أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

السبت، أغسطس 06، 2011

يعقــــــــــوب صنــــــــــوع ( 1839 ـ 1912)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

.
.
يعقــــــــــوب صنــــــــــوع ( 1839 ـ 1912)



ولد يعقوب صنوع عام 1839 من أبوين يهوديين، وكان أبوه فى خدمة الأمير يكن حفيد محمد علي. وقد أتيح ليعقوب أن يطّلع على مختلف الثقافات ، حيث درس التوراة والانجيل والقـرآن ، وأجاد ثلاثة عشرة لغـة . وأتقن الموسيقى والرسم والرقص.

ذهب صنوع إلى إيطاليا لدراسة الفنون والأدب عام 1853 وعاد عام 1855 كي يعمل فى خدمة الأستقراطية والقصر . وقد أتيح له أن يتنقل بين فئات المجتمع المصري من الأوساط الشعبية من حرفيين وعمال وفلاحين إلى الطبقة المتوسطة التى ينتمي إليها هو نفسه إلى الطبقة الأرستقراطية وحياة القصور . كما كانت لصنوع صلاته الوثيقة بالجاليات الأوروربية . وقد كان لهذه المعايشتة لهذه الأوساط الاجتماعية المختلفة فى الواقع المصرى دورها وأثرها الفعال في التعرف على كل أفراد الشعب المصري . وعرف تفاصيل حياة أفراد هذه الطبقات والصراع الدائر بين هذه الطبقات أو بين أفراد كل طبقة بنفسها بين قويها وضعيفها ، ذكرها وأنثاها . مما صقل ذهنه واستفاد منه فى رسم شخصياته الاجتماعية فى المسرحيات الكوميدية الاجتماعية.

كتب صنوع العديد من المسرحيات ، ولكن أغلبها فقد ، وأنشأ العديد من الصحف مثل: ( أبو نظارة زرقاء) ، و ( أبو زمارة ) ، و ( الوطني المصـري ) ، و ( العالم الإسلامي ) ، و ( الثرثارة المصرية ). وهي فى أغلبها تنتقد السياسة المصرية فى ذلك الوقت.

أنشأ صنوع فرقته المسرحية الخاصة لتقديم مسرحياته . وتولى تدريبها بنفسه . وقد ساعده على ذلك الدراسة الأكاديمية للفنون واللغات؛ واطلاعه على أعمال الكتاب المسرحيين فى لغاتهم الأصلية وخاصةً موليـير وجولدوني وشريدان؛ والاشتـراك فى العروض المسرحيـة للفـرق الخاصـة بالجاليات الأوروبية . وكما قلنا فإن صنوع استطاع أن يكوّن المناخ الملائم لفرقته المسرحية واستطاع بمساعدة أصدقائه أن يعرض عروضه على مسرح ( قاعة الأزبكية ) فحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً لدرجة أن الخديوي إسماعيل نفسه طلب منه أن يعرض مسرحياته فى القصر، وأطلق عليه: (موليير مصر ). وفي فرقة صنوع ظهرت النساء لأول مرة على خشبة المسرح . وعرض صنوع مسرحياته لمدة سنتين فى القصر إلى أن قدم مسرحية: ( الوطن والحرية ) والتى سخر فيها من فساد القصر ، فغضب عليه الخديوي وأغلق مسرحه ثم نفاه الى فرنسا بعد ذلك ، نتيجة لتحريض أعداءه عند الخديوي ضده.

وكتب صنوع عدداً كبـيراً من المسرحـات منـها ما قـدم من خـلال فرقـه المسـرحية في الفترة: (1870 ـ 1872) أو التي نشرها فى صحافته . وعموماً فإن مسرحيات صنوع تنقسم الى قسمين رئيسيين هما:

1)الكوميديا ذات النزعه الاجتماعية.

2)المسرحية السياسية.

و في مجال السياسة فقد كان صنوع شغوفاً بالسياسة لدرجةٍ كبيرة ، وقد رأى فساد القصر وأهله وأنظمته المنهارة ، فتصدى فى جرأة لانتقاد سياسة الخديوي إسماعيل الفاشلة فى مسرحياتٍ كثيرة منها: مسرحية: " الوطن والحرية "، ومسرحية " الجهادي" وهى مسرحية مجهولة ليعقوب صنوع . ومسرحية: " شيخ الحارة " أيضاً. 

كما استخدم صنوع أسلوب جديد فى كتابته للمسرحيات السياسية وهو أسلوب: ( اللعبات الثياترية ). وقد كتب العديد منها. ومنها: " القرداتي " ، و "حكم قراقوش" ، و " الدخاخيني " ، و " سلطان الكـنوز "، و" الواد " ، و " زمـزم المسكينة ".

وبالنسبة للمسرحيات الاجتماعية ، فقد كتب صنوع الكثير من هذه المسرحيات منتقداً فيها بعض الظواهر الشاذة والعادات السيئة في المجتمع المصري.

تطـرق صنوع الى قضية تحرير المرأة ، واهتم بهذه المسألـة التي كانت تؤرق الكثيـرين من أفراد المجتمـع المصري، ولهذا قـام بكتابة مسرحيـة:"راستور وشيخ البلد والقواص " وهي عبارة عن أوبريت هزلي يعتمد أساسا على الأغنية والموسيقى . ونظرا لكون هذه المسرحية مفقودة . فإنا لا نستطيع أن نعرف قصة المسرحية وبالتالي رأي صنوع الشخصي في هذه القضية وأسلوب تناوله لها.

وكتب صنوع العديد من المسرحيات ذات النقد الاجتماعي فى قالبٍ فكاهيٍ كوميدي ، ينتقد فيه ما لا يراه مناسباً فى المجتمع المصري، ومن المسرحيات التى كتبها صنوع فى هذا الشأن مسرحية: " أبو ريدة وكعب الخير" وفيها يقدم نموذجا للحب الرومانسي فى صورةٍ ساخرة . كما أنه تطرق الى قضايا الحب والزواج فى مسرحيات أخـرى منـها مسرحية: " العليل " ومسرحية: " بورصة مصر " ومسرحية: " الأميرة الاسكندرانية " ومسرحية " الصداقة " ... وغيرها.



المراجع

- د . مصطفى منصور . " الدراما ونقد الحياة في مسرح يعقوب صنوع " . مجلة المسرح . العدد 64 مارس 1994. ص 32 .

- د . نادية رءوف فرج . المرجع السابق . ص 46 . 

- د . عبد الرحمن ياغي . المرجع السابق . ص 132، و136.
تابع القراءة→

الجمعة، أغسطس 05، 2011

صدور عدد جديد من فصلية المسرح الإماراتية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 05, 2011  | لا يوجد تعليقات


غلاف العدد الجديد
غلاف  العدد

صدر عدد جديد من فصلية المسرح الإماراتية وضم العدد جملة من الدراسات والمقالات النقدية والنظرية إضافة لتغطيات لأبرز الفعاليات المسرحية التي شهدتها العواصم العربية مؤخراً. وكتب رئيس التحرير أحمد بورحيمة في افتتاحية العدد داعيا إلى النظر بايجابية إلى ما تشهده الساحة المسرحية العربية من حراكٍ واعدٍ وخصوصا ما يقدمه الشباب وجدد دعوته للمسرحيين العرب المساهمة في المجلة. وضم العدد تغطية لمشاركة مسرح الشارقة الوطني في مهرجان سيبيو برومانيا والأصداء الإعلامية والثقافية لعرضها الذي قدمته [ الحجر الأسود] تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي [ حاكم الشارقة] وإخراج المنصف السويسي إضافة إلى عرض موسع لفعاليات ملتقى الشارقة الأول لكتّاب المسرح الذي نظم في الشارقة في مايو الفائت تحت شعار [ النص في مسرح ما بعد الدراما] واستكمالاً لموضوع الملتقى خصصت المجلة ملفها لرؤى عربية  حول مسرح ما بعد الدراما وشارك به كل من د. عبد الرحمن بن زيدان ود. خالد أمين وأنور محمد وعبد الناصر خلاف ود.سعيد الناجي. وفي قسم الدراسات تنوعت المواد بين القراءات النقدية والنظرية فكتب أحمد الماجد عن مسرحية “السلوقي” لإسماعيل عبد الله  وكتب  د.يوسف الريحاني عن تقنية “شبه ـ المونولوج” في نص “رجل المصادفة” لياسمينا رزا فيما كتبت فاطمة بلفوضيل عن تجربة غوندولين روبن ” المسرح كلعبة نارية”  وكذلك ضم القسم دراسة لعبد اللطيف علي الفكي بعنوان ” المسرح بين العبارة .. والجسد” ووثق عواد علي لمساهمة المرأة العربية في مسرح المونودراما وعن المونودراما أيضا كتب عبدو وازن عن عرض الأمريكي روبرت ويلسون “هاملت ـ مونولوج”. وكتب ياسين النصير ود.شمس الدين يونس عن مصطلح “الدراماتورج” وتكلم الأول عن تجارب عملية له أما الثاني فشرح المصطلح استنادا إلى تجربة تحويل نصوص الطيب صالح السردية إلى عروض مسرحية. وفي قسم “تجارب وشهادات” كتب د.عبد الكريم برشيد مواجهاً نقاد المسرح العربي وتكلم عن اعطاب عدة عجز النقد المسرحي العربي عن التخلص منها خصوصا في السنوات الأخيرة. وكتبت عائشة العاجل عن هوية النص المسرحي الإماراتي فيما كتب محمد سيد أحمد برؤية تربوية عن أثر مسرح الطفل. وشارك في العدد أيضا د.صبري حافظ بمادة مطولة عن المهرجان المسرحي الفرنسي المعروف “آفينيون” الذي تابعه لأكثر من عقد من الزمان كما أسهم زكريا عيد بدراسة حول مسرح تينيسي وليامز بمناسبة ذكراه المئوية. في قسم المتابعات تغطيات لفعاليات مسرحية شهدتها عواصم عربية إذ كتبت صفاء البيلي عن مهرجان المسرح العربي في القاهرة وكتب أحمد خليل عن مهرجان المسرح الحر في الأردن وكتبت رنا زيد عن راهن المسرح السوري وكتب الخير شوار عن مهرجان الجزائر للمسرح المحترف في دورته السادسة كما ضم هذا الباب تغطية لورشة تقنيات التأليف المسرحي التي نظمتها إدارة المسرح في مايو الماضي إضافة إلى تغطية لندوات مختارة من منتدى الاثنين المسرحي وثمة تقرير حول ندوة “نحو إستراتيجية عربية للتنمية المسرحية” التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح في شهر ابريل الماضي .اما قسم “كتب” فشارك به كل من السر السيد وعزت عمر وعبد الفتاح صبري وإبراهيم حاج عبدي واختارت المجلة لقسم النصوص” القرنفلات الحمراء” وهو نص لجلين هوجز  وترجمه محمود كحيلة.
تابع القراءة→

سعد أردش ومسرح الجيب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 05, 2011  | لا يوجد تعليقات

 أحد أبرز المسرحيين الذي خرجوا من عباءة الثورة المصرية والمشروع القومي الناصري التي رأى أنها ـ الثورة ـ قدمت دعما كبيرا للفن والفنانين (هو أول مخرج يدرس الإخراج المسرحي في أوروبا / إيطاليا بعد ثورة يوليو 1952). ولو ألقينا نظرة سريعة على الأعمال المسرحية التي قدمها سنجد أنها ارتبطت بالقضية الوطنية والقومية وبرؤيته الأيديولوجية ومنها (الأرض) لعبد الرحمن الشرقاوي (النار والزيتون) لأفريد فرج و(سكة السلامة) و(بير السلم) و(كوبري الناموس) و(المسامير) لسعد الدين وهبه و(يا طالع الشجرة) و(المخططون) ليوسف إدريس و(باب الفتوح) لمحمود دياب، هذا عن الكتاب المصريين الذين ينتمون لجيله، لكنه قدم أيضا للمسرح الكلاسيكيات اليونانية والإيطالية والمسرح العالمي مثل مسرحية (أنتيجون) لسوفوكليس والتي عرضت على مسرح الأوبرا القديمة قبل احتراقها في أوائل السبعينيات، ومسرحية (البرجوازي النبيل) لموليير، ومسرحية الذباب لسارتر، و(القاعدة والاستثناء) و(الإنسان الطيب من ستشوان) و(دائرة الطباشير القوقازية) لبريخيت. وهاتان المسرحيتان الأخيرتان لبريخيت كانتا بداية تقديم منهج بريخيت الملحمي والتعليمي للمسرح المصري. لقد كان أردش يرى أنه لا مسرح بلا أيديولوجيا، ومن ثم ارتبطت أيديولوجيته بالحلم العربي، من القومية العربية، من القضايا والأخطار التي تهدد الحركة الاجتماعية العربية أو تعوق تقدمها واستقلالها. وربما يكون كتابه (مسرح سنوات الثورة) مؤكدا على توجهه فقد رصد فيه نشاط وإنجازات المسرح العربي في الخمسينيات والستينيات، هذه الفترة التي ظل حتى رحيله يدافع عنها ويرى فيها أزهى فترات المسرح وأهمها. 

مسرح الجيب 
في عام 1952 أسس أردش فرقة المسرح الحر مع عبد المنعم مدبولي وزكريا سليمان وعبد الحفيظ التطاوي عدد من متخرجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وهذه الفرقة هي أول الفرق التي تكونت في الخمسينيات، وقدمت مواسم مسرحية، هذه الفرقة التي قدمت أول ما قدمت (بيت الدمية) لابسن، ومسرحية (ماهية مراتي) واكتشفت نعمان عاشور وقدمت له أولى وثانية مسرحياته (المغناطيس) و(الناس اللي تحت). 

وقد أسس سعد أردش مسرح الجيب عام 1962 وافتتحه بصرخة من صرخات اللامعقول حيث قدم على خشبته أول عمل مسرحي عبثي وهو عمل (لعبة النهاية) لصموئيل بيكيت، ليعلن بذلك دعوته للتجريب، وليتولى رئاسة أول دورة لمهرجان المسرح التجريبي عام 1988 الذي هاجمه بعد ذلك واتهمه بأنه تسبب في تفتت المسرح وضياعه حيث لم يضع في اعتباره مسألة المحافظة على المسرح التقليدي وأطلق العنان للتجريب مما أصاب المسرح التقليدي بالتفكك والتخلف، مؤكدا انطلاقا من رؤيته القومية على أنه لا يجوز التجريب على مسرح لم يزرع بعد في معظم البلدان العربية . 


وفي حوار لي معه منذ عامين سألته عن قلة تمثيله في المسرح واكتفائه بالإخراج وعن الأعمال التي شارك فيها فقال: بالفعل مثلت للمسرح مرات قليلة جدا منها دور عبد الهادي بطل مسرحية الأرض، ولم أكن من المفروض أن أمثله، لأن القاعدة أن مخرج العمل يكون في الصف الأول للمتفرجين ولا يشارك في العرض، لكن الفنان حمدي غيث الذي كان يمثل دور عبد الهادي لظروف سياسية بمعني تصادم بين القيادات منع من تقديم الدور فلم يكن أمامي إلا القيام به، والعمل الثاني الذي شاركت فيه تمثيلا (الحصار) لميخائيل رومان وهو من المسرحيات التجريبية القليلة جدا في تاريخ المسرح المصري المعاصر، وجلال الشرقاوي أخرج العمل بحكنة ومقدرة شديدة، كما قدمت مسرحية الكل في واحد وهي عبارة عن ملخص لفكر وفلسفة ومسرح توفيق الحكيم وأخرجها ممدوح طنطاوي. 
تشكيل الوعي 
ويذكر أن أردش بدأ حياته التمثيلية من خلال الإذاعية قبل دخول التلفزيون، ومن أدواره للإذاعة والتي لا يكاد أحد يذكرها (قصص القرآن) للكاتب محمد على ماهر والمخرج يوسف حطاب، وأيضا مسلسل ألف ليلة وليلة الذي كان يخرجه محمد محمود شعبان (بابا شارو)، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل قدم عددا من المسرحيات العالمية، وعند دخول التلفزيون عام 1961 قدم عمله الأول لا تطفئ الشمس عن قصة إحسان عبد القدوس وإخراج نور الدمرداش. 
وظل أردش الذي أخرج للمسرح قرابة المئة مسرحية يواصل العمل حتى أعجزه المرض وإن كان بشكل أقل كثيرا عن فترات سابقة، فقدم في السنوات الأخيرة عددا من المسلسلات التلفزيونية وأخرج أكثر من مسرحية منها مسرحية «يا طالع الشجرة» لتوفيق الحكيم والتي مثلتها أمينة رزق قبل رحيلها، ومسرحية «الشبكة» المأخوذ عن «سقوط مدينة ماهوجني» والذي عرض على خشبة المسرح القومي في الصيف الماضي والتي تعد آخر مسرحياته. 

ومن أهم إنجازات أردش بعيدا عن المسرح تمثيلا وإخراجا أنه تخرج على يديه سواء في المسرح أو في قاعات الدرس أجيالا عدة من الفنانين والمسرحيين في مختلف الدول العربية، فمنذ عودته من إيطاليا عام 1961 وهو يدرس علوم المسرح، وله اسهامات بارزة في تشكيل الوعي المسرحي في مصر والجزائر والكويت. 
وفي التلفزيون شارك أردش في العديد من الأعمال الدرامية، وربما من أشهرها (لا تطفئ الشمس) و(الوجه الآخر) و(المال والبنون) و(محمد رسول الله)، أما في السينما فالأعمال التي شارك فيها قليلة جدا قياسا للمسرح والتلفزيون، على الرغم من أن أول ظهور له كان سينمائيا في فيلم (ظهر الاسلام) عام .1951 

وسعد أردش من مواليد مدينة فارسكور بمحافظة دمياط 21 أكتوبر ,1924 كما حصل على ليسانس التخصص في الإخراج المسرحي من اكاديمة الفنون المسرحية بروما عام .1961 وقد عمل رقيبا عام 1950 ثم مديرا عاما لمكتب المدير العام لمصلحة الفنون عام 1956 وسكرتير دار الأوبرا المصرية عام ,1957 وعمل الفنان أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفني، كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الاعلى للثقافة. ونال الفنان الراحل الذي أطلق عليه الراحل د. سمير سرحان (شيخ المسرحيين) العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة وكرمه مهرجان المسرح الكويتي في دورته السابعة ,2004 كما حصل على جائزة الشارقة للإبداع المسرحي عام 2007 . 
وللراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث أهمها «المخرج فى المسرح المعاصر»، «خادم سيد درويش»، «ثلاثية المصيف»، «جريمة فى جزيرة الماعز»، «البرتو مورافيا» و«الحفلة التنكرية» و«انحراف في مقر العدالة»، «أجويني»، «بياتريس»، و«كارلو جولدوني» وهي سلسلة مسرحيات عالمية، وله العديد من الدراسات في العديد من الدوريات المتخصصة بمصر والعالم العربى مثل المسرح ـ فصول ـ الإبداع الفنى المعاصر ـ أعلام العراق ـ العربى ـ البيان. 

وقد أسس سعد أردش مسرح الجيب عام 1962 وافتتحه بصرخة من صرخات اللامعقول حيث قدم على خشبته أول عمل مسرحي عبثي وهو عمل (لعبة النهاية) لصموئيل بيكيت، ليعلن بذلك دعوته للتجريب، وليتولى رئاسة أول دورة لمهرجان المسرح التجريبي عام 1988 الذي هاجمه بعد ذلك واتهمه بأنه تسبب في تفتت المسرح وضياعه حيث لم يضع في اعتباره مسألة المحافظة على المسرح التقليدي وأطلق العنان للتجريب مما أصاب المسرح التقليدي بالتفكك والتخلف، مؤكدا انطلاقا من رؤيته القومية على أنه لا يجوز التجريب على مسرح لم يزرع بعد في معظم البلدان العربية .
تابع القراءة→

الخميس، أغسطس 04، 2011

زكي طليمات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 04, 2011  | لا يوجد تعليقات


وهو زكي عبد الله طليمات (29 إبريل1897 - 22 فبراير1982) من رواد المسرح العربي 

نشأ في حي عابدين بقلب مدينة القاهرة ولد "زكي عبد الله طليمات" في 29 إبريل من عام 1897 ومصدر آخر يرجح أنه ولد في 29 إبريل من عام1895.. وهو في هذا شأنه شأن كثير من الفنانيين.. تاريخ الميلاد مختلف عليه دائما.. أم كلثوم وعبد الوهاب حتى فكري أباظة إختلف الناس حول يوم ميلاده وعندما سألوه.. قال.. ولا الجن الأزرق يعرف تاريخ ميلادي! والد "زكي" أي السيد" عبد الله" من أصل عربي من الجزيرة العربية.. رحل إلى الأناضول ثم جاء إلى مصر وعمل بالتجارة. أما أمه – أي أم زكي – فهي من أصل شركسي إسمها "ملك بار" حضرت إلى مصر مع الجواري البيض. وبعد مولد "زكي " بعام ونصف إنفصل الأب عن الأم وتزوج من زوجة ثانية مصرية هذه المرة. وأقام "زكي" مع أمه الشركسية. وتعلم في كتاب "الشيخ محمد المتيني" في حي السيدة زنيب. ثم إلتحق بمدرسة محمد علي الإبتدائية. وإنتقل إلى مدرسة الحسينية الإبتدائية ، حيث حصل على الشهادة الإبتدائية منها عام 1909م ، وإلتحق بمدرسة الخديوية الثانوية ثم مدرسة الإلهامية الثانوية ، وحصل منها على البكالوريا والحرب العالمية الأولى على الأبواب. وإلتحق بمدرسة المعلمين العليا ليصبح مدرسا ولكن هوايته للمسرح وإنشغاله به جعلاه يهجر الدراسة وهو في السنة الثالثة خوالي عام 1917 عام وفاة الشيخ "سلامة حجازي" ، ويذكر أنه سار في جنازة "الشيخ" من مسكنه يمصر الجديدة حتى مدافن الإمام الشافعي. 
شباب المسرح

درج على تقليد "الشيخ سلامة حجازي" في التمثيل والغناء. وفي لمرحلة الثانوية توطدت صداقته بأبناء أسرة تيمور "محمد محمود وإسماعيل" ، وفي قصر أحمد تيمور باشا هرت مواهبه في تقديم مشاهد من مسرحيات "الشيخ سلامة حجازي" ، وفيما بين عامي "1905-1906" والحرب العالمية الأولى مشتعلة أصبح عضوا في "جمعية رقي الآداب والتمثيل" ، وظهر في يناير عام 1915 على المسرح لأول مرة في مسرحية من تأليف "محمد عبد الرحيم" ، ثم شارك في تقديم "قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز. وكان يحتفظ برشاقته ويمارس الرياضة ولم يشرب الخمر ولم يقترب من المخدرات. وقد إستلفت نظر "جورج أبيض" الذ ي كان قد عاد من فرنسا وكون فرقته بمعاونة " الخديوي عباس حلمي الثاني" عام 1912. وإشترك زكي أيضا في فرقة "عبد الرحمن رشدي" المحامي مع "أحمد علام وحسين رياضوفؤاد شفيق وبشارة واكيم ويوسف وهبي وزكي رستم" ، وكان زكي رستموبشارة واكيم وزكي طليمات ينظر إليهم على أنهم المثقفون في الوسط الفني ، إذ أن الثلاثة كانوا حاصلين على البكالوريا. وإعتزل زكي الدراسة وهو في السنة الثالثة من مدرسة المعلمين العليا وإربتط ب"جمعية أنصار التمثيل" وإتصل ب"عبد الرحمن رشدي ومحمد عبد القدوس" ومحمود خيرت وسليمان نجيب ، وإبراهيم رمزي .. وبدأ إسمه يشتهر بعد أن كان قد بدأ بتمثيل الأداور الأولى في مسرحيتي "الرداء الأحمر والشمس المشرقة". 
فترة الصراع

يسجل "زكي طليمات" في أكثر من موضع أن "جورج أبيض" كان أستاذه. وإنضم "زكي" إلى فرقة "جورج أبيض".. وقرر جورج أبيض أن تكون رسالة مسرحه هي مواجهة مسرح الريحاني ومسرح علي الكسار وهم يقدمون المسرحيات الفكاهية وهو يعني بمسرح الفصحى ولكن جورج أبيض هزم في هذ المعركة. وعام 1921 قرر عبد الرحمن رشدي حل فرقته والعودة إلى المحاماة. ثم إفتتح "جورج أبيض" فرقة جديدة تحمل إسمه في شارع فؤاد الأول "26 يوليو حاليا" إلى جوار محل شملا. وعاونه "زكي طليمات" و"سيد درويش" إلا أن مدرسة جورج أبيض بدأت تتراجع. وإصطدم "زكي" بأخلاقيات الوسط الفني المنتشرة وقتذاك ، فتحول إلى "ناقد فني" بجريدة "المقطم" وبعد ستة أشهر إستغنى عنه "خليل نايب" صاحب "المقطم" وأدرك زكي أن المسرحيين الذين ينقدهم يكممون أفواه الصحافة بالإعلانات التي ينشرونها ، وعاد إلى "جمعية رقي الآداب والتمثيل" ، وفي هذه الجمعية إلتقى ب"محمد صلاح الدين" الذي أصبح فيما بعد "د.محمد صلاح الدين" وزيرالخارجية ، في حكومة الوفد 1950-1952 ، في هذه الفترة تزوج من روزاليوسف وإختلف مع جورج أبيض وإنصرف هو وروز اليوسف لإنشاء المجلة ، ثم جاءت بعتثه إلى فرنسا وسافر إليها في نوفمبر عام 1925. 
العلم ونهضة المسرح

في فرنسا وفي زيارته لإنجلترا وألمانيا وإيطاليا وقف على الفنون المسرحية بمستوى رفيع وتقوم على أسس عليمة. وبعد عودته عمل على إنشاء معهد لتخريج الممثلين ، وكان له دور في إنشاء الفرق القومية عام 1935م وأنشأ المسرح المدرسي عام 1937 ، وقد قام بإخراج مسرحية الإفتتاح للفرقة القومية وهي مسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم في 15 يناير عام 1935. وكان يشرف على تلك الفرقة لجنة برياسة "حافظ عفيفي" وعضوية "د.طه حسين ومحمد العشماوي ود. محمد حسين هيكلوأحمد ماهر" ، وإستقال "زكي" من الفرقة القومية في موسم1936-1937 ثم سافر في بعثته الثانية عام 1937 لدراسة المسرح الشعبي بألمانيا وفرنسا. وبعد أن عاد أسس وحدتين لهذا المسرح الشعبي. وعام 1944 تم إنشاء مركز لتخريج الممثلين ، وكان من أساتذة هذا لمــــركز.. "د.طه حــــسين ، د. أحمد ضيف ، د. محـــــمد مـــــمندور" ، وتحول هذا المركز فيما بعد إلى "المعهد العالي للفنون المسرحية" ، وعام 1945م حل الفرقة القومية بعد أن قدمت سبعة مواسم مسرحية. ومنذ عام 1947م بدأت الفرقة المصرية لتستقبل الطلائع الأولى من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ، وكان زكي عميدا للمعهد ومديرا للفرقة الجديدة وعام 1950 أنشأ "زكي" فرقة المسرح المصري الحديث، وضمت 14 مثلا ومثلة من خريجي المعهد. وكانت مسرحيات موليير على رأس الأعمال المترجمة. وفي تلك الفترة تزوج"زكي طليمات" زوجته الثانية الفنانة "إحسان شريف". 
التطهير والهجرة

وفي صيف عام 1952 وبعد إستيلاء الضباط على السلطة وظهر ما سمي ب"حركة التطهير" في الجامعات والمؤسسات الفنية بالإطاحة بخيرة المثقفين أخرجوا "زكي طليمات" بحجة ميوله الوفدية وعلاقاته الوثيقة بالدكتور طه حسين والدكتور محمد صلاح الدين والدكتور محمد مندور ، وعام 1954 سافر إلى تونس لتطوير مسرحها بناء على دعـوة من دولة تونس. ومعام 1957 دعته دولة الكويت لإنشاء حركة مسرحية. وبقى هناك حتى أوائل السبعينات ، ثم إنتقل إلى الإمارات ليبذر بذورا جديدة للمسرح في أرض عربية أخرى.. ورحل في 22/2/1982. 

العام 1981 وخطة النشر بهيئة الكتاب أمامي ، وقد أدركت بها كتابا بعنوان "ذكريات ووجوه" لمؤلفه "زكي طليمات" .. الإسم كبير يحفز على الإهتمام بالكتاب وسرعة إصداره. وكلما ورد إسمه أمام المثقفين جاءت شهادتهم له بريادة الحركة العلمية في السمرح المصري وبأسلوبه العلمي في نهضة المسرح في مصر وتونس والكويت والإمارات. كان قد صدرت له كتب أخرى قبل ذلك العام.. "فن التمثيل غير فن الملقي والخطيب – القاهرة 1945" و"فن التمثيل العربي – الكويت 1965" ووضعها أمامي متفضلا بإهداء رقيق بعبارته الرشيق ، وكأنه كان يريد أن يطمئني على إختيار كتابه الجديد ضمن خطة النشر. وكنت في تلك الفترة أشرف على النشر وعلى مركز وثائق تاريخ مصر المعاصر بالهيئة على إثر ترك "الدكتور محمد أنيس" موقعه بالمركز. وقال "زكي طليمات": إن كتابه المزمع نشره يروي قصصا عن مسرحنا المصري وعن عديد من الشخصيات تبعا لما دارت به الحياة في النصف الأول من هذا القرن وفيما تجاوزه بقليل.. تحدث فيه عن شخصـيات عديدة .. روزاليوسف ، وعزيزة أمير ، وأم كلثوم ، وفاتن حمامة ، ومحمد طلعت حرب ، وجورج أبيض ، وعزيز عيد ، سلامة حجازي ، وسيد درويش ، ومحمد حلمي عيسى ، وعلي أيوب ،ونجيب الريحاني ، ومحمد عبد الوهاب ، د. محمد حسين هيكل ، وخليل مطرانومنسي فهمي. وإستطرد "زكي طليمات" قائلا: هذا تاريخ غير مقصود عن عديد من الشخصيات ، وكنت قد قرأت المخطوط وإستمتعت به فلقت له مستدركا: - ولكنه تاريخ مقصود عن فناننا الكبير زكي طليمات من خلال حديث الذكريات ، وهذا في تقديري القيمة الحقيقية للكتاب. وشد علي يدي وهو يقول ما يقوله في نهاية كل لقاء: - المهم أن يرى الكتاب النور قبل أن يرحل زكي طليمات. ابلله حسن الختام. وحمدت الله أن كتاب "ذكريات ووجوه" صدر قبل أكثر من عام من رحيل الأستاذ. الفنان الكبير سعد أردش والتلميذ المخلص لزكي طليمات كتب يصف أستاذه بأنه وضع المنهج العلمي للحركة المسرحية في مصر والعالم العربي خلال مؤسستين من إبتكار "زكي طليمات" وهما: المسرح المدرسي والمعهد العالي لفن التمثيل العربي. وقد بدأ طليمات تأسيس الثقافة المسرحية بين الجماهير المصرية ، كما بدأ زراعة المسرح بكل فنونه على إتساع التربة المصرية ، وفي الأرض العريبة على السواء. ويقول "أردش": إن الأستاذ الرائد يحرص بنفسه على زيارة الفرق المسرحية المدرسية بنفسه للإشراف والتوجيه. لقد زارنا في مدرسة دمياط الثانوية وأنا طالب بالسنة الأولى وعضو مستجد بفرقة المدرسة. وإختار لنا مسرحية "نهر الجنون" لتوفيق الحكيم لنقدمها في نهاية ذلك العام.وإذا كان هذا ما كتبه أحد تلاميذه "سعد أردش" فهيا بنا نقرأ ما كتبه "زكي طليمات" بنفسه من مواقف كانت له مع عدد من الشخصيات تركت بصماتها على مسيرة زكي طليمات. 


مع هؤلاء

في لقاءه مع عدد من الشخصيات الفنية والسياسية لم يأخذ "زكي طليمات" بالأسلوب التقريري ، وإنما لجأ إلى الأسلوب القصصي التصويري ويؤلف للشخصية حضورا في كل لوحة رسمها ، وإلى عرض هذه اللوحات: 
روزاليوسف

كانت ترقص قبل أن تمثل – لأن تمثيلها يدخل في نفسي شيء من التسلية وسنحت فرصة إذ قبل أحد الكتاب المسرحيين المعروفين أن أصحبه في زيارة لها بمنزلها ، لم يفتح بابا المنزل خادم أو خادمة .. بل كانت هي الممثلة النابغة بنفسها ، كانت تحمل في إحدى اليدين سكينا ، وفي الأخرى فحلا من البطاطس. وسألتني: - إسمك إيه يا شاطر؟ وكررت السيدة السؤال ترقص على فمها إبتسامة خفيفة.. وفتح الله على الشاطر ، فذكر إسمه ولقبه وأردفت تقول: - إسم زكي "مفهوم"..ولكن سي "طليمات" ده يبقى إيه؟ وأحسست السيدة الحيرة التي ركبتني فتلطفت تقول: - إنت بتحب التمثيل وعاوز تشتغل ممثل؟ وحاولت أن أثبت طلاقة لساني وقدرت على التعبير والتمثيل ، فنظرت إلي وهي تضحك ثم قالت: - تعرف تقشر بطاطس؟! وتركت ورائي الممثلة التي كانت تكلمني بالألغاز وبسكين المطبخ. ولم أكن أدري أننا سنلتقي بعد ذلك بسنوات قليلة أمام المأذون لأصبح لها الزوج وأنجب منها إبنتي الوحيدة "آمال". وإضطر "زكي طليمات" أن يعمل بشهادة البكالوريا في إحدى الوظائف بحديقة الحيوان. وإشترك مع روزاليوسف ومحمد التابعي في إصدار مجلة "روزاليوسف" عام 1925 – ودخل زكي وروزا في مسابقة لوازرة المعارف وفاز بالجائزة الأولى. وأرسلته الوزارة على إثرها في بعثة للتمثيل والإخراج لمدة خمس سنوات إلى باريس "25-1929" ، وفي نوفمبر عام 1925 سافر "زكي" إلى فرنسا وتركت زوجته التمثيل ، وإستقالت من فرقة رمسيس ، وتفرغت لمجلة "روزاليوسف" مع "التابعي". وفي باريس نهل" زكي" من ينابيع المعرفة ، وعيون الفن والأدـب. وتتلمذ على أيدي الفنان الكبير "دتي دينيس" ، وإلتحق بمسرح الأوديون ، وتتلمذ على أيدي "فيرمان جيميه" ، وفي تلك الفترة زار ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا عام 1928 ، وعاد إلى مصر عام 1929 حاملا مع الشهادات التي عينته في وظيفة مدير الفنون الجميلة في الدرجة السادسة. 
عزيزة أمير:

كانوا ثلاثة وكنت معهم .. ما عدا الكلب.. عزيزة أمير تلمع في حلي أحجار كريمة غالية .. وإلى جانبها زوجها الشاب من أسرة كريمة .. وأمامهم رجل ضخم الجسم يرضع "الويسكي" ثم يتلط ويتحلب ربته. وأخذت في قراءة القصة. وأعارتني أذنا صاغية. أما من يرضع الويسكي فبقيت نظراته تنتقل بين الكأس وطلعة السيدة البهية.. أما الزوج فكان له شأن آخر.. يخرج من البهو ويعود إليه مرة أخرى ، شارد البصر. وظن "زكي" أنا السيدة عزيزة أمير قد أعجبتها القصة ، وسوف تنتجها له في السينما. ولكنه يقول: بعد أسبوعين على هذه المقابلة قرأت في أكثر من صحيفة أن "عزيزة أمير" باعت حليها ومنزلها في ضاحية مصر الجديدة لتنتج فيلما جديدا.. كانت قصة الفيلم الجديد غير القصة التي قرأتها لها في تلك المقابلة. 
محمد طلعت حرب:

كانت المقابلة الأولى في آواخر العشرينات وأوئل الثلاثينيات من هذا القرن وكانت طلعت حرب قانعا بأن يبقي على المسرح على ما تركه "سلامة حدجازي" يقدم مسرحيات ساذجة لا تستهدف إلا مجرد التسلية. وكنت أرى غير هذا وأناهضه بالكتابة في الصحف رغم حداثة سني. ودعاني طلعت حرب لمقابلته. وقذف في وجهي بصوت عالي.. أنت مغرور قنزوح وتتعجل الزمن.. ومرت أيام وكانت فرقة "الكوميدي فرانسيز" كبرى فرق التمثيل بباريس على وشك الحضور إلى القاهرة لإحياء موسم مسرحي بدار الأوبرا. وعلى رأس فرقة "دتي دينيس" عميد المسرح الفرنسي وأستاذي. وقررت أن أحسن إستقباله. وإنتهبت إلى أنه لابد من إجراء "سلفة" من بنك مصر..وأنتهيت مع المسئولين بالبنك الإجراءات اللازمة لصرف هذه السلفة ولم يبق إلا أن يعتمدها المدير "سعادة" محمد طلعت حرب! وأخذ يسلقني بتلميحات مؤلمة وإمتدت يده إلى الطلب المقدم مني يطلب السلفة وأخذ يمزقه على مهل ، شعرت بذل وألم وتأهبت للإنصراف وفوجئت به يقدم لي المبلغ الذي أردت إستدانته وهو يقول: - هدية مني لأستاذك.. جدع يا واد.. هدية من أب لولده ووجدتني أجهش بالبكاء. 
محمد حلمي عيسى:

وزيرالتقاليد.. وزير المعارف وزير العدل الأسبق. كان قد تأسس أول معهد حكومي للتمثيل العربي عام 1930. وفي نهاية العام الدراسي أوفتدني الوزارة إلى أوروربا في زيارة قصيرة لإنجاز مهام فنية تعمل على تقدم هذا المعهد. ولم يكد يمضي على سفري أيام معدودات حتى جاء "محمد حلمي عيسى" وزيرا للمعارف وأغلق المعهد بالضبة والمفتاح. وعدت إلى مصر ونقلني الوزير الجديد سكرتيرا لدار الأوبرا لأتولى جرد أحذية وفساتين وكراسي المسرح. شرعت قلمي في مختلف الصحف أهاجم "وزير التقاليد" وخاصة على صفحات "روزاليوسف". وإستدعاني الوزير للتحيقيق معي بمعرفته. وبعد اللقاء أصدر الوزير قرارا بأن يحل مكان المعهد الملغي دراسة حرة للتمثيل أطلق عليها إسم "قاعة المحاضرات التمثيلية" على ألا تلحق بها فتيات. 
الدكتور محمد حسين هيكل:

وقعت عليه عيني – أول ما وقعت – ولم أكن أعرف من يكون . وكان ذلك بمقهى بشارع عماد الدين في عام 1921م ، ومرت الأيام وأصبح الدكتور هيكل رئيسا لتحرير جريدة "السياسة" التي ظهرت عام 1922. وكنت أرسل إلى الجريدة تعليقاتي والأستاذ لا ينشر منها شيئا. ودخلت مكتبه وأعطاني كتابا عن "جا جاك روسو" ، وهو من تأليف الدكتور هيكل عن هذا الفيلسوف الفرنسي.. وكانت هذه بداية علاقة وثيقة. 


علي أيوب:

جلس الموظف الذي هو أنا ، أمام الوزير صاحب المعالي علي أيوب بمكتبه بوزارة المعارف.. وقطع الوزير الصمت وقال: - بأه حضرتك عاوز ترقص؟ - لا.. أبدا.. - طيب عاوزني أنا اللي أرقص؟ - أستغفر الله ما قلتش كده المذكرة التي أمامي عنك تقول كده! - كلا ، أنا قلت إن الوزارة هي التي تنشئ معهدا لفن الرقص. - الناس هاتقول بيعملوا .. رقص. - إحنا في عام 1949. - ولو.. وخرجت وكتبت تقريرا أشرح وجهة نظري. 
محمد عبد الوهاب

عرفته وكنت في أول شبابه ، وكان هو فتى مراهقا غض الإهاب ، أيام كنت محترفا التمثيل المسرحي ، في فرقة عبد الرحمن رشدي المحامي أستاذي في المسرح ، وكان عبد الوهاب إذ ذاك يطرب الجمهور بين فترات الإستراحة بالسهل البسيط من أغاني سلامة حجازي وسيد ردويش. وكان فتى نحيل الجسم ، في وجهه شحوب وهزال وفي عينيه قوة وبريق ، وفي نظرته حلم وصفاء. وأظن أن "زكي طليمات" برسمه لهذه اللوحات قد رسم صورة لنفسه فيها الكثير من الملامح .. وعلينا نحن أن نستكملها بالتاريخ المباشر عن "زكي طليمات". 
ولد فى 29-5-1905 فى القاهرة حصل على شهادة ‏البكالوريا ثم أكمل دراسته في فرنسا و درس التمثيل ، وفن ‏الإلقاء، والإخراج المسرحي 
وعاد إلى بلاده في عام 1929، و أنشأ ‏أول معهد للتمثيل في مصر عام 1930 أو الذي دعا للإنشائه وتخرج على يديه ‏الكثيرين و أسس الفرقة القومية للمسرح ‏عام 1935 
وأسس مسرح المدرسة ، والمسرح الحديث ، و هو أول من أخرج ‏أوبريت للفنون الشعبية ، كما عمل كاتب في العديد من المجلات مثل الهلال،و ‏سافر الكويت للعمل هناك لسنوات طويلة و أسس هناك أيضًا أول معهد للتمثيل، وألف ‏العديد من الكتب عن التمثيل. وحصل على جائزة الفنون في فن الإخراج ‏المسرحي . 
و توفى عام 1978


من أعمال الفنان زكى طليمات 

1937 نشيد الأمل 1942 العامل 1944 ابنتي 1946 أرض النيل 1948 مغامرات عنتر وعبلة 1955 [[الله معنا]] 1957 خالد بن الوليد 1959 من أجل امرأة 1960 بهية 1961 يوم من عمري 1963 الناصر صلاح الدين


المراجع 
1- روزاليوسف: ذكريات. 2- زكي طليمات: ذكريات ووجوه. 3- عبد الغني داور: زكي طليمات. 4- محمد السيد شوشة: رواد ورائدات السينما المصرية. 
تابع القراءة→

مسرح | مسرح د. فاضل خليل والرؤى المتميزة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 04, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | مسرح د. فاضل خليل والرؤى المتميزة / محسن النصار: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الأربعاء، أغسطس 03، 2011

المسرح العالمي LINKS

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 03, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح العالمي LINKS: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الثلاثاء، أغسطس 02، 2011

مدرسة الدراما والموسيقى -- واستوديو الدولية للفنون المسرحية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 02, 2011  | لا يوجد تعليقات


مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر


يتميز مفهوم مسرح العبث او اللامعقول بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت العبثيون هم مجموعة من الأدباء المحدثين والطليعين الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية المدمرة والويلات والدمار المادي الذي طال أوروبا فرأوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية أخلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته، فظهر مفهوم جديد في المسرح المعاصر اطلق علية مسرح اللامعقول ( العبث ) كأتجاه جديد يسعى الى التجديد والتخلص من العالم البرجوازي ومن الحضارة الآلية الجديدة محاولة وضع تفسير جديد للأنسان المعاصر وانتشالهِ من تفسخ الانظمة والقوانين التي تربطه به صلات متعددة ، (لامعقول مسرح ال: مصطلح يطلق على جماعة من الدراميين في حقبة 1950 لم يعدوا انفسهم مدرسة ولكن يبدوا انهم كانوا يشتركون في مواقف بعينها نحو ورطة الانسان في الكون وبخاصة اولئك الذين اوجز القول فيهم البير كامي في دراسته اسطورة سيزيفوس ( 1942) تشخص هذه الدراسة مصير الانسانية على انة انعدام هدف في وجود غير منسجم مع ماحولة ( وتعني صفة عن الدراميين السابقين الذين اظهروا اهتماما مشابها في اعمالهم هوأن الافكار يترك لها ان تقرر الشكل الى جانب تقرير المحتوى : فجميع ما يشبة التركيب المنطقي والربط المعقول بين فكرة وفكرة في النقاش مقبول على المستوى العقلي يترك جانبا لتحل على المسرح مكانة لامعقولية التجربة ولهذه الخطوة مزاياها وقيودها معا فقد وجد اغلب الدراميين من اصحاب اللامعقول ان من الصعب الحفاظ على امسية كاملة في المسرح بغير شيء من التوفيق ... وبحول ام 1962 يبدو في الواقع ان الحركة قد استنفذت قوتها رغم ان اثاره في تحرير المسرح التقليدي ماتزال ماثلة ) (1 ) تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين وازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى من أهم السمات العامة لمسرح العبث قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً، وعلى سبيل المثال نرى كل مسرحيات هارولد بنتر تدور أحداثها داخل غرفة، والغرفة عادة مظلمة موحشة أو باردة ورطبة ـ لا يشعر من يعيش فيها براحة ولا باستقرار ولا بأمان على الإطلاق ويظل قلقاً دوماً والغرفة وفيها يخاف من بداخلها من كل شيء خارج فهي مصدر قلق لعدم ملاءمتها وفي الوقت نفسه ملجأ حماية من مخاطر خارجية محدقة دوماً، ودور المرآة في مسرح العبث يكون دوماً أقل أهمية من دور الرجل وتكون المرآة أكثر كآبة من الرجل لما تعانيه من اضطهاد اجتماعي واضح كما ونرى الغرفة في مسرحيات يوجين يونسكو إن كان لها مفهوم آخر فهي تبعث على الاطمئنان النسبي لأنها ملجأ ضد الأخطار الخارجية ووسيلة حماية لشخصيات المسرحية، والضوء الخافت أو العتمة و الرطوبة العالية من سمات المكان في المسرح العبثي، كما أن اللغة فيها تكرار في الموقف الواحد وهذا التراكم الكمي من الأسباب يعطي مدلولات واضحة للخوف و عدم الطمأنينةوالقلق الدائم، تلك العناصر التي تؤدي إلى غياب التفريق بين الوهم والحقيقة، وتؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون.(يفرق جياري بين انواع شتى من العبثية - منهاعبثية بيكيت, وهي مثل عبثية كافكا , توجد في الخيالوتدرك ان الحالة البشرية من دون إله تواجه الخيبة, ومنها عبثية ايونيسكو واداموف وهي مغرقة في الخيال وتقرر ماتشاء حتى سارتر مضطرب : فعلى فرض ان العالم عبث وان على المرء مواجهة الحرية اللاحقة بشعور من المسؤولية الشخصية كامل, فان ذلك يعني ان الانسان السارتري يختاران يكون سيزيفوس هل يسعة اختيار ان يكون اي شيء اخر؟ انه لايقدر على ذلك حتى يتخلص من العبثية , وهو امر ليس بمقدوره لان محض التفكير بمثل هذه الامكانية يكون من باب اليقين الفاسد ,عالم بيكيت يخلو من المعنى بسبب غياب كودو , ولكن عالم ايونيسكو تشويش صرف بينما ,عالم جينيه يعني بالهوية الفردية والنفي الا جتماعي وبالمسرح كطقس ولكن ليس بالعبثية ابدا)(2) بينما (يجد ايسلن في المسرحيات جينيه حقيقة نفسية واحتجاجا اجتماعيا وسمات درامه العبث كالتخلي عن الشخصية والاثارة في سبيل حالات ذهنية والتقليل في قيمة اللغة كوسيلة في التواصل ورفض الهدف الوعظي وموضوع التغريب والعزلة والبحث عن معنى )(3)
مسرح العبث حركة قامت انعكاسا عن واقع معين ، ولذلك فأن بقائه مشروط بوجود المبرر الموضوعي له ، والعبثية المزعومة وغياب المعنى
الحقيقي للواقع الآلي المتكرر ومعنى الوضعية البشرية الذي يتغلف بالإحساس بالعزلة ، هذا المبرر الموضوعي جعل كتاب مسرح اللامعقول من امثال: بيكيت ويونسكو وارتوادموف وجان جينيه وجورج شحاته وغيرهم ، من ان يرفضوا الاسس الثقافية والسياسية للعالم البرجوازي : عالم الحروب والمنافسات الدموية واوهام المجد الكاذب وسيطرة الاشياء وشحوب الروح والعقل وانسحاق فردية الانسان في مواجهة المؤسسات القوية التي تقوم بوظائف الحكم والاستثمار وتغذية ارواح الناس وعقولهم بالخرافات أو الثقافات الكاذبة وتجنيدهم للدفاع عن مكاسب نفس المؤسسات غير الانسانية ،فاخذ مسرح العبث من تقديم صورة اكثر صدقاً للواقع من خلال استخدام الصورة الشعرية لما تتسم به من غموض وتداخل الصور الجزئية وافتراض الاشياء في غير موضعها لتجرد الواقع من اطار المألوف بأستعمالهم اسلوب التهكم والسخرية ، كونه موقفاً اخلاقياً معبراً عنه بالتمرد مستعينا بالحلم الذي هو أحد اساليب اللامعقول للنزول الى اعماق النفس البشرية ، واتخاذهم للحلم كونه يُبنىبغرائبية خاصة لا تخضع الى قوانين المنطق مثيراً بذك الاحساس بالقلق نحوالوجود لعكس ذات الانسان المعاصر،ومعظم الموضوعات التي يركزون عليها في مسرحياتهم كانت تتخذ من القلق أشكالا خيالية وأسطورية عند شخصيات هذاالمسرح ،وعادة ما تنتهي المسرحية عندما تبلغ التساؤلات الميتافيزيقية عنالانسان ،الزمن والحياة والموت ذروتها ، وكونهم لمحوا العجز التعبيري للأشكال الفنية والادبية التي كانت تخضع الى قوالب القيم والمفاهيم
الاجتماعية لذا ركزوا اهتمامهم على الذات والخيال الانساني لقد كان أول ظهور لهذه المجموعة في فرنسا في الثلاثينات من القرن العشرين وحينها قدموا نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع، فجددوا في شكل المسرحية ومضمونها. بدأ مسرح العبث ظهوره في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وبالذات في العام1953 عندما طلع علينا الفرنسي الموطن والإيرلندي
الأصل صاموئيل بيكيت (1906-1989 بمسرحية سماها ( Waiting for Godotفي انتظار غودو) اتسمت بغموض الفكرة وعدم وجود عقده تقليدية، وانعدام الحل لما عرضته المسرحية فكانت رمزية مبهمة للغاية ولوحظ قله عدد المسرحيين الذين مثلوها وكان الزمان والمكان محدودين تقريباً وتركت المسرحية سؤالاً طالما رواد النقاد البحث عن توفي صامئيل بيكيت عام 1989م تاركاً وراءه

الكثير من الحديث والجدل عن غودو.من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ وحتى هذه اللحظة فإن الجدلالسائد بين النقاد هو أن غودو لن يصل. لقد ترك صاموئيل بيكيت خلفه ظاهرة

أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل أسمها العبث أو اللامعقول، وكان رائد هذه الجماعة التي ثارت على كل ما هو مألوف سائرة في طريق العبث دون اهتمام بعامل الزمن لم يكن العبثيون في واقع أمرهم مدرسة أو جماعة وإنما مجموعة من المفكرين والكتاب غلبت على مشاعرهم وأحاسيسهم صفات تشابهت وظهرت في كل كتاباتهم الأدبية خاصة في المسرحية منها. لقد جاء تمرد العبثيين على المدرسة التقليدية العريقة التي أرسى قواعدها أرسطو حينما واضع أسس النقد الأدبي للمسرحية الجيدة ومحدد عناصر نجاحها في ثلاثة هي: الزمان والمكان والحدث. العبثيون بدورهم ضربوا عرض الحائط بأرسطو وكتاباته ومنهجه وكل تاريخ المسرح، فتنكروا للعناصر الثلاثة المذكورة وقرروا أن تكون كتاباتهم
في مكان محدود جداً كشجرة (مسرحية في انتظار غودو) أو كغرفة (مسرحية تاالغرفة) أو كرسي (كمسرحية الكراسي)، وجعلوا عنصر الزمن غير ذي أهمية تذكر أما العقدة أو الحدث فلم يجعلوا لها وجوداً في مسرحياتهم. وإضافة إلى ذلك فقد عادوا بالمسرحية الفصل الواحد و العدد المحدود من الشخصيات. أهم ما في مسرح العبث بعيداً عن الزمان والمكان والحبكة هو الحوار لكن ذلك الحوار كان غامضاً مبهماً مبتوراً تعوزه الموضوعية والترابط والتجانس. كل شخوص المسرحية تتحدث دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر! ولا من توصيل رسالته للآخر. الحوار دائماً مبتور ولا تستطيع الشخصيات توصيل رسائلها، وقد بالغ كتاب العبث فجعلوا بعض الشخصيات تتكلم ربما كلمة أو كلمتين عند نهاية المسرحية تلخص السخط العام والغضب الشديد، ثم يصل بنا هارولد بنتر إلى ما هو أصعب من ذلك فنراه يقدم لنا شخصية الأخرس كشخصية رئيسية في
مسرحية حملت اسمه (النادل الأخرس). تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين زمنها على سبيل المثال السريالية، وهي حركة أدبية فنية عبرت بقوة عن غضب الشباب من التقاليد السائدة في تلك الفترة، ثم حركة الشباب الغاضب وهي أيضاً حركة فنية أدبية يدل اسمها على الكثير من طريقة تفكير أصحابها بل ومن اشهر مسرحياتهم (أنظر خلفك في غضب) تعبيراً عن غضبهم من الحروب العالمية ونتائجها غير الإنسانية. لقد ازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى والدمار. ازدهر العبثيون في الخمسينات من القرن العشرين وبدت مسرحياتهم للقاري العادي وكأنها بلا خطة، وبلا هدف، كما أن نهاياتها غير واضحة المعالم وغير محددة وتعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير الإنسانية غير معروف، ولا هدف له، وتجدر الإشارة إلى أن رائد العبثيين صامؤيل بيكيت حاز على جائزة نوبل للآداب لما قدمه من جديد في عالم الأدب، ومن أبرز كتاب العبث يوجين يونيسكو البلغاري الذي مثل بيكيت كتب بالفرنسية، وآرثر أداموف الروسي، وجان جينيه الفرنسي ثم هارولد بنتر الإنجليزي ثم هناك زميل ثان تمثل في سمبسون الإنجليزي وادوارد البي الأمريكي وتوم ستوبارد الإنجليزي وهم أصحاب الأفكار التي تقرر الشكل والمحتوي في المسرحية. ويعتبر الكاتب الفرنسي الايرلندي الاصل ( صموئيل بيكيت 1906-1989 ) من رواد مسرح العبث واللامعقول لما يمتاز بإثارة الخيال وبلغة درامية اتصفت بالتشدق باللغة وفقدان المنطقية في لعلاقة بين الشخصيات وأستعمال الأصوات ذات الغير معنى والإكثار من استعمال الصمت ، بل أن الشك في قدرة الكلمة على التعبير قد جعل بكيت يستعيض عن بعض الكلمات بالايحاء الحركي الصامت ، ويعتمد بكيت في مسرحه على روئ العقل الباطن ومنطقية الحلم وامتازت شخصياته باللامعقولية والسوداوية والتشاؤمية وخلق جو جنائزي بائس كثيراً ما تتخلله لحظات طويلة من الصمت ، وكون الشخصيات أغلبها من المتشردين والتعساء كما تخلو مسرحيات بيكيت من
الأزمة الدرامية التي ينتظر المتفرج إنفراجها ، ومن مسرحياته ( في أنتظار كودو 1952م ) ، ( لعبة النهاية 1957م ) ، ( الشريط الاخير 1958م ) و ( الايام السعيدة 1961م ) ومن رواد مسرح العبث واللامعقول يوجين يونسكو (
1912 _1969 )الذي كانت موضوعات مسرحياته تتسم بعزلة الانسان وانهيار أسس التفكير البشري ، وبلغت لغته الدرامية أحيانا حدود اللامعنى فهي تتكون من التناقض اللغوي وتكرار المفردات ، وتتحول شخصياته الى الآت خاوية ، ومن مسرحياته ( المغنية الصلعاء _ 1948م )، ( الدرس _ 1951م ) و ( قاتل بلا
أجر 1959 م) .ومن الكتاب الآخرين ( جان جينيه ) ( 1910_ 1972م ) والذي امتاز أسلوبه بكشف عناصر الزيف والتصنع وإثارة موضوعات الشذوذ الجنسي (ان ( جان جينية ) الذي تقترب مسرحياته اكثر من غيره من ( مسرح القسوه ) يعتقد بانه كلما استطاع ان يبحث عن بعض طموحات الناس , فانه يجدها في ذلك الامر ( السيئ ) وكلما اراد البحث عن المعنى في انجاز مشهد ما , فانه يجده في ( الجريمة ) , لان ( السوء ) ينفرد في عالمنا هذا كأثمن شىء فيه اللص ( اليوفرانك ) في مسرحية ( تحت المراقبة ) يقتل ( موريس ) في السجن , لينقذ نفسه , ان القتلة والشاذين والمعتوهين , والمجانين , يتناسلون في عالم جينيه)(5) ومن مسرحياته (الخادمتان _ 1974م ) ، الشُرفة _ 1965م ) و ( السود _ 1959م ) . وكذلك الكاتب الروسي ارتوادموف ( 1908_ 1970م ) الذي تحول فيما بعد الى الالتزام بالمسرح السياسي والأجتماعي ومسرحياته في مسرح العبث واللامعقول لا تقود طبيعتها الدرامية الى أية لحظة حاسمة وشخصياته التي تتحول الى رموز ومن
مسرحياته ( الخدعة 1947 م ) ، ( الغزو 1949م ) ومن الكتاب الآخرين اللبناني ( جورج شحاته ) الذي كتب ( السيد بولو 1951م ) و ( غصة فاسكو _1956م )وآخرين أمثال هارولد بنتر يعتبر مسرح العبث مهماً للغاية عند الأوروبيون لأنه يعكس واقعهم الاجتماعي
المؤلم، ومن أهم المشكلات التي يعرض لها، معضلة الفردية، فالأوروبي يعيش رغم حضارته المادية والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني من فرديته وانعزاليته نتيجة لعدم قدرته على بناء علاقات إنسانية اجتماعية أساسية ورصينة مع الآخرين. على أي حال فما زال هناك من النقاد من يعتقد بأن مسرح اللامعقول
يتجه نحو حبكة واضحة المعالم، وأنه إذا أريد لهذا المسرح أن يكون شيئاًً فلا بد له من الخروج من دائرة اللاشيء متجها نحو مواضيع فنية وسياسية وأدبية واجتماعية ودينية أكثر وضوحاً لكن المهم هنا هو أنه إذا ما غير مسرح العبث توجهاته وشكله ومضمونه فانه سينتهي كفكرة ومضمون ومغزى. أهم ما
قدمه لنا هذا اللون الجديد من الدراما هو دراسة نفسية وفكرية لأوروبا الحديثة وانعزالية الإنسان فيها، وأعتبر النقاد مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار غودو) أفضل مسرحية كتبت في القرن العشرين .

الهوامش

(1) موسوعة المصطلح النقدي - المجلد الأول - ص523-ص524

ترجمة د.عبد الواحد لؤلؤة - أصدار دار الرشيد للنشر - العراق - 1982

(2)نفس المصدر ص659

(3)نفس المصدر ص642-ص643

(4) كتاب ماوراء النقد الثقافي ص 21 - مجموعة من المباحث المترجمة - ترجمة أ. د .عقيل مهدي يوسف - أصدار مكتبة المصادر بغداد 2010

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   
تابع القراءة→

محسن النصار - مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

الأحد، يوليو 31، 2011

محسن النصار - مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 31, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

أهم عروض مهرجان أفينيون المسرحي في فرنسا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 31, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

الجمعة، يوليو 29، 2011

فديو مسرحية وظيفة مربحة أعداد وأخراج محسن النصار - يوتيوب التمدن

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يوليو 29, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

مسرح | مسرحية "الزجاج المحطم " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يوليو 29, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | مسرحية "الزجاج المحطم " تأليف محسن النصار: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الخميس، يوليو 28، 2011

صدور مسرحية " كارينينا "للكاتبة هيلين إيدموندسن عن رواية الكاتب الروسي تولستوي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يوليو 28, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

الأربعاء، يوليو 27، 2011

الفصل الثالث من القسم الأول من كتاب ( الجمالية المسرحية ) تاليف : كاثرين نوكريت ترجمة: م. أحمد حُسَيني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 27, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

الثلاثاء، يوليو 26، 2011

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (47)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 26, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (47): "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

‫قناة m39323‬‎ - YouTube

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 26, 2011  | لا يوجد تعليقات

‫قناة m39323‬‎ - YouTube: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

‫قناة m39323‬‎ - YouTube

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 26, 2011  | لا يوجد تعليقات

‫قناة m39323‬‎ - YouTube: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الأربعاء، يوليو 13، 2011

المسرح الوطني الهولندي | فاوست معاصرنا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 13, 2011  | لا يوجد تعليقات


الإنسان المعاصر مثل بطل غوته، كلاهما يواجه المأزق نفسه: على هذه الفرضيّة بنى جوهان دوسبورخ قراءته الإخراجيّة الخاصة للنصّ الشهير... رحلة البحث عن مفيستو القابع فينا

 بعد حوالى ربع قرن على عرضها في هولندا بمبادرة من فرقة «آبل»، ما هي الإضافة التي حقّقتها «فرقة المسرح الوطني الهولندي» في تقديم مسرحية «فاوست»؟ وما سرّ الاهتمام الكبير الذي جعل البطاقات تنفد منذ اليوم الأوّل؟

المسرحية الذي تستمرّ عروضها حتى 24 نيسان (أبريل) في أفخم مسارح أمستردام ولاهاي وروتردام، تمثّل هذه الأيام الحدث الأول على الساحة الثقافية في هولندا. مخرجها جوهان دوسبورخ سعى إلى التركيز على المشترك بين فاوست والإنسان المعاصر من هموم وهواجس. يقول: «مسرحية «فاوست» تتناول الصراع من أجل الأفضل، تتمحور حول سؤال: هل أنت راض عن نفسك؟ وهي أيضاً عن الصراع الذي نخوضه ضد الشيطان فينا. وهو صراع مظلم تارة، ومضحك طوراً».
في هذه القراءة لرائعة غوته، يقف فاوست بعيداً عن التساؤلات المصيرية حول المعرفة وإخفاقها في الكشف عن الجوهري في الوجود الإنساني. لا يتعلّق الأمر بتحقيق الذات ولا بالسعي إلى الكمال، بقدر ما يتعلّق بالسعي إلى بلوغ أعلى مستويات الشهوة. من هذا المنظور، نقرأ الارتباك الواضح في سلوك بطلنا الذي يعكس جشعه وشهوته. لا المعرفة ولا العقد الذي وقّعه فاوست مع (الشيطان) مفيستو، سيخلّصانه من القلق، علماً بأنّ الممثل الهولندي جاب سبيجكرز كان بارعاً في تجسيد شخصية قلقة تحاول الاحتفظ بمقدار من القيم، فيما تسعى إلى الانخراط في الأفعال الشريرة... فالشر لا ضمير له حسب مفيستو. كثيرون هم النقاد الذين رأوا أنّ غوته عكس في رائعته جانباً من المآسي الضرورية لدخول عصر الحداثة. وبذلك، برروا الظلم الذي تعرضت له البشرية، باعتباره ضرورياً للانتقال الى عصر جديد. وهذا الرأي النقدي في «فاوست» يقطع الطريق أمام أي حداثة إنسانية. لكن النسخة الحاليّة لم تتوقّف عند هذه النقطة، بل ركّزت على العنصر الفردي لشخصية فاوست، بعيداً عن التأويلات التي تقرأ غوته في ضوء عصرَي التنوير، والحداثة. هذا الخيار الإخراجي جنّب العرض تقديم مرافعة عن المشروع الحداثي.

قراءة معاصرة

بعد 26 عاماً على آخر عرض شاهده الهولنديون لمسرحية «فاوست» من تقديم فرقة Appeltheater، ارتأت «فرقة المسرح الوطني الهولندي» اعتماد ترجمة خاصة بالعمل، الى اللغة الهولندية. في النسخة الجديدة، لم تأت الشخصيات كلاسيكية في لغتها ولا في الأشياء التي تحملها.
لم يعد فاوست أسير الصورة النمطيّة الرائجة التي تقدّمه بالضرورة على فرسه، بل بات هنا شخصية عصرية، ما سهّل عملية ارتباطه بالجمهور. وفي هذه النقطة تحديداً، يرى المخرج جوهان دوسبورخ أنّ هناك تفاصيل عدّة ميّزت النسخة الجديدة من «فاوست»، مقارنة بالقراءات الإخراجيّة المختلفة لهذا النصّ الذي يعدّ أحد أصعب النصوص تجسيداً في تاريخ المسرح الحديث نظراً إلى التحديات الكثيرة التي يفرضها.

الترجمة والديكور

تمثّل الترجمة العصرية أحد عوامل نجاح النسخة الهولندية الجديدة من «فاوست». «في هذه النسخة، نحن إزاء فاوست عصري بلغة عصرية، يقول مصمم الديكور توم سخينك. وقد جاء ديكور العرض مختلفاً. المكان على هيئة ممرّ طويل يتوزع جزء من الجمهور على يمينه ويساره، فيما هناك صناديق حديدية مزوّدة بمرايا متحركة تعين مفيستو في ظهوره المباغت. وفي الخلفية، نرى منصة خشبية من ثلاث طبقات تسع لأكثر من 100 متفرج مزودة بشاشات تقدم للجمهور أكثر من زاوية للعرض. وقد كان المشهد الذي يتعقب فيه مفيستو العاشقة مارغريت في أشد لحظاتها تعاسة، من أروع مشاهد المسرحية بالنسبة إلى الجمهور في خلفية الصالة. إذ تسنّى له مشاهدة الإيقاع الذي يوحّد الخطوات البطيئة لمفيستو ومارغريت من زاوية أمامية عبر الشاشات ومن زاوية خلفية عبر الرؤية المباشرة.


محمد الأمين - أمستردام
الأخبار -ادب وفنون العدد ١٣٥٨
تابع القراءة→

الاثنين، يوليو 11، 2011

محسن النصار - مسرحية -الزجاج المحطم- تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, يوليو 11, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

مسرحية "جرذ من الفولاذ المقاوم للصدأ"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, يوليو 11, 2011  | لا يوجد تعليقات

الكاتب المسرحي الاسترالي رون اليشا يحول اسانج ومسار ويكيليكس مسرحية "جرذ من الفولاذ المقاوم للصدأ"


تحولت قصة جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الى مسرحية. وجاءت المبادرة من الكاتب المسرحي الاسترالي رون اليشا تعتبر مسرحية "جرذ من الفولاذ المقاوم للصدأ" التي تُعرض حاليا على مسرح سيمور سنتر في مدينة سدني ولغاية 17 تموز/يوليو "سجالا كوميديا" أو ابتكارا مسرحيا لاستكشاف القوى المحتشدة الى جانب اسانج والمعبأة ضده

بعدما تجاسر على النظام العالمي ومهندسيه الكبار. وتتوقف المسرحية عند مواطن الضعف البشري التي كلفت اسانج غاليا وتشحذ اذهان الحاضرين لاتخاذ موقف بين من يرون ان ويكيليكس وما هتكته من أسرار
قوة من أجل الخير، ومن يرون عكس ذلك. تبدأ المسرحية، كما هو محتوم عليها، بمشهد جنسي. وعلى مسرح معتم تتخلل حركات الرجل آهات مشبوبة بالعاطفة يطلقها العشيقان اللذان لا يرى المشاهد

وجههما لكنه يعرف ان احدهما اسانج. والعشيقة امرأة سويدية. الزمن آب/اغسطس
2010 والمكان استوكهولم. ومن العتمة ينبثق موقع لتصوير فيلم سينمائي يكتظ بأجهزة الإنارة والكاميرات ومعدات الاخراج والاكسسوارات المألوفة. وفي الوسط ممثلان
يتجادلان حول المشهد الجنسي. هكذا اختار الكاتب ان تدور احداث المسرحية على موقع لتصوير فيلم سينمائي. ويقوم الممثلون بأدوار اشخاص حقيقيين بينهم اسانج وزعماء دول ومحامو الدفاع عن مؤسس ويكيليكس. ويقول الناقد اليسون رورك ان هذه طريقة تتيح السجال على المسرح حول ما إذا كانت المعلومات التي تُضخ للرأي العام عن جوليان اسانج حقيقة أو فبركة. ونقلت صحيفة الغارديان عن اليشا الذي يعيش في ملبورن ويعمل طبيبا في النهار انه كتب مسرحية "جرذ من فولاذ مقاوم للصدأ" بهذا الشكل لأنه عندما أنجز كتابتها في شباط/فبراير لم يُنشر الكثير عن اسانج في الاعلام
المطبوع، وكل شيء عنه كان يُبث عبر الانترنت وكان من الصعب التمييز بين
الصدق والكذب فيما يُقال. ومن المشاكل التي اصطدم بها اليشا ومخرج مسرحيته واين هاريسون ظهور زعماء دول على المسرح. فالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يريد منح اسانج جائزة نوبل لفضحه اسرار اميركا يُصوَّر اوليغارشيا روسيا متجبرا. وفي حين ان الجانب الكوميدي من المسرحية يتحمل مثل هذا التصوير فانه يبدو اقرب الى فلاديمير بوتين منه الى ميدفيديف. ويُصور باراك اوباما الذي يريد وضع اسانج وراء القضبان، سياسيا ساذجا وعدوانيا. ويبدو ان الكوميديا المبالغ بها الى حد الكاريكاتير أبعدت شخصية
الرئيس الاميركي عن المصداقية. ولا تظهر شخصية اسانج على المسرح إلا بعد ساعة من العرض. وحين يظهر يقول الناقد رورك ان الممثل دارن ويلر يخفق في إيصال الجانب الانطوائي في اسانج
الحقيقي ولكن ويلر يلهب المسرح لاحقا بسورات من غضب اسانج. من اسباب نجاح المسرحية انها تتناول اشخاصا حقيقيين، أو ما يسميه المخرج "مسرح اللحظة الراهنة". ويعني هذا ان الكوميديا التي تزخر بها مقاطع من العمل الى حد كانت جدران المسرحية ترتج احيانا من شدة الضحك، تمد المسرحية
بحيوية متجددة وجاذبية قوية.

تُقلى
جمل اليشا المعبرة رغم تكثيفها في عبارات قاطعة، بتوقيت رائع. وفي احد المشاهد يكون اسانج نزيل السجن نفسه الذي أُرسل اليه اوسكار وايلد في لندن. ويقول شخصية اسانج "ان هذه الزنزانة محجوزة للأشخاص الذين تعاملوا بتهور مع اعضائهم التناسلية". يستغرق وقت المسرحية نحو ساعتين ونصف الساعة ولعل النص حُشي بالكثير من التفاصيل عن حياة اسانج، مثل عدد المدارس التي تعلم فيها ومعركته المديدة من اجل حضانة ابنه. ولم يغفل النص المرور على زعل اسانج مع صحيفتي الغارديان ونيويورك تايمز. لكن نصف الساعة الأخير من المسرحية مكرس للسجال حول ويكيليكس وما إذا كان الموقع قوة من اجل الخير أو من اجل الشر.

لا يصدر حكم في ختام المسرحية سوى ان اسانج كان مؤمنا بما فعله مع رفاقه، بصرف النظر عن الثمن.
تابع القراءة→

السبت، يوليو 09، 2011

سيناريوهات صورية 3 ....... ساعات محملة على سفن محروقة د.صلاح القصب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يوليو 09, 2011  | لا يوجد تعليقات


المشهد الأول
قلاع
حجرية مزدحمة بآلات موسيقية خربة, سلالم متداخلة تحيط بفضاءاتها الرطبة.
وسط ذلك الركام النحاسي عجائز ضئيلات منحنيات الظهر يتأملن عازف البوق
النحاسي في أعالي السلم.

المشهد الثاني
حشد خيول فزعة, بروق وسيول. العجائز الضئيلات يستحممن في ذلك العراء الموحش ينشدن لخلاص ابدي.

المشهد الثالث
جموع من المنشدين تطوف داخل أروقة حجرية متداخلة, تزدحم مع ظلالها وتتلاشى عند نهاية ممراتها المغلقة.

المشهد الرابع
كرنفال
ليلي, سحرة وأقزام, لاعبو سيرك ومهرجون, أجساد مطلية بألوان دهنية, وجوه
وأجساد استطالت من شدة الضحك, مرضى المصحات العقلية ينشدون نشيد الختام. 

المشهد الخامس
حشد من العميان يقرأون صحف المساء ويصورون أحدهم الآخر.

المشهد السادس
نساء هرمات مجعدات الشعر وجوههن أشبه بخرائط مندثرة يقمن بعرض أزياء منسية وسط حشود من النساء المنغوليات الشكل.

المشهد السابع
ساعات حجرية محملة على سفن محروقة وأياد واهنة تقدم زهوراً ذابلة للذين ينتظرهم المساء.

زجاج القاعات الرخامية يشغل الفضاء قمرا

المشهد الأول
في قاع زجاج الساعة الخيول ترفس باب القلاع وبرعب اللحظة المباغت نسيت أن تتنفس مرة أخرى.
المشهد الثاني
النوافذ كلما ازدادت عمراً سمعت صوت الزمن أكثر.

المشهد الثالث
عرفت أني لست في الصمت لأني كنت صامتا.

المشهد الرابع
الظلال انقطعت عن ظلالها في دوائر بريد قديمة.

المشهد الخامس
قبل قرنين رأيت ظلين أحدهما هبط بسلام على العشب الأخضر والآخر تنفس تحت الماء هادئا وساكنا, وفي الصمت سمعت همهمة جريان الزمن.

المشهد السادس
نسي سفح الشمس والريح والمطر, وقرع الصنوج تنزلق نحو الأفق لتتحرك حرارة الفضاء الأزرق.

المشهد السابع
أنطلق حاملاً قطاعا كاملا من ذكريات مرتجفة كالسهام مرتجة مثل ضباب كثيف يمحو كل معالم الأرض.

المشهد الثامن 
مشى في صمت الفراغات القاسية, توقف مرات كأنه لم يتوقف قفز في الهواء من شدة الصمت وبعدها ترك قبعته معلقة في الهواء كي تبرد. 

المشهد التاسع
لغات
متعددة, قهقهات ذات إيقاعات مختنقة, ثرثرة موائد متراصة, قصائد منتشرة على
مناضد حديدية, جيوب فارغة إلا من قصائد الشعر, حديث عن علاقات حب وهمية,
ضجيج أصوات ذابلة, وجوه مهندسة بلا خرائط, صراخ السكك التي تسحقها عجلات
غارقة بقسوة البرد, الرحلة شاقة جدا, دخل إلى قارة النوم كي يمسك بأحلام
لا نهاية لها. 
المشهد العاشر
الغجر سعات بريد يسعلون طوال الليل قرب عرباتهم الفارغة.

المشهد الحدي عشر
الصحراء عارية نوافذها مغلقة الستائر.

المشهد الثاني عشر
طيور النوارس جوق موسيقي ساهر يودع البروق ورنين الأجراس.

المشهد الثالث عشر
احتفال أوبرالي يعزف أغاني الهواء, كان ذهبيا مغمورا بالضوء ومتوهجا بأزهار اللوتس.

المشهد الرابع عشر
الطيور
أغرقها المطر تودع الناس ولا ترحل تواجه الريح والأمطار, تنادي وبصعوبة يا
أخوتي تلك الزوارق راقدة هناك مزدحمة لا تقوى على الإبحار.

المشهد الخامس عشر
شعور عميق مليء بالدهشة والارتباك تأجل بسبب سقوط المطر.

المشهد السادس عشر
نظرات لموت الممثل من مقعدي البعيد عن المسرح وهو يموت بمهابة وبطء وبعدها غادرت المسرح المغرق القدم.

المشهد السابع عشر
أسمع صوت الحافلات المنقوعة بالمطر تمضي في السير باتجاه غابات الرحيل وأرصفة المدن.

صلاح القصب
تابع القراءة→

الخميس، يوليو 07، 2011

مسرح | د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يوليو 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة / محسن النصار: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

مسرح | د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يوليو 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة / محسن النصار: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الأربعاء، يوليو 06، 2011

التمثيل الصامت وجمالية التنوع في الإخراج المسرحي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يوليو 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

التمثيل الصامت وجمالية التنوع في الإخراج المسرحي: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9