أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

السبت، مايو 30، 2015

يرعاية و حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. الهيئة العربية للمسرح تطلق استراتيجية عمل عشرية لتنمية المسرح المدرسي.

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, مايو 30, 2015  | لا يوجد تعليقات








يرعاية و حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
العربية للمسرح تطلق استراتيجية عمل عشرية لتنمية المسرح المدرسي.
برعاية و حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، يفتتح في دارة الدكتور سلطان القاسمي "مؤتمر تنمية و تطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي" و الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بحضور ممثلين عن وزارات التربية و التعليم العربية، كما ستحضر المؤتمر لجنة متابعة مشروع تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي، و لفيف من الخبراء و المسؤولين في هذا المجال.
يأتي المؤتمر محطة أخيرة من جهود انطلقت في يناير 2014 حين كلف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الهيئة العربية للمسرح ببدأ العمل من أجل تنمية و تطوير دور المسرح المدرسي في الحياة العربية بهدف خلق أجيال تتفهم و تحتضن و تحترم المسرح و الحوار و التعبير المدني عن أفكارها، حيث انطلق العمل في التخطيط العلمي الجاد و الدقيق و المعمق بعقد ملتقى تمهيدي حضره ممثلوا وزارات التربية و التعليم العربية، تلاه مؤتمر لخبراء المسرح المدرسي العرب ثم تشكيل لجنة متابعة عكفت على دراسة مخرجات الملتقيين و وضع الخطط  والخطوات الكفيلة ببلوغ الأهداف التي تضمنتها تلك المخرجات على شكل استراتيجية عمل لمدة عشر سنوات مقسمة على مرحلتين (خطة عاجلة لمدة عامين) و تليها (خطة طويلة لثماني سنوات) كما أنجزت لجنة المتابعة "الدليل العام للمسرح المدرسي" و لكافة المراحل من ما قبل المدرسة (الروضة) و حتى الثانوية.
هذا و سيلقي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمة في افتتاح المؤتمر الذي سيستمر لثلاثة أيام من 31 مايو و حتى 2 يونيو، حيث يتدارس و يقر المؤتمرون الصيغة النهائية من الخطة و الدليل، و صيغة مذكرة التفاهم التي ستوقعها الهيئة العربية للمسرح مع كافة وزارات التربية و التعليم العربية لتنظيم سبل العمل المشترك.
بهذا الصدد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله بأن هذا المؤتمر يشكل خاتمة مرحلة التخطيط العلمي للانطلاق نحو التطبيق العملي الخلاق و التعاون البيني الناجع مع وزارات التربية و التعليم من أجل تفعيل دور المسرح المدرسي في التنمية و خلق شخصية متوازنة و خلاقة لدى الناشئة من الطلبة العرب، و هو أمر يكتسب أهمية استثنائية في هذه الظروف التي تمر بها الأمة و المنطقة العربية بل و العالم من أجل مواجهة ثقافة الغلو و التطرف و العصبوية التي باتت تهدد مستقبل الروح الإنسانية؛ و أضاف عبد الله أن هذه الاستراتيجية ستكون موضع التنفيذ بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم  حيث سيتم طرح الاستراتيجية على مؤتمر وزراء التربية و التعليم القادم لاعتمادها و تبنيها؛ و يرى الأمين العام أن الهيئة العربية للمسرح قد خطت خطوة مهمة في ترسيخ العمل وفق الاستراتيجيات، فهذه استراتيجية المسرح المدرسي تأتي في عام 2015 بعد أن أنجزت قبلها "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" عام 2013 و التي تبناها اجتماع وزراء الثقافة العرب في الرياض يناير مطلع هذا العام.
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الجمعة، مايو 29، 2015

الأبداع الفني تكوين متفرد بقدرات تخيلية متميزة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, مايو 29, 2015  | لا يوجد تعليقات



الأبداع الفني هوعملية عقلية تعتمد على مجموعة من القدرات تتميز بعدد من الخصائص والتي تشكل إضافة جديدة للمعرفة البشرية في ميدان الفن , فهو فكر وفلسفة تناوله الفلاسفة والمفكرين منذ أفلاطون وارسطو حتى العصر الحديث، وقد تحدث عنه فنانون وشعراء وادباء عاشوا تجربة الإبداع وقدموا روائع مؤثرة في الوجود الأنساني. وتميل معظم النظريات إلى أن الإبداع الفني ضرب من الإلهام، وأن الفنان انسان غير عادي يمتلك الموهبة والأبداع والمشاعر والأحاسيس والعاطفة المؤثرة لذلك نجد بأن موهبته خاصة تمتلك الأبداع سر وسحر وأعجاب.
(لكن " الانتباه الاستطيقي " لايتحقق - وحده- كي نتذوق القيمة الكاملة للاثر إلا بالانتباه الكامل الى تفاصيلة , و" الانتباه" يخلق , او هو بالفعل قيمة معقدة وغامضة ازاء النص او النصب او التمثال او اللوحة. فامتلاك هذا " الوعي " بهذه التفاصيل وقيمتها الفنية والابداعية وعلاقاتها ونسيجها الداخلي هو الذي يجعل عملية التمفصل مع الاثر للوصول الى خطابه هو " التميير discrimination " , والواقع ان الناس كثيرا ما يفقدون قدرا كبيرا من تجربة الفن , ليس فقط لان انتباههم ضعيف بل لانهم يعجزون عن " رؤية " كل ماله اهمية في الاثر الابداعي , وادراك حركية افعاله ..) (1) وكان مثل هذا الظن بين العوامل التي دعت العرب، في القديم، إلى القول إن لكل شاعر شيطاناً يلهمه ما ينطق به من الشعر. وكان الكثير من الفنانين في عصر النهضة وما قبله يرون أن أعمالهم تتحقق بوحي إلهي.سيرورة
و(ما المقصود بالأبداع وصولا الى تأطير مفهومة الابداع الفني يعرف شتاين Stein الأبداع بأنه "عملية ينتج عنها عمل جديد يرضي جماعة ما ،او تقبله على انه مفيد" ويعرفه سيمبسون Simpson بأنه
"المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير الى مخالف كلية " ويعرفه كلوبفر Klopfer بأنه "استعداد الفرد لتكامل القيم والحوافز الاولية Archaic بداخل تنظيم الذات والقيم الشعورية ,وكذلك تكامل الخبرة الداخلية مع الواقع الخارجي ومتطلباته )(2)
ويناول كاغان في الجزء الاول من كتابه "سيرورة الأبداع الفني يتحدث فيه كاغان عن الفنان (المرسل)، المحور الاساسي الذي تبدأ سيرورة الابداع من عنده، ويتناول عناصر وشروط الابداع لديه التي تمهد لولادة الافكار وهي: شخصية الفنان، الموهبة الفنية، التجربة الحياتية، التأملات في هذه التجربة، حيث انتاجه الابداعي هو ثمرة كل هذا، مع التركيز على اهمية معرفة وتجربة الحياة، فاي عمل ابداعي هو في نهاية المطاف ليس الا انعكاسا لهذه التجربة، وكلما كان الفنان على معرفة واسعة و فهم عميق بالحياة، كلما كان قادر من خلال ابداعه على اعادة صياغة العلاقات الواقعية الحياتية، وكلما ابدعت موهبته بنجاح.
لكن موهبة الفنان ليست العنصر الوحيد الذي يعتمد عليه نجاح الفنان، انما هناك ايضا عوامل اخرى منها:
اولا: منهج الفنان الابداعي الذي هو الجسر بين موهبة الفنان وتأملاته الحياتيه، فيتناول الكاتب عناصر المنهج الابداعي الاربعة: المعرفي، التقيمي، البنائي، والاشاري، ودورها في العمل الفني الذي يتكون بواسطة الصلة المتبادلة بين هذه العناصر.
ثانيا: المهارة وهي الوسيلة اللازمة لبناء العمل الفني، فتتحول من خلالها الاحتمالات الابداعية الكامنة الى تجسيم مادي، وهي من تظهر اذا كانت الفكرة الفنية المعنية قد تحققت ام لم تتحقق، وبما ان المهارة في الفن هي قوة ثانية مع الموهبة فيعرض كاغان وظائفها واختلافها عن الموهبة , يذكر زكريا إبراهيم في كتابه «مشكلة الفن» أن غوته Goethe يذهب إلى أن كل أثر ينتجه فنّ رفيع، وكل نظرة نفّاذة، وكل فكرة خصبة تنطوي على جدّة وثراء، لابد من أن تفلت من كل سيطرة بشرية، وأن تعلو على شتى القوى الأرضية، وأن كل إنسان مبدع أسير لشيطان يتملكه ,والإبداع في الفن يقابل المقدرة على إيجاد معنى جديد أو حلول جديدة لموضوع ما، أو إيجاد شكل فني مبتكر، أو إنه، كما يذكر شتولْنِتْز Stolnitz معالجة بارعة لوسيط من أجل تحقيق هدف ما.(3)
الابداع وهو عملية عقلية تعتمد على مجموعة من القدرات تتميز بعدد من الخصائص والتي تشكل إضافة جديدة للمعرفة البشرية في ميدان الفن 
والفنان المبدع يتمتع بتكوين نفسي متفرد وقدرات تخيلية وانفعالية خاصة تكسبه سمة الإبداع الفني التي تميزه من الصانع العادي. 
( ويتفق تورانس وجماعته على على تعريف الابداعية بأنها عملية يصبح الفرد بها حساسا للمشكلات والنواقص والفجوات في المعرفة والعناصر المفقودة وغيرها .اي تشخيص الصعوبة والبحث عن الحلول وعمل التخمينات وصياغة الفرضيات بخصوص النواقص واختبار الفرضيات وتعديلها أو اعادة اختبارها والوصول اخيرا الى النتائج) (4) وكثيراً ما تسمّى هذه السمة «موهبة»، وهي على درجات ويسمي بعضهم الدرجة العالية منها باسم «العبقرية» , يذهب كروتشه Croce إلى أن الفن حَدْس أو هو معرفة حَدْسية، وهو حَدْس فني أو حَدْس شاعري جمالي تكون المكانة الأولى فيه للمخيلة في حين تكون المكانة الأولى للعقل ومحاكماته في المعرفة المنطقية. ومن خصائص الحدس الفني أنه مقترن بالتعبير سواء بالكلمات أم بالأنغام أم بالألوان. فالكلمة وسيلة الشاعر، والنغم وسيلة الموسيقي، واللون والأشكال وسيلة المصور. ويذكر كروتشه كذلك أنه لا يمكن تصور حدس من دون تعبير، وأننا لا نعرف إلا أشكال الحدس التي تمثّلت في التعبير: فالفكر لا يكون فكراً إلا إذا اكتسى بالكلمات، والتخيل الموسيقي لا يكون إلا إذا تجلّى بالأنغام، ولا يعني ذلك أن الكلمات يجب أن تلفظ بالضرورة بصوت مرتفع، وأن الموسيقى يجب أن تعزف، وأن الصورة يجب أن تثبت على اللوحة. وعلى هذا فإن كروتشه يعتقد أن الحدس والتعبير أمران متلازمان في داخل الفنان في عملية الإبداع حتى قبل تجسيدهما في وسط مسموع أو مرئي أو مقروء، وأن من البساطة بمكان تصديق أولئك المصورين أو الموسيقيين أو الشعراء الذين يدّعون بأن رؤوسهم مليئة بالإبداعات الفنية ولكنهم لا يتمكنون من ترجمتها في قوالب تدركها حواسنا، لقصور في التقنيات التي يمكن أن تستوعب أفكارهم، مع أن تلك التقنيات ذاتها استوعبت إبداعات هوميروس Homer وفيدياس Pheidias , ولعل من المفيد والأساس، في فهم ظاهرة الإبداع، العودة إلى ما يقوله الفنانون أنفسهم عن عملية الإبداع الفني بما لهم من خبرة مباشرة. إنهم يتحدثون مراراً وتكراراً عما يمكن تسميته «لا إرادية» الإبداع، أو «خروج المرء عن نفسه». إنهم يشعرون بأنهم لا يتحكمون في نمو العقل أو صوغه عن وعي في القالب الذي يريدون، بل يشعرون بأنهم مدفوعون بقوى ليس في مقدورهم التحكم بها: فالقدرة الخلاقة لا تخضع لإرادة الفنّان. بل تسيطر على إرادته. ويذكر شتولنتز أن نيتشه Nietzsche يعبر عن ذلك بقوله عن الفنان إنه تجسيد لقوى عليا وناطق باسمها ووسيط لها، إنه يسمع ولا يبحث عن المصدر، ويأخذ ولا يسأل من الذي يعطي، والفكرة تومض لديه كالبرق وكأنها شيء لا مفرّ منه , فهل يعني الشرح السابق للإبداع الفني أن الفكرة الإبداعية تنبثق كاملة في ذهن الفنان أو مخيلته ولا يكون أمامه سوى تجسيدها بالألوان أو الأصوات أو الكلمات؟ في الإجابة عن هذا السؤال وجهات نظر عدة , يقول بيكاسو Picasso إن من أغرب الأمور أن نلاحظ أن الصورة لا تتغير تغيراً أساسياً، وأن التصور الأول يبقى على حاله تقريباً إلا أننا نلاحظ أن هذا المعنى الذي يبدو في كلام بيكاسو لا يبرز التهيئة الطويلة الزمن التي مرّ بها هو، والدراسات الكثيرة التي قام بها، والتعديلات المتعاقبة التي أجراها من أجل إنجاز لوحته الكبرى «غويرنيكا» Guernica. والأمر ذاته يلاحظ في أعمال واحد من أعلام عصر النهضة الإيطالية هو رافايلّو Raffaello الذي كان ينفذ لوحاته الجدارية الرائعة في غرف الفاتيكان بسرعة مذهلة بعد أن يكون قد هيّأ لها دراسات متعددة بدقة وتأمل عميقين , وهناك مثل آخر يتعلق بالمقطوعات التي ألّفها شوبان Chopin للبيانو والتي تُعطي إحساساً واهماً بالتلقائية التامة والإبداع المنطلق بيسر,غير أن جورج صاند G. Sand تخبرنا كيف كان شوبان يحبس نفسه في غرفته أياماً كاملة وهو يبكي أو يمشي ويكسر أقلامه ويعيد سطراً في المدوّنة الموسيقية ويكرره مئات المرّات. إلا أن جورج صاند ذاتها تروي في مناسبة ثانية، أن الإبداع عند شوبان كان تلقائياً سحرياً، وأنه كان يجده من دون أن يلتمسه، بل من دون أن يتوقعه، وكأنما هو معجزة كانت تتحقق كاملة فجأة ,هناك من الباحثين من يعتقد أن الإبداع الفني ينشأ لدى أشخاص لهم تكوين فزيولوجي معيّن، أو أنهم مصابون بأمراض عقلية أو غيرها. ويحاول هؤلاء الباحثون البرهان على أن العبقرية مرتبطة بحالات خاصة، ويأتون بأمثلة عن فنانين وأدباء مشهورين كانوا مصابين بعاهات مختلفة مثل بتهوفن Beethoven وفان كوخ Van Gogh ودستويفسكي Dostoyevsky . إلا أن كثيرين غيرهم من العباقرة تمتعوا بصحة جسدية وعقلية ممتازة الأمر الذي يعارض التعميم الأول ويلغيه , ثم إن هناك من يربط بين العبقرية والانفعالية لدى الفنان. ولكن من اللازم اتخاذ موقف الحذر من هذه الفكرة لأن صفة الانفعالية ربما كانت صحيحة لدى الفنانين الإبداعيين الذين أبدعوا فناً يغلب عليه الطابع الانفعالي. ولكن ذلك لا يمكن أن يكون قاعدة في فنّ يسوده التنظيم العقلاني والتحكم الشديد بالانفعالات كما يرى في الفنون الاتباعية وفنون النقش والزخرفة العربية التي تعتمد أسساً هندسية وعقلانية في غالب الأحيان , ولكن، كيف تتم العملية الإبداعية؟ يذهب كروتشه إلى أن الفن، كما سلف، حدس مقترن بالتعبير. فحدس الموسيقي نموذج من الأصوات المتناغمة، وحدس المثّال صورة من الكتل والحجوم المتناسقة. وهذا الحدس ينشأ في داخل الفنان قبل أن يجسده في صيغته الملموسة , ويستشهد كروتشه بقول ميكلا نجلو Michelangelo «إن المرء لا يرسم بيده بل بفكره»، ثم يقول عن نفسه: «أنا لا أنحت تمثال الملاك، فهو موجود ضمن الكتلة، أما ما أقوم به فهو إزالة طبقات الرخام من حوله».وهذا القول يذكر بكلمة ليوناردو دافنشي Leonardo Da vinci «التصوير موضوع فكري». والشواهد عديدة على أن عملية الإبداع تتم، في كثير من الأحيان، في ذهن الفنان بوضوح يقل أو يكثر. وفي جملة ما قاله موتسارت Mozart عن نفسه إنه يؤلف سمفونيته قبل أن يدونها, يستخلص من نظرية كروتشه أن العملية الإبداعية تتم وتكتمل في مخيلة الفنان ولا يبقى أمامه سوى نقلها وتثبيتها في الوسيط المادي. ويرى غيره من المفكرين والفنانين أنه لابد للفنان من أن يجسد حدسه التخيّلي فيزيائياً، ولا يمكن لعملية الإبداع أن تكتمل إلا بعد تعامل فعلي مع الوسيط. لذلك تظل رؤية الفنان ناقصة إلى أن تتجسد في ذلك الوسيط بعد أن تمر في التقنيات الفنية فتنمو وتتطور وتأخذ شكلها الفني الثابت. وفي قول لشتولنتز عن الهدف الذي يسعى إليه الفنّان أنه كثيراً ما يكون غامضاً في البدء، وأن شكل العمل الفني وطابعه التعبيري وتفاصيله الخاصة لا تتضح إلا بعملية الإبداع،(اما كلفورد فإنه يميز بين نوعين من التفكير , التفكير المتشابه Convergent thinking وهو الذي تتحد فية عمليات التفكير بطبيعة المعلومات المتوفرة .والتفكير المتباين Divergent thinking وهو البحث عن معلومات لها صلة ضعيفة بما هو متوفر من معلومات .وهذان النوعان من التفكير يعتبران – لدى كلفورد – محور العمليات التي يتم بواسطتها التفكير . وهو يرى ان التفكير المتباين هو الذي يشير الى الابداعية .ويقصد بالتفكير المتباين ان يذهب التفكير في اتجاهات مختلفة ويتضمن التفكير المتباين عمليات عقلية فرعية هي : طلاقة الكلمات Word Fluency , والطلا قة الترابطية Associational fluency , والطلاقة التفكيرية Ideational fluency , والطلاقة التعبيرية Expressional fluency ,والمرونة التكيفية Adaptive flexibility, واعادة التعريف Redefinition , والاصالة Originality)(5)
وأن الفنان كثيراً ما يجرب حلولاً متباينة ثم يرفضها قبل أن يبدأ هدفه باتخاذ صورة محددة في ذهنه، وأن من الممكن أن نقول عن الفنان إنه لا يعرف هدفه المعرفة الواضحة إلا بعد أن ينتهي ويضع أدواته جانباً. ويذكر ما يشبه قول تشارلي تشابلن Charlie Chaplin : «قبل أن أعرف إلى أين أنا ذاهب، ينبغي أن أصل إلى هناك». وهكذا يتضح ما للوسيط المادي من شأن بارز في عملية الإبداع، وأنه هو الذي يوحي للفنان بأفكار لم تتهيأ في ذهنه مسبقاً. إن الأصوات والألوان غنية بأسباب التداعي والتعبير التي يستطيع الفنان استغلالها. ثم إن الألفاظ تتداعى مع القوافي وتوحي بأفكار جديدة. وفي جملة ما يذكر عن ماتيس Matisse قوله: عندما أضع لوناً أحمر على اللوحة البيضاء، فإنه يستدعي بالضرورة لوناً معيناً إلى جابنا وهناك عوامل عدة لها أثر بارز في الإبداع، وقلّ أن تكون وليدة المصادفة أو ابنة اللحظة. ولابد من التسليم بأن لدى الفنان برنامجاً معيناً على الغالب يريد تحقيقه في عالم يسمح للتجربة بأن تنقحه وتعدل فيه عن طريق المنجزات الفنية الأخرى. إن لكل عمل فني ماضياً ومستقبلاً، ولا بد له من أن يخضع لطائفة من المؤثرات قد لا يشعر الفنان بها. ولكن الأثر الفني يتمتع حتماً بشيء يميزه من غيره مثل إضافة عناصر إلى أسلوب سابق، أو حذف عناصر من تكوين سابق، أو القيام بمعالجة مباينة لمفاهيم قديمة، أو تبني طرائق مستوحاة من أعماق التاريخ، أو غير ذلك مما يصعب حصره.
(وكلفورد يميز بين الجهد الابداعي Creative potential والانتاج الابداعي Creative production .فالانتاج الابداعي , بالمعنى الشائع , وهو ذلك الجانب الذي يمس الذوق العام للجمهور , لان انتاج الشخص الخلاق يأخذ عادة الشكل الظاهر للعمل الابداعي , الشعر , الرواية , القطعة الموسيقية , والتصوير ...اما الجهد الابداعي فهو – طبقا لكلفورد – استعداد الفرد لانتاج افكار أو نواتج سايكولوجية جديدة , بما فيها انتاج الافكار القديمة في ارتباطات جديدة )(6)
فإذا جمعنا بين القول إن الفنان كائن غير عادي والقول بالآثار العميقة للبيئة في تكوينه، انتهينا إلى أن الظاهرة الإبداعية أقرب إلى الحوار والتفاعل بين الأوضاع الثقافية الاجتماعية السائدة في المجتمع والتكوين النفسي للفرد المبدع، وأن الفن مجرد تعبير عن التكوين الشخصي، وليس مجرد التعبير عن القيم والمثل الاجتماعية، بل هو نتيجة تبادل التأثير والتفاعل بين الجهتين. على أن من اللازم القول إن موهبة الإبداع لدى الفنان تمر، كما يمر الإنسان في حياته، بمرحلة مبكرة فيها الكثير من التعثر في أغلب الحالات، تنمو على مراحل حتى تصل إلى ذروة النضج. وقد يتبين في لوحات رامبراندنت Rembrandt الكثيرة التي صور فيها ملامحه الشخصية منذ شبابه وحتى شيخوخته أنه إلى جانب اختلاف ملامح الفنان على مر السنين، هناك تطور ونضج في الأداء والتعبير. وإن المقارنة بين الصورتين الأولى التي تعود إلى مطلع شبابه عام 1629، والثانية التي تمثله في شيخوخته عام 1658، تظهر ذلك العمق الذي بلغ في اللوحة الأخيرة روعة نادرة المثال في تاريخ الإبداع الفني ومهما تعددت النظريات واختلفت الآراء في شأن الإبداع الفني، فإن من الحق القول: إن الإبداع يتجلى في تلك الروائع التي خلفها الفنانون والأدباء، والتي أغنت التراث الإنساني.

الهوامش

(1) محمد الجزائري – كتاب خطاب الابداع الجوهر –المتحرك –الجمالي ص200وص201 اصدار دار الشؤون الثقافية بغداد - 1993

(2)قاسم حسين صالح - كتاب الابداع في الفن - ص 14اصدار دار الرشيد للنشر - العراق - سلسلة دراسات (276) 1981 

(3) موسيه كاغان - كتاب سيرورة الأبداع الفني - ترجمة عدنان مدانات

(4)قاسم حسين صالح - كتاب الابداع في الفن - ص14 وص15اصدار دار الرشيد للنشر - العراق - سلسلة دراسات (276) 1981

(5) نفس المصدر ص 15

(6) نفس المصدر ص15

(7)الأبداع في الفن والعلم تأليف:د.حسن احمد عيسى اصدارات عالم المعرفة الكويت

(8) فلسفه الجمال ودور العقل في الابداع الفني - تأليف : مصطفي عبده
تابع القراءة→

0 التعليقات:

الخميس، مايو 28، 2015

مسرحية" أمراة رائعة " (بثلاث فصول ) تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, مايو 28, 2015  | لا يوجد تعليقات



الكاتب والفنان المسرحي محسن النصار 
مسرحية" أمراة رائعة "
(بثلاث فصول ) 

تأليف 
محسن النصار



شخصيات المسرحية
مصطفى تاجر
احمد ابن التاجر
هدى فنانة مسرحية وهي زوجة احمد
رجاء خادمة في بيت احمد
سامي مستخدم لدى التاجر مصطفى
شبح ياسمين زوجة مصطفى

(تدور احداث المسرحية في الزمن الحاضر وفي بيت احمد وتعود ملكية
البيت الى ابيه مصطفى)

                                        (( الفصل الاول ))
(تفتح الستارة يظهر على المسرح صالة تحتوي على مجموعة من الاثاث عبارة عن كراسي مع طبلات مع وجودمكتبة صغيرة الحجم تحتوي على 
مجموعة من الكتب مع وجود مسجل وتلفزيون وجهاز هاتف ... الخ
نرى الخادمة "رجاء" تقوم بتنظيف المكان وهي تستمع الى الموسيقى وتبدو في الثانية والاربعين من عمرها تقريبا , يدخل "سامي" ويبدو من مظهرة رجل شرير في عمر الثالثة والثلاثين ,يخطو بخطوات بطيئة وبيدة جهاز موبايل فيقوم بغلق المسجل فتتوقف الموسيقى تحس الخادمة بالرعب وتلتفت حولها فترى وتشاهد "سامي" فتنظر اليه باشمئزاز يبتعد عنها وهو يبحث في المكان ثم يصرخ بصوت عالي )
سامي : اين هدى ؟ سيصل ابو احمد بعد ساعة
تقريبا!!!
رجاء : وكيف عرفت بوصول ابو احمد ؟
سامي : هذه رسالة بالموبايل سأصل !!!
في وقت قريب جدا... خلال الساعات القادمة
(يقرب جهاز الموبايل الى الخادمة )
انظري جيدا!!!
رجاء: لم يأت السيد مصطفى الى هنا منذ زمن 
طويل !!
(لحظة صمت )
مصير من يريد ان يغير ؟
سامي : اين السيدة هدى ؟ 
(يبحث في المكان ) 
خلقت لنا مشاكل كبيرة بل اصبحت خطر علينا ..
رجاء : (باشمئزاز)
انني اكره الرجال المستخدمين من امثالك
الذين يقومون بأيذاء الناس نزولا لرغبات
اسيادهم !!!
سامي : (يحاول كسب ودها)
أنك تظليمينني هذه طبيعة عملي , لقد ارسلني
الى اماكن عديدة , كان ذلك بمثابة حمام روحي ,
حينما يجبرني على اطلاق النار والقتل ..
بل !!! ويجبرني على تناول الخمور وحتى
المخدرات..
(يخرج من جيوبة علبة صغيرة تحتوي
على حبوب مخدرة فيتناول حبه واحدة ثم يضع العلبة في جيبه)
حتى انني فقدت القدرة على التفكير بأعتباري
انسانا متحضرا ...
رجاء : (بأستهزاء)
وهل فقدت القدرة على التفكير نهائيا ؟
سامي : انك تتكلمين ,اكبر من حجمك ,أيتها الخادمة الوقحة ؟
(فترة ترقب وتوتر)
ولكن اتظنين ان السيدة هدى تمارس الرقص
والغناء في المسرح ؟
رجاء : سيدتي ممثلة مسرحية ,ولها الحق
ان تذهب الى المسرح وتمثل مع زملائها..
سامي : وماذا تظنينهم يفعلون في المسرح ؟ أيمثلون
مسرحيات شوقي وتوفيق الحكيم فقط !!!
رجاء : ( بغضب)
هدى تؤمن بالشرف ولاترتكب الخطايا ابدا.
سامي : ربما!! لكن بالنسبة لي فأنا اكثر مااحبه في
الممثلات هو النظر الى سيقانهن !!! 
رجاء: (بسخرية )
لقد اصبحت حيوانا كاملا ولكن لاتهتم لذلك 
فلست الوحيد في هذا الامر !!! 
فانت تضع اللوم على سيدك ؟ وسيدك يضع
اللوم على السياسة ؟ كل واحد
منكم يجد له اكذوبة ما؟ ليدعي انها حولته
الى حيوان ليقترف اثما بالطبع . 
(يفتح الباب الخارجي وتدخل هدى ويبدومظهرها جميل بعمر الخامسة


والثلاثين من عمرها 
وهي تحمل بيدها مجموعة من الكتب , وتمسك باليد الأخرى طفل صغير
لم يكمل السنتين بعد فعندما تشاهد
"سامي" تشمئز وتستاء منه تقترب
من الخادمة "رجاء")
رجاء : (بخوف)
سيدتي اخبار سيئة ؟
هدى : خذي الولد , وضعيه في سريرة ,لكي ينام .
رجاء : نعم , سيدتي .
( تأخذ الطفل وتحاول الذهاب)
هدى : رجاء ,أين أحمد ؟
رجاء : خرج يبحث عنك !!!
(تحاول الذهاب)
هدى : لم يخبرك بشيء ؟
رجاء : لم يتفوه بكلمة واحدة , 
لاتقلقي ,اطمئني عليه..
(تخرج رجاء وتبقى هدى مع سامي )
هدى : (بعصبية وتوتر زائد عن الحد)
هل تريد شيئا؟
سامي : (يخطو نحو الامام ثم يستدير بغضب ثم بعد ذلك
يتوقف )
أنصحك بعدم الذهاب الى المسرح .
هدى : (بغضب )
انني حرة , وولدت حرة , ولايمكنني تحمل
المعاناة الى مالا نهاية !!!
كفاكم , حولتم حياتي الى جحيم 
لايطاق ...
(تتحرك في الصالة ,وتنظر الى سامي
بغضب وتوتر شديد ثم تتكلم بصوت
خفيف )
سيأتي الى هنا , هذه علامة سيئة ؟
سامي : نعم ! سيأتي سيدي , انصحك بالبقاء هنا ,
سيصل الى هنا في وقت قريب. 
(يخرج سامي)
هدى : ( تبقى وحيدة وهي في حالة توتر)
التاجر المغرور, لماذا يأتي ألينا
فجأة ؟اعتقد اتى لانني مثلت في المسرحية ,
أرسل خادمه يلاحقني في كل مكان ...
فهو يبدو لي كسجن وسجان ,
فأنا هدفي ان أحقق حلمي , كان امامي
ساطعا كالشمس حلمي , عندئذ ارتفع
صوت الظلم ... أرتفع بيني وبين حلمي ...
ضوء حملي ارتفع حتى لامس
السماء ,أفكاري وطيبة قلبي انقذاني ... 
ساعداني على احتواء الظلام,الى
ضوء شمس يسطع في الدنيا ...
(تسمع صوت من الخارج )
احمد: (وهو خارج المسرح )
هدى ,هدى ..
(يدخل احمد بفرح )
حبيبتي هدى وصل ابي !!!
هدى : اعرف هل جاء من اجلنا فقط ؟
احمد: بالتأكيد ,انها تهنئة متأخرة بالز واج ,
كما ترين فالزمن كفيل بتضميد الجراح .
هدى : اننى خائفة , اشعر بانه يحاول التفريق بيننا
بل ! ويبدو أنه يحاول قتلي .
احمد : عندك زوج موثوق به ,انه حبيبك 
هدى : (تبتسم ) 
شيء رائع ياحبيبي .
احمد: اضافة الى ذلك فأن ابي رجل واعي 
وحيوي جدا سترين بنفسك ويحب النساء
الجميلات كأي أنسان أصيل .
هدى: بأعتباره أنسانا اصيلا , فانه يجب عليه ان
يطيقني !!!
احمد : من اجل تلك المسرحية ؟
هدى : نعم !
احمد : (بمودة )
من اجل سعادتنا ,
كوني هادئة ,عندما يأتي أبي , 
فأنت فنانة رقيقة على كل حال .
هدى : لم اطمح قط لدور اجبر فيه نفسي على نفي
ذاتي .
احمد : لماذا ؟ 
هدى : مثلت في المسرحية ,من اجل هدف
معين ؟
احمد : لكن ابي لن يأخد الامر بهذ ه الصورة , فالناس
يحبون الحرية باستمرار ..
هدى : لكن ابيك عكس ذلك نهائيا , لقد تضايق من 
المسرحية كثيرا .
احمد : أعتقد اننا تسرعنا بعض الشيء ..
هدى : كان ذلك شجاعة منك , تحملك
بعض المعاناة ,الحضور الى المسرح
ومشاهدة المسرحية .
احمد : يحزنني كثيرا ,ان ابي يقوم بمضايقتنا !!! 
هدى : ابي كان فنانا , وتوجب عليه الاستشهاد هنا
بالذات حيث الارهاب يحاول تدمير حياتنا ,
(بحزن )
لماذا تظلم ؟ لماذا تعاودني الافكار ؟ لماذا ارى كل ليلة 
ابي بكفن ابيض وسط الشهداء ؟
(فترة صمت )
انا اريد حياة حرة ولائقة ,هل يمكن ان تكون الحياة 
رائعة وجميلة اذا كان هناك من يحاول تلويث عائلتي ,
احمد ! ياليتني لم أتزوج قط ؟ ولم أنجب 
الطفل , حين اذ كنت ساغاد ر هذا البيت فورا ..
(بعصبية )
ألا يكون من الأفضل لو تطلقني ؟
احمد : (بغضب )
أصمتي !!!
هدى : اريد ولدنا وأريدك , ولااريد شيئا اخر علي الاطلاق .
هل تستطيع العيش دون أبيك ؟ لديك حل
واحد , طلقني ..
احمد : لن افعل ذلك ابدا . 
هدى : (بفرح وسعادة )
حقا ,لاتريد ان نفترق ؟
احمد: نعم ! أطمئني على ذلك . 
هدى : هل ستتحمل معي ؟ سيكون كل شيء جميلا
ورائعا قل لي , هل ستقف الى جانبي وفي كل
الظروف ؟
احمد : نعم ساقف ,لن اتخلى عنك مقابل اي شيء
في العالم .
هدى : وضد أبيك ؟
احمد: (احمد صامت لايتكلم )
هدى: أذا ذهبت , فهل تذهب معي ؟
احمد : (بخوف )
نعم ! في الوقت المناسب .
هدى : أذهب معي حالا قبل وصول ابيك .
احمد : (بعصبية )
هذه سخافة , أنك مجنونة ,بدلا من مهادنة 
ابي , والأعتذار ألية تقومين باستفزاره جديد .
يااللة , يارسول اللة , اتدركين نتائج ذلك 
علينا , كوني هادئة قليللا لاتلقي 
بسعادتك في التهلكة . 
هدى : سعادة ! لااريد سعادة كهذه , فلنغادر هذا البيت 
حالا قبل ان يصل أبوك ,هيا لنذهب معا !!!
(احمد خائف وصامت لايتكلم )
حسنا سأغادر هذا البيت انا وطفلي , 
وسمي ذلك ماشئت ..
(تصرخ بقوة )
سأخذ طفلي وأرحل..
(تتجه نحوالباب الداخلي لتاخذ الولد فيلحق بها احمد ويقف في
طريقها )
احمد: هدى ! 
(بعاطفة وحب )
ماذا سأفعل أذا فتقدتك ؟ انت بالنسبة لي مثل
يبنبوع الحياة .
سأعمل كل شيء لأقناع أبي ,
لاترحلي , ابقي معي 
هدى: اخاف , يااحمد , هل ستدافع عني ؟ انك ابن ابيك , هل 
تحتمل معي رغم كل الظروف ؟
احمد: نعم ! رغم كل الظروف .
هدى : (بفرح وسرور )
هذا ما اريده , ان لاتعتمد على ابيك نعمل كلانا
وننفق على طفلنا, وانت 
قادر على ذلك .
احمد: ( يحاول الكلام ويتعلثم بدخول ابيه مصطفى )اي...
مصطفى : مرحبا , ايها الزوجان 
(لحظة توتر )
احمد : مرحبا , ياابي , كيف هي التجارة ؟
مصطفى : رائعة , متعة حقيقية جني الأموال بسهولة
(يقترب من هدى)
الحق يقال انك على غير ماتصورتك تماما !!!
خاصة بعد بعض الاخبار الفنية والتلفزيونية ؟ 
هدى: آسفة , لأنني خالفت رأيك
مصطفى : خيبتي ظني ,انك جميلة رائعة اجمل من 
الالهة عشتار, لاستغرب ابدا
حب احمد الكبير لك. 
(يقترب من احمد )
وانت يااحمد , أصبحت معروف كمشاهد
جاد في مشاهدة العروض المسرحية
(يصفق بأستهزاء )
رائع رائع فهذا افضل طريقة الان من اجل الشهرة والنجومية 
كيف تسير اموركما الزوجية ؟
احمد : لابأس متوفر لنا كل شيء لكن خادمك سامي
ينغض حياتنا هل لك ان تبعده0
مصطفى : ما كنت اود ارساله الى هنا لكن تلك 
المسرحية الغريبة لقد خفت 
عليكما فالشباب يضعون أبائهم امام الامر 
الواقع 0
احمد : نعم ! فهذا توجه العالم 0
مصطفى : لاتنظرا إلي بهذه الطريقة القاتلة ؟ فأنا لست مسخا !
فأنا متواضع لأبعد الحدود .
(يقترب من هدى) 
انني مستعد منذ الان ان اعدك زوجة ابني 
وأم لحفيدي , أين لم اراه هنا؟ 
هدى : انه نائم في غرفته
احمد: (يفرح )
انك أب عصري حقا .
مصطفي : نعم ! لتكن لك جميع الحقوق في املاكي
وانت ياهدى يعجببني تمثيلك
وفنك المسرحى , ان جاز لي التعبيرمن كان ابوك ؟
هدى: لم يعد لي أب ..
مصطفى: هل سافر عنكم؟
هدى : بل استشهد بسبب الارهاب ...
مصطفى : اسفي على ذلك , فهمت ساحاول تعويضك 
بكل املاكي , بل وبحبي الابوي ايضا
هدى : وبطيبة خاطر !
مصطفى : اذا تخليت عن تلك المسرحية 
فتستطيعين ان تعيشي بدون هموم , هل تعيدني بذلك؟ 
احمد : (يومئ ويؤشر الى هدى بالموافقة )
لقد اتفقنا
(يصمت)
مصطفى : كنت اظن ان بينكما انسجاما تاما في 
الشهوة فقط , بل ! وفي الفن ايضا ؟
هدى: لم تعد في بلادنا مكانا لتجارتك فالكثير من 
الناس تقف ضدك . 
مصطفى : لم اكن اظن انك مدافعة عن حقوق الانسان
الى هذا الحد .
(يلتفت الى احمد )
احمد أذهب وأنظر ان كان الطفل قد استيقط ؟
احمد : (مستغربا )
ماذا تعنني بذلك ياأبي ؟
مصطفى: ألاتفهم اذهب !!! 
(يتردد في الخروج )
هدى : (الى أحمد ) 
عد حالا..
احمد : كوني عاقلة وهادئة بعض الشىء .
(يخرج احمد )
مصطفى : (الى هدى ببعض الود )
صديقني , انا مهتم بسعادة ولدي الوحيد . 
هدى : الى حد التخلي عن مشاريعك التجارية ؟
مصطفي : اذا وعدتني ألاتخرجي من البيت لبعض 
الوقت .
هدى : انك تتحايل علينا , أتريد ان تسجنني تماما . 
مصطفى : أهذا سجن بالنسبة لشهرزاد اذا كان سيمكث 
معها شهريار مائه يوم ومائة 
ليلة وفي أبهة وراحة تامة .
هدى : الأبهة والراحة التامة لاتثيرنا نفضل الحريةعليها 0
مصطفى : مامعنى الحرية بالنسبة لك ان تثيري
الأكاذيب ضدي, ان احزابا سياسية 
معينة استغلت المسرحية وحولتها الى 
سب ولعن على التجار 0
هدى : التجار الغير نزهين 0
مصطفى : لا تكوني سياسية لبقة0
هدى : الفنانون ليس لهم علاقة بالسياسة 0
مصطفى : معك حق لقد هتف أبيك من قبل ؟
هد ى : أفهم ! ليس لدى الناس ذنب فظاعة أنهم يموتون من 
تجارتك 0
مصطفى : اؤكد لك اسفي على هؤلاء الناس . 
هدى: اسفك لن ينفعهم شيئا 
مصطفى : ولاتصرفاتك الصبيانية 0
هدى : ولذلك لاتريدني ان اخرج من البيت ؟
مصطفى : نعم ما دمتي تحملين اسمي لقد سقطت في الفخ 
فانا أجر أليه كل من لا يحافظ على اسرار عائلتي0
هدى : انك تزدري الحق انك تخافه ؟
مصطفى : لست مستعدا للخضوع لاية ايد يولوجية
فالفرصة سانحة امامك , انك 
ممثله جميلة , أذا رغبت سأبني لك مسرحا
حديثا تستطيعين فيه ان تبكي على انحطاط العالم المعاصر !!!
ولكن شيئا واحدا لن اوافق عليه
ان تحعليني مثارا للسخرية . 
هدى : (يشجاعة وقوة )
ربما افعل ذلك ؟
مصطفى : أذن , لاتتركين لي قدرة لانقاذك ؟ 
هدى : انقاذي مما ؟
مصطفى : من الموت عليك ان تعرفي انني مجنون , ولو لم أكن 
كذلك لأنهارت تجارتي , لذلك فانني سالجأ الى التطرف !!!

هدى : اننا ضد التطرف .
مصطفى : في هذة الحاله ستفقدين احمد ستفقدينه 
حقا..
( حالة انهيار نفسي لهدى تجلس على 
الكرسي , وتضع رأسها بين يديها )
أترين يسرني انك متفهمه لما يحدث , انك 
فنانة جميلة , وان بطلاتك في المسرحيات 
ألهمنك القوة والشجاعة على ما يبدو , لقد 
سمحت لبطلاتك في المسرحيات ان يخطفنك
فالمؤلفين وجدوا في كتاباتهم وظيفة مربحه لهم 
ينادون بافكار جميلة لكن انفسهم لايؤمنون بها ,
لديهم مخزون لاينضب من المواقف , فهم يكتبون 
للمسرح شيء ويقولون شيئا اخر في اسرتهم 
مع نسائهم , او في حفلاتهم وسهراتهم مع اصدقائهم ,
يكفي ان تعطي احدهم هديه ما حتى يبدأ بألقاء
النكات عن نفسه , هل تردين خدمة هؤلاء ؟ 
هدى : هؤلاء ! أناس شرفاء يعبرون عن 
مواقفهم . 
فانا لن أسمح لنفسي ان اكون في خدمة أحد 
تجارتك فقط , هي التي أثارتني . 
مصطفى : لابد من التجارة .
هدى : أنك تقوم بهذه التجارة القذرة سرا في كل مكان , هذه وثيقة تؤكد كلامي ومخاوفي 
(تبحث في المكان وتخرج ورقة بيضاء وتقوم بققرائتها ) 
يجب عليكم استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر ،
بمذيبات عضوية، ويجب تركيز المواد المستخلصة حتى يمكننا تهريبها بسهولة 
وتصنيعها وإعدادها وتهيئتها للبيع وخاصة زيت الحشيش وخام 
الأفيون والمورفين والكوكايين وفي هذه العملية لا يحدث للمادة المخدرة 
المستخلصة أي تفاعلات كيميائية أي أن المخدر يحتفظ بخصائصه 
الكيميائية والطبيعة...
مصطفى : (يقفز على الورقة البيضاء ويقوم بتمزيقها )
أنك تلعبين في النار ؟

هدى : الموت ينتقل بواسطة تجارتك وأفتراءك .
مصطفى : انك فنانة ساذجة , اذا اشتري احد
تجارتي فلست مسؤولا عليه !
هدى : والشباب والشيوخ والنساء والأطفال يتحملون ذلك 
في الشرق الأقصى والأدنى
مصطفى : هذا ما لايمكن تغيره , تجارة رابحة , تجارة المال والوفير , 
ولست الوحيد الذي يتاجر بها !
اذا أردت ان تصغي لمشاعر الرحمة 
والشفقة فسأبني لك مستشفى أو دارا للأيتام ؟ 
هدى : تدفع ثمن ذلك , لكي تسكت صوت ضميرك . 
مصطفى : انا لاأشعر بتأنيب الضمير على الأطلاق ,الناس لن 
تبالي بتجارتي . 
هدى : تجارتك تقتل الانسان أفهم ؟ 
مصطفى : انه قدر الانسان قد تصعقه صاعقه تنزل على 
رأسه من السماء الصافية 
(بتوتر وعصبية)
كوني عاقلة .. 
هدى : ( تحاول الخروج )
اسمح لي بالذهاب ؟
مصظفى : (يقف في طريقها , حالة توتر شديدة )
سأعلن انك مجنونه غير طبيعيه ليست 
هناك من تلقى بالسعادة والثراء سوى
المجنونة 
هدى : سيلاحظ الناس ان ذلك كله كذب وافتراء. 
مصطفى : لايفضل الناس تصديق الحقائق ! 
(يقهقه)
لو كتبت الحقيقة عنك لاعدوها تلفيقا ليس 
هناك من سيصدق ان
أمراة مثلك ما تزال موجودة في العالم 
هدى : ( تتجه نحو الباب الخارجي , يقف مصطفى في 
طريقها )
باي حق تقوم بسجني ؟ بأسم اي اخلاق ؟
مصطفى : الفنانين غير الصادقين فقط , هم الذين يتحدثون
عن الاخلاق !!!
ففي هذا العالم يسود قانون القوى , ان مقاومتك 
مضحكة , ويمكن ان تكون خطرة عليك !
هدى : (تحاول ابعاده عنها )
دعني اخرج , اكاد اختنق هنا اتركني ..
مصطفى : حقيرة , وستبقين حقيرة , وستخسرين كل شى , اذا وقفتي ضدي
ستندمين , لن أسمح لك بالخروج من هنا ابدا , يجب أن تدركين ذلك ؟
قد يكون امرا مصيريا بالنسبة لك 0
احمد : ( يدخل في حالة توتر ) 
ماذا تريد ان تفعل ؟ اتستطيع ان تكشف لي عن ذلك ؟
مصطفى : سارسلها الى مستشفى الامراض العقلية , انها
طريقة حديثة ومضمونة... 
احمد : ( بتوتر وغضب )
هذا ممكن جدا , لو كان مجرى التاريخ يعتمد عليك 
وحدك , وماذا اذا ذهبنا معا , ستفقدني ؟ 
مصطفى : مأساة رهيبة !!!
هدى : احمد اعطني طفلي وسأذهب 
وحدي دون مشاكل 
احمد : (في حيرة وتوتر زائد عن الحد )
لن تذهبي الى اي مكان ؟ انت زوجتي ولي الحق
باصدار الامر , لن تذهبي الى اي مكان ؟
مصطفى : احسنت يااحمد .
( يصفق بيديه بفرح)
يجب عليك ان تفهم , بان التضامن النوعي صفة 
نادرة لم يخرقها حتى الان اي فرد من افراد عائلتنا ولافرد تذكر 
ذلك .
(يخرج مصطفى وهوفي حالة توتر وعصبية )



                             ( ( الفصل الثاني ))

(نفس المكان هدى في حالة عتب وزعل على احمد وتظهر
جالسة على الكرسي , وقد وضعت رأسها بين ركبتيها نحو
الاسفل)

احمد : (يقترب من هدى وبندم )
اغفري لي , غدا غدا سنقرر ..
لكن دعينا الان ان نعده بكل ما يريد غدا سنضعه امام
الامر الواقع,
سنذهب معا , انت لي وحدي 
هدى : انني لااصدق ماتقوله لي ؟
(يدخل سامي يتلصص في المكان , دون ان يراه )
متى سيأتي غدك ؟ انه لن يأتي ابدا !!!
سأذهب وحدي مع الطفل .
(تخرج جهاز الموبايل من الحقيبة وتحاول الاتصال )
سامي : (يضع يده على جهاز الموبايل ويغلقه ويضعه في
حقيبة هدى ) 
غير مسموح لك ...
احمد: ساطلق النار على هذا الرجل ذات مرة , اخرج من هنا
ياوقح ..
(يخرج سامي )
هدى: عندما أنظر حولنا , والى تصرفات أبيك التي أساءت ألينا كثيرا
احمد: لاعليك بأبي , المهم أنك عرضت المسرحية ونالت نجاحا كبيرا ,
كانت مسرحية مؤثرة ...
هي فعلاً حرية في التعبير وصدق المسرحية في مساندة الشعوب
وخرجت المظاهرات والهتافات .. 
هدى: وانقلبت حرية التعبير عند أبيك الى حرية في التدمير لكل شيء ؟
ممتلكات عامة وخاصة تدمر بواسطة ذئابه اللذين 
يسلبون وينهبون وأرواح تزهق من أجل تجارتة القاتلة ! 
وحول المظاهرات السلمية التي تصرخ ضد تجارة المخدرات الى قتل وتدمير ! 
احمد أبي بعد نتهاء عرض المسرحية أعطى أوامره الى مجموعة من 
المجرمين للأندساس وسط جموع المتظاهرين 
وتحويل المظاهرات السلمية إلى تدميرية تدمر وتهدم كل شيء
وتأكل الأخضر واليابس !
(يدخل سامي يتلصلص ) 
سامي : نعم !واذا تكررت فسوف يصلى بنارها الجميع وأولهم أنت
(الى هدى ) 
والمتظاهرون أنفسهم
لا ادري لما الدعوة لمثل هذه المسرحيات والمهاترات التى تسمى حرية التعبير!
هدى : (بثقة كبيرة )
حرية التعبير ألان أصبحت في متناول الجميع وبأمكان أي شخص أن يعبر
عن رأية في أي أمر ويتواصل مع من شاء وهو يحتسي الشاي والقهوة
في منزله .
سامي : ( بعصبية وتوتر)
أصمتي ...
احمد : (بغضب زائد عن الحد ) 
أخرج من هنا يامجرم ,أخرج !!! 
( يبتعد سامي ويختفي )
هدى : لماذا يصر مثل هؤلاء الأوغاد الى دعوات هدفها الاضرار بمصالح الوطن
وهدم مكتسباته بأسم حرية التعبير التى لا تعني ابداً التعدي على حريات
الأخرين والعبث بترويج المخدرات دون وجه حق .
ولقد أثبت شباب هذا الوطن أنهم شباب أصيل مخلص لدينه ثم وطنه
اللهم أجعل هذه البلاد أمانة مطمئنه واحفظ أهلها من كل شر
ويعرفون ما المقصود من مثل تلك الدعوات التى تسعى الى نشر الفوضى
وزعزعة امن البلاد والعباد في بلد مسلم تربى ابناؤه على أن الولاء عقيدة
والحب هو من يجمع بينهم حكام ومحكومين
اللهم احفظ بلادنا من شر الفجار وكيد الاشرار
اللهم من اراد في هذه البلاد سوءا فأشغله في نفسه وجعل تدبيره تدمير له
يجب ان اتصل بالشرطة ...
(تخرج جهاز الموبايل 
فتحاول الاتصال , فيمنعها احمد , لكنها تسحب 
جهاز الموبايل بقوة من احمد )0
احمد : اذا اخبرتي الشرطة ستدمرين كل شيء
يجب ان تدركي ذلك ؟
هدى : ( تحاول الاتصال بالموبايل )
سامي : (يدخل فجأة ويأخذ الموبايل بقوة ويقوم بكسره )
احمد: (يصرخ بقوة)
مجرم جبان ستندم على أفعالك الأجرامية ؟
سامي : (يحاول التهدئة )
هذه أوامر أبيك ...
احمد: ( بتوتر وعصبية وصراخ )
أبتعد عنا ...
(يسحب مسدس ةد وضعه مخيا تحت حزامة )
سامي : انك مجنون حقا!
هدى : (الى سامي بعصبية وقسوة )
أخرج من هنا , ايها الخائن ...
سامي : (سامي عندما يرى المسدس يرتبك )
سأخبر ابيك بكل ماجرى , ستندم ؟
(يخرج وهو في حالة توتر وأنهيار)
احمد : انت لي , لي وحدي سنكون في البيت نحو الاثنان
وطفلنا فقط واذا تطلب الأمر سنقوم بأخبار الشرطة بعمل ابي!
وسينتهي هو وتجارته الى الأبد ,أفهمي ذلك ؟ 
هدى : احمد لنأخذ طفلنا وهيا بنا نرحل من هنا هيا ...
احمد : كلا ,كلا ...
هدى : (تحاول الخروج)
اذا لاتريدنا ان نرحل , تعال معي هيا تحرك 
احمد: اين ؟
هدى : الى المسرح للأستمرار في عرض المسرحية , هل ستأتي معي 
احمد : (بتردد وخوف)
لاأعرف , لاأعرف0
هدى : (تحاول الخروج وهي في حالة غضب )
كل واحد سيدلك على المسرح 
, هل تفعل ذلك يااحمد ؟
احمد : (يحاول منعها من الذهاب )
ارجوك توقفي علينا بمهادنة أبي؟
هدى : اهتم بطفلنا !!!
(تخرج وهي في حالة توتر شديد , ويبقى احمد وحيدا
,تدخل رجاء )
احمد: (الى رجاء )
هل الطفل نائم ؟
رجاء : نعم نائم على سريره , اين السيدة هدى ؟
احمد : ذهبت الى المسرح ...
( يقطع كلامه )
رجاء : لماذا لم تذهب ورائها ؟ لقد وعدتها.
احمد : أتريدين ألقاء موعظة عليً يا رجاء !
رجاء : انني خائفة عليها , وانا اعرف مدى حبها لك
احمد : لو كانت تحبني الى هذا الحد ,لأستطاعت التضحية
قليلا من اجل ارضاء والدي . 
رجاء : هي فنانة مسرحية نادرة الوجود في مثل هذا العالم 
ألم تلحق بها ؟
احمد : لن اذهب , مصطفى هو ابي ؟ 
وانني ملزم بالاستمرار في تجارته , 
(بصراخ )
أتفهمين , أنني ملزم ألاترين انني مجنون وضعيف 
وجبان 
رجاء : اتوسل أليك ان لاتقولي لها أبدا كيف خنتها
بكل خسة !!!
رجاء : خذ ولدك وألحق بها , أنها تعرف ما ينتظرها هنا في 
البيت ! 
احمد : لايمكن الاختباء منه؟ سيجدنا اينما نكون , فعيونه
في كل مكان 
سألحق بها, و يجب ان تعرف , أن الأستمرارفي عرض المسرحية خطر علينا ... 
يجب أن نعود ونركم مرة اخرى امامه , يجب ان أخذ ولدي معي ..
(يدخل من الباب الداخلي ليأخذ الولد )
رجاء : اذهبوا الى اي مكان , ولاتعدوا الى البيت 
احمد : ( يصرخ , وهو خارج المسرح )
رجاء : أين ولدي ؟
(يدخل احمد منفعلا ومتوترا)
احمد : لماذا فعلت ذلك ؟, لماذا , خدعتني ؟
رجاء : ماذا جرى ؟
احمد : قلت الولد نائم على سريره , لماذا خدعتني ؟
رجاء : أليس هناك ؟ هذا غير معقول كارثة 0
احمد : ليس هناك !!! 
رجاء : وضعته على سريره , أين يمكن ان يكون ؟
احمد : لاأعرف ؟ فجأة لانعرف شيئا ؟
رجاء : بالتأكيد , أبوك اخذه لكي لاتتمكن من الذهاب مع
زوجتك 0
احمد : هراء خسة , احتيال قذر ...
(يخرج جهاز الموبايل ويتصل )
الو ... هدى يجب أن تعودي ...لاتمثلي في المسرحية .. 
..نعم , لاتفعلي ذلك .. 
ولدنا العزيز مفقود ابي أخذ ولدنا ...
(يغلق جهاز الموبايل )
رجاء : غير معقول ,سأبحث عن الولد , ربما أخذه من
سامي ...
( تخرج رجاء وتلتقي أثناء خروجها 
بمصطفى , يقف في طريقها)
مصطفى : (الى رجاء )
الى اين ؟ أذهبي من هنا ؟
(تركض رجاء خائفة نحو الباب الداخلي ) 
احمد: (الى ابيه مصطفى )
أين طفلي الوحيد ؟
مصطفى : لااعرف ؟
احمد : لقد خطفت الطفل !!! 
مصطفى : أطمئن ,انه موجود في مكان امن .
احمد : انت سرقته مني ؟ 
مصطفى : ماذا ؟ سرقته انا , جده وأردت ان أحميه
وأحميك !
احمد : نفاق , وابتزاز مقرف ...
مصطفى : انا أبوك , وأملك سلطة عليك ستطلب الطلاق ؟
احمد: قبل وقت قصير كنت طيبا معنا !
مصطففى : بل قل غبيا اذا كنت مستعدا للتضحية بتجارتي 
العظيمة , من اجل سعادتك المشبوهة ...
( بتهكم ) 
كان عليك ان تقنع زوجتك .
احمد : ليس مؤكدا ذهابها الى المسرح لعرض المسرحية ؟ 
مصطفى : زوجتك ذهبت الى المسرح ,وتحاول أثارة الرأي العام ضدي ,كيف
تتخيل الامور ؟ 
هل تقبل لزوجتك , ان تقف علنا ضدي , ان
تصبح جزءا من عائلتنا .
احمد : اتصلت بها , وقالت لي , لن تدلي بأي معلومات
ولن تقوم بالتمثيل في المسرحية ... 
مصطفى : ان مجرد تفكيرها بذلك , هو أهانة لي ولك !!!
احمد : زوجتي لها الحق بكل ما
تفعله ! فتجارتك سموم مخدرة تفتك بالبشر ؟ 
مصطفى : كل العالم مسموم , وانا لست التاجر الوحيد الذي 
يفعل ذلك !!!
احمد : هي محقة في ربط ذلك بموت ابيها .
مصطفى : أمتلك في هذا العالم السمعة الطيبة ولااسمح لاحد بتشويهها 
خاصة زوجتك اوانت ... 
احمد : : ستتجاوز ذلك حينما تنسى موت ابيها .
مصطفى : لن تتوقف ابدا , انها مجنونة تماما !
(يقترب من احمد )
انت ابني , كل يوم اتخيل اللحظة التي ستواصل بها
تجارتي قمت بعمل عظيم , ويمكنك الاستمرار فيه .
احمد : أليس لي الحق بأختيار طريقي الخاصة من اجل تحقيق طموحي ,
أنني لااحب تجارتك ,ليس هناك شيء مشترك بيني وبينها 
أنا لاأجيد مثل هذه التجارة ولاأريد ان اعمل بها ؟
مصطفى : اذا لم أنقذك في اللحظة الاخيرة ,
لن تكون شيئاً ؟
احمد: أحب زوجتي أكثر من أي شخص آخر في العالم ,لذلك 
تزوجتها .
مصطفى : الرجل في عائلتنا , لايتزوج كل امرأة أحبها في 
حياته 
احمد : نحن لسنا سلالة ملكية , تكلم اين طفلي ؟
مصطفى : لاتثرني , لاتجعلني اتوقف عن التفكير!!!
احمد : ارجع لي طفلي ؟
مصطفى : ( حالة توتر شديد ) 
كلا , كلا ...
احمد : انها اساليب العصابات الاجرامية
مصطفى : بدأتها زوجتك , بعد قليل ستنتهي أهتم
بأمنك الشخصي فقط ,أما أبنك فأنا أحميه !!!
احمد : اذا كنت لاتنوي االصفح , فلا تظن انني سابقى 
صامتا ...
مصطفى : ستبقى صامتا , ولن تذهب الى اي مكان,
لأنك اعجز من ان تفعل ذلك !
أنك مسكين وجبان وضعيف ولذلك فان تجارتي
لاتهمك ؟
احمد : أتوسل أليك , ان تسمح لي 
ان لااكون مثلك في اي شيء اذا كنت
ترغب لن اريك وجهي مدى الحياة 
ساتخلى عن كل شيء اعد لنا طفلنا .
مصطلفى : انت مضحك 
( يقهقه بصوت عالي )
وساذج , ستموت ستنتهي كأي شخص تافه
احمد : (يتوسل )
اصفح لنا ...
مصطفى : (في حالة توتر وغضب شديد)
ارسلها الى الجحيم , أفهم ؟
الى الجحيم , ودعنا نحيا حياة طبيعية تزوج
ممن تشاء في العالم يوجد
الكثير من النساءالجميلات 
وستصبح ابني من جديد , وسأنسى كل 
الأهانات ...
احمد : أسمح لزوجتي , لمحادثة واحدة معك . 
مصطفى : ولماذا ؟
احمد : لكي نستطيع ان نحبك كأب متحضر.
مصطفى : أنها تكرهني , اذا قدمت لها يدي فلن اكون شيئا ,
تخلى عنها أعلن الطلاق 
احمد : كلا , انا ذاهب ورا ء زوجتي ؟
مصطفى : تتخلى عن نسبك لعائلتنا 
سأتبرا منك , سأشطبك من حياتي !!! 
احمد : (ينفجر غضبا)
تبرأ وأشطب كيفما تشاء , فهي لم تعد طويلة .
مصطفى : أالى هذا الحد أنحدرت , الى متى سادلك ,
الى متى سأتحمل افكارك 
الغبية , وسعت تجارتي في اماكن عديدة من العالم ,
هل ألقي بتجارتي في المجاري ؟ افلاس
لايتصوره عقل , سأموت ويموت معي كل 
شيء , كنت أظن أن لي ابنا قادرا على الاستمرار بتجارتي .
احمد : (يحاول الكلام)
أ...
مصطفى : اصمت , وافضل ان تصمت دائما , نعم !
حتى انا ساموت ولكن تذكر ان 
الموت لايختار دائما حسب العمر فقط ...
(تظهر رجاء تحاول الدخول لكنها تتردد
فتبقى واقفة ) 
تستطيع أحضارها , لكنني لااستطيع ان 
اتصور ماذا سيحدث , لكي 
لاتلومني ذات مرة , وتتهمني بعدم استنفار كل 
الامكانات لأنقاذك .
(يخرج مصطفي )
رجاء : (تتقدم بسرعة نحو احمد , الذي يخرج جهاز 
الموبايل ويحاول الاتصال )
لا...لاتفعل ذلك , حلمت حلما سيئا ,أنها في خطر 0
احمد : ( يتصل بجهاز الموبايل ) 
ألو ... ألو... هدى نعم عليك الحضور حالا ...
رجاء : يجب ان تبقى زوجتك بعيدة من هنا , ستكون 
مهددة بالخطر...
( تحاول أن تأخذ الموبايل منه وهو في حالة يأس
وخوف شديد )
احمد : أتركيني ...أبتعدي 
(يدفع رجاء بقوة )
أين الطفل ؟ 
رجاء : لادري اين الطفل , لاأحد يدري ؟
احمد : (يتكلم بالموبايل )
نعم هدى , نعم ...
رجاء : لاتطلب منها العودة الى البيت ,
احمد : (يتكم بجهاز الموبايل )
هدى , لاأستطيع الأن ,لاأستطيع لأن طفلنا 
مفقود .
عليك ان تعودي الى البيت , قام ابي بأخفاء طفلنا 0
اذا رجعب سيكون كل شيء علي ما يرام , انه طفلنا 
العزيز.
(يستمع بتلهف )
كلا لاتخبري الشرطة بذلك ابي يراقب كل شيء
سيدمرنا حسنا سألاقيك ...
(يغلق جهاز الموبايل ويتقدم للخروج تقف رجاء
امامه , يقوم بابعاد رجاء عن طريقه )
رجاء : سيد احمد ,هنا لايتم تطبيق قانون الاخلاق , هنا يتم 
تطبيق قانون ابيك ...
احمد : أنت تعتقدين بأنني سأكون سعيدا من غير طفلي 
العزير ؟ 
رجاء : يجب ان يعيده لك يوجد في بلادنا محاكم كثيرة 
لا يمكن رشوتها .
احمد : نعم ! يوجد الكثير متل هذه المحاكم 
(يخرج احمد مسرعا وتبقى رجاء في حالة
قلق شديد ).


                          (( الفصل الثالث ))
(نفس المكان , رجاء تتحرك يمينا ويسارا وهي في حالة ذعر 
وخوف )
رجاء : يجب اللحاق بهم ! فهم في خطر , ولابد من تقديم 
شكوى ..
( تحاول الخروج , يظهر سامي فجاة ويقف امامها )
سامي : لقد اصفر وجهك , لم تخونينا , ضد من تردين تقديم 
شكوى , من الواجب تغير الخادمات من وقت لآخر , فبعد فتره
يصبحن تذكارا حيا للأشياء التي يجب ان تبقى طي الكتمان
رجاء : اتريد ان يقتلني سيد مصطفى .
سامي : هذا سيكون اخف الشرور بالنسية لك , المغادرة
افضل من شراء نعش ؟ 
رجاء : انك مقرفا , وتبقى مقرفا
سامي : يجب ابقاء لسانك الطويل وراء اسنانك .
رجاء : تكلم بادب وأخلاق ؟
سامي : ألاتخافين ؟
رجاء : لاأخاف , ولن أتعلم الأتكيت من مجرم !!!
سامي : (بتوتر وعصبية )
تبا لك ولأساليبك , ستغلقين فمك واضح تستطيعين 
الهذيان عن العلاقات الانسانيه كيفما تشائين لن تغيري شيئا
( يقترب منها ويحاول اغلاق فمها )
رجاء : دعني , قذر مقرف مرتزق ...
سامي : لست الأسوا من بين مرتزقة العالم 
ألديك رغبة أخيرة ؟ 
(يمسكها من رقبتها ,ثم يقوم باخراجها من الباب 
الخارجي وهي تصرخ وتستنجد)
رجاء : (تصرخ بقوة وتستنجد )
أتركيني ...النجدة , النجدة , مجرم ..
( وقد اختنق صوتها وخف )
مصطفى : (يدخل وهو يقهقه )
تجارة رائعة باسم التقدم والأنسانية , ومايسمى بنظافة
الحياة !!!
(ينظر من الباب الخارجي ثم ينظر ويتحرك
في اماكن مختلفة من البيت ) 
ربما يكون الصمت والانتظار مخاطرة كبيرة , لو لم
اكن اعرف من اكون لخفت حقا ؟
(يظهر شبح زوجته ياسمين , فتلاحقة في المكان يمينا
ويسارا , وهو يصرخ كلما يحاول شبح زوجته ياسمين الاقتراب منه )
لا , لا, اريد ان اموت...
(تدخل هدى مع احمد وهم في حالة غضب شديد )
هدى : مصطفى , في هذا العالم كل أم لها الحق بأبنها
, اعطني ابني ... 
(بغضب )
لماذا تصمت ؟ لماذا تفتعل الغموض؟ أعد لي طفلي فورا
, لااريد شيئا غير ولدي!!! 
مصطفي: تتجرئين بعد كل مافعلتيه فتدخلي ممتلكاتي ؟ 

هدى : أعدلي طفلي ؟ 
(تنظر الى احمد )
احمد , لم انت صامت
احمد : (الى ابيه )
لماذا لاتريد ان تسمح لنا بالأعتذار 
هدى : لست لدي مااعتذر عنه !!!
(الى مصطفى )
اعطني طفلي وسأغادر , وبدون مشاكل .
احمد : أرجوك كوني هادئة بعض الشئ ؟
مصطفى : انت ساذج ,لعنه قد حلت لها لن تغيرها ابدا
هدى: (بتوتر زائد عن الحد )
ابدا,ابدا... استطيع ان اخسر حياتي, ولااريد ان اكسب شيئا 
, لااريد شيئا , يكفيني ولدي .
مصطفى : سامي ينتظرك بالخارج , قولي له ان يعطيك الطفل 
تستطيعين ان تذهبي ...
احمد : (بقوة وهو في حالة غضب وتوتر) 
ساذهب معها..
مصطفى : لن تذهب معها , سأربطك الى جانبي بسلاسل 
لن تفك ابدا, ستفعل ما أريده انا ما هو مناسب لتجارتي
أفهم ؟
احمد : ساذهب مع زوجتي لاأريد شيئا ربما اكون قد سقطت
بعيدا عن الشجرة!!
مصطفى : نعم ! أنك أبن ياسمين أمك التي أبلغت الشرطه قبل
سنوات عرفانها بالجميل يثير الاعجاب !! 
(باستهزاء )
يمكنك توديع زوجتك أسمح لك بذلك0 
هدى : دعنا نذهب سويه ..
مصطفى : (الى احمد )
انها النهاية , مقاومتك مضحكه وحظك تعيس للغاية
احمد : (بقوة وغضب )
لن اتخلى عنها مقابل اي شى في العالم .
مصطفى : انا لاأطيق الخيانه سأدمرك ؟
احمد : (بغضب )
أصدقك , فقد فعلت ذلك مع امي العزيزة فهي
لم تفعل شيئا , سوى النصيحة لك فوضعت لها
السم في الأكل !!!
مصطفى : (بغضب )
أمك مريضه !
لكن ساعدتني على فهمك ..
احمد : أبي أغفر لي , ألم تحب أبدا؟
(الى هدى )
أذهبي خذي طفلنا , وعودي الى هنا .
هدى : (بفرح وسرور)
أتذهب معنا ؟
احمد : نعم ! أذهب معكما . 
(تخرج هدى )
مصطفى : (يخرج جهاز الموبايل ويتصل)
سامي , نعم , نفذ ما اتفقنا عليه !!!
(يغلق جهاز الموبايل) 
احمد : ( يتوسل )
أغفر لي ,امنحني لحظة صغيرة من السعادة ... 
مصطفى : االحب تجربة ليسب لها امل بالنجاح .
احمد : أرجوك ياأبي أتوسل أليك .. 
مصطفى : كلا بينكما هوة سحيقة , دعها وشأنها
احمد : (بحرقة قلب )
أنني أحبها ؟
مصطفى : الحب ! تجربة ليست لها أمل بالنجاح ؟
احمد : (في حالة انفعال حاد)
لن ارضخ لك , أنك لن تعترف يوما لأحد بحقه بأختياري طريقه
الخاصة به , لم يكن هنا سواك أنت وحلم حياتك تجارتك المخدرة .
مصطفى : التجارة ستبقى حتى بعد مماتي ؟
احمد : نعم ! ستبني لنفسك صرحا حتى لو دمرت سعادة الجميع , بل ! حتى لو
أضطررتنا كلنا للموت ؟
مصطفى : حقا ! أنك جبان ؟
احمد : تتصرف كما لو كنت أبا عصريا أهدى عائلتة سعادة 
كبيرة , والحقيقة ان كل شىء هو مجرد كذب ؟
مصطفى : أغرب عن وجهي, أغرب ...
(يومى الى سامي , فيدخل ويقوم بأقتياد احمد الى 
الخارج )
هدى : (نسمع صوت هدى زوجة احمد من خارج المسرح وهي تصرخ
خارج المسرح)
اتركني، ليس لك الحق، اسمع يجب ان اتحدث معه،

اتركني..
(تدخل مندفعة نحو مصطفى ويدخل ورائها سامي 
مسرعا )
لماذا تكذب علي , اين ولدي , واين زوجي ؟
مصطفى : (ببرود اعصاب)
قررالأنفصال عنك ...
هدى : لاصدق , انك تكذب تأمرت ضدي , لقد
خدعتني , أحتلت علي بأنذل الوسائل
أخجل ملعون ألا يسري عليك قانون , أتظن
ان لك الحق بسرقة ولدي 
وزوجي من غير عقاب ؟
مصطفى : وهل يسري قانون علي مسرحياتك ؟ أتستطيعين أثارة
الناس من غير عقاب . 
هدى : انت الذي أثرتهم , أنك تتاجر بالموت !!
مصطفى : (عدم مبالاة )
ليس لدي وقت , ماذا تريدين ؟
هدى : ولدي وزوجي 
مصطفى : لن تريهما بعد الان , هيا أذهبي... 
هدى : الى اين؟
مصطفى : الى ابعد ما يمكن .
هدى : سيجدني احمد حتي لو كنت في اخر الدنيا .
مصطفى : لن يجدك اذا اخترت اسما جديدا .
هدى : هل ستبتزني طوال الحياة؟
اتلخى عن أسمي , أهاجر أقتل في نفسي أجمل شىء يلد
مع الانسان !
مصطفى : نعم .
هدى : كلا , لن افعل ؟
مصطفى : ستنتهين سأعلن أنك مريضه مجنونة0
هدى : الشرطة ستتعرف على الحقيقة0
مصطفى : الشرطة , تحسين بوجودهم وراءك , لذلك انت 
شجاعة الى الحد. 
هدى : نعم .
مصطفى : ستموتين؟
هدى : مثلما فعلتها مع زوجتك ؟
مصطفى : أتظنين بأن موتك سيثير احدا في هذا الزمن 
الذي لاتمر فيه دقيقة واحدة دون مئات من جرائم 
القتل .
هدى : وأنت , أتظن أن جميع الناس مثلك تجار
مستهترون .
مصطفى : ( يقهقهه ) 
الأستهتار هو بركة الحياة الانسانية
المخدر المحبب...
هدى : ليس لك الحق بأنتزاع قدرة الأنسان على الحياة بأسم
القيم والمثل .
مصطفى : لماذا تمردت ؟ من اجل ما يسمى بالمثل التي لا
تستحق أية تضحية .
هدى : أتركنا وستعود حياتنا نظيفة وصافية . 
مصطفى : موتي فهذا اليوم لن يأتي ؟
هدى : لن تخيفني , لن أنتحر , أنا لست رجاء أم
احمد .
مصطفى: تذكري انني قادر على كل شىء ولاأخشاك 0
هدى : أتظن أنك خالد ؟ 
ألم تطلق الشرطة النار عليك ؟
مصطفى : (يصرخ بعصبية)
سامي , سامي ...
سامي : (وهو خارج المسرح )
نعم , نعم ..
(يدخل سامي )
نعم ...
مصطفى : نفذ ماأتفقنا علية ..
(توتر شديد , ينظر الى هدى )
أنت أخترت هذا المصير لنفسك انتحار, انتحار ..
(يخرج مصطفى)
سامي : (يدور حول هدى)
فنانة مجنونة , عقدت حياة الجميع يا
للشيطان في اي عصر تعيشين يمكنك شراء
كل شىء مقابل تلك الاموال التي عرضها
عليك , لاأمل بنجاحك في الحياة ...
( يقترب منها )
هدى : أبتعد , اتركني ...الحرية نجمة حياتي... 
سأبقى هنا لأموت سعيدة ً بأرضي الجميلة ...
سأبقى ؟ واقولها بوجهك القبيح ؟ سأبقى وأموت في بيتي الحبيب ؟
تريدون قتلي . أتريد قتلي ؟
يسلب طفلي وزوجي وسأبقى حليفة الحرية..
مجرمين ..يمن قتلتم الأبرياء بسمومكم ...
سأضحي بنفسي هذه البداية !!!
فلا بد ، لا بد من عودة ألف غيري , بعد قتلي 
كان طفلي يرسم بعينه كل شي جميل ...
فقدانه ثقيل زاد آلامي وهمومي .
(تتحدى بكل كبرياء )
أيها الظالم المستخدم الجبان ... 
يامن تسيره عصبة من المجرمين !
سامي : قد يظن المرء , أنك فنانة مغروررة من 
الأفضل لك في هذه اللحظة التفكير
بالموت , بل الأنتحار ؟
(يقترب منها , ويقوم 
بمحاولة خنقها , وهي تقاوم
وتصرخ فيقوم بخنقها بكل قوة وهي تقاوم
يحاول سحبها الى الخارج )
هدى : (تسحب يديها بقوة وبتوتر وصراخ )
أتركني ...وقح ,سكير ...
أذهب الى الجحيم انت ومصطفى التاجر اللعين !
رفضت الأمول والقصور !
وأعلنت رغم الصعوبات التحدّي .
(بقوة وكبرياء)
سأمضي الى بحر الشهادة لأنير بدمي؟ وموتي ؟صرخات اليتامى والأبرياء ؟ 
لعل ...لعل بموتي !!!
أحطّم عاجية الكذب والأفتراء ؟
أحرّر من قبضته الناس الأبرياء ,الذين جرفهم تناول المخدرات ! 
يا وطني سيبقى وجهك الجميل , أمل للمحبين والطيبين .
لامكان للمجرمين من أمثالك ..
(تومئ بيدها اليمنى على سامي ) 
سامي : أصمتي ,لابد من قتلك , وأطعام لحمك للكلاب , 
هدى : سأعود لؤلؤة في أعين كل الناس 
أنّني صرخت أريد الحياة ,أريد الحياة الشريفة 
أنني وقفت أمام تجارتكم التي تقتل البشر
أنتم كقراصنة البحر تحاولون سلبي وقتلي 

تحاصرون بشروركم كل شئ جميل ؟
و تمزقوق كلّ شراع لدي
لأنّي عرفت دروبكم وتجارتكم المسومة وفضحتكم 
وواصلت الأستمرار في الطريق
في سبيل فضحكم وفضحت تجارتكم بإسم القيم
وكنت ارفع صوتي وأناشد أعلى القمم
ويحاصرني كلّ يوم قزم من أمثالك 
لأغدو شراعاً بأجنحة بيضاء 
( تقوم بحركات معبرة تدلل على الشجاعة والكبرياء )
تبا للمجرمين الذين زرعوا الموت للبشر, تحاولون أغتيال صوتي
وأنادي بكل قوة وصدى ,الى الجحيم سوف تذهبون 
ولكنني رغم كلّ إغترابي
سأبقى على مهرة من عذابي
وأزرع في العمر ضوء الشباب
وعند بداية كلّ إحتراق
أموت وبموتي تحترقون ؟ 
سامي: (بعصبية وصراخ وهستريا , يقترب منها ويحاول غلق فمها وتكبيلها )
لعنة عليك , سأقتلك ... 
( نسمع صوت من الخارج )
صوت : الشرطة تطوق المكان ...
سامي : (بخوف ورعب وأرتباك ونوع من الأنهيار)
الشرطة ...لقد انتهيت ...
(يذهب يمينا ويسارا وفي حالة أنكسار وأنهيار ...)
هدى : (بفرح وسرور وبحركات راقصة )
شكرا ياأللة ,شكرا , رحمتنا برحمتك ياأرحم الراحمين ..
(يستمر فرحهها من خلال الحركات الجسدية والأيمائية الصامتة مع الموسيقى 
, مع خفوت للأضاءة تدريجيا )

ستار

محسن النصار
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9