أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، نوفمبر 20، 2011

مهرجان المسرح الأردني يتواصل بـ (رسم حديث )و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 20, 2011  | لا يوجد تعليقات

مهرجان المسرح الأردني يتواصل بـ (رسم حديث ) و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب)
مشهد من مسرحية "رسم حديث "تأليف محسن النصار


عمان - المسرح الجاد
يتواصل مهرجان المسرح الأردني  بـ عرض مسرحية (رسم حديث )و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب) وقد شكل العرض المسرحي الإماراتي "رسم حديث" مجموعة من الإجابات الشافية والسريعة لما تقوم به الشعوب من انفعالات أدت إلى ثورات في وجه الظلم، عندما تحدثت المسرحية عن كبت حرية الفن وسجنه بالظلام،
بالعرض الذي قدم على مسرح أسامة المشيني بجبل اللويبدة أول من أمس

وعرضت المسرحية رسومات ألفها محسن النصار وأخرجها مرتضى جمعة بنوعها التجريبيّ المعاصر؛ حيث قصة رجلين احدهما كاتب والآخر رسام، يجتمعان بحالة اليأس والملل وهي الرؤى المشتركة بينهما.
وتدور أحداث المسرحية، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني، من خلف قضبان السجن وباجتماع الرجلين في "زنزانة" بدت كبيرة قياسا بما هو متعارف عليه بالسجون، ربما في دلالة من المخرج على أن السجن ليس بالضرورة أن يكون "سجنا" حقيقيا، ليتسع ويشمل
الحياة، وكل فرد يعمل على قتل الموهبة والحكم عليها بالإبادة.

وخلال ثلاثين دقيقة استطاع المشاهد أن يستشف حبكة العمل المسرحي، من خلال محاولة انتشال الكاتب لصديقه الرسام من العزلة والانطوائية التي يعيشها، وخلال
الرسومات التي يقوم برسمها الفنان على الحائط. لتظل تلك المحاولات تبوء
بالفشل، وربما توحي بانتهاء الحلم للآخرين.

الزنزانة التي يسيطر عليها السجان تحمل بداخلها مشاعر القهر والمظلومين، وهي تمثيل للحياة بشكل عام حين يحكم البعض على أن الموهبة تتطلب خطا أحمر يجب التوقف عنده، أو القدرة على التكيف مع الظروف، وهو ما يخالف موقع الإبداع بوصفه تحررا إلى اللامعقول وخروجا من سيطرة الخطوط التي قد يصطنعها البعض ويحكمها العرف والدين والسياسة والمجتمع.
وبدا لنا الحوار الدائر بين الرجلين من داخل غرفة السجن أو الزنزانة أقرب إلى البوح والسجال المقنع أحيانا، خصوصا فيما  يتعلق بأهمية البحث عن النور بداخلنا حين تنطفئ الأنوار.
ويتحدث الكاتب المفكر إلى صديقه الذي سيغادر وهو فاقد للأمل وغارق بوحدته يحاكي رسوماته الناقصة للحرية، بوابل الإشراق برغم ما أكلت منه السنوات داخل السجن. فيظل عازما لجعل صديقه الرسام، أن يبدأ من جديد، في حوار لم يبلغ حد الملل، بل استطرق مباشرة إلى لب الموضوع في الحديث عن الأمل والحياة.
ومع استمرار الصراع والجدل بين السجينين، تتسرب إلى الرسام فكرة الاقتناع بحديث صديقه الكاتب والمسجون مع ورقه، وتتطور الأحداث ويصير الأمل عند انفتاح باب السجن ودخول السجان لموافقة الرسام على بعد خطوة واحدة.
ويختتم العرض المسرحي "رسم حديث" بأمل غير مشرق ومعتم بالوقت ذاته، فالتحرر من القيود لا يعني أنها كسرت، وبالمقابل الذي خرج فيه رسام من خلف القضبان، بقي آخر يعاني  ويلات إبداعه بين الورق.
خروج الرسام من الزنزانة لا يعني بالضرورة الحياة، حين يدخل السجان ليأخذ السجين إلى قاعة الإعدام، تلك الصورة التي  لم يستطع السجين إكمالها في لوحته، ونسي تعليق المشنقة فوق إبداعاته.
  وكان عرض مسرحية "رسم حديث " ناجحا وأن الحضور تجاوبوا مع العمل المسرحي الإماراتي واستطاعوا أن يلتمسوا العذر تحت ذريعة معروف السبب، وبأنه قرار قتل وطمس هوية المبدع عندما تتعارض إبداعاتهم مع الجهات الرسمية في الوطن العربي بحد يصل إلى القتل أحيانا.

ومن جماليات مسرحية "رسم حديث" وان صح التعبير أنها ترسم لوحة "ربيع مسرحي" أو أقل بقليل، حين تقدم رسالة شافية للجهات الرسمية القمعية والمجتمع الأصوليّ في حكمه على الفن بدون وعي، إلى جانب قمع هوية المبدعين وقتلهم، وفي صورة واضحة لبشاعة ما يحدث داخل السجون من
ظلم وقهر بالشكل والمضمون. وتقول لهم "المبدع قادر على الموت لأجل حريته".

أدى العمل كل من حسن يوسف وعبدالله سعيد، إعداد وإشراف عمر غباش، تصميم الإضاءة إبراهيم حيدر، الصوت جاسم محمد، مدير إنتاج فؤاد القحطاني، مساعد
مخرج ناجي وناس
واحتضن مسرح أسامة المشيني في جبل اللويبدة، مساء الأربعاء الماضي، العرض المسرحي «نيجاتيف»، من إشراف وسينغرافيا القطري ناصر عبد الرضا، وتأليف الأردني أشرف العوضي، وإخراج جماعي، ضمن فعاليات مهرجان المسرح في دورته الثامنة عشرة، أنبأ هذا العرض عن وجود مواهب شابة، وكدماء جديدة في مسار الحراك المسرحي القطري، ويجب التوقف عند هذه المسألة، لأهميتها القصوى في المهرجانات المسرحية العربية، قبل استقراء العرض، حيث جرت العادة أن تدفع هذه الدولة أو تلك بأفضل محترفيها لتمثيلها في المهرجانات، وهذا منطقي لعكس ما يمور في عمرانها الأقتصادي والاجتماعي.
 ولكن أيضا وبنفس الأهمية لا بد من دفع مثل هذه التجارب الشابة، كهذا العرض القطري، إلى المهرجانات خارج أقطارها للإحتكاك مع زملائهم من المسرحيين من ذوي التجارب المتنوعة، لإثراء تجاربهم الشخصية والجماعية، للإسراع بنضوج هذه الحالات المسرحية، وهذه نقطة تحسب لهذا التوجه، علما، وكما هو معروف فإن للحراك المسرحي القطري أيضا عروضه المحترفة التي أثرت المشهد المسرحي المحلي القطري، والعربي.
تشكل العرض من مجموعة لوحات ومشاهد، غير مرتبطة بتسلسل في الأحداث، أو في المعنى،حوى كل منها حكاية مغايرة عن الأخرى، مفادة من الحياة الاجتماعية المعاشة، بحيث كان نتاج التواصل من قبل المتلقي، مع كل من هذه اللوحات والمشاهد، أن يأخذ موقفا معينا، مع أوضد، نتيجة أحداثها التي لم تخلو من سياق كوميدي ساخر، كمجريات التحقيق مع طالب جامعي، ومحاولة تقديم «نكت» بدون إقليمة، بحسب فقرة (كركر طيوب)، وحكاية حب تنشأ بين فتاة وشاب، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة (الإنتر نت)، وينتقد الأداء فيها المسلسلات التركية المدبلجة، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية المشابهة، التي تواصل معها المتلقي إلى فضاء معين، بحسب تجربته وثقافته المعاشتين.
وكان العرض قدم وفق ذريعة درامية، بأعلان مغني قطري كان يقف أمام المسرح، ويمسك بيده آلة عود، بأنه يريد تقديم وصلاته الغنائية ضمن حفلة يعتقد أنها خاصة به، إلا أن منظمو الصالة، يظلون يراودوه بالإنتظار، حتى تقديم مختلف فقرات هذا العرض، وعند ما يصعد هذا المغني على الخشبة، ينتهي حفله، دونما أن يشدو بأي أغنية.
كان لجماليات السينغرافيا، التي صممها عبد الرضا الأثر القوي، في تشكيل مناخات المشاهد، عبر توزيع الإضاءة المنتشرة في المسرح على كافة مساحاته الأرضية والعلوية، وأيضا لها الأثر القوي في تعزيز ظهور الفضاءات الواقعية للأحداث المقدمة، كما وأن وضع الممثلين في صف جلوسا، والحرص على إظهار كتل الممثلين أثناء انجماعهم وفق منظور متناسق، لجهة طول الممثلين، والمسافات فيما بينهم، سهل من عملية حركة الممثل، المستقيمة والدائرية، وأضفى عليها بعدا جماليا أسهم في تعميق مختلف المشاهد واللوحات.
كشف هذا العرض، عن تمتع الفريق المشارك، بجاذبية في الأداء، لما تمور في أنفسهم من حيوية وأمزجة وهواجس إنسانية طرحه أداؤهم، أثناء تقديمهم لمختلف الشخوص المقدمة، فضلا عن تمتعهم بحساسية تعبيرية بسيطة لكنها عميقة أثناء تعميق الإيهام والتخيل، لدى أغلب هذه الطاقات الشابة، فكان اداء الممثل ينبع من إحساسه الذاتي بالشخصية التي جسدها في مواقفها المختلفة، وإن كان الأداء في الشخصية التي قدمت دورها في بداية العرض، ومن ثم تموت بسبب حاجتها إلى الإبتسامة والتواصل مع الآخر، دون أن تجدها، لوحظ طغيان الحماسة للأداء والتمثيل على حساب بعض تفاصيل الدور المقدم، مع التأكيد على أن هذه الشخصية شدت في مجمل أدائها المتلقين وبخاصة عند لفظ انفاسها الأخيرة، في سياق الأحداث، عند قدم الشخصية الصلبة، الجلفة، التي ظلت تضن على الشخصية الأولى بأي إبتسامة إلا بعد أن فارقت الحياة.
وجسد مختلف الشخوص، في هذا العرض، الذي اتسم بروح عالية في التعاون بين أعضاء الفريق لإنجاح آدائهم؛ حنان صادق، وفاطمة الشروقي، وفيصل حسن رشيد، واحمد العقلان، وعبد الله العسم، ومحمد عادل، وسالم العلوي، واشتغل على التقنيات عبد العزيز اليهري، وخالد خميس، ومدير الانتاج علي الحمادي، ومشرف الانتاج صلاح عبد الله.
إلى ذلك عرضت على خشبة مسرح محمود أبو غريب، المسرحية الجزائرية «مستنقع الذئاب»، من تأليف فريدريتش دورينمات، ضمن فعاليات المهرجان، والتي قدمها مسرح باتنه الجهوي، كباكورة أعماله لهذا العام، ويعد مؤلفها دورينمات، (1921- 1999)، من أشهر كُتاب الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب أغلب النقاد، والذي بدأ كتاباته الأدبية متأخرا في لعام 1947، ويمتاز أسلوبه كما هو معظم الكتاب الغربيين من معاصريه، بهجائهم لنمط الحياة الرأسمالي، وهذا ما تمظهر في أغلب رواياته ومسرحياته، إلا أن خصوصية دورينمات هي ليس مشاركته أقرانه الغربيين من الكتاب هجاء الرأسمالية كمنظومة اقتصادية وقيمية حسب، وإنما أيضا تقديمه أعماله وفق تقنية قريبة من الأعمال البوليسية، الحافلة بالعصابات، والقتل، والغموض، والتشويق، والتي حفلت بها أبنية هذه المسرحية الجزائرية.
البناء السطحي لهذه المسرحية، التي حازت على جائزتي أفضل إخراج بتوقيع فوزي بن ابراهيم، وافضل ممثل لمحمد الطاهر زاوي، في الدورة السادسة لمهرجان المسرح الوطني الجزائري، يتحدث عن مجموعة من الموظفين الكبار في سلم الموظفين، في زمان ومكان غير محددين، تترأسهم شخصية فرانك؛ الوريث الخامس من مدراء هذه البنك، تنجمع العلاقة فيما بينهم بنفس علاقات أعضاء العصابات الإجرامية، حيث يقومون بسرقة وابتزاز الزبائن بوسائل قانونية، ومن جهة أخرى بتصفية بعضهم إما جسديا بالقتل، أو معنويا بوسم بعضهم البعض بالخيانة، رغم أنهم يقترفون عادة أعمال أكثر فظاعة من الخيانة بحق الناس الأبرياء.
البناء العميق، وبمختلف أبنيته المضمرة، أدان البناء الفوقي للسلطات السياسية، والمالية في البنوك والمصارف، والإدارية لمختلف صروف الحياة الاجتماعية للمواطنين، فضلا عن تأكيد هذا البناء على فشل الإدارة الرأسمالية، في إدارة المنظومات الاقتصادية، وبالتالي تلجأ إلى الوسائل الإجرامية لتغطية وتجاوز الخلل المزمن في آليات وميكانزمات الاقتصاد الحر، الذي تعاني البشرية منه الآن في القارات الخمس، عبر تداعيات الركود الاقتصادي العالمي،كما وأشارت تلك الأبنية إلى شخوصا يعملون في مختلف دوائر الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، يرون فظائع تحل بالناس نتيجة سياسات هذه الدوائر، ويظلوا صامتين، كشخصية النادلة التي ترى وتسمع ولا تتكلم بفعل اللاصق الأحمر الذي أغلق فمها طوال العرض.
جاء بناء اللوحات والمشاهد منتظما في سياق متسلسل متنامي في أحداثه، إلا أن المشاهدين أغلبهم أبدو رأيا يشير إلى اهمية أختزال العرض، ليجيء أقصر في مدة زمنه، والذي تجاوز مدة الساعة والنصف، وتحديدا في تلك المشاهد المختلفة في مجريات أحداثها، ولكنها متشابهة في إلحاحها على نفس المعنى، الذي يشير إلى تأكيد الطبيعة الإجرامية لهذه العصابة المالية، ولكن في ذات الوقت هنا يتعمد المخرج ذلك البناء للمسرحية، من باب احترامه لنص دورينمات، الذي كان يضرب بعرض الحائط في أحيان في»البناء الدرامي للنص» مقابل توصيل فكرته كما يحلو له، كما كان يقول عن بعض المسائل الشبيهة باختزال النص.
الأداء التمثيلي جاء الطارح الأساس لمحمولات المسرحية، وفق تقنيات التهكم، على حماقات البشر، في عدم وقف ممارساتها للسلبيات التي أدمنت ارتكابها،ـ وعزز من جماليات هذه التقنية المهارة والبراعة الإخراجية في رسم الشخصيات، الأمر الذي بدا التمايز المقارن فيما بينها واضحا جليا، وأسهم بقوة في ترسيخ متانة نظام التواصل؛ بين المشاهدين وما يجري لى الخشبة، وبخاصة في تلك الإقتراحات الإخراجية التي كانت تتضمن كسر الحاجز الرابع.
الثنائية البصرية (الأسود والأحمر)، كانت الأكثر إيحائية في التأثير، من ضمن ألوان كتل جماليات السينغرافيا، المكونة من الواجهة الحمراء للبنك في عمق المسرح، والأكسسوارات، واللون الأسود، طرحته الجوانب اليسرى واليمنى للمسرح، بينما جاء اللون السكني منجمعا لون ملابس جميع الشخوص، على مختلف رتبها الاجتماعية، بينما جاء التمايز فيما بين الشخوص لجهة الأزياء وفق تصميم لباس كل شخصية على حدة، سواء لجهة الذكر والأنثى، أو في إظهار تبيان هذه الرتب الاجتماعية.
العرض جسده الفنانون:» زاوي الطاهر، وصالح بوير ، حليمة بن ابراهيم ، فؤاد لبوخ، سمير أوجيت، نوال سعداوي، عائشة مسعودي، مصطفى صفران ويوسف سحيري، وفوضيل عسول. وصمم أزياء الملابس والإكسسوارأوضيب مسعود، والصوت والإضاءة بن شادي نجيب، وريجسير عام الصغير جمال، ومدير المسرح يحياوي محمد.

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9