أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، أبريل 08، 2016

الدلالة التعبيرية للإيقاع في الموسيقى

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أبريل 08, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

تشكل الموسيقى اتجاهاً نحو بلورة دوراً واضحاً في تنمية النفس البشرية، عبر تنمية مشاعر وعواطف المتلقي، الذي يتحسس ما هية الفكرة الجمالية في الفعالية الموسيقية بشكل فطري متناغم، وهذا ما يعكس استجابة سريعة تجعله يميل إلى القراءات الفكرية واسترجاع الذاكرة الصورية التي تكشف المعنى الذهني.

إذ أكد ” فكتور ارتيغ “، على أنها المحرك الرئيس الذي يحافظ على المتغيرات والتحولات الصادرة من المعنى الكلي. وهذا ما يؤكد قدرة الإيقاع بنظمه كافة على تجسيد حسٍ صوري وسمعي، فضلاً عن وصفه بــــ (الجرس الموسيقي) الذي يؤثر تأثيراً مباشراً على الإنسان، بخطوط تشكل شعوراً متناغماً ومحركاً للمخيلة وللحس الوجداني. ومن هنا يتكون الإيقاع حسب طبيعة الأشياء، فــ (المتناغم) هو الذي يخلق انسجاماً متجانساً، أما (غير المتناغم) فهو ذلك الإيقاع الذي لا يكون منسجماً ومتجانساً .. الإيقاع الآن يتكون من قسمين: “إيقاع سمعي” كــ[الموسيقى والغناء والكلام] و”إيقاع بصري” كـ [الضوء والظلام والحركة والرقص] .

هناك عمل مشترك بين السمعي والبصري يرتكز على عنصر “الموسيقى” التي تساهم في أنتاج الدراما والعرض المسرحي، عبر المسافة الحركية والمسافة الحسية كما أكد عليها “كاسير” بأن الإحساس يتحول إلى شكل مغاير، قد يمتلك مدلولاً حسياً من مختلف أنواع التجربة الحسية، والذي يشعر عبره المتلقي براحة ذهنية تساعده على استرجاع عدد من الصور والمواقف المؤثرة في حياته، يعد الإيقاع عنصراً مهماً في عملية تكوين البناء الموسيقي، وإن أي خلل فيه يؤثر على انسيابية اللحن ومن ثم يحدث تشظياً في الصوت لدى السامع .

في الموسيقي نظم متعددة من الإيقاع منها: “المتعاقب” أو “المتكرر”، وتعمل هذه النظم بـــ (حركات) متساوية الأزمنة، ومحركات القيم الزمنية في القطعة الموسيقية تعمل بتعاقب أنغامها فيما بينها بنسب مختلفة، لتشكل زمناً معيناً قد يكون متغيراً ومتجدداً، يخلق صوراً تحاكي الخيال بوساطة المسافة الجمالية .

يعتبر (أدولف آبيا) أول من أعطى للإيقاع دلالة معرفية في العرض المسرحي معتبراً إياه بالنسبة للعناصر البصرية العنصر المقابل للموسيقى، لهذا ربط (آبيا) الصورة بالموسيقى عبر الإيقاع الذي يؤثر على المتغيرات الصوتية أو الصوتية البصرية التي يستجيب لها، الموسيقى تتكلم عن المأساة والفرح وكل شيء، فهي انتقال من الواقع الى الدلالات الخاصة واللصيقة بمعنى الأعراف الواقعية .

الموسيقى لها شكل دلالي يتم توظيفه كــ (لوحة) تعبيرية أمتزج بها اللحن والإلقاء، فضلاً عن الآلات الخاصة التي تعبر من خلالها عن غاياتها. لذا نرى أن إي عمل فني موسيقي هو عبارة عن حزمة توليفه من الأفكار والرؤى الجمالية التي تصطف بعضها ببعضٍ في بنية شكلية تمتلك شيء من التناغم المتبادل بين عناصر البناء ووظائف التعبير، بتبادلية إيقاعية حسية تتجدد حسب طبيعة العلاقات فيما بينها، أذن الإيقاع هو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها جميع الفنون بنسقها واستمرارها حتى تندرج معه ليتفاعلا معاً، ويعبرا عن أحاسيس الفنان الإنسانية التي تؤدّي دورها إزاء الحياة والطبيعة فضلاً عن المشاعر العاطفية، التي تعيد تجديد خطواتهم ومختلف حواسهم في شكل معبر عن ذواتهم الخاصة والواقع الجمالي، الذي يكشف سمات وثوابت الإيقاع الخاصة في الموسيقى.

------------------------------------
المصدر : صدى 

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9