مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
يتميز مفهوم مسرح العبث او اللامعقول بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت العبثيون هم مجموعة من الأدباء المحدثين والطليعين الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية المدمرة والويلات والدمار المادي الذي طال أوروبا فرأوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية أخلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته، فظهر مفهوم جديد في المسرح المعاصر اطلق علية مسرح اللامعقول ( العبث ) كأتجاه جديد يسعى الى التجديد والتخلص من العالم البرجوازي ومن الحضارة الآلية الجديدة محاولة وضع تفسير جديد للأنسان المعاصر وانتشالهِ من تفسخ الانظمة والقوانين التي تربطه به صلات متعددة ، (لامعقول مسرح ال: مصطلح يطلق على جماعة من الدراميين في حقبة 1950 لم يعدوا انفسهم مدرسة ولكن يبدوا انهم كانوا يشتركون في مواقف بعينها نحو ورطة الانسان في الكون وبخاصة اولئك الذين اوجز القول فيهم البير كامي في دراسته اسطورة سيزيفوس ( 1942) تشخص هذه الدراسة مصير الانسانية على انة انعدام هدف في وجود غير منسجم مع ماحولة ( وتعني صفة عن الدراميين السابقين الذين اظهروا اهتماما مشابها في اعمالهم هوأن الافكار يترك لها ان تقرر الشكل الى جانب تقرير المحتوى : فجميع ما يشبة التركيب المنطقي والربط المعقول بين فكرة وفكرة في النقاش مقبول على المستوى العقلي يترك جانبا لتحل على المسرح مكانة لامعقولية التجربة ولهذه الخطوة مزاياها وقيودها معا فقد وجد اغلب الدراميين من اصحاب اللامعقول ان من الصعب الحفاظ على امسية كاملة في المسرح بغير شيء من التوفيق ... وبحول ام 1962 يبدو في الواقع ان الحركة قد استنفذت قوتها رغم ان اثاره في تحرير المسرح التقليدي ماتزال ماثلة ) (1 ) تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين وازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى من أهم السمات العامة لمسرح العبث قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً، وعلى سبيل المثال نرى كل مسرحيات هارولد بنتر تدور أحداثها داخل غرفة، والغرفة عادة مظلمة موحشة أو باردة ورطبة ـ لا يشعر من يعيش فيها براحة ولا باستقرار ولا بأمان على الإطلاق ويظل قلقاً دوماً والغرفة وفيها يخاف من بداخلها من كل شيء خارج فهي مصدر قلق لعدم ملاءمتها وفي الوقت نفسه ملجأ حماية من مخاطر خارجية محدقة دوماً، ودور المرآة في مسرح العبث يكون دوماً أقل أهمية من دور الرجل وتكون المرآة أكثر كآبة من الرجل لما تعانيه من اضطهاد اجتماعي واضح كما ونرى الغرفة في مسرحيات يوجين يونسكو إن كان لها مفهوم آخر فهي تبعث على الاطمئنان النسبي لأنها ملجأ ضد الأخطار الخارجية ووسيلة حماية لشخصيات المسرحية، والضوء الخافت أو العتمة و الرطوبة العالية من سمات المكان في المسرح العبثي، كما أن اللغة فيها تكرار في الموقف الواحد وهذا التراكم الكمي من الأسباب يعطي مدلولات واضحة للخوف و عدم الطمأنينةوالقلق الدائم، تلك العناصر التي تؤدي إلى غياب التفريق بين الوهم والحقيقة، وتؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون.(يفرق جياري بين انواع شتى من العبثية - منهاعبثية بيكيت, وهي مثل عبثية كافكا , توجد في الخيالوتدرك ان الحالة البشرية من دون إله تواجه الخيبة, ومنها عبثية ايونيسكو واداموف وهي مغرقة في الخيال وتقرر ماتشاء حتى سارتر مضطرب : فعلى فرض ان العالم عبث وان على المرء مواجهة الحرية اللاحقة بشعور من المسؤولية الشخصية كامل, فان ذلك يعني ان الانسان السارتري يختاران يكون سيزيفوس هل يسعة اختيار ان يكون اي شيء اخر؟ انه لايقدر على ذلك حتى يتخلص من العبثية , وهو امر ليس بمقدوره لان محض التفكير بمثل هذه الامكانية يكون من باب اليقين الفاسد ,عالم بيكيت يخلو من المعنى بسبب غياب كودو , ولكن عالم ايونيسكو تشويش صرف بينما ,عالم جينيه يعني بالهوية الفردية والنفي الا جتماعي وبالمسرح كطقس ولكن ليس بالعبثية ابدا)(2) بينما (يجد ايسلن في المسرحيات جينيه حقيقة نفسية واحتجاجا اجتماعيا وسمات درامه العبث كالتخلي عن الشخصية والاثارة في سبيل حالات ذهنية والتقليل في قيمة اللغة كوسيلة في التواصل ورفض الهدف الوعظي وموضوع التغريب والعزلة والبحث عن معنى )(3)
مسرح العبث حركة قامت انعكاسا عن واقع معين ، ولذلك فأن بقائه مشروط بوجود المبرر الموضوعي له ، والعبثية المزعومة وغياب المعنى
الحقيقي للواقع الآلي المتكرر ومعنى الوضعية البشرية الذي يتغلف بالإحساس بالعزلة ، هذا المبرر الموضوعي جعل كتاب مسرح اللامعقول من امثال: بيكيت ويونسكو وارتوادموف وجان جينيه وجورج شحاته وغيرهم ، من ان يرفضوا الاسس الثقافية والسياسية للعالم البرجوازي : عالم الحروب والمنافسات الدموية واوهام المجد الكاذب وسيطرة الاشياء وشحوب الروح والعقل وانسحاق فردية الانسان في مواجهة المؤسسات القوية التي تقوم بوظائف الحكم والاستثمار وتغذية ارواح الناس وعقولهم بالخرافات أو الثقافات الكاذبة وتجنيدهم للدفاع عن مكاسب نفس المؤسسات غير الانسانية ،فاخذ مسرح العبث من تقديم صورة اكثر صدقاً للواقع من خلال استخدام الصورة الشعرية لما تتسم به من غموض وتداخل الصور الجزئية وافتراض الاشياء في غير موضعها لتجرد الواقع من اطار المألوف بأستعمالهم اسلوب التهكم والسخرية ، كونه موقفاً اخلاقياً معبراً عنه بالتمرد مستعينا بالحلم الذي هو أحد اساليب اللامعقول للنزول الى اعماق النفس البشرية ، واتخاذهم للحلم كونه يُبنىبغرائبية خاصة لا تخضع الى قوانين المنطق مثيراً بذك الاحساس بالقلق نحوالوجود لعكس ذات الانسان المعاصر،ومعظم الموضوعات التي يركزون عليها في مسرحياتهم كانت تتخذ من القلق أشكالا خيالية وأسطورية عند شخصيات هذاالمسرح ،وعادة ما تنتهي المسرحية عندما تبلغ التساؤلات الميتافيزيقية عنالانسان ،الزمن والحياة والموت ذروتها ، وكونهم لمحوا العجز التعبيري للأشكال الفنية والادبية التي كانت تخضع الى قوالب القيم والمفاهيم
الاجتماعية لذا ركزوا اهتمامهم على الذات والخيال الانساني لقد كان أول ظهور لهذه المجموعة في فرنسا في الثلاثينات من القرن العشرين وحينها قدموا نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع، فجددوا في شكل المسرحية ومضمونها. بدأ مسرح العبث ظهوره في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وبالذات في العام1953 عندما طلع علينا الفرنسي الموطن والإيرلندي
الأصل صاموئيل بيكيت (1906-1989 بمسرحية سماها ( Waiting for Godotفي انتظار غودو) اتسمت بغموض الفكرة وعدم وجود عقده تقليدية، وانعدام الحل لما عرضته المسرحية فكانت رمزية مبهمة للغاية ولوحظ قله عدد المسرحيين الذين مثلوها وكان الزمان والمكان محدودين تقريباً وتركت المسرحية سؤالاً طالما رواد النقاد البحث عن توفي صامئيل بيكيت عام 1989م تاركاً وراءه
الكثير من الحديث والجدل عن غودو.من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ وحتى هذه اللحظة فإن الجدلالسائد بين النقاد هو أن غودو لن يصل. لقد ترك صاموئيل بيكيت خلفه ظاهرة
أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل أسمها العبث أو اللامعقول، وكان رائد هذه الجماعة التي ثارت على كل ما هو مألوف سائرة في طريق العبث دون اهتمام بعامل الزمن لم يكن العبثيون في واقع أمرهم مدرسة أو جماعة وإنما مجموعة من المفكرين والكتاب غلبت على مشاعرهم وأحاسيسهم صفات تشابهت وظهرت في كل كتاباتهم الأدبية خاصة في المسرحية منها. لقد جاء تمرد العبثيين على المدرسة التقليدية العريقة التي أرسى قواعدها أرسطو حينما واضع أسس النقد الأدبي للمسرحية الجيدة ومحدد عناصر نجاحها في ثلاثة هي: الزمان والمكان والحدث. العبثيون بدورهم ضربوا عرض الحائط بأرسطو وكتاباته ومنهجه وكل تاريخ المسرح، فتنكروا للعناصر الثلاثة المذكورة وقرروا أن تكون كتاباتهم
في مكان محدود جداً كشجرة (مسرحية في انتظار غودو) أو كغرفة (مسرحية تاالغرفة) أو كرسي (كمسرحية الكراسي)، وجعلوا عنصر الزمن غير ذي أهمية تذكر أما العقدة أو الحدث فلم يجعلوا لها وجوداً في مسرحياتهم. وإضافة إلى ذلك فقد عادوا بالمسرحية الفصل الواحد و العدد المحدود من الشخصيات. أهم ما في مسرح العبث بعيداً عن الزمان والمكان والحبكة هو الحوار لكن ذلك الحوار كان غامضاً مبهماً مبتوراً تعوزه الموضوعية والترابط والتجانس. كل شخوص المسرحية تتحدث دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر! ولا من توصيل رسالته للآخر. الحوار دائماً مبتور ولا تستطيع الشخصيات توصيل رسائلها، وقد بالغ كتاب العبث فجعلوا بعض الشخصيات تتكلم ربما كلمة أو كلمتين عند نهاية المسرحية تلخص السخط العام والغضب الشديد، ثم يصل بنا هارولد بنتر إلى ما هو أصعب من ذلك فنراه يقدم لنا شخصية الأخرس كشخصية رئيسية في
مسرحية حملت اسمه (النادل الأخرس). تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين زمنها على سبيل المثال السريالية، وهي حركة أدبية فنية عبرت بقوة عن غضب الشباب من التقاليد السائدة في تلك الفترة، ثم حركة الشباب الغاضب وهي أيضاً حركة فنية أدبية يدل اسمها على الكثير من طريقة تفكير أصحابها بل ومن اشهر مسرحياتهم (أنظر خلفك في غضب) تعبيراً عن غضبهم من الحروب العالمية ونتائجها غير الإنسانية. لقد ازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى والدمار. ازدهر العبثيون في الخمسينات من القرن العشرين وبدت مسرحياتهم للقاري العادي وكأنها بلا خطة، وبلا هدف، كما أن نهاياتها غير واضحة المعالم وغير محددة وتعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير الإنسانية غير معروف، ولا هدف له، وتجدر الإشارة إلى أن رائد العبثيين صامؤيل بيكيت حاز على جائزة نوبل للآداب لما قدمه من جديد في عالم الأدب، ومن أبرز كتاب العبث يوجين يونيسكو البلغاري الذي مثل بيكيت كتب بالفرنسية، وآرثر أداموف الروسي، وجان جينيه الفرنسي ثم هارولد بنتر الإنجليزي ثم هناك زميل ثان تمثل في سمبسون الإنجليزي وادوارد البي الأمريكي وتوم ستوبارد الإنجليزي وهم أصحاب الأفكار التي تقرر الشكل والمحتوي في المسرحية. ويعتبر الكاتب الفرنسي الايرلندي الاصل ( صموئيل بيكيت 1906-1989 ) من رواد مسرح العبث واللامعقول لما يمتاز بإثارة الخيال وبلغة درامية اتصفت بالتشدق باللغة وفقدان المنطقية في لعلاقة بين الشخصيات وأستعمال الأصوات ذات الغير معنى والإكثار من استعمال الصمت ، بل أن الشك في قدرة الكلمة على التعبير قد جعل بكيت يستعيض عن بعض الكلمات بالايحاء الحركي الصامت ، ويعتمد بكيت في مسرحه على روئ العقل الباطن ومنطقية الحلم وامتازت شخصياته باللامعقولية والسوداوية والتشاؤمية وخلق جو جنائزي بائس كثيراً ما تتخلله لحظات طويلة من الصمت ، وكون الشخصيات أغلبها من المتشردين والتعساء كما تخلو مسرحيات بيكيت من
الأزمة الدرامية التي ينتظر المتفرج إنفراجها ، ومن مسرحياته ( في أنتظار كودو 1952م ) ، ( لعبة النهاية 1957م ) ، ( الشريط الاخير 1958م ) و ( الايام السعيدة 1961م ) ومن رواد مسرح العبث واللامعقول يوجين يونسكو (
1912 _1969 )الذي كانت موضوعات مسرحياته تتسم بعزلة الانسان وانهيار أسس التفكير البشري ، وبلغت لغته الدرامية أحيانا حدود اللامعنى فهي تتكون من التناقض اللغوي وتكرار المفردات ، وتتحول شخصياته الى الآت خاوية ، ومن مسرحياته ( المغنية الصلعاء _ 1948م )، ( الدرس _ 1951م ) و ( قاتل بلا
أجر 1959 م) .ومن الكتاب الآخرين ( جان جينيه ) ( 1910_ 1972م ) والذي امتاز أسلوبه بكشف عناصر الزيف والتصنع وإثارة موضوعات الشذوذ الجنسي (ان ( جان جينية ) الذي تقترب مسرحياته اكثر من غيره من ( مسرح القسوه ) يعتقد بانه كلما استطاع ان يبحث عن بعض طموحات الناس , فانه يجدها في ذلك الامر ( السيئ ) وكلما اراد البحث عن المعنى في انجاز مشهد ما , فانه يجده في ( الجريمة ) , لان ( السوء ) ينفرد في عالمنا هذا كأثمن شىء فيه اللص ( اليوفرانك ) في مسرحية ( تحت المراقبة ) يقتل ( موريس ) في السجن , لينقذ نفسه , ان القتلة والشاذين والمعتوهين , والمجانين , يتناسلون في عالم جينيه)(5) ومن مسرحياته (الخادمتان _ 1974م ) ، الشُرفة _ 1965م ) و ( السود _ 1959م ) . وكذلك الكاتب الروسي ارتوادموف ( 1908_ 1970م ) الذي تحول فيما بعد الى الالتزام بالمسرح السياسي والأجتماعي ومسرحياته في مسرح العبث واللامعقول لا تقود طبيعتها الدرامية الى أية لحظة حاسمة وشخصياته التي تتحول الى رموز ومن
مسرحياته ( الخدعة 1947 م ) ، ( الغزو 1949م ) ومن الكتاب الآخرين اللبناني ( جورج شحاته ) الذي كتب ( السيد بولو 1951م ) و ( غصة فاسكو _1956م )وآخرين أمثال هارولد بنتر يعتبر مسرح العبث مهماً للغاية عند الأوروبيون لأنه يعكس واقعهم الاجتماعي
المؤلم، ومن أهم المشكلات التي يعرض لها، معضلة الفردية، فالأوروبي يعيش رغم حضارته المادية والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني من فرديته وانعزاليته نتيجة لعدم قدرته على بناء علاقات إنسانية اجتماعية أساسية ورصينة مع الآخرين. على أي حال فما زال هناك من النقاد من يعتقد بأن مسرح اللامعقول
يتجه نحو حبكة واضحة المعالم، وأنه إذا أريد لهذا المسرح أن يكون شيئاًً فلا بد له من الخروج من دائرة اللاشيء متجها نحو مواضيع فنية وسياسية وأدبية واجتماعية ودينية أكثر وضوحاً لكن المهم هنا هو أنه إذا ما غير مسرح العبث توجهاته وشكله ومضمونه فانه سينتهي كفكرة ومضمون ومغزى. أهم ما
قدمه لنا هذا اللون الجديد من الدراما هو دراسة نفسية وفكرية لأوروبا الحديثة وانعزالية الإنسان فيها، وأعتبر النقاد مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار غودو) أفضل مسرحية كتبت في القرن العشرين .
الهوامش
(1) موسوعة المصطلح النقدي - المجلد الأول - ص523-ص524
ترجمة د.عبد الواحد لؤلؤة - أصدار دار الرشيد للنشر - العراق - 1982
(2)نفس المصدر ص659
(3)نفس المصدر ص642-ص643
(4) كتاب ماوراء النقد الثقافي ص 21 - مجموعة من المباحث المترجمة - ترجمة أ. د .عقيل مهدي يوسف - أصدار مكتبة المصادر بغداد 2010
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
 |
نيكولاي جوجول (1809- 1852م) |
نيكولاي جوجول 1809- 1852م مسرحي وروائي روسي كبير،وكاتب قصة قصيرة. أعجب الغرب بكتاباته، لاستعماله المحسِّنات اللفظية ومعالجاته الرومانسية للموضوع، واستعماله كذلك للخيال والغرائب والرسوم. أما في روسيا فقد كان ظَـرفه سر محبة الناس له.
ولد جوجول في أوكرانيا، وسافر إلى سانت بطرسبرجعام 1828م ليحترف التمثيل، لكنه قرر الاتجاه إلى الكتابة. وفي عام 1832م، أثاركتابه أمسيات في مزرعة قرب ديكانكا انتباه الناس، وهو مجموعة من الحكايات الأوكرانية.
كان أهم إسهام لجوجول في المسرحية الروسية المفتش العام (1836م) الذي هاجم فيها الفساد المتفشي بين موظفي الحكومة المحلية هناك. وانتقدت الرواية تلك الأوضاع بشدة جعلت جوجول يقرر الإقامة في الخارج. عاش في روما فيما بين عامي 1836-1844م، ولكنه عاد إلى روسيا عام 1842م. نشر الجزء الأول من مسرحيته الأرواح الميتة التي تدور أحداثها حول محتال وضع خطة لخداع الحكومة عن طريق استعمال أسماء خدم ميّـتين. ونشر في العام نفسه القصة القصيرة المشهورة المعطف التي تناول موضوعهاوصف حياة كاتب حزين.
انصبّ اهتمام جوجول، بمرور الزمن، على التأثير الأخلاقي لأعماله على مواطنيه. وأحس بفشله في إبراز الجوهر الإيجابي لروح الشعب في شخصيات كتاباته. وشعر بالكآبة عندما شرع في كتابة الجزء الثاني من الأرواح الميتة؛ ففي أثناء إقامته في روما، وقع تحت تأثير كاهن متعصب، أقنعه أن روايته الأخيرة مشؤومة،وعليه أن يُتلفها، وبالفعل، قام جوجول في شهر فبراير 1852م بإحراقها، ولم يعش بعدذلك إلا بضعة أيام .
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
تأثير الألوان ومدلولاتها
" للألوان أثرها على مزاج الناس فهى تنقل تعبيراً قوياً، وتثير فى الحس مشاعر خاصة، وتؤثر فى النفس تأثيرات معينة تختلف من إنسان لأخر. لذا يمكن أن تستخدم الإضاءة الملونة المرتبطة سيكولوجياً بمعانيها وموضوعها فى العمل المسرحى، وبذلك تؤثر فى المشاهد تأثيرا قوياً مبعثه كل من المضمون والشكل على خشبة المسرح.ومن العلاقة بين شكل اللون وما يتركه من أنطباعات نفسية وما يمكن أن يعبر عنه اللون من سجايا وخصائص نفسية يمكن القول بأن لكل لون مدلولاته:
الأبيض
مرتبط بالبراءة والرقة والسلام والتضحية والطهارة والنظافة والنور، كما يرتبط لدى سكان البلاد الشمالية بالجليد والبرودة. وعن تأثيره الرمزى كما ثبت من إحدى التجارب السيكولوجية فوجد أنه يرمز إلى مختلف الفنون.
الأسود
أرتباط بالخوف والحزن والظلام والدهشة والرعب والمكر والخبث والشرف والجريمة واليأس وبصفة عامة فإن الأسود هو العزاء والحزن والفزع حيث تأثيره الرمزى فهو يرمز إلى مختلف الفنون.
الأحمر
وهو من الألوان الساخنة لذا فهو لون مثير له خواصه العدوانية فهو مرتبط بالعنف والاستفزاز والإثارة، وهو يعبر عن النار والدم ويعبر أيضا عن الحقد والحب ويمكن أن يكون تأثيره الهندسى المربع حيث أن فيه استقراراً، أما تأثيره الرمزى فهو يرمز إلى الفن أما من حيث تأثيره الفسيولوجى فهو لون يثير حالات الألتهاب ويساعد على الغضب ، واللون الأحمر يزيد من ضربات القلب ويُسرع فى إيقاع الدورة الدموية لأن إشعاعاته القريبة من منطقة الأشعة تحت الحمراء تجعله يتغلغل بعمق فى الأنسجه داخل الجسم ويمكن استخدامه فى المشاهد المسرحية المعبرة عن الغضب والبغضاء والقتل وكذلك فى المشاهد التى تحتاج إلى القسوة و الصرامة.
الرمادى
وهو أقل شدة من اللون الأسود ويوحى بالبروده ويرمز إلى الوداعة والخضوع ويبعث أحيانا على الكأبة والحزن والأنقباض والتصميم والعزم والرزانة والشيخوخة وهو هادئ و محايد.
البرتقالى
من الألوان الساخنة ويستخدم دلالة على الدفء والوفرة والحرارة كما أنه يعبر عن التوهج الأشتعالى وقد توصل العالم لانج إلى أن لكل لون خصيصة معينة وهو يرى أن اللون البرتقالى لون محبب للنفس (اجتماعى) أما تأثيره النفسى ففيه الاحتمال والقسوة ويمكن أن يكون كالمستطيل فى الأشكال الهندسية.
الأصفر
يعبر عن لون ضوء الشمس وعن السرور كما أنه لون منشط للفكر الفلسفى وأثبت لانج فى تجاربه، أنه يرمز للعظمة والثورة ويقابله الشكل المثلث فى الأشكال الهندسية، ويرمز إلى العلم ومن تأثيره الفسيولوجى نجد أنه لون منشط لخلايا الفكر ويستعمل فى مكاتب العمل. والأصفر من الألوان الساخنة الخاصة (الأصفر الفضى) أما الأصفر الليمونى فينتمى إلى الألوان الباردة.والأصفر هو أكثر الألوان أستضاءة ونورانية فهو لون الشمس والحرارة أما عندما يكون الأصفر داكنا فهو يعبر عن الجبن والإنحطاط والضعف والغيرة والغش والخداع.
البنى
رمز الريف والحصاد والوفرة وهو لون هادئ ومحافظ وفيه وقار ولو أنه أيضا يميل إلى القذارة.
الأخضر
هو لون يعبر عن لون الطبيعة يوحى بالراحة وهو لون يعبر عن التسامح ويدعو للثقة وفيه خصب وأمل وإذا رمزنا به لإحدى المهن فهو يرمز إلى مهنة الطب ويمكن تشبيهه هندسيا بالشكل المعين ومن حيث التأثير الفسيولوجى فهو لون مسكن ومنور. واللون الأخضر يوحى بالبرودة وبالماء والهدوء والسلام ويرى فيه ايزنشتاين لون التجديد والربيع والأمل ويرتبط هذا اللون بالحقول والحدائق والأشجار وكذلك يرتبط اللون الأخضر بمعانى النعيم والجنة.
الأزرق
من ألوان المجموعة الباردة أنه لون الهدوء والصفاء، ويقلل من الهياج والثورة، ويساعد على الإستغراق والتركيز ويرتبط هذا اللون بالسماء والماء فى الطبيعة فهو لون مناسب للهدوء وبرودة الليل والأزرق إن اجتمع مع الأخضر فهو يمثل أقصى درجات البرودة ويوحى بالخفة والخيال؛ فهو يعبر عن الحساسية والحيوية، وعن تأثيره النفسى فهو يوحى بالحقيقة والتجانس ويقابله فى العلوم المختلفة الفلسفة ويمكن تشبيهه هندسيا بالدائرة. وهو لون شفاف مبلل يدعو إلى الخوف وإلى الأحتقار فى الوقت نفسه.
البنفسجى
رمز الحزن والعواطف والهدوء والغنى والأبهة فى الوقت نفسه، ويرى البعض أنه يجمع بين الحب والحكمة وهو لون مهدئ ملطف. كما أن هذا اللون فيه مثالية وملكية وإذا أردنا أن نضع شكلاً هندسياً مقابلاً له فهو الشكل البيضاوى. إن اللون البنفسجى لون عميق ناعم وعندما يكون مائلاً للزرقة فهو ينتمى للألوان الباردة أما إذا كان بنفسجياً مائلاً للحمرة فهو لون ساخن وهذا اللون فيه عزاء وفيه يأس أيضاً. أما من حيث تأثيره الفسيولوجى فهو يؤثر على القلب والرئتين ويزيد من مقاومة أنسجة الجسم.
الأٌرجوانى
رمز الفخامة والغنى لذا فهو دائما يغطى حوائط وأثاث القصور الملكية، وهو رمز البطولة والشجاعة وبالرغم من أن البعض يرى أن هذا اللون يعبر عن الهدوء إلا أنه فى نفس الوقت يوحى بالحزن.
وقد يختلف كثيراً مدلول الألوان النقية الكاملة التشبع عن مدلولها لو نقص تشبعها فاللون الأحمر على سبيل المثال إذا خفف بالأبيض وصار ورديا فلن يدل على جميع المعانى السابقة التى ذٌكرت عنه بل قد يصبح لوناً مرحاً يناسب الدلال، والخفة لذا نرى البنات الصغيرات السن يرتدين هذا اللون بكثرة. كما أن اللون الأزرق المخفف بالأبيض تنطبق عليه الملحوظات السابقة نفسها فتتغير طبيعته بعد إضافة الأبيض إليه ونجد صغار الأولاد يرتدون هذا اللون بكثرة ".(1)
العوامل النفسية والفسيولوجية للون التى تؤثر على إدراكنا له
" من الملاحظ أن الألوان الدافئة تظهر كأنها تتقدم وتنتشر أما الألوان الباردة فتظهر وكأنها ترتد وتتقلص ويظهر ذلك جيداً إذا ما كان هناك تباينات بين كلا النوعين من الألوان. وقد حددت مدام لينور كنت قوة تأثير بعض الألوان على نفسية المتفرج على النحو التالى:
اللون الأحمر:
لون النار والدم فهو ينتج الحرارة. إشعاعاته القريبة من المنطقة تحت الحمراء فى المجموعة الطبيعية تتغلغل بعمق فى أنسجة جسم الإنسان. إن اللون الأحمر يزيد من الأنفعال الثورى، ولذلك فإنه يسبب ضغطاً دموياً قوياً وتنفساً أعمق، إنه لون الحيوية والحركة.
اللون البرتقالى:
لون التوهج والإشتعال يوحى بالدفء كما يوحى بالإثارة.
اللون الأصفر :
لون الشمس إنه لون المزاج المعتدل والسرور. مركز نورانية شديدة فى مجموعة ألوان الطيف. إنه محرك للأعصاب يستعمل أحياناً فى علاج بعض الأمراض العصبية.
اللون الأخضر:
لون الطبيعة منعش مرطب مهدئ. يوحى بالراحة. يضفى بعض السكينة على النفس البشرية. يستعمل أحياناً فى معالجة بعض الأمراض العقلية.
اللون الأزرق:
لون السماء والماء. إنه لون منتعش شفاف يوحى بالخفة. حالم قادراً على خلق أجواء خيالية، وفى المجال العاطفى يوحى بالسلام. كما أنه لون يساعد على تخفيض ضغط الدم، ويساعد على تهدئة النفس.
اللون الأَرجوانى:
لون مهدئ أيضا يوحى قليلاً بالحزن. من خواصه أنه رقيق رطب حالم. مازال هذا اللون يوحى بالفخامة والعظمة.وهناك من البنفسجى العميق الذى يوحى بالحزن ولون أخرمن البنفسجى يوحى بالإنتصار والعظمة ".(2)
المصادر:
1- د.عثمان عبد المعطى عناصر الرؤية عند المخرج المسرحى،القاهرة، الهيئة العامة للكتاب،1996
2- د.عبد المنعم عثمان الديكور المسرحى والتشكيل،القاهرة، سان بيتر للطباعة ،ط1 ،2001
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
يعد ساكس ميننجن أول مخرج في تاريخ المسرح اعتمد على الاتجاه الواقعي في الإخراج المسرحي من خلال تميزه بالواقعية التاريخية وقد ساهم في إنتاج الصورة المسرحية الواقعية ذات البعد الجمالي التي تشمل كل عمليات العرض المسرحي. من ديكور وأزياء وأكسسوارات وكذلك قد ثار ميننجن على مقومات المسرح التقليدي والنظم البالية وفكرة النجومية، واستبدلها بالأسلوب الجماعي في العمل وتنويع المستويات فوق الخشبة تفادياً للرتابة التي تطرحها الخشبة ذات المستوى الواحد. وطبق كذلك نظام الصرامة والانضباط في تدريب الممثلين وتوجيه أعضاء فرقته وبالتالي أوجد نظام الممثل البديل وحركة المجاميع التي تقوم على ممثل بارز يقوم بتأطير مجموعة من أتباعه، وكان لساكس ميننجن تأثير كبير على الكثير من المخرجين الغربيين وخاصة الروسي ستانسلافسكي، والألماني راينهاردت، والبريطاني إرفنج.
ويمتاز ماكس ميننجن بالدقة التاريخية والأصالة الواقعية في التعبير المسرحي، ولاسيما في مسرحيته التاريخية" يوليوس قيصر" التي حاكى فيها القالب التاريخي الروماني على مستوى السينوغرافيا والديكور والإكسسوارات.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
الهيئة الدولية للمسرح تعقد مؤتمرها العام في الصين

أعلنت الهيئة الدولية للمسرح ITI يونسكو أنها ستعقد مؤتمرها العام بعد أسبوعين في مدينة شيامين الصينية بمشاركة 90 دولة ، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة في مقرها بإمارة الفجيرة بحضور توبياس بيانكون الأمين العام للهيئة وكريستينا بابوغيريلي نائب الرئيس ومحمد سيف الأفخم عضو المجلس التنفيذي رئيس الرابطة الدولية للمونودراما .
ويتوافد الأعضاء المتفانون للمسرح من أكثر من 90 بلداً: من القارتين الأمريكيتين، وأستراليا، وإفريقيا، وأوروبا، وآسيا، ومن الدول العربية كمصر والأردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان ودولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يجتمعون لحضور هذا الاحتفال الفريد الملون لفنون الرقص والمسرح والمسرح الموسيقي ، ومن خلال هذا المؤتمر، ستبدأ الهيئة الدولية للمسرح بحملة لتمكين الفنون الأدائية في جميع أنحاء العالم - بمشاركة قوية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالأخص إمارتي الشارقة والفجيرة. وسيقوم الأعضاء ال 800 الحاضرون للمؤتمر من أكثر من 90 بلداً بإثبات أن باستطاعة المبدعين إقامة عالم مبني على السلام والتفاهم المتبادل. ومن ضمن الحضور من الفنانين والمندوبين راقصون ومغنون وممثلون ومخرجون ومصممو رقص وكتاب مسرحيون ومنظمو احتفالات وباحثون ومديرو مسارح، إلخ. وجميع هؤلاء يشتركون في الأهداف الفنية والإنسانية للمنظمة، وفي سعيهم لتمكين الفنون الأدائية واستخدام الفن من أجل السلام والتفاهم الأمثل بين الشعوب.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, سبتمبر 07, 2011
| 
"المهاجر الثقافية" في أستراليا تكرّم مجموعة من المبدعين العرب
أعلنت الأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون التي تشرف عليها جريدة "المهاجر" العالمية التي تصدر عن "منظمة المهاجر الثقافية" في مدينة ملبورن في أستراليا، وهي جائزة مستقلة تمنح سنوياً للأدباء والباحثين والفنانين عبر العالم، تكريماً لإسهاماتهم في مجالات التأليف، والبحث، والنشر، والإبداع، والمساهمة في تلاقح الحضارات والثقافات على نطاق عالمي واسع، عن أسماء الفائزين في دورة موسم "2011"، والتي اشتملت على فروع الفنون، الشعر، القصة، الصحافة، البحث العلمي، المؤلف الشاب.
وقد ارتأت الأمانة العامة للجائزة، بعد استشارات مستفيضة حول طبيعة المشاركات التي قدمت من مختلف البلدان العربية والعالمية، والتي بلغت "1323" مشاركة، أن تعلن النتائج الآتية:
جائزة الفنون:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للسوبرانو المغربية سميرة القادري عن ألبومها الذي شاركت به: "من جبال عرفات إلى جبال البشرات"، وهو عمل فني يضم أشعاراً وأناشيد صوفية كتبها شعراء مورسكيين بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، وقبل الطرد النهائي من الجزيرة الابيرية سنة 1609م، وهو عمل فني متكامل تقاطعت فيه بانسجام تام لوحات فنية تجسدت بالغناء والرقص وقراءة الشعر، فاستطاعت القادري بهذا العمل الأوبرالي الأصيل النبش في ذاكرة جماعية مسكوت عنها، باعتبار أن المورسكيين هم ذاكرة متوسطية مشتركة، وباعتبارها طابوهاً في تاريخ إسبانيا، يخص مأساة شعب تعرض للاضطهاد والتنكيل والتهميش، لذلك احتفت القادري بالقضية الموريسكية، فكان صوت الغجرية والمرأة الموريسكية حاضراً بقوة في هذا العمل تكريماً لهما في حفظ الذاكرة المشتركة، كما منحت هذه الجائزة للأستاذة القادري تقديراً لها لما قدمته خلال سنوات في البحث في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً لغنائها الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا والمونودراما، حيث انفردت بهذه التجربة في الوطن العربي إلى جانب تجارب أخرى في أداء الأوبرا باللغة العربية، من خلال تطويع الكلمة العربية في قوالب موسيقية عالمية، ثم بفضل غنائها بالعربية قطعاً موسيقية عربية- أندلسية باللادينو لقصائد شعبية وروائية سفاردية Ballade - Romances sefarades وبالإسبانية العتيقة Gallego - Poruges قصائد الكانتيغا وبلغة OC أغاني الشعراء الجوالين- التروبادور، والغناء المدجنchant mudejar ، وأخيراً الغناء الصوفي المورسكي باللغة الالخمية Aljamiado، كما أن إنجازات الأستاذة القادري تشهد لها بأحقيتها باللقب، فبالإضافة إلى كونها شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي، فقد أثرت المكتبة المتوسطية بأبحاث تعكس جوهر التاريخ العربي الموسيقي الأصيل، بل وحملته إلى دول العالم بأسمى رسائل الحوار الحضاري والثقافي.
جائزة الشعر:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة لـ مسيرته الشعرية خصوصاً والأدبية عموماً، حيث يعود سبب اختياره لكونه أحد الأعلام الشعرية العربية التي لا يمكن الحديث عن الشعر لولاها، بل إنه ساهم منذ ما يزيد على ثلاثة عقود بأعماله الشعرية المكتنزة نصوصاً أساسية في الشعر العربي والعالمي، في رسم خريطة الحداثة الشعرية العربية التي راهن عليها بقضاياه وأسئلته في كل سيروراتها الظاهرة والخفية، وذلك ببصمته المعجمية النوعية بموسيقاها، وبلاغتها واستعاراتها، وصورها وتمثلاتها، والتي أضفت على الشعر الإنساني وهجاً لقيم الإبداع، والحياة، والاختلاف، والسلم، والحرية. لقد أنجز الأستاذ الريشة أربع عشرة مجموعة شعرية منذ العام 1980، وقد صدرت أعماله الشعرية في ثلاثة مجلدات، كذلك ثمانية كتب في المقالات، والمعاجم، والأنطولوجيات، والبحث، والقراءات، والحوارات، والرؤى، وأنجز أيضاً ثلاثة كتب في ترجمة مختارات معاصرة من الشعر العالمي، كذلك يعمل على ثلاثة مشاريع ترجمات شعرية أخرى، وهو يستحق فعلاً لقب "الناسك الشعري" الذي لقّب به، حيث سخّر جلّ سنوات حياته للعمل الشعري والأدبي، ولم يزل.
جائزة القصة:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة مناصفة بين القاص والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني، عن مجموعته القصصية "2011 عام الثورة" التي اعتمدت كما باقي مجاميعه القصصية الأخرى على أساليب ومقومات فنية رصينة، أضفى عليها بلاغته وأسلوبه الساخر لموضوع المجموعة الذي يساير التغيرات الحالية في العالم العربي، كما وقفت الأمانة العامة على مشاريعه القصصية الرائدة التي أشرف عليها، منها ترجمته لخمسين "50" قاصة وقاصاً مغربياً إلى اللغة الإنجليزية ضمن أنطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" وهو مشروع ثلاثي الأجزاء صدر له في نسخته الورقية العربية على ثلاث سنوات: "أنطولوجيا الحلم المغربي" سنة 2006، "أنطولوجيا الحب" سنة 2007، و"أنطولوجيا الحرية" سنة 2008، وهو المشروع الذي اختيرت منه بعض نصوصه المترجمة ضمن "صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية المعاصرة" التي أصدرتها جامعة أوليف هارفيه بولاية شيكاغو الأمريكية صيف 2010. وارتأت اللجنة أن تمنحه الجائزة لمخطوطه المشارك به ولإصداراته القصصية التي اعتمد فيها أسلوباً ساخراً خاصاً ميزه عن بقية المشاركات المقدمة للجائزة، والتي تقاسمها مع الشاعر والقاص الدانماركي نيلس هاو الذي حاول من خلال كتاباته القصصية بداية من مجموعة "حين أصير أعمى"، و"جغرافيا الروح"، ومجموعة "عناصر" إلى مجاميع أخرى، بإرساء أسس إبداعية مكبلة بسلاسل الأبجديتين العربية واللاتينية، في فلسفة تحتويه بهمومها الوجودية التي ظل ينشدها عبر العالم، كالحب والشوق، ودعوته في أعماله القصصية كما الشعرية إلى التسامح، والإعلاء من قيمة الثقافة.
جائزة الصحافة:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة لهذا العام لصحيفة "نيويورك تايمز"، تقديراً لها لما قدمته للإعلام الحر عبر العالم، وتتويجاً لمسارها الإعلامي لما يزيد عن ستة عقود من الريادة الصحفية عبر العالم، توجتها بأكثر من 95 جائزة بوليتزر، وجوائز أخرى.
جائزة البحث العلمي:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للباحث المصري في جامعة القاهرة الدكتور عماد علي عبد اللطيف علي، عن بحثه المقدم للجائزة "البلاغة الأبوية في الخطاب السياسي العربي، دراسة في استعارة "كبير العائلة المصرية" في خطب السادات" اعترافاً بأحقية هذا البحث عن بقية البحوث المشاركة بها في الجائزة، لكتابته العلمية الرصينة، المعتمدة على التجديد، ثم لقيمة الأستاذ على المستوى العلمي الأكاديمي الدولي، من خلال حضوره البارز محاضراً فطناً، وكاتباً رصيناً، وفائزاً في أرقى المسابقات الدولية والعربية الخاصة بالنقد والبلاغة العربية.
جائزة المؤلف الشاب:
قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للقاص والناقد المصري الدكتور علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عن بحثه "جماليات السرد في القصة التراثية، أخبار الطُّفيليين نموذجًا"، نظراً لما امتاز به البحث من توثيق علمي دقيق للتراث الأدبي العربي الذي تناوله بالدرس والتحليل، وأيضاً لقيمة الباحث الشاب على مستوى القصة القصيرة والبحث العربيين.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الثلاثاء, سبتمبر 06, 2011
| 
صــــــــلاح عبـــد الصبــــــــــور 1930 ـ 1981
شاعر وناقد ويعد من رواد الشعر الحديث والدراما الشعرية في مصر. ولد بالزقازيق عام 1930م أكمل دراسته حتى وصل إلى الجامعة حيث تخرج في جامعة القاهرة في كلية الآداب قسم اللغة العربية ، أخذ يكتب الشعر في سن مبكرة وكان ذلك في مرحلة دراسته الثانوية ، ثم أخذ ينشر قصائده في مجلة الثقافة القاهرية والآداب البيروتية.
شغل صلاح عبد الصبور عدة أعمال ، حيث عيّن بعد تخرجه مدرسا بوزارة التربية والتعليم إلا أنه استقال منها ليعمل بالصحافة ، وفي عام 1961م عيّن بمجلس إدارة الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر، وشغل عدة مناصب بها.
اطلع عبد الصبور على الشعر الأجنبي وأعجب بشعر الإنجليزي ت . س إليوت وتأثر به ، وفى منتصف الستينات خاض أول تجربة له في الدراما الشعرية فكتب مسرحيته: " مأساة الحلاج " عام 1965، وقد كان تأثره في هذه المسرحية بالشاعر الإنجليزي إليوت واضحا جدا ، وهذه المسرحية جاءت شبيهة بمسرحية إليوت: " جريمة قتل في الكاتدرائية ".
تنوعت أعمال صلاح عبد الصبور بين المسرحيات التي كتبها ، وبين دواوينه الشعرية وبين دراساته ومقالاته الأدبية
كتب عبد الصبور خمس مسرحيات هي :
1ـ " مأسـاة الحلاج " وهي تعالج قصة استشـهاد الحسـين بن المنصور ـ المشهور بالحلاج ـ في بغداد عام 309 هـ ، بعد محاكمة أمام ثلاثة قضاة، وتتخذ من شخصية الحلاج ـ الذي كان شاعرا منصوفا ومصلحا اجتماعيا في آن واحد – مناسبة لطرح قضية الالتزام : وإلى أي حد يجوز للمفكر أن يلتحم بمشكلات عصره ؟ وهل يقتصر على تسجيل رأيه أم ينزل إلى حومة الفعل المباشر ؟ وهل له الحق أن يحاول تغيير الضمائر أم يعمد إلى العنف الثوري ؟! .
2ـ مسرحية: " مسافر ليل ". وهى مسرحية طليعية قصيرة تأثر فيها عبد الصبور بمسرح العبث ، موضوعها القهر والانهزام أمام السلطة .
3ـ مسرحية: " الأميرة تنتظر". ولجأ فيها الكاتب إلى عالم الأساطير وأجواء ألف ليلة وليلة ، وتتحدث عن قصة الأميرة ووصيفاتها الثلاث ، وهي تصور ما يتعرض له الإنسان من قهر وظلم.
4ـ مسرحية: " بعد أن يموت الملك ". وتتناول فكرتها الرئيسية الصراع بين الخير والشر ، وتنتهي بانتصار الخير على الشر بعد صراع عنيف بينهما.
5 - مسرحية: " ليلى والمجنون ". تتصف هذه المسرحية الشعرية بالطابع الاجتماعي ، حيث إنها تتناول قضية تمس المثقفين في مصر قبل ثورة 1952 الذين فقدوا القدرة على الحب ، تدور معظم أحداث المسرحية قبل ثورة 1952. وهي تحكي قصة مجموعة من الصحفيين الشباب فقدوا القدرة على الحب بسبب المناخ العام ، ويطرح رئيس التحرير حلاً لأزمتهم وهو أن يقوموا بتمثيل مسرحية رومانسية عن الحب ، ويختار لهم مسرحية: " مجنون ليلى " لأحمد شوقي، ويظهر التباين الشديد بين العاشقين ليلى والمجنون ونظيريهما المعاصرين ليلى وسعيد. كان قيس عند ـ أحمد شـوقي ـ عاشقا صاحـب قضيـة فرديـة، أما سعيد ـ عند صلاح عبد الصبور ـ فكان على النقيض عاجزا عن الحب مهزوما تثقله ذكريات الطفولة الأليمة ، فتتحول ليلى إلى حسام الذي يكشف عن وجهه القبيح بكتابة التقارير عن زملائه في الجريدة ، يسجن سعيد لاعتدائه على حسام ، ويتفرق أفراد الجماعة محبطين ويمضي كل منهم في سبيله ، بعد أن استسلموا للعجز واليأس.
المصادر
د . فاطمة موسى . قاموس المسـرح ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ..
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الثلاثاء, سبتمبر 06, 2011
| 
أهم التقنيات الدرامية التي يمكن اللجوء إليها للاستعانة بها في إخراج العروض المسرحية الموجهة إلى الأطفال الصغار، وتحبيك مشاهدها الدرامية، وتأزيم أحداثها بطريقة حركية ديناميكية. وهذا المسرح قريب جدا من اهتمامات الأطفال من الناحية الذهنية والوجدانية والحسية الحركية، مادام هذا المسرح يستخدم الحيوانات المقزمة في صيغ دراماتورجية مختلفة تتأرجح بين التراجيدي والكوميدي، وترد في أوضاع درامية متنوعة تجمع بين الجمال والقبح، والجد والهزل. كما يشغل هذا المسرح الطفولي الكائنات البشمن المعروف أن مسرح العرائس له عدة مصطلحات ومفاهيم مترادفة أو شبه مترادفة، منها: مسرح الدمى، ومسرح الماريونيت، ومسرح الكراكيز، ومسرح الأراجوز، ومسرح قره قوز، ومسرح قرقوش…
فإذا كانت الدمى والعرائس والماريونيت كائنات جامدة مصنوعة بأدوات ومواد مختلفة يحركها اللاعب أو الممثل فوق الخشبة الركحية لأداء مجموعة من الأدوار التشخيصية الدرامية، فإن كلمة الكراكيز أو قره قوز تركية الأصل " مؤلفة من لفظتين: قره، ومعناها أسود، وقوز ومعناها عين، فالمعنى الكامل(العين السوداء)، وسمي بذلك أن الغجر السود العيون هم الذين يؤدونه، أو لأنه ينظر إلى الحياة بعين سوداء أو من خلال منظار أسود، لأن القره قوز يقوم على الشكوى من الحياة ومحنها ومفاجآتها وتقلب أحوالها ونقدها. وزعم المستشرق (ليتمان) أن لفظة قره قوز تحريف لاسم (قرقوش) الذي كان وزيرا في عصر الأيوبيين وقد اشتهر بالظلم إن حقا وإن باطلا."
وعليه، فمسرح العرائس والدمى هو مسرح يعتمد على تشغيل الدمى أو الكراكيز والماريونيت بطريقة دراماتورجية فنية للتثقيف تارة وللترفيه تارة أخرى. وهو أيضا مسرح مكشوف يعرض قصصه في الهواء الطلق، وله ستارة تنزل على الدمى أو ترتفع عنها. أما الممثلون فشخص واحد أو أكثر وقد يصلون إلى خمسة، وهم على شكل دمى محركة بواسطة أيدي اللاعبين من تحت المنصة أو بواسطة الخيوط.
من هنا، نستنتج بأن مسرح العرائس هو مسرح الدمى والكراكيز والعرائس المتحركة. ومن المعلوم، أن لهذا المسرح تأثيرا كبيرا على الأطفال الصغار، حيث يبهرهم ويدهشهم بقصصه الهادفة التي تسعى إلى إيصال القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة لغرسها في نفوس هؤلاء الأبرياء الصغار.
وعلى العموم، فهذا المسرح يعتمد على الدمى باعتبارها شخصيات فاعلة فوق الركح، تحركها أيد بشرية من الخلف أو من فوق أو من تحت. ويمكن أن تكون هذه الدمى كائنات بشرية أو حيوانات أو كائنات نباتية أو أشياء جامدة. ويتحكم فيها المخرج أو الممثل أو اللاعب بكل مرونة وطواعية، فتؤدي كل مايريد المخرج أن يوصله إلى الطفل من أفكار ومشاعر وأحاسيس ورؤى.
ومن حيث الفضاء الدرامي الذي تشغله هذه الدمى والعرائس، فإن اللاعبين يقدمون عروضهم داخل علب مغلقة، ينفتح وسطها على الجمهور في شكل شاشة سينمائية. وفي هذا الوسط الركحي، تتراقص الدمى والعرائس من قبل لاعبين مختفين خلف العلبة. وهناك من يقدم عروضه المسرحية بواسطة الدمى والعرائس فوق خشبة المسرح، ويحركها بشكل مباشر أمام الجمهور. ولكنه لايرى من قبل المشاهدينرية الصغيرة التي تهتز جسديا وموسيقيا وكوريغرافيا بطريقة لافتة
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الثلاثاء, سبتمبر 06, 2011
| 
يقول الحكيم عن مسرح اللامعقول" … إنّ اللامعقول عندي ليس هو ما يسمى بالعبث في المذاهب الأوروبية …ولكنه استكشاف لما في فننا وتفكيرنا الشعبي من تلاحم المعقول في اللامعقول … ولم يكن للتيارات الأوروبية الحديثة إلا مجرد التشجيع على ارتياد هذه المنابع فنياً دون خشية من سيطرة التفكير المنطقي الكلاسيكي الذي كان يحكم الفنون العالمية في العصور المختلفة… فما إن وجدنا تيارات ومذاهب تتحرر اليوم من ذلـك حتى شعرنا أننـا أحـق من غيرنا بالبحث عـن هـذه التيارات في أنفسنا … لأنها عندنا أقدم وأعمق وأشد ارتباطاً بشخصيتنا ".
ولقد كتب الحكيم في هذا المجال العديد من المسرحيات ومن أشهرها:
مسرحية " الطعام لكل فـم ".
وهي مزيج من الواقعية والرمزية. ويدعوا الحكيم في هذه المسرحية إلى حل مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير في مشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع، فهو ينظر إلى هذه القضية الخطيرة نظرته المثالية نفسها التي تعزل قضية الجوع عن القضية السياسية. فالحكيم لا يتطرق هنا إلى علاقة الاستعمار والإمبريالية والاستغلال الطبقي بقضية الجوع ولا يخطر بباله أو أنه يتناسى عمداً أن القضاء على الجوع لا يتم إلا بالقضاء على الإمبريالية التي تنهب خيرات الشعوب نهباً، ولا يتم ذلك إلا بالقضاء على النظام الرأس مالي الاستغلالي وسيادة النظام الاشتراكي الذي يوفر الطعام للكل عن طريق زيادة الإنتاج والتوزيع العادل.
مسرحية " نهر الجنون ".
وهي مسرحية من فصل واحد، وتتضح فيها أيضاً رمزية الحكـيم. وفيها يعيد الحكيم علينا ذكر أسطورة قديمة عن ملك شرب جمـيع رعاياه من نهر كان ـ كما رأى الملك في منامه ـ مصدراً لجنون جميع الذين شربوا من مائه، ثمّ يعزف هو ورفيق له عن الشرب، وتتطور الأحداث حتى ليصّدق رعاياهم فعلاً أن هذين الاثنين الذين لم يشربا مثلهم ـ بما فيهما من اختلاف عنهم ـ لا بدّ وأنهما هما المجنونان إذاً. وعلى ذلك فإنّ عليهما أن يشربا أيضاً مثلما شربوا. وقد جردّ الحكيم مسرحيته من أي إشارة إلى الزمان والمكان. وهكذا فإننا نستطيع أن نشعر بصورة أكثر وضوحاً لاعترض الحكيم ضد هذا القسر الذي يزاوله المجتمع على الإنسان فيجبره على الإنسياق و التماثل.
وهناك العديد من المسرحيات الأخرى المتسمة بطابع اللامعقول، ومن أهمها: " رحلة إلى الغد " و " لو عرف الشباب ". وفي المسرحية الأولى منهما يسافر رجلان خمسمائة سنة في المستقبل. وفي الثانية يسترد رجل مسن شبابه. ويحاول هؤلاء جميعاً التكيف مع حياتهم الجديدة ولكنهم يخفقون.
ويخرج الحكيم من هذا بأنّ الزمن لا يقهر، والخلود لا ينال، لأنهما أبعد من متناول أيديّنا. وإلى جوار فكرة الزمن يشير الحكيم إلى النتائج الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن البحث العلمي والتقدم فيه.
المصادر
د . عبد الرحمن ياغي . في الجهود المسرحية ( الإغريقية الأوروبية العربية ( من النقّاش إلى الحكيم )
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 

وكليفورد غيرتز (1926-2006) من الأنثروبولوجيين الأمريكيين الذين جدَّدوا الأنثروبولوجيا بتحريرها من أشكال التفسير السببي، السيكولوجي أو البنيوي أو الاجتماعي، على النحو الذي يظهر مع رواد الأنثروبولوجيا في الثلثين الأولين من القرن العشرين. استطاع غيرتز، بفضل انفتاحه العريض على فكر ماكس ڤيبر، الذي يرى أن “الإنسان سجين شبكات من المعاني نسجها بنفسه”، أن يبلور فكرة رئيسية مفادها أن شبكات المعاني هذه هي التي تشكل الثقافة، وتجعل منها “نسقا” يتجسد في “الرموز المنقولة تاريخيا”. وهذا النسق، برأيه، هو “الذي ينظم الحياة الذاتية ويوجه السلوك الخارجي”. وتظهر هذه الفكرة، التي تقطع مع تصور الثقافة على الطريقة السوسيولوجية الموروثة عن دوركايم، في الكثير من أعماله، إذ أبان أن تفسير الثقافة هو علم تأويلي يبحث عن معاني، أكثر منه علم تجريبي يبحث عن قواعد. وهذه القناعة هي التي جعلته يصر على ضرورة “الوصف المكثف” للظواهر وللمجال موضوع الملاحظة. لقد ارتبطت أفكار كليفورد غيرتز بالرصيد النظري الذي وفَّره ماكس ڤيبر، لكن أيضا بملاحظاته ومشاهداته الميدانية في بقاع مختلفة من العالم، إذ تأمل أنظمة الديانات والعقائد وأساليب التفكير والقيم والممارسات التي تتأسس ضمنها ومن خلالها الحياة الاجتماعية، ليخلص إلى نتيجة أساسية، كون أن هذه الأنظمة الثقافية هي التي تضفي المعنى على الوجود في أعين الناس. كما ارتبطت أعمال كليفورد غيرتز بتاريخ الأديان المقارِن والدراسات الثقافية، هذا بالإضافة إلى تشبعه بالأدب الذي منحه مساحة من الخيال، خلقت نوعا من التلاقح بين الكتابة الأدبية والكتابة الأنثروبولوجية. وكل هذه الروافد، الفلسفية والتاريخية والأدبية والميدانية، أسست لنظرية تأويلية كان لها كبير الأثر، ليس فقط على ميدان الأنثروبولوجيا، وإنما أيضا على ميادين أخرى في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. ومعلوم أن كليفورد غيرتز، الذي درّس أفكاره في جامعات شيكاغو، وبيركلي، وبرينستون، قد اشتغل على مجالين اجتماعيين ودينيين وثقافيين هامَّين، يتنافران من حيث النموذج، ويتكاملان من حيث التفسير، وهما إندونيسيا (بالي الهندوسية، وجافا المسلمة) خلال الخمسينيات من القرن العشرين، والمغرب (صفرو) خلال الستينيات. وقد أسست هذه الأعمال، التي تجاوز من خلالها هذا الأنثروبولوجي نظريات كبار الأنثروبولوجيين من أمثال إيفانس بريتشارد وكلود ليفي ستروس، لمدرسة قائمة الذات هي المدرسة التأويلية، برز ضمنها عدد من الأنثروبولوجيين الذين اشتغلوا بدورهم حول الثقافة الدينية لفهم المجتمع المغربي، منهم فينسينت كرابانْزانو (الطريقة الحمدوشية، 1973)، وبول رابينو (الهيمنة الرمزية بقرية سيدي لحسن اليوسي، 1975)، وديل أيكلمان (الإسلام بالمغرب، 1976).من هذا المنطلق يُطرح علينا أكثر من سؤال بخصوص التأثير الذي تركه كليفورد غيرتز فيما يتصل بفهم المجتمع الإسلامي عموما، والمجتمع المغربي على نحو خاص، وطرق اقتحام هذا الفهم، الذي لعبت فيه الأنثروبولوجيا دورا هاما جدا خلال القرن العشرين، ومدى تقاطع هذا الفهم، أو مجابهته، مع الفهم التاريخي الذي يقدمه المؤرخون المغاربة من جهة، والفهم الكولونيالي، التاريخي والسوسيولوجي، كما تركته المدرسة الفرنسية، من جهة أخرى. على هذا الأساس .
وبمناسبة صدور الترجمة العربية لكتاب تأويل الثقافات، تناظر باحثون مغاربة ينتمون إلى مجالات التاريخ والفلسفة والأنثروبولوجيا في موضوع “كليفورد غيرتز والأنثروبولوجيا التأويلية”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، يوم 28 ماي 2011، بمبادرة من “مختبر تاريخ وسوسيولوجيا المغارب” ومجلة رباط الكتب الإلكترونية. وقد أثمر هذا اللقاء العلمي ملفا هاما يتكون من أربع مساهمات لكل من عبد الأحد السبتي، وعبد المنعم الشقيري، وعبد الغني منديب، والجيلالي العدناني، تتقاطع فيه وتتواجه نظرات علوم الإنسان. وكل هؤلاء سبق لهم أن تعاملوا مع أعمال كليفورد غيرتز، بشكل من الأشكال، في أبحاثهم أو في الطريقة التي شيدوا بها موضوعاتهم. يقدم عبد الأحد السبتي قراءة كثيفة في مفهوم “الوصف المكثف” الذي يعتبر “بمثابة بيان في منهج الأنثروبولوجيا التأويلية، ومنعطف هام في هذا التيار الذي تميزت به المدرسة الأنثروبولوجية الأنجلوساكسونية”. وقد ركز على ثلاثة نصوص أنتجها كليفورد غيرتز في مساره كباحث ومجدد في ميدان الأنثروبولوجيا، وهي “الوصف المكثف”، و“سوق صفرو”، و“صراع الديكة في بالي”، مبيِّنا نقاط التقاء مفهوم الوصف المكثف ومفاهيم أخرى أساسية في التحليل الاجتماعي والثقافي، وخاصة مفهوم “النموذج الذهني” الذي اقترحه ماكس ڤيبر، ومفهوم “الظاهرة الاجتماعية الكلية” الذي صاغه مارسيل موس، والذي اعتمده عبد الأحد السبتي في فهم ظاهرة “الزطاطة” وامتداداتها الاجتماعية والثقافية. ومعنى ذلك أن الاطلاع على أعمال كليفورد غيرتز وفهمها والاحتكاك بها على نحو مباشر، أو غير مباشر بواسطة أعمال تلامذته، من شأنه أن يوفر للمؤرخ إمكانيات هامة لبناء الموضوع التاريخي، وتوسيع مساحة إدراك الماضي والجسور الرابطة بين الحاضر والماضيومن جهته، يقتحم عبد المنعم الشقيري في مقالته “الأسس الثقافية للدِّين عند كليفورد غيرتز”أعمال هذا الأخير بأدوات فلسفية، من خلال مناقشة قضية الدِّين. ينطلق الشقيري من تعريف غيرتز للدين، كونه نسق ثقافي، نسق من الرموز والدلالات، تتشكل عبره تصورات للوجود ذات هالة واقعية، ويتتبع منطقه في هذا التعريف الذي يستند إلى أسس ثقافية مستمدة من فكر ماكس ڤيبر، ثم يفتح نقاشا بهذا الخصوص على ضوء الانتقادات التي بلورها طلال أسد، والتي تتلخص في كون الخطاب الغيرتزي سقط في “حبال المركزية الغربية” بتعميمه لنموذج ثقافي كوني يرتبط ارتباطا شديدا بالثقافة الدينية الغربية، اعتُمد في تفسير ديانات أخرى ذات خصوصيات من حيث العلاقة بالسلطة، بالمؤسسات الاجتماعية، بالانضباط الجسدي، وغيرها من الأمور التي يصعب تذويبها في “مجموعة من الأمزجة والحوافز الشاملة” كمكون أساسي للدِّين.وبالعلاقة مع المغرب وممارسة الدِّين فيه، يقترح عبد الغني منديب عرضا حول“الأنثروبولوجيا التأويلية والإسلام” من خلال مقارنةٍ بين كليفورد غيرتز وديل أيكلمان. وإذا كان هذان الباحثان قد اجتهدا في فهم المجتمع المغربي وآليات اشتغاله الثقافية، من خلال دراسة المعتقدات الدينية والممارسات المرتبطة بها، انطلاقا من رؤية تأويلية تجمع بينهما أكثر مما تفرِّق، بحكم استنادهما إلى نظرية ماكس ڤيبر حول التفاعل الحاصل بين المنظومات الثقافية والمعتقدات الدينية، فإن لكل منهما أسلوب خاص في الكتابة ومقاربة الظواهر. فعلى خلاف كليفورد غيرتز الذي يتميز أسلوبه في الكتابة بالتعقيد وكثرة المجازات والتشبيهات والإغراق في البرهان النظري، فإن ديل أيكلمان يبقى أسلوبه في الكتابة سلسا وعميقا في ذات الوقت، كما أن درايته بالمجتمع المغربي تبدو أكثر عمقا، من حيث المعرفة الدقيقة بتفاصيل الأحداث ومحاورة الكتابات الكولونيالية، الفرنسية تحديدا، وما بعد الكولونيالية، الأنجلوساكسونية بالخصوص. ويرى عبد الغني منديب أن الاطلاع على إنتاجات هذين الأنثروبولوجييْن التأويلييْن البارزيْن حول الدين والمعتقد بالمغرب، يسير بالقارئ النبيه إلى الكشف عن مواطن اختلاف دقيقة بين الرجلين، يعبر عنها ديل أيكلمان، بطريقة غير معلنة، بفضل أسلوبه وحذقه ودقة تفكيره. ويختم الجيلالي العدناني هذه الحلقة من النقاش بمساهمة حول “استعمالات السيرة لدى رواد الأنثروبولوجيا التأويلية” انطلاقا من أدوات المؤرخ. فقد تتبع استعمال الأنثروبولوجيِين، المنتمين للمدرسة التأويلية، للسِّير والتراجم بغرض فهم الظواهر والرموز وتفكيكها وتأويلها، وعاد في عملية المتابعة هذه إلى الإنتاج الكولونيالي الفرنسي، التاريخي والسوسيولوجي، ليستنير به لفهم طروحات كليفورد غيرتز. يقف الجيلالي العدناني على تأثر كليفورد غيرتز بجاك بيرك فيما يتصل بنقد طرح إرنست غيلنر الانقسامي، وتأثره بألفريد بيل بخصوص فهمه للإسلام بالمغرب، كونه خضع في تاريخه لإعادة صياغة منحته سمة عربية وإسلامية تارة، وسمة أمازيغية ووثنية تارة أخرى، في تأويلاته للثقافة الدينية بالمغرب، وذلك عبر سلسلة من القراءات والاقتباسات والاستنباطات، من دون الرجوع إلى النصوص التاريخية، رغم توفرها، للتحقق من أمور كثيرة كان من شأنها تنسيب الأشياء وضبطها، ليخلص صاحب المقال إلى عبارة مقتبسة عن قول الفقهاء، كون أن “الأنثروبولوجيين يفضلون التيمم بالرغم من وجود الماء”.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 
فرق مسرحية من 9 دول تمتع الجماهير في المسرح الوطني الكوري
يشهد المسرح الوطني الكوري حتى يوم 30 أكتوبر عروضا مسرحية من شتى أنحاء العالم في إطار المهرجان العالمي للمسارح الوطنية لعام 2011 الذي بدأ منذ يوم 31 أغسطس الماضي ويستمر شهرين كاملين.
وسوف يعرض مهرجان هذا العام 30 مسرحية من تسع دول مختلفة ، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة على بدء إقامته في عام 2007.
ومن بين العروض الفنية الكورية المهمة في برنامج المهرجان عرض "السيد أرنب والملك التنين" لفرقة تشانج جوك الوطنية الكورية ، وعرض "النفس ، زهرة عباد الشمس" للفرقة الوطنية الكورية للرقص.
ويعتبر عرض "السيد أرنب والملك التنين" نسخة أوبرالية من عروض أغنيات البانسوري الخمس المشهورة وهي "أغنية القصر المبني تحت الماء".
وسيتم تقديم هذا العرض المسرحي في قاعة هاي الرئيسية الساعة 7:30 مساء 8 و9 سبتمبر ، وفي الثانية من بعد الظهر والسابعة مساء يوم 10 سبتمبر ، وفي الثانية من بعد ظهر يوم 11 سبتمبر.
وسوف يمتع فريق من الراقصين التقليديين الكوريين وعازفي موسيقى الجاز الحاضرين في عرض "النفس .. زهرة عباد الشمس" الذي سيتم تقديمه أيضا على مسرح قاعة هاي الرئيسية في السابعة من مساء يوم 24 سبتمبر الحالي ، وفي الثالثة من بعد ظهر يوم 25 سبتمبر أيضا.
وحصل هذا العرض على رد فعل إيجابي للغاية عند تقديمه في ألمانيا عام 2010 وفي كل من بلجيكا وهولندا في عام 2011.
ومن بين المسرحيات المشهورة التي سيتم عرضها من الدول الأخرى :قضية ماكروبولوس" لفرقة المسرح الوطني التشيكية ، و"الإمبراطور الأخير" لفرقة لياو نينج الصينية للباليه ، و"طريق بيون السريع" لفرقة راجا المسرحية الهندية ، و"قصة لا تنتهي" لفرقة صوفيا 6 البلغارية للرقص الشعبي.
وتعتبر مسرحية "قضية ماكروبولوس" عرضا خياليا سيتم إنتاجه بواسطة المنتج روبرت ويلسون.
ومن المقرر تقديم هذه المسرحية الساعة الثامنة مساء يوم 30 سبتمبر ، وفي الثانية من بعد الظهر والسابعة مساء يوم 10 سبتمبر على قاعة هاي الرئيسية.
ويعد عرض "الإمبراطور الأخير" إنتاجا مشتركا بين فرقة لياو نينج الصينية للباليه وفرقة شتوتجارت الألمانية للباليه.
وقام بإخراج عرض الباليه الرائع هذا المبني على أساس قصة فيلم "الإمبراطور الأخير" المخرج الإيطالي إيفان كافالاري ، وسوف يتضمن العرض شكلا جديدا من أشكال دراما الباليه المتناغمة مع العناصر الثقافية من الشرق والغرب.
وسيتم تقديم هذا العرض المسرحي على قاعة هاي الرئيسية الساعة الثامنة مساء يومي 20 و21 سبتمبر الحالي.
وتعد مسرحية "طريق بيون السريع" لفرقة راجا المسرحية الهندية أول عرض فني كوري عن الدراما الهندية المعاصرة التي تحمل الإسم نفسه ، والتي تقوم على أساس كتاب كوميدي يظهر كيف نجح ثلاثة رجال في الحفاظ على صداقتهم بعد أن شاهدوا بأعينهم وفاة صديقهم.
وسيتم تقديم هذه المسرحية على قاعة دال الصغيرة الساعة الثامنة مساء يوم 9 سبتمبر والساعة الثانية من بعد الظهر والسابعة مساء يوم 10 سبتمبر.
وسوف يقدم أكثر من عشرين راقصا ممن يرتدون الملابس التقليدية البلغارية رقصات شعبية من بلدهم في إطار عرض "قصة لا تنتهي أبدا" التي تقدمها فرقة "صوفيا 6" للرقص الشعبي الساعة الثالثة عصر يوم 23 سبتمبر ، وأيضا يوم 24 من الشهر نفسه على مسرح مركز كبيه بي ستوديو ها نيول الشبابي.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 
تفتح المسارح الروسية أبوابها أمام الجمهور مع حلول فصل الخريف، ومن بينها مسرح فاختانغوف الشهير بموسكو الذي بدأ موسمه الجدد، كغيره من المسارح، باجتماع أفراد الفرقة التقليدي لمناقشة برنامج المسرح في الأشهر المقبلة.
والجدير بالذكر ان الموسم الجديد مميز بالنسبة لمسرح فاختانغوف، الذي سيحتفل في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم بمرور 90 عاما على تأسيسه. ومن المتوقع أن يثير الاهتمام الأكبر لدى الجمهور العرض الأول لمسرحية "المرفأ" الذي سيتم تقديمه بمناسبة هذا اليوبيل. وقال المدير الفني للمسرح ريماس توميناس " لقد تخلينا عن تنظيم حفلات وعروض فكاهية، تقام عادة بمناسبة اليوبيل، وبدلا منها قررنا أن نخرج مسرحية جديدة، تكون دلالة على احترامنا لتاريخ هذا المسرح ولأفراد فرقته الذين ساهموا في تكوين سمعته العالية في روسيا وخارجها".
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, سبتمبر 05, 2011
| 
الكلمة يونانية الأصل dran ومعناه الحرفى "يفعل- أو عمل يقام به" ثم انتقلت الكلمة من اللغة اللآتينية المتأخرة drama إلى معظم لغات أوروبا الحديثة ولأن الكلمة شائعة فى محيطنا المسرحى فيمكن التعامل معها على أساس التعريب فنقول: عمل درامى ،حركة درامية، كاتب ، ناقد، عرض، معالجة، صراع، فن، مهرجان، تاريخ، أدب، فرقة، اندية..الخ. إذا كان كل ذلك يتعلق بالنص.
2- ولقد عرف "أرسطو" الدراما بأنها "محاكاة لفعل إنسان" وفى تفسير ذلك ذهب النقاد فى دروب متشعبة. ولعل أقرب تفسير إلى روح العبارة المذكورة ما قيل من أن الدراما تتكون من عناصر جوهرية:
1- الحكاية.
2- تصاغ فى شكل حدثى لا سردى.
3- وفى كلام له خصائص معينة.
4- ويؤديها ممثلون.
5- أمام جمهور. وعلى أية حال فإن لفظة دراما تعنى مدلولين:
1- النص المستهدف عرضه فوق المسرح،أيا كان جنسه أو مدرسته أو نوعية لغته. ويتقلد أدوار شخصياته ممثلون يقومون بتأدية الفعل ونطق الكلام.
2- المسرحية الجادة ذات النهاية السعيدة أو الأسيفة والتي تعالج مشكلة هامة علاجاً مفعماً بالعواطف على ألا يؤدى إلى خلق إحساس فجيعى مأسوي ".
" ولقد اتخذت الدراما أشكالا مختلفة من عصر إلى عصر، تناسباً مع التطور الطبيعى للمجتمع ومع ما ينتج عن هذه الحركات الاجتماعية من فكر وقيم. وليس هذا أمرا غريباً إذا أخذنا فى الاعتبار أن فن المسرح ينبع من المجتمع ويرتد مرة أخرى ليصب فيه. والدراما كفن من فنون التعبير ترتبط بقدرة الإنسان منذ بدء الخليقة على التعبيرعن نفسه وعن مكنونات بيئته الطبيعية والاجتماعية وقد اتخذ هذا التعبير دائما شكلين: تعبير خارجى وتعبير داخلي يتفاعلان فى علاقة جدلية فالتعبير الخارجى ما هو إلا شكل تنفيذى للداخلى وهذا التعبير فعل يستفز فيمن يستقبله رد فعل طبقا للقاعدة العلمية التى تؤكد "أن لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه" بل إن المسألة تتجاوز هذا الحد فنرى أن رد الفعل يتحول مرة أخرى الى فعل " .
وأن هناك خلط بين مفهوم الدراما والتراجيديا فهناك الكثير ممن يعتقدوا أن الدراما تعنى التراجيديا فى حين أن الدراما كما طرحنا سابقا تختلف عن التراجيديا إذ أن التراجيديا أو المسرحية المأساوية "عبارة عن مجموعة من الأحداث الجادة المترابطة على أساس سببي معقول ومحتمل الوقوع وتدور هذه الأحداث حول شخص مأزوم(البطل)يصارع مصارعة ايجابية ضد قوى الآهية أو اجتماعية أو نفسية ومن خلال تتابع الأحداث يكون الجو السائد حزيناً شجياً ولكن قد تلمع فيه ومضات سريعة جداً من الترويح الملهوى وفى كثير من الأحيان تختتم المسرحية بنهاية كارثية تتمثل فى موت البطل أو هزيمته الساحقة ".
المصادر
1- د, إبراهيم حمادة: معجم المصطلحات الدرامية، القاهرة،دار المعارف،1985 .
2- د. احمد بدوى:محاضرات فى علوم المسرح ، الزقازيق, جامعة الزقازيق، كلية التربية النوعية
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, سبتمبر 03, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, سبتمبر 03, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, سبتمبر 03, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, سبتمبر 03, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, سبتمبر 03, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الجمعة, سبتمبر 02, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, سبتمبر 01, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, سبتمبر 01, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, سبتمبر 01, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, سبتمبر 01, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, أغسطس 29, 2011
| 
 |
| ألكسندر نيقولايفيتش أستروفسكي | (1823- 1886) |
|
|
" ألكسندر نيقولايفيتش أستروفسكي Aleksandr Nikolaievitch Ostrovsky مؤلف مسرحي روسي ولد في موسكو، ودرس الحقوق استجابة لرغبة والده وعمل بسعي منه في المحكمة التجارية (1843-1851) التي وفرت له معرفة حميمة بالتجار وأجوائهم التي برع في تصويرها. يعدُّ أستروفسكي، رائد المسرح القومي الروسي، وقد عمل على تحريره من التبعية والتقليد، ولم يتوقف نشاطه عند حدود الكتابة، بل تعداها إلى التمثيل والإخراج. يقوم مسرح أستروفسكي على وصف الشخصيات وارتباطها بالبيئة وغالباً مايكون الصراع الدرامي بين الجهل وضيق الأفق والرغبة في حياة حرة منفتحة ".
" ويعد من أهم رواد عصر الواقعية حيث كتب ألكسندر أستروفسكي، وهو أكثر كتاب المسرحية الروس شهرة وأغزرهم إنتاجًا، روايات ينتقد فيها الطبقة الوسطى. واستخدم اللغة الروسية اليومية الدارجة مما جعل رواياته تلقى إقبالاً شديدًا ".
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, أغسطس 29, 2011
| 
نبعت فكرة أصدار مجلة عن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي من اعتبارات موضوعية تجلت أساسا في تاريخ المؤسسة والإشعاع الحاصل في القيمة والنوعية التربوية، والرغبة الأكيدة في السير بها إلى آفاق أرحب. فهذه السنة ستعرف تخرج الفوج الواحد والعشرين بعد أن أضحت وجوه خريجي المعهد بألفتها تؤثث المشهد الفني والثقافي عموما في المغرب وخارجه. فلا من إنتاج مسرحي، سينمائي أو استعراضي، ولا من مهرجان أو ندوة وطنية إلا وكان المعهد حاضرا عبر خريجيه، سواء منهم من اختار له الإخراج مسارا، أو التشخيص، أوالسينوغرافيا، أو التنشيط الثقافي. والدليل على ذلك أن المعهد كمؤسسة قد ارتقى إلى درجة عليا من الخبرة تخول له، بحكم كفاءة هيئة تدريسه وعقلنة تسيير إدارته، الرقي إلى مصاف المؤسسات الكبرى في مجال التكوين المسرحي.
من هنا انبثقت في العمق فكرة “دفاترمسرحية” كمجلة علمية تعتني بالدراسات الدرامية، تكون تزكية لهذه السيرورة التصاعدية، مجلة تجعل من التكوين المسرحي هدفها الأساسي، فتفتح صفحاتها، ليس فقط لأقلام أساتذة المعهد، بل كذلك لكل أقلام الباحثين في مجال الدراسات التاريخية والنقدية والدراماتورجية والجمالية وسائر الفنون المرتبطة بالمسرح، كما تشكل أرضية سانحة للمبدعين في مجالات التأليف والاقتباس والترجمة، ومختبرا لشتى التجارب في مضمار الخلق والإبداع. وإذا كان لكل مشروع أهداف مرسومة، فإن “دفاترمسرحية” ستسعى جادة على تحقيق أهداف محددة، والغاية منها تسليط الضوء على الدور الرائد الذي يلعبه المعهد سواء في مجال التكوين أو الفضاء الثقافي الوطني والدولي. وهكذا
سوف تبرز “دفاتر مسرحية” في أعدادها، مساهمة المعهد في الدينامية الفكرية والثقافية التي يشهدها المغرب، خصوصا وأن المسرح، باعتباره ملتقى لسائر الفنون، هو مرآة تعكس الواقع الثقافي والحضاري لكل شعب. كما أن “دفاتر مسرحية” ستعمل على إبراز القدرات الفنية والتربوية لهيئة التدريس بالمعهد، تنظيرا وتطبيقا بحكم تخصصهم وتشربهم من مختلف التيارات والمدارس الكبرى. ثم إن “دفاتر مسرحية” ستهتم بإشعاع القيمة الفنية والجمالية لللإنجازات والأعمال التطبيقية للطلبة، سواء من حيث الامتحانات المفتوحة، أو ثمرات المحترفات تحت إشراف خبراء مغاربة وأجانب، أو الجوانب التطبيقية لبحوث تخرجهم. وسيظل هدفها الأسمى هو طرح سند يشكل بجديته مرجعية علمية للدارسين والباحثين وكل المهتمين بالحقل المسرحي.
لقد كان من الضروري، لتحضير هذا العدد الأول، الارتكاز على المعايير الأكاديمية الصرفة، إذ المجلة صادرة عن مؤسسة لتكوين أطر عليا ذات أعراف جامعية لا محيذ عنها، من الواجب مماثلتها لحقيقة المستوى الذي صار المعهد يحظى به، والصيت الذي يتمتع به إن على المستوى الوطني والخارجي. لذا، فإن هيئة التحرير ووعيا منها بالأمر، رسمت لنفسها خطة عمل موضوعية في معالجتها لما يرد عليها من مواد ومقالات. شكلا، توزع المجلة على ثلاث محطات قارة. تهتم الأولى منها بالأساس، بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالمسرح وبكل ما يرتبط به من تنظير وتأريخ، ومقاربات نقدية ووصفية أو تحليلية للمتون ومختلف الأشكال الفرجوية، وفنون وتقنيات الخشبة، والدراسات السوسيولوجية المتمحورة حول التلقي أو المسرح كظاهرة اجتماعية… وتهتم الثانية منها بنشرالإبداعات الفنية تأليفا وترجمة واقتباسا وغيرها. أما ثالثتها، فستخصص لتغطية أهم الأنشطة الفنية والتربوية والعلمية التي يعرفها المعهد على مدار الموسم الجامعي: إصدارات الاساتذة، الندوات، المحترفات والإنجازات الفنية في التشخيص والكوريغرافيا، أو الميم، أو الحكواتي، أو السينوغرافيا، أو تقنيات الإنجاز الركحي…
وسيلاجظ القارىء أن “دفاتر مسرحية” ارتأت أن تكون قلادة عقدها ضيف شرف. وفي هذا الباب اختارت المجلة الاستاذ عبد الكريم برشيد ليكون ضيف عددها الاول. والغاية من ذلك الاحتفاء بهذا الرجل الذي نذر حياته للفن الدرامي فوشم تاريخ المسرح المغربي عبر عقود من الزمن، كما تشهد له بذلك جل مؤلفاته وكتاباته العديدة في هذا الميدان. بل هو صاحب تيار فني قائم بذاته، كان وما يزال قيد الدرس في المغرب، كما هو في الشرق العربي. “دفاتر مسرحية” تخرج إذن للوجود. فهي تأمل أن تساهم في إغناء الحقل الثقافي المغربي والعربي، متمنية بذلك إرضاء قرائها. فهي ذات صدر رحب، منفتحة، تتقبل الاختلاف وتحترم الرأي الآخر، تسعى للكمال وتطمح للدوام
دفاتر مسرحية
مجلة متخصصة في الدراسات المسرحية تصدر عن المعهد العالي للفن المسرحي
والتنشيط الثقافي بالرباط – المغرب
سكرتيرة تحرير المجلة
د. نوال بنبراهيم
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, أغسطس 29, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, أغسطس 27, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, أغسطس 27, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, أغسطس 27, 2011
| 
قام المخرج الألماني بيتر شتاين بعرض مسرحية (الطائر الأسود) عن نص للكاتب الاسكتلندي ديفيد هروار ويعتبر بيتر شتاين هو أحد المخرجين العالميين الأكثر ارتياداً وتواجدا في مهرجان إدنبره الدولي ، وقد قدم العديد من المسرحيات التي شاركت في المهرجان من هذه المسرحيات ، يوليوس قيصر عام 1993، الأورستية عام 1994، الخال فانيا 1996، بستان الكرز عام 1997، باراسيفال وكلاديو أبادو عام 2002، والنورس عام 2003. أما هذا العام قدم بيتر شتاين ضمن فعاليات المهرجان عرضأ مسرحياً بعنوان (الطائر الأسود)، وهو عرض مأخوذ عن نص جديد للكاتب الاسكتلندي ديفيد هروار
ودام العرض لمدة ساعتين تقريباً. دور الأحداث في مكتب لرجل أعمال كبير في أواخر الستينيات، تقتحم شابة مكان عمله، وتطالبه بمسؤولية ما كونه مارس الجنس معها عندما كانت قاصرة في سن الثانية عشرة بينما كان هو في الأربعينيات. ويبدأ العرض المسرحي في مكتب صغير، مليء بالأوساخ والأوراق التالفة وكأنه مكتب مهجور، بداية المسرحية كما هو واضح مهيأة لعرض مشحون وعلاقة غريبة تبدأ في مكان غريب باتساخه، وفتاة قادمة إلي هذا الشخص الذي أفقدها عذريتها وهي لا تزال طفلة لتعلن حبها لهذا الرجل وهو في أواخر الخمسينات من عمره، أي يبدأ العرض المسرحي من السؤال الأساسي لهذا العرض حول إمكانية استمرار علاقة بدأت شاذة، الأمر الذي يحيد المحاكمة الأخلاقية لفعل الجنس الشاذ بالنسبة لشخصيات المسرحية علي الأقل. ويطرح سؤالاً عن جدوي هذه العلاقة ومشروعيتها. وهو الأمر الذي عبر عنه الكاتب نفسه، الذي أراد تحييد محاكمته الأخلاقية لشخصياته والسعي لكشف ما يمكن أن تقوم به هذه الشخصيات فيما لو حدث اللقاء الافتراضي كما هو الحال في نصه.
بقي هذا التوتر مشحوناً بفضل طاقة الممثلين الاثنين الكبيرة واللذين أجادا طوال الساعتين ليبقيا العرض علي هذا المستوي من التوتر، كما تبقي الشخصيتان في حالة فوضي وعدم استقرار بين رجل لا يدري إن كان رجلاً فعلاً أو علي ثقة بنفسه لإحياء العلاقة مع تلك الفتاة، وفتاة لا تدري إن كانت تريد أن تبقي بالنسبة لهذا الرجل طفلة أم شريكة. ومع تتالي الأحداث والنقاش يبدأ الشك حول طبيعة هذا الرجل وإن كان مهووساً بممارسة الجنس مع الفتيات الصغيرات الى أسئلة أخري عن عمله وهل هو مدير المكتب كما يوحي لباسه أم أنه عامل التنظيفات الذي يبقي حتي انتهاء الدوام لينظف ركام الأوساخ في المكتب. يتخلل حوارهما مرور بعض الشخصيات الأخري أمام المكتب ليلقوا نظرات سريعة من النوافذ الخلفية لهذا المكتب، وكأن جمهوراً آخر هناك مقابلاً لجمهور المسرحية الرئيسي.
يستمر العرض دون أن يذكر أي موقف أخلاقي من قبل شخصياته أو التعبير عن رأي ما بفئة اجتماعية معينة ، بل بقي نص ديفيد هروار وعرض بيتر شتاين محافظين علي الدقة في سرد العلاقة دون إفساح المجال لتأويلات اجتماعية، وتبقي حالة التوتر العالية وتقوم الشخصيتان بتقديم مونولوجين طويلين لا يمكن المرور علي العرض المسرحي هذا دون الإشارة إليهما وإلي قوة الممثلين. يتطور هذا التوتر إلي حالات عصابية، فتجرح الفتاة الرجل، ثم يقومان سوية بزيادة الفوضي في المكتب، وفي النهاية يمارسان الجنس في مؤخرة المسرح، إلي أن تقتحم المكتب فتاة صغيرة لا نعرف العلاقة بينها وبين الرجل سوي أنها تخبره بأن والدتها تنتظرها في الخارج، ولكنها تمرر يدها علي بطنه مما يثير الريب بأن هناك علاقة شاذة أخري قد تمت بينهما. يحدث هذا بينما الفتاة الأخري مختبئة. تخرج الفتاة الصغيرة، ويجري اشتباك بين الرجل والمرأة مرة أخري ينتهي بخروج الرجل من المكتب. وهنا ينتهي نص ديفيد هروار.
أما بيتر شتاين فلا يزال لديه ما يقوله، يدخل عمال المسرح بعد أن يخرج الرجل ليغيروا الديكور ثم يتم عرض المشهد الثاني والقصير نسبياً في مرآب، ونري سيارتين علي خشبة المسرح، يدخل الرجل في إحداهما، بينما تبقي السيارة الثانية واقفة، وتخرج الفتاة معترضة السيارة التي يقودها الرجل في محاولة لتمنعه من المرور. يوقف الرجل سيارته، تفتح الفتاة باب السيارة ويتعاركان إلي أن يموتا سوية. وهنا الإشارة التي لا تختلف كثيراً عن موقف الكاتب ديفيد هروار والتي تصرح باستحالة إحياء العلاقة، وفي الوقت الذي يكتفي الكاتب بنهاية يخرج الرجل منها، ليستمر بحياة قد لا نعرف الكثير عنها، إلا أن بيتر شتاين قدم موقفاً أكثر عنفاً ينتهي بعراك وموت.
المشهد الأخير هذا وهو إضافة بيتر شتاين علي العرض، يحمل أيضاً ما هو غير مألوف علي المسرح الإنكليزي المعاصر. فتجري أحدث غالبية النصوص الانكليزية المعاصرة في غرف أما المشاهد الخارجية فهي نادرة ولنا أن نجد حضوراً لها في أمثلة مثل بعض نصوص إدوارد بوند، إلا أن سمة المشاهد الداخلية باتت سمة للمسرح الانكليزي، وهذا أمر تقني يؤكد علي التركيز علي المشاهد الداخلية والعوالم الداخلية النفسية للشخصيات، ولكن مع محاولة بيتر شتاين الخروج بشخصيتيه في مشهد قصير نسبياً إلي المرآب تفلت الأحداث من الضوابط التي تفرضها المشاهد الداخلية وتقتل الشخصيتان بعضهما البعض الآخر وكأنها إشارة الى أن معادل التوتر السابق داخل المكتب هو مشهد واسع في كراج مع سيارتين وعراك وقتل في الخارج، وهذه إضافة يمكن لها أن تقرأ علي عدة مستويات نتيجة لرؤية بيتر شتاين لهذه الشخصيات.
لا يعكس أمر تقديم بيتر شتاين لعرض بطريقة تقليدية سبيلاً معيناً في شكل مسرحي معين في مهرجان اتصف بالتنوع والجرأة في طرح أشكال مسرحية جديدة، فالمخرج نفسه قام في ما مضي بإخراج عرض أوبرالي. إن تقديم مخرج مثل بيتر شتاين لنص الكاتب ديفيد هروار انتصار للنص والحكاية ورد علي مقولات راجت حول افتقار المسرح المعاصر إلي النصوص والكتاب.
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at السبت, أغسطس 27, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الجمعة, أغسطس 26, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الجمعة, أغسطس 26, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, أغسطس 25, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, أغسطس 25, 2011
| 
الإضاءة لغة بصرية تهدف إلى خلق جو معين يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية ذات معنى، وذلك يتأتى من خلال تحقيقها لوظائفها العديدة والحيوية والتى نجملها في النقاط التالية :
1- الرؤية
وهي أبسط وظيفة للإضاءة، لكنها جاءت- تاريخيأ- في المقدمة، وهى إضفاء الرؤية الواضحة والكافية للمتفرج، وتشمل إبراز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وفاعلياتهم الحركية، وإنارة الخشبة وما عليها من خلفيات أو ديكورات أو أكسسوارات والرؤية غير الواضحة تعقد عملية التلقى وتجعل المتفرج فى إرهاق شديد.
2- التأكيد والتركيز
لأن العالم الفنى على الخشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته ، فقد ينتقي تفصيلأ صغيرأ على الخشبة أو جزءأ محدودأ منها لتدور فيه الأحداث، ويلغي باقي الأجزاء فى أحد المشاهد، أو قد يقسم الخشبة إلى قسمين أو ثلاثة أو أكثر وكل قسم يعبر عن منظر أو مكان محدد للأحداث ويتم إلغاء المنظر الذي لا تدور الأحداث حوله الآن، وذلك يتم عبر تعتيم الإضاءة ويؤكد المخرج عبر الإضاءة على وجه ممثل أو أحد أعضاءه أو على أكسسوار أو قطعة ديكورية بتسليط ضوءآ أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء فى الظل وهكذا... وهذه تعتبر من مهمات الإضاءة الرئيسة التى تنقل المتفرج إلى عوالم وأفكار عدم وهم أمام نفس المنظر.
3- التكوين الفني:
فللإضاءة جماليات لا تحصى من خلال إستخدامها للون وتمازجه والشكل الهندسى للبقعة الضوئية وتفاعلها مع شكل آخر، والتقنيات الحديثة التي تغلبت على إمكانات المسرح المحدودة، فمن الممكن الآن إيجاد المطر والسحاب والحريق وغيرها من خلال الإضاءة، كما أنها تقوم بهذه المهمة من خلال التأكيد على جماليات أخرى كالحركة و التكوينات البصرية الأخرى.
4- خلق الجو الدرامى
الإضاءة أول ما يُشاهد على خشبة المسرح وهي أول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج فمن الممكن التعبير عن القلق، الخوف، الاضطراب أو الفرح والسعادة، أو الحزن و الأسى، وذلك من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع على الخشبة وهى بهذا تساعد باقي العناصر وتكمل دورها في تكريس هذا الجو الدرامي مع الممثل والمؤثرات.. الخ.
5- الإيهام بالطبيعة
الإضاءة تقرب الواقع قدر الإمكان للمتفرج، فقد تظهر الشمس أو القمر أو الثلج أو الفضاء إذا دعت الضرورة.
6- الدلالة على الزمان والمكان
وهي تعبر بوضوح عن زمن الأحداث (ليل، نهار، فصل الشتاء، فصل الصيف.. الخ) والمكان (قصر، ملعب، مدينة).
" ومع ذلك فليست الرؤية الواضحة هي كل ما يهتم به مصمم المناظر فبوسع الاضاءة ان تعمل للإخراج اكثر من مجرد اظهار الممثلين ، تستطيع الاضاءة ان تسهم بقدر عظيم في احداث الاثار عن طريق تكوين الحالة من خلال استخدام الالوان فيستطيع ان يزيد من الحالة المسرحية او يتلف تلك الحالة فالاضاءة الصحيحة تدعم وتقوي الحالة الاساسية للمنظر او المسرحية وكذلك تقوم الاضاءة بتجميل المنظر فمن غير المرغوب لفت الانتباه الي المنظر لئلا يشرد ذهن المتفرج عن العمل التمثيلي الحادث في نفس المنظر فان المنظر الجميل لا يمكن ان يبدو جميلا الا اذا اضئ اضاءة صحيحة واحيانا يمكن للمنظر الضعيف التصميم او المنظر الضعيف التنفيذ ان يبدو جميلا بواسطة الاضاءة الابتكارية."
المصادر
1- كتاب "المدخل الي الفنون المسرحية "فرانك م.هوايتنج، القاهرة، دار المعرفة للنشر،1970 .
2- كتاب ط الإضاءة المسرحية "شكري عبد الوهاب الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985 .
تابع القراءة→
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, أغسطس 25, 2011
| 
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, أغسطس 24, 2011
| 
جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016
Rss
Facebbok
Twitter
Google+
Linkedin
Youtube