أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، مارس 08، 2022

أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مارس 08, 2022  | لا يوجد تعليقات

الفنان محسن النصار%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25B1%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25E2%2580%259D%2B%25D8%25B4%25D8%25B8%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7%2B%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2B%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%2B%25D8%25AC%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B4%25E2%2580%259D

أنثروبولوجيا المسرح  / محسن النصار 

قد أعطت  المعرفة  والفلسفة للمسرح  الكثير من العوامل المختلفة والمتنوعة التي أدت إلى ظهورها وإبرازها، كعامل  فكري محفز للمسرح  نحو أنثروبولوجيا مسرحية جديدة  

والتي يعرّفها  باربا بأنها ((دراسة التصرفات البيولوجية والثقافية للإنسان وهو في حالة العرض المسرحي، أي حين يستخدم حضوره الجسدي والذهني حسب مبادئ مختلفة عن تلك التي تتحكم بالحياة اليومية”، ذلك لأن الممثل يستخدم جسده في الحياة اليومية المعتادة بنوع من التقنية المشروطة بثقافته ووضعه الاجتماعي وطبيعة مهنته، في حين يستخدمه في العرض المسرحي بطريقـــة أخرى، وتقنية مختلفة كليا.
ويسمي باربا النوع الثاني من الاستخدام بالتقنية الخارجة عن المعتاد، ويرى أن المسافة التي تفصل بين التقنيتين في الغرب غالبا ما تكون غير واضحة وغير مدركة، في حين يوجد اختلاف واضح بينهما في الهند مقرّ به وله اصطلاحاته: “لوكادهارمي” و”تاتيادهامي”.
ويكمن الاختلاف في أن التقنية اليومية تتبع عادة مبدأ بذل الجهد الضئيل، أي بمعنى الحصول على النتيجة القصوى من خلال توظيف أدنى حدّ من الطاقة. لكن في التقنية الخارجة عن المعتاد يحدث العكس، إذ تعتمد على البذخ في الطاقة، لذلك يعبّر المتلقون في المسرح الياباني عن شكرهم للممثلين في نهاية العرض بعبارة “أنت متعب”، إشارة منهم إلى أن الممثل الذي أثار اهتمامهم وأمتعهم وترك تأثيره فيهم متعب لأنه لم يوفر شيئا من طاقته، بل فاض في استخدامها.

رغم ارتباط ظاهرة أنثروبولوجيا المسرح بـباربا، فإن ثمة من يذهب إلى أنها نشأت وتطورت، جنبا إلى جنب مع الأنثروبولوجيا بوصفها علما، في أوروبا وأميركا، نتيجة لأزمة ثقافية وأخلاقية لا يمكن فصلها عن التطور الحضاري وظهور الاستعمار، فقد دفعت هذه الأزمة باتجاه البحث عما هو أصيل ونقي وبدائي إما في أصول الحضارة الغربية في بداية تشكلها، أو في الحضارات الأخرى.))(1)

وكلمة “أنثروبولوجيا” معناها اللغوي هي دراسة الإنسان. ونتيجة لتنوع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، تبنى الأنثروبولوجيون التعريف اللغوي لعلمهم؛ ولذلك يحاولون دراسة الإنسان وكل أعماله، أي كل منجزاته المادية والفكرية، أي الدراسة الشاملة للإنسان .
و تعددت   مجالات الانثروبولوجيا وفروعها :الأنثروبولوجيا البيولوجية ,الأنثروبولوجيا الفيزيقية السّمات الفيزيقية للإنسان .
الأنثروبولوجيا الاجتماعية ,الأنثروبولوجيا الثقافية ,ويمكن  دراستها بطريقتين
الأولى، هي الدراسة المتزامنة: أي في زمن واحد، أي دراسة المجتمعات والثقافات في نقطة معينة من تاريخها .
الثانية، هي الدراسة التتبعية أو التاريخية: أي دراسة المجتمعات والثقافات عبر التاريخ
وتتناول الأنثروبولوجيا الثقافية، بمعناها العام، الحياة الثقافية للمجتمعات الإنسانية. وفي هذا الإطار العريض، يتجه علماء الأنثروبولوجيا الثقافية إلى الاهتمام بالفنون المهارية وتصميماتها، وتقنيات تصنيعها.

ولهذا فإن الأنثروبولوجيا هي أكثر العلوم التي تدرس الإنسان وأعماله شمولاً على الإطلاق. وهناك دلائل وشواهد عديدة على هذا الشمول؛ فالأنثروبولوجيا تجمع في علم واحد بين نظرتي كل من العلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية، ثم إن الأنثروبولوجيا تهتم بالأشكال الأولى للإنسان وسلوكه بدرجة اهتمامها نفسها بالأشكال المعاصرة؛ إذ يدرس الأنثروبولوجي كلاً من التطورات البنائية للبشرية ونمو الحضارات ,واهتمامه بالجماعات والحضارات الإنسانية المعاصرة.
وأنثروبولوجيا المسرح من المفاهيم الجديدة  في علم الأنثروبولوجيا وهذا المصطلح  الذي  ظهر في بريطانيا عام 1593، وكان المقصود به دراسة الإنسان من جميع جوانبه الطبيعية والسيكولوجية والاجتماعية، وظل يحمل معنى الدراسة المقارنة للجنس البشري.

إلا أن تزايد البحث، وخاصة في المجتمعات البدائية، أدى إلى تطورات مهمة في النظر إلى الأنثروبولوجيا، وخاصة في علاقتها بالعلوم المتفرعة منها وغيرها من الدراسات التي تتصل بدراسة الإنسان. , ولهذا فإن الأنثروبولوجيا هي أكثر العلوم التي تدرس الإنسان وأعماله شمولاً على الإطلاق وقد كان المخرج الفرنسي أنتونان آرتو أوّل من تنبه للأشكال المسرحية غير الغربية عند مشاهدته لعروض الرقص القادمة إلى فرنسا من جزيرة بالي الاندونيسية ((فكرة"المسرح
الحر"المنبثق من "الجماعات الخلاقة" المتحدة، وهي الفكرة – التي مقابل المسرح المحترف والتجاري اليوم- تفرض مبادئ جمالية فوضوية جديدة...إن المسرح الحر هو شكل من الاحتفال الجماعي يستفيد من تعدد المواهب في مجموعة من الإفراد الذين يجمعهم"حب واحد للاحتفال"المسرحي .))(2)

 ويحدد إيوجينيو باربا ميدان عمل أنثروبولوجيا المسرح في محاولة أيجاد تقنية لمسرحه تعتمد الحركة وذاتية الممثل  واكتساب طرق معينة للحركة والنطق والايماءات اثناء التدريب، ويوجد كأساس لمختلف الأجناس والأساليب والأدوار للتقاليد الشخصية والجماعية  وهذا التحديد الذي يذهب إليه باربا بوصفه المؤسس الحقيقي لأنثروبولوجيا المسرح ، ولم يأتِ أهتمام باربا دون مرجعيات محددة لذلك فقد تأثر وتتلمذ على يد المخرج البولندي جيرزي غروتوفسكي للمدة من 1961 – 1964 وغروتوفسكي تعامل مع الممثل والفضاء والنص المسرحي والجمهور، حيث تتضافر هذه العناصر معاً في نسق جمالي يولّد أثناء العرض حالة خاصة تتركز وظيفتها في تحريض الممثل على خلق دوره بنفسه، وليس على إعادة إنتاج الشخصية حسبما تخيلها ووصفها الكاتب. ومن هنا فقدت النصوص الأدبية قدسيتها عند غروتوفسكي، وأضحت محض مادة خام قابلة لإعادة النظر وللحذف والتطوير وإعادة الكتابة انطلاقاً من راهنية لحظة العمل. صحيح أن غروتوفسكي يتكىء على نصوص مسرحية لكتَّاب مسرحيين معروفين، إلا أن نص عرضه المسرحي الجاهز للقاء مع الجمهور لايتطابق ونص المؤلف إلا من حيث العمود الفقري للحدوث، أي إن ما يتعرفه المشاهد في العرض هو سيناريو جديد نتج من حال الارتجال مع الممثل في أثناء التمرينات .
وفي الفضاء المسرحي يركز غروتوفسكي على الممثل وحسب متخلياً عن مكونات العرض الأخرى كافة من ديكور وأزياء ومكياج وموسيقى وإضاءة. وقد أطلق على عروضه الجديدة تسمية «المسرح الفقير» في مواجهة المسرح الثري المزود بالتقانات الحديثة.
  و قد تعامل مع أنثروبولوجيا المسرح بوصفها علماً عبر أعتماده على التدريبات الطقسية للممثل والإفادة من الفلسفات الشرقية في تكوين نظرية ( المسرح الفقير ) التي أعتمدت بشكل أساس تكنيك  الممثل لذلك نادي "بممثل قديس لمسرح فقير"، فما كان يريده جروتوفسكي هو قاعة خالية تصلح لجلوس المتفرجين بينهم ممرات وفجوات لأداء الممثلين مشركين معهم الجمهور، فالمسرح بالنسبة إليه هو كل ما يدور بين الممثل والمتفرج وكل ما عدا ذلك يعد ثانويا. ويقوم منهج جروتوفسكي علي تقنية (الترانس) أي تكامل جميع القوي النفسية والجسمية التي تنطلق من أعماق الممثل وغرائزه وتنفجر بصورة تكشف عن هذه الأعماق. وتقوم تقنية (الترانس) هذه علي ثلاثة عناصر هي :الموقف الاستنباطي , الاسترخاء الجسمي , تركيز نشاط الجهاز العضوي كله في منطقة القلب.
  وكان يؤكد على ما هو طقسي احتفالي، وقد لجأ منذ منتصف الستينيات إلى استخدام الأساطير الوثنية والدينية وتضمينها في ثنايا عروضه، ولكن ليس بالمعنى الجمالي أو المعرفي، وإنما بوصفه حاملاً لقضايا الإنسان المعاصرفي همومه ومحنته  في الجماعة  وينسجم هذا الهدف وأسلوب العمل داخل فرقته، أي حياة التقشف المادي الجماعية التي يعيشها أعضاء الفرقة، وإبداعهم الجمالي وأخلاقياتهم الرفيعة
عبر العديد من الطقوس  الروحية وفي مقدمتها الإفادة من تكنيكات فن اليوغا الهندية ، ما دفع باربا إلى تأسيس  المدرسة العالمية للأنثروبولوجيا المسرحية ,الذي أكد فية على  دراسة التصرُّفات  والسلوك الذاتي للمثل وربطه بععلاقته مع الجماعة والمجتمع 
 ((فالمسرح يجد في الثقافة والحضارة المعاصرة موضوعا مهما  في انتاجه الجمالي , وفي محاولة لجعل الذاتي الفرداني المحلي موضوعا عالميا يمتلك
التاؤيل , بذلك ناقش المسرح الكلاسيكي في حالة معاصرة تنبع من عصر الحدث , وهذه احدى اشتراطات
العولمة التي تسعى الى تسطيح الخصوصية وتوحيد اللحظة الفنية بوصفها حالة كونية مستديمة  )) (3)

البيولوجية والثقافية للإنسان وهو في حالة العَرْض ، أي حين يستخدم حضوره الجسدي والذهني حسب مبادئ مختلفة عن تلك التي تتحكم بالحياة اليومية  لذلك كان أهتمام باربا في بحثه المسرحي ينصب على الممثل بوصفه الخالق للطقس المسرحي والسارد لتفاصيله ، وقد أفاد من في معمله
 المسرحي  من نظرية جروتوفسكي التي يسميها "من خلال الطريق السلبي "((إن الفرق في التدريبات في الفترة الأولى 1959- 1962 , والفترات التي تلت ذلك يتضح في التدريبات البدنية والصوتية .فقد أحتفظنا بمعظم العناصر الأساسية في التدريبات البدنية , ولكن أعدنا توجيهها بحيث تشكل بحثا عن العلاقة بين الممثل والآخرين , كما تدربه على تلقي الباعث من الخارج وكيفية رد فعله لما يتلقاه (وهي العملية التي نسميها خذ وأعطي ) ومازلنا نستخدم أجهزة تضخيم صدى الصوت في تدريباتنا الصوتية , ولكنها تسخدم الآن من خلال أنواع الدوافع المختلفة والأتصال بالجمهور . ومع تطور تدريباتنا استغنينا تماما عن تدريبات التنفس , فنحن نكتشف المعوقات في هذا المجال في كل حالة على حدة والبتالي نستطيع أن نحدد السبب فيها ونقضي عليها . فليست هناك تدريبات مباشرة للتنفس , وأنما نعمل في هذا المجال بطريقة غير مباشرة من خلال التدريبات الفردية التي تكاد أن تكون ذا طابع نفسي وبدني في آن واحد  )) (4)
وكان من ابرز التريبات التي يقوم بها جيروتوفسكي في المعل المسرحي  التدريبا ت البدنية , كالتسخين من خلال السير بأيقاع معين وتمرينات لتلين العضلات والعمود الفقري وتمرينات الأنقلاب رأسا على عقب وتمارين الطيران وتمارين تشكلية وتدريبا تفي التكوين ..الخ 
 ((الاستخدام السحري، لا على انه انعكاس لنص مكتوب ، ومجموعة القرائن المادية التي تنبعث من المكتوب . بل على انه انعكاس ملتهب لكل ما يمكن أن نستخلصه من نتائج موضوعية في الحركة، والكلمة، والصوت، والضوء، والموسيقى وتركيباتها))(5).

وللتجريب المسرحي وخاصة في المختبر العملي المسرحي يساهم في خلق ذهنية سريعة وقادة توسع فكر وخيال الممثل لتتوافق مع مجريات  الفعل والتركيب الحركي  ((إنني أؤمن ان الفنانين ـ وبخاصة التجريبين منهم ـ يتحملون مسؤوليات فريدة. ان الأصل الاشتقاقي لكلمة «تجريبي» يعني الذهاب خارج، او بعد الحدود. والحدود ليست مادية فقط؛ بل هي مادية وفكرية في الوقت نفسه، وهي تفصل بين الأمم والشعوب والأفكار. ومع ان الحدود قد تكون في الغالب ضرورية، فإن ثمة أمكنة وأزمنة يتعين فيها علينا ان نعبر هذه الحدود، ان نفكر في ما قد لا يخطر على بال، أو ما قد لا يصدقه عقل، وان نمثل في عوالم الخيال ليس فقط ما يحدث الآن؛ بل ايضاً ما سوف يحدث مستقبلاً.
ان العلم التجريبي يعتمد أساساً على طرح الفرضيات واختيارها ثم مراجعتها. اما التجريب في الفن فشيء آخر. فالتجريب الفني يتأسس على التجسيد، وتوظيف الرمز والاستعارة، واللعب على كل أوتار الخيال البشري)).(6)

((طريقة المبادلة المعرفية وبأساليب التدرب والأداء للدور، كل ذلك يجري في التمارين، ومن غير تدخل كبير حتى على كيفية بناء النص، وتخرج بالتالي موضوعات إنسانية شمولية، تتناسق فيها فنون العديد من الشعوب في عرض مسرحي واحد.
إن طريقة المدرسة العالمية لعلم أجناس المسرح الأساسية في التمرين هي المبادلة بين العلاقات المسرحية التي يوضحها باربا بقوله : إن مجتمع المسرح سوف يثبت في الوقت الحاضر في المجتمعات المحيطة خلال انتشاره، وخصوصيته. وفي الحقيقة فإن المسرح ليس فقط عرضاً، ولكنه أيضاً تقاليد للأفكار، والانتماء، ونقل التقنيات. وهو نموذج لعلاقات اجتماعية، ومقترح ينتظم، ويتحد من خلال الاختلاف. ويقول باربا بهذا الصدد: إن أسئلة كثيرة تشغل بال الفنانين، والأساتذة، والعلماء من مختلف القوميات الذين يتعاملون مع المدرسة العالمية لعلم أجناس المسرح )).(7)

ومن  أحدث فروع الأنثروبولوجيا، وهو أنثروبولوجيا الجسد، ويهتم بدراسة عمليات تجميل الجسد، التي عُدّت أسلوباً يتحول فيه الجسد البشري الطبيعي إلى ظاهرة ثقافية.
((وفي كتاب «الأنثروبولوجيا والأنثروبولوجيا الثقافية: وجوه الجسد» تتعمّق الزهرة إبراهيم في دراسة الجسد كدلالة ثقافية تبعاً لما أفرزته الحداثة، مروراً بالقناع والدمية وتوظيفهما المسرحي والسياسي)) (8)
وعلاقة المسرح بالأنثروبولوجيا، تأكد  في إجابتها إلى ما هو اجتماعي، وما هو ثقافي داخل الحقل الأنثروبولوجي، لسبب أساسي، هو كون الظاهرة المسرحية، على حد تعبير”باتريس بافيس” متنوعة وشمولية ((يرى بافيس أن التحليل الدراماتورجي، وهو عنصر حتمي وجوهري في النظرية المسرحية، وينطوي على نموذج جدلي يستمد مقولاته من جماليات الإرسال والتلقي، الذي يقوم به المخرج، في حال تحويل النص إلى عرض، أو الذي يقوم به المتلقي، في حال تلقيه للعرض في شكله الإخراجي النهائي، يقوم على تمثّل نظام العلامات المتقابلة، ويصبح العمل الدرامي، وفق هذا التحليل، سواء أكان نصا نقرأه، أم عرضا نتلقاه، عملية وسيطة بين الإرسال والتلقي تنتظم من خلال ثلاثة مفاهيم جوهرية هي: التجسيد، الذي يلخص مفهوم التأويل من خلال القارئ، أو المتلقي، أو الجمهور في شكله الجماعي، ويكتسب شكل خطاب ملموس، في هيئة مقال، أو مراجعة نقدية، أو تعليق. ))(9)

وفي محاضرة ألقاها باربا  عام 1985 في مهرجان المسرح العالمي في برشلونة  بعنوان   (جسد الممثل المعطاء إمكانية الممثل المفترضة، لـتأهيله على حمل الرسالة للمتلقي) مبيناً علاقة الممثل الجسدية بين ما يفُهم ويُدرك. وبين ما يراد له عرضه، ضمن الرسالة. وهذا يتطلّب من الممثل وعياً كبيراً لمعرفة أعضائه فسيولوجياً، لتستجيب وتعكس التعبير المناسب.

 ((وحسب ريتشارد ششنر في مقدمته التي وضعت ضمن كتاب نحو مسرح ثالث لايوجنييو باربا  بأن المسرح الانثروبولوجي هو ابتداء مقارنة وبعدها مقاربة يضعها العاملون في المسرح الشرقي والغربي لاساليب عملهم حتى يتوصلوا الى تكنيك اساسي في مجال ماقبل التعبير, وهو المستوى الذي يتناول الكيفية التي يمكن بها جعل طاقة الممثل مفعمة بالحيوية كي يكون له حضور يستطيع من خلاله جذب الجمهور, من خلال اكتساب طرق معينة للحركة والنطق والايماءات اثناء التدريب، هكذا يصف ششنر اشتغالات باربا الذي يرى في المسرح بأنه الوسيط الفني والثقافي))(10)
فقد كان الممختبر العملي عند يوجنييوباربا يعتمد على مجموعة من الممثليين  من جنسيات مختلفة  ويتم تعايش الممثلين فيما بينهم رغم التنوع الثقافي  , فالمسرح عند  باربا مهمة انسانية  وثقافية يعالج فيها السلوك البشري بأسلوب الأنفتاح نحو الآخر.

المصادر :
--------------------
 (1)أنظر : عواد علي - مقالة  ليوجينو باربا من لحام إلى مؤسس أنثروبولوجيا المسرح - جريدة العرب - العدد 10007 - 14- 8- 2015
 (2)أنظر:اندريه يستسلر .الجمالية الفوضوية . تر: هنري زغيب ، ط1(بيروت – باريس : منشورات عويدان للطباعة والنشر ،1982)ص53.
 (3)أنظر : سوزان ملروز ,اتجاها ت جديدة في المسرح , ترجمة : د. ايمان حجاز , القاهرة , اصدار مهرجان
. المسرح التجريي , 2002 , ص 65
 ( 4)أنظر : الدكتور سمير سرحان - تجارب جديدة في الفن المسرحي - اصدار دائرة الشؤون الثقافية العامة -العراق ص 170
(5)أنظر:  انتونا ن ارتو. المسرح وقرينه، ترجمة د.سامية اسعد. مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر (القاهرة) 1973 . ص64 .
 (6)أنظر : ما هو المسرح التجريبي؟من كلمة المسرحي الكبير ريتشارد شيكنر في افتتاح مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة 2009
 (7)أنظر : كتاب المسرح الثالث ليوجينو باربا: ترجمة سامي عبد الحميد من منشورات المكتبة الوطنية\- المجمع الثقافي - أبوظبي
 (8)أنظر : الزهرة إبراهيم - كتاب «الأنثروبولوجيا والأنثروبولوجيا الثقافية: وجوه الجسد» (دار النايا ـــــ دمشق)
 (9)أنظر :عواد علي - باتريس بافيس: المسرح والتلقي - جريدة العرب 2016/11/05، العدد: 10446، ص15
 (10)أنظر : صادق مرزوق  - إيوجنييو باربا والمسرح الآخر- جريدة الصباح -16/5/2012
تابع القراءة→

السبت، مارس 05، 2022

رسالة اليوم العالمي للمسرح – 27 مارس 2022 كتبها: بيتر سيلرز مخرج مسرح وأوبرا ومدير مهرجانات من الولايات المتحدة الأمريكية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, مارس 05, 2022  | لا يوجد تعليقات

الفنان محسن النصار


رسالة اليوم العالمي للمسرح  – 27 مارس 2022
كتبها: بيتر سيلرز  مخرج مسرح وأوبرا ومدير مهرجانات من الولايات المتحدة الأمريكية 

الأصدقاء الأعزاء،
لأن عالمنا اليوم معلقٌ بالساعة وبالدقيقة على موجز الأخبار اليومية وكأنه يتم تغذيتنا بالتنقيط، هل لي بدعوتنا جميعاً كمبدعين، إلى الدخول في نطاقنا ومجالنا السليمَيْن ومنظورنا الخاص لهذا الزمن الملحمي والتغيير الملحمي والوعي الملحمي والانعكاس الملحمي والرؤية الملحمية؟ فنحن نعيش في فترة ملحمية من تاريخ البشرية، نتج عنها تغييرات عميقة في علاقات البشر مع أنفسهم، ومع بعضهم البعض، ومع العوالم غير البشرية، تغييراتٍ تكاد أن تتجاوز قدرتنا على الفهم والتعبير والتحدث عنها.

نحن لا نعيش في دائرة الأخبار على مدار الساعة، إننا نعيش على حافة الزمن. والصحف ووسائل الإعلام غير مجهزة بالمرة وغير قادرة على التعامل مع ما نمر به.
أين هي اللغة، وما هي الحركات والصور التي قد تسمح لنا بفهم التحولات والتمزقات العميقة التي نمر بها؟ وكيف يمكننا أن ننقل مضمون حياتنا الآن ليس كريبورتاجٍ صحفي بل كتجربة؟

المسرح هو الشكل الفني للتجربة.

في عالمٍ تغمره الحملات الصحفية الواسعة وتجارب محاكاة الواقع والتكهنات المروعة، كيف يمكننا تجاوز التكرار اللانهائي للأرقام لنجرّب قدسية ولا محدودية حياةٍ واحدة، أو نظامٍ بيئيٍ واحد، أو صداقةٍ واحدة، أو جودة وجمال الضوء في سماءٍ غريبة؟ عامان من كوفيد-19 قد أضعف حواس الناس، وضيّق حياتهم، وقطع العلاقات فيما بينهم، ووضعنا في موضع نقطة الصفر الغريبة من حياة البشرية.
ما هي البذور التي يجب زراعتها وإعادة زراعتها في هذه السنوات، وما هي الأنواع الدخيلة والمتضخمة التي يجب إزالتها بشكل تامٍ ونهائي؟ هنالك الكثير من الناس ممن يعيشون على حافة الهاوية، ويشتعل الكثير من العنف بشكل غير منطقي وغير متوقع، وتم الكشف عن العديد من الأنظمة الراسخة على أنها هياكل للقسوة المستمرة.
أين ذهبت مراسم الذكرى التي نحتفي بها؟ وما الذي نحتاج تذكّره؟ وما هي الطقوس التي تسمح لنا أخيراً بإعادة التخيّل والبدء في التدرب على خطواتٍ لم نخطوها من قبل؟
إن مسرح الرؤية الملحمية والغرض الملحمي والتعافي الملحمي والإصلاح الملحمي والرعاية الملحمية يحتاج إلى طقوسٍ جديدة. لسنا بحاجة إلى الترفيه، بل إلى التجمع ومشاركة الفضاء الواحد، نحن بحاجة إلى إنشاء فضاءٍ مشترك ومساحاتٍ محمية للاستماع العميق والمساواة.

المسرح هو خلق تلك المساحة على الأرض التي يكون فيها الكل متساوياً، سواءً البشر أو الآلهة أو النباتات أو الحيوانات أو قطرات المطر أو الدموع أو عملية التجديد. إن فضاء المساواة والاستماع بعمق مضاءٌ بالجمال الخفي ويبقى نابضاً بالحياة من خلال التفاعل العميق للخطر ورباطة الجأش والحكمة والعمل الدؤوب والصبر.

في كتاب "زخرفة الزهور" يسرد بوذا عشرة أنواعٍ للصبر العظيم في حياة الإنسان، وأحد أقوى هذه الأنواع هو الصبر على إدراك أن جميع الناس هم في النهاية مجرد سراب. ولطالما قدم المسرح حياة هذا العالم على أنها تشبه السراب، مما يتيح لنا أن نرى بوضوحٍ وقوةٍ وتحرر من خلال غشاء الوهم والتضليل والعمى والإنكار البشري.
نحن متيقنون جداً مما نراه والطريقة التي نراه بها لدرجة أننا غير قادرين على رؤية الواقع البديل والإمكانيات الجديدة والنهج المختلفة والعلاقات غير المرئية والصلات الخالدة والشعور بها.

حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا، ومستقبلنا. ولا يمكن القيام بهذا العمل من قبل أشخاصٍ معزولين يعملون بمفردهم، يتعيّن علينا القيام بهذا العمل معاً، والمسرح دعوة للقيام بهذا العمل معاً.
أشكركم بعمق على كل ما تفعلونه.
-------------------------------ا
ترجمة: حصة الفلاسي  
مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح - الفجيرة
الترجمة العربية
___________________

عن اليوم العالمي للمسرح

تم إنشاء يوم المسرح العالمي من قبل الهيئة الدولية للمسرح وتم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم "مسرح الأمم" في باريس، منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي.

أهداف اليوم العالمي للمسرح كما هو الحال مع اليوم العالمي لفنون الرقص هي:
• الترويج لهذا الفن عبر العالم.
• نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني.
• تمکین مجتمعات الرقص والمسرح من الترويج لإعمالهم علی نطاق واسع حتی یدرك صناع القرار قیمة ھذه النماذج الفنية ودعمھما.
• التمتع بالفن بحد ذاته.

تابع القراءة→

الأربعاء، يناير 12، 2022

إعلان الفائزين في مسابقة الهيئة العربية للمسرح للتأليف النص المسرحي الموجه للطفل والكبار والبحث العلمي المسرحي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, يناير 12, 2022  | لا يوجد تعليقات

الفنان محسن النصار



إعلان الفائزين في مسابقة الهيئة العربية للمسرح  للتأليف النص المسرحي الموجه للطفل والكبار والبحث العلمي المسرحي

إعلان الفائزين في مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال النسخة 14 للعام 2021

نظمت الهيئة العربية للمسرح مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل ، النسخة الرابعة عشرة، في العام 2021، تحت العنوان الناظم (نصوص تشتبك مع التحولات الراهنة ثقافياً وفنياً واجتماعياً)، حيث اعتادت الهيئة أن تضع ناظما سنوياً يستجيب للأسئلة الراهنة ويتفاعل معها، كما يقرب المسابقة من مستوى العدالة التنافسية المطلوب.

تقدم للتنافس في هذه المسابقة مئة وسبعة وستون كاتباً من سبع عشرة دولة عربية، سجلت المشاركات المصرية أعلى عدد حيث بلغت سبعاً وخمسين، فيما تلتها المشاركات الجزائرية بواحد وعشرين مشاركة والسورية بعشرين مشاركة والمغربية بتسع عشرة مشاركة والتونسية بثلاثة عشر مشاركة و الأردنية بتسع مشاركات فيما توزعت باقي المشاركات على باقي الدول.

وتشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة:

  • جليل خزعل من العراق

  • راضي شحادة من فلسطين

  • هيا صالح من الأردن.

وكانت الهيئة قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر قائمة العشرين، وتعلن اليوم قائمة الفائزين بالمراكز الثلاثة الأفضل وقد جاءت النتائج على النحو التالي:

  • المرتبة الثالثة، فاز بها نص رحلة في مجرة الخيال خالد سيد حسونة عبد المجيد من مصر

  • المرتبة الثانية فاز بها نص جبل البلسم للكاتب أحمد عبد الرحمن قشقارة من سوريا.

  • المرتبة الأولى فاز بها نص (المسرحية) للكاتب ياس جياد زويد الفهداوي من العراق.


إعلان الفائزين في مسابقة تأليف النص الموجه للكبار النسخة 14 للعام 2021


مائتان وخمس وخمسون نصاً تنافست في النسخة الرابعة عشرة من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار (فوق 18) التي نظمتها الهيئة للمسرح للعام 2021، حيث جاء الكتاب المتنافسون من ثلاث وعشرين دولة عربية وغير عربية، وكانت أعلى المشاركات قد سجلها الكتاب المصريون إذ بلغ عددهم في المسابقة مئة وثلاثة فيما سجلت المشاركات العراقية سبعًا وثلاثين، والمغربية واحدة وعشرين والجزائرية عشرين، وتوزعت باقي المشاركات على باقي الدول.

هذا وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة:

  • بوسلهام الضعيف من المغرب

  • عبد الرزاق بوكبة من الجزائر

  • هشام كفارنة من سوريا

واليوم تعلن الهيئة الفائزين بالمراكز الثلاثة الأفضل، وهم:

  • المرتبة الثالثة فاز بها نص قيد الانتظار للكاتب غسان علي عثمان نداف من فلسطين

  • المرتبة الثانية فاز بها نص عزاء فاخر للكاتب علي صلاح عبد المحسن العبادي من العراق.

  • المرتبة الأولى فاز بها نص عائلة افتراضية للكاتب  محمود خليل حسن السيد من مصر


إعلان الفائزين في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي النسخة السادسة 2021

نظمت الهيئة العربية للمسرح النسخة السادسة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، والمخصصة للباحثين الشباب حتى سن الأربعين، هذه المسابقة التي شكلت في نسخها الخمس السابقة عتبة انطلاق لعديد الأسماء الشابة من الباحثين فقدمتهم خير تقديم ليساهموا برؤاهم ودراساتهم في تأثيث المشهد البحثي في الوطن العربي

في سبيل تنمية المسرح وصولاً إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد" و "المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد" وضعت الهيئة ناظماً لهذه النسخة من المسابقة (نحو كتابة نقدية جديدة لعلاقة الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخليج بالمسرح).

هذا وقد شهدت النسخة السادسة مشاركة ثمانية وعشرين باحثاً، وتشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة:

  • د. أسامة أبو طالب من مصر.

  • د. محمد بو كراس من الجزائر.

  • د. هشام زين الدين من لبنان.

وقد جاءت المراكز الثلاثة الأفضل في هذه المسابقة

  • المرتبة الثالثة 

وقد فاز بها البحث الموسوم بـ (قراءة سيميائية في تجليات المكان في مسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي)، للباحث عمرو أحمد محمد العزالي، من مصر.

  • المرتبة الثانية:

وقد فاز بها البحث الموسوم بـ (ترسيم جديد لكمياء المسرح العربي بعد تقويض أطروحة التمركز الغربي تخييل الفضاء الركحي في ضوء إبدالات الما بعد) للباحث الحسين الرحاوي من المغرب.

  • المرتبة الأولى:

  • وقد فاز بها البحث الموسوم بـ (تأملات نقدية في الجغرافية العربية المسرحيية "نحو تفكيك، الزوج الإبستيمي" ) للباحث علي العلاوي من المغرب.

تابع القراءة→

السبت، يناير 01، 2022

رسالة اليوم العربي للمسرح ..الحياة مسرح، المسرح حياة / كتبها : رفيق علي احمد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يناير 01, 2022  | لا يوجد تعليقات

الفنان محسن النصار

1641027746933025-0

رسالة اليوم العربي للمسرح ..الحياة مسرح، المسرح حياة / كتبها : رفيق علي احمد

اليوم وأكثر من أي وقت مضى تبدو الحاجة ماسة إلى المسرح. ففي زمن التواصل “اللا إنساني” الذي فرضته التكنولوجيا الحديثة، يغدو المسرح مكان اللقاء الإنساني بامتياز، سواء من حيث التفاعل بين العاملين فيه، أو بينهم وبين الجمهور، أو بين الجمهور نفسه حين يخرج من الصالة مزدحماً بالأفكار والأسئلة. وهل أجمل من حرارة التواصل المباشر بين البشر الذين جعلهم الله شعوباً وقبائل ليتعارفوا، أي ليتلاقوا ويتحاورا ويتناقشوا في كل ما يخص حياتهم المشتركة؟
‎وفي زمنٍ جعلته القوى المُهيمِنة زمنَ صراعِ الحضارات، تغدو تلك الحاجة (إلى المسرح) ملحة أكثر، لأن عالمنا يتعرض إلى عملية تدمير ممنهجة من خلال فرض ثقافة وحيدة سائدة تحت شعار عولمة متوحشة، جعلت الكوكب كله بمثابة “سوبر ماركت” هائلاً، والإنسان مجردَ زبون تقاس قيمته بقوته الشرائية لا بقوته الفكرية والإبداعية. وفي ظلّ هذا الواقع الذي تَسَلَّعَ فيه كلُّ شيء، يقف المسرح المنفتح على الفنون جميعها، والقادر على الاستفادة من العلوم جميعها، يقف في خط المواجهة الأمامي، لأنه لا يستطيع أبداً التخلي عن القيم الإنسانية الفكرية والروحية والمعنوية التي تشكّل جوهر وجوده وسرّ استمراره عبر الزمن.
‎ولئن كانت العولمة في معناها الحقيقي لا كما هي سائدة اليوم، تعني انفتاح العالم على بعضه بعضاً، وتفاعل البشر في ما بينهم، وتلاقح الثقافات والأفكار. فإن المسرح يمثل المختبر الأهم لهذا التفاعل بين الأفراد والجماعات، وبين الشعوب على تنوعها واختلافها، وفي معزل عن قوتها العسكرية أو الاقتصادية، بما يحفظ ثرواتها الفكرية والمادية والتراثية، ويشكّل مكان تعارف والتقاء لأجل سلام البشرية القائم على حقّ كل شعب بحفظ أرضه وإنسانه وثقافته وكل ما يميزه عن سواه.
ففي ظلّ تعثر الحوار أو انعدامه بين الأنظمة السياسية والحكومات يبرز دور المفكرين والأدباء والفنانين في تقريب وجهات النظر بين الشعوب والحضارات. وهنا يتجدد الرهان على كون المسرح هو النموذج الأمثل لهذا الحوار انطلاقا من جوهر المسرح نفسه القائم  على الحوار بين الممثلين أنفسهم، وبينهم وبين الجمهور، وقبل ذلك بين المؤلف ونصه والمخرج وعرضه. فاللعبة المسرحية برمّتها ما هي إلّا عبارة عن حوار متعدد الأشكال والاتجاهات، ودائماً في سبيل الإنسان وحقه في حياة أفضل.
نجدد رهاننا على المسرح ودوره ومعناه، ونحن ندرك أن المسرح في العالم كله يعيش أزمة حادة، وهي أزمة تتضاعف في حالة المسرح العربي /لأنها تأتي ضمن أزمات أعمّ وأشمل في السياسة والاقتصاد والاجتماع. لكن في معزل عن واقع الحال العربي فإن السؤال الدائم الذي نطرحه: متى لم يكن المسرح العربي في أزمة؟
جواباً على هذا السؤال أسمح لنفسي بأن أستعيد التوصيات التي صدرت منذ أكثر من أربعين عاماً عن أول مهرجان مسرحي شاركت فيه في دمشق، وكانت تشدد على تفعيل العمل المسرحي العربي وتطويره على صعيدي الشكل والمضمون مؤكدة على وجوب البحث عن السبل والأساليب لتمتين العلاقة العضوية بين العمل المسرحي والجمهور. من يومها حتى الآن لا شيء تغير، الأزمة نفسها، النقاشات نفسها، التوصيات نفسها وواقع الحال نفسه!
أسباب كثيرة أدت إلى ابتعاد الناس عن المسرح، منها ما يتعلّق بالواقع العام، ومنها ما يخصّ أهل المسرح وصنّاعه، وإذا كانت الأعمال المسرحية مرآة المجتمع فأبناء مجتمعاتنا لا يرون أنفسهم ولا واقعهم في هذه الأعمال. ومن أهم أسباب هذه الغربة هو “التغريب” الذي وقع فيه كثيرون منّا، إذ أن تقليد الأساليب الغربية من قبل بعض المسرحيين تطلعاً “للعالمية” وطمعاً بالجوائز، بات موضة ودليلاً على الحداثة و”العصرنة”، وللأسف فإن الكثير من المهرجانات المسرحية العربية تساهم في تشجيع هذه الظاهرة حيث تمتلئ القاعات بالمسرحيين المشاركين بأعمال يسمونها “نخبوية” في ظل غياب مؤسف للجمهور الذي من أجله وجد المسرح، بل إن بعض “المسرحيين” يذهب في تنظيره الغريب المجحف إلى حد القول إن الجمهور ضد المسرح والمسرح ضد الجمهور!
كأن المسرح لا تكفيه التحديات الكثيرة التي تواجهه في عصر الذكاء الاصطناعي حيث تحل الأجهزة الآلية مكان البشر، ويواجه الإبداع الفني تحدي التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة، تأتي هجرة جيل كامل من المسرحيين إلى الأعمال التلفزيونية بحثاً عن فرصة عمل ومصدر رزق أو جرياً وراء نجومية تائهة.  هذا الأمر خلق فجوة واسعة بين الأجيال، وأدى إلى فقدان حلقة وصل أساسية بين جيلين: الرواد والشباب. وكما هو معلوم فإن التواصل المباشر بين الأجيال أمر مهم وضروري لا تعوضه النظريات والدروس والكتب مهما بلغت من الجودة والقيمة.
ولا يسعني في اليوم االعربي للمسرح سوى التساؤل عن أسباب استمرار غياب التربية الفنية والمسرحية عن مناهجنا الدراسية اللهم إلا قلّة منها؟ والتمادي في تهميش المسرح وتجاهله من قبل العديد من وزارات الثقافة في بلداننا العربية، وعدم دعمها للأعمال المسرحية الجادة والمجددة بذريعة شحّ الميزانية ونقص الإمكانيات، فيما نلاحظ كيف تُصرَف الأموال الطائلة على أمور سطحية واستهلاكية تافهة، وكأن الأمم والشعوب تنهض وتتقدّم بلا آدابها وفنونها وفي مقدمها المسرح!
أما الطامة الكبرى والدائمة فهي الرقابة المستمرة على الإبداع المسرحي، وهي رقابة برؤوس متعددة مثل كائن خرافي: رقابة رجال السياسة ورجال الدين ورجال الأمن وسواهم من “رجال” يقفون سداً منيعاً في مواجهة رجل واحد، هو رجل المسرح أينما كان في هذه المدينة أو تلك، على هذه الخشبة أو سواها، ويضعون الحواجز والعثرات في طريقه. وإذا كان مَن يراقب الناس يموت همّاً، فإن الرقابة على الإبداع هي الموت نفسه، وهي ألد أعداء الفعل المسرحي. لأن الإبداع صنو الحرية. لا إبداع بلا حرية، لا مسرح، ولا حياة.
الرقابة من أي نوع كانت هي اعتداء على حرية المبدع المسرحي، لأنها تعطيل لإبداعه وحكمٌ عليه بالولادة ميتاً، فالمسرحي متى خضع لأوامر السياسي أو الفقيه تعطل دوره كباحث وناقد ومحاور وتحول إلى مجرد موظف “رسمي” يتلقى التعليمات وينفذ الأوامر…وكفى الله “المسرحيين” شرّ القتال!
لا، ليس هذا ما يريده أهل المسرح، ولا هذا ما يرضيهم أو يقبلون به، لأنهم خط الدفاع الأول عن الحرية، مثلما هم خط الدفاع الأول عن الحب والخير والجمال، أي عن الحياة، وإلّا لما كان المسرح أبا الفنون.
الكلام على المسرح في يومه العربي كلامٌ ذو شجون، ما أن تسطّر فكرة حتى تداهمك أختها. فمن الرقابة إلى ضعف الإمكانيات المادية التي تشكل حجر عثرة وعائقاً أساسياً أمام صناعة المسرح. وبرغم الإشارة والإشادة بكل المؤسسات والهيئات الداعمة معنوياً والمانحة مادياً للمسرحيين العرب، يظلّ التوجس مشروعاً من أن يميل هؤلاء المسرحيون إلى إنتاج أعمال “نخبوية” يتمحور هدفها من المشاركة في المهرجانات حول الحصول على جائزة مادية أو معنوية.
إن المسرحي الحقيقي المهجوس بالتعبير، من خلال المسرح، عن همومه وهموم ناسه لا يقف عند حدود ومصاعب، بل يبقى دائماً في شغف وترصد دائمين لواقع مجتمعه، وفي علاقة عضوية مع محيطه، يحكي لغة ناسه، لكنه في الوقت عينه ينفتح على ثقافات الآخرين لينهل منها ما يغنّي تجربته التي تقربه من جمهوره وتقرب الناس من مسرحه وتخلّق ذاك الحوار المرجو والتفاعل المنشود.
أتوجه إليكم برسالتي هذه، وأنا آتٍ من بلد تتنازعه المصائب والنوائب والتشظيّات السياسية والطائفية. بلد من زمن عزه، يوم كان يطلق عليه وطن الإشعاع النور وصولاً إلى يومنا هذا لا تزال عاصمته تفتقد لقاعة مسرحية تبنيها وتتبناها الدولة أو الهيئات المحلية من بلديات وسواها، فضلاً عن غياب جهات إنتاجية داعمة للمسرحيين، باستثناءات نادرة من هنا وهناك، ومع ذلك ورغم قساوة الزمن فإن هذه المدينة العصيّة على الموت(بيروت) لا تزال تنتج سنوياً ما بين ثلاثين إلى أربعين عملاً تتنوع وتتوزع على شتى المدارس والأساليب المسرحية المختلفة. حتى في المهرجانيين المسرحيين الأخيرين في عامي 2017 و2018 اللذين أقيما تحت شعار “مهرجان المسرح اللبناني” برعاية معنوية ومادية من قبل “الهيئة العربية للمسرح” تم اختيار ثمانية أعمال من بين أكثر من عشرين عملاً مسرحياً كانت قد عرضت للجمهور خلال العام بعد أن  تمّ إنتاجها بموازنات مادية بسيطة، وبحماس وجهد عظيمين من قبل شباب شغوف بانتمائه للمسرح، وانتمائه للحياة.
أستطيع القول، انطلاقا من تجربتي الطويلة، بأن المسرح رغم كل معاناته لا زال فاعلاً ومؤثراً وجاذباً للجمهور. فبرغم الحواجز النفسية التي تفرضها الحدود الجغرافية المصطنعة، أو تفرضها السياسة ومصالح الساسة، يبقى المبدعون فكراً وفناً وثقافة وعلى قدر استطاعتهم، ورغم ضيق هوامش الحرية والإمكانيات، صلة خير بين شرائح مجتمعاتنا وبناة جسور تواصل وتفاهم بين شعوبنا.
المسرح، كما تعلمون، ورغم مساحته المحددة والمحدودة، يصبح بإبداع صنّاعه ومخيلة متفرجيه أرحب من الحياة نفسها، ويغدو فضاءً لا حدود له، يحتوي الوجود الإنساني كله، وفي الوقت نفسه يظل مكاناً للتواصل الواقعي والتلاقي المباشر بين البشر على اختلاف ميولهم وأهوائهم وأفكارهم. 
ولعل السؤال الأكثر إلحاحاً الذي يواجهنا كمسرحيين عرباً هو كيف نعيد وصل ما انقطع مع أجيالنا الشابة التي تتطلع لمشاركتنا هذه المسؤولية؟ إذ إن استعادة الجيل المأخوذ ب”السوشال ميديا” ولغتها وإشاراتها ورموزها، والمستلب من لغته وثقافته وهويته، مهمة شاقة لا يقوى عليها المسرح وحده، وإنما هي مهمة كل المشتغلين في الشأن العام. لكن ربما علينا، نحن أهل المسرح وصنّاعه، أن ننزل إلى الشارع ونرصد هواجس الناس وهموهم وتطلعاتهم ونحولها أعمالاً فنية جذّابة تكون مرآة يرى الناس أنفسهم فيها دون تقليد أعمى للغرب، ولا إغراق في الموروث الشعبي، بل وفق مقولة المهاتما غاندي: أشرع نوافذي لكل ثقافات العالم شرط ألا تقتلعني من أرضي.
نريد مصالحة شبابنا عبر مسرح بسيط، لا مُبَسَّط، يجعلنا نرى صورة ناسنا وواقع مجتمعاتنا. وأن يكون هذا المسرح بصيص أمل في ظل ظلام التطرف بشقيه الأصولي والاستهلاكي، وفي مواجهة التعصب الأعمى والكراهية المتعاظمة من الإنسان لأخيه الإنسان، وما ينتج عن هذا الواقع المظلم من خراب جماعي عصيّ على الإصلاح وإعادة البناء.
نحن في أمسّ الحاجة إلى مسرح يهدم الحواجز النفسية والجغرافية بين البشر، ويقيم جسور التفاهم المتبادل بين الأخوة.
ولن يتسنى للمسرح تحقيق ما يصبو اليه إلّا إذا كان حراً لا يعترف برقابة، ولا تحده حدود، لينتج ويقدِّم ما يُعبِّر عن هويتنا الثقافية والإنسانية التي تشكّل مكوِّناً عضوياً من هوية العالم برمَّته.
ننتصرُ للمسرح ولحريته، ننتصر للحياة.
_____________________
مختصر لسيرة لا تختصر:

الفنان رفيق علي أحمد
كاتب وممثل ومخرج مسرحي لبناني.
دراسات عليا بالإخراج والتمثيل من معهد الفنون بالجامعة اللبنانية.
قدم في المسرح عشرات الأعمال التي تعتبر من العلامات الإبداعية.
تميز بأعماله المسرحية المنفردة “المونودراما”.
شارك في أعمال تلفزية وسينمائية عديدة.
رئيس سابق لنقابة ممثلي المسرح والسينما والتليفزيون.
رئيس وعضو العديد من لجان التحكيم في المهرجانات العربية المسرحية.
حاز العديد من الجوائز العربية والدولية، وشارك في عديد الأعمال المسرحية والتلفزية والسينمائية المتوجة.


تابع القراءة→

الثلاثاء، سبتمبر 07، 2021

إيوجينيو باربا وأنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, سبتمبر 07, 2021  | لا يوجد تعليقات



إيوجينيو باربا وأنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار


تعتبر الأنثربولوجيا كونها علما مستقلا من العلوم الإنسانية . أما من حيث علاقتها بالمسرح ، فقد شكلت توجها في البحث المسرحي، يغطي مجالات عديدة تشمل الدراسات التي اهتمت بدراسة الظواهر المسرحية في المجتمعات البدائية من ناحية، ومن ناحية أخري دراسة الظواهر الأنثربولوجية الموجودة في المسرح. وتعُرّف ألانثروبولوجــــــــيا :
بعلمُ الإنسان
وعلمُ الإنسان وأعماله وسلوكه
وعلمُ الجماعات البشرية وسلوكها وإنتاجها
وعلمُ الإنسان من حيث هو كائنٌ طبيعي وإجتماعي وحضاري
وعلمُ الحضارات والمجتمعات البشرية
.
وحققت المنظومة الحركية والبصرية في تجارب إيوجينيو باربا شبكة جمالية عبر توظيف الأنثروبولجيا المسرحية

فهو يمتلك طاقة حركية و تعبيرية تظل قائمة في خلق ابعاد انسانية لتقريب المجتمعات الأنسانية بوسائل الاتصال المسرحية .
إ فرّق باربا بين الحركة التي يمارسها الممثل في الواقع والحركة التي يمارسها على خشبة المسرح وهو من المبادئ الأساس في المسرح الشرقي التي لم يتعرّف عليها المسرح في الغرب إلا عبر أنفتاحه على ما يحمله المسرح الشرقي من جماليات خاصة به وخاصة مسرح النوة الياباني

((وقادتني الطريقة العلمية في البحث الى الكشف عن قوانين خاصة بتقنيات الممثل في المسرح الشرقي .
اولها : التوازن غير الثابت ، فالممثل في مسرح ( نو ) الياباني يمشي وقدماه تمسحان الارض ولايرفعهما عنها .
ومن ذلك نكتشف ان مركز ثقل الجسم وتوازنه متغيران وعندما يمشي ممثل ( نو) بتلك الطريقة فانما يثني ركبتيه قليلاً ويضغط خفيفاً على اسفل العمود الفقري ، ويشبه هذا الوضع تماماً ذلك الوضع الذي نتخذه عندما نتهيأ للوثوب او القفز . في مسرح ( كابوكي ) الياباني ، هناك قانون الخطوط المائلة ـ اي ان يكون رأس الممثل بوضع بشكل اعلى خط مائل ويكون القدمان قاعدته ويبقى الجسم كله في حالة توازن متحرك ومستند الى ساق واحدة . وهذا وضع جسماني مخالف لوضع الممثل الغربي الذي يتخذه محاولاً عدم تبذير الطاقة بافتراض التوازن المستمر وبأدنى حد من الجهد ويسمى ذلك الوضع المائل ( اراغوتو ) . وهناك وضعية ثانية تسمى ( واغوتو ) يتخذها الممثل في مسرح ( كابوكي ) وهي وضعية قريبة من الاسلوب الواقعي حيث يأخذ جسم الممثل اثناء المشي ثلاثة منحنيات . وهذه هي الوضعية التي يتخذها الراقص الهندي في الرقص الكلاسيكي . وفي رقصة ( اوريسي ) الهندية يتشكل جسم الراقص بشكل حرف (S ) وتتضح مثل هذه الوضعية في المنحوتات الهندية الكلاسيكية . وعليه فان الممثل في مسرح ( الكابوكي) يتحرك حركة متموجة نحو الجانب ويكون للعمود الفقري الدور الرئيس لتحقيق التوازن المستمر او العلاقة المستمرة بين ثقل الجسم ومركزه وقاعدته ـ القدمين . في الرقص البالينى يدفع الممثل / الراقص براحتي قدميه الى امام ويرفع اصابع قدميه الى اعلى ليقلل اتصالها بالارض ولكي يتفادى السقوط ينشر قدميه ويثني ركبتيه ويحدث التوازن . اما راقص البالية الغربي فيسند ثقل جسمه بالكامل الى ساق واحدة وعلى اطراف اصابع قدم واحدة ، اذن لماذا هذا الاختلاف بين اسلوب المشي في الحياة اليومية واسلوب المشي في حالة الرقص سواء لدى الغربيين ام لدى الشرقيين ، السبب هو الايحاء بالجمال ـ جمال الحركة وعدم الخضوع الى الطبيعة .
يقال ان الممثل في مسرح ( نو ) و ( كابوكي ) يعتمد كثيراً على ردفيه فهما اللذان يحركان ساقيه بينما في حركته اثناء الحياة اليومية يحدث العكس حيث تحرك الساقان الردفين . وفي الحالة الاولى يحقق الممثل طاقة اضافية لحركته ، ويحقق ايضاً توازناً متغيراً . هناك قاعدة تطبق في مسرح ( نو ) الياباني تقول ان ثلاثة اعشار الفعل تتم فقط في المكان اما السبعة اعشار الباقية فتتم في الزمان حيث ان الطاقة لدى الممثل تخزن مكانياً وتستهلك زمانياً . وهناك قاعدة اخرى تسمى ( التعارض ) وتقوم على اساس خزن الطاقة مكانياً وتصريفها زمانياً حيث يتم التعارض بين الخزن والتصريف . ذهب ( غرونوفسكي ) الى الصين خلال ستينيات القرن الماضي وعند عودته الى بولندا اخبرني ان الممثل الصيني عندما يريد تنفيذ اية حركة جسمية فانه يبدأ بقاعدة التعارض فاذا اراد ان يتحرك الى امام فانه يبدأ بالحركة الى الخلف قليلاً اولاً ثم ينفذ الحركة الى امام . واذا ما اراد الممثل ان ينحني الى الاسفل فانه يبدأ حركته بانحناءة الى الاعلى اولاً ، وقد ادركت ان الغرض من فعل التعارض هو تكبير فعل الحركة ولخلق تأثير الادهاش ، وتستخدم قاعدة ( التعارض ) من قبل الممثل في المسرح الشرقي عموماً ، والخط المستقيم المباشر في الحركة لا وجود له في المسرح الشرقي . القاعدة الثالثة في المسرح الشرقي تسمى ( الترابط المفكك ) وهي تقنية لاتستخدم في الحياة اليومية بل على خشبة المسرح فقط . وتقضي هذه التقنية افتراض افعال تعيق حركة الممثل ثم يتغلب على الاعاقة بما لديه من طاقة كامنة وهكذا يقوم الممثل بفعل التفكيك الذي يؤدي الى التهذيب بواسطة التدريب المستمر لتطوير الافعال العضلية الانعكاسية . قادتني تلك القوانين او القواعد التي يتبعها المسرح الشرقي الى تأسيس ( المعهد العالمي لانثروبولوجيا المسرح ))(1)
.
أن مفهوم "الأنثربولوجيا" لم يتبلور في أستخدام المسرح له إلا عند"يوجينو باربا". ولكن كانت له بعض السمات في مسرح جروتوفسكي. حيث يري أن مفهوم الأنثربولوجيا يتضح عنده خلال العلاقة الذاتية للممثل وعلاقة الفرد بالجماعة. ويتضمن ذلك العمل الجماعي للممثلين وعلاقة الممثل بالمتفرج.

ومن رؤياه المسرحية في اكتشاف لغة جديدة للمسرح بحيث تكون قوة سلوكية وانسانية تستحضر السلوك البشري للتقريب بين المجتمع الأنساني وربط بين الميتافيزيقا لخلق مسرحا ميتافيزيقيا يستبدل فيه الكلام المنطوق بلغة جسدية بصرية محسوسة لانه كان يؤمن بان المسرح لا يؤثر على السمع فقط وانما على الحواس الاخرى.


(1)أنظر : سامي عبد الحميد - انثروبولوجيا المسرح في العمل - صحيفة التآخي - 2- 8- 2012)

تابع القراءة→

الخميس، أغسطس 12، 2021

دعوة للمشاركة في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يطلق استمارة المشاركة بدورته السادسة واخر موعد 12 سبتمبر

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 12, 2021  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية 
 دعوة للمشاركة في مهرجان  شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يطلق استمارة المشاركة بدورته السادسة واخر موعد 12 سبتمبر 

يطلق مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي، استمارة المشاركة في دورته السادسة يوم 12 اغسطس ، وتستمر فترة المشاركة والتقديم حتى يوم 12 سبتمبر ، كآخر موعد لتلقى طلبات المشاركة لكل الفرق المسرحية من كل دول العالم ووضع المهرجان عبر موقعه الرسمي نسختين من الاستمارة، الأولى باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية. 

وكانت قد حددت إدارة المهرجان انطلاق دورته السادسة يوم ٦ نوفمبر وتستمر حتي 11 نوفمبر ، وأوضح رئيس المهرجان ومؤسسه أن الاستمارة تطلق في الفترة المحددة ولكن المهرجان يستقبل طوال العام عروضا أخري من خلال بعض المبرمجين الدوليين الذين يرشحون عروضا للمهرجان، ويتم اختيارها من قبل لجنة المشاهدة، حيث يختار المهرجان عروضه بصيغتين، الأولي هي اختيار عروض عن طريق مبرمجين دوليين والأخري عن طريق طلبات المشاركة من خلال استمارة المهرجان .

ووضعت إدارة المهرجان أيضا أكثر من 14 شرطا للمتقدمين بطلب المشاركة ، ومنها : أن تكون الأولوية فى اختيار العروض للمخرجين الشباب، وألا يتعدى سن المخرج 40 عاما، وأن تكون العروض المشاركة لمؤلف شاب، ولا يتعدى عمره 40 عاما، وألا يزيد مدة العرض المشارك عن ساعة ونصف ، وغيرها من الشروط المرفقة في استمارة المشاركة . 

يذكر أن مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي يترأسه شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان والنجم محمد صبحي ويديره الدكتورة إنجي البستاوي، ويقام المهرجان تحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم ، واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء.


تابع القراءة→

المسرحيون العراقيون يضيؤون سماء بغداد بمهرجان إبداعاتهم / عبد الجبار خمران

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 12, 2021  | لا يوجد تعليقات

الفنان محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية 
1627941952878203-0

المسرحيون العراقيون يضيؤون سماء بغداد بمهرجان إبداعاتهم

انطلاق مهرجان العراق الوطني للمسرح في دورته الأولى (دورة سامي عبد الحميد)، والذي تنظمه نقابة الفنانين العراقيين بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح تحت شعار (المسرح حياة) - من 1 إلى 8 أغسطس 2021.
-----
برهن المسرحيون العراقيون عن علو كعب في التنظيم والإدارة والإحتفال.. وقبل ذلك عن الإرادة والعزيمة والإصرار على رفع التحدي وخلق مساحات للحلم والفن والابداع في زمن كوروني مقيت...
اختيرت فقرات حفل الإفتتاح بعناية كبيرة:
فرقة موسيقية شعبية - ثم عرض راقص أنيق (الوشاح)، الذي قدمته فرقة ضياء الدين سامي - 

ثم دراجات نارية ثلاثية العجلات (توك توك) التي كان لها حضور في انتفاضة تشرين وعلق على كل دراجة صورة شهيد يمثل تضحيات محافظة من محافظات العراق.. مشهد دمعت له عيون الحاضرين.. ودمعت أعيننا من وراء الشاشات .. لتتلى الفاتحة على أرواح شهداء العراق على مر تاريخه...

وألقى ممثل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم كلمته..
وصدح صوت ئيس اللجنة العليا للمهرجان المخرج المسرحي القدير صلاح القصب على منصة المسرح الوطني ببغداد داعيا شباب المسرح العراقي والعربي أن يدخلوا الى عصر التكنولوجيا وأحلام الدهشة التي تعتمد الشعر المركّب وعلوم الفيزياء والرياضيات والفلسفة وأرقام الجبر ومعادلات الفيزياء.. "في إحالة إلى رمزية وواقعية للدخول في زمن الحداثة فالمسرح فن تعبيري انساني يتجاوز المحلية الضيقة والصراع حول اثبات ان لنا نصسب في صناعة هذا الفن العريق! حتما لنا نصيب وإسهام لو تعلمون كبير..

ثم اتت  كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله مؤدا فيها "نحن اليوم معكم على موعد رسمناه منذ سنوات، حلم لم يمت، حلمنا يتناسخ في أرواحنا، حملتموه، وحملناه معكم كي يكون، وها هو اليوم حقيقة، يعلن ميلاد حدث فاصل، مهرجان العراق الوطني للمسرح، وهذه دورته الأولى، وإني أرى دورات تلي دورات، فما مات في العراق على مدى التاريخ جمالاً، وما اندثر في العراق على مدى التاريخ إبداع، وما جمع العراقيين بعد حبهم للعراق شيء أكثر من حبهم للفن والإبداع"

ثم جاءت كلمة  رئيس المهرجان نقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي لا تحمل غير الشكر والامتنان لشركاء النجاح من  المسرحيين والفنانين والإعلاميين والمساهمين في صناعة الحدث المسرحي العراقي اليوم...

ثم فقرة فارقة فقرة حضر فيها صوت مسرحي عراقي مجلجل صوت معلم الأجيال الفنان القدير سامي عبد الحميد، وسمعنا حواريته / وصيته الى أبناء الوطن والمسرحيين على الخصوص.. يقول "فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف.. فلتذكروني إن رأيتم حاكميكم يكذبون ويغدرون ويفتكون.. فلتذكرو ثأري العظيم لتأخذوه من الطغاة.. وبذاك تنتصر الحياة... ويذاك تنتصر الحياة.. وبذاك تنتصر الحياة" 

فروبورتاج بعنوان (قصة نجاح) صور فيه أهم الخطوات التي قامت بها نقابة الفنانين العراقيين في شخص النقيب د.جبار جودي لإقامة المهرجان وذلك منذ لحظات التوقيع على اتفاقية تنظيم المهرجان من قبل نقابة الفنانين العراقيين والهيئة العربية للمسرح..

أما الفقرة الاخيرة فكانت نغمات عود عزفتها انامل الموسيقار محمد العطار وطلية مبدعون من بيت العود في بغداد..
سلاما مسرحيو العراق وتحية لجهدكم واجتهادكم في زمن يحتاج مثل الشموع التي أضأتم بمهرجانكم في بغداد الأزل..

تابع القراءة→

كلمة رئيس اللجنة العليا رئيس اللجنة العليا لمهرجان العراق الوطني للمسرح الدكتور صلاح القصب في افتتاح الدورة الأولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 12, 2021  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية 
1627973832583281-0

كلمة رئيس اللجنة العليا رئيس اللجنة العليا لمهرجان العراق الوطني للمسرح الدكتور صلاح القصب في افتتاح الدورة الأولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح

بســم الله الرحمن الرحيم .. نور على نور 
معالي وزير الثقافة الدكتور حسن ناظم ممثل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح المحترم،
السيد نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي المحترم،
الأصدقاء الضيوف، 
سلاماً ومحبة
     أيها المسرحيون، يا أجيال مسرحنا الذهبي، يا مهندسي حضارات العالم، يا موج الزمن داخل الزمن، مهرجانكم هذا سحر شرقي، يطير بنا فوق مدن وقارات وحقول زهور لتنشر موجات السلام والجمال.
ادخلوا إلى عصر التكنولوجيا، وفزياء الفن، وأحلام الدهشة التي تعتمد الثقافة المركبة وعلوم الرياضيات وأرقام الجبر ومعادلات الكيمياء والجبر.. اغزوا الزمن بالزمن.. ارسموا أطلسا مسرحيا لمسرح عراقي حداثوي لا ينظر إلى الماضي بل ينظر إلى هناك، إلى مدن يسكنها الجمال والشعراء.. إلى مدن المسرح التي تعزف أناشيد لم نسمعها من قبل. بسمو يبحر في فضاء يمنحنا هوية الوجود ويدفعنا إلى مسافات بعيدة نرى من خلالها الأفق.. اقتربوا من واحة الشعر والهندسة والرواية والموسيقى والفن التشكيلي.. اقتربوا من علوم البصريات وموج الحداثة والمغامرة والتغيير.. لا يمكن أن يكون هناك فن بدون مغامرة..
هندسوا عصر مسرح عراقي جديد.. قلصوا المسافات التي تبعدكم عن حداثة التجارب العالمية.. إنكم تمتلكون قوة التغيير لأنكم حركة الديالكتيك.. إنكم جيل مسرحي عراقي شبابي جديد.. أنتم أولا، من يصنع مسرحاً يقربنا إلى الموج العالمي..
باحترام كبير نثمن دور فخامة رئيس الجمهورية في القراءة والمتابعة المستمرة لأطلس الثقافة والفنون، والعمل على تطوير حقولها وصولا لسلالم مرتفعة..
باقة من أزهار اللوتس للهيئة العربية للمسرح ومجلسها التنويري الذي ينشد أمواجا تصدح بالجمال والسلام، كما نثمن دور الهيئة العربية للمسرح التفاعلي وحوارها المستمر في هندسة هذا المهرجان..
باقة ورد لنقابة الفنانين العراقيين ومجلسها المتميز ورئيسها المهندس المعماري الدكتور جبار جودي..
هندسوا أطلسية هذا الطقس الشرقي.. استمروا في الحركة لأنكم الحركة والوجود.
مجدا لعراقنا العظيم، وتحية لكم يا صناع الجمال والحضارات، مجدا لكل الأجيال التي هندست مسرحنا العراقي الذهبي.
سلاماً لكم مرة أخرى يا مهندسي هذا الاحتفال الشرقي.... شكر

تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9