أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

السبت، يونيو 16، 2012

إدارة وتنمية المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يونيو 16, 2012  | لا يوجد تعليقات


      إدارة وتنمية المسرح العربي

 * منصور عمايرة  

إذا ما تحدثنا عن التنمية المسرحية في الوطن العربي، لا بد أننا نشير أولا إلى أنه لا يوجد هناك خطة في المسرح العربي، وثانيا نشير إلى التشتت في المسرح العربي، وهذا منطلق لبناء خطة أوجب من الرؤية الأولى، على اعتبار أنه يوجد مسرح عربي، ولكنه يعاني من التشتت، وهناك بنى للتنمية المسرحية في الهيئة العربية للمسرح، وفي المغرب تتمثل في الفرجة التي يتم الاشتغال عليها لتأسيس تنمية مسرحية، ولا ننسى بنية ثالثة، وإن كانت تعاني من التشتت، ألا وهي البنية الإلكترونية من خلال المواقع المختلفة والتي تعنى بالمسرح، وبعضها يتسم بالمحلية، والأخرى تتسم بالتعددية العربية على مستوى النقد والنص المسرحي، ومتابعة العروض المسرحية والندوات والمؤتمرات.
إن الإستراتيجية " Strategy " تشكل امتعاضا عند الكثير إذا ما كانت تلك الخطة التي ينظّر لها على الورق ثم يطويها النسيان، ويطوي الحراس عليها بشكل قصدي ينم عن نقصان في الفجوة الثقافية والتشاركية، ولهذا فالكثير من الإستراتيجيات العربية تفشل في ظل تكالب المنافع الخاصة، ولافتقارها إلى الكاريزما " Charisma " " القيادة " وهنا يشار إلى المجموع، وليس على مستوى الفرد، لأن الإستراتيجية تتطلب تضافر جهود كثيرة، لتصل إلى النجاح. وهذا الأمر يتطلب إدارة وليس قيادة، فالإدارة جماعية تضع نصب أعينها تنفيذ خطة ما مشتركة من أجل النهوض بالمسرح، والإدارة تعني توزيع العمل في الميادين المختلفة على مستوى التنظير والتطبيق، ولذا فنحن بحاجة لإدارة تنمية مسرحية على مستوى الوطن العربي كله.
لا نتحدث عن اختلال في المسرح العربي، مهما تكن كلمة إستراتيجية جافة وتعبر عن رفض ما كان سابقا، ولهذا ستعارض من هذا المنطلق، وهي معارضة بناءة لخوفها على المسرح العربي وانتقاص دور الآخرين فيه، ولكن إذا ما تم النظر للإستراتيجية على أنها تشاركية من قبل الجميع عندئذ ستأخذ طريقها الصحيح، ويبدأ التنظير لهيكلة المسرح العربي برمته، ولا يكتفى بالترميم، بقدر ما يصار إلى إحداث حالة تأسيسية، وترسيخ المؤسس، ولذا سأتوقف عند الملاحظات التي تشكل وجهة نظر ورؤية لتنمية المسرح العربي .
ولا بد من الإشارة إلى أن الإستراتيجية العربية لتنمية المسرح تتوافر على مقومات تأسيس بعيدا عن الجامعة، والأكاديمية المسرحية " كليات الفنون " في الوطن العربي، وبعضها يرسم إستراتيجية ما على مستوى المسرح الجامعي، والغالبية تفتقر لهذه الرؤية، وكل هذا يعطينا الحافز والدافع لتأسيس خطة إدارية عربية للمسرح، على اعتبار أن هناك مسرحا عربيا ولكنه بحاجة للملمة وتجميع وتوثيق، فتصبح الإستراتيجية ضرورة ملحة لمنطلقات غايتها المسرح العربي.
***
رؤية لتنمية المسرح العربي
1- الجانب " البحثي " التوثيق :
إن التوثيق بداية الطريق لأي عمل يقوم به الإنسان، فهو يمثل الخطة والنظرة التقعيدية، ليكون التوثيق المنطلق كقاعدة تأسيس، وليكون مرة أخرى كأدبيات سابقة تراكمية تبين عن موضوعية العمل، ليكون العمل متواصلا من دون فجوات، ولذا يعتبر التوثيق عامل نجاح في أي مشروع، لأنه قادر على قراءة الخلل، وقادر على تدارك إصلاح الخلل، وقادر على وضع خطة بديلة أو تصحيح المسار والرؤية، ومعرفة جوانب التقصير، وما هي الأمور التي يمكن أن نستند إليها، ويمتاز التوثيق بالعمل الجاد، وبالديمومة، لأنه يتماشى مع الزمن، ويمتاز بالدينامية من خلال القدرة على الرجوع إلى الوراء ، وفتح أسباب الخلل والقصور، ولذا فإن التوثيق كتنمية مسرحية في الوطن العربي يعنى بـ:
- توثيق المسرح العربي، وكل على حدة، لتشكيل نواة توثيقية شاملة، كأن تقوم كل بلد عربي بجمع كل الوثائق المسرحية، وهي متنوعة ، لتكون نواة جزئية من تنمية المسرح العربي ككل.
– توثيق كُتاب المسرح في الوطن العربي، وكل على حده، ويتمثل بإيجاد " إنطولوجيا " تتضمن أسماء الكتاب العرب في المسرح، ويحدد كل حسب البلد العربي كجزئية ، لتكون الإنطولوجيا شاملة لكل الكتاب العرب.
– توثيق العروض المسرحية العربية في كل بلد عربي، والغاية من ذلك معرفة مدى التنمية المسرحية في الوطن العربي، وإحداث ديمومة تواصلية بين كل الأقطار العربية، وفتح المجال للإطلاع عليها، ومحاورتها على مستوى النقد والتمثيل.
– توثيق عروض الأطفال، وهذه الجزئية قد تبدو متراجعة كثيرا في الوطن العربي، من حيث الاهتمام بمسرح الطفل بشكل عام، والغاية من هذا التوثيق إعطاء عناية أكثر، وقدر أكبر من الاحترام والتقدير لمسرح الطفل، الذي سيكون " المسرحي " في المستقبل، وهنا إشارة إلى الاهتمام بالذائقة الفنية ، وتربية الطفل عليها، لإنتاج مسرح عربي في المستقبل. ولا ننسى أن لهذا المسرح دور كبير في تنمية المجتمع على كل المستويات.
- توثيق المهرجانات المسرحية العربية، هذا يمثل بيبلوغرافيا شاملة لمعرفة إنتاج الوطن العربي على مستوى المسرح، وللأسف نحن نعاني من صعوبة الوصول إلى هذه المهرجانات بسبب ضعف التوثيق، وبسبب الممنوعية، والإدارة البيروقراطية التي تعاني من الذاتية، وعدم الاهتمام بأهمية الموضوع، لذا فإن المهرجانات المسرحية بعيدة عن تناول البحث والدراسة. 
- إقامة مهرجان لمسرح الطفل، برعاية الهيئة العربية للمسرح كما هو الحال لمهرجان المسرح العربي للكبار، وهذه الدعوة يفترض أن تعطى الأهمية القصوى، لإحداث تنمية مسرحية ذات أبعاد تراكمية، ديمومة، ودينامية، إننا نتحدث عن المستقبل، ولكن المستقبل ينطلق من الماضي والحاضر، وهذا المهرجان له أهمية قصوى لا تقل عن مهرجان مسرح الكبار.
- توثيق ودراسة حالات ما قبل المسرح / الطقوس / الأعراس / الأفراح / الأشكال الخطابية / مثل يا سامعين الصوت، وأقرب شيء لها الدعوة العامة مثلا، والحكواتي ، والقوال ، والمحدث ، والتعليلة كبنية مسرحية ، وهي معروفة في الأردن، وكتبت عنها مقاربة كجزئية مسرحية في بحثي الموسوم بـ  بدايات المسرح الأردني.

2- الجانب " الإداري " :
- إقامة مشاريع أبنية " مسرحية " في بعض البلاد العربية للمسرح تحت مسمى الهيئة العربية للمسرح مثلا، أو غيرها، وخاصة في المناطق الريفية ، ذات التعداد السكاني الكبير، وقد يكون في منطقة عامة ، تشمل العديد من القرى أو التجمعات السكانية.
فهذه الأبنية - في الأماكن المشار إليها - لها فوائد متعددة : توعية حضارية، توعية بأهمية المسرح، تعريف الناس بالمسرح ودوره الفاعل في إحداث تغيير مجتمعي، تنمية القدرات المسرحية، إعداد المسرح لاستقبال قدرات فنية، إدماج أطراف المجتمعات بصياغة الرؤى المسرحية على مستوى الوطن.
- إنشاء بيوت للمسرح في الدول العربية تكون مرتبطة مع الهيئة العربية للمسرح على سبيل المثال، لمتابعة الإستراتيجية، والغاية من هذه البيوت ضم المسرحيين، وتوثيق النشاط المسرحي، والقيام بإيجاد سبل تواصل بشكل دائم بالمسرحيين على مستوى الكتابة، والاخراج، والتقنيات.
– إقامة متحف " للسينوغرافيا "، أو متحف لتقنيات العروض المسرحية المختلفة، والغاية منها التذوق الجمالي، واعتبارها كجزئية رئيسة في تنمية رؤى مسرحية تقوم على التشكيل المتنوع، وخاصة أن السينوغرافيا جزئية باتت ضرورية في العرض المسرح ، بتقدم التقنيات الفنية والإلكترونية بشكل يومي، وبات المسرحي والمسرح مطالبا بأن يواكب هذا التطور التقني، ويقوم بالتشارك فيه، وإدماجه في رؤاه الكتابية والإخراجية والتمثيلية والنقدية.

3- الجانب  " الفني " :
- إقامة ندوات مسرحية لمسرح الكبار ومسرح الأطفال، هذه الجزئية أسائل نفسي مرارا كيف يتطور المسرح من دون ندوات؟ وكيف تعقد ندوات عن المسرح في الوطن العربي من دون حضور؟    
- إصدار مطبوعة خاصة بمسرح الطفل، أهمية مسرح الطفل لا يختلف عليها المسرحيون، هو بحاجة ماسة لكل الرؤى، ومن هذه الرؤى تثقيف الطفل مسرحيا، إن هذه المهمة تقع على جزء مهم وكبير في مسرح الطفل، إنها المطبوعة التي تتحدث عن مسرح الطفل بصفة عامة.
– الجوائز، إن للجوائز أهمية كبيرة تنبع من التحفيز على الاستمرار في العمل المسرحي على كل المستويات الفنية، والإدارية، الدراسات والأبحاث، والكتابة المسرحية والنقدية، ولذا يتوجب أن تكون هناك جوائز سنوية تشمل كل الميادين، لا يكتفى بجوائز المسرح الكتابة النصية للكبار والأطفال، يفترض أن تكون هناك جوائز للأبحاث والدراسات، ومن خلال مشاركة يتم الإعلان عنها حول موضوع مسرحي ما في كل عام.
- المنشورات/ المطبوعات، إن المسرح لا يمكن له أن يتطور ويزدهر إلا من خلال الدعاية له، وأهم دعاية للمسرح من خلال المنشورات، والحقيقىة إن الهيئة العربية وحدها غير كافية للإنتاج الثقافي المسرحي، وجهود الهيئة كبيرة في هذا المجال، وبحاجة ماسة لتطوير آلية تشتغل بإنتاجية أكثر.
- اللغة العربية الفصحى هي أساس المهرجانات العربية للمسرح، هذا الشرط مهم في إنتاجية مسرح عربي على مستوى الوطن العربي، قد يغفر للعرض المسرحي بعض المداخلات في العامية، ولكن من الواجب أن تلتزم العروض المسرحية باللغة العربية الفصحى لأكثر من هدف، ومنها التواصل العربي بلغتهم الواحدة التي تجمعهم، وهذا هادف سام.
- إصدار كتب مشتركة، بمعنى أن يكون الكتاب يحوي أكثر من كاتب على غرار المجلات التي تصدر نوعا واحدا من الدراسات، وهذه الكتب على مستوى المسرح في الوطن العربي مفقودة باستناء المطبوعات التي تخرج بعد الانتهاء من مؤتمر مسرحي في بلد عربي، ولكننا نريد أن تكون هناك دراسات مشتركة في موضوع واحد، وتخرج لنا على شكل كتاب، ويسترط بهذه الدراسة أن تكون توثيقية، وذات مراجع ومصادر، وتناقش هذه المصادر بشكل ما بالموافقة أو المحاورة ، والوقوف على وجهات نظر مختلفة، لإحداث تنمية مسرحية شاملة.
- توثيق المسرح العربي كله على موقع إلكتروني. الكُتاب، والكتابة المسرحية ، العروض، النقاد، الندوات، المهرجانات للصغار والكبار، المحاضرات، والغاية التواصلية على مستوى الوطن العربي وبمرجعية موضوعية .
– إقامة محطة فضائية ثقافية خاصة بالمسرح، بات من الضروري أن تكون هناك محطة فضائية عربية للمسرح أو بشكل عام للثقافة، يتم فيها إحداث تنمية مسرحية وثقافية عامة، وكم نحن بحاجة ماسة لهذه المحطة.
– أن تكون المهرجانات المسرحية عربية الطابع على مستوى الكتابة. إعطاء النص العربي الأهمية الأولى، وهذه الأهمية تدعو للتوقف عن الاقتباس والاقتداء بالآخر، وتدعو لأهمية كبرى في إنتاج إبداع مسرحي عربي، وتشير أيضا إلى الابتعاد عن الإعداد المسرحي من دون الارتكاز على نص عربي مثلا، لتتشكل لنا رؤية نهائية حول المسرح العربي وعناصره المتنوعة : المخرج، الكاتب، الممثل، الناقد، ويشترط أن يقوم كل واحد بجزئية واحدة فقط، لإحداث تنمية مسرحية.
– الاهتمام بالنقد العربي لتبني رؤية عربية تخدم المسرح، وهذه الجزئية يبدو أنها تغيب بشكل قصدي، المسرح العربي على مستوى النقد بحاجة ماسة لتراكمية ثقافية نقدية مسرحية، وعليه لم لا تكون هناك ندوات متخصصة في النقد المسرحي، وليس شرطا أن تكون مقرونة بالمهرجانات والعروض المسرحية المحلية.
– تبويب المسرح العربي مثل الحكواتي، المسرح السياسي، المسرح الاحتفالي، وهذا التبويب يكون على مستوى الدراسة النقدية، والعرض، والكتابة.
– مشاركة طلاب المسرح بالمهرجانات المسرحية المحلية، والندوات والمحاضرات، أقل ما يمكن أن يكونوا متفرجين، هذه جزئية مهمة جدا لإيصال رسالة المسرح أولا إلى الأشخاص المعنيين بالمسرح وإنتاجية المسرح، وهؤلاء هم الطلاب الذين يدرسون المسرح بأشكاله المتعددة، وكذلك من الواجب أن يكون هناك تشارك من قبل طلاب كلية الفنون، لأن المسرح بحاجة للفنيات، وبحاجة للرسم التشكيلي والديكور. ولذا فإن حضور طلاب كليات الفنون في الوطن العربي للمهرجانات والعروض والندوات والمحاضرات، ضرورة يفترض أن تدرج بعمل تخرج الطالب مثلا.
- إقامة محاضرات وندوات عن المسرح المقروء ، وهذه الجزئية تنبع أهميتها من خلال الوقوف على المسرح العربي في البلاد العربية على مستوى الكتابة، وإحداث عملية نقدية، واكتشاف طاقات كتابية في الكتابة المسرحية، المشكلة في الوطن العربي ما زالت تعاني من الدعوة للزمرة والجماعة والأقارب والمعارف، وكانت النتيجة سيئة، وهي بالتالي ستقلل من ثقافة المسرح، والثقافة بشكل عام وهذه الأمور هي نتاج ضعف بالرؤى ووضع خطط تنموية مسرحية، قادرة على أن تجعل الآخرين يشيرون  إلى ثقافتنا المسرحية.
- إقامة الورش التدريبية المتنوعة ، وهذه الجزئية توليها الهيئة العربية للمسرح جهدا كبيرا يقدر لها ، ويجب أن تعمم كأن تكون في كل بلد عربي وفق إستراتيجية واضحة .
- المختبر المسرحي ، أمسى المختبر المسرحي ضرورة أيضا ، وهنا الحديث عن مختبر مسرحي في مديريات المسرح كمؤسسات ثقافية مسرحية ، والجمعيات المسرحية ، والنقابات الفنية والفرق المسرحية، بالإضافة إلى إقامة المختبر المسرحي في الجامعات .

منصور عمايرة /كاتب وباحث مسرحي وروائي أردني
عمّان نيسان 2012

تابع القراءة→

الثلاثاء، يونيو 12، 2012

عروض مسرحية من مهرجان ربيع بيروت

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 12, 2012  | لا يوجد تعليقات

 مسرحية "رسالة من مجهولة "


من فعاليات المهرجان العرض المسرحي الفرنسي  "رسالة من مجهولة" مسرحية بالفرنسية قدمت على خشبة "مسرح مونو" في نص يعود لعشرينات القرن الماضي وكان مدعاة لاقتباسات سينمائية عديدة. رائعة ستيفان زويغ، إخراج كريستوف ليدون وتمثيل: سارة بيازيني وفريديرك أندرو، وتروي حكاية امرأة عشقت رجلاً حتى الجنون. 

عرض مثير وحقيقي عن رسالة يقرأها كاتب شهير من إمرأة مجهولة وقعت في حبه وأي رسالة داخلية تعبّر عن وهم الحياة، وهم الحب المستحيل لامرأة هشة وتلفة، رسالة تقول أشياء عاطفية وبطريقة قريبة وبسيطة بين وجه الحب والألم والعاطفة والقسوة والتمزق والجنون ومن نوع تلك المشهدية التي تصنع عنفاً مادياً بالتمادي والصخب القاسي حيناً والحنون أحياناً. إمرأة تقع في حب الكاتب تعبّر عن تجريب حياتي عن شباب مراهق وحياة كاملة تراجيدية.

النص مبسط، سردي، والإخراج بدا واحداً في قصة ليست معقّدة، بل شاعرية ساحرة تستنفد حواس العرض حول الموضوع المشترك الحب، الذي يتحوّل عاصفاً وجامحاً درامياً.
من مسرحية حقيقية لأن الحب حقيقي جداً تحرك العمل بين الحوار المباشر والإيحاءات الجسدية والنفسية وبعض من خطابية مباشرة في خليط بين السردي والدرامي وفي محاولة لتجاوز الشعور بفراغ الخشبة وعوالم ذاتية تتلاشى أمام حياء الحب المراهق الأول..
سينوغرافيا موحية وتحركت سارة وزميلها جيداً على الخشبة فقدما أداء مقنعاً وبلحظات جميلة وبحضور قوي موصول بحكاية واحدة. وسارة شخصية جميلة ومتمكنة وشبقة استنزفت النص كما الخشبة الى الأقصى، الى أقصى الشغف والحب..
فندق ميتوتزيلا
عرض مسرحية "فندق ميتوتزيلا" (بريطانيا)،
 نص وإخراج بيت بروكس، تحية للموجة الجديدة لسينما ما بعد الحرب العالمية الثانية، صراع بين الذاكرة وشبح الحب والموت. عرض سينوغرافي ينقل السينما الى المسرح أكثر في استعادة لأفلام ما بعد الحرب العالمية بالأسود والأبيض وبتمثيل اقتصر على الأطراف مع القليل من الكلام والكثير من المؤثرات والثرثرة البصرية والصوتية. نص من ذاكرة الحرب والدخان والدمار والعنف مقتبس من الرواية المعاصرة لـ"بيت بروكس". نص بارد وغرائبي على الإيقاع الإنكليزي الذي استحوذ على أداء الممثلين على الخشبة أو أجساد الممثلين الذين لم يظهر منهم إلا الجسد السفلي في مشهدية غريبة تحاصرها الموسيقى التصويرية الدرامية لمعالم تنزلق الى الموت والخوف والعنف.
كتابة سينوغرافية/ سينمائية حيث لا بنية عقلانية دادئية وسريالية مما يشبه الجنون التدميري للجسد نفسه وبمنطق الحرب نفسها في مكان ما يصادف أنه الأوتيل هنا وفي أمكنة متعددة.
الكلام الذي يحمله موظف الفندق وينتقل به الى الممرات والردهات وغرف الفندق في عالم من الحواس المتعثرة.
عرض يعيد ترتيب صور الحرب بنية شبه تمثيلية، تصويرية سينوغرافية أكثر تتفجر موسيقى تصويرية وبإيقاع السواد المعتم أو السخرية الدرامية السوداء لاستيطان عمق الحرب والهاوية بمناخات تتحرك بطيئة على الخشبة وشديدة الارتباك وبطريقة مخيفة ولكن عميقة.

المصدر :  المستقبل العدد 4368
تابع القراءة→

الاثنين، يونيو 11، 2012

المهرجان الدّولي للمسرح في أسبانيا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, يونيو 11, 2012  | لا يوجد تعليقات


 المهرجان الدّولي للمسرح في أسبانيا 

 شاركت 23 فرقة مسرحيّة عالميّة تنتمي لتسع دول في المهرجان الدّولي  للمسرح’ لمدينة مدريد ، في دورته التاسعة والعشرين، وقد  إنطلق في 9 ايار/ مايو 2012 ومن المنتظر أن وختتمت فعالياته  يوم 3 حزيران/يونيو الجاري2012، وقد قدّمت خلال هذه الدّورة العديد من العروض المسرحية المنوّعة بمشاركة صفوة ممتازة من المخرجين والممثّلين العالميين، الذين ينتمون إلى مختلف مدارس الفنون المسرحية العالمية الحديثة، وفي مقدّمتهم بيتر بروك، وسيمون ماكبورني، وروبير لوباج وسواهم.
ومن البلدان المشاركة هذا العام: فرنسا، بلجيكا،بريطانيا،البرتغال،إيطاليا، كندا،الدانمارك، بولونيا بالإضافة إلى إسبانيا البلد المضيف. قدّمت هذه العروض، التي بهرت عشّاق المسرح من الجمهور، والمثقّفين والنقّاد، على خشبات العديد من القاعات المسرحية المنتشرة في مدريد وضواحيها وأرباضها. كما قدّمت ضمن فعاليات هذا المهرجان الرّبيعي كذلك بشكل مواز العديد من عروض الرّقص، والغناء، والموسيقى المختلفة، ولقد حوّل هذا المهرجان العاصمة الإسبانية في الأيام الأخيرة إلى عاصمة للمسرح الأوروبي، وقبلة للفنون والإبداع.

تابع القراءة→

الأحد، يونيو 10، 2012

غوركي .. الواقع و الطموح الإنساني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يونيو 10, 2012  | لا يوجد تعليقات


عندما التقى غوركي تولستوي في عام 1900، كان الرجلان أشهر كاتبين في روسيا. و كان تولستوي طويل عهدٍ في " تحوله " الديني، و قد هجر الأدب و أعد نفسه باعتباره مخلِّص روسيا القلق الحكيم، و راح يبشّر باللاعنف و الروحانية الشخصية، و هو يرتدي زي فلاح، و يستقبل حجَّاجاً و ساعين إلى الحقيقة من كل أركان روسيا و العالم. أما غوركي، فكان كاتباً شاباً يبحث عن معبود أدبي. و تعد مذكراته عن تولستوي واسطة العقد في مجلد دونالد فانجَر الجدبد الفاتن من الترجمات.
غوركي في مذكراته عن تولستوي
إن المذكرات، التي يترجمها فانجَر للمرة الأولى بتمامها، متهرئة الحواف، و قاسية بشكل مدهش، و لا يمكن التنبؤ بها، و تتسم بالتقمص العاطفي إلى حد أنها تكاد تكون أشعة إكس لشبح. و هذه المذكرات، المؤلفة من أربعة و أربعين جزءا ًيتضمن حكايات نادرة و اقتباسات، إضافةً إلى رسالة غير مُكمَلة مكتوبة بمناسبة وفاة تولستوي، تجمعها معاً التناقضات ــ جاذبية سحر تولستوي الكونية و احترام الذات مقابل صلابة الرأي العنيدة في وعظه الفاتر؛ إصرار تولستوي على البساطة الفلاّحية مقابل تأمله الصامت المعذب للتعقيد، الإنساني و الإلهي؛ الحنو على الإنسان، الواسع جداً إلى حد أن غوركي يكاد يغرق فيه و كأنه البحر، مقابل حقد غوركي الدفاعي.
و بكونه مفتوناً على الدوام بالطريقة التي يخاطب بها الناس الله أو يتحدثون عنه، فقد شعر غوركي في وعظ تولستوي بالطابع الزائف المهتز الذي يتَّسم به غير المؤمن. و تُعد مذكراته رسالة بديلة تتعلق بتعاليم و تناقضات إنسان شبيه بإله، أعاد نفسه كتابة الأناجيل بحثاً عن إله يمكن أن ينقذه . إنها كما هو واضح سيرة تقديسية hagiography، لكنها سيرة تخرج عن طريقها لتؤكد أن موضوعها ليس بقدّيس. في هذا، كان غوركي يتحدى عبادة تولستوي، التي كانت تصر على الاستشهاد الحقيقي لقديسها الشفيع. لم يكن إعجاب غوركي بتولستوي لإيمان غوركي الكبير بالله، و إنما لإيمانه الكبير بالكونت تولستوي. فقد بحث في العالم عن مستشار روحاني،إمامٍ لنظرية سمو البشر التي ستمكِّن بلاده من تجاوز ظلام الماضي و قساوة الحاضر و جهالته العديمة العقل، و وجد تولستوي ، الذي لا بد أنه قد بدا له تجسيداً لآماله.
إن صور غوركي الأدبية تنطوي على ثقافة القراءة التي كانت موضوعاتها تعيش فيها : الكلاسيكيات، و البحوث المنسية، و االمجلدات المدروسة، و الروايات المثيرة التي تُذكَر بأنفاس واحدة و تُمرَّر بين المتحاورين مثل أوراق اللعب. و تتأرجح الإشارات إلى الوراء و إلى الأمام مثل القراقوزات. فمذكرات تولستوي تتضمن واحداً من أكثر التقارير حيويةً أينما كان عن مادية physicality المحادثة الأدبية، جو الخشونة و الشجاعة، الإهانات، مقارنات الكتَّاب أحدهم الآخر بالنساء الفاتنات، التأكيد على العمل و كمال التقنية، تهذيب الأسلوب و الشخصية. و تبدو المحادثات بين تولستوي، و غوركي، و تشيخوف، و صديقهم ل. أ. سوليرشيتسكي، و كل واحد يتنافس على ود ليو نيكولايفيتش، شبيهةً بخليط من مباراة الملاكمة، و حفلة شاي، و قرار باريس، و حجٍّ إلى ناسك متنور متضرر. و يمثل تشيخوف جاكوب قياساً على أيسو غوركي، لكنه لا يحتاج إلى فروٍ على ذراعيه لينال بركة البطريرك : ذلك أن نعومته ــ " مثل سيدة شابة " ــ هي ما يفضلّه تولستوي خفيةً.
و يظهر تولستوي في المذكرات كإلهٍ روسي " يجلس على عرش من خشب القَبقَب تحت شجرة زيزفون "؛ ساحر؛ إله من آلهة الغابات بفمِ بحّار؛ سفايتوغورSviatogor، الذي يعني اسمه " الجبل المقدس "، البطل الروسي الذي لا تستطيع الأرض نفسها أن تحمله؛ قوة الطبيعة. و لقد رآه غوركي في القرم مرةً يسير على طول حافة الساحل :
و فجأةً، للحظةٍ مجنونة، شعرتُ بأنه يمكن أن يكون على وشك الوقوف ليلوّح
 بذراعيه، فيجري البحر هادئاً و زجاجياً، و تتحرك الصخور و تبدأ بالصياح،
و يهيج كل شيء هناك و يحيا و يروح يتحدث بأصوات مختلفة عن نفسه، و
 عنه، و ضده. و لا يمكنني أن أعبر بالكلمات عمّا شعرتُ به آنذاك؛ كنتُ مليئاً
بالنشوة و بالرعب معاً، و عندئذٍ جاء كل شيء سويةً في فكرة سعيدة واحدة :
 " لستُ يتيماً على الأرض ما دام هذا الرجل حياً ". ]
و في حين يوجه إلى عمل تولستوي، خاصةً (الحرب و السلام )، اعتراض على فكرة " الرجل العظيم "، تسجل حياة غوركي و عمله بحثاً متواصلاً عن مثل هذه الشخصية بالضبط ــ " الرجل Man بحرف كبير "، كما كان يدعو لينين. و و كتب يقول، " أعتقد بأن مثل هؤلاء الرجال ممكنون فقط في روسيا، التي يذكّرني تاريخها و طريقتها في الحياة بسدوم و عمورة (1) " و غوركي، في صوره الأدبية، منجذب كثيراً إلى موضوعاته إلى حد أن إعجابه يقارب أحياناً التقلب الحرباوي. و في صورة فوتوغرافيةغريبة من عام 1920، يقف لينين في الأمام بينما نرى غوركي الأطول كثيراً و هو في بدلة مماثلة و بشعر رأسٍ محلوق، يميل بصعوبة إلى جانب وراء معبوده، مثل صورة مرآتية مطوَّلة مثيرة للشك. و المشهد صحيح ــ غوركي الملتصق، الببغاء، المعاون الدائم.
لقد كان غوركي يبحث عن رجل ذي " إيمان ٍ حي "، لكنه في تولستوي استقر، للسخرية، على تجسيد أزمة العصر الروحية العظمى على وجه الاحتمال. و كان تولستوي يلتمس الصدق البسيط للفلاحين، و بدلاً من ذلك واجه عينًي ثوري بروليتاري تتقدان عند فكرة قابلة للتطبيق. و قد أخطأ كلٌّ منهما الآخر في الظن بأنه الآتي بحسن الطالع لقضيته. و في تأمله نظرةَ تولستوي إلى التأثير الغربي على روسيا، لاحظ غوركي أن " شخصية تاريخنا المتأوجة ... كان يرغب ( شعورياً و لاشعورياً معاً ) في أن ينتصب كجبل عبر الطريق الذي يؤدي إلى أوروبا، إلى تلك الحياة النشطة التي تتطلب من الرجال أقصى تركيز لكل قواهم الروحية ". و يمثل تولستوي " روسيا القديمة " التي ستخلّفها الثورة وراءها؛ لكنه مع هذا قدم شيئاً لم يكن باستطاعتها أن تنجح من دونه.
و حين نشر غوركي مذكراته عن تولستوي في عام 1919، في ذروة الحرب الأهلية الروسية، كان و لا بد يفكر بلينين. ( سيكون من المفيد الحصول على ترجمة من فانجر لمذكرات غوركي عن لينين، التي تحتوي في نسختها الأصلية المثيرة للجدل ــ و لم تُترجم بالكامل ــ على مديح لينين لتروتسكي و تعليق غوركي حول سدوم و عمورة المستشهد به أعلاه، إلى جانب ملاحظات مريرة بشأن الفلاحين الروس ). و في أعقاب الثورة مباشرةً، أصبح غوركي المصدر الأبرز للنقد الداخلي لطرق و إيديولوجيا حكومة البولشفيك. و نشر مقالات تهاجم بعنف لينين و السلطات لوحشيتها، و عنفها الاستبدادي، و ازدواجيتها في المعاملة، و تجاهلها المتصلب لأنتيليجيستيا (2) روسيا ( أي فئة المفكرين و المثقفين فيها ). و لم يكن هناك مؤمن بالثورة الروسية أعظم من غوركي، و كان يعتقد بأنها تستطيع أن تسلك طريقاً آخر. و كان الطريق الذي سارت فيه لا يشبه في شيء الطريق الذي حلم به.
و كان شكلوفسكي يدعو غوركي بـ " نوح الأنتيليجيستيا الروسية ". فقد شكل لجاناً لتوفير العمل و المأوى للشعراء و الدارسين الروس المهددين، مؤلفاً مئات رسائل التوصية، و كان يشتم لينين بالتلفون. و راح يؤمِّن بطاقات تموين من خلال الزعم بأن جميع الكتَّاب هم أفراد أسرته، متباهياً فجأةً بوجود عشرات الأخوان، و الأطفال، و الزوجات لديه! و الأبرز هنا بين مجازفاته ( دار نشر الأدب العالمي )، التي انطلقت تترجم إلى الروسية الكلاسيكيات الأدبية العالمية من أجل " القاريء السوفييتي الجديد ". و كان يجلس في مكتبه، يتناقش مع أفضل مترجم لملحمة جلجامش بينما كان إطلاق النار المتقطع يُسمع في الشوارع.
و كان جزء من مشروعه، لجنة التمثيل التاريخي، سيُنتج مسرحياتٍ مستندة على كل حدث عظيم في التلريخ البشري. و حين قرأ ألكسندر بلوك، أحد شعراء العصر الكبار، مسرحيته عن حياة الفرعون رمسيس، علق غوركي فجأةً، " ينبغي عليك أن تعملها مثل هذا قليلاً "، و مدَّ ذراعيه إلى الجانبين مثل مصري قديم. كما كان هناك ( ستوديو الترجمة الأدبية )، ( دار الدارسين )، ( مفوضية الخبراء للحفاظ على الأشياء الوطنية ) و غيرها. ( و من الجدير بالذكر أنه في رواية المحاكمة لكافكا، كان النشاط العام الوحيد الذي يشارك فيه جوزيف ك. هو جمعية الحفاظ على صروح الفن البلدية ).
غوركي في المنفى
لقد كان إيفجيني زامياتين، مؤلف رواية الخيال العلمي ( نحن )، التي ظهرت في عام 1921، يتصور مغامرة الأدب العالمي كسفينة فضاء في بعثة ما بين الكواكب تبدأ، بعد حادثٍ، بالسقوط، و لو أن سنةً و نصف سنة ستمر قبل أن تصطدم السفينة فعلياً. و تساؤلاً منه عن الكيفية التي سيتصرف بها الرحَّالة هؤلاء، طرح القصة على غوركي، الذي رد عليه : " في غضون اسبوع، إذا لم يحدث شيء، سيبدأون بالحلاقة و كتابة كتب و بوجهٍ عام يتصرفون كما لو كان لديهم في الأقل عشرون سنة أخرى يعيشونها. ... لقد صرنا نعتقد بأننا لن نكون مبعثَرين، و إلا فنحن ضائعون جميعاً ".
كان قرار غوركي مغادرة روسيا في عام 1921 قد تم على الأرجح بسبب تحرره الشديد من الوهم المتعلق بالحكومة السوفييتية ــ و كان بلوك قد مات بمرض الأسقربوط، و الاستنزاف، و اليأس الروحي؛ و أُعدم شاعر آخر لمشاركته افتراضاً في مؤامرة. كما أنه تلقى تشجيعاً على نحوٍ متكرر للمغادرة من لينين، الذي زعم أن رئتي غوركي الضعيفتين بحاجة إلى الراحة. و كان غوركي غاضباً بشدة من لينين، الذي انتقده باعتباره نظرياً " ينفذ تجربة كواكبية " فشلت. و قد أقلقه كثيراً ظرف روسيا، التي كانت تعيش مجاعةً كارثية. و بعد ثلاث سنوات من التنقل في أوروبا، و جمع الأموال لإغاثة المنكوبين بالمجاعة، انتقل غوركي إلى فيلا في سورينتو المطلة على جبل فيسوفيوس، حيث عاش لمدة عشر سنين تقريباً قبل أن يعود بشكل دائم إلى روسيا. و بينما كان يعيش في المنفى، تذكر مشهداً من أيامه مع تولستوي :
سأل تولستوي سحليةً ذات مرةٍ بصوتٍ خفيض :
 ــ " هل أنتِ سعيدة، ها؟ "   
كانت السحلية تتشمّس على صخرةٍ في الأحراش على امتداد الطريق المؤدي
 إلى ديولبَر، و قد وقف تولستوي مواجهاً لها و يداه ثابتتان في حزامه الجلدي.
و راح ذلك الرجل العظيم يتطلع من حوله بانتباه، و هو يعترف للسحلية :
 ــ " إنني لست ... "
( و لقد كتب هنريك هاينه، الذي كان بلوك يترجمه لدار نشر الأدب العالمي، قائلاً في واحد من مشاهد تنقلاته الإيطالية إن السحالي على سفح تلٍ معين كانت قد بيَّنت أن الأحجار كانت تتوقع أن يتجلّى الله بينها على شكل حجر ).
فأين كانت الثورة، بصورتها الجوهرية عن الرجل الباحث عن معنى؟ يسجل أحد المصادر أنه، في إيطاليا، تلقى غوركي ثلاثة عشر ألف رسالة من روسيا. لكن أية أنواع من الرسائل كان يتسلَّم؟ وفقاً لأرشيف الـ  (3) KGB، كان الكثير منها من مواطنين سوفييت يفصّلون فيها مظالم و  لامعقوليات الحياة الروسية. و إقناعاً منه لنفسه بأن روسيا رغم هذا على الطريق الصحيح، اختار غوركي ألاّ يركّز على تحذيراتهم.
و يبدو أن غوركي، مثل تولستوي، قد مر خلال منفاه بمنعطف روحي أرغمه على أن يتخذ وضعاً زائفاً. لكن في حين تطلَّبت أزمة تولستوي أن يتبرأ من حياته الماضية باعتبارها مخطوءه على نحوٍ مضر، فإن أزمة غوركي أجبرته على التصرف كما لو أن أفعاله الماضية، و الثورة عموماً، كانت سليمة. و ما كان على الرهان هو مكان غوركي في القصة التي كان قد قضى حيانه و هو يُنشئها : إذا كانت الثورة عملاً فاشلاً، فإن دوره كنبيٍّ و شاعرٍ لها سيكون بلا معنى، أو أسوأ.
و قد اتَّسمت عودة غوركي إلى روسيا بغضب شديد من إعادة تسمية بعض الأماكن على شرفه، باقتراح من ستالين : الشارع الرئيس، المتنزه المركزي، و المعهد الأدبي في موسكوإضافةً إلى مسرح الفن؛ مدينة و إقليم نيشني نوفغورود؛ مئات المزارع الجماعية، و المعامل، و المدارس ــ كلها أخذت اسم غوركي. و قد مُنِح قصراً و عزبة خارج موسكو و في القرم.وفي عام 1932، طارت فوق موسكو طائرة سُميت (مكسيم غوركي)، متباهيةً بأعرض مسافة بين طرفي الجناحين في العالم. (تحطت الطائرة في العام التالي). و في نهاية حياته لم تعد موهبة غوركي في تذكّر أسماء الأماكن ضروريةً : فكل مكان يذهب إليه كان يسمى غوركي!
و هكذا أصبح غوركي المدافع الأبرز الوحيد عن نظام حكم ستالين. و خلال الاندفاع نحو الجماعية ، التي نجم عنها موت ملايين الفلاحين، قدم شعاراً لكفاح السلطات ضد الكولاك : " إن لم يستسلم العدو، يجب أن يُباد ". و ربما كان الأسوأ سمعةً، أنه قاد حملة من الكتَّاب إلى موقع قناة البحر الأبيض، المشروع الإنشائي الضخم الأول الذي تم بعمل السجناء في الغولاغ، و الذي مات خلاله أكثر من عشرة آلاف سجين. و قد حرر غوركي و ساهم في مختارات أدبية تُثني على ذلك العمل لطموحه و تأهيله المجرمين. و قد أوضح الباحث الدراسي جون فريكسيرو أن ( جحيم ) دانتي يشابه معسكراً للسجناء. و عند عودة غوركي من ذلك الجحيم، أخبر العالم بأنه كان مطهراً Purgatory فقط (4). و مع هذا، استمر غوركي،  في الوقت نفسه، في كتابة رسائل إلى الشرطة السرية من أجل " إطلاق السجناء أو التساهل في العقوبة ". و يبدو أنه أُبقي تحت اعتقال منزلي مرهق في " بلاد الفراعنة ". و ذكر مراقبون أنه نادراً ما كان يمس الطعام في المآدب المقامة في منزله. و في نهاية حياته، أُعطي غوركي، المؤمن العظيم بالأدب الإيجابي، صحفاً مطبوعة بشكل خاص مع " الاختصارات و التعديلات الضرورية ". و قبل موته بالضبط، اقترح أن تجري تعبئة مئة كاتب  لمشروع جديد :
إن الأدب العالمي و التاريخ كله، تاريخ الكنيسة و الفلسفة يجب أن تُعاد كتابته:
غيبون و غولدوني، الأسقف آيرَنيس و كورنيل، البروفيسور أنفيلونوف
و جوليان المرتد، هيزيود و إيفان فولنوف، لَكريشوس و زولا، جلجاميش
و هايواثا Hiawatha، سويفت و بلوتارك. السلسلة كلها يجب أن تنتهي مع
الأساطير الشفوية حول لينين.
و كانت الخطة غوركية الطابع ــ تشكيلة من القراءة، و حب العمل الجماعي، و التأكد من أن الجواب يمكن أن يوجد في الكتب، و التعصب للتصحيح. و كان الذوق مريراً.
غوركي و إيمانه الثابت بالإنسانية
وجد تولستوي أن الحقيقة هي مسواة leveler تمسح كل جانب من الحياة، مخلِّفةً نفس جدب الموت و المعاناة القاسي. و قد هزه ذلك، و كانت " تعاليمه " مقامة و مبشَّر بها في مسعىً لتجديد إيمانه هو. مع هذا كان إيمانه بنفسه على الدوام واسعاً جداً. و كان رجلاً عظيماً و كان يعرف هذا. و لم يكن موقفه تجاه الحقيقة يتذبذب في الواقع، لكنه لم يستطع جعل نفسه تواجه بالكامل نتائج بحثه عنها. و كانت النساء يذكرنه بالموت، و لهذا كان يكرههن.
أما غوركي، مقارنةً به، فكان يشعر بالرثاء الشديد و الشفقة على الجنس البشري، لكن كما يبدو كان يلاحقه الشك في أن الصراع قد حُسم، أن الجُعالة هي على العالم و على المعاناة. و ما يبينه كتاب فانجر على نحوٍ لافت للنظر هو إلى أي مدى بلغ كتّاب آخرون رقم غوركي، حتى مبكراً و إلى ما بعد ذلك. و خلال الحرب الأهلية الروسية، كان بلوك قد أخبر غوركي ، على درجات سلم ( دار نشر الأدب العالمي ) : " لقد أصبحنا أذكياء جداً على الإيمان بالله، و لسنا أقوياء بعدُ بما يكفي للإيمان بأنفسنا. و كأساس للحياة و الإيمان هناك فقط الله أو أنفسنا. الإنسانية؟ هل يمكن لأي شخص أن يؤمن بمعقولية الإنسانية بعد الحرب الأخيرة، مع حروب جديدة، محتومة، و أقسى، في المستقبل القريب؟ " غير أن غوركي وضع إيمانه في الإنسانية. و راح يزخرف و يصقل الإنسانية بحيث يحافظ على إيمانه مصوناً. و قد قال تولستوي لغوركي " تريد على الدوام أن تصبغ فوق كل الحزوز و الشقوق بطلائك أنت ". و كان غوركي، مثل تولستوي، غير قادر على مواجهة الحياة كما توهم أن تكون، لكنه كان يفتقر إلى الإيمان بقواه الخاصة به التي منعت تولستوي من ارتكاب خيانة ذاتية حقيقية. و كان ذُعر غوركي من انعدام القوة شديداً إلى حد أنه في الآخر يحابي القسوة نفسها على الإقرار بالقسوة. و يبدو أنه آمن بأنه من أين قام، هناك في " الأعماق السفلى "، ليس من مكان يمضي إليه إلا إلى أعلى، و بأن الناس بحاجة لأن يقتنعوا بالكفاح إلى هذه الغاية. فأي قمعٍ سيكون مؤقتاً. و كان غوركي، و هو المؤمن على الدوام بالتنقيح، يعامل روسيا مثل كاتب شاب يحتاج فقط لأن يلقى التشجيع و تحرير كتاباته أكثر فأكثر. و كان على خطأ : كان هناك عمق أكثر انخفاضاً حتى. و قد جعلته حاجته إلى تزيين الحياة ينحاز إلى أولئك الذين، من أجل أغراضهم الخاصة، أرادوا أن يُظهروها أسوأ مما هي عليه. و تحوَّل المخطوط المصحح إلى تسهيل facility تصحيحي.
مع هذا فإن مذكرات تولستوي غريبة و مؤثرة جداً بحيث أن من الصعب إدراك ما أعقب ذلك تماماً. إنها عمل عظيم ( لم يقترب غوركي من نوعيتها أبداً لا قبلها و لا بعدها )، لكنه ليس بالعمل الحديث الطابع؛ و من المظلل تصنيف غوركي بين أنبياء القرن العشرين الساخرين، حين كان من نواحٍ كثيرة كاتباً من القرن التاسع عشر استمر في العيش إلى القرن الشنيع التالي. فالمذكرات تفتقر بشكلٍ مطلق إلى السخرية. و هناك عنصران قد ضلَّلا قرَّاءها كما يبدو. الأول هو موضوعها : إذ يظهر تولستوي نفسه على أنه الممهّد المعذب، المهيب للانسان الحديث ــ موسى المعاصرين الذي يُنعم النظر في الأرض الموعودة لكنه لا يدخلها. و يبدو أن القراء قد أخذوا هذا على أنه يعني أن غوركي كان حديثاً أو معاصراً أيضاً، بينما القطعة بكاملها في الواقع يمكن قراءتها كمحاولة منه لمبادلة يقين ( دين ) بآخر ( الإيمان الجماعي بالإنسان ). أما العنصر الثاني، فهو شكلها المتجزّيء، المفتوح النهاية، الذي لا يبدو حديثاً فقط، بل حتى حداثوياً modernist. فبالنسبة لغوركي، على كل حال، لم يكن هذا الشكل متصوَّراً بروح حداثوية، من منطلق التجريب و السخرية، و إنما من منطلق الضرورة. فعندما يكتب أنه لا يستطيع أن يُنهي رسالته، فإنه يعني ذلك؛ فهو بالفعل لا يستطيع أن ينهيها. لكن بالنسبة لنا، يمكن أن يكون هناك فقط كتابة حديثة. لقد فقدنا القدرة على الكتابة بيقين غوركي، أو حتى قراءته بيقين. فحيثما رأى غوركي جسراً، رأينا نحن هاوية.  و كان هناك بالتأكيد حس بالبروميثي (5)Promethean  في آمال غوركي بالثورة الروسية. أن الإنسان سيحرز لنفسه سماتٍ من سمات الآلهة و يبدلها تدريجياً، متخلصاً بهذه الطريقة من كل المعاناة و الفوضى. و لقد أعاد كافكا نفسه سرد قصة بروميثيوس، قاسماً إياها إلى أربع أساطير. في الأولى، كان بروميثيوس مقيداً إلى الكوكاسيس لخيانته الآلهة لصالح البشر، و راحت النسور تتغذى من كبده، الذي كان يعود إلى حالته باستمرار؛ و في الثانية، كان بروميثيوس يضغط نفسه أعمق فأعمق في الصخر لينجو من المناقير، و أصبح شيئاً واحداً مع الصخر؛ و في الثالثة، نسيَ الآلهة، و النسور، و بروميثيوس نفسه تلك الخيانة؛ أما في الأسطورة الرابعة، فقد أصبح الآلهة و النسور ضجرين من القصة العديمة المعنى، و التأم الجرح بشكل ممل. و أخيراً، اختتم كافكا ذلك بقوله : " و بقيت هناك جبال الصخر العصية على التفسير ". و هكذا، أيضاً، في قصة غوركي، نبقى مع الصخر : صخر البطل سفاياتوغور، " الجبل المقدس "؛ صخر تولستوي الذي يمد نفسه كسلسلة جبال؛ صخر فيسوفيوس، مرئياً من فيلا سورينتو؛ صخر قناة البحر الأبيض؛ صخر الفرد الغامض؛ و مشهد جبلٍ يجعلنا نتخيل أننا نحركه، و هو ينكرنا، و نحن نعيد خلقه.


عن /The New Republic
ترجمة/ عادل العامل
تابع القراءة→

الجمعة، يونيو 08، 2012

"عتاة الاشقياء" مسرحية عن أمراض المجتمع بشكل غير معتاد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 08, 2012  | لا يوجد تعليقات


"عتاة الاشقياء" مسرحية عن أمراض المجتمع بشكل غير معتاد

مسرحية "عتاة الأشقباء"

يستند العرض المسرحي  الى رواية الاديب المعاصر زاخار بريليبين التي  انتظر في إخراجها سنوات أربع طويلة إلى أن شعر سيريبرينيكوف بأن الاجواء الاجتماعية مناسبة لتجسيد هذا المشروع وأخرجها مع طلابه.حصلت مسرحية "اتموروزكي" أو "عتاة الاشقياء" للمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف على جائزة مهرجان "القناع الذهبي" في فئة "دراما".إنها مسرحية عن جيل محدد وعن أوضاع سياسية محددة. في وسطها متمرد ولد نهاية الثمانينيات ويعارض ما يحدث وراءه. له مبادئ وأفكار عن الاحداث السياسية. يحاول أفراد هذا الجيل تحديد مكانهم تحت الشمس ويواجهون جميع الاحداث المفصلية للمرة الاولى: الحب والخيانة والموت. لكن هل تتوفر لديهم المعرفة والخبرة الكافية لتغيير الوضع؟


المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

الخميس، يونيو 07، 2012

اكتشاف آثار مسرح استخدمه شكسبير في لندن

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات





ا ف ب - لندن (ا ف ب) :
اكتشف علماء آثار في العاصمة البريطانية لندن آثار مسرح عرضت عليه مسرحية "هنري الخامس" لوليام شكسبير للمرة الأولى في أواخر القرن السادس عشر، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم متحف لندن الأربعاء.
وقد اكتشفت آثار مسرح "كورتن" وهي عبارة عن جدران وباحة على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض في موقع ورشة بناء في حي شورديتش شرق لندن.
افتتح مسرح "كورتن" سنة 1577 وكان تابعا لفرقة "لورد تشيمبرلينز من" التي عمل شكسبير معها في بداية مسيرته. وكان أيضا المسرح الرئيسي الذي عرضت عليه أعمال شكسبير من سنة 1597 حتى افتتاح مسرح "غلوب ثياتر" في لندن سنة 1599.
وقالت متحدثة باسم متحف لندن لوكالة فرانس برس إن "كورتن" "في حال جيدة جدا وأفضل حالا من مسارح شكسبير الأخرى". ونظرا إلى أهمية هذا الاكتشاف، سيفعل المروجون العقاريون ما في وسعهم لإبقاء المسرح في مكانه.
وبعد انتقال فرقة "لورد شيمبرلينز من" إلى مسرح "غلوب ثياتر"، استمرت فرق أخرى في عرض أعمالها على مسرح "كورتن". ومع أن النص المكتوب الأخير الذي يشير إلى وجود المسرح يعود إلى العام 1622، إلا أن المؤرخين يقدرون أنه بقي يستعمل طوال السنوات العشرين التالية.
وتعتزم شركة "بلاو يارد ديفيلبمنت" التي تملك الموقع إعادة تصميم مشروعها العقاري كي يكون المسرح في وسطه.
وقال متحدث باسم الشركة "كنا نعلم أن المسرح موجود في هذا الحي لكننا لم نكن نعرف موقعه بالتحديد".
وأضاف أن "نوعية الآثار مذهلة ونتوق للعمل" مع متحف لندن والمتخصصين في أعمال شكسبير على مشروع "يتيح للعامة النفاذ إلى آثار المسرح".
تابع القراءة→

إعلان مسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2012م

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات



بمبادرة سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح،تنظم الهيئة العربية للمسرح مسابقة سنوية على مستوى البلدان العربية تسمى (جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي خلال العام 2012م)، وسيتم عرض العمل المسرحي الفائز في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية والذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة في أواسط مارس (آذار) 2013م.ويفتح باب الاشتراك في المسابقة اعتباراً من الاول من أبريل (نيسان) 2012.
وذلك وفق المعايير والشروط الواردة ادناه:
·       أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المنشأ والمضمون والوسائل، وأن يكون ضمن إنتاجات الفترة من مطلع اكتوبر  2011م إلى مطلع أكتوبر 2012.
·       أن يعكس العمل المسرحي هماً من هموم الإنسان العربي.
·       يفضل أن يكون النص باللغة العربية الفصيحة تأليفاً خالصاً وليس اقتباساً أو تناصاً لأعمال أخرى عربية أو غير عربية.
·       أن يخدم الإنتاج المسرحي الهوية العربية وتميز المبدع العربي تجديداً وتجدداً لمسرح فاعل في الحياة العربية.
·       أن يتناسب الشكل مع المضمون في العمل المسرحي، وأن يتحقق عامل التكامل في العرض المسرحي (الإخراج- التمثيل – الإضاءة والديكور، إلخ..)
·       أن يكون مخرج العمل وممثلوه وفريق الإنتاج والتقنيين فيه من البلدان العربية.
·       أن تتوافر في العرض عناصر  جذب لأوسع جمهور.
·       لا تقبل عروض المونودراما.
·       أن يلتزم العرض الفائز بالمشاركة في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي ينظم في شهر مارس (آذار) 2013 ، بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
·       للمسابقة جائزة كبرى واحدة، لا تقبل المناصفة، قيمتها المالية 100.000 درهم إماراتي،
·       تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للمسابقة تكون قراراتها نهائية.
·       على الفرق والجهات في البلدان الراغبة في الاشتراك في المسابقة تقديم ملفات تقنية كاملة وسيناريوهات العرض ونصوص الإنتاج المشارك، وكذلك توفير قرص مدمج بالعمل المسرحي، واصلةً إلى الأمانة العامة الهيئة العربية للمسرح في الشارقة في موعد لا يتجاوز الأربعاء الموافق 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2012.
·       للاستفسار والمراسلة:
الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح - الشارقة       
البريد الإلكتروني:  gsata@eim.ae
ص.ب:71222  الشارقة –الإمارات العربية المتحدة
تابع القراءة→

142 نصاً في مسابقة التأليف المسرحي للهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات




أعلنت الهيئة العربية للمسرح بأن مئة و اثنان و أربعون نصاً تتنافس في النسخة الرابعة من مسابقة التأليف المسرحي التي تجريها الهيئة العربية للمسرح في مجالي التأليف الموجه للكبار و التأليف الموجه للأطفال.

و بعد فرز النصوص التي تنطبق عليها شروط المسابقة اتضح أن واحداً و ستين مؤلفاً سيتنافسون ضمن مسابقة التأليف للأطفال و التي جاء أربع و عشرون نصاً منها من مصر فيما جاء من العراق إثنا عشر نصاً وجاءت البقية من تسع دول أخرى هي سوريا و الأردن و المغرب و كندا و البحرين و الجزائر و اليمن و غُمان ولبنان.
فيما شارك واحد و ثمانون مؤلفاً في مسابقة التأليف الموجه للكبار حيث كانت المشاركة المصرية هي الأعلى بواقع ثلاثين نصاً تلتها العراق بواقع اثني عشر نصاً و جاءت البقية من ستة عشر دولة هي سوريا و الأردن و المغرب و ليبيا و لبنان و اليمن و أستراليا و السويد و كندا و ألمانيا و السودان و عُمان و السعودية و البحرين و الجزائر و تونس.
لجان التحكيم بدأت عملها و سوف تعلن النتائج في مطلع شهر أيلول سبتمبر القادم و سيقام حفل خاص لتكريم الفائزين في وقت لاحق،كما تصدر النصوص الفائزة في منشورات الهيئة قبيل نهاية العام الحالي.
تابع القراءة→

الثلاثاء، يونيو 05، 2012

مسرحية "الاحتفال"... معادن الناس تظهر في الملمات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 05, 2012  | لا يوجد تعليقات





قدم مسرح ساتيرا بموسكو عرضا جديدا للمخرج الروسي سيرغي ارتسيباشيف يحمل عنوان "الإحتفال". محوره رجل ثري لا تعني له الحياة شيئا سوى ما تحمله من ملذات يشتريها بماله. لكن وكما يقول المثل، دوام الحال من المحال. إذ يصاب بطل المسرحية بمرض عضال لا براء منه، فالابن الذي تخلى عنه عندما كان لاهيا بحياته، هو الوحيد الذي يهرع للوقوف إلى جانبه وشد أزره.
يستند نص المسرحية إلى عمل الكاتب الأمريكي برنارد سليد "في مثل هذا الموعد من العام المقبل"، وهي مسرحية عرفت طريقها إلى العديد من خشبات المسارح العالمية بأسماء مختلفة كما حولت إلى فيلم سينمائي.

المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

دروب مختلفة للحب والموت في عرض واحد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 05, 2012  | لا يوجد تعليقات



قدم مسرح "بوكروفسكي" في موسكو عملا تحت عنوان "كابريتشو بالأسود والأبيض"، يجمع قصتين ترسمان خطوط حكاية الحب والموت هما أوبرا "الملك والمهرج" وأوبرا "الأمير السعيد" في اطار مونولوجي غنائي.
وقال مؤلف العمل الموسيقار فلاديمير كوبيكين إن فكرة هذين العملين مشتركة ومأخوذة من وحي الحب والموت. وأضاف: "لكن الموت يختلف بطريقته في كل الأعمال، فالملك والمهرج أكثر وحشية وقساوة من الأمير السعيد الذي هو اكثر ليونة ولطف".
من الجدير بالذكر أن "الملك والمهرج" هي مسرحية من تأليف الكاتب البلجيكي ميشيل دي غيلديروف أما "الأمير السعيد" فهي قصة الكاتب الإنكليزي أوسكار وايلد.

المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

الاثنين، يونيو 04، 2012

جوائز مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، في دورته الثامنة 2012

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, يونيو 04, 2012  | لا يوجد تعليقات

جوائز مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، في دورته الثامنة 2012
 
يعتبر مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي(دورة المرحوم أحمد البوراشدي)، تظاهرة ثقافية وفنية يلتقي خلالها المسرحيون بتقديم  التجارب الجديدة  في مجال المسرح الاحترافي وتبادل الخبرات، وتطوير أساليب العمل المسرحي  ، مع تكريم وجوه مسرحية واستحضار منجزاتها وتجاربها الفنية, وقد تنافست على جوائز المهرجان، 11 مسرحية من العراق والإمارات وإيطاليا ومصر والمغرب  البلد المضيف  الذي شارك ب7 فرق 4 منها من مدينة فاس وأخرى من مدن الدار البيضاء ومراكش والرباط، فيما تشكلت لجنة التحكيم، من سعيد الناجي وعبد الكبير الركاكنة وعبدو المسناوي ونور الدين زيوال وأنور الزهراوي.
وقد فازت مسرحية"بهلول" لجمعية "مسرح بن ياس" للأمارات العربية المتحدة بالحصة الأكبر من جوائز المهرجان أربع جوائز رئيسة  فقد حصلت جائزة أفضل نص مسرحي لجمال سالم، وجائزة أفضل إخراج مناصفة للدكتور حبيب غلوم العطار، وجائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة للفنان جمعة علي، وجائزة أفضل سينوغرافيا لمحمد الغصومسرحية “البهلول” ألفها جمال سالم وأخرجها الفنان الدكتور حبيب غلوم ويقدمها فريق مسرح بني ياس بمشاركة الفنان جمعة علي وحسن رجب. وتشكل المسرحية عملا تراثيا يزاوج بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، ويحمل مضامين سياسية مبطنة تدور حول الأقنعة. وكانت المسرحية قد شاركت في مسابقة أيام الشارقة المسرحية الأخيرة. وحاولت مسرحية "بهلول" كشف الأقعنة التي تسود العالم في ظل المتغيرات الراهنة، من خلال شخصية "لمول" باعتباره مواطنا عربيا يعاني الظلم والفساد ويحاول الكشف عن تلك الأقنعة، لكنه يدخل هذه اللعبة ويرتدي عدة أقنعة بقصد كشفها، ما يوقعه في العديد من المشاكل.  وفازت  مسرحية "أجراس النجاة" لفرقة نخيل من العراق جائزة أحسن إخراج مناصفة مع مسرحية "بهلول "وجائزة لجنة التحكيم، لفرقة نخيل العراقية عن مسرحيتها "أجراس النجاة" وفازت شذى سالم بجائزة أفضل تشخيص نسائي، عن دورها في مسرحية "أجراس النجاة"، مناصفة مع منال سلامة بطلة المسرحية المصرية  "من يخاف فرجينيا وولف"وتدور أحداث المسرحية حول القهر الاجتماعي داخل المجتمع الأمريكي، من خلال "جورج" أستاذ الجامعة المتزوج من "مارثا" التي تكبره سنًا ومتواضعة الجمال، ورغم أنهما لم يرزقا بأبناء إلا أن لديهما ابنا وهميًا عمره 21 عامًا..  وحصل علال قوقة علي جائزة أفضل تشخيص رجالي عن دوره في هذه المسرحية مناصفة مع بطل مسرحية "بهلول"جمعة علي   فيما حاز الخمار المريني جائزة ثاني أحسن ممثل، عن دور "الغالي" في مسرحية "حمان الخربيطي" تأليف وإخراج حميد الرضواني لفرقة محترف فاس.   فيما حازت الممثلة العرقوبي بثاني أحسن تشخيص نسائي عن دورها في مسرحية "ليالي شهرزاد" لفرقة مسرح دراما من مراكش.  فيما فازت مسرحية "رجال البلاستيك" لروبرتو كوستنتيني الإيطالي، بالجائزة الكبرى للمهرجان وتكشف مسرحية "رجال البلاستيك"، عن أقنعة بشرية مختلفة ومتباينة الغايات، فيما تستوحي "السهرة" أحداثها من السيرة الذاتية للأديبة الإنجليزية "فرجينا وولف"، وما أصابها من جنون للضغوط التي أحست بها من ويلات الحرب العالمية الأولى والثانية، ما دفع بها إلى الانتحار بعد إصرارها عليه. وتشكل "حمان الخربيطي" المتوجة بثاني أحسن دور رجالي، صورة للفرجة الشعبية الأصيلة المنبثقة من تراثنا المغربي، على إيقاع درجات متباينة من الحكي والرقص والغناء والتشخيص والإنشاد، فيما تنقل "ليالي شهرزاد"، لقطات من جنون نبيل يتوخى الوضوح والصدق ولو لبعض الوقت.وفي أول بادرة منذ إحداثه، قدم المهرجان، عرضا لمسرحية أمازيغية، وانفتح طيلة أسبوع كامل على عدة مناطق بجهة فاس وتاونات، بإدراجه عروضا في الهواء الطلق بقرى تيسة والبهاليل ومولاي يعقوب وبولمان وساحة النجارين، في إطار انفتاح فعالياته على جمهور أوسع.  وقام المشاركون فيه، بزيارات تضامنية إلى دار الوفاء ومركز أولادي، وانفتح على مؤسسات اجتماعية بفاس، بينها سجن بوركايز ومؤسسة عبد العزيز بن إدريس للمعتقلين الأحداث ودار الفتيات بالزيات ومركز أهلي، مع تنظيم ورشات بالمؤسسة الثانية وفي حيي بن دباب وسيدي بوجيدة. واعترافا بما أسدوه من خدمات جليلة لأبي الفنون، حظي عدد من الفنانين بينهم يونس الوليدي ومحمد العلوي الدوردي وحسن العلوي المراني، بالتكريم في دورته الثامنة المنظمة بشراكة مع الجماعة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وتعاون مع وزارة الثقافة ومندوبيتها بفاس. وأكد محسن مهتدي رئيس فرع فاس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، المنظمة لهذه التظاهرة، أن مشاركة فرق مسرحية عربية وأجنبية لها حضور مسرحي وازن، كان فرصة لضمان الانفتاح على بعض التجارب المسرحية المختلفة والاطلاع على التجربة الإيطالية في المجال. ويأتي إطلاق اسم البوراشدي على هذه الدورة، بعد التفاتات مماثلة سابقة لفنانين مغاربة رحلوا وتركوا بصماتهم الواضحة في الساحة المسرحية، خاصة محمد الكغاط ومحمد تيمد وزكي العلوي والحسين المريني ومحمد أصميد وفاطمة شبشوب ومحمد الإدريسي. 

تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9