين، المركز الثقافي الملكي بمسرحَيْه؛ هاني صنوبر ومحمود أبو غريب، اضافة لى اقامة الندوات الفكرية في فندق "ارينا سبيس" بالجاردنز.
المهرجان بمظلته ما يزال عام تلو العام يقدم تكريما لفنان أردني وانجازاته، والتي استحقها هذا العام المخرج الاردني خالد الطريفي.
وعبر الطريفي عن سعادته بتلقي التكريم وقال للنشرة الخاصة بالمهرجان "35 عاماً أمضيتها في محاولة جادة لأعرف ما المسرح، وما العمل الذي يجب أن تقوم به لتستحق أن تكون فناناً، ولأعرف ما الفن وما الإبداع ... عرفت خلالها أن المسرحي قادر على الاستمرار رغم كل المطبات والصعوبات، فالمسرح لا يرفضك، وإذا أحببته يحبك، وبالتالي عطاؤك المسرحي لا يجب أن يقف عند أية عقبة يمكن أن تواجهه.. المسرحي قادر على إيجاد حلول في الحياة، فما بالك بالحياة الاحترافية على المسرح عبر الخيال والمهارة".
ويعدّ الطريفي من أهم مؤسسي مسرح الفرجة في الأردني برفقة الفنان غنام غنام، وله مشاركات دولية تحكيمية، شارك مع نادر عمران وعامر ماضي في تأسيس فرقة "الفوانيس".
وهو المؤلف والمعد والممثل المخرج الذي اشتغل بتوظيف التعبير الشعبي والتراثي في المسرح، ومن أوائل من اعتمدوا هذا اللون من التوظيف، ويرى أن بذور مسرح الفرجة كامنة في تراثنا وفي التراث المسرحي العالمي على السواء. 
 أما على مستوى العروض المسرحية المشاركة فانقسمت العروض الى خمس مشاركات أردنية استقبلها الجمهور بحفاوة على المسرح ضمن فعاليات المهرجان، إلى جانب سبع مسرحيات أخرى عربية من (تونس، العراق، اليمن، السعودية، مصر، عمان، السودان).
فيما يتعلق بالعروض الاردنية تفاوت مستوى العمل باختلاف النصوص والانشغال عليها مسرحيا، وكان الحضور مع مسرحيين أردنيين ضمن الافتتاح وهما (في الانتظار لمحمد الضمور، إلى اشعار آخر للمخرج مخلد الزيودي).
جاءت المسرحيتان تحاكيان الواقع المعيش للمواطن العربي، وفجر كل عمل بوح المواطن المقهور المسلوب في ظل الصمت والخوف في اضاءة إلى ما وصل اليه الانسان من عزلة محيطة. الى جانب التعريج على الربيع العربي.
أما مسرحية الديكتاتور الأردنية الثالثة التي أخرجها الدكتور محمد خير الرفاعي، فذهبت للحديث عن مآرب الديكتاتور في مختلف المجتمعات خاصة العربية والتي تنكل بشعوبها إصرارا للبقاء بالسلطة والسيطرة.
في حين حققت مسرحية "عرائس فوق مسرح متوهج" للمخرج حكيم حرب، عدة لفتات جميلة بالسنوغرافيا المشغولة بإبداع، اضافة الى التحية التي قدمتها المسرحية للمبدعين العرب، ومحاولة البحث عن الحياة في ظل "الفقر" الذي لا يفضي دوما إلا الى الموت بسبب سلطة "ابو الخيزران" المتسلط والمتواجد في جميع محافل الحياة ومنها الثقافية والفنية.
في حين راجعت مسرحية "يا ليل يا عين" العمل المسرحي الأردني الخامس المشارك بالمهرجان لمخرجها خليل نصيرات، تناقضات المدينة وطقوسها وتفاصيل شخصياتها.
في حين ذهبت العروض العربية على اختلاف أنواعها للحديث حول مصير الفرد العربي ولنقطة الأكثر أهمية، هي قرب تلك المواضيع التي طرحتها المسرحيات من القضايا اللصيقة مع وجدان الناس واهتماماتهم مثل؛ الربيع العربي، الانقسامات، الديكتاتورية وظروف المرأة العربية الآنية.
وكان الجمهور على موعد مع المسرحية العمانية "الكهف" التي تحدثت عن الخرافة والعلم، فيما ذهبت المسرحية المصرية "حنظلة" للحديث حول حنظلة من وجة نظر مصرية واقعية، بينما ناقشت مسرحية الراقصة السودانية "الراقصة" اساليب توظيف الفن في سبيل حصول المرأة على حريتها، والوصول الى مجتمع متكامل يحظى بالسلام والحب، اما المسرحية السعودية "المحطة لا تغادر" فأكدت أن الانتظار والبحث المطلق عن الاشياء والماضي يبقي الإنسان عاجزا عن السفر.
 "جلسة سرية" المسرحية العراقية راحت تتحدث عن الطوائف العراقية وانقسامها بالمجتمعات، بينما أخذت المسرحية التونسية "سيبقى الحديث" جمهورها نحو الماضي والذكريات عبر حياة مسنين يقبعان في دار المسنين والمشاكل التي تواجههما.
في حين توقفت المسرحية اليمينة "رحلة حنظلة" عند أهمية معرفة الحقيقة ومتابعة الوصول الى النتيجة باستخدام العقل والمبادئ الانسانية التي يجب أن يحظى بها كل مواطن عربي. 
أسهمت الخبرات والمنجزات التي راكمها مهرجان المسرح الأردني منذ انطلاقته العام 1991 بعروض وفعاليات محلية عربية، لدعم وتعزيز أهمية تقديم نشاط حراكي ثقافي بالمجتمع الأردني والعربي.
وقد ساعد في ذلك أيضا؛ اعادة وزارة الثقافة لثلاثة مهرجانات كانت منقطعة منذ سنوات هذا العام وهي: مهرجان الشباب ومهرجان مسرح الطفل ومسرح المحترفين. 
المشاركون بالوفود من مختصين بتناول الندوات الفكرية، أشادوا كذلك بموقف اقامة الاردن للمهرجانات المسرحية في ظل الظروف المحيطة بالمنطقة، وإصرارها على اقامتها برغم كافة الأوضاع المادية والدعم الموجه الى المسرح.
وبذلك تحوّل مهرجان المسرح الاردني إلى مظلة عربية، والمواسم المسرحية التي أطلقتها وزارة الثقافة هذا العام، جميعها أسهمت في رسم ملامح المسرح الأردني الحديث، وتفعيل حراكه الذي أوصله الآن إلى محطات عالمية. 
حضور الجمهور كان قليلا نوعا ما نتيجة الظروف التي شهدتها الاوضاع المحلية الاردنية؛ من ارتفاع بالأسعار وازدياد الاعتصامات التي نفذت بمنطقة قريبة من "دوار الداخلية" بالقرب من المركز الثقافي الملكي، ما جعل الحضور يقتصر على الضيوف العرب وبعض المسرحيين والإعلاميين، رغم أن الطريق كانت مفتوحة خصوصا لرواد المركز.
وأمام أي عثرة، قياسا بالجهود التي بذلت من المشاركين العرب والمسرحيين، لا بد أن يذكر انجاز ما قدمه المسرح الاردني التاسع عشر في ظل الظروف المحيطة، وما استطاع تقديمه من حراك ثقافي في ظل هذه الظروف دون أي كبت لحرية الممثل أو النص أو فكرة العمل.

---------------------------------------------
المصدر :عمان -  الغد 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9