أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

السبت، يوليو 16، 2016

المسرح.. بين الواقع وتحدّي الرّاهنية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يوليو 16, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

سامر اسماعيل: ليس هناك أزمة مسرح في سورية بل هناك أزمة تشخيص

عكست الأزمة على قطاع الثقافة في سورية أثراً سلبياً فنصف كتابها غادروا البلاد وآخرون اعتزلوا الكتابة وأُغلق عدد كبير من دور السينما والمراكز الثقافية والمسارح وأصبحت النشاطات الثقافية فقيرة بكل جوانبها في سورية.

وعن واقع المسرح في سورية تحدث الكاتب الصحفي سامر محمد اسماعيل من خلال حوار معه :

- الدراما يجب أن تكون حاضرة وبقوة، وأخذ النص السينمائي أو المسرحي أو الأدبي إلى مناخات شعرية لا يعني إطلاقاً التخلي عن الدراما، سوفوكليس وشكسبير وراسين وأحمد شوقي وممدوح عدوان كانوا شعراء، لكنهم كتبوا للمسرح أهم التراجيديات وأجمل النصوص، ما قصدته تماماً من المستويات الشعرية للنص ليس إلغاء درامية النص، لكن الدراما هنا يجب أن تكون قادرة على فهم الكائن الإنساني في كنه وجوده، في علاقتنا مع الآخر، ولهذا ليس مطلوباً مسرحيات شعرية أو سينما شعرية، المطلوب هو قدرة النص على أن يكون جديداً في كل مرة تتم العودة إليه، وهذا بالضرورة يتطلب خبرة عالية في تطويع الحدث الدرامي بجعله حدثاً استثنائياً، حدثاً بعيداً عن المعالجة التلفزيونية، فالشخصية المكتوبة للمسرح والسينما يجب أن تكون شخصيات استثنائية، لا مجرد أدوار وظائفية.

 مسرحية "ليلي داخلي" التي قُدمت، أعتقد أولاً أن المشكلة هي في الفكرة القديمة عن الكتابة المسرحية التي عززتها النصوص المترجمة بشكل سيء ساهمت بنوع هذياني يلفه الهذر والإستهلال، البعض يظن أن كتابة مسرحية هي ذاتها كتابة نص مسرحي، وهذا سوء فهم مزمن، فكتابة المسرح تحتاج إلى دراية حقيقية بالفن المسرحي، لا كتابة نصوص أدبية جافة ومريضة، كتابة المسرح هي كتابة للخشبة، هي كتابة لا يمكن الخلاص لها إلا في زمن البروفة التي أقوم مع فرق العمل على إنجازها على خشبة مسرح القباني، زمن التخلص من النبرة الأدبية التي لا تمت للفن المسرحي بصلة، ولهذا تجد أن سعد الله ونوس مثلاً لم يكن يمانع في تعريض نصه للكثير من التعديلات وإعدادات المخرج وفريق العمل، النص المسرحي الأدبي لا علاقة له بنص الكتابة للممثل، هذا شيء آخر تماماً، ولهذا نحتاج اليوم في مسرحنا العربي إلى ما يشبه ورشات إبداعية، فرق مسرحية تعمل على تطوير مسوداتها للانتقال من الصيغة شبه الأدبية إلى تقديم نصوص ذات حمولات إخراجية حقيقية، فالنص المسرحي هو قبل كل شيء تصور دقيق للأفعال وللشخصيات وللفضاء، يتم تطويره من الكتابة الأدبية الخرساء إلى مادة درامية تضج بالصراع والحركة، حيث يساهم في ذلك كامل فريق العمل وفق مبدأ التأمل الجماعي نحو "الإنعتاق من الإلتصاق الأحمق بالنص" كما يسميها أنطونان آرتو.

في مسرحية "ليلي داخلي" قمتُ بإنجاز نص الرّاهن السوري عبر مسرحية ماركيز:

 النص الذي كتبه صاحب "مئة عام من العزلة" هو النص المسرحي الوحيد الذي أنجزه ماركيز للخشبة، لكنه نص رائع وخاص جداً، قمت بإعداده بما يتناسب مع الحدث السوري، ليكون بمثابة احتجاج علني على العنف، على القتل، على براعة النخب الإنتهازية عبر مونولوج تلقيه امرأة في عيد زواجها العاشر على زوجها المثقف، زوجها الذي ينتمي بقوة لعالم النخبة، والذي يمزج بخبث بين طبقة رجال الأعمال وصفقات البزنس وتبييض الأموال والنجومية التلفزيونية من جهة، وبين طبقة الإنتلجنسيا، هي خطبة لاذعة بلهجة شامية بيضاء، وقفة صراحة مع الذات السورية التي شبعت دماءً وفساداً وتهميشاً للآخر، وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم، ولذلك أحاول مع الممثلة روبين عيسى والروائي خليل صويلح تقديم مادة غنية على الخشبة عبر معطيات معاصرة يكون فيها المسرح وجهاً لوجه مع السينما والفيديو والفوتوغراف والإنترنت، عناصر متعددة أستخدمها هنا لتحقيق العرض، بعيداً عن استعمال هذه المعطيات كعناصر تزيينية، بل لتكون السينما والصورة في جوهر بينة العرض المسرحي.

- لطالما قلت أن المسرح هو الدراما:

 التلفزيون شيء آخر كونه يقدم دائماً بصيغ ترفيهية بغية اعتقال الناس في بيوتها، المسرح ظاهرة اجتماعية ووسيلة من وسائل الإتصال الجماهيري، وهذا الإتصال لا يمكن أن يتم إلا عبر هذا البرلمان الشعبي الحر، ليس هناك أزمة مسرح في سورية، بل هناك أزمة تشخيص أزمة، بمعنى ثمة تركيز إعلامي جاهل على أن موديل المسرح أو المشتغلين في المسرح في أزمة لا خلاص منها، وهذا عائد إلى شكل السلطة العربية وطريقتها في التعامل مع المسرح كفن يدعو للإجتماع والتجمع، أي للحوار، للجدل، للسؤال، وهذا ما تخاف منه السلطة وتدفعه دائماً إلى أن يكون على أنه في أزمة، هناك تجارب جديدة هامة في سوريا لم تلقى التشجيع الكافي، ثم أنه هناك تركيز على تقديم النصوص المترجمة دون الإلتفات إلى الراهن، ودون العمل على إعداد إنشاء درامي للنصوص المنقولة، وهذا بدوره يلغي أن الجمهور في النهاية كائن تاريخي وجغرافي، مما يدفع إلى "تطفيش" المتفرج، الجمهور بحاجة إلى أن يشاهد نفسه على الخشبة، يشاهد ما يعنيه لا أن يظل يشاهد عطيل يقتل ديزديمونة دون أن يتدخل ولو لمرة، بالله عليك كيف لجمهور سورية 2012 أن يتعاطف مع مسرحيات من عصر النهضة، المطلوب اليوم هو مسرح طازج وراهن يحاكي هموم الناس، يتكلم بلغتهم لا يتفاصح عليهم.

- هل ينضوي "ليلي داخلي" في سياق الأعمال المسرحية التي قدمتها مع اليوم:

 بعد انقضاء أكثر من خمسة عشر عاماً على فرقتي المسرحية "أنصار المسرح" التي كانت تجوب المحافظات السورية لتقديم عروضها في القرى النائية وعلى خشبات ومسارح المدن، أجد أن النقد المسرحي يوفر لي مساحة جديدة للتفكير؛ مساحة أظنها تنتهي اليوم إلى العودة إلى التأليف والإخراج المسرحي، خاصةً أنني أرى أن هناك مجالاً اليوم لبزوغ طليعة ثقافية جديدة في المسرح والسينما والشعر.. النقد المسرحي دائماً يعني لي كتابة للنص من جديد وتقديم رؤية إخراجية لما كان يمكن أن يكون عليه العرض الذي أنقده، إضافةً إلى أن معظم خريجي قسم النقد المسرحي ـ للأسف ـ  لم يتصدوا لهذه المهمة.. أنا لم أدرس النقد، كما تعرف، أنا خريج قسم الصحافة في جامعة دمشق، لكنني لا أجد مندوحة من تعزيز أي نشاط مسرحي سوري، فعلى مدى السنوات العشر الأخيرة تصدّيت لكتابة نصوص نقدية عن عشرات الأعمال المسرحية، في الوقت الذي كان فيه من يتخرّج في قسم النقد، أومعظمهم، يذهبون إلى كتابة التلفزيون.. حتى إن معظمهم لا يحضرون مسرحاً، فمعظمهم ـ للأسف ـ  دخل إلى المعهد ليشتغل في التلفزيون.. اليوم نحتاج إلى الكتابة ضد البروشور؛ إنها الكتابة المعقمة من التدليس؛ كتابة قادرة على مواكبة التجربة المسرحية السورية.

 لا أدّعي أنني أستطيع القيام بهذه المهمة بمفردي.. لكنني من خلال إشرافي على ملفّ المسرح في جريدة «شرفات الشام» التابعة لوزارة الثقافة، استطعت أن أجمع حولي العديد من الأقلام النقدية الجادة التي رافقتني منذ خمس سنوات في تحرير ملف المسرح بقصد مواكبة الحراك المسرحي السوري، ليس في دمشق وحدها؛ بل في كامل المحافظات السورية..حلمي اليوم هو طباعة كتابي عن المسرح السوري المعاصر، الذي يحمل عنوان "الكتابة ضد البروشور" هذا الكتاب الذي حققته عن حوالي ثلاثمئة عرض مسرحي سوري معاصر، بالإضافة إلى أرشيف خاص بصور هذه العروض.

 لقد استطعت مع فرقتي المسرحية الجديدة "تجمع أشجار المسرحي" أن نتفوق على الظروف القاهرة التي تمر بها سورية، فقدمنا المسرحية لثلاثة اسابيع متتالية على مسرح القباني بدمشق في آذار 2013  كما قدمناها على المسرح القومي في اللاذقية لمدة ستة أيام متتالية وبحضور جماهيري كبير ورُشح العرض للمشاركة في الدورة السادسة لمهرجان قرطاج المسرحي بتونس حيث قدمنا هناك عرضين: الأول بجنوب تونس في مدينة " مدنين" والثاني على مسرح الحمراء في العاصمة تونس حيث لاقى عرض "ليلي داخلي" احتفاءاً منقطع النظير من الجمهور التونسي الحبيب والذواق.
كل هذه المشاركات لهذا العرض لم تكن لولا إيمان فرقة أشجار أن المسرح عصي على الهزيمة وأنه يشكل إرادة السوريين وإصرارهم على الحياة.

------------------------------------------------
المصدر : هديل عدره - تحولات 

تابع القراءة→

0 التعليقات:

نقد المسرح النظير / حميد عبد المجيد مال الله

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يوليو 16, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

يسعى المسرح النظير حسب الناقد بروس ولشر الى (تقليد النشاط البشري) دوافعه (اننا نعيش في زمن التناظرات) ويفرق في بحثه بين الواقع والخيال في عالم المسرح، ويبدي تحفظات عن آلياته ابرزها (انها غير ملائمة لاحتواء سلوكية الانسان، ويصعب التأكد من مواقعها داخل او خارج الحالة المطروحة) لاسيما في حالات الاستثناء، والذي غالبا ما يلجأ المسرح اليه، وتلغي الحد الفاصل بين الواقع والخيال الفني، أي بين النشاط البشري الفيزيقي وبين النشاط البشري الفني، كما يتضح اختلاف (الحدث الخارجي) الوقائعي عن الحدث المصنع في (منطقة ومكان الاداء) وهو مكان (الابداع)، ويتساءل ولشر عن (مكانة التخيل عند اللجوء الى ذبح حيوان!) على المنصة.

هناك طرائق طبقها مخرجون عالميون حددها النقد ضمن مصطلح (المسرح النظير) وهي اساليب (مثيرة للرعب والاضطراب) لدى المتلقين، في عام 1970 قام المخرج رافئيل اورتيز بذبح بعض الفئران على خشبة المسرح كجزء من العرض المسرحي الذي قدمه بعنوان (السماء تسقط) وهي مسرحية طقسية مضادة للحرب في فيتنام، ضمن مسرح (الاحتجاج) على (الاجتياح) الامريكي لتصفية الحركات الثورية اليسارية في العالم. كما تضمن عرض (مرمى النيران) للمخرج كريس بيردون مشهدا اطلق ممثل فيه النار فعلا على أحد ذراعيه! كما ثبت الممثل (سترلنك) خطافا في لحمه وتعلق به في فضاء المسرح! وفي مسرحية (الطقوس السرية) قام المخرج مرمان نيتشي بتقديم خراف مذبوحة منزوعة الاحشاء.. وفي منتصف الثمانينات قامت فرقة عالمية بذبح حصان ـ كجزء من عرض مسرحي ـ قدمته في مهرجان سانت اركانجيلو، ونتيجة لاحتجاج الجماهير تم حل الفرقة.

في عروض مسرحنا العراقي رصدت توجهات مماثلة واخرى مخففة تقترح ادراجها ضمن هذا اللون المسرحي، ولربما يتذكر المتلقي امثلة اخرى. في مطالع تسعينيات القرن الماضي، وفي مهرجان لمنتدى المسرح اقيم في البصرة، عرضت مسرحية (ثامن أيام الاسبوع) لعبد النبي الزيدي اخراج حيدر مكي ـ وهي مسرحية احتجاجية ـ قام ممثل بقطع رأس حمامة بيضاء، والقاها في باحة المنتدى ـ المكان المسرحي ـ ضمن مشهد تجري وقائعه في مقبرة ممهد لوأد انسان حي ـ ولد المشهد اذى نفسيا في المتلقي، مما دعا الناقد د. مجيد حميد في تعقيبه على العرض الى اصدار حكم نقدي مضاد للواقعة الدموية الفيزيقية، نتيجة استبشاع الجمهور واستهجانه للفعل. وفي (عرض آخر) بالبصرة وعرض في منتدى المسرح ببغداد ايضا تعرض الممثل الى الضرب بالاحذية! وسط استنكار الجمهور.

ويمكن الاستدلال ـ بحدود ـ على اشتغالات (مناظرة) للواقع في عروض مسرحنا منها استخدام اليات مثل الدراجات الهوائية والنارية والزوارق والات اللحيم ورش المبيدات الحشرية والتوابيت والنقالات الطبية (السديات) واسرة المنام، وتأثيث الفضاء المسرحي بالارائك والكراسي والمناضد والمكاتب كلوازم سينوغرافية، اضافة الى الات موسيقية كما البيانو والات عزف الفرق الشعبية والالات الغربية واستخدام مؤثرات شمية: حرق البخور والاعشاب العطارية، وفي مسرحية (النحيف والبدين) تم حرق كمية من اللحوم والشحم، وتوجيه رائحة الشواء نحو المكان ـ مائدة البدين.

في مسرحية (جسر الحديد) عرضت في نهاية السبعينيات بالبصرة ظهر حمار يتمشى على مسرح (قاعة التربية)! ضمن مشاهد تجري في قرية. وفي مسرحية اخرى عرضت في التسعينيات، تم غسل النصف الاعلى من بدن الممثل بالماء والصابون مع الدلك! التنشيف.. وبناء على تعليمات المخرج الفنان عبد الامير السماوي حلق شعر الممثل صالح البدري لتمثيل دور (المملوك) كي تكتب رسالة بحبر سري على جلدة رأسه في مسرحية (رأس المملوك جابر) لسعد الله ونوس ـ عرضت في اواسط السبعينيات ـ واسند الفنان الرائد عزيز الكعبي دور (الاعمى) الى ممثل اعمى.

في مقالة نشرت حديثا للاستاذ صبحي الخزاعي بعنوان (المسرح الذي نريد) عن تجربة الفنان العالمي جون كيج، من استنتاجات الكاتب دعوته (لهدم المسرح التقليدي) و (الواقعية القديمة) ودعوة المسرحيين العراقيين الى (عدم الركوع تحت وطأتها سنين اخرى قادمة) الا اني وجدت في بعض موجهات كيج مقاربات مع المسرح النظير منها (.. أريد ان انظر الى الحياة اليومية كأنها نوع من المسرح..) وبشأن التمثيل في الواقع يشير الى (ايجاد تجربة مسرحية تشبه الحياة..).

كما رصد النقاد في تجربته تأثيرات الحركة المستقبلية الايطالية باصرارها على (استخدام أصوات الحياة اليومية وحتى ضجيجها بوصفها اكثر تأثيرا من الاصوات التي تصدرها الالات الموسيقية..) المفارقة فنيا ان المسرح النظير لايمكن ان يتقيد بمحاكاة الحياة اليومية ذلك لأن النشاط اليومي (بطيء) بينما في المسرح تتم عملية (تكثيف) للطاقة اضافة الى (تكثيف الزمن) ايضا.

يؤكد بيتر بروك في تفريقه بين الفعل اليومي والادلاء ـ التمثيل (..اذا ما طلب من ممثل بفعل ما يقوم بفعله في حياته اليومية سيقوم بادائه في اغلب الحالات على خير وجه وهذا ينسحب على اغلب الانشطة من عمل الفخار ـ فعل بطيء ـ والى نشل الجيوب ـ فعل سريع..).

ويوجه بروك كلامه الى الممثلين (الا انه اذا افترضنا ان الايماءات اليومية اتوماتيكيا اكثر حقيقة من تلك التي تقومون بها في المسرحيات الغنائية او الباليه فاننا نكون مخطئين..).

وتفريقا بين الحالتين اورد المثال الطريف التالي: (فم الحقيقة) تمثال روماني حجري، تقول الاسطورة انه يعض كل من يكذب في اختبار عندما  يدخل يده في فم التمثال! لنر ماذا فعل المسرح لتجسيد التمثال والفكرة، اكتفي بتصميم وجه التمثال فحسب من قماش خفيف مليء بالثقوب في مسرحية (اجازة في روما) وهي غنائية عن (صحافي) اعزب مفلس يتعرف على اميرة ثرية يطلب من مصوره التقاط صور لها يبيعها لصديقته، لكنه انتهى بالوقوع في حبها.

المسرح النظير قد يولد ايحاءً بالدهشة والصدم في حالات والالفة والجاذبية في حالات الا انه يبتعد عن الخيال، والمتخيل جوهر فن المسرح وغذاء الروح.

---------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 
تابع القراءة→

0 التعليقات:

مسرح عرائس أوروبا.. من الخشب إلى عالم السينما

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يوليو 16, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

له مسميات عدة من بينها مسرح الدمى، ومسرح الماريونيت، ومسرح الكراكيز، ومسرح الأراجوز

وقد عرف فى أوروبا تحديدا اليونان القديمة وروما القديمة منذ عهد بعيد، حيث عثر الأثريون علي دمي ذات أرجل وأياد متحركة مصنوعة من الطين والعاج يعود تاريخها إلي العام 500 قبل الميلاد.

كما عرفته معظم الدول الأوروبية في العصور الوسطي ٬ خاصة في إيطاليا وصقلية، وتطور فن العرائس تطوراً كبيراً منذ القرن الحادي عشر الميلادي وحتي الآن .

العرائس والماريونيت

ظهر المسرح في بدايته عند الرومان و الإغريق ثم انتقل المسرح إلى العالم العربي فظهر أول مرة بالشام و مصر و كان ذلك مع بدايات القرن التاسع عشر بعدما قدمت فرق من فرنسا و إيطاليا في الفترة التي كان يحكم فيها محمد علي، و في عهد الخديوي إسماعيل أسست دار الأوبرا المصرية من أجل أن تنافس أرقى المسارح الأوربية.

في الغرب لم يعرف الناس مسرح الطفل، إلا بعد أن تعرفوا على مسرح العرائس والماريونيت، فكان اللاعبون ينتقلون باللعبة ويتجولون بها من مكان إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى.

كانوا يرتادون المدن والقرى النائية لإسعاد الصغار والكبار على حد سواء، ومازال الاهتمام بـ«الماريونيت» في الغرب مستمرا إلى يومنا هذا.

يرجع تاريخ مسرح العرائس في أوروبا إلى فترة «كريستوفر كولومبوس» حيث كان أحد مرافقيه كان يصطحب دائما عروسًا تحركها الخيوط.

عرائس بأرجل وأيد خشبية

كما أن الفلاحين الذين كانوا يقطعون الأخشاب كانوا يصنعون عرائس بأرجل وأيد خشبية ويوظفونها في احتفالاتهم الموسمية، وقد شهد هذا الفن انطلاقته الأولى بشكل مسرحي في أوروبا في القرن التاسع عشر.

وقدم الفنان الهولندي «نيل وندرليندن» في ورشته تعريفًا بعدد من تجارب مسرح العرائس في بلدان عدة، وأشار إلى أن الإقبال على هذا الفن في الصين يتعاظم يوما بعد يوم وأن جمهور مسرح العرائس في الأغلب من أطفالا صغار لكن التقليدي منه يحظى بمتابعة الكبار وإعجابهم.

و تعود الكتابات الأولى في مسرح العروسة الى الأسطورتين الهنديتين «ماهبا هاراتا» و «رامايانا», وهما أسطورتان مليئتان بالطقوس الدينية السرية التي كان يعتقد أنها تجلب السعادة في قلوب الداخلين الجدد.

عمل مسرح العروسة الهندي على نوعين من أدب المسرح, الأول قصة أسطورية عن حب «راما» للشاب «سيتا»، الذي يقع في حب أسطوري غير واقعي, والنوع الثاني قصة حب حقيقية بين البشر جميعا ينتزع علاقات الحياة العامة بكل ما فيها من ود ورحمة واحترام وتعاملات وأخلاقيات.

تعدد المسارح

توسعت مسارح العرائس بعد حركة التنوير الأوروبي, وبحلول القرن 19 ميلادي اهتمت الحكومات الأوروبية ببناء مسارح خاصة للأطفال, كان مسرح «باب شميد» وبابا هنا بلغة الأطفال، أشهر المسارح الأوربية في ميونيخ بألمانيا.

وقد شجع أحد نبلاء ألمانيا «بوتسي» على تأليف مسرحية للطفل، الأمر الذي حفز كبار الفنانين من كتاب ورسامين على الكتابة لمسرح الطفل أوترللو، مايول، كاندينسكي، كلي، جوردن كريج.

وبعد الحرب العالمية الثانية، وبروز التربية كأحد العلوم الحديثة والمتصلة بغالبية العلوم الأخرى، خطا المسرح خطوات واسعة، وتم انشاء مسارح جديدة للأطفال لتغطية العلوم التربوية والاجتماعية تطبيقا في الفن المسرحي.

فظهر مسرح «اسكوبا» في تشيكيا الحالية، مدرسة «أوبرزكون» لفن العرائس في روسيا، ومسرح «الخبز» والعرائس في الولايات المتحدة الأمريكية ومائة مسرح للعرائس في بولندا وحدها.

عروض ودراميات

تغيرت مناهج المسرح ودراساته بعد استتباب هذا النوع من المسارح عالميًا، وبعد التقدم العلمي والتطور الفكري للدول المتقدمة, دخلت عروض ودراميات مسرحية جادة إلى بوابة مسرح العرائس, فأعدت للأطفال دراما تحمل من الفكر الكثير منها «غول لويزيتانا لبيتر فايس»، زيارة السيدة العجوز لدورينمات.

كما دخلت العروسة الخشبية إلى أفلام السينما وأفلام الرسم الإيجازي الكارتون حتى وصلت إلى مكانة الممثل «لحما ودما» في المسرح الدرامي، وهي الدمية الخشبية التي لا روح فيها ولا حركة.

وبنفس النجاح الذي وصلت إليه أفلام الكاريكاتير وشرائط رسوم الأطفال في العصر الحديث تلك التي تملأ ساعات طويلة من الإرسال التلفزيوني المعاصر.

وقد ساعد على انتشاره تصدي عدد من الباحثين في عالم الطفل, ماهيته ونشأته وتنشئته ومستقبله، مؤلفين العديد من الكتب العلمية الموجهة إلى ثقافة الطفل على غرار كتب من العروسة الخشبية إلى السينما تأليف «سرجي أوبرزكوف» فن العروسة- تأليف «سيلاجي رجي»، خصائص فن العرائس بقلم «هافاشي ثاندور».

كما أسس النحات الألماني «بيتر شومان» مسرح «الدمى والخبز» بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1962م، وقد قدمت عروض هذا النوع من الدراما في المقاهي والمطاعم والكنائس والمسارح والشوارع والأماكن العامرة، وعرضت أيضا في الهواء الطلق، وبهذا يتجاوز هذا المسرح فضاء القاعة لينقل عروضه إلى الفضاءات المفتوحة.

وعن مسرح العرائس قال الكاتب الأميركي «مارك توين» ” أنه أعظم اكتشافات القرن العشرين، تلك الوسيلة والغاية التي تغني العقول وتهذب النفوس وتخلق جيلاً واعيًا يستطيع أن يواكب التطور الحياتي السريع الذي يشهده العالم المعاصر.

--------------------------------------
المصدر : تقرير : محمود أيوب - محيط

تابع القراءة→

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9