أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، أكتوبر 19، 2016

العزاوي فنان متطلع إلى المستوى العالي في الفن المسرحي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

د. سامي عبد الحميد

التقيت  محسن العزاوي بعد عودته الأولى من دراسته الفنية في مدينة (براغ) الجيكية  وكان مبعوثاً من قبل الحكومة أوائل الستينيات من القرن العشرين. كنت أبحث  عن ممثلين اثنين يشاركان في مسرحية تنسي وليامز (الحيوانات الزجاجية) التي  قام القاص خضير عبد الأمير بتحويل حوارها بالفصحى إلى العامية العراقية.  وكنت أقوم بإخراجها للفرقة القومية للتمثيل


 قبل صدور الأمر بتشكيلها رسمياً ولكونه درس الفن المسرحي في بلد أجنبي ولكونه شاباً رشيقاً ووسيماً اخترته لتمثيل أحد الدورين أمام فوزية عارف وفوزية الشندي وفخري العقيدي، وبوقتها اثبت تفانيه في الأداء وحضوراً مسرحياً جذاباً.
عندما تولى (محسن العزاوي) إدارة قسم المسرح والفرقة القومية للتمثيل خلال السبعينات وضع اللبنات الأولى لرسم خط مسرحي يشمل مسرحيات متنوعة في فكرها وفي شكلها وفي أسلوبها لمؤلفين عراقيين وعرب وآخرين أجانب، وكنا نذهب إلى بناية المسرح القومي القديمة وهي من مخلفات المعرض التجاري السوفيتي لنجد جدولاً معلناً بالعروض المسرحية المتواصلة خلال السنة أو الموسم ويحتوي الجدول عناوين المسرحيات وأسماء مؤلفيها وأسماء مخرجيها وأسماء الممثلين فيها وحتى مواعيد عرضها فأين ما كان مما هو الآن؟
محسن العزاوي مخرج مسرحي انتقائي تتنوع اختياراته من المسرح العربي والعالمي وتنوع أساليب معالجاته الإخراجية بحسب طبيعة هذه المسرحية وتلك. أخرج (روميو وجوليت) بأسلوب يقترب من التقليدية مع محاولة الإسقاط على الواقع العراقي، وأخرج (طنطل) لطه سالم واقترب من معالجة مسرح اللامعقول وأخرج (نشيد الأرض) تأليف بدري حسون فريد بأسلوب يجمع بين الواقعية في الشخصيات والتجريد في المناظر وكانت المسرحية تتحدث عن هجرة الفلاحين إلى المدينة. سلبياتها ومتاعب المهاجرين وأخرج مسرحية تاريخية عربية بعنوان (الغزاة) لمؤلفها علي الشوك وكذلك الحال مع (باب الفتوح) للمصري محمود ذياب وفي مجال الكوميديا الساخرة أخرج (حرم صاحب المعالي) من إعداد يوسف العاني وأخرج (زينة النساء) لألفريد فرح ونجح كثيراً في إخراجه لمسرحية عادل كاظم (نديمكم هذا المساء) الكوميديا الملحمية التي تشيد بدور الممثل البطولي ومثلت فيها دور الممثل (حمادي) وهو استعارة للمثل الكوميدي العراقي (جعفر لقلق زاده) الذي أشتهر خلال الأربعينيات وبداية الخمسينيات. عرضت المسرحية في بغداد لمدة طويلة وشاهدها جمهور غفير وعرضت في مسرح أكاديمية الفنون في القاهرة بمصر وأشاد بها الفنانون المصريون كثيراً. شاركت بدور رئيس في مسرحية قاسم محمد (مجالس التراث) التي أخرجها (محسن العزاوي) بالشكل الاحتفالي وعرضت في بغداد وفي عدد من المدن المغربية الرباط ومراكش والدار البيضاء وأثارت الإعجاب.
يمتلك (محسن العزاوي) خيالاً واسعاً وحرفية عالية في التقنيات المسرحية ويميل إلى حركية المشهد المسرحي فترى الممثلين في المسرحيات التي يخرجها لا استقرار لهم حيث يتحركون على خشبة المسرح باستمرار. واعتبر (محسن العزاوي) من أبرز المخرجين المسرحيين الحداثيين العراقيين من الجيل الثالث، الجيل الأول (إبراهيم جلال) و(جاسم العبودي) و(جعفر السعدي) والجيل الثاني (بدري حسون فريد) و(سامي عبد الحميد) و(محسن السعدون) و(سعدون العبيدي) والآن (محسن العزاوي) ناجحاً في معظم أعماله مخرجاً وممثلاً ومديراً وظل في المقدمة مع جيله من المخرجين (عوني كرومي) و(سليم الجزائري) و(قاسم محمد) و(عبد الوهاب الدايني) وبقى على الدوام يتطلع إلى المستوى العالي في الفن المسرحي.

---------------------------------------------------
المصدر : ملاحق المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

'بينما كنت أنتظر' هشاشة مدينة بين الصحو والغيبوبة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 19, 2016  | لا يوجد تعليقات

كتابات مسرحية

'بينما كنت أنتظر' هشاشة مدينة بين الصحو والغيبوبة
عمار المأمون 

تشهد خشبة مسرح “التارماك” في باريس العرض المسرحي “بينما كنت أنتظر” تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبوسعدة، وفيه يحاول مخرجه تشكيل فضاءات دمشق وقصصها الهامشية، تلك التي لا تُشاهد على الشاشات ولا تتداولها وسائل الإعلام.

ما انفك العرض المسرحي السوري “بينما كنت أنتظر” يتنقل بين عدة عواصم أوروبية، أولها كانت بروكسل، وثانيها باريس، ومازال مخطط له التنقل عبر عدد من العواصم الأوروبية والعالمية الأخرى، بعد أن حاز على الجائزة الكبرى في مهرجان زيوريخ المسرحي، والمسرحية تستمر لمدة ساعتين وأربعين دقيقة، وهي من تأليف محمد العطار وإخراج عمر أبوسعدة من بطولة محمد آل رشي وأمل عمران وناندا محمد ورهام قصّار ومؤيد روميّة ومحمد الرفاعي.

وتدور أحداث مسرحية “بينما كنت أنتظر” بين عامي 2015 و2016، حيث نرى الشاب تيم في غيبوبة، ووالدته تردد آيات من القرآن فوق جسده الغارق في النوم، تيم ينسلخ عن جسده، ويرتقي إلى “الأعلى” في مكان مطل على الخشبة، هناك يقف إلى جانب شاب آخر (عمر)، المعتقل لدى تنظيم الدولة الإسلاميّة بعد أن كان حبيسا لدى النظام.

العلاقة بين الاثنين هناك في “الأعلى”، تدور حول الثورة والاختلاف في الموقف منها، فتيم رفض السلاح وانتهى به الأمر موثّقا للمظاهرات في محاولة لصناعة فيلم، أما عمر فقد تورط بالسلاح والأسلمة ثم رفض كل شيء، الاثنان يحضران في عالم برزخي حرّ، يطلاّن منه على دمشق الآن.

هم المعلّقون بين الحياة والموت، يراوحون بين لا نهائية البرزخ وذاكرتهم التي تعيد اجترار نفسها، أحرار يصرخون دون أيّ قيد، هم خارج أجسادهم، خارج سطوة العنف.

وفي القسم “السفلي” تدور بقية أحداث المسرحية، تحديدا في دمشق، لتحكي عن حادث السيارة والاعتداء الذي تعرّض له تيم وأدخله في غيبوبة، فتتضّح رويدا رويدا علاقته مع الثورة والمدينة، وهو الذي يريد صناعة فيلم لاكتشاف نفسه وأسرته وتوثيق الثورة “كما كانت”، لتتكشّف لنا لاحقا علاقته مع والدته والفضيحة التي عرفتها الأسرة، ثم حكاية أخته التي حاولت التحرّر من قيود أسرتها ورحلت إلى بيروت دون أن تنجز شيئا حسب تعبيرها، كذلك صديقه، الذي قرّر البقاء في دمشق، فقط لأجل الانتظار، دون أن ينجز شيئا، أما حبيبته فتقرّر الرحيل.

الانتظار المرتبط بعودة تيم إلى وعيه لا يلبث أن يتلاشى، لتكتسب الحياة في المدينة المنكوبة إيقاعا جديدا، يتلاءم كل مرة مع خسارة جديدة
الانتظار المرتبط بعودة تيم إلى وعيه لا يلبث أن يتلاشى، لتكتسب الحياة في المدينة المنكوبة إيقاعا جديدا، يتلاءم كل مرة مع خسارة جديدة، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى المدينة التي تهبط بثقلها على صدور قاطنيها، ليغدو كلامهم أشبه بالهمس.

يتداخل الحقيقي مع المتخيل في العرض، إذ نشاهد مقاطع مسجلة لمظاهرات كانت تحدث في دمشق، ثم عدة صور لأخت تيم ومسيرة حياتها، وكأن الثورة تحدث على مستويين، فردي واجتماعي، وكلاهما للأسف تعصف بهما خيبة الأمل، بسبب التشدد الذي أصاب الثورة من جهة، وحالة الشلل التي أصيب بها من هم من في الداخل من جهة أخرى، إلى درجة أن بعضهم قرّر الرحيل كخلاص من جحيم اللافعل، أو البقاء في الداخل محكومين باعتقال عشوائي أو قصف عشوائي، فالإحباط الذي أصيبت به الشخصيات مرتبط بطبيعة دمشق نفسها، هي اللاحسم، إذ توجد فيها حياة شبه طبيعية لكنها معلّقة، ومهددة في أي لحظة، هي مثله في غيبوبة، فهو كتيم، حاضر جسدا، لكنه غائب الوعي، في أيّ لحظة قد يستيقظ، أو من الممكن أن يبقى غارقا في صمته.

يتفاوت الأداء في العرض بين الممثلين، ربما لاختلاف الخبرة بين جيلين مختلفين، كذلك نلاحظ طبيعة النص الذي يتحول إلى بيان سياسي ضد السلاح وضدّ التشدد الإسلامي في البعض من الأحيان، لنرى عمر (مؤيد روميّة) يصرخ كافرا بكل شيء كالبعض الذين أغراهم السلاح والمفاهيم الأصولية، في حين يلقي أمامنا تيم خطابا رومانسيا موجها للجمهور، وكأنه يوضح لهم مسار الثورة، والانحراف الذي شهدته، فيبدو ما هو سياسي واضحا وصريحا، وكأنّ تيم ينطق باسم شريحة من جيل الشباب الذين وجدوا أنفسهم حبيسي الذاكرة وزمن الثورة التي ظنّوا أنها تشبه ما أرادوه، لكنها ما لبثت أن سُرقت منهم.

----------------------------------------
المصدر : العرب 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9