أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، مايو 21، 2010

هموم المسرح العراقي .. من جديد في هولنــــــدا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, مايو 21, 2010  | لا يوجد تعليقات

لأن عالم المسرح العراقي بشخوصه المتعددة من ممثلين و كتاب و نقاد و متابعين و جمهور و مسارح شهدت العطاءات الرائعة ، و مهرجانات صفقت وأنتصرت للأبداع المسرحي العراقي في بقاع مختلفة من العالم ، لأن كل هؤلاء قد تركوا بصمة واضحة تفخر بها الثقافة العراقية عبر كل العهود في تأريخ العراق الحديث ، فإن المسرحيين العراقيين في هولندا ومن جديد ومن يواكب بعض من أعمالهم، رغم قلتها و ندرتها من متخصصين و جمهور، لا زالوا على نفس تلك الروح والأصرار الكبيرين في تقديم ما يمكن تقديمه، لا من أعمال فنية وحسب ، بل ولمتابعة هموم الثقافة العراقية ومنها المسرح وما يحيق به من أخطار و رغم أختلاف الزمان والجغرافيا ممن هم فيها وعليها و رغم الصعاب الكبيرة التي يعانون منها في بلدان الشتات و من أجل أن تبقى جذوة المسرح العراقي والفن العراقي الذي يحاكي هموم الشعب اليومية متوهجة ، منتصرة لتطلعات واحدة من أهم أماني الشعب العراقي في أن يحيا حياة مدنية حرة وكريمة ، تليق به وبعطاء أبناءه الثر والوفير ومنهم الفنانون العراقيون .. وأزاء ذلك كله ومن جديد ، فقد أنتظمت للمرة الثانية وبعد أشهر من اللقاء الأول ، الطاولة المسرحية الثانية التي نظمتها لجنة العمل الفكري و الثقافي في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا يوم الجمعة المنصرم الموافق 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 و بالتعاون مع النادي الثقافي المندائي في مدينة دنهاخ ( لاهاي ) الهولندية والذي أكتضت قاعته بعدد من المتابعين والجمهور من أبناء الجالية العراقية في هولندا.
   
وقد جاءت أولى المساهمات على تلك الطاولة التي أتسعت لعدد من الفنانين والنقاد العراقيين لشيخ الفنانين والمسرحيين العراقيين الفنان القدير خليل شوقي الذي أسترجع من جديد معاني التضحيات التي قدمها الفنانون العراقيون منذ الأربعينيات، رغم عدم توفر أية بنى تحتية لما يمكن أن يسمى مسرحاً عراقياً ، وأشار الى الهموم الكبيرة التي حملها المسرحيون العراقيون منذ تلك السنوات وحتى يومنا هذا والتي لا يمكن تشخيصها بالسهولة المعتادة، لكثرة المنعطفات الكبيرة والخطيرة التي صاحبت الحياة اليومية للعراقيين ومنهم المسرحيون ، لذا فإن الحديث عن تشخيص الهموم مرة واحدة ، هو ما يمكن أن يترك للنقاد وللمتابعين وللجمهور للحديث عنه . كما أشار الى عدم وجود ما يسمى بمسرح عراق الداخل أو الخارج أو مسرح لجوء ، بل أن هناك مسرحاً عراقياً واحداً لا يتجزأ يحمل هويته المعروفة منذ عقود طويلة مضت .. وتابع بسرد مشوّق كعادته الى الكثير من الأعمال التي قدمها مع مجموعة من الفنانين الهواة في سنوات تلك العقود من أجل الأنتصار لقضايا الكادحين و هموم الناس اليومية وأعتبر المسرح جزء من قضية كبيرة هي قضية الشعب الوطنية ، تاركاً الحديث لأحد متابعي المسرح من النقاد الذي أستضافته الطاولة لكي يتحدث عن أنطباعاته التي لا تنقطع حتى اللحظة عن المسرح العراقي وشجونه ، فقد أشار الناقد ياسين النصيّر الى ما تطرق اليه الفنان خليل شوقي حول مفهوم المسرح و خشبة المسرح وما تعنيه وتحدث عن الجذور التأريخية لظهور المسرح في عهود ما قبل الميلاد والتي كانت عادة ما تتم في الهواء الطلق ,امام عامة الجمهور وأرتباطها بالطقوس الدينية وعبادة الخالق والتطلع اليه بأعتباره ( المنقذ ) لما يحيط بالناس من مشاكل أجتماعية وأقتصادية آنذاك، خذلهم فيها السلاطين والحكام في إيجاد حلول ناجعة لها واشار الى الى أن المسرح العراقي يحتوي على نوى فكرية كالتي يحويها المسرح العالمي و بوجود فنانين مسرحيين قديرين .. و تطرق الى ما كان يقدم من أعمال مسرحية أجتماعية نقدية في فترة الأربعينيات من القرن المنصرم ، دون وضوح الأبعاد السياسية لتلك الأعمال ، لكن ما تلا تلك الفترة تحديدا ، هو ظهور مسرح ذو قيمة أجتماعية كبيرة ، بعد أن أتضح و نضج البعد السياسي للكثير من الأعمال المسرحية ، كما صاحب ذلك تحول كبير في النص المسرحي وذلك لتعدد حالات الواقع الأجتماعي ومشاكله وذلك عبر الترابط الواضح للفصول واللوحات التي تحويها نصوص المسرحيات ، وكانت هذه الحالة سباقة للمسرح العراقي على بقية المسارح العربية ، كما أضاف المسرح العراقي الى شخصيته ، أستثماره للميثولوجيا العراقية القديمة من خلال أعمال متميزة كثيرة أضفت للمسرح ثقافة مسرحية جديدة بكل التفاصيل ، و تطرق الة فترة السبعينيات التي أعتبرها قفزة نوعية هائلة في أعمال المسرح العراقي ، حيث أتسعت دائرة الممثلين والكتاب و كثرة النصوص و بروز العديد من النقاد الذين أثروا الصفحات النقدية في العديد من المجلات والصحف المتخصصة في المسرح التي ظهرت آنذاك وأخذت تواكب هذا النشاط الكبير والمتلاحق ، وأشار الى حصاد المسرحيات العراقية للعديد من الجوائز في مهرجانات كثيرة داخل و خارج الوطن ، أضافة الى بروز العديد من الفرق المسرحية في العديد من محافظات العراق والتي قدمت وأنتجت أعمالاً و فنانين كبار ساهموا في عملية الأبداع الفني المسرحي وعلى سبيل المثال أشار النصيــّر الى أن عدد المسرحيات التي قدمت خلال خمس سنوات في تلك الفترة قد بلغ 182 عملاً مسرحياً ، ولهذا فإن هذا التطور الكمي والنوعي في تلك الأعمال قد أثار حفيظة السلطات الحاكمة آنذاك التي لم يرق لها هذا التلاحم الكبير بين الجمهور والفنانين المسرحيين وأعمالهم التي أرتبطت بهموم الناس و تطلعاتهم الحياتية اليومية .. ! وعن وجود الطاقات والكفاءات من الفنانين المسرحيين في أوروبا وغيرها من البلاد ، فقد أوضح أنها لا تؤشر بطبيعتها الى وجود مسرح عراقي واضح المعالم ، فهناك أعمال منفردة وقليلة ، تقدم هنا وهناك .. تبقى الحاجة الى وجود ترابط وصياغة جديدة وأستثمار أمثل لكل هذه الطاقات المبعثرة هنا وهناك .. وفي حديثه عن المسرح الكردي فقد أعتبره هو الوحيد الذي نشط في كثير من الأعمال والنصوص المسرحية وإقامة المهرجانات المنتظمة في بعض البلدان الأوروبية .
   
في الجزء الثاني من أعمال الطاولة المسرحية هذه التي غاب عنها عدد من الفنانين لأرتباطهم بأعمال أخرى كالفنانة مي شوقي والفنان فارس شوقي والفنان نور الدين فارس ، فقد أحتوى على مادة فيلمية ولقطات مصورة عرضت على الشاشة المعدة للعرض قدمها الفنان فارس الماشطة، لأعمال الفنان خليل شوقي ولحفلات التكريم وما نشرته الصحافة العراقية من صحف ومجلات عن تلك الأعمال وعن البوسترات الأخيرة لمسرحية ( السيد والعبد ) التي أدى أدوارها الفنان شوقي والفنان منذر حلمي وأخرجها الفنان الراحل الكبيرعوني كرومي والتي قدمت لأكثر من مرة في العاصمة الألمانية برلين قبل سنوات قلائل .. كما عُرضت صوراً لنشاطات الفنان الماشطة في الجزائر وغيرها من البلدان ، وأستمرت لقطات العرض المصوّرة التي هيأتها الشابة أروى عبر جهاز الكومبيوتر بأقتدار تتوالى أمام أنظار المتابعين، لنشاهد أعمالاً متميزة قدمها مسرحيو هولندا وهم يشاركون في مهرجان ( آسيا تلتقي آسيا ) في اليابان عام 2003 ، فها هي عشتار المفرجي و هادي الخزاعي وفارس الماشطة يقفون وبالأشتراك مع ممثلة يابانية على خشبة المسرح في إحدى القاعات المسرحية ليقدموا للجمهور الياباني ولأول مرة في تأريخ المسرح العراقي طاقاتهم الفنية والفكرية التي لاقت أستحسان الجمهور والصحافة اليابانية.
و دعا الرفيق سمير العتابي المتابع لأعمال المسرح العراقي الى تقديم أعمال جماعية واعية ذات معاني فكرية تحاكي هموم الشعب العراقي وما يقاسيه من هموم و محن .. و تحدث عن الأعمال التي قدمها الشيوعيون العراقييون في المعتقلات والسجون وفي نضالات الأنصار خلال عقد الثمانينات، متحدين ظروف القهر والأحوال الصعبة التي كانوا يعانون منها طوال تلك السنين .. وأشار الى الدعم المادي الذي بدونه لايمكن للمسرحيين العراقيين أن ينهضوا و يواصلوا تقديم عطاءاتهم الفنية والفكرية. وعاد الفنان فارس الماشطة من جديد ليقدّم هذه المرة مجموعة من الملاحظات والمقترحات للنهوض بالتعليم الأكاديمي المسرحي من خلال وجود مناهج طرق تدريسية واضحة و علمية و تطبيقية و تواجد الخبرات العملية الناضجة والمتمكنة و كذلك تنويع اللغات ( وتحديداً اللغة الأنكَليزية ) في عملية التدريس والتطبيق للطلبة الدارسين في الأكاديميات الفنية من أجل رفع المستوى الثقافي والعلمي للطلبة وأعتبار تلك مادة اللغة المذكورة شرطاً أساسياً لتجاوز الطلبة مراحلهم الدراسية التخصصية.
أما الأستاذ جاسم المطير وهو الذي واكب هموم المسرح والثقافة العراقية بشكل عام لعقود طويلة، فقد أشار الى أن النظرة الى هذا الفصل المهم والحيوي من الفنون يجب أن تتغير تغيراً كلياً بأعتباره عنصراً من عناصر التغيير الأجتماعي في بلدان عديدة والذي أسهم من خلال نشاطه المؤثر والواضح في تحريك عملية التغيير السياسي والأجتماعي وأشار بهذا الخصوص الى نماذج عديدة أسهم فيها الفنانون المسرحيون في العديد من البلدان . كما أشار الى عدم وجود ظروف موضوعية مؤاتية لنشوء مسرح عراقي في هولندا ، لعدم توفر الأمكانات المادية وصعوبة إيجادها ، مما يخلق عثرة واضحة في نشوء مثل هذا المسرح ، وشددّ على المقترحات التي قدمها في الطاولة المسرحية الأولى التي أنعقدت قبل أشهر ومنها الدعم المتواصل للمسرح العراقي في داخل الوطن ومناشدة الجهات الثقافية في تخصيص جائزة للأعمال المسرحية المتميزة بأسم الفنانة الكبيرة الراحلة ( زينب ) . وعن الأمكانات المادية التي يجدها ضرورية لمواصلة المسرحيين العراقيين لأعمالهم في الخارج ومواصلة دعم زملائهم في الداخل ، فقد أرتأى أن يتم التعاون مع المنظمات الهولندية ذات الأهتمام المشترك بالشؤون الثقافية لأشراك فناني الداخل من المسرحيين في أعمال مشتركة في داخل هولندا والأستفادة من الدعم المادي لتلك المنظمات. ولم يغب عن بال الأستاذ المطير الدور المهم الذي تلعبه القنوات الفضائية العراقية في تطوير المسرح العراقي بالتنسيق مع الأجهزة الثقافية في داخل الوطن ، كما أكد على ضرورة الأهتمام بالطاقات الشابة الواعدة وصقلها وخلق مسرح للشباب ، يمكن أن يكون للرواد من المسرحيين دوراً مؤثراً وكبيراً في تطويره.
الفنان حمودي الحارثي الذي حضر هذا اللقاء الثقافي للمرة الثانية وبحماس كبير، أشار الى أن الملاحظات والتجارب التي تحدث عنها بقية الفنانين والنقاد المشاركين في الندوة قد أغنت هذا اللقاء الشيّق وأبدى أستعداده الدائم لأغناء أية تجربة أو مشروع أو تجمع للمسرحيين العراقيين في هولندا والمساهمة معهم في رفد الثقافة العراقية في الداخل والخارج من خلال الأعمال المسرحية أو التمثيلية .
ولم تكتفي كاميرات التصوير الثابتة والمحمولة التي وجدت لها حضوراً ملحوظاً عن قناتي الفيحاء والعراقية الفضائيتين في تغطية هذا اللقاء المهم ، بل وساهم الأعلامي كريم بدر عن قناة الفيحاء في الحديث عن سنوات القهر التي عاشها الفنانون المسرحيون العراقيون خلال عقد الثمانينات من القرن المنصرم وما قدموه من أعمال فنية متميزة رغم سلطة الرقيب و دموية النظام السابق ، وأشار الى مجموعة من تلك الأعمال والى أولئك الفنانين البواسل الذين واصلوا عطاءاتهم داخل الوطن رغم تداعيات الحرب التي فرضت نفسها على حياة الناس والتي تم تجسيدها في أعمال مسرحية عدة. ودعا بدر النقاد والكتاب والمهتمين بشؤون المسرح الى تسليط الضوء على تلك الأعمال الرائعة ومعانيها العميقة في تلك السنوات المريرة من حياة الشعب العراقي.
ومع أقتراب الوقت المخصص لهذا اللقاء على نهايته ، فقد أستثمر بعض الحضور من الجمهور الدقائق المتبقية ليشارك في تقديم عدد من المقترحات ، منها تشكيل رابطة للمسرحيين العراقيين في هولندا تضم نقاداً و ممثلين وكتاباً ، يمكن لها أن تساهم في أحتضان الطاقات المسرحية المتواجدة و تربية كوادر مسرحية شابة والتواصل مع الداخل.
الفنان المسرحي هادي الخزاعي الذي أدار الحوار بكفاءته وخبرته المعهودة خلال الساعات الثلاث لهذا اللقاء وبالأشتراك مع الدكتور هاشم نعمة عن لجنة العمل الفكري و الثقافي في المنظمة ، أشار بدوره الى ضرورة إنشاء رابطة للمسرحيين العراقيين و ضرورة التنسيق مع منظمات الشبيبة الهولندية لتدريب الكوادر العراقية الشابة والأستفادة من الدعم المادي لتلك المنظمات.


التغطية الصحفية / المكتب الأعلامي - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9