أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

“رسم حديث” واقعية إخراجية تتناقض مع بنية النص

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أكتوبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

تواصلت فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب لليوم الخامس على التوالي، حيث قدم مسرح أبوظبي عرض رسم حديث تأليف محسن النصار، وإعداد عمر غباش، وسينوغرافيا وإخراج مرتضى جمعة، وأداء كل من حسن يوسف، وعبد الله سعيد، واستمر العرض حوالي 30 دقيقة .

يدور العرض مكانياً داخل زنزانة تضم سجينين، أحدهما كاتب والآخر فنان تشكيلي، ويبدو الكاتب متأقلماً إلى حد كبير مع سجنه، ولم تمنعه ظروفه من الاستمرار بالكتابة، وهو يحاول أن يرى الأمور من منطق متفاءل، بينما نجد الفنان مصاباً باليأس، وتنتابه شكوك عدة حول المستقبل، ويبدو غير راضٍ بالمعنى الفني عما يرسمه على جدران السجن .

يسيطر في العرض منطق الحوار، والسرد، والبوح الداخلي، ويغيب التطور الدرامي للحدث، ونجد الشخصيتين في مأزق المكان على المستوى الرمزي أو على مستوى الأداء نفسه، حيث نجد كلاً من الشاعر والفنان في حالة من الحوار الذي يتحول في بعض اللحظات إلى نقاش حول بعض القيم الفنية أو الإنسانية، ويبدو الكاتب في بعض اللحظات واعظاً، يحاول أن يمنح الأمل للفنان، مع أن كل المبررات الموضوعية غائبة ...


المتلقي في العرض لا يتمكن من الوقوف على الأسباب التي أدت إلى دخول الكاتب والفنان إلى السجن، ما يجعل الحكاية تدور في فضاء افتراضي، حيث يحق للمتلقي أن يتساءل: هل دخل الشخصان إلى السجن بسبب أفكارهما؟ وهو الافتراض الأكثر احتمالاً، لكننا لا نجد في حواراتهما ما يشير إلى تبنيهما أفكاراً معينة يمكن أن تقودهما إلى السجن، وما نجده كاتباً يرى أن ضوء القمر يمكن أن يبدد العتم، وفناناً لا يعرف إذا كانت التكعيبية تناسب وصف رسوماته أم الوحشية .

وبعيداً عن اللحظات القليلة التي غنى فيها الفنان مقطعاً من أغنية أعطني الناي وغني للسيدة فيروز، وهو يرقص، وبعض المفارقات الكوميدية التي انتزعت الضحك من جمهور الصالة ظل العرض بلا متنفس حقيقي، وظل مؤطراً في مجال الطروحات الفكرية البسيطة، والاشتغال على ثيمتي الأمل والتفاؤل، كما أن خاتمة العرض التي تم فيها أخذ الفنان من قبل سجانين إلى تنفيذ حكم الإعدام ربما أو كما بدا لنا، أتت لتزيد العرض غموضاً حول إحداثيات العمل .

إخراجياً، لم ينعكس المكان السجن في تصعيد درامية العمل، ما جعل المكان حالة أولية على مستوى الدلالة، واشتغل المخرج على بعض جماليات الإضاءة، محاولا منحها بعض الدلالات المباشرة، كما في ضوء القمر، وحديث الكاتب عنه بأنه يمنح الأمل، ويبدد الظلمة .

من جهة أخرى، أتى الأداء هو الآخر محكوماً بالحالة الحوارية، ومع أننا قد رأينا الممثلين في أعمال سابقة أكثر حيوية من حيث اشتغالهما على التعبير الجسدي، إلا أنهما بديا في العرض مقيدين، رغما مما يمنحه المكان من قدرة على تقديم حالات تعبيرية كثيرة .

تلت العرض ندوة تطبيقية أدارها الزميل مرعي الحليان، وحضرها عمر غباش معد العرض، ومخرجه مرتضى جمعة، حيث رأت بعض المداخلات أن العرض وقع في تناقض الفكرة والإخراج حيث كانت الفكرة تدور في إطار مطلق وعبثي، بينما جاء الإخراج وقعيا من حيث التوجه في بناء السينوغرافيا أو الأداء .

----------------------------------------------------
المصدر :دبي - حسام ميرو - الخليج 

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9