أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الاثنين، أبريل 04، 2016

جَماليةُ سبرنتيكا الإضاءةِ في العَرضِ المَسرحي / أ.م.د .عماد صاحب حسين الطائي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أبريل 04, 2016  | لا يوجد تعليقات


جَماليةُ سبرنتيكا الإضاءةِ في العَرضِ المَسرحي

                          أ.م.د .عماد صاحب حسين الطائي
جامعة بابل/ كلية الفنون الجميلة- قسم الفنون المسرحية

ملخص البحث
     ان العرض الدرامي المسرحي تشتغل فيه مجموعة من النظم هي : منظومة المؤلف والمخرج والممثل والاضاءة والديكور ومنظومة المكملات , وغالبا ما يحدث تعارض بين هذه المنظومات او يحدث تداخل بحيث يؤثر سلبيا على جمالية العرض الدرامي المسرحي فمست الحلجة الى ايجاد منظومة قيادية ( نظام للنظم ) او بتعبير آخر السبرنتيكا , وبما أن التطور التقني الذي يَسُود فنون العرض يحتاج إلى دقة عالية في حساب الزمن, لذا تحدث لدينا مشكلة , وهي التعارض بين تغيرات الزمن ( العرض الدرامي ) , وبين حوسبة نُظُم توزيع الإضاءة في ( العرض الدراماتيكي ) . 
     فتتجسد أهمية البحث الحالي من خلال إيجاده حلولا ناجعة للتوافق بين المتغيرات الزمنية في العرض الدرامي وبين حوسبة نظم توزيع الإضاءة في العرض المسرحي الدراماتيكي , خدمة لإبراز الطاقة العالية للجمالية لدى المتلقي . 
     أما الحاجة إليه فهي إيجاد حلولا لمشكلة رافقت العروض المسرحية جميعها في العصر الحديث ( عصر الإضاءة المحوسبة )  , كما ويهدف البحث الحالي إلى عرض مسرحي جمالي من خلال زيادة التوافق بين الإضاءة المحوسبة سبرنتيكيا والحدث الدراماتيكي في العرض المسرحي . كما و يرى الباحث إن مشكلة البحث الحالي هي مشكلة عامة غير مرتبطة بزمان أو مكان معين لذا سيتعرض الباحث إلى الحدود الموضوعية وهي : دراسة  زيادة التوافق بين الإضاءة المحوسبة سبرنتيكيا والحدث الدراماتيكي في العرض المسرحي جماليا . 
     وتوزع البحث على اربعة مباحث , تناول المبحث الأول : مفارقة المدارات الجمالية وانضباط السبرنتيكا . فيما تناول المبحث الثاني : جمالية العرض المسرحي وعلاقتها بالإيقاع والتوقيت . اما المبحث الثالث : فقد تناول السبرنتيكا وضبط التوقيت. بينما جاء المبحث الرابع : مستعرضا العرض الدرامي وتغيرات التوقيت . 
اما الفصل الثالث فقد تناول اجراءات البحث حيث استخدم الباحث المنهج العلمي الرياضي وذلك لتناسبه مع السبرنتيكا المبنية على اسس رياضية  . 
     فتوصل الباحث إلى اقتراح نظام تفاعلي , متناغم بين الممثل , وأجهزة الإضاءة , يجعل منظومة الممثل المتغيرة تتفق مع منظومة الإضاءة , والعرض المسرحي , لدمج هذه المنظومات للعمل كوحدة واحدة تمهيدا لتفعيل نظام عام للنظم مسيطر على تلك الانظمة من خلال الحوسبة او بتعبير اخر تفعيل سبرنتيكا الاضاءة لضبط الجمال . وقد افرز البحث جملة من النتائج منها: 
1- التوافق الضمني بين أداء الممثل وأداء أجهزة الإضاءة . 
2- السيطرة التامة على إيقاع المسرحية .
3- السيطرة التامة على التوقيتات المسرحية .
وبناء على هذه النتائج استنتج الباحث ما يأتي : 
1- استخدام السبرنتيكا ممكن في الأعمال الفنية التي تخضع لمزاج الفنان . 
2- استخدام السبرنتيكا يظهر صورة مسرحية مميزة تخلو من الهنات التقليدية في العرض المسرحي بين أداء الممثل وأداء أجهزة الإضاءة والايقاع .
ملخص البحث
جَماليةُ سبرنتيكا الإضاءةِ في العَرضِ المَسرحي
The aesthetics of lighting cybernetics in the theater lighting
There is some systems working in dramatic theater show: the writer,director,lighting, decor and complementation system, and often there is conflicts between these systems or an interference that’s effect in bad way in the aesthetics of the dramatic theater show, so there a big need to find a leading system (a system for systems) or in other word the cybernetics 
And because of that the technical development in the arts in need to high accuracy in timing, so we have a problem the conflicts between the timing (the dramatic show) and lighting systems computerizing.
The importance of this research is by finding working solutions to synchronize between the time changes in the show and the lighting system computerizing.
And the need to this research is to find solutions for the problem that always happening in all theater shows in the modern age ( the age of computerized lighting) also this research aim to make an aesthetic theater show by increase the compatibilitybetween the computerized lighting and dramatic event in the theater show, also the researcher found that the problem of this research t connected to a specific time and place so the researcher will define the subject limits : study the compatibility increase between the computerized lighting and the dramatic event in the theater show aetheticaly. 
This research contains four topics, the first topic: depart the aesthetics and the accuracy of the cybernetics. The second topic: the aesthetics of the theater show and the relation to timing and rhythm, the third topic: cybernetics and accuracy of timing , the forth topic showing the dramatic show and timing changes.
The third chapter contains the procedures of the research where the researcher used the scientific mathematic method to reach the goals of the research.
The researcher suggests an interaction system, synchronized between the actor and the lighting devices make the changes actor system synchronize with the lighting system. And the theater show, to combine these systems to work as one unit to activate a general system to systems to control these systems by the computer in other word by lighting cybernetics.The inner synchronize between the act of the actor and the act of the lighting devices.
1-Full control on the show rhythm 
2-Full control on the show timing
And depending on these results there are some conclusions:
1-The using of cybernetics possible in the art show the sub to the mood of the artist
2-Using cybernetics show a special theater image without the traditional mistakes. 
الفصل الأول
أولاً : مشكلة البحث  .
ان العرض الدرامي المسرحي تشتغل فيه مجموعة من النظم هي : منظومة المؤلف والمخرج والممثل والاضاءة والديكور ومنظومة المكملات , وغالبا ما يحدث تعارض بين هذه المنظومات او يحدث تداخل بحيث يؤثر سلبيا على جمالية العرض الدرامي المسرحي فمست الحلجة الى ايجاد منظومة قيادية ( نظام للنظم ) او بتعبير آخر السبرنتيكا .
فالعروض المسرحية عروض مركبة مؤلفة من مكونات عديدة وهذا الكم الهائل من المكونات المنظورة والغير منظورة يشكل تحديا كبيرا لجميع الاطراف المساهمة في انجاح العرض المسرحي فمن جهة ان الجماليات المطروحة في العرض المسرحي متغيرة ومتعددة بتعدد الرؤى والاتجاهات الفكرية ومن جهة القوانين الصارمة التي يتبعها المخرجون تفرز ان هناك علاقة بين الايقاعات لهذه المكونات جميعها مع الجمالية الناتجة عن العرض المسرحي والمقصودة للمخرج ومع المحاولات الحثيثة للمخرجين لاظهار العرض المسرحي بشكل دقيق تحدث اخطاء تقنية تشوه من جمال الرؤية الفنية .
     فالعرض المسرحي : عبارة عن آلاف الصور المسرحية المختزلة , وغير المختزلة , والمتغيرة في زمن العرض لهذه الصور ( الوحدات المصغرة ) التي يتكون منها العرض الدراماتيكي .
وبما أن التطور التقني الذي يَسُود فنون العرض يحتاج إلى دقة عالية في حساب الزمن ( من جهة مفاتيح الاستلام والتسليم ) ، لذا تحدث لدينا مشكلة , وهي التعارض بين تغيرات الزمن ( العرض الدرامي ) , وبين حوسبة نُظُم توزيع الإضاءة في ( العرض الدراماتيكي ) .
ثانياً : أهمية البحث والحاجة إليه .
تتجسد أهمية البحث الحالي من خلال إيجاده حلولا ناجعة للتوافق بين المتغيرات الزمنية في العرض الدرامي وبين حوسبة نظم توزيع الإضاءة في العرض المسرحي الدراماتيكي , خدمة لإبراز الطاقة العالية للجمالية وتأثيرها على المتلقي . 
أما الحاجة إليه فهي إيجاد حلول لمشكلة رافقت العروض المسرحية جميعها في العصر الحديث ( عصر الإضاءة المحوسبة ) . 
ثالثاً : هدف البحث .
يهدف البحث الحالي إلى كشف جمالية التوافق بين الإضاءة المحوسبة سبرنتيكيا والحدث الدراماتيكي في العرض المسرحي .
رابعاً : حدود البحث .
يرى الباحث إنمشكلة البحث الحالي هي مشكلة عامة غير مرتبطة بزمان أو مكان معين لذا سيتعرض الباحث إلى الحدود الموضوعية وهي : دراسة زيادة التوافق بين الإضاءة المحوسبة سبرنتيكيا والحدث الدراماتيكي في العرض المسرحي جماليا .






خامساً : تحديد مصطلحات البحث وتعريفها .
الجمالية : 
لغة :
هي " الجمال : الحسن , وقد ( جُمَلَ ) الرجل بالضم ( جمالاً ) فهو جميل, والمرأة ( جميلة ) وجملاء أيضاً بالفتح والمد "([() الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , دار الحديث , القاهرة , 2003 , ص111 .]).
الجمالية:- مأخوذة من جمّل الشيء جعله جميلاً "والجميل أوالأجمل من الجميل، الجمال، الحُسن"([()لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956، ص99.]).
يعرف الجمال على انهُ : " الحُـسْن وقد (جَمُل) الرجل بالضم  ( جَمَالا ) فهو (جَمِيل ) ، والمرأة ( جَمِيلة ) و ( جَمْلاء ) أيضا بالفتح والمد، و( المجاملة ) المُعِاملة بالجَمِيل " ([(3) الرازي ، محمد بن أبي بكر , مصدر سابق ، ص111.]). وجاء عند ( التهانوي ) بمعنى : " الحسن وحسن الصورة والسيرة " ([(4) التهانوي ، محمد علي: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ، ج1 ، مكتبة لبنان ناشرون , بيروت – لبنان , 1996، ص348.]).   
أما ( ابن منظور ) فعرف الجمالية على أنها : " مصدر الجميل " ([(5) ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج11 ، دار صادر , بيروت ، ب . ت , ص 126.]) .
وعرفها البستاني : " الجميل أو الأجمل من الجميل " ([(6) لويس ، معلوف : منجد الطلاب , مصدر سابق ، ص93.]) .
اصطلاحاً :
يرى الإمام الغزالي "إن كان الجمال يناسب الخلقة , وصفاء اللون , فأنه يدرك بحاسة البصر, وإن كان الجمال بالجلال , والعظمة , وعلو المرتبة , وحسن الصفات , والأخلاق, وإرادة الخيرات لكافة الخلق , وإفاضتها عليهم على الدوام فأنه يدرك بحاسة القلب "([() الغزالي , أبو حامد : إحياء علوم الدين , ج3 , دار الشعب , القاهرة , ب . ت , ص32 .]) . 
يعرف (توماس اكواينس) الجمال "ذلك الذي، لدى الرؤية، يسر-أي انه يسر لمجرد كونه موضوعاً للتأمل، سواء عن طريق الحواس أو في داخل الذهن ذاته"([()ر. ف , جونسون : الجمالية، ت: عبد الواحد لؤلؤة ، موسوعة المصطلح النقدي، منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد , 1978، ص10.]).  
يعرف (ريتشارد له كالين) الجمالية بأنها "فن الحياة المسرحي"([()ر. ف، جونسون : المصدر نفسه، ص100.]).
    والجمالية : " دراسة تعنى بالقيم , والعناصر لتكسب العمل الفني جمالاً فنياً "([() البدوي ، احمد زكي : المعجم العربي الميسر ، ط9 ، دار الكتاب المصري، القاهرة ، 1990 ، 
ص289 . ]).
أما ( هارلد Harold) فيعتبر الجمالية " نظرية في التذوق ، أو أنها عملية إدراك حسي للجمال في الطبيعة والفن " ([() Harold , Osborne : The Oxford Companion to Art , great Britain , 1998 , p: 12])، ففي هذا التعريف ربط (هارلد) الجمالية بالذات الإنسانية, من خلال مدى ما يحدثه العمل الفني من تأثير على المتلقي , وبالتالي يدرك هذا العمل إدراكا حسياً , سواء أكان عملاً فنياً , أم طبيعياً . 
    وعرفها (هنتر مهد ) بأنها : " دراسة الجمال في الطبيعة والفن ، أما الاستعمال الحديث فينطوي على أكثر من ذلك بكثير ، كطبيعة التجربة الجمالية ، أنماط التعبير الفني , وتعني عملية الإبداع , أو التذوق , أو كليهما معا , وما شابه ذلك من الموضوعات"([(12) مهد ، هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها ، ت : فؤاد زكريا ، ط7 ، مكتبة الانجلو , القاهرة ، ب. ت ، ص423.]).
تعريفا إجرائيا : 
الجمالية تتحدد ضمن العناصر الفنية التي تستخدم في العمل الفني , وفقاً لترتيب كل عنصر من العناصر البصرية , التي تتلائم في إيجاد علاقات تتصل بجوهر العمل الفني , لخلق حالة جمالية مؤثرة في الرؤيا ، وهنا تحدد الجمال الموضوعي الذي يكسب الأعمال الفنية جمالية خاصة بها .
السبرنتيكا : 
لغة :
    إن مفردة ( سبرنتيك ) لها أصل يوناني قديم , وهو ( كيرنيتيس ) , وكان يعني في البداية ( إدارة القوارب ) , وفيما بعد القرن التاسع عشر استعمله العالم الفرنسي ( امبير ) للتعبير عن علم خاص للإدارة الاجتماعية السياسية ([() يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام, ت : برهان القلق , دار الطليعة , بيروت , 1979 , ص 7. ]) .
اصطلاحاً :
    هي " علم المبادئ العامة للتحكم , ووسائل التحكم , واستخدامها في التكنيك , وفي الأجسام الحية , والمجتمع البشري " ([() بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , ت : أبو بكر يوسف , دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1974 , ص 149 . ]) .
    السبرنتيكا " هي علم المراقبة بواسطة آلات إعلامية سواء أكانت هذه الآلات طبيعية مثل الآلات العضوية , أم صنعية " ([()رويه , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام , ت : عادل العوا , منشورات وزارة الثقافة , دمشق , 1971 , ص 5 . ]) .
    السبرنتيكا " هي المبادئ العامة للتحكم في الأجهزة التكنيكية , وفي الكائنات الحية , وفي الأنظمة الاقتصادية " ([() كرايزمر , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , ت : دار مير , ط2 , منشورات دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1969 , ص 5 . ]) . 
تعريفا إجرائيا :
    السبرنتيكا هي : أتمتة النظم الميكانيكية الحية وفق اوتوماتيون . 
الإضاءة : 
لغة :
   ( الضَّوءُ ) و (الضُّوءُ ) بالضم ( الضِّياء ) [() الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , مصدر سابق , ص 215 .] .
اصطلاحاً :
    يعرف حمادة " الإضاءة المسرحية : هو تنوير خشبة التمثيل عن طريق استعمال إضاءة اصطناعية " ([(( حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , دار الشعب , القاهرة , 1971 , ص 78 . ]) .
تعريفا إجرائيا :
    الضوء المُسَيطَر عليه . 
العرض المسرحي : 
لغة :
    العرض: "قال تعالى : ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ) ، أي أظهرناها حتى رآها الكفار. يقال عرضت الشيء فأعرض: أي أظهرته فظهر"([() فخر الدين الطريحي : مجمع البحرين، تحقيق : أحمد الحسيني، ج 3 , ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 1408هـ ، ص154.]).
    يعرف العرض بمعناه اللغوي من الفعل "(عرض) له كذا أي ظهر و(عرضته) له أظهرته له وأبرزته إليه، وعرض الجارية على البيع , وعرض الكتاب، وقوله تعالى "وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين" أي أبرزناها حتى نظروا إليها(فأعرضت) هي أي استبانت وظهرت"([()الرازي، محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , مصدر سابق، ص 424.]), وفي موضع أخر يأتي "عرض- عرضا: ظهر وبدا ولم يدم والشيء لفلان أظهره والشيء عليه- أراه إياه والمتاع للبيع: أظهره لذوي الرغبة فيه ليشتروه"([()لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956، ص 497.]).
 "وعروض الكلام: فحواه ومعناه... يقال: عرفت ذلك في عروض كلامه أي في فحوى كلامه ومعنى كلامه"([() ابن منظور ، جمال محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج7 ,دار صادر , ب . ت , بيروت , ص 165.]).
    "وعرض لك الخير يعرض عروضاً: أشرف... وعرض الشيء يعرض: بدا"([() إبن منظور : لسان العرب، المصدر سابق ، ج7 , ص167.]).
    وعرض له: فظهر وبدا، وعرض الشيءَ له: أظهره له. وعرض الشيء عليه: أراهُ إياه"([() الفيروز آبادي : القاموس المحيط، ج2 , دار العلم للجميع , بيروت ,  ب. ت، ص 335.]).
    ونفهم من معاني العرض، معنى الظهور المرئي والذي يرافقه الحوار والمحاورة وتبادل الأفكار، في زمان ومكان محدد يجري فيه طرح الموضوع، واستعراضه.
اصطلاحاً : 
    يفهم من تعريف (حمادة)للعرض الخاص بان العرض المسرحي بشكل عام هو عرض مسرحي يحضره مشاهدون غير معينين ويكون متاحا لكافة الناس ([() حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص 199 . ]).
    وعرفه (الربيعي): بأنها العرض الذي لا يتقيد في بناءه بعناصر البناء الدرامي التقليدية التي حددها أرسطو، وتشمل الرمزية، التعبيرية، الملحمية، اللامعقول،والتسجيلية([() الربيعي، علي محمد هادي : دلالات الدراما الحديثة في النص المسرحي العربي المعاصر، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بابل، كلية التربية الفنية، 2000، ص4.]).
    يعرفه (جوليان هيلتون) "بأنه السطح الذي يتحرك عليه الممثل ... ويشير إلى وحدة قياس زمنية , أو مكانية غير محدودة الطول"([()هلتون، جوليان: نظرية العرض المسرحي، ت: نهاد صليحة، دار هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة,2000، ص 34.]).
    وعرفته (سامية اسعد) بأنه "مجموعة العلاقات المرئية , والمسموعة , تتآلف وتتراسل , وتتشابك , وتتصارع , لتوليد كلية مركبة في إطار جدلها المستمر مع المشاهد اليقظ المتفاعل"([()اسعد، سامية : النقد المسرحي والعلوم الإنسانية, مجلة فصول , القاهرة، العدد الأول ،1983 , ص 157.]).
تعريفا إجرائيا :
    هو : التجربة الدراماتيكية بهدف جمالي .  
الفصل الثاني
المبحث الأول : مفارقة المدارات الجمالية وانضباط السبرنتيكا .
    للوهلة الأولى نرى إن هناك تناقضا بين كمومية ([() الكمومية : الكمومية أو الكوانتم هذه المفردة ليست مفردة انكليزية بل كلمة لاتينية تعني ( مقدار ) . ( اومنيس , رولان : فلسفة الكوانتم , ت : احمد فؤاد باشا , ويمنى طريف خولي , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , الكويت , 2008 , ص11 ) . ]) السبرنتيكا , وكمومية الجمالية , فالمشهور أن كمومية الجمالية كمومية متحركة , غير ثابتة , غير منضبطة , متغيرة لتغير العوامل والظروف , وعلى مر العصور , ويتفرع على ذلك ما اثير في علم الجمال من مشاكل مرتبطة بشكل رئيسي بالتذوق للعمل الفني ومشكلة التلقي لهذه الاعمال واثير ايضا في علم النقد من جهة الحكم على تلك الاعمال الفنية والتي هي مشاكل غير محسومة لحد الآن , فمن المعروف إن هناك مشكلة أساسية في تلقي الجمال وفي آلية هندسته من جهة التوليد ومن جهة المقياس ومن جهة الحكم , بدعوى ثباتية الجمالية عند طائفة من علماء الجمال ومنظرو الفنون وبدعوى مقابلة لها متبنية حقيقة تغير الجمالية والتي تصل الى حد انعدام المقياس ورفضه تماما كما هو واضح لمن له تتبع لتاريخ الفنون بشكل عام , 
ولكن يرى الباحث إن هناك مقياس وإن هذا المقياس متحرك , وهذا خلاف القول بالمقياس الواحد , أو إنعدامية المقياس .فتعد تجارب الفن ، ظاهرة شمولية تؤكد وجود المقياس ووجود الحرية الحركية لذات المقياس فتؤلف الطابع الجوهري لخصوصية الأشياء والظواهر الفنية والثقافية والإجتماعية ، ضمن مكونات المشهد الإنساني ، عبر تاريخه الطويل ، إبتداءً من نتاجات الكهوف وطرق تنظيم المعيشة وتصميم البيوتات والأراضي الزراعية ، ومروراً بإكتشاف اللغة الإشارية والصورية كوسيلة للتفاهم بين البشر ، وانتهاءً بما آلت إليه الحضارات القديمة في العراق ومصر واليونان من تطورات فنية ، وكذلك ما شهدته المراحل التاريخية المتعاقبة وصولاً إلى العصر الحديث [القرة غولي , محمد علي علوان عباس : جماليات التصميم في رسوم ما بعد الحداثة , اطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية الفنون الجميلة , جامعة بابل , 2006 , ص 2 . ].
    فما تحتويه هذه التجارب من مرجعيات خاضعة للتصميم الهادف تضرب بجذورها عمق التاريخ ، هو إستكناه لما يمكن أن ينتج إنعكاساً شعورياً لتنامي وتكامل التحوّلات المعرفية للتجربة الإنسانية في الفنون بشكل عام ، من خلال دلالات البحث عن جوهر الجمال وقيمه المتبدّية في بناءات العمل الفني شكلاً ومضموناً . وما قدمته حضارة العراق القديم من نتاجات فنية ، هو إنعكاس حقيقي لما يمكن أن تنطوي عليه إستجابات الواقع الفكري والفني من معطيات بنائية وجمالية في طرق ( التصميم والتنظيم والتأثير ) ، وهذا ما نلحظه في الكثير من التصميمات ومنها على سبيل المثال لا الحصر : الأختام الإسطوانية ، الإناء النذري ، تماثيل الآلهة ، مسلات ( العقبان ، نرام سين ، أورنمو ، الشريعة البابلية ) ، الألواح النذرية وغيرها ([صاحب , زهير وآخرون : دراسات في بنية الفن , دار مكتبة الرائد العلمية , الاردن , 2004 , ص 115 – 117 .]) .
      وتتجلى خصوصية التواصل المعرفي للبنى التصميمية بنائياً ومفاهيمياً ، في نتاجات الفن الإسلامي ايضاً، كما في فن الزخرفة الإسلامية التي تعتمد هندسة التجريد ، وفن الخط العربي ، وفي التصاميم المعمارية ورموزها المميّزة ( القبة ، المآذن ، المنائر ، الأعمدة ، الفسيفساء ،...الخ ) ([الالفي , ابو صالح : الفن الاسلامي ؛ اصوله وفلسفته ومدارسه , ط2 , دار المعارف , لبنان , د . ت , ص 124 – 128 . ]) ، وهذا ما جعل من تشكيل التراكيب الصورية لنتاجات الفن الإسلامي ، تنتظم في كينونة حراك بصري / جمالي متعدد الوظائف والإستعمالات فهو كاشف عن وجود مقياس من جهة ووجود حراك لهذا المقياس من جهة اخرى .
      وإذا ما وصلنا إلى الفن الحديث ،  فان سعي الحداثة الأمثل كان يتجسد في إيلائها  ( قيمة مركزية نظرية وعملية للإنسان ، ولذاته بإعتباره مركزاً ومرجعاً )([(1) محمد سبيلا ، التحولات الفكرية الكبرى للحداثة، مجلة (فكر ونقد)، العدد 2 ، الرباط ، 1997 ، ص 36-37 .]) ، ينتزع من الإرث الثقافي والأيديولوجي للمجتمع ما يمكّنه من التعبير عن آليات وطرائق ومنهجيات جديدة للفن ، عبر إزاحة تضمينية لوسائل التقليد والمحاكاة ، وتحميل العمل الحديث فكراً تصميمياً - تطبيقياً وحرفياً ، وهذا ما عملت عليه التكعيبية والتجريدية والسريالية والدادائية ومدرسة ( الباوهاوس ) التي يؤكد مديرها ( والتر جروبيوس ) : ( إن الهدف النهائي لأي نشاط خلاّق هو البناء، فالمعماريون والنحاتون والرسامون ، كلهم جميعاً عليهم أن يصيروا حرفيين مرة أخرى ، إذ ليس هناك إختلاف جوهري بين الفنان والحرفي ، فالفنان حرفي بإدراك أعمق ، لكن أساس الإحتراف لا يمكن الإستغناء عنه بالنسبة لجميع الفنانين )([(2)إيتين، جوهانز ، التصميم والشكل ، ت : صبري محمد عبد الغني ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ، 1998 ، ص 62 .]) .
    فيتحصل مما سبق ان القياس يكون وحدة ثابتة يصعب تغيرها , أو الحكم على تغيرها , حسب ظروف المقياس نفسه , وكذلك نرى في العلوم التي تخضع للتجربة إن قياس الوزن , والطول , والمسافة , والكثافة, قياسات ممكن تثبيتها بثبات ظروف المقياس , كقياس كثافة الماء من جهة كونه سائلا , أو منجمداً , أو بخاراً , فيختلف في الحجم , والكتلة , والفراغ , واللون, والطعم , والرائحة ...الخ ([علي , صلاح محمد : قاموس الفيزياء , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 2005 , ص 106 – 113 . ]) , وهي بهذه الحالة يمكن القياس عليها ومن خلالها, بالمقارنة , أو بالمفاضلة , أو باعتبارها , وحدة تجريبية .
     أما الجمالية : فهي متغيرة شكلا , وموضوعا , (هذا حسب الظاهر) , وتتغير باختلاف المكان , والزمان , تغيرات تكاد تصل إلى حالة الاختلاف والتناقض , فالجميل قبل خمسين عاما يصبح قبيحا في اليوم الحاضر , أو بالعكس . 
     ولكننا نرى إن القياسات الجمالية , لها نظم عددية , وقياسات شكلية تقاس , وان المتغير في العملية الجمالية هو توظيف الخامات المنوعة , والمعالجات اللونية وغير ذلك , التي يتفق الباحث مع الرأي القائل بتغيرها بتغير المكان والزمان " فإذا كانت هناك معرفة جمالية فهي من نوع خاص جدا " ([() برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , ت : أنور عبد العزيز , دار نهضة مصر , القاهرة , 1970 , ص 558 . ]) .
    فـ" المعرفة الجمالية أكثر شبها بالمعرفة العلمية , أو الصناعة اليدوية , لأن هذه الأخيرة تتميز بوجدانات تتفتح عند الاتصال بالمادة وتتطلب تشكيل هذه المادة " ([() برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , المصدر السابق , ص 559 . ]).
المبحث الثاني : جمالية العرض المسرحي وعلاقتها بالإيقاع والتوقيت .
المحور الاول : جمالية العرض المسرحي وعلاقتها بالإيقاع .
     إن الإيقاع في المسرح هو الذي يعطي للمسرحية الحياة وهو الذي يربط اجزاءها المختلفة في مجموعة موحدة وعمل متوافق ([دين , الكسندر : العناصر الاساسية في اخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , دار الحرية , بغداد , 1972 , ص 292 .]) , وهو ذو منظومة معقدة , تنبع من توافقات , ورذم , يتراوح بين المنطق الصوري , والفعل الدراماتيكي , والنص الدرامي كله أبعادا منطقية جدلية. فالعرض المسرحي وسيلة , وليس غاية في بناء شكل دراماتيكي متكون في جسد الممثل , وصورة ضوئية , ومكان ملائم , وزي , وإكسسوار مكمل , وصولا إلى هدف سامٍ , وراقٍ , اسمه العرض المسرحي ([العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , دار الكندي , اربد – الاردن , 2009 , ص 123 – 125 . ]) .
وبشكل عام : نرى إن العرض الدراماتيكي ؛ ابتدءاً من عروض ( ثيسبس ) على عربته المتنقلة والذي كان يستهدف بحركته هذه توقيتا معينا ومكانا معينا وشكلا معينا للمسرح والممثل وجمهورا معينا والتي تشكل بمجملها اشتغال واضح على التوقيت والذي يشكل روح الايقاع , ولغاية احدث العروض المسرحية , التي تهتم بالصور الجسدية وتفاعلاتها , تركز على وحدة الإيقاع , والتوقيت , وصولا إلى جمالية العرض المسرحي([() حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص 120 .]), الذي هو هدف , وغاية الفنون الجميلة بشكل عام , وفنون المسرح بشكل خاص , فمن خلال المناظر المرئية او المؤثرات الصوتية يقاد المتلقي او يدعى الى فهم وحدات النص الفكرية والعاطفية والزمانية والمكانية وكذلك عناصر العرض وطبيعة المشاهد ومدى تقبله لمستوى ايقاعي دون اخر ([العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , مصدر سابق , ص 123 . ]) .
وللايقاع في العرض المسرحي وظائف عديدة منها : 
1-لنقل الانطباع عن الطابع المحلي او الصفة المكانية .
2-لبناء الشخصية .
3-لنقل تغير المشهد او تغير الصفة المحلية بواسطة تغير الايقاع .
4-لربط الممثلين في المجموعة المتجانسة المتوافقة .
5-لربط ومزج جميع اجزاء المسرحية ([دين , الكسندر : العناصر الاساسية في اخراج المسرحية , مصدر سابق ,  ص 293 .]) .
هذه الوظائف ذات جانب كبير من الخطورة وعلى المخرج والممثلين والفنيين جميعا تحقيقها كل في اختصاصه , فلبناء الحالة نجد ان الشخصيات التي تواجه التحديات بهدوء تشكل ايقاعا سلسا اما التي تواجه التحديات بصورة متشنجة يخلق ايقاعا صادما ومشوشا وعلى الفرضين يجب على مصمم الديكور ان يبرز المشاعر الداخلية بشكل واضح وفعال والذي بدوره يوضح العلاقة بالبعد المكاني والذي يفسح المجال لنقل المشاهد من مستوى الى مستوى اخر وللعمل على ربط المجاميع على خسبة المسرح على الرغم من تناقضاتها بشكل موحي ومعبر يربط اجزاء المسرحية جميعها ([العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , مصدر سابق , ص 125 – 126 .  ]) .
اذن الجمال في العرض المسرحي يعني التوافقات الإيقاعية ( التوقيت , الإيقاع / مكاني , زماني) ضمن منظومات تسلسلية , منطقية , صورية , تهتم بأبسط , واصغر الصور المسرحية ( ولو حركة إبهام )([(( صاحب , عماد : محاضرة ألقيت على طلبة الدراسات العليا  ( الدكتوراه ) في 23 / 10 / 2012 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل  . ]), تتطور هذه الصور عبر منظومة المخرج الصورية , والإيقاعية , وصولا إلى أهداف جمالية , تطرح عن طريق الدراما المسرحية.
المحور الثاني : جمالية العرض المسرحي وعلاقتها بالتوقيت .
     من التعاريف لعلم الجمال والتي تفيد بحثنا الحالي هو النسبة والتناسب بين الأبعاد الزمنية والشكلية المنطقية وغير المنطقية ([() مهد , هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها , ت : فؤاد زكريا , ط7 , مكتبة الأنجلو , القاهرة , ب . ت , ص 423 . ]) , ويضيف الباحث على هذا التعريف الحدث , والصورة المسرحية , وفق وحدة بنائية ذات سمة تكاملية لبلورة عرض مسرحي مبهر يبتعد عن الواقع بنسب حسب شكل العرض المسرحي , والأهداف , والقيم , والمبادئ التي أسست للعرض المسرحي . 
     وبشكل عام تحتاج هذه النظم الشكلية , والمنطقية , وذات المعنى , وخارج المعنى إلى توافقات ضمنية في التوقيت , والإيقاع ([()الإيقاع والتوقيت : الإيقاع في التمثيل هو ملاحظة التآلفات الصوتية والحركية ومدى ارتباطها أما الإيقاع الإخراجي فيدل على العلاقة الإنسجامية بين الإضاءة والتمثيل والمناظر ...الخ (حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص86 ) , والتوقيت : هو الارتباط بالزمن أثناء التمثيل ويشمل :
1-بدء خلق حركة , أو عبارة , أو نحوها في لحظة معينة . 
2-ضبط الزمن لحدوث شيئين , أو أكثر في نفس الوقت . 
3-تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقها حدوث الشيء . ( المصدر السابق نفسه , ص 120 ) . ]) , تنسجم مع بعضها كوحدة واحدة وان اختلفت في بعض الصور المسرحية , فيجب أن تصهر ضمن وحدة واحدة هي وحدة العرض المسرحي , هذه الوحدة نسميها جمالية العرض المسرحي , مختزلين بذلك التصميم الجمالي للإخراج المسرحي , والذي يرتكز أصلا (جوهرا ومعنى) على الإيقاع والتوقيت , فبدونهما نحصل على صور مسرحية مفككة , كما نشاهد في بعض العروض المسرحية المعاصرة حيث وحدة اللاموضوع هي السائدة , علما إن علم الدراما يعتمد على النسبة , والتناسب , والتوقيت , والإيقاع , كسمة أساسية من سمات العرض المسرحي . 
المبحث الثالث : السبرنتيكا وضبط التوقيت . 
     علم السبرنتيكا علم ظهر في بدايات القرن العشرين , وهو سبب التحولات الجذرية في جميع العلوم المعاصرة , ابتداءاً من النظرية النسبية , وصولا إلى ما بعد التفكيكية , ونظرية كل شيء([() كرايزمس , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , مصدر سابق , ص 7 – 12 .]) , فهناك وحدة رابطة لجميع الأنظمة ( المُفَعلة ) والتي كنا نسميها سابقا ( قبل خمسين عاما وأكثر) بـ( حبل القيادة ) , فحبل القيادة : هو مجموعة العقد المرتبطة بحبل واحد يقود العملية المسرحية ابتداءاً من انفراج الستارة الأول وانتهاءاً بإسدال ستارة النهاية ([() الخطيب , إبراهيم : محاضرة ألقيت على طلبة الإخراج المسرحي في 19 / 1 / 1975 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .]), فهو يشكل وحدة واحدة ضمنية , تشد أزر العمل المسرحي , ضمن نظام بنائي متكامل, مميز صعودا , أو نزولا , دراميا , وفلسفياً . 
     أما في الوقت الحالي , ولتسليط مجهر البحث العلمي على العملية الإخراجية , والتصميم الإخراجي , يجب أن نحول هذه المفاهيم إلى مفاهيم سبرنتيكية , لتحليل الأنظمة الفرعية , وتعريف اشتغالاتها , ومنابع الجمال , والتسلسل الزمني , والمنطقي , وفق وحدات متناظرة , أو متشابكة لتقديم تصورات منطقية جدلية وفق نظام رياضي محوسب , منطبق مع الأسس الجمالية الغير عشوائية , المبنية على إحصاءات زمنية مبرمجة بوعي , أو بدون وعي ([بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , مصدر سابق ,  7 – 14 .   ]) , ضمن كيمياء تفاعلية بين أحداث, وأشكال , ومسميات , تطرح وفق منظور دراماتيكي سبرنتيكي , باعتبار إن المسرح قد تطور سبرنتيكيا مع باقي العلوم , والفنون الأخرى , حيث التطور السريع الذي يشهده المسرح منذ أكثر من خمسين عاماً ( سينما , تلفزيون , فديو , ...الخ), ومختلف وسائط الميديا الحديثة , التي هي تطور جمالي سبرنتيكي لدراما المسرح , بدأ يفرض نفسه على واقع العرض المسرحي , مع الإعتراف ضمناً إن هناك إرهاصات , وجهود جبارة , انبعثت من المسرحيين العالميين , والعرب , والعراقيين ,  لإيجاد صورة جديدة للعرض المسرحي.
    فالسبرنتيكا او بعبارة اخرى نظام النظم هو المتحكم بجميع الانظمة الفرعية والرئيسة للعرض المسرحي بالغة ما بلغت تلك النظم وبما ان النظم السبرنتيكية انطلقت من العلوم الكمية الرياضية وحوسبة الانتاج فقد اشتملت على جملة كبيرة من المعارف والعلوم لها وجه اشتغالات فلسفية لا تحتمل الخطأ في التوقيت ([كرايزمس , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , مصدر سابق , ص 147 .]) , فنشأت جميع التقنيات الحديثة ومعامل انتاجها بدء بانتاج السيارات ومرورا بصناعة الحواسيب وانتهاء باحدث صيحات التقنية في العالم حيث بدأ الانتاج المعرفي فيما يتعلق بالادب والفن والسياسة ينحو منحى التقدم التقني حيث دخلت السبرنتيكا الاعلام في الفضائيات من اوسع ابوابها ([يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام , مصدر سابق , ص 73 – 75 . ]) , ان النظام السبرنتيكي في جميع العلوم الادبية والعلمية يعمل وفق هندسة رياضية بحتة تترجم عادة بنظم توقيتات الكترونية طورت المكنات الانتاجية من آلات صناعية محوسبة ؛ الى طرق انتاج جديدة ؛ الى سيطرة على الطرق والمداخل والمخارج في اعقد الصناعات الحديثة ([بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , مصدر سابق ,  ص 208 -211 . ]) .وفي حقيقة الامر ان التوقيت هو الهاجس الاول من عملية اتمتة المصانع والانتاج حيث ان التوقيت لا يتم حقيقة الا بوجود نظم برمجة سبرنتيكية تسيطر على وحدات او فروع الانتاج وخير دليل الحواسيب الشخصية التي تستخدم احدث نظم التوقيت والبرمجة في نظم السبرنتيكا , فحقيقة الامر ان السبرنتيكا هي نظام مسيطر ومهيمن على الانظمة الثانوية في جميع القطاعات ([رويه , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام , مصدر سابق , ص 5 – 6 .]) , فعندما دخلت الحواسيب لتنظم جميع العمليات باتت هناك مشكلة افرزتها حاجة الدول المتقدمة الى السبق والانفراد بمكان الصدارة على مستوى انتاج وتوزيع التقانات فشكلت السبرنتيكا الضرورة الحتمية لتشغيل النظم الفرعية والرئيسة ([يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام , مصدر سابق , ص 51 .]) , وهذا ما حدث فعلا في المسرح في سبعينيات القرن الماضي حيث دخلت الحوسبة في تشغيل نظم الاضاءة والصوت بشكل مباشر وتحولت الى نظم ذاكرة خدمت المسرح بشكل كبير ([Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting , New York , 1979 , p 511 .     ]) , الا ان الاشكال الذي سببه هذا التطور هو عدم امكانية اتمتة الانسان ( الممثل بشكل عام ) حيث الحالة النفسية وتغيرات الطبيعة البشرية لا يمكن السيطرة عليها بمستوى دقيق يصل حد الثانية . 
المبحث الرابع : العرض الدرامي وتغيرات التوقيت . 
    العنصر الأساس في العمل الدرامي , منذ أقدم العروض إلى الوقت الحالي , هو الممثل ([() دين , الكسندر : العناصر الأساسية لإخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , المطبعة العصرية , بابل, 1986 , ص 127 .]) , وبما إن الممثل هو وليد انفعالات إنسانية , ونفسية , وجسمانية , متطورة , وغير متطورة , وفق توافقات شكلية , ومنطقية , ولا منطقية , وهو رهين اللحظة ( أثناء العرض المسرحي ) ([نيلمز , هيننج , الاخراج المسرحي , ت : امين سلامة , مكتبة الانجلو المصرية , القاهرة , 1961 , ص 207 – 211 . ]) , فبناءً عليه يكون الممثل متقلب المزاج , والإيقاع , كسرعة , وتوقيتات , واتصال مع الجمهور , والممثلين , وفق زمن افتراضي , حدده له المخرج , لا يستطيع الفكاك منه .
 لكنه رغم ذلك نجده يؤدي أداء مختلفا , من حيث النوع , والكم , والإيقاع , والتوقيت من يوم لآخر , فمن الثابت أن يختلف العرض المسرحي بين يوم وآخر حسب الوضع العام للممثلين , والجمهور , والجو العام للعرض المسرحي , صيفا , أم شتاءً , وظروفا استثنائية , كالظروف السياسية , أو الطبيعية ([()المصدر السابق نفسه , ص 429 – 430 .]). فهذه الظروف كلها مؤثرات تؤثر على دقة التوقيتات في العرض المسرحي , وهذا ما يطلق عليه المخرجون , والنقاد , بفشل أو, نجاح العرض لهذا اليوم , أو اليوم السابق . 
    يذكر المسرحيون ( مخرجين وممثلين ونقاد )ان للمسرح حرارة , فحرارة اللقاء الوجداني بين الممثل والجمهور لها جوانب سلبية رغم ايجابياتها الكثيرة وهي ما يميز المسرح عن وسائط الميديا الحديثة فالحرارة تعني هناك نقاط اتصال تطول او تقصر بين الممثل والجمهور وهي ما يجعل الممثل وخصوصا الكوميدي يخرج عن النص في بعض الاحيان فيضيف او يحذف مشاهد بناء على استجابة الجمهور رغم عدم الاعتراف بالخروج عن النص من الجميع الا انها تحصل في اغلب العروض ([Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting, p 559 .]) .
     اذن والحالة هذه هي سخونة ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة اللقاء بين الممثل وجمهوره ومن ناحية فيزيائية ان ارتفاع درجة الحرارة لأي منظومة هو مؤشر سلبي ويستثنى منه المسرح فان ارتفاع درجة الحرارة في المنظومة المسرحية مؤشر ايجابي على نجاح الاداء .
      ولكن ينتج عن هذه الحالات على الرغم من ايجابيتها ومطلوبيتها , والتي هي مطلب مهم لمسرح ما بعد الحداثة من مشاركة الجمهور في صناعة الحدث المسرحي او التداخل مع الممثلين حتى من جهة الحوار ([حافظ , صبري : التجريب والمسرح , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة , 1984 , ص 11 – 13 . ]) , ينتج عن هذه الحالات طول او قصر في المشهد المعروض مما يؤثر ( ولو من زاوية تقنية بحتة )  بشكل عام على توقيتات المنظومة الاضائية من عرض الى آخر باختلاف ايام العرض وباختلاف الظروف والملابسات التي تحيط بجو العرض المسرحي بشكل عام .
الفصل الثالث
إجراءات البحث
منهج البحث 
     ان مجال البحث العلمي مجالا واسعا جدا بحيث يغطي جميع مناحي رغبات الانسان , وتختلف البحوث باختلاف حقولها او ميادينها العلمية والاجتماعية والفنية والثقافية والتقنية , وهي في مجملها تقع في قسمين رئيسيين : ابحاث نظرية بحتة وابحاث علمية تطبيقية , وما يعني الباحث هنا هو تسليط الضوء على البحث النظري البحت والذي يعرف بأنه " ذلك العلم الذي يقوم به الباحث من اجل اشباع حاجته للمعرفة , او من اجل توضيح غموض يحيط بظاهرة ما , دون النظر الى تطبيق نتائجه في المجال العملي او الاستفادة منه في الوقت الحاضر او المستقبل القريب وهو يعتمد بصورة رئيسة على الفكر والتحليل المنطقي " ([دهمش , نعيم وآخرون : اساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية , دار وائل للنشر والتوزيع , عمان – الاردن , 2002 , ص 12 . ]) . 
     ويرى وجيه محجوب ان هناك بعض مناهج البحث العلمي غير المناهج الرئيسة المعمول بها ومنها مناهج البحث الرياضي والذي يتضمن المنهج والطريقة كالآتي : عرض المشكلة ثم طريقة حل المشكلة ثم النتائج ([محجوب , وجيه : طرائق البحث العلمي ومناهجه , دار الحكمة , بغداد , 1993 , ص 357 . 
ثبت المصادر
1.ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج11 ، دار صادر , بيروت, ب . ت .
2.ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج7 ، دار صادر, بيروت , ب. ت.
3.اسعد ، سامية : النقد المسرحي والعلوم الإنسانية, مجلة فصول , القاهرة، العدد الأول ،1983 .
4.الالفي , ابوصالح : الفنالاسلامي؛اصوله وفلسفته ومدارسه , ط2 , دار المعارف , لبنان , د . ت.
5.اومنيس , رولان : فلسفة الكوانتم , ت : احمد فؤاد باشا , ويمنى طريف خولي , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , الكويت , 2008 .
6.إيتين، جوهانز: التصميم والشكل،ت : صبري محمد عبدالغني، المجلس الأعلى للثقافة ،القاهرة، 1998 .
7.البدوي ، احمد زكي : المعجم العربي الميسر ، ط9 ، دار الكتاب المصري ، القاهرة ، 1990 .
8.برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , ت : أنور عبد العزيز , دار نهضة مصر , القاهرة , 1970.
9.بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , ت : أبو بكر يوسف , دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1974 .
10.التهانوي ، محمد علي: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ، ج1 ، مكتبة لبنان ناشرون , بيروت – لبنان , 1996 .
11.حافظ , صبري : التجريب والمسرح , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة , 1984 .
12.حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , دار الشعب , القاهرة , 1971 .
13.الخطيب , إبراهيم : محاضرة ألقيت على طلبة الإخراج المسرحي في 19 / 1 / 1975 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .
14.دهمش , نعيم وآخرون : اساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية , دار وائل للنشر والتوزيع , عمان – الاردن , 2002 , ص 12 . 
15.دين , الكسندر : العناصر الأساسية لإخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , المطبعة العصرية , بابل , 1986.
16.ر. ف , جونسون : الجمالية، ت: عبد الواحد لؤلؤة ، موسوعة المصطلح النقدي، منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد , 1978 .
17.الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , دار الحديث , القاهرة, 2003 .
18.الربيعي، علي محمد هادي : دلالات الدراما الحديثة في النص المسرحي العربي المعاصر، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بابل، كلية التربية الفنية، 2000 .
19.روية , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام, ت : عادل العوا, منشورات وزارة الثقافة , دمشق , 1971 .
20.صاحب , زهير وآخرون : دراسات في بنية الفن , دار مكتبة الرائدالعلمية , الاردن , 2004.
21.صاحب , عماد : محاضرة ألقيت على طلبة الدراسات العليا ( الدكتوراه ) في 23 / 10 / 2012 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل. 
22.العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , دارالكندي , اربد – الاردن , 2009 .
23.علي , صلاحمحمد : قاموس الفيزياء , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 2005 .
24.الغزالي , أبو حامد : إحياء علوم الدين , ج3 , دار الشعب , القاهرة, ب . ت .
25.فخر الدين الطريحي : مجمع البحرين، تحقيق : أحمد الحسيني، ج 3 ,ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 1408هـ .
26.الفيروز آبادي :القاموس المحيط، ج2 , دار العلم للجميع , بيروت,  ب. ت .
27.القرة غولي , محمد علي علوان عباس : جماليات التصميم في رسوم ما بعد الحداثة , اطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية الفنون الجميلة , جامعة بابل , 2006. 
28.كرايزمر , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , ت : دار مير, ط2 , منشورات دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1969 .
29.لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956.
30.محجوب , وجيه : طرائق البحث العلمي ومناهجه , دار الحكمة , بغداد , 1993 .
31.محمد, سبيلا: التحولات الفكرية الكبرى للحداثة،مجلة (فكر ونقد)،العدد 2 ،الرباط، 1997.
32.مهد , هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها , ت : فؤاد زكريا , ط7 , مكتبة الانجلو , القاهرة , ب . ت .
33.نيلمز , هيننج , الاخراج المسرحي , ت : امينسلامة , مكتبة الانجلو المصرية , القاهرة , 1961. 
34.هلتون ، جوليان : نظرية العرض المسرحي ، ت : نهاد صليحة ، دار هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة ,2000.
35.يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام, ت : برهان القلق , دار الطليعة , بيروت , 1979 .
المصادر الأجنبية 
1.Harold , Osborne : The Oxford Companion to Art , great Britain , 1998 .
2.Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting , New York , 1979.]) , وبناء على ما تقدم اعتمد الباحث المنهج العلمي الرياضيلاقتراح نظام تفاعلي يستخدم فيما بين الممثل وأجهزة الإضاءة . 
اقتراح نظام تفاعلي بين الممثل وأجهزةالإضاءة
يقترح الباحث نظاما تفاعليا , متناغما بين الممثل , وأجهزة الإضاءة , يجعل منظومة الممثل المتغيرة تتفق مع منظومة الإضاءة , والعرض المسرحي , لدمج هذه المنظومات للعمل كوحدة واحدة تمهيدا لتفعيل نظام عام للنظم مسيطر على تلك الانظمة من خلال الحوسبة او بتعبير اخر تفعيل سبرنتيكا الاضاءة لضبط الجمال .
منظومة السبرنتيكا المقترحة 
أولاً : جهاز سنسر يعمل بأشعة الامفراريت , لتحديد وجود الممثل من عدمه , أمام جهاز الإضاءة . 
ثانياً: جهاز السيطرة على الضوء يعمل وفق نظام محوسب ذو ذاكرة كبيرة , ولعشرات المشاهد .
ثالثاً : نظام سبرنتيكي تغذى به منظومة السيطرة السبرنتيكية للعمل مع المسرحية كوحدات منفصلة , ومتصلة ( مشاهد ) , من بداية العرض المسرحي إلى النهاية , وهو متغير باختلاف العرض المسرحي , ويقوم بتوليفه مصمم العرض المسرحي ( المخرج ) إضافةإلى مصمم الإضاءة , باستخدام برمجيات مساعدة للسيطرة على الإضاءة وأجهزة الضوء . 
الفصل الرابع
النتائج والاستنتاجات 
أولاً : النتائج 
   من خلال ما اسس له في الاطار النظري والذي يتوافق مع اقتراح المنظومة السبرنتيكية والتي بدورها تعتمد الرياضيات كبنية رئيسة لها , يرى الباحث ان هناك توافقا رياضيا منسجما فيما بين اجزاء المنظومة السبرنتيكية المقترحة مما يفرز بعض النتائج التالية : 
1- التوافق الضمني بين أداء الممثل وأداءأجهزةالإضاءة . 
2- السيطرة التامة على إيقاع المسرحية .
3- السيطرة التامة على التوقيتات المسرحية .
ثانياً : الاستنتاجات 
1- استخدام السبرنتيكا ممكن في الأعمال الفنية التي تخضع لمزاج الفنان . 
2- استخدام السبرنتيكا يظهر صورة مسرحية مميزة , تخلو من الهنات التقليدية في العرض المسرحي بين أداء الممثل وأداءأجهزةالإضاءة .
الهوامش
1) الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , دار الحديث , القاهرة , 2003 , ص111 .
(2)لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956، ص99.
(3) الرازي ، محمد بن أبي بكر , مصدر سابق ، ص111.
(4) التهانوي ، محمد علي: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ، ج1 ، مكتبة لبنان ناشرون , بيروت – لبنان , 1996، ص348.
(5) ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج11 ، دار صادر , بيروت ، ب . ت , ص 126.
(6) لويس ، معلوف : منجد الطلاب , مصدر سابق ، ص93.
() الغزالي , أبو حامد : إحياء علوم الدين , ج3 , دار الشعب , القاهرة , ب . ت , ص32 .
()ر. ف , جونسون : الجمالية، ت: عبد الواحد لؤلؤة ، موسوعة المصطلح النقدي، منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد , 1978، ص10.
()ر. ف، جونسون : المصدر نفسه، ص100.
() البدوي ، احمد زكي : المعجم العربي الميسر ، ط9 ، دار الكتاب المصري، القاهرة ، 1990 ،
ص289 .
() Harold , Osborne : The Oxford Companion to Art , great Britain , 1998 , p: 12
(12) مهد ، هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها ، ت : فؤاد زكريا ، ط7 ، مكتبة الانجلو , القاهرة ، ب. ت ، ص423.
() يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام, ت : برهان القلق , دار الطليعة , بيروت , 1979 , ص 7.
() بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , ت : أبو بكر يوسف , دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1974 , ص 149 .
()رويه , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام , ت : عادل العوا , منشورات وزارة الثقافة , دمشق , 1971 , ص 5 .
() كرايزمر , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , ت : دار مير , ط2 , منشورات دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1969 , ص 5 .
() الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , مصدر سابق , ص 215 .
(( حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , دار الشعب , القاهرة , 1971 , ص 78 .
() فخر الدين الطريحي : مجمع البحرين، تحقيق : أحمد الحسيني، ج 3 , ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 1408هـ ، ص154.
()الرازي، محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , مصدر سابق، ص 424.
()لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956، ص 497.
() ابن منظور ، جمال محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج7 ,دار صادر , ب . ت , بيروت , ص 165.
() إبن منظور : لسان العرب، المصدر سابق ، ج7 , ص167.
() الفيروز آبادي : القاموس المحيط، ج2 , دار العلم للجميع , بيروت ,  ب. ت، ص 335.
() حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص 199 .
() الربيعي، علي محمد هادي : دلالات الدراما الحديثة في النص المسرحي العربي المعاصر، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بابل، كلية التربية الفنية، 2000، ص4.
()هلتون، جوليان: نظرية العرض المسرحي، ت: نهاد صليحة، دار هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة,2000، ص 34.
()اسعد، سامية : النقد المسرحي والعلوم الإنسانية, مجلة فصول , القاهرة، العدد الأول ،1983 , ص 157.
() الكمومية : الكمومية أو الكوانتم هذه المفردة ليست مفردة انكليزية بل كلمة لاتينية تعني ( مقدار ) . ( اومنيس , رولان : فلسفة الكوانتم , ت : احمد فؤاد باشا , ويمنى طريف خولي , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , الكويت , 2008 , ص11 ) .
القرة غولي , محمد علي علوان عباس : جماليات التصميم في رسوم ما بعد الحداثة , اطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية الفنون الجميلة , جامعة بابل , 2006 , ص 2 .
صاحب , زهير وآخرون : دراسات في بنية الفن , دار مكتبة الرائد العلمية , الاردن , 2004 , ص 115 – 117 .
الالفي , ابو صالح : الفن الاسلامي ؛ اصوله وفلسفته ومدارسه , ط2 , دار المعارف , لبنان , د . ت , ص 124 – 128 .
(1) محمد سبيلا ، التحولات الفكرية الكبرى للحداثة، مجلة (فكر ونقد)، العدد 2 ، الرباط ، 1997 ، ص 36-37 .
(2)إيتين، جوهانز ، التصميم والشكل ، ت : صبري محمد عبد الغني ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة ، 1998 ، ص 62 .
علي , صلاح محمد : قاموس الفيزياء , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 2005 , ص 106 – 113 .
() برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , ت : أنور عبد العزيز , دار نهضة مصر , القاهرة , 1970 , ص 558 .
() برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , المصدر السابق , ص 559 .
دين , الكسندر : العناصر الاساسية في اخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , دار الحرية , بغداد , 1972 , ص 292 .
العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , دار الكندي , اربد – الاردن , 2009 , ص 123 – 125 .
() حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص 120 .
العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , مصدر سابق , ص 123 .
دين , الكسندر : العناصر الاساسية في اخراج المسرحية , مصدر سابق ,  ص 293 .
العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , مصدر سابق , ص 125 – 126 .
(( صاحب , عماد : محاضرة ألقيت على طلبة الدراسات العليا  ( الدكتوراه ) في 23 / 10 / 2012 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل  .
() مهد , هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها , ت : فؤاد زكريا , ط7 , مكتبة الأنجلو , القاهرة , ب . ت , ص 423 .
()الإيقاع والتوقيت : الإيقاع في التمثيل هو ملاحظة التآلفات الصوتية والحركية ومدى ارتباطها أما الإيقاع الإخراجي فيدل على العلاقة الإنسجامية بين الإضاءة والتمثيل والمناظر ...الخ (حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , مصدر سابق , ص86 ) , والتوقيت : هو الارتباط بالزمن أثناء التمثيل ويشمل :
1-بدء خلق حركة , أو عبارة , أو نحوها في لحظة معينة .
2-ضبط الزمن لحدوث شيئين , أو أكثر في نفس الوقت .
3-تحديد الفترة الزمنية التي يستغرقها حدوث الشيء . ( المصدر السابق نفسه , ص 120 ) .
() كرايزمس , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , مصدر سابق , ص 7 – 12 .
() الخطيب , إبراهيم : محاضرة ألقيت على طلبة الإخراج المسرحي في 19 / 1 / 1975 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .
بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , مصدر سابق ,  7 – 14 .
كرايزمس , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , مصدر سابق , ص 147 .
يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام , مصدر سابق , ص 73 – 75 .
بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , مصدر سابق ,  ص 208 -211 .
رويه , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام , مصدر سابق , ص 5 – 6 .
يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام , مصدر سابق , ص 51 .
Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting , New York , 1979 , p 511 .  
() دين , الكسندر : العناصر الأساسية لإخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , المطبعة العصرية , بابل, 1986 , ص 127 .
نيلمز , هيننج , الاخراج المسرحي , ت : امين سلامة , مكتبة الانجلو المصرية , القاهرة , 1961 , ص 207 – 211 .
()المصدر السابق نفسه , ص 429 – 430 .
Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting, p 559 .
حافظ , صبري : التجريب والمسرح , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة , 1984 , ص 11 – 13 .
دهمش , نعيم وآخرون : اساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية , دار وائل للنشر والتوزيع , عمان – الاردن , 2002 , ص 12 .
محجوب , وجيه : طرائق البحث العلمي ومناهجه , دار الحكمة , بغداد , 1993 , ص 357 .
ثبت المصادر
1.ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج11 ، دار صادر , بيروت, ب . ت .
2.ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج7 ، دار صادر, بيروت , ب. ت.
3.اسعد ، سامية : النقد المسرحي والعلوم الإنسانية, مجلة فصول , القاهرة، العدد الأول ،1983 .
4.الالفي , ابوصالح : الفنالاسلامي؛اصوله وفلسفته ومدارسه , ط2 , دار المعارف , لبنان , د . ت.
5.اومنيس , رولان : فلسفة الكوانتم , ت : احمد فؤاد باشا , ويمنى طريف خولي , المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , الكويت , 2008 .
6.إيتين، جوهانز: التصميم والشكل،ت : صبري محمد عبدالغني، المجلس الأعلى للثقافة ،القاهرة، 1998 .
7.البدوي ، احمد زكي : المعجم العربي الميسر ، ط9 ، دار الكتاب المصري ، القاهرة ، 1990 .
8.برتليمي , جان : بحث في علم الجمال , ت : أنور عبد العزيز , دار نهضة مصر , القاهرة , 1970.
9.بيكيليس , فيكتور : الموسوعة الصغيرة في علم السيبرنتييكا , ت : أبو بكر يوسف , دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1974 .
10.التهانوي ، محمد علي: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ، ج1 ، مكتبة لبنان ناشرون , بيروت – لبنان , 1996 .
11.حافظ , صبري : التجريب والمسرح , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة , 1984 .
12.حمادة , إبراهيم : معجم المصطلحات الدرامية , دار الشعب , القاهرة , 1971 .
13.الخطيب , إبراهيم : محاضرة ألقيت على طلبة الإخراج المسرحي في 19 / 1 / 1975 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد .
14.دهمش , نعيم وآخرون : اساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانية , دار وائل للنشر والتوزيع , عمان – الاردن , 2002 , ص 12 .
15.دين , الكسندر : العناصر الأساسية لإخراج المسرحية , ت : سامي عبد الحميد , المطبعة العصرية , بابل , 1986.
16.ر. ف , جونسون : الجمالية، ت: عبد الواحد لؤلؤة ، موسوعة المصطلح النقدي، منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد , 1978 .
17.الرازي , محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح , دار الحديث , القاهرة, 2003 .
18.الربيعي، علي محمد هادي : دلالات الدراما الحديثة في النص المسرحي العربي المعاصر، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بابل، كلية التربية الفنية، 2000 .
19.روية , ريمون : السبرنتيك وأصل الإعلام, ت : عادل العوا, منشورات وزارة الثقافة , دمشق , 1971 .
20.صاحب , زهير وآخرون : دراسات في بنية الفن , دار مكتبة الرائدالعلمية , الاردن , 2004.
21.صاحب , عماد : محاضرة ألقيت على طلبة الدراسات العليا ( الدكتوراه ) في 23 / 10 / 2012 , في كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل.
22.العذاري , طارق : حرفية الاخراج المسرحي , دارالكندي , اربد – الاردن , 2009 .
23.علي , صلاحمحمد : قاموس الفيزياء , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 2005 .
24.الغزالي , أبو حامد : إحياء علوم الدين , ج3 , دار الشعب , القاهرة, ب . ت .
25.فخر الدين الطريحي : مجمع البحرين، تحقيق : أحمد الحسيني، ج 3 ,ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، 1408هـ .
26.الفيروز آبادي :القاموس المحيط، ج2 , دار العلم للجميع , بيروت,  ب. ت .
27.القرة غولي , محمد علي علوان عباس : جماليات التصميم في رسوم ما بعد الحداثة , اطروحة دكتوراه غير منشورة , كلية الفنون الجميلة , جامعة بابل , 2006.
28.كرايزمر , ل : السيبرنيتيك علم التحكم الأتوماتيكي , ت : دار مير, ط2 , منشورات دار مير للطباعة والنشر , موسكو , 1969 .
29.لويس ، معلوف : منجد الطلاب ، ط 4 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت , 1956.
30.محجوب , وجيه : طرائق البحث العلمي ومناهجه , دار الحكمة , بغداد , 1993 .
31.محمد, سبيلا: التحولات الفكرية الكبرى للحداثة،مجلة (فكر ونقد)،العدد 2 ،الرباط، 1997.
32.مهد , هنتر : الفلسفة أنواعها ومشكلاتها , ت : فؤاد زكريا , ط7 , مكتبة الانجلو , القاهرة , ب . ت .
33.نيلمز , هيننج , الاخراج المسرحي , ت : امينسلامة , مكتبة الانجلو المصرية , القاهرة , 1961.
34.هلتون ، جوليان : نظرية العرض المسرحي ، ت : نهاد صليحة ، دار هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة ,2000.
35.يانكوف , م . وآخر : السيبرنيتيك والإعلام, ت : برهان القلق , دار الطليعة , بيروت , 1979 .
المصادر الأجنبية
1.Harold , Osborne : The Oxford Companion to Art , great Britain , 1998 .
2.Smith , Harvey : Scene Design , and Stage Lighting , New York , 1979.

---------------------------------
المصدر :    مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية المجلد 4/ العدد 2
تابع القراءة→

الأحد، أبريل 03، 2016

"جماليات الشكل البصري في المسرح التفاعلي-نماذج مختارة" رسالة ماجستير

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أبريل 03, 2016  | لا يوجد تعليقات


تمت  مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (جماليات الشكل البصري في المسرح التفاعلي-نماذج مختارة) لباحثة (بردى عطية ثابت) قسم الفنون المسرحية( التقنيات)، وبأشراف (الاستاذ الدكتور قاسم مؤنس عزيز).

يتناول البحث جماليات الشكل البصري في المسرح التفاعلي، والذي يتشكل من مجموعة عناصر تثير الانفعال الجمالي لدى المتلقي عن طريق تنظيم وتجذيب تلك العناصر بحيث تاخذ كل منها موقعها الصحيح لكي تقوم بوظيفتها الشكلية والجمالية والنفعية بصورة كاملة فيتحقق في الوقت نفسه المعنى والدلالات المطلوبه التي تشد المتلقي وتجعل منه عنصرا فعالا في العرض المسرحي، وضم البحث أربعة فصول، كرس الفصل الأول لبيان مشكلة البحث التي حددت بالسؤال الآتي كيف يمكن لإشتغالات الشكل البصري أن تنسج جماليات في المسرح التفاعلي؟ وتتجلى أهمية البحث في سعيه للتعرف على إشتغال الشكل البصري الذي يوصلنا الى الغاية الجمالية في العمل الفني كونه من أهم العوامل في العرض المسرحي، ويفيد البحث العاملين في الجوانب الفنية كافة، ويرمي البحث إلى التعرف على جماليات إشتغال الشكل البصري في المسرح التفاعلي.
أما حدود البحث حددت من سنة (2010 إلى 2015 ) واقتصرت على بعض العروض في كل من (هووليود – الاردن – الكويت )، والتي تبين عن طريقها جماليات الشكل البصري للمسرح التفاعلي، واختتم الفصل بتحديد المصطلحات، والتعاريف الإجرائية لكل من (الجمالية، الشكل البصري، المسرح التفاعلي) التي اتخذت منها الباحثة منهجا لمسار بحثها.
ويتضمن الفصل الثاني الذي خصص للإطار النظري إذ تضمن ثلاثة مباحث.
 المبحث الأول: تناول روافد المسرح التفاعلي، إذ تحدثت عنه الباحثة وفق مفصلين الأول تجارب المحدثين، والتغيير الذي طرأ على المسرح أثر تجاربهم، والمفصل الثاني التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي دخلت على المسرح لتفتح افق جديدة من التطور على الثقافات الاخرى .

أما المبحث الثاني، وشمل العناصر المكونة لجماليات الشكل البصري من (ممثل- إضاءة- الديكور- الأزياء والملحقات- الماكياج)، كونها تعمل مجتمعة لكي تخلق وحدة الموضوع، وتصبح ذات قيمة أعظم وأشمل من قيمة وجودها بوصفها عناصر، فالعمل الفني ليس عملية عشوائية بل هو عملية منظمة وفق افكار ومعاني معينة يتم ايصالها الى المتلقي عن طريق تلك المكونات. 
أما المبحث الثالث: بين كيفية إشتغال الشكل البصري في المسرح التفاعلي عن طريق مكوناته من (خط- وكتلة- وتكوين- ولون) وبيان المعاني والدلالات التي تنم عنها، وكيفية إيصال المعنى عن طريق المكونات إلى المتلقي، من ثم الخروج بمؤشرات الاطار النظري ومن ضمنها :
1-ان المعرفة والياتها التقنية تعد من اهم الروافد للمسرح التفاعلي كون المعرفة مرتبطة حسيا ومعرفيا وفكريا بكل عنصر من عناصر العرض المسرحي والتي تعمل على الارتقاء به الى درجة عملية تكنولوجية تعكس نمو وتطور العناصر بصيغ رقمية حسابية متغيرة ، ومن ثم فانها تعطي فكرة واحدة تتخللها حركة ضوئية او موسيقية او ايمائية تساعد على شد المتلقي وادخالة كعنصر مهم في العرض عبر الاندماج.
2- ان استعمال شاشات العرض بمختلف انواعها توفر للمشاهد مساحات مميزة اكثر اهمية من الناحية الجمالية والفكرية اذ انها تملئ مجال الرؤية البصرية للمشاهد. 
أما الفصل الثالث: اجراءات البحث تناول منهج البحث، مجتمع البحث، عينة البحث، أداة البحث، تحليل العينة.
وتضمن الفصل الرابع : النتائج والاستنتاجات ، ومن ضمن نتائج البحث :
1- سرعة الانتقال بين ما هو واقعي وما هو افتراضي عن طريق الاضاءة اضاف جماليات جديدة للعرض المسرحي.
2-ان تداخل الخطوط بصريا احدث لمسات جمالية تبعث بالمتلقي الى التفاعل معها.
اما الإستنتاجات فانها تضمنت :
1- استغل المسرح المعاصر كل الامكانات التقنية الحديثة في المؤثرات الصويتة والبصرية بعمل خلفيات افتراضية ذات التاثير الايجابي على المتلقي اذ يندمج الخيال بالواقع وتلتقي التكنولوجيا مع العالم الواقعي .
2-تحقق الزمان والمكان والحالة في كل ماهو واقعي ونسبية تحققها في كل ماهو افتراضي اي التجاور ما بين النسبي والمتحقق في الزمان والمكان والحالة .
وبعدها حددت الباحثة التوصيات، وختمت البحث بقائمة المصادر والمراجع وملخص الرسالة باللغة الإنكليزية.

-----------------------------
المصدر : كلية الفنون الجميلة 
تابع القراءة→

أختتم فعاليات المهرجان المسرحي السابع لفرق تربيات المحافظات العراقية - العراق

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أبريل 03, 2016  | لا يوجد تعليقات


أختتمت فعاليات المهرجان المسرحي السابع لفرق التربيات الذي أقامته وزارة التربية / المديرية العامة للتربية الرياضية والنشاط المدرسي بالتعاون مع تربية البصرة صباح يوم السبت الموافق 4/2 في قاعة عتبة بن غزوان. حضر حفل الختام الأستاذين باسم خلف وعقيل الخالدي عضوا مجلس محافظة البصرة والأستاذ إحسان منور عبدالنبي مدير عام تربية البصرة والأستاذ أحمد الشويلي معاون مدير عام التربية الرياضية والنشاط المدرسي والأستاذ حسن النجار معاون المحافظ لشؤون التربية والتعليم والأستاذ حسن الشويلي مدير النشاط المدرسي في الوزارة وجمهور كبير ووسائل إعلام مختلفة . تضمن منهاج حفل الختام تكريم الوفود والشخصيات المشاركة بدروع وشهادات تقديرية مقدمة من وزارة التربية وأخرى من السيد رئيس مجلس المحافظة وكذلك الأعلان عن جائزة لجنة النقاد التي ذهبت لتربية الديوانية عن مسرحية (كوليرا) لسعد هدابي . وفي الفقرة الحاسمة من المهرجان أعلنت لجنة الحكم نتائجها التي كانت بالشكل التالي:( الجائزة الأولى : تربية الديوانية عن مسرحية كوليرا / تأليف وأخراج سعد هدابي ، الجائزة الثانية : تربية صلاح الدين عن مسرحية إطفائي ثيوس /تأليف علي عبدالنبي الزيدي ، إخراج جواد الساعدي ، الجائزة الثالثة :تربية بابل عن مسرحية لن أركب موج الجمر لأصرخ / تأليف وإخراج غالب العميدي ، الجائزة الخاصة بلجنة الحكم: تربية البصرة عن مسرحية شاطيء الهجرة /سيناريو وإخراج أحمد عبدالواحد الشمال، أفضل مخرج : غالب العميدي / بابل، أفضل ممثل رئيس : سعد حميد /كركوك ، أفضل ممثلة رئيسة: هند جواد / الكرخ الثانية ، أفضل ممثل ثانوي : لقمان فرحان / صلاح الدين ، أفضل ممثلة ثانوية : إيمان زيدان / الرصافة الثالثة ، أفضل ممثلة واعدة : لميس كامل / البصرة ، أفضل ممثل واعد :عبدالقدوس قاسم / ميسان ، أفضل موسيقى ومؤثرات صوتية : تربية بابل ، أفضل إضاءة: صلاح الدين ، أفضل ديكور : الكرخ الثانية ، أفضل أداء جماعي : تربية البصرة ، أفضل نص : تربية صلاح الدين /علي عبدالنبي الزيدي ، أفضل أزياء : الرصافة الأولى .

وجدير بالذكر ان  المديرية العامة للتربية الرياضية والنشاط المدرسي أقامت فعاليات مهرجان فرق التربية السابع للمسرح ، والذي تشارك فيه 16 مديرية تمثل بغداد والمحافظات تحت شعار (( الابداع التربوي حشد اخر من اجل العراق )) .

واكد معالي وزير التربية الدكتور محمد اقبال الصيدلي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الخاص ، ان المهرجان يأتي في اطار اهتمام الوزارة بكل مفاصل العمل التربوي ، وفي مقدمتها الجوانب الرياضية والفنية والمسرحية .
كما اضاف البيان ان المهرجان سيستمر للمدة مابين الخامس والعشرين من شهر آذار الى الرابع من شهر نيسان ، مبينا انه سيشمل تقديم عروضا مسرحية تجسد قدرة الشعب العراقي على الابداع وتحدي الظروف الصعبة والتكاتف بين ابناء بلدنا الواحد .
كما اضاف البيان ، ان القائمين على المهرجان ، سعوا ومن خلال الفعاليات المشاركة ، إلى زيادة التواصل ، ولم شمل الطلبة من مختلف المحافظات والاسهام في زيادة التعارف فيما بينهم ، وبما يعزز الرسالة التربوية والعلمية المنشودة .
وقدمت وزارة التربية شكرها وتقديرها الكبير لاهل البصرة ، والذين عرفوا بكرمهم وحبهم للفن واهله ، وحرصهم على استضافة المهرجانات المختلفة ، والتي يمثل المهرجان الرابعة منها .

----------------------
المصدر : أعلام تربية البصرة 
تابع القراءة→

السبت، أبريل 02، 2016

ظاهرة الاستنساخ.. في المسرح العراقي!!

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أبريل 02, 2016  | لا يوجد تعليقات


أكد مسرحيون عراقيون على انتشار ظاهرة نقل مشاهد مسرحية بالكامل من اعمال مسرحية عالمية عن طريق الانترنت وبالتحديد (اليوتيوب)، وعدوها ظاهرة خطيرة تؤثر على مستقبل المسرح العراقي فضلا عن كون الاستنساخ عديم اللون والطعم والرائحة، مشيرين الى ان الاعمال الاجنبية التي تؤخذ مشاهد منها لها قراءات فلسفية خاصة بجنسية المخرج ولن يكون لها حضور مؤثر في المتلقي العراقي، واعرب المسرحيون الذين استطلعنا اراءهم عن تمنياتهم ان يبتعد الشباب بالاخص عن هذه الظاهرة لانها لن تضيف اليهم شيئا وتجعلهم يدورون حول انفسهم فقط.

فقد رفض الفنان المسرحي عزيز خيون هذه الظاهرة مؤكدا على ان المخرج الشاب اذا ما اعتمد على نفسه سيربح التجربة، فقال: انا اعتقد دائما في كل مسارح العالم ان البحث عن الجديد وخلق شيء جديد يعول فيه على الشباب على اعتبار انهم جيل اخر وهو رؤية اخرى وثقافة اخرى وبيئة اخرى ومجتمع اخر، لهذا نقول دائما ان التيارات التي خلقت الحداثة المسرحية والشعرية والروائية والموسيقية هم جيل اخر لان هذا الجيل محكوم بمعنى انه جاء بمنظومات مختلفة، وليس بأرادتنا، والتقليد يميت هذه التجربة، او يعوقها، اي لا يجعلها تنفتح، لذلك انا املي على شبابنا المسرحيين. 

واضاف: كلنا نسمع ونشاهد ونقرأ ولكن لكي انسى ولا اتأثر، حتى بالتالي لا البس معاطف غيري، هذا الاستنساخ انا ضده طبعا لانه يعيق حركتهم بالتالي ومن ثم يظهر عديم اللون والطعم والرائحة، ثم ان هذه، التي لا اريد ان اسميها، هي حالة من القردية اولا وثانيا انها لا توصل الى نتيجة اطلاقا ولا تضيف، ويظل صاحبها يدور حول الدارة نفسها. 

وتابع: المشكلة ان هذا المخرج الشاب ان كان يقلد فهذه قضية لا يمكن لي ان اقول له: لماذا ؟ هو هكذا يريد، ولكنني اتمنى على كل شبابنا وهناك بعض الشباب نتوسم فيهم الجودة والمحاولة والاضافة، ونحن نعيش زمن كارثي، بمعنى اينما التفت هناك موضوعة، ولكن عليه ان يعرف كيف يعبر عن هذه الموضوعة، حتى يساهم في بناء ثقافته ووعيه وتكون له قيمة، وحتى حين يسافر الى الخارج يقال انه هذا العراقي، ولا يجب ان يقال هذه صورة سبق لنا ان شاهدناها في الموقع الفلاني او انه تأثر، انا لا امنعهم من التأثر ولكن اتمنى عليهم من الان، على مستوى قراءتهم وسمعهم ومحاولاتهم اليومية ان يكونوا انفسهم، كن نفسك تربح التجربة.

اما المخرج المسرحي عماد محمد فقد اكد وجود الظاهرة منبها الى خطورتها، وقال: هذه ظاهرة موجودة وقد انتشرت تحديدا في السنوات الاخيرة، وتحديدا ايضا ظهرت هذه الظاهرة عند المسرحيين الشباب، وحقيقة هي ظاهرة غير صحيحة واذا ما استمرت فإنها تجعل المسرح العراقي في تراجع كامل كون المسرح يعتمد على الابداع، والابداع بالذات يعتمد على الاصالة وعلى انتماء العمل الابداعي الى بيئته ويعتمد على جميع المكونات البيئية للواقع العراقي.
واضاف: على الشباب ان ينتبهوا لخطورة هذه الظاهرة، فعملية استنساخ اعمالهم عن اعمال عالمية او اي اعمال غير عراقية وتجسيدها مرة ثانية على المسرح ستؤثر سلبا على مستقبلهم فهي لا تصنع مخرجا ولا يمكن ان تجعل صاحب هذه الممارسة مستمرا ومتواصلا مع عمله المسرحي، وبالتالي هي ظاهرة معروفة في عصر التكنولوجيا والانترنت ولا يمكن ان تخفى، فالعمل الذي لم يشاهده احد حين عرضه على خشبات المسارح فإنه سوف يشاهد على اليوتيوب وعندها سيكون العمل مستنسخا وغير اصيل.

واضاف: الذي يفعلون هذا بسبب قلة الوعي وعدم البحث والكسل والعجز والضعفف والكثير من الطفيليين الذين لا ينتمون الى المسرح يجعلون هذه الظاهرة امرا واقعا على الرغم من انها ظاهرة غير صحيحة وغير مجدية اطلاقا، لذلك نحن نؤكد وننصح اخواننا المسرحيين الشباب ان يبحثوا وان يجتهدوا في العمل المسرحي الذين يقدمونه.

من جانبه اكد المخرج انس عبد الصمد على ضرورة وجود لجنة مختصة لفحص الاعمال قبل عرضها تتصدى لظاهرة الاستنساخ، فقال: هذا موضوع مهم جدا، وانا اعتبره سرطان في جسد المسرح العراقي، فالتكنولوجيا الحديثة وأخص منها (اليوتيوب)، فهناك اعمال مسرحية عالمية تعرض في مهرجانات لها قصدية، وهناك بعض الشباب او بعض المسرحيين يأخذون مشاهد مقتطعة من هذه الاعمال، هي مشاهد جميلة جدا ولكن مشكلتها ليست لها بداية ولا نهاية، وتكون مقحمة في العرض العراقي، وقبل مدة شاهدت اعمالا على المسرح الوطني تنحى هذا المنحى، وللاسف ليست هنالك لجنة مختصة لمعرفة اذا ما كان هذا العمل مسروقا او مبتكرا، ولا بأس بالتأثر، لان المسرح هو تأثير وتأثر، ولكن ان ينقل مستنسخا،فهذا يؤدي الى ضياع جهد الاخرين، وفي بلدان العالم هناك يصل الامر الى المحاكم لانه حقوق فكرية للاخرين،ثم ان العرض الذي يقدمه مخرج فرنسي مثلا  له قراءات فلسفية خاصة به لان له ثقافة خاصة، وعندما يتم نقل المشهد فهو ضياع جهد ذلك المخرج وهذا المخرج.

واضاف: اجزم ان 95 % من الاعمال العراقية التي شاهدتها، وانا مسؤول عن كلامي، مأخوذة مشاهد فيها من (اليوتيوب)، واعتقد ان هذا يعود الى عدم قدرة المخرج اولا، ولاستسهال الاخراج، فأي مخرج يقدم عملا يصفق له الاخرون،لذلك على المخرج العراقي ان يكون متوازنا، وعليه ان يسأل نفسه ماذا سيقدم لاحقا ؟ هل سيظل يعتمد على مشاهد مسروقة، لذلك اطالب دائرة السينما والمسرح ان تخصص لجنة لمشاهدة العروض، فهناك سرقات كبيرة.

فيما اشار الفنان السرحي مرتضى سعدي الى انها ظاهرة معيبة وغير صحية، وقال: في المدة الاخيرة التي تمتد الى خمس سنوات ماضية صار الكثير  من المخرجين يعتمد،مع الاسف، لتحقيق رؤاهم على بعض ما يشاهده في بعض المهرجان لنقل التجربة او الذهاب او بالاحرى الهروب الى (اليوتيوب) للبحث عن شكل جديد في المسرح، شكل مغاير قد يكون ن خلال السينوغرافيا، ومن ثم يتبنى من خلال الشكل مضمون المسرحية، وهذا ما كانت عليه العديد من التجارب المسرحية العراقية التي شاهدناها في المسرح، واعتقد ان الكثير ممن شكلوا حضورا على خارطة المسرح وهم اسماء مهمة الان قد اساءوا الى انفسهم باعتمادهم على (اليوتيوب) لانه مثل اية مجلة او كتاب من الممكن ان تبحث به في بيتك وفي الشارع والمقهى وتشاهد ما يطرحه الاخرون، واذا ما كانوا هؤلاء يمررون الامر على المتلقين العادين فكيف يمكنه ان يمرره على المتابعين والمهتمين بالمسرح.

واضاف: هذه ظاهرة غير صحية، ومن وجهة نظري هذا عبارة عن نضوب في الخيال والمعرفة وتأويل الاشياء التي يرد تحقيقها المخرج في منجزه الفني، انا اعتقد انها ظاهرة معيبة في حق الفنان الذي يعتمد على جهود الاخرين لتحقيق هدفه الجمالي والمسرحي.

اما المخرج المسرحي ابراهيم حنون  فأوضح ان الاستنساخ عن تجارب عالمية ضياع للمحلية، فقال: انا اعتبرها جزء من حالة تلفيق عالي، لان العروض المسرحية الحقيقية هي عروض مقترحة، جزء من بنيتها انها تتعامل مع اشتراطات وجود البيئة المسرحية، انا اعتبر الاستنساخ اشهار افلاس للمخرج، لان مخيلته غير قادرة على ان تحقق رؤى وجماليات وصناعة عرض مختلف جدا، اعتقد هذه الظاهرة مكشوفة من البداية لان العروض الاوربية بنمطها وتكنيكها تختلف اختلافا جذريا عما هو موجود في العروض العراقية، لذلك اعتقد ان الاستنساخ هو ضياع للمحلية وللبصمة العراقية في المسرح العراقي.

في الاخير  كانت لنا وقفة مع الفنان كاظم القريشي،مدير قسم المسرح في دائرة السينما والمسرح، الذي اعرب عن دهشته مؤكدا رفضه للاستنتساخ ووضحا ان شباب المسرح العراقي ليسوا بحاجة الى ذلك، فقال: بصراحة هذا الرأي لم اسمع به الا الان،ولانه مفاجأة بالنسبة فلم تسنح لي الفرصة للتفكير والبحث، ولكن يمكن القول انه لا بأس ان نتعلم من الاخرين ولا بأس ان نعتمد على تجارب عالمية، ولكن بشرط ان لا ننسخها ابدا، فأنا ضد الاستنساخ تماما، فحتى في التمثيل انا شخصيا اعتمد على ممثلين اعتبرهم مدارس فأشاهدهم واتعمق في دراستهم من اجل كيف يمكن ان اؤدي في المستقبل وكيق اشتغل وأجسد، ولكن ان انسخ ما فعله الممثلون لاضعه في شخصيتي، فهذا لا افعله ابدا، لذلك انا ضد الاستنساخ في المسرح وضد حتى تمثيل التمثيل،بمعنى ان فلان مثل هكذا ولابد لي افعل مثله، انما لكل عمل ظرفه، ولكل شخصية مكوناتها واسلوبها سواء بالحركة او الكلام او الخلفية الادبية او الثقافية والاجتماعية، لذلك ليست هنالك شخصية تشبه الاخرى، فلا يجوز ان نستنسخ الاخر لنضعه في مكان اخر.

واضاف: اعتقد ان شبابنا المسرحيين مبدعون، ولا اعتقد انهم بحاجة الى الاستنساخ، ولكن ربما هنالك بعض الغيرة عند البعض من البعض،وهي غيرة سلبية،ربما البعض يطلع على اعمال مسرحية مهمة سواء من خلال المشاهدة المباشرة او (اليوتيوب)، فيستفيد منها، ولكن ان تكون (كوبي،بيست) فأنا ضدها تماما،واتمنى على كل من يشاهد عملا مسرحيا عراقيا مستنسخا عن اعمال اخرى ان يخبرنا بذلك لكي نتخذ اجراء ونعاتبه، وبالنتيجة يكون عبرة للاخر.

-----------------------------
المصدر : أيلاف 
تابع القراءة→

الجمعة، أبريل 01، 2016

المسرح الاسود مسرح ابداعي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أبريل 01, 2016  | لا يوجد تعليقات


المسرح الاسود مسرح ابداعي يعتمد سينغرافيا متميزة من حيث ان المسرح يكون مُظلِماً تماماً، وكلّ شيء فيه يكون أسوداً، مِن ملابس المُمثلين، وجميع ستائر المسرح وقاعة العَرض أيضاً تكون سوداء . بحيث لا يظهَر أيّ شيء سواء مِن وجوه المُمثلين أو أجسادهم، ولا شيء مِن أرضية المسرح وسَقْفه . إلا ما يريد الممثِّل إظهاره . ولا يُسمَح بأيّ مَصدَر ضوء، إلا الأشعة فوق البنفسجية، لأنَّ هذا مِن شأنه كَشْف العمل وإفساد مُتعَة المُشاهَدة .المسرح الاسود او مسرح الضوء الاسود عرض مسرحي يتم في مسرح مكلل بالسواد ومغطى بستائر سوداء
ويعتمد العرض على ان يلبس العارضون والعارضات ملابس سوداء وكل ما حولهم اسود ولا يسمح بتسلل الضوء حتى لا يفسد العرض ويعتمد المسرح الاسود على الاشعة فوق البنفسجية  التي تنبعث من خلال انبوبة ضوء الفلورسنت وهو يعكس الالوان الفسفورية التي تضاف الى ملابس الممثلين او الديكور لاتمام المشهد المسرحي ويصاحب العرض موسيقى حديثة مرتبطة بثيمة   ويعتمد العَرض في المسرح الأسود على بروز الشخص أو الشكل أو الرسم أو الكلمات أمام الإضاءة فوق البنفسجية . لذلك فالمسرح الأسود يخاطِب أساساً عَين المُتفرِّج بلُغة الخُطوط والتشكيلات والإيحاءات والكلمات البارزة . وذلك بالاعتماد على النَّصّ الدقيق، والموسيقى والمؤثرات الصوتية الانتشار أو الاختفاء أو الظهور أو التدرُّج . فيتحرَّك الشيء في فراغ المسرح بحرية تامة، فيطير وينفصِل ويتصِل ويختفي ويدور ويظهر ثانية . 
شخص يرتدي زيَّاً فسفورياً كاملاً، أو يغطي جزءاً لإظهار جزء آخر من جسمه، كالأرجُل أو الأيدي . حتى أنَّ المُمثل هنا يستطيع أنْ يُظهِر أجزاءً مِن جسمه كأنها منفصلة عنه و  أنبوب من القماش المحشو بالقطن أو الإسفنج أو القصاقيص، يُثبَّت على جسم المُمثل مُتخذاً شكل الرأس والجزع واليدين والرجلين . ويكون لونه أبيض أو فسفوري . 
وأشكال مُجسَّمة، لحيوان أو طائر أو كرة أرضية، أو رسومات . وتكون أيضاً باللون الأبيض أو الفسفوري . ويجب مراعاة تناسق الأحجام مع بعضها البعض . 
و شخص أو شيء يبدو مُعلَّقاً في الهواء، يقف على مقعد مغطَّى بالأسود، أو مربوطاً بخيط و  عرائس ضَخمة تتحرَّك بواسطة عصيّ مِن الرأس واليدَيْن والرِّجْلَيْن، بأيدي المُمثلين المُختفين في ظلام المسرح . وهذا الأمر يحتاج إلى تدريب كثير، حتى يتمكَّن مُحرِّكو الدُّمية مِن ضبط حركتها وإضفاء الحركة الطبيعية عليها . 
والمسرح الاسود يختلف عن المسرح التقليدي في انه يعطيك متعة بصرية ويحرك خيال المشاهد ويمتعه بعرض شيق جميل
أما ما يراه المُتفرِّجون فهو ما يظهَر فقط على المسرح في عُمق الظلام، سواء كان ثابتاً أو مُتحرِّكاً، بالألوان الفسفورية فقط . حيث يستقبِل الأشعة فوق البنفسجية مِن مصدر الضوء الخاص . وهناك مواد مُعيَّنة ذات خاصية فسفورية تتوهَّج توهُّجاً ساطِعاً في الظلام عندما تسقُط عليها تلك الأشعة . والملابس أو الرسومات أو الأشياء، المَطليَّة أو المُغطَّاة بالألوان الفسفورية، سوف تسطَع أمام تلك الأشعة فقط، وليس أي ضوء آخر .
هذا النوع مِن المسرح يُتيح للمُخرِج رؤًى تشكيلية لا يجدها في الأنواع المسرحية الأخرى . فالمسرح الأسود يتفوَّق على المسرح التقليدي ، لأنَّه يتَّخِذ بُعداً جمالياً وتعبيرياً مُختلفاً . مثلاً، الكُتلة المُعلَّقة في فراغ المسرح المُظلِم بامتدادها الحركي، تتحوَّل إلى خَطّ، والخَطّ يتحوَّل إلى دائرة . وقد تتبدَّل صِفات ذلك الخَطّ وسُرعة حركته  . إنَّ هذه المُعطيات وغيرها مِن الإمكانيات، توفِّر للمُخرج المُبدِع إمكانيات فنية وتقنية كبيرة في رَسْم المَشهَد المُراد عَرضه كون  المسرح الأسود مسرحا ابداعيا .
والمُمثِّل في المسرح الأسود لا يظهَر كونه  يغرَق في الظُلام  الذي  يحيط به مِن كلِّ جانب . مُرتدياً لباسه الأسود، لخلق الوَهْم لدى المتلقي ،  ويلبس في يديه قفازاً أسود  ويغطِّي وجهه بغطاء به فَتَحات تسمَح له بالرؤية والتنفُّس . 

وتكون الحركة مُتناسقة  مع إيقاع الموسيقى  والمؤثرات الصوتية  و مع حركة المُمثلين الآخَرين . 
ويجب أنْ يكون المسرح عبارة عَن صندوق محكم بالظلام مِن كافة جوانبه وزواياه . ويتمّ  ذلك بواسطة الستائرالسوداء "  أمامية وتكون متكونة  مِن قطعتَيْن يسهُل فتحهما وغلقهما  و ستارة خلفية  وستارة لتغطية سقف المسرح  وستائر  على الجانب الأيمن والأيسر لدخول وخروج المُمثلين , ويجِب تغظية كافة أبواب ونوافذ المسرح ، بالقماش الأسود أو أكياس بلاستيك سوداء . وأيَّة لوحات ولافتات أو حوائط ذات ألوان فاتحة مواجِهة للمسرح . 
 وَضْع إشارات فسفورية في أرضية المسرح، وعلى أطراف الستائر الخلفية والجانبية، تبيِّن للمُمثلين الطريق وتدلّهم على التحرُّك الصحيح على المسرح وسط الظلام ,ويتم 
توجيه   الأشعة فوق البنفسجية  مِن داخل أنبوب لمبة الفلورسنت إلى خارجها لتعطي الأضاءة والتأثير المطلوب والمناسب للفكرة والشخصيات .

تابع القراءة→

نصوص معاصرة ومسرحيون معاصرون

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أبريل 01, 2016  | لا يوجد تعليقات


كتاب  "نصوص معاصرة ومسرحيون معاصرون"صادر عن دار نون للترجمة والنشر بالقاهرة ويتكون من 225 صفحة من القطع الكبير وضم أعمالا لكتاب من جميع أنحاء الوطن العربي (مصر - فلسطين - السعودية - العراق - سوريا - المغرب - سلطنة عمان).

وتضمن الكتاب  افتتاحية الناشر، وثلاثة موضوعات تناولت أشهر الفنانين المسرحيين العرب، وهم: الفنان المصري سعد اردش، والفنان السوري نهاد قلعي، والمسرحي العراقي أحمد فياض المفرجي، وسبع مقالات تحدثت عن المسرح العربي لكبار نقاد المسرح، وتسعة عشر نصا مسرحيا (نصا واحد لمسرح البانتومايم وتسعة نصوص لمسرح المونودراما وتسعة نصوص كاملة).

وكانت الحصة الأكبر في هذا المجلد من النصوص التي تضمها الموسوعة للمؤلفين المسرحيين العراقيين، ومنهم: محيي الدين زنكنة, قاسم مطرود, صباح الإنباري، محمد حسين حبيب, عبدالرزاق الربيعي, حيدرعبدالله الشطري, رشا فاضل.

أما كتاب مصر فهم: سعد أردش، أمين بكير (نماذج من القهر في المسرح المصري)، أحمد مصطفى سراج (دراسة لمسرحية أبوالعلا السلاموني "الحادثة اللي جرت")، محمد غباشي (كم الساعة الآن)، محمود كحيلة (ألوان الطيف)، درويش الأسيوطي (الرحلة عبر المسافة صفر)، محيي الدين ابراهيم (مونودراما العلامة مئة).

وكتاب سوريا: نوزاد جعدان (مقال عن سعد اردش)، مايا فاتح جاموس (مسرحية دون كيشوت إدانة للمثقف)، آلجي حسين (الصراع الهامشي في مسرحية "داريو فو" اللص الشريف) مضر رمضان (هديل في غرفة ناعمة)، مضر رياض الحجي (الدونجوان).

وكتاب السعودية: خالد الشريمي (كماش الخطير)، عباس الحايك (حكاية موظف)، ياسر مدخلي (البهلول).

ومن فلسطين الكاتب خيري حمدان (دعني أعيش .. دعني أموت).

ومن المغرب الكاتب عبد الكريم وحمان (انتقام هاملت).

ومن سلطنة عمان الكاتبة ليلى البلوشي (لماذا فرضت قصص الأطفال نفسها على مسرح الطفل).

تابع القراءة→

نصوص من المسرح اليابانى المعاصر

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أبريل 01, 2016  | لا يوجد تعليقات


كتاب صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فى سلسلة روائع الأدب العالمى “نصوص من المسرح اليابانى المعاصر – سيرة حياة الفنان كاتسوشيكا هوكوساى” تأليف ياشيرو سيئتشى، ترجمة وتقديم د.نجلاء فتحى حافظ ومراجعة د.علاء على زين العابدين.

تكشف المسرحية عن أبعاد عصر لم ينل حقه من العناية والتقدير من الباحثين الأجانب بقدر ما أسهم به فى نشر معالم نهضة اليابان وهو عصر طوكوجاوا، حيث تدور أحداث المسرحية فى هذا العصر حول قصة حياة فنان تشكيلى يابانى الذى ترك بصمة على الفن التشكيلى لم تقتصر على حدود اليابان، وقد عرض المؤلف أحداث الفكرة فى فن من أبرز الفنون المعاصرة وهو المسرح، استوحاها من أحداث حقيقية فى التاريخ السياسى والمكون الاجتماعى والثقافى الذى كان دائرا فى سلوكيات الناس فى قالب درامى وفنى يعبر عن ملامح الشخصية اليابانية. ويقع الكتاب فى 203 صفحة بسعر 13 جنيه.

تابع القراءة→

الخميس، مارس 31، 2016

حكايات -ألف ليلة وليلة - والآلهام المسرحي المتميز / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, مارس 31, 2016  | لا يوجد تعليقات


أنّ (ألف ليلة وليلة) هي عبارة قصص حكائية مشوقة و يمكن اعدادها للمسرح في كل وقت وحين، ,ونحن نعلم أنّ حكايات ألف ليلة وليلة التي شغلت الناس لمدّة لا تقلّ عن خمسة عشر قرنا، هي الحكايات نفسها التي لا تزال إلى يومنا هذا تثري المكتبات العربية والغربية، ويهتم بها المؤلفين المسرحين في الشرق والغرب. فمردّ هذا الأهتمام في توظيف الحكايات ذات الوقع السحري لليالي في كتابات المبدعين الّذين اقتبسوا وأستلهموا منها مسرحيات رائعة ؛ فكانت مصدرا للإبداع والتخييل وكسرت الحدود بين الأجناس الأدبية بل وحتى بين الفنون. إن هذه الحكايات- فيما يرى الدكتور محسن جاسم الموسوي- تبدو للروائي والناقد الأدبي المتخصص ينابيع الفن القصصي، وتمتلك مواصفات ومزايا لا بدّ أن يراجعها باستمرار قبل أن يواجه مشكلة الكتابة."(1) ونجد شخصيات الحكايات تعددت في ألف ليلة وليلة بتعدد الحكايات والأزمنة والأمكنة . ويمكن أستلهمها كشخصيات ذات أبعاد مسرحية فهناك في الحكايات 
- شخصيات رمزية , والهدف منها الأيحاء الى رموز أجتماعية وأخلاقية وثقافية وتاريخية كشهريار , وشهرزاد والسندباد .
- وشخصيات واقعية , وقد صيغت بقوالب فنية تبتعد عن الواقع , وأصبحت تبدو شبهه ذاتية , كشخصية هارون الرشيد فهو في ألف ليلة وليلة ليس هو بذاته , بينما تظهره الحكايات كملك عادل.
ويمكن آستلهام الشخصيات الأسطورية التي لامثيل لها فشهريار نموذج للمأساة , وشهرزاد مثال لمأساة المرأة .. 
ويمكن جعل الثيمة هنا وتعنى الفكرة أو القضية أو المشكلة التى يقوم المؤلف بستنباطها من خلال حكايات ألف ليلة وليلة فتقوم عليها المسرحية بأكملها فالفكرة هى اللبنة الأولى والأساسية فى بناء أى نص درامى, و الشخصيات تٌعد بمثابة الوسيط الذى يٌحمل المضمون الفكرى الذى يعبر عن رؤية المؤلف فى القضية التى يتناولها من خلال النص المسرحى الذى يكتبه ، إذ أنه من خلال تصوره ورسمه للشخصيات يقوم بتحميلها بالخطاب العام للنص المسرحى من خلال كيفية طرح شكل الشخصية وطبيعتها ودورها فى شبكة العلاقات بينها وبين الشخصيات الأخرى ولكل شخصية ابعادها المختلفة والمتميزة كالبعد الطبيعي والبعد الأجتماعي والنفسي , والحبكة المسرحية متوفرة في الحكايات ألف ليلة وليلة فهي تنظيم المتن الحكائي ككائن متوحد. أنها عملية هندسة وبناء أجزاء القصة وربطها ببعضها بهدف الوصول إلى تحقيق تأثيرات فنية وانفعالية معينة. وعلى هذا فكل مسرحية حتى ولو كانت عبثية لا تخلو من الحبكة أى من الاشتمال المرتب على شخصيات وأحداث ولغة وحركة موضوعة فى شكل معين ومن ثم فإن الحبكة لا يمكن فصلها عن جسم المسرحية إلا نظرياً فقط لأنها هى روح العملية المسرحية وتتكون الحبكة من : التقديمة الدرامية, نقطة الإنطلاق , الحدث الصاعد, الاكتشافات, التنبؤ , التعقيد , التشويق, الأزمة, الذروة, الحدث الهابط, الحل
و يتكون النص المسرحى من مجموعة من العناصر التى تتضافر معاً منتجة النص المسرحى إذ أن كل عنصر من تلك العناصر يساهم بقدر معين فى تشكيل النص المسرحى، وعند التعرض إلى النص المسرحى بالدراسة لا يمكن الاعتماد على عنصر من تلك العناصر دون الأخر ولكن ما نقوم به من تقسيم النص المسرحى إلى عناصر بهدف تسهيل عملية دراسة مكونات النص المسرحى ولكن عند التعامل معه لابد أن يُنظر له كعمل فنى متكامل مستوحى من ألف ليلة وليلة من مجموعة قصص وحكايات وحوارات وعوالم وشخوص معلومة وأخرى مجهولة , فهنالك أحداث واقعية , وأحداث آخرى تدور بين الجن والناس , فهي مزج بين الواقع والخيال والسحر والحلم والأسطورة والتاريخ .والزمن فيها متعدد بتعدد الحكايات الذي قد يصل الى مئات السنين مع مئات التجارب والعادات والتقاليد والعقائد والخرافات , وهي ليس لها مكان مححد تدور فية بل أمكنة متعددة بتعدد الأزمان , والتاريخ والمكان ويكون وقعها كبير في حالة آستلهامها كنص مسرحي وحكايات ألف ليلة وليلة تمتلك جو من الغموض والأيحاء بالأشياء والأحداث , الغمو ض في الموقف , والمفاجأة في الأحداث وأعتمدت حبكة الآحداث في الحكايات مبدأ الأنقطاع عن الحكاية الأصلية نحو الفرعية مستمرا على مدار الحكايات مما يثير التشوق والرغبة لأتمام الحكايات وأن التسلسل المنطقي للأحداث في الحكايات جاء وفق نسيج عام من البناء للوصول الى الفكرة الرئيسية لتحقيق الغاية او الهدف , بتفاعل داخلي وهو من المظاهر التناصية التي يمكن القول إن الليالي تتفرد بها عن غيرها من النصوص.في حالة آستلهمها للمسرح والمقصود بالتفاعل الدّاخلي تفاعل النصوص الصغرى فيما بينها، وترابطها، بشكل لا يكاد يُشعر القارئ بالانتقال من حكاية إلى أخرى، بالرُّغم من اختلاف مضامين هذه الحكايات. فصوت شهرزاد حاضر في كل الحكايات، وحرصُها على إثارة وتشويق الملك- حفاظا على بقائها فحكايات ألف ليلة وليلة باعتبارها نصا عالميا ، يُمكن أن تُفَكَّ شِفرتُهُ انطلاقا من مجمل التركيب لصياغة نص مسرحي فبرغم تعدد الحكايات وأرتباطها مع بعضها البعض الأ أنه من الممكن فصل أي حكاية منها وجعلها مسرحية بذاتها دون أن يكون لذلك اي تأثير على الخط العام لسير الحكايات .
ومن الميزات المسرحية في ألف ليلة وليلة نجد انها تحتوي على الشخوص اي الشخصيات بأبعادها الأنسانية والمسرحية , ونجد فيها الحوار المتبادل بين الشخصيات ومن الممكن ان يتحول الى حوار مسرحي , ونجد الصياغة المسرحية تغلب على الصياغة القصصية للحكايات في ألف ليلة وليلة كونها تعتمد في روايتها للآحداث على الصراع .
ثم إن الاستلهام قد يتجاوز حدود المباشرة في التوظيف، إلى الرمز والإيحاء من خلال توظيف بعض أسماء الشخوص الفاعلة داخل الحكايات، كتوظيف إسم السندباد - مثلا- للدلالة على معاني التيه والضياع وعدم الاستقرار...إلخ. وهذا كله يضيف قوة معينية لا ينضب.للنص المسرحي المستوحى من الحكايات 
ومن مظاهر الروعة التي تضطلع بها حكايات ألف ليلة وليلة قيمة النص تتحقق، من خلال قَبوله التفاعل مع نصوص من جنسه؛ أي أن التفاعل يكون خارجيا بين النصوص الكبرى. ومقاربة ألف ليلة وليلة من هذا المنظور، تظهر أن التفاعل النصي في الليالي هو تفاعل مزدوج يمكن ان يغني الآلهام في صياغة مسرحيات مؤثرة نابعة من متون الحكايات .
-------------------------------
الهوامش :
1-- محسن جاسم الموسوي– ألف ليلة وليلة في نظرية الأدب الإنجليزي منشورات مركز الإنماء القومي- ط2-1986/ص:219.

تابع القراءة→

المسرح العربي وتحديات الراهن..التاريخ.. الأرشفة.. التنوع.. التحدي.. الإرهاب / د. أحمد شرجي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, مارس 31, 2016  | لا يوجد تعليقات

جاءت طروحات النقاد والمخرجين العرب في الملتقى الفكري على هامش أيام الشارقة المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين ، حبلى بالكثير من الاسئلة والطروحات التي نتفق ونختلف مع بعضها، وذلك لتحميل المسرح دورا في التمظهرات السياسية في الساحة العربية . انفتح  الملتقى على الراهن المسرحي الذي تعيشه المنطقة العربية التي تعاني من أزمات متسارعة، بشكل يصعب معه تشكيل رأي أو موقف إزاء ما يحدث، لأنه حتما سيكون متسرعا وعاطفيا، بحكم المتغيرات اليومية التي تفرضها المنطقة ديمغرافيا، واقتصاديا، وسياسيا، وثقافيا. 

ومن هذا المنطلق، اتخذ الملتقى لنفسه عنوانا مضيئا هو: (المسرح العربي وتحديات الراهن)، بالإضافة إلى عنوانين فرعيين: (المسرح العربي الآن: الموقع والأثر)، و (المسرح في مواجهة التحديات: تجارب الأمس واليوم).
أراد المنظمون لهذا الملتقى البحث عن الهوية التي اكتسبها المسرح في المنطقة العربية بعد تحديات سياسية واقتصادية متسارعة، أهمها الثورات التي حملها الربيع العربي الذي كان شتاء قاسيا ملبدا بالغيوم ... فما الذي يتوجب على المسرح أن يقدمه في ظل كل تلك المتغيرات؟ وهل مهمة المسرح العربي المساهمة في ذلك التغيير؟ وما هو دور المسرح: هل يبقى نخبويا، متعاليا على جمهوره؟ أم ينزل إلى الشارع ومع الناس يتلمس شظايا العنف والدموية؟ وهل مهمة المسرح تغيير الأنظمة؟ أم أن له وظيفة جمالية بحتة، وليس خلق التحريض والتنوير الاجتماعي والثقافي؟...
وحاول الناقد محمد المديوني استحضار الموقف الديني من المسرح من خلال الشيخ ( سعيد الغبرا) ، محاولا عقد مقارنة  ومقاربة زمنية ، بين القرن التاسع عشر ، وزمننا الآني. وطرح الناقد محمد المديوني  في بحثه (أبو الفنون: حياة مسرحية أو لا يكون)، سؤالا مهما: هل المسرح حاجة أم ضرورة؟.  وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من متغيرات يومية وأحداث متسارعة، قدم المديوني مقاربة سوسيولوجية ومسرحية لموقف الشيخ سعيد الغبرا من المسرح الذي قدمه أبو خليل القباني من أعمال تاريخية غنية بالموسيقى والأناشيد الدينية، وتآليب السلطان العثماني على ما قدمه القباني. في هذا السياق، تناول المديوني شخصيات تاريخية مثل: هارون الرشيد التي كانت سببا في عريضة الشكوى التي قدمها الشيخ سعيد الغبرا إلى السلطان: "أدركنا يا أمير المؤمنين، فإن الفسق والفجور، قد تفشيا في الشام فهتكت الأعراض، وماتت الفضيلة، ووئد الشرف واختلطت النساء بالرجال"( محمود كامل الخطيب ، نظرية المسرح ، القسم الثاني: مقدمات وبيانات، ص978). وأدت تداعيات هذا الخطاب إلى إحراق مسرح القباني وهروبه إلى مصر.
ولم يكن السبب أخلاقيا كما أشار إلى ذلك الغبرا، بل كان سببا سلطويا تمثل في  الحضور الاجتماعي لرجال الدين داخل المجتمع. فقد أراد الشيخ الغبرا ومن معه بسط نفوذهم الاجتماعي وسلطتهم الرديكالية بإيقاف تدفق الفكر التنويري الاجتماعي. فالعروض التي قدمها القباني لم تكن مجرد ممارسة مسرحية هدفها التسلية والمتعة، بل حملت "أبعادا أخرى غير مباشرة، إلى جانب الفن المسرحي. حملت الأفكار المتنورة التي ترافقت مع النهضة العربية، وجسدت صيرورة التحول الاجتماعي آنذاك، حيث بدأت طلائع البرجوازية تحتل مكانها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، على حساب الإقطاع. وبما ان هذا الأخير، كان حليفا لرجال الدين، يمنحهم الأموال والعقارات، كان طبيعيا أن تأتي الضربة التي قصمت ظهر القباني وما يمثله مسرحه، من الرجعية الدينية ( نديم معلا ، في المسرح السوري 4 ، ابو خليل القباني ، الحياة المسرحية، دمشق، ع 24-25، ربيع- صيف 1985 ، ص44). 
وهو ما أكده الكاتب الراحل سعد الله ونوس حين حدد أسباب الحملة الرجعية فيما هو سياسي، لإجهاض فكرة التغيير الاجتماعي آنذاك، لأن شخصية هارون الرشيد التي استند إليها الغبرا، كانت تُجسد داخل خيم الكراكوز في المقاهي الدمشقية. تاريخيا نجد ذات الموقف في ايطاليا، إذ اتخذته الكنيسة ورجالاتها من فرقة المسرح المرتجل، ومن المحاولات الشعبية لتجسيد مسرحيات (الأسرار). وذات الذريعة التي تمسك بها الغبرا، تمسك بها رجال الكنيسة، وهي عدم إنزال الهيبة والقدسية من الشخوص التاريخية والدينية. 
واجتهد المديوني لوضع مقاربته وإسقاطها على الواقع العربي الآن، نظرا لسطوع شمس رجالات الدين وفوضى الإفتاء التي تحاول تدمير كل ملمح حضاري وثقافي. لكن نسي المديوني أن الزمن تغير مع دخول التكنولوجيا وعالم الانترنت واختلاف تداعيات الأزمنة من بلد إلى آخر. فلا يعاني المسرح الآن من السلطة الدينية بقدر انحسار دور المسرح وابتعاده عن الجمهور، والشعب، وتحميله ما لا طاقة له به، ومطالبته بموقف راهن إزاء ما يحدث الآن. كما تناسى أيضا بأن أغلب العروض المسرحية تتناول الهم اليومي وتداعيات الأحداث، فمهمتها ليس تغيير الأنظمة، بل مهمة ثقافية. وهنا نعود  إلى السؤال الذي طرحه: هل المسرح حاجة أم ضرورة؟. نرى بأنه ضرورة اجتماعية لترسيخ الوعي الاجتماعي والثقافي، وحاجة في تناوله اليومي للمتغيرات الراهنة، لكن يبقى المسرح مسرحا بوصفه حراكا ثقافيا.
 وإذا كان المديوني يدين السلطة الاجتماعية لرجال الدين داخل المجتمعات العربية ، يرى الدكتور فاضل الجاف بأن المسرح في المنطقة العربية بحاجة إلى مواكبة العصر، فهي التي تلد له تجارب مهمة ،وتناول في بحثه (مسرح العرب اليوم ومواكبة العصر)؛ جانبا آخرا من المسرح في المنطقة العربية والذي يشهد تطورا نسبيا - حسب الجاف-. ويرى بأننا في حاجة إلى التطور على صعيد التكوين الاحترافي لاسيما على صعيد الإخراج والتمثيل. فالحاجة ماسة  (إلى أن يطور المسرح العربي وسائله الأدائية عبر الاستفادة من منجزات المسرح العالمي، وتطويعها بطريقة حضارية وفق حاجات المسرح العربي وخصوصياته). ويرى أن تحقيق ذلك يستلزم إقامة الورش في كل الاختصاصات ومراجعة المناهج الدراسية في كليات ومعاهد المسرح في الوطن العربي، وفق منهاج حضاري يواكب تطور العصر والمسرح في العالم.
لكن هذا يحلينا إلى سؤال: هل هذا يكفي لتطور المسرح في المنطقة العربية؟ وهل يمكن تعميم ذلك على جميع ممارسي المسرح في الوطن العربي؟ وهل يقصد الجاف، الهواة أم المحترفين؟. إن نظرة بسيطة إلى عدد البعثات الدراسية العربية إلى مختلف مسارح العالم تفند كل ذلك، نظرا  للعدد الهائل للورش التي تقام في الوطن العربي في كافة الاختصاصات:(تمثيل، وإخراج، وسينغرافيا، وكتابة درامية).
إذن ما السبب؟ فرغم كل هذا الحراك التنظيمي من مهرجانات ومعاهد وكليات وأوراش متخصصة، فمازال المسرح في الوطن العربي يعمل بذات الآلية. نرى بأن تطور المسرح مقرون بتطور الوعي والذائقة والخيال والسعي إلى المغايرة. فما فائدة إقامة عدد هائل من الورش لأناس لا ينتمون إلى المسرح بشكل كلي ولا يملكون أهداف التطور والمغايرة، علاوة على تأطير هذا الورش من قبل غير المختصين في أغلب الأحيان بموضوعة الورشة. 
كما نرى ، فإن المشكلة ليست بالتكوين بل بالفكر، لأن التكوين لا يخلق فكرا، فما أهمية أن أقيم ورشة متخصصة في الأداء في مسرح العبث –مثلا- لهواة على مستوى التمثيل؟ وما قيمة تنظيم ورشة في أساليب الإخراج لأشخاص لا يعرفون ماهية المسرح ودوره، وكل همهم أن يكونوا مخرجين - مثلا-.... تكمن أهمية الورش –حسب اعتقادنا- عندما تكون ذات هدف محدد ولشريحة معينة وفق المرجعية الثقافية والدراسية للمتدربين، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تعضيد فكرة المسرح المدرسي وإدراج المسرح بوصفه درسا ضمن المناهج الدراسية، وكذلك كفاءة أساتذة المسرح وفق التخصصات، إذ يصعب أن يُدرس طلبة التمثيل والإخراج أساتذة لم يعتلوا خشبة ويحملون شهادة ورقية وتلك ميزتهم.
وإذا طالب فاضل الجاف بضرورة مواكبته للعصر حتى يكون مسرحا متطورا، يجد الدكتور حميد علاوي ، إن المشكلة في المسرح العربي تكمن في النص وكيفية التعامل معه بوصفه عرضا ، بعيدا عن ادبيته ، وينظر علاوي في (مسرحة الراهن، الكائن والممكن) إلى النص بوصفه فعلا تواصليا، من خلال قدرته التوليدية عند تحويله إلى عرض، وقدرته التأثيرية الآنية لحظة تقديمه على الخشبة، على اعتبار أن المسرح (فن زمني بامتياز يقوم على قاعدة "يحدث الآن" حتى لو تعلق الأمر بمشروع مستلهم من التراث).

ويستشهد الدكتور علاوي بالنصوص الكلاسيكية العظيمة التي ظلت خالدة والتي مازالت تقدم في معظم مسارح العالم، ومنها التراجيديات الإغريقية ونصوص الانكليزي وليم شكسبير، رغم أنها نصوص لا تنتمي زمنيا إلى الآن/ الراهن. ولهذا مازال سؤال هاملت الفلسفي "أكون أو لا أكون" حاضرا وبقوة، وقد يكون حاضرا في القرون القادمة إذا حضر الراهن الآني نفسه مستقبلا. 
ويخلص علاوي إلى وجود أزمة نص مسرحي في المنطقة العربية. وقد يكون هذا الطريق بسيطا وتكرارا لإقرار طالما سمعناه، أي ابتعاد النصوص المسرحية عن القضايا الإنسانية، واعتماد المخرجين على نصوص عالمية. ونرى في ذلك تعميم وحكم قيمة من الصعب تقبله على كل ما ينتج من نصوص مسرحية في المنطقة العربية، لأنه لا يمكن أن يكون الدكتور علاوي قرأ كل النصوص العربية أو شاهد كل العروض المسرحية. فهناك العشرات من النصوص المسرحية التي تنتج سنويا، وهناك مؤلفون رسخوا أسماءهم بقوة في المشهد المسرحي العربي، ومنهم على سبيل المثل لا الحصر: (فلاح شاكر، علي عبد النبي الزيدي، اسماعيل عبدالله، طلال محمود، الزبير بن بوشتي، أحمد السبيعي، صفاء البيلي، وغيرهم الكثير). لكن المشكل الأهم- حسب ظني- اغتراب الملفوظ بين الثقافات العربية. ونعني اعتماد الكثير من الكتاب اللهجة المحلية في نصوصهم وهذا ليس مثلبة، لكن يقابله رفض قرائي من المخرجين العرب، رغم أهمية ما يطرح من قضايا تعتد بالراهن اليومي وتداعياته داخل المجتمعات العربية.
ولعل نصوص علي عبد النبي الزيدي والزبير بن بوشتي مثالان مهمان في هذا الجانب، لاعتمادهما على موضوعات عالية الحساسية. ويمكن تقديمها كعروض في أي بلد عربي. وقد فات الدكتور علاوي بأن هناك مسابقات سنوية للنصوص المسرحية للكبار والصغار ويتم تقييم كتّابها معنويا وماديا. ومن ثم طباعتها ككتب مقروءة وتوزيعها. ولذلك لا نجد بأن هناك أزمة نص مسرحي بل أزمة وعي مسرحي، وأزمة متابعة ومشاهدة. كما نرى بأن المسرح في المنطقة العربية لا يتطور بحكم ارتكانه إلى مستويات عرضية ركيكة لا تعتمد المغايرة الجمالية والمشاكسة الإخراجية على المستوى البصري واللفظي، بل ظلت قرينة المكرر والعادي.
المسرح بوصفه ممارسة اجتماعية تنويرية ، يحتاج إلى الوعي ، من أجل الالمام بكل التمظهرات السياسية والاجتماعية ، ومن ثم إسقاط وعي صناع العرض على المتفرج ، وتجد الناقدة السعودية حليمة مظفر بأن (المسرح... صناعة الوعي)، وذهبت إلى عمق ماهية الممارسة المسرحية أو وظيفة المسرح، بل طرحت مقاربة معرفية مهمة استنادا إلى أفكار المفكر محمد أركون من خلال الأنسنة وإسقاطها على المسرح، أي أنسنة الخطاب المسرحي ومسايرته للمتغيرات العربية وتحدياتها الراهنة. وترى في هذا السياق بأن (المسرح العربي ابن بيئته وظروفه وثقافته.. [ و أن]  المسرح هو صنيعة الوعي نقص أو زاد. وإذا  كان يعاني قبل الثورات العربية الضعف وقلة الدعم والتقليد ومصادرة الرقيب له، فإن معاناته زادت بعد الثورات العربية وباتت أكبر تحدياته تتمثل في أنسنة الخطاب الدرامي، والخروج من عنق زجاجة النرجسية الايديولوجية التي تأججت بعد فوران (الثورات العربية) نتيجة حرية لم تتنفس سوى شعارات يكتبها الحالمون العرب أثناء نومهم في الكهف).
 وتؤكد الناقدة على أهمية أنسنة الخطاب المسرحي بعدما أهدرت إنسانيته تداعيات الثورات العربية المتسارعة التي فرقتها الايدولوجيات عقائديا، ومذهبيا، وعرقيا ما أدى إلى غربة الإنسان وتقوقعه على ذاته المتشظية بين الايديولوجيات التي تأخذه يمينا وشمالا.
وتكمن أهمية ورقة حليمة مظفر بتخليص الخطاب المسرحي من الايديولوجيات الحزبية، والطائفية، والعقائدية، والعرقية مقابل طغيان الخطاب الإنساني داخل النص وفق مفهوم أركون للأنسنة. لكن كيف سيتحقق ذلك من دون قراءة مختبرية لنماذج منتقاة، لتأكيد أهمية البحث والطرح، لأنه من السهل جدا وضع المقاربات المعرفية على الورق والربط بينهما، ولكن التطبيق  يشكل إحدى المعضلات الكبيرة التي تواجه الباحث.
إن تصورات مظفر مهمة جدا على المستوى النظري، بيد أن هذا لا يعني بأن الخطاب المسرحي بعيد عن الأنسنة، فإذا كان لا يستخدم ذات المصطلح، فإنه في جوهره إنساني. فالخطاب المسرحي برمته يتناول الإنسان ومشاكله وتداعيات الأحداث، كما في المسرح الإغريقي عبر نصوص سوفوكلس، واسخيلوس، ويوربيدس التي هدفت إلى التطهير وتخليص الإنسان من الخطايا والآثام. وتحتفي نصوص شكسبير بالإنسان أولا وأخيرا وتعري طموحه السلطوي كما في مسرحية رتشارد الثالث، وتمجد طهرانية المرأة ونبلها كما في عطيل وهاملت، وغيرها من النصوص،  وتناول خطاب مسرح العبث تداعيات الحضارة والحروب على الإنسان، ولعل مقولة بكيت في  نص: في انتظار كودو (لا شيء .. لاشيء) تختصر سلطوية الآلة ودمويتها على الإنسان، بعد أن دمرته الحروب وانتهكت انسانيته.  أما على المستوى العربي فإن الخزانة المسرحية تشير بلا عناء إلى نصوص سعد الله ونوس ويوسف العاني والفريد فرج وعبد الكريم برشيد وغيرهم إلى الخطاب الإنساني، ونريد أن نخلص إلى أن النص المسرحي منذ نشأته كان ذا خطاب انساني. ويبقى السؤال ولعل هذا ما تريد الباحثة الوصول إليه: كيفية توظيف الأنسنة وتخليص النص المسرحي من التبعية الايديولوجية، وأن يكون هدفه إنساني بالمقام الأول بعيدا عن  تدجينه بثقافة مذهبية وعقائدية وعرقية ضيقة والأهم ايديولوجية.
ولكن السؤال: هل العرب هم أول من مارس المسرح ، وبالتالي نستطيع توظيف التداعيات الاجتماعية والمسرح والراهن العربي بكل تجلياته مسرحيا؟ ويأتينا الجواب من الدكتور سعيد طاجين في بحث حمل عنوان: (خطاب المسرح العربي بين الأنا والآخر)، بصيغة سؤال ايضا:  هل كان المسرح العربي يحاكي خطاباً لم يساهم في إنتاجه؟  إذ أكد أن المسرح العربي في أغلبية انتاجاته المسرحية يعتمد على نصوص عالمية أوروبية وأمريكية. فالمسرح العربي يسعى لاسترداد ما ينتجه الآخر ويعيد تقديمه عن طريق الاقتباس، أو الترجمة، أو الكتابة الدراماتورجية، ونمّت هذه العملية فعل النقل مقابل نكوص دور العقل. وهكذا خلص إلى أن المسرح العربي فقد العقل المفكر الخلاق، واجتهد بالنقل من الآخر. وقد يكون الدكتور بوطاجين محقا في ورقته، لكنه تناسى بأن المسرح هو في حالة تأثير وتأثر منذ نشأته إلى الآن.
وإذا كانت هناك هويات وخصوصيات أنتجها المسرح، فهي فردية. ومن جانب آخر لم يعرف العرب المسرح والعرض المسرحي إلا عن طريق الآخر، ما رسخ فكرة التقليد والاستعارة التي ابتدأت منذ تعرفنا عن المسرح بوصفه عرضا في بيت مارون النقاش عام 1847 . ففكرة التأصيل والهوية فكرة حالمة يتشدق بها المسرحيون في مهرجاناتهم ومؤتمراتهم، ناسين أننا نمارس مسرحا كباقي البلدان. فالمسرح لا يغازل الهوية ولا يتوسل بجغرافية ضيقة ولا يدجن ضمن ايديولوجيا مقيتة، بقدر توسله بالجمال والإنسان.

-------------------------------------
المصدر : 1- 2- جريدة المدى 
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9