أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الخميس، أكتوبر 06، 2011

«رسم حديث» دراما يــستوعبها «أبوالفنون»

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

«رسم حديث» دراما يــستوعبها «أبوالفنون»

نحو رحابة خشبة المسرح، اتجه «فنى الصوت» مرتضى جمعة، وخاض تجربة خاصة مع «أبوالفنون»، متجاوزاً علاقة حميمة بالكاميرا التلفزيونية امتدت 11 عاماً، عبر إخراجه مسرحية «رسم حديث» التي تعرض خلال مهرجان دبي للشباب الذي سينطلق بعد غد. يعتبر جمعة نجاح عمله الجديد بمثابة إعادة اعتبار لقدرة موظفين مصنفين حسب مسمياتهم الوظيفية بأنهم في وظائف مهمشة، على إنتاج اعمال ذات سمات إبداعية قادرة على إبهار ومفاجأة الجمهور والنقاد.
قرار خوض تجربة إخراج مسرحية لم يكن كسراً لولاء «فني الصوت» مرتضى جمعة للكاميرا التلفزيونية وميكرفونات الصوت المرتبطة بها، حسب تصريحه في حواره مع «الإمارات اليوم»، بقدر ما كانت استجابة لإلحاح لا تستوعبه إلا خشبة المسرح، مضيفاً «حينما تتعمد كسر حدود الزمان والمكان، وصولاً للإمساك بقضايا ترصد معاناة الإنسان بمدلول المفردة الشامل، فإن كاميرا الدراما التلفزيونية لن تسعفك، لأنها دائماً ما تبحث عن الإطارين المحددين، هي وملحقاتها بالطبع ميكرفوناتها وما تنتجه من أصوات تبقى لها مدلولات فنية مهمة في إطار رسم المشهد الدرامي التلفزيوني، وهذه الأفكار الأكثر شمولية لا يمكن أن يستوعبها 
 سوى المسرح، الذي يشبه في تلونه وتنوعه وقدرته على الاستيعاب العالم».

مراهنة على النص 
هذه الجدلية القريبة من أجواء النقد، حفزت للاقتراب أكثر من تجربة جمعة التي يجمع فيها ممثلين هما الأكثر حصولاً على جوائز «دبي للشباب»، هما حسن يوسف، الذي يملك في جعبته ايضاً عملاً إخراجياً بعنوان «المسرحية» تحول إلى حاصد الجوائز، في الدورة الثالثة، ومروان عبدالله صالح، الذي يعادل يوسف أيضاً في جمعه بين الجوائز التمثيلية والإخراجية في المهرجان، ما يعطي مؤشرات إلى أن العمل سيكون جيداً من حيث أداء الممثلين، ليبقى محك الاختبار متعلقاً بالنص والرؤية الإخراجية.
في هذا الإطار يقول جمعة «المراهنة على النص بالأساس هي الدافع لخوض هذه التجربة، فالنص الذي كتبه العراقي محسن النصار يحمل آفاقاً لجهد مسرحي حقيقي على اختلاف المستويات: التمثيل، السينوغرافيا والإضاءة والإخراج، وهو ما يجعل (رسم حديث)، بالفعل تجربة ثرية لي رغم أنني أخوض تجربتي الإخراجية الأولى، إلا أنني لم أكن على مدار نحو 15 عاماً بعيداً يوماً عن الخشبة الإماراتية».
واضاف «المحتوى الدرامي يدور بين كاتب ورسام جمعتهما زنزانة لا يعرفان متى سيخرجان منها، إذا قدر لهما بالأساس هذا الخروج الآمن، وهو حوار يتخلص من تجريديته ليصبح ملتصقاً بواقع مجتمع، من خلال لغة حوارية تجد حلولاً ذكية لخفوت دلائل الزمان والمكان،فأحد مكامن ثراء العمل هو انفتاحه على تأويلات متعددة يقبلها جميعاً حسب قراءة المشاهد الذي يمتلك بمفرده القدرة على رسم ملامح مشهد أخير لا يأتي على الخشبة، وهذا أحد الحلول السحرية التي تتيحها دائماً الدراما المسرحية التي تعتمد على أن الجمهور المقابل للمسرح، هو شريك فاعل لتطور الفعل الدرامي، وليس فقط مراقباً محايداً له».
ثقة بالأدوات
أكد مخرج «رسم حديث» ثقته بأدواته الإخراجية رغم عدم وجود خبرة سابقة له في هذا المجال، لافتاً إلى أن تعامله مع ممثلين موجوين بقوة على الساحة الدرامية، ويمتلكان رصيداً فنياً يفوقه بمراحل لم يجعله متخلياً عن صلاحياته مخرجاً للعمل، مصيفاً «لا أنكر أن حسن يوسف ومروان عبدالله بما يملكانه من خبرة، شكلاً عاملاً مساعداً لنضج (رسم حديث)، وتلافي الكثير من الأخطاء، لكن في السياق ذاته فإن مهنيتهما العالية تم تسخيرها في صالح العمل، وتمتعا بقدر كبير من المرونة لكامل رؤيتي الإخراجية، ولم يشكل فارق الخبرة موضع عقدة في التعامل بيننا، على النحو الذي يمكن ان يتوقعه المراقب».
وأشار إلى أنه سعى لتوظيف الميزانية المخصصة للعمل (60 ألف درهم) بشكل عادل وعمل على معطيات العمل الإخراجي، متوقعاً أن تغير «رسم حديث» مفاهيم التعاطي مع «موظفين يحملون مسميات وظيفية تُصنف على انها عادية في أحسن الأحوال»، لافتاً في السياق ذاته إلى أنه لمس تفهماً من مسؤوليه في قناة دبي الرياضية ومؤسسة دبي للإعلام في أهمية تفريغه من أجل المشاركة في المهرجان. وقال «هذا الأمر حمّلني مزيداً من المسؤولية تجاه عملي، وجعلني أقتصر طلب تفريغي حتى اليوم الخامس فقط من المهرجان الذي يمتد 12 يوماً، وهو اليوم الذي أنتهي فيه من عرض (رسم حديث)» .
وعن تفسيره لتمثيل «رسم حديث» لمسرح أبوظبي، في حين أن جميع التمارين المسرحية، تقام بالأساس في مسرح دبي الأهلي، رغم أن المسرحين متنافسان في المهرجان ذاته على جوائزه المختلفة، أوضح جمعة «تم انتخابي من مجلس إدارة مسرح أبوظبي لإخراج العمل من بين عدد من الأسماء المرشحة، رغم كوني عضواً في (دبي الأهلي)، وهو ما لم يحل دون حصولي على دعم من رئيس مجلس إدارة الأخير يوسف بن غريب، وسائر الأعضاء، الذين فتحوا لي أبواب المسرح من دون اي مقابل مادي».
وأضاف «مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي ذهب أبعد من ذلك في أنهم راحوا ينسقون بين مواعيد تمارين مسرحيتي رسم حديث، وأعمال أخرى مشاركة في المهرجان. 
إفادة من المخضرمين
دعا مرتضى جمعة الذي يعمل فني صوت في مؤسسة دبي للإعلام، زملاءه من المخرجين الشباب إلى فتح ابوابهم للمسرحيين المخضرمين كي يفيدوهم ببعض خبراتهم، فالانطلاقة الأولى سهلة في قرارها، صعبة في تفاصيلها، مضيفاً «لاعتبارات كثيرة لا يفضل المخرجون الشباب اطلاع الأسماء المعروفة في المسرح المحلي على تجاربهم، فمنهم من يفضل أن يظل العمل منتسباً بالكلية له، وبعضهم يتوقع أن أفكار المخضرمين قد تهيمن على العمل، وقلة تتوجس من تسريب أفكار ورؤى متعلقة بالمسرحية في ظل التنافس بين مسارح الدولة المختلفة، وجميعها أفكار سلبية تجهض إمكانية الاستفادة من رموز المسرح الإماراتي».
وأشار جمعة إلى أن الفنان عمر غباش كان أكثر المسرحيين اطلاعاً على سير العمل والرؤية الإخراجية لـ«رسم حديث»، دون أن يعني ذلك أن غباش، مخرجاً أو مؤلفاً أو ممثلاً، قد وضع بصماته الخاصة فعلياً على خيوط المسرحية.

الأمارات اليوم

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9