أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، نوفمبر 30، 2011

'آفاق المسرح الشعري المعاصر' يبحث ويحلل 'مرايا الوهن'

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, نوفمبر 30, 2011  | لا يوجد تعليقات

'آفاق المسرح الشعري المعاصر' يبحث ويحلل 'مرايا الوهن'
 
يأتي دور وأهمية المسرح انطلاقا من الشمولية التي يتمتع بها في احتوائه العديد من المهام الفنية وقدرته على التغيير المباشر.



















أكد الناقد أدبي والباحث الأكاديمي د. نادر عبدالخالق أن الإبداعات الإنسانية تتواصل في مختلف الفنون والمجالات العلمية وتتواصل معها الاهتمامات الأدبية بمصير الإنسان ومستقبله ومدى سعادته ورقيه خاصة في ظل التطور المادي الهائل الذي يغمر الحياة والعالم المعاصر، ويأتي دور الفن ليكون شاهدا أمينا على التحولات البشرية والحضارية وتقلباتها، يحصي ويسجل هذه المراحل وتلك التطورات، بما لها وما عليها بحثا عن وظيفته الأساسية التي تتجاوز حدود الإمتاع، وبلوغ مرحلة التوجيه والتقديم للقضايا والإشكاليات في ثوب فني متجدد يطمح للتغيير ويهفو للجمع بين التعبير والارتقاء بأساليب الجنس الأدبي شعرا ونثرا، ومن هنا تكمن الأهمية البالغة لفنون الأدب في المراقبة والوعي بنمط الحياة التي نحياها ودفعها نحو آفاق جديدة، بعيدا عن النصح والإرشاد وبعيدا عن الولاية الأدبية ودون التخلي عن الفكر والعاطفة.
وأضاف معللا دوافعه لكتابه الصادر أخيرا بعنوان "آفاق المسرح الشعري المعاصر"، "يأتي دور وأهمية المسرح انطلاقا من الشمولية التي يتمتع بها في احتوائه العديد من المهام الفنية وقدرته على التغيير المباشر وسعته في استيعاب الفنون الأخرى الموسيقى والضوء والمؤثرات الصوتية والأثاث والديكور والمدخلات الأخرى، فضلا عن التمثيل والحكي والأداء التجسيدي الحواري للمواقف والقضايا في مواجهة طائفة المشاهدين، الذين يشكلون تواصلا حقيقيا مع النص وأدواته والواقع الخارجي، وهذا يتطلب وعيا في التواصل وثقافة في التلقي مما يشير إلى أن الفن المسرحي من العناصر الإبداعية الدالة على رقى المجتمعات وتطورها، فهو يساعد على تنمية الوعي ويحدث تغييرا في أنماط الحياة والواقع، وخاصة المسرح الشعري الذي يعد من الفنون التي تتمتع بخصوصية فريدة تجعله في مقدمة الفنون التمثيلية المحكية، لما يتضمنه من موسيقى غنائية وإيقاع خارجي وداخلي، يشكلون تصويرا وإيحاء مكثفا ينعكس أثره على بناء الحدث وتدفقه في تناغم إيقاعي يجمع بين صفتي السرد والتتابع وبين توالي المواقف الحوارية الداخلية والخارجية، ومن ثم تأتى العناصر التمثيلية في لوحات تعبيرية نغمية تجمع بين "الدراما" الحدث الانفعالي المتطور والشعر والحكي التمثيلي السردي، لذا فإن المسرح الشعري يعد ملتقى الفنون والآداب وضمير الواقع الإنساني التعبيري".
يبحث كتاب "آفاق المسرح الشعري المعاصر" ويحلل مسرحية "مرايا الوهن" للشاعر محمود الديدامونى، حيث قامت الدراسة من منطلق البحث التطبيقي لعناصر التمثيل المسرحي، التي تمثل ملامح المسرحية المعاصرة وتمثل دلالة التحليل والنقد كنواح وأبعاد توظيفية تجمع بين آفاق التمثيل والقدرة على استيعاب قضايا ومشكلات الواقع والحياة الجديدة التي نحياها وبين خصوصية التجربة التعبيرية لدى الشاعر المسرحي المعاصر متمثلة في موقف الشاعر محمود الديدامونى من القضايا الموضوعية والفنية من خلال مسرحيته "مرايا الوهن"، ففضلا عن تحقيق الشاعر لكافة عناصر البناء التمثيلية المسرحية بداية من الفكرة الموضوعية وقيمتها التعبيرية وتطبيق الدلالات الفنية التشخيصية، ومدى استيعاب المؤثرات والمدخلات المسرحية المساعدة الأصلية والفرعية والجزئية، فقد قدم التجربة من بعدين يمثلان ويشكلان مهام تجسيدية تشخيصية متطورة في بناء المسرحية المعاصرة وهما "الرمز- والخيال"، وما ترتب عليهما من كيفية بناء الشخصية وتحولها بطريقة متطورة من الواقع إلى الرمز ومن الرمز إلى الخيال ومن الخيال إلى النص، في مراحل من الترجمة الإبداعية الشعورية التي تقوم على التخيل وبناء التجربة التطبيقية دون أن يكون هناك توقف للحركة التصاعدية المكثفة التي لا تنحصر تداعياتها في التعبير فقط، وإنما تمتد لتشمل الزمان والمكان والواقع الخارجي والداخلي، واستلهام الصورة النفسية الأدبية استلهاما خاصا يقوم على بناء الاستعارة وحركتها في واقع النص والعلاقة التي تحكم أركانها التصويرية التطبيقية التي تقترب من الرمز وقدرته في التمثيل المركب "المستعار– والمستعار منه – والمستعار له" و"الشاعر" بصفته حلقة وصل بين الواقع والنص الذي يمثل استعارة كلية تتحف موضوعيتها عن طريق التشخيص والتمثيل والإيقاع المركب للصورة والموسيقى في المسرح الشعري.
وأدى ذلك إلى وجود مفهوم مغاير للنص الأدبي المسرحي المعاصر الذي لا يعتمد على تفاعل الدلالات ومفهومات العناصر التي يتشكل منها كما ذهب أكثر البنائيين وأصحاب المدارس الذين قسموا النص إلى وحدات دلالية ناقصة تتجزأ ولا تؤدى وظيفتها مستقلة، ومن ثم تحتاج إلى تماسك أجزائها وتلاحمها حتى يتسنى لها أداء الوظيفة الواحدة، دون أن يكون للعنصر الخاص وظيفة متنامية يمكن أن تقدم الصور والمواقف النصية في مراحل متعاقبة، هذا المفهوم الذي يبدو في مرحلته الأولى متعلقا بعملية التوظيف التي بدأت من العنوان وتقسيمه إلى قسمين أو صورتين: الأولى فنية وتكمن في وظيفة الـ "مرايا" ودورانها حول مجموعة وظائف متغيرة تتطور بتطور التمثيل والتشخيص الذاتي والمدخلات المسرحية الضوء والظلال والصوت، ومن ثم إنتاج الخيال والاستعارة والحوارات الداخلية ومدى تطورها وانتقالها إلى خارجية حسية متتالية، تشمل النهوض بالشخصية والعناصر الأخرى، ومن ثم سيطرتها على البناءات الأخرى الصراع والحركة والانتقال التدريجي والهجوم والبناء والتخطيط لتصل إلى مفهوم تجديدي يتعلق بإنتاج العناصر وترجمة حركاتها الساكنة إلى حركات حسية تنبض بالحركة والاضطراب في تواصل لا ينقطع أثره حتى نهاية النص، الثانية موضوعية وتكمن في رمزية وأبعاد الوصف التمثيلي في الكلمة الثانية التي يتشكل منها العنوان "الوهن" حيث تتعلق بالجانب الفكري التمثيلي في النص وتتعلق بقدرة الشاعر في اختيار وابتكار العلاقات الرمزية العاطفية المتعدية إلى أصل الحقيقة، ومن ثم استعارة الحدث والواقع وترجمته نصا مسرحيا يتعين في بعد حقيقي أحادى، ومجموعة أبعاد أخرى ناتجة عن هذا البعد تمثل فكر الشاعر وضميره وتجسد حالة الرمز وبناءاته ووظائفه المتتابعة والمتجددة في تطور داخل الصورة التي يتشكل منها النص.
المقدمة والتمهيد
وقد جاءت هذه الآفاق المسرحية الشعرية الدراسية النقدية في الكتاب من عدة نواحي واتجاهات موضوعية وفنية تحليلية تقريبية منها المقدمة، وفيها عرض فكرة التطبيق والانتقال من الحالة الموضوعية إلى الحالة الفنية وإقامة علاقات نظرية بين الدراسة والواقع النقدي، وتقديم المحاور الأساسية التي جاء فيها العرض النقدي، ومن ثم طرح بعض الأفكار التي اشتمل عليها النص والتي سعى الشاعر من خلالها إلى تقديم رؤى جديدة ومفاهيم تعبيرية تتناسب مع فكرة التشخيص الرمزي ومفهوم النص.
وفي تمهيده قدم لفكرة النص وتعدد مستوياته التصويرية ومدى تطابق ذلك مع فكرة استلهام الحقيقة والواقع التراثي، وبعث ذلك في صور شعرية ممسرحة تتشكل فيها الوقائع والحقائق من مصدر تعبيري متحد في أصله وصفته متعدد في معناه ووظائفه الخيالية، وتتحقق فيها صفة النص بمفهومه المعاصر الذي يقوم على بناءات التجربة والتوظيف الفني والموضوعي، ومحاولة تقديم الواقع الخارجي في عدة صور حوارية متطورة على مستوى الحركة والفعل والاضطراب النفسي.
العنوان كوظيفة منتجة للأفكار والتحولات التي يمكن أن تتحقق في النص وتنتقل من التعبير الإشارى إلى التطبيق المباشر في مراحل النص، وتمت مناقشته من عدة وظائف أهمها الوظائف اللغوية والتصويرية، ومدى القدرة على استيعاب الصورة الكلية التي تضم النص وتطرح العلاقات والأفكار، حيث تنطلق الدلالة الموضوعية والفنية من هذا الركن، وتؤدى وظائف تمتد بامتداد النص ولا تنفصل عن المصدر الذي أطلق تفسيراتها.
الشخصيات
الشخصية وصورتها الموضوعية والفنية وما يتعلق بها من صراع وحركة وانتقال ومدى تأثير ذلك في البناء الكلي للنص، وجاءت صورة الشخصية في عدة ملامح تعبيرية موضوعية منها (الشخصية الرمزية المباشرة والمركبة – والشخصية الخيالية – والشخصية الانتهازية) وتمت معالجة فكرة التشخيص بواسطة المؤثرات المسرحية وأهمية ذلك في النص المسرحي الشعري المعاصر، وكيفية إنتاج التتابع الرمزي في صور تشخيصية تمتح من مصدر تعبيري واحد لا ينفصل عن الواقع ولا يتجاوز حدود التمثيل بعيدا عن التكرار والنمطية الشعرية، وقد ساعد ذلك في تقديم النماذج المتصارعة تقديما حسيا دون أن نشعر بأن الجانب المعنوي هو المصدر التعبيري والممثل للتجربة ودوافعها التكوينية.
الحوار
الحوار ومدى تطور وظيفته في بناء العلاقة بين العناصر الحقيقية والرمزية والخيالية، وانتقال هذه الوظيفة من دلالتها القريبة المعروفة إلى عدة وظائف أخرى، منها الاعتماد على الأحاديث الذاتية التي فرضتها الشخصية الخيالية والتحول مباشرة إلى "المونولوج" وانطلاق النص الكلي نحو آفاق التمثيل الإيحائي، سعيا وراء التدرج وانتقال الفعل والحدث من الخيال إلى الذهن، وبعث الرمز في صور تعبيرية تتعانق مع صفة الغناء والإنشاد الصوتي لتقيم علاقة خارجية تمثل نصا جانبيا آخر، وتساعد في خلق الحوار التخييلى بين المتلقي والواقع الخارجي لتتحقق صفة الشاعر وتتحقق عملية حضوره في الصورة الوصفية المسرحية المركبة من الاستعارة والرمز والتجربة والقضية التي تمت ترجمتها في حوارات متتابعة من الفعل المسرحي.
البناء والتخطيط
البناء والتخطيط أو الرسم الخارجي الذي ورد فيه النص المسرحي، وقام الشاعر بتقسيم العرض إلى أربعة مناظر متتابعة، تشكلت من خلال تعاقب المواقف والحركات التعبيرية والتشخيصية وانتقال المرايا والضوء والعناصر الأخرى المساعدة، وقد ساعد ذلك في تكوين المكان وتشكيل الزمن وإعداد المسرح من منظر إلى آخر ومن صورة تمثيلية إلى أخرى، تشير إلى الدلالات والعلاقات التي يطرحها الرمز وتصوير الحياة الخارجية، وقد جاء البناء والتخطيط في صورة كلية معدة من قبل، حيث تتشكل في أبعاد مسرحية متتالية، تمثل عدة عروض ومناظر متشابكة تنفعل على مستوى التجريب والتقريب وتتشكل في عرض واحد وفي منظر كلي واحد رغم تعدد وتكرار المناظر، وذلك بفضل تداعي الشخصية وتطور وظيفة المرايا على المستوى الفني واستعاراتها لكثير من مدخلات التمثيل الحديث.
نقطة الهجوم
نقطة الهجوم عملية وظيفية تركيبية يعمد إليها الشاعر في بناء مقدمة النص وافتتاحيته وطريقة الحشد للصور والقضايا والأفكار وجاءت في "مرايا الوهن" متعلقة بالحياة الخارجية والقضية الأساسية التي يطرحها النص ويرتبط بها الشاعر ويسعى لتمثيلها وتقديمها، ولم ينفصل التقديم في النص عن طرح الشخصية ووصف الوهن وحركة الرمز والخيال والانتقال بين هذه العناصر، لتحقيق القدرة الخيالية المطلقة في استلهام الواقع بدرجاته النقدية والاجتماعية، وتقديمه في نماذج حوارية تنطق بالدلالة وتتشذر في صور رمزية وخيالية تقوم على التداعي والمواجهة وحسم العلاقات المنطقية.
اللغة المسرحية
اللغة المسرحية وهي طريقة التحاور بين أشخاص النص المسرحي عامة تتعلق بمستويات التعبير وأنماطها في تطور وانتقال الشخصية من موقف إلى آخر وهي تختلف من نص إلى آخر وفي "مرايا الوهن" جاءت اللغة الحوارية في مدلولات وصور تابعة لتنوع الشخصية من الرمز إلى الخيال إلى الواقعية، حيث اتصفت الدلالة الرمزية بما تقرره بناءات التمثيل والتشخيص والانتقال من التأويل الرمزي إلى الوقوف على الخيال كحقيقة نابعة من عمق التركيب الشخصي المرتبط بالقضية، واتسمت اللغة الخيالية بخلق وابتكار الصورة وأقسامها بناء على وحدة التشخيص والتعبير وقامت اللغة الواقعية "الكلاسيكية" بتحقيق الصفة المشتركة بين الواقع الخارجي والرمز والخيال والمباشرة.

المصدر :ميدل ايست اونلاين 

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9