قراءة في مسرحية "حلم ليلة صيف" تأليف وليم شكسبير / محسن النصار

كتابات مسرحية

قراءة في مسرحية "حلم ليلة صيف" تأليف وليم شكسبير / محسن النصار

تعبر مسرحية "حلم ليلة صيف" بجدارة عن طقوس عيد أول مايو الذي اقترن في ذلك الوقت باحتفالات الجن العامرة بالحب والجمال والبهجة، ولعله من الجدير بنا أن نتقبل عالم الجن عند شكسبير تماماً كما صوره، ذلك أنه يمثل العالم الوحيد الممكن، برغم ما يثيره الجن من مشكلات لارتباطه في عصر شكسبير بالقدرات الشريرة.

ثم مسألة أخرى أوردها شكسبير في مسرحية وحاول أن يوجد لها حلاً، وهي تتعلق بأسماء بعض شخصياته، بالإضافة إلى الحوار الذي وضعه على ألسنتهم. لقد صور شكسبير بعض شخصياته في هذه المسرحية ككائنات متناهية الصغر يصعب وضعها على المسرح، وعلى الرغم من أن شخصيتي "أوبيرون" و"تيتانيا" كانتا متكاملتين فقد كانت هناك مشكلة في الحوار والإنتاج بالنسبة لشخصيات أخرى كالفراشة ونسيج العنكبوت وحبة الخردل. ومهما يكن من أمر فمن الواجب أن نعلم أن هذا العمل شعر في المرتبة الأولى، ومسرح في المرتبة الثانية، وهو في مجمله يستجيب لما اقتضته الضرورة من أعرافليم شكسبير الكاتب الإنجليزي الاكثر جدلا ً و يعد رائداً للمسرح الانجليزى كتب العديد من الكوميديات و لكن حلم ليله صيف لا تنتمى لاى تصنيف من تصنيفات الكوميديا الشكسبيريه حيث أحكم التداخل بين عالم الخيال

و الواقع يعتمد شكسبير دوما على التراث الشعبي و ما يحويه من خرافات و أساطير و مزجه بالواقع الحي و فى حلم ليله صيف

اختار يوما صيفيا حارا كنوع من الإغراق في الخيال حيث يكون الذهن مستعدا لتصديق أي شئ دون أن يميز ما بين

الواقع و الخيال . تعتمد المسرحيه على شخصيات من عالم الجن و اخرى  من عالم اثينا القديمه فيطالعنا من عالم الواقع : 

ثيسيوس : دوق اثينا

هيبوليتا : ملكه الامازونات 

ليساندر و ديمتريوس : شابان من رجال البلاط 

هيرميا : تحب ليساندر و يحبها ديمتريوس

ايجيوس : والد هيرميا

هيلينا : تحب ديمتريوس

و بالنسبه للشخصيات من عالم الجان:

اوبرون : ملك الجان

تيتانيا : ملكه الجان

باك : مضحك اوبرون و مساعده

تتكون هذه المسرحيه من خمسة فصول تعرض لنا يوما  من ايام الصيف الحار فى اثينا و امتزاج بين عالم الواقع

و الجان والمسرحية  فى الفصل الأول :  مشهد من عالم الواقع نرى فيه الدوق " ثيسيوس " و هو يستعد

للزفاف من حبيبته " هيبوليتا " ثم يدخل " ايجيوس " ليخبره انه وافق على تزويج ابنته " هيرميا " الى " ديمتريوس " الا انها

رفضت لان شاب اخر " ليساندر " قد اوقعها فى حبه و تتعلل " هيرميا " بان ديمتريوس سبق له ان خدع " هيلينا " بحبه و تركها فيطالب الاب بقتل ابنته او الحكم عليها بالرهبنه و ذلك وفقا لقانون اثينا و فى الفصل الثانى :  ينتقل بنا شكسبير الى عالم الجان نرى الغيره الشديده لملك الجان " اوبرون " على خطيبته ملكه الجان " تيتانيا " و تعاليها و غرورها و رغبته فى الانتقام

منها و كذلك نرى " باك " المضحك و الجمال و المتعه عند " الجنيات " فيأمر " اوبرون " خادمه " باك " باحضار رحيق زهره

اذا وضع فى العينين اثناء النوم جعل الفرد يقع فى غرام اول انسان يراه  و يقرر " اوبرون " ان يجعل " ديمتريوس " يقع فى حب 

" هيلينا " فيأمر " باك " بأن يجرب الرحيق معه الا ان " باك " يخطئ و يضعه فى عين " ليساندر " لتبدأ المشكله و يهجر " هيرميا " و يحب " هيلينا " و هنا نلاحظ التمازج بين عالمى الواقع و الجان و في الفصل الثالث : نرى مجموعه من عمال اثينا يتدربون على عرض مسرحي لاداءه فى حفل زفاف دوق اثينا ثيسيوس بالقرب من مكان تيتانيا ملكه الجان  و يقوم " باك " بتحويل راس احد العمال " بوطوم " الى  راس حمار و يضع الرحيق فى عيني ملكه الجان " تيتانيا" حتى تقع فى غرامه حين استيقاظها حتى يكسر غرورها .  فى الفصلين الرابع و الخامس : تستمر الاحداث و الامتزاج بين العالمين حتى يطلع الصباح 

و يذهب الليل فيختفي عالم الجان بشكل كلي و بالطبع نرى بين المشاهد حوارات شعريه رائعه بروعه  شكسبير و لعل من اجمل مما سيصادفك عند القراءه هى اغنيات الجنيات و ملكتهم تيتانيا تجد غناء للطبيعه و الصباح و كل ما هو على وجه الارض مما سيأخذك  الى عالم من الخيال والجمال .