أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، نوفمبر 06، 2013

مسرحية "نصرة الحسين علية السلام " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, نوفمبر 06, 2013  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "نصرة الحسين علية السلام " تأليف محسن النصارشخصيات المسرحية
-الشيخ الكبير 
- صديق الشيخ
- ضابط الأمن
- مدير الأمن
- قوات أمن
(تدور الأ حداث قبل عام 2003 في العصر الحديث في العراق )
(تفتح الستارة , توجه اضاءة فيضية على المكان , تظهر على المسرح صالة
جميلة الطراز , تحتوي على اثاث بسيط جدا , مفروشة بسجادة ذات طراز اسلامي مع وجود تلفون ,مع رفوف مكتبة متوسطة الحجم تحتوي على كتب مختلفة العناوين
دينية وفلسفية ,مع وجود مدخل داخلي , ومدخل خارجي على يسار ويمين المسرح,
تسمع اصوات وضجه في الخارج , الشيخ الكبير جالسا مع مجموعة من العامة في الصالة يبين أضواء من قبس الأمام الحسين علية السلام , تقتحم فجأة قوات الأمن المكان , وتقوم بأعتقال مجموعة من الناس الموجدين في المكان
ينهض الشيخ الكبير , وهو في حالة استياء )
الشيخ الكبير : ياحسين , ياحسين ...
رجل من العامة : قوات الأمن , تحتل المكان0
ضابط الأمن : (بصراخ)
قوات الأمن تحاصر المكان 0
(يقهقه)

ومنتشرة في كل مكان حولكم وفي كل أنحاء المدينة 0
الشيخ الكبير : (بأنفعال وتوتر)
لماذا تلطخون أيديكم بدماء الابرياء ؟
ضابط الامن : أصمت , أنها الأوامر , تحركت نحوكم , أعداد كبيرة ...
الشيخ الكبير : (يقاطعة بقوة وأنفعال )
لماذا تقتحموا بيتي ؟ لماذا تحتقلون الأبرياء ؟
ضابط الامن : (يتصل بالجهاز اللاسلكي الذي بيده , ثم يتحدث
بصوت غير مسموع ثم بعد ذلك يرفع صوته عاليا )
نعم , نعم سيدي , ماذا؟ أرسلتم تعزيزات كبيرة
ستصل في الساعات القادمة
الشيخ الكبير : (بتحدي وشجاعة)
لماذا تأتي قواتكم الأمنية الى هنا ؟ ألم يكفي ماأسفكتم
من دماءنا؟
ضابط الأمن : (يذهب وينظر من الشباك ثم يقترب من الشيخ )
ان متطلبات الوضع الداخلي , تهدف الى جعلكم
خائفين مترددين , مشمئزين من الحياة !
(بغضب مع نوع من الخوف والتردد)
صدرت لي الأوامر , بمنعكم من القيام بالمراثي
والشعائر الحسينية .
الشيخ الكبير : لماذا تحقدون عليٌنا , وقلوبكم سود وقاسية و بغيضة ,
هدفكم فقط القتل وسفك الدماء!!!
ضابط الامن : عذرا ياشيخ لا حول ولاقوة لي ,فقط أنفذ الأوامر ...
الشيخ الكبير : (بشجاعة وقوة)
هذه افعال الجبناء ,
هذه اساليب العصابات الاجرامية 0
ستعصف الرياح بالشر , حتى يقع ويسقط, مثلما سقط
ملوك بأمجادهم , هذا هو المصير المحتوم لكل
من يحارب ذكر الحسين علية السلام ...
نعم ! والزمن كفيل بذلك !
ضابط الأمن : نفذو ماتريدة منكم القيادة العليا ؟
الشيخ : لاتحاولو أذلالي , موقفي واضح وصريح ...
ضابط الامن: وبالنسبة لك كونك عالم ومجتهد ايضاً, ولك تأثير كبير في
المجتمع الأنساني , لهذا اصدرتم الفتاوى وقمتم بتنظيم
التجمعات الدينية المعادية لسياسة الدولة ....


الشيخ الكبير : (بشجاعة وتحدي)

انا رجل دين , ولي الحق ان اقف امام الصعوبات
بشجاعة الأئمة المعصومين عليهم السلام والأولياء
الصالحين .
نحن من تاريخ مجيد , رسم البسمة والشهادة ,
وانتصر على الظلام.
نحن سائرون على نهج الأمام الحسين
علية السلام
ضابط الامن : انك خطر علينا ؟
الشيخ الكبير : لأنني , اؤمن باللة والرسول (ص) ,وأحيي ذكر أستشهاد
الحسين علية السلام؟
ضابط الامن : (بعصبية زائدة عن الحد)
ربما لكن القيادة اكثر ماتحبه في علماء الدين
هو قتلهم والتنكيل بهم , بل ! وحتى النساء لاتهاون في قتلهن
الشيخ الكبير (بقوة وشجاعة)
هذا ديدنكم , والعالم يشهد جرائمكم , الالاف من الشهداء خير
مثال لوحشيتكم , فانتم سفاكون للدماء , تحملون تاريخا
اسودا مظلما
قضم باسنانه كل شئ جميل , سجل حقلا اسودا للتاريخ ,
ستهزمون وتنتهون وينتهي الظلم والأستبداد .
ضابط الامن : (بغضب , يدور حول العالم المجتهد , وهو في حالة توتر ,
ويومئ الى قوات الامن بالأنتشار في المكان لأثارة الرعب )
انا فقط انفذ الأوامر , فنصحيتي لك الحفاط على حياتك
مسايرة القيادة , والقيام بوقف الشعائر الحسينية ,
كونها تزرع الخوف في قلوبنا ؟
الشيخ الكبير: نحن نسير على نهج الأئمة عليهم السلام في أحياء أمرهم ,
فنحيي الشعائر الحسينية حبا لآل الرسول صلوات الله عليهم
أجمعي فنحن نحبها من كل قلوبنا , فهي التي
زرعت الأيمان في قلوبنا... روي عن أمامنا الرضا عليه السلام: إن يوم
الحسين عليه السلام أقرح قلوبنا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا
بأرض كرب وبلاء
ضابط الامن : ( يتوتر زائد عن الحد )
الرئيس أكد لنا بأن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه
القيام بالمراثي الحسينية 0

الشيخ الكبير: ( بشده)
فاجعة كربلاء تتجدد عاماً فعاماً وتزيدنا في كل مرّة ألماً وحزناً على ما جرى
على عترة النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله) بأرض الطفوف فقد ورد عن
الصادق(عليه السلام) إن لجدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا
«كما أن محاربة الظالمين والمشككين في الشعائر الحسينية على مدى السنين
الماضية تزيدنا بصيرة وهدى وثباتاً على مبدأ إحياء أمر أهل بيت النبوة(عليهم
السلام) فقد ورد الحث على إحياء أمرهم في كثير من النصوص منها ما ورد
عن الباقر(عليه
السلام) وهو يخاطب الفضيل بن يسار- أتجلسون وتتحدثون؟ قلت بلى سيدي
قال: إني أحب تلك المجالس فأحيو فيها أمرنا- من جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم
يمت قلبه يوم تموت القلوب».
ورئيسكم يأمركم بالقتل
وسفك دمائنا لأننا نحيي شعيرة من شعائرنا التي
تمثل قيمنا واخلاقنا الاسلامية
(بقوة وشجاعة)
ماذا تريدون منا فنحن لم نسيئ الى أحد 000
ضابط الامن : المكان محاصر , وانك رهن الأعتقال , هل تفهم ؟
الشيخ الكبير : (بشدة وشجاعة)
الاسلام ديننا , والدعوة اليه من واجبنا
يمكننا تحمل والمعاناة الى مالانهاية
(بقوة وشجاعة)
ماذا تهدفون من وراء ذلك ؟
تحشدون علينا قواتكم , وتقومون بالقتل وسفك الدماء وأعتقال
الأبرياء , ابتعدوا عنا فانتم تتحدثون عن الحرية وحقوق الانسان
وانتم تقومون بأنتهاك الحرمات ,اين حريتنا نحن ؟
ضابط الامن : المكان محاصر , بأمر من الرئيس أصدر أوامره بأعدام كل من
يمارس الشعائر الحسينية ؟
(يقترب من الشيخ )
هذه الأوامر؟
الشيخ الكبير : نحن على حب الحسين علية السلام سائرون وستكون دماءنا
وأجسادنا لخدمة للحسين الشهيد المظلوم
ضابط الامن : (يتصل بجهاز اللاسلكي الموجود لديه)
سيدي , نعم , تمت محاصرة البيت , نعم 000 نعم كما تأمر سيدي
(يغلق جهاز اللاسلكي ,وينظر بغضب الى العالم المجتهد)

هل تتتعاون معنا ؟
امامك ساعة واحدة , للتفكير جديا بالأمر

البيت محاصر, وقواتنا الأمنية تنتشر في كل أنحاء المدينة
أفهم ذلك ؟
(يخرج ضابط الامن ويتبعه عدد من قواتة)
الشيخ الكبير: ( يذهب ينظر من الشباك يسمع أصوات أطلاق نار ويتحدث مع
نفسه)
البيت محاصر ,وبدؤ يعتقلون الشباب والاطفال والشيوخ
انهم غادرون ؟
( يدخل صديق الشيخ وهو من المقربين اليه من الباب الخارجي)
الصديق : السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
استغفلت قوات الامن ودخلت البيت بصعوبه
فنحن ندافع عن ديننا وقضيتنا وهم يطلقون الرصاص ,
أليس من حقنا أحياء المشاعر الحسينية حبا لآل بيت الرسول
صلوات الله عليهم أجمعين ؟
الشيخ الكبير : انه حق مشروع لنا
لقد ارسلوا قواتهم تلاحقنا في كل مكان
فجاة حيكت الخيوط , مثل خيوط الاردية القديمة بعد اعداد مسبق ,
لحلم بغيض , بين يوم وليلة يشنون عدوان جديد , ويعم القتل
وسفك الدماء
الصديق : انهم اوغاد , عملاء يحركون مؤمراتهم بريح صفراء0
الشيخ الكبير : (فترة صمت)
فالمطلوب من المؤمنين وخصوصاً الشباب الغيور على المذهب والدين، بذل
الجهود الكبيرة في سبيل إحياء ذكر الحسين سيد الشهداء في هذا الموسم وغيره،
وذلك بترويج مآتم الحسين(عليه السلام) وتعظيمها وإحيائها بالمشاركة الفعّالة،
والمساهمة في مواكب العزاء وتخصيص ما يقال فيها من نظم ونثر بذكر أهل
البيت(عليهم السلام) وترسيخ شعائرهم قال تعالى - (ومن يعظم شعائر الله فإنها
من تقوى القلوب ).
(يقترب من صديقه )
كما أرجوا أن تخبر أبناءنا خطباء المنبر الحسيني استغلال هذا الموسم في
تثقيف المؤمنين بالعقائد الحقة للطائفة المحقة ووعظ الشباب وهدايتهم بالأساليب
الحسنة لما فيه مرضاة ربهم وتقريبهم للتدين والإلتزام بالحكمة والموعظة
الحسنة وإبعاد المنابر والمجالس والمواكب عن القضايا المادية والسياسية
وجعلها وسيلة لإعلاء مذهب أهل البيت وترسيخه.


الصديق : نعم الى ضوء شمس يسطع في الدنيا
فنحن من تاريخ اسلامي , رجاله ابطال , تغطي صدور هم دروع
جباههم تشع نور بقبضاتهم سيوف , رجال اباة , قوتهم من اعماق

الروح
هذا تاريخنا الاسلامي
علينا ان لانخاف000
(ينظر من الشباك)
الجبناء يحاصرون المكان , قوات كبيرة يبدو ان التعزيزيات تصل
تباعا , يالهم من اوغاد0
الشيخ الكبير : اسالبيهم فاشلة فنحن قلب واحد , ودم واحد , لن نلقي بأنفسنا تحت
اقدام احد , ذلك ان الحر نفسه لايمكن ان يكون الامن جذور حرة
الصديق : يحاولون الاساءة الى مذهب أهل البيت عليه السلام , في كل
مكان , وبكل وسائلهم
الدنيئة
الشيخ الكبير : علينا ان لانخاف , فنحن مؤمنون موثوق بهم , نكن الاحترام
لشبابنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا ...
همومنا , همومهم , مايحدث قضيتنا وقضيتهم , و نسأل الله تبارك
وتعالى أن يجعلنا جميعاً من خدام الحسين(عليه السلام) وأن يرزقنا شفاعة
الحسين عليه السلام .

الصديق : (بفرح)
حكمتك شيخنا العزيز وخاصة في التمسك في أحياء أمر آل
بيت النبوة والتنزيل عليهم السلام
جعلتنا نسموا مثل ملائكة السماء
(يرفع يديه الى الاعلى)
شكرا لله والرسوله (ص)
الشيخ الكبير : (بشجاعة)
لماضينا دروسا وعبر
وقد استشهد اجدادنا
من قبل عندما احيوا آمر آل بيت الرسول صلوات الله عليهم
أجمعين
فيجب ان ناخذ الامر بشجاعة ونقاومهم بجدية اجدادنا
الصديق : نحن ناخذ هذا ماخذ الجد حبا للأمام الحسين علية السلام

الشيخ الكبير: (بكبرياء)
الأمام الحسين علية السلام كان بطلا شجاعا ,
استقام بدمه الاسلام
( فتره صمت)
ها أنذا أرى نفسي وسط الشهداء بكفن ابيض

(فترة صمت)
يجب علينا أحياء المراسم الحسينية , فمزيد من الأيمان يدخل القلب
ينمو بسرعة في النفس والروح
و تاركا وهجا من نور ...
الصديق : ونقيا يشع منه نور الايمان
( تسع اصوات وحركة سيارات , يتحرك الصديق وينظر من
الشباك)
انهم مدججون بالسلاح , بكل انواع الاسلحة
ينتشرون هنا, وهناك---
لعنة قد حلت عليهم لن تغيرهم ابدا , القتل وسفك دماء
الأبرياء شعارهم !!!
الشيخ الكبير : وأحياء الشعائر الحسينية والأيمان بالله ورسوله صلى عليه وآله
الطيبين الطاهرين شعارنا .
الصديق : فكل الشيعة واقفون معنا بقلوبهم واصواتهم
الشيخ الكبير : نعم ! شيعتنا لن يتخلوا عنا مقابل اي شىء في العالم ,
فشيعتنا اول مناصر لنا , نحبهم من القلب الى القلب
( يتحرك العالم المجتهد نحو جهاز الهاتف , ويرفع السماعة ويتصل
ألو 000ألو000 (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) حسنا أفعلوا كل
مافي وسعكم في قيام المراثي الحسينية 000 نعم 000نحن
على بينة بما يقومون به
من قتل وارهاب نعم , نعم , انهم يحاصرون المكان,
انهم يمنعونني من الذهاب الى اي مكان ؟
( يتحرك وينظر من الشباك الخارجي وهو يتكلم بالتلفون
بدأت بعض قوات الامن بتسلق الجدران المجاورة , عددهم كبير,نعم
مدججين بالسلاح,
هذا ارهابهم , بدلامن ايقاف قتلهم وأرهابهم , يقومون بأستفزار
جديد 00 ألو000ألو000
(يغلق سماعة جهاز الهاتف)
لقد قطعوا خط الأتصالات
يحاولون قتلنا بكل الوسائل
(يتحرك نحو الشيخ الكبير)
الصديق : نضحي بكل ما نملك من اجل الحسين الشهيد
الشيخ الكبير : نعم , هذا ديدننا , بالنسبة لنا ينبوع الحياة
( تسمع أصوات ووقع أقدام , ودفع للباب الخارجي , يختفي الصديق
من الباب الداخلي للصالة , صوت وقع الاقدام يزداد , يدخل مدير

الأمن , وينتشر عدد من قوات الأمن مدججين بالسلاح)

(مدير الامن يذهب يمينا ويسارا وهو في حالة توتر زائدة عن الحد)
مدير الامن : (الى الشيخ )
مرحبا أيها الشيخ ؟
الشيخ الكبير : (بهدوء وعدم أهتمام)
هل جئتم لأعتقالي ؟
مدير الأمن : (يقترب من الشيخ الكبير )
ماذا دهاك ؟ قبلك منقبض اتجاهي , فالرئيس منزعج منك , وخاصة
بعد قيامكم ودعمكم للطم والزنجيل والتطبير من خلال زيارتك
الى المحافظات والمدن البعيدة !
الشيخ الكبير : ( بشجاعة )
الشعائر الحسينية حق مشروع لنا ؟
مدير الامن : لاتتمادى في الأمر أكثر من ذلك ؟ فالهدف لن تصل أليه ,
وأما تماديك الزائد عن الحد , فيؤدي بك الى الهلاك .
(يقترب من الشيخ الكبير)
خيبت ظن الرئيس , عليك التفكير جديا بتصرفاتك وأسليبك الملتوية
(بعصبية)
شيخ عنيد !!
الشيخ الكبير : (بقوة وشدة)
كل ما ينبعث من داخل أنفسنا يعبر عنها بأيمان وصدق حقيقي
يكون هذا مرآة الحياة عندنا , اننا لسنا وحيدين كما تتوهمون أننا نمثل
العراقيين .
مدير الامن : (بتوتر شديد)
انكم طائفيون وليس لكم الحق بما تقومون به
العالم المجتهد : ( بشجاعة)
الطائفيون والأرهابيون أنتم ورئيسكم !!!
تقتلون الشعب الأعزل من السلاح وتسفكون دماء الشباب
والأطفال والشيوخ وحتى النساء وتسموننا طائفيون ؟
مدير الامن : أصبح وجودكم خطر على الرئيس ويريد التخلص منك بأبسط
الوسائل ؟
فتلك الشعائر التي تقومون بها جعلت الرئيس والقيادة على حافة
الهاوية .
العالم المتهد: (بشجاعة)
نعم ! فهذا هو توجة الشعب العراقي .

مدير الامن : (يحاول ابداء بعض الود)

أننا مستعدون منذ الأن أن نعدك صديقا لنا اذا تخليت عن
الشعائر واللطميات وما شابه ذلك , لقد أبلغني الرئيس ان وقوفك الى
جانبنا يجعلنا ننسى كل الاهانات .

الشيخ الكبير : (بشجاعة وكبرياء)
أصغوا لنداء الحق ولو لمرة واحدة ؟
مدير الامن : مامعنى الحق لك ؟ ان تقوم
بمهرجان للسب وللعن على الرئيس والقيادة
الشيخ الكبير : نحن لن نقوم بسب أحد , اننا نمارس طقوسنا الدينية في أحياء
الشعائر الحسينية وهي من صميم ديننا وقضيتنا ومصيرنا .
مدير الأمن : أسفي على سياستك ومقاومتك !
) تقدح عيناه غضبا )
ان قواتنا الأمنية قوة كبيرة وضاربة فخلال ايام بأمر من الرئيس
سفكنا دمائكم في كل مكان .
الشيخ الكبير : أن رئيسكم لايرى ولايسمع سوى سفك الدماء بقتل الأبرياء !!!

(يدخل ضابط أمن )
ضابط الأمن : سيدي أمر هام ؟
(يخرج ورقة بيضاء من جيبة ويقوم بتسليمها الى مدير الامن)

مدير الامن : (يقرا الورقة وتظهر عليه علامات الخوف والحذر والتعجب)
(ينظر الى الشيخ بحقد ثم يضع الورقة في جبية وبغضب وتوتر)
ويقترب من الشيخ وهو في حالة رعب وخوف وتوتر زائد عن الحد
ويؤمى لقوات الأمن بتوجيه اسلحتهم نحو الشيخ الكبير )
الرئيس يخصك بالسلام ويطلب منك الحضور أليه !!!
الشيخ الكبير : ( بشجاعة وقوة وكبرياء)
لامانع من ذلك تفضل كرامتنا الشهادة ...
( يخرج الشيخ الكبير امام مدير الأمن بقوة وكبرياء وشجاعة )

ستار
محسن النصار

تابع القراءة→

مسرحية "نصرة الحسين علية السلام " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, نوفمبر 06, 2013  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "نصرة الحسين علية السلام " تأليف محسن النصار
شخصيات المسرحية
-الشيخ الكبير 
- صديق الشيخ
- ضابط الأمن
- مدير الأمن
- قوات أمن
(تدور الأ حداث قبل عام 2003 في العصر الحديث في العراق )
(تفتح الستارة , توجه اضاءة فيضية على المكان , تظهر على المسرح صالة
جميلة الطراز , تحتوي على اثاث بسيط جدا , مفروشة بسجادة ذات طراز اسلامي مع وجود تلفون ,مع رفوف مكتبة متوسطة الحجم تحتوي على كتب مختلفة العناوين
دينية وفلسفية ,مع وجود مدخل داخلي , ومدخل خارجي على يسار ويمين المسرح,
تسمع اصوات وضجه في الخارج , الشيخ الكبير جالسا مع مجموعة من العامة في الصالة يبين أضواء من قبس الأمام الحسين علية السلام , تقتحم فجأة قوات الأمن المكان , وتقوم بأعتقال مجموعة من الناس الموجدين في المكان
ينهض الشيخ الكبير , وهو في حالة استياء )
الشيخ الكبير : ياحسين , ياحسين ...
رجل من العامة : قوات الأمن , تحتل المكان0
ضابط الأمن : (بصراخ)
قوات الأمن تحاصر المكان 0
(يقهقه)

ومنتشرة في كل مكان حولكم وفي كل أنحاء المدينة 0
الشيخ الكبير : (بأنفعال وتوتر)
لماذا تلطخون أيديكم بدماء الابرياء ؟
ضابط الامن : أصمت , أنها الأوامر , تحركت نحوكم , أعداد كبيرة ...
الشيخ الكبير : (يقاطعة بقوة وأنفعال )
لماذا تقتحموا بيتي ؟ لماذا تحتقلون الأبرياء ؟
ضابط الامن : (يتصل بالجهاز اللاسلكي الذي بيده , ثم يتحدث
بصوت غير مسموع ثم بعد ذلك يرفع صوته عاليا )
نعم , نعم سيدي , ماذا؟ أرسلتم تعزيزات كبيرة
ستصل في الساعات القادمة
الشيخ الكبير : (بتحدي وشجاعة)
لماذا تأتي قواتكم الأمنية الى هنا ؟ ألم يكفي ماأسفكتم
من دماءنا؟
ضابط الأمن : (يذهب وينظر من الشباك ثم يقترب من الشيخ )
ان متطلبات الوضع الداخلي , تهدف الى جعلكم
خائفين مترددين , مشمئزين من الحياة !
(بغضب مع نوع من الخوف والتردد)
صدرت لي الأوامر , بمنعكم من القيام بالمراثي
والشعائر الحسينية .
الشيخ الكبير : لماذا تحقدون عليٌنا , وقلوبكم سود وقاسية و بغيضة ,
هدفكم فقط القتل وسفك الدماء!!!
ضابط الامن : عذرا ياشيخ لا حول ولاقوة لي ,فقط أنفذ الأوامر ...
الشيخ الكبير : (بشجاعة وقوة)
هذه افعال الجبناء ,
هذه اساليب العصابات الاجرامية 0
ستعصف الرياح بالشر , حتى يقع ويسقط, مثلما سقط
ملوك بأمجادهم , هذا هو المصير المحتوم لكل
من يحارب ذكر الحسين علية السلام ...
نعم ! والزمن كفيل بذلك !
ضابط الأمن : نفذو ماتريدة منكم القيادة العليا ؟
الشيخ : لاتحاولو أذلالي , موقفي واضح وصريح ...
ضابط الامن: وبالنسبة لك كونك عالم ومجتهد ايضاً, ولك تأثير كبير في
المجتمع الأنساني , لهذا اصدرتم الفتاوى وقمتم بتنظيم
التجمعات الدينية المعادية لسياسة الدولة ....


الشيخ الكبير : (بشجاعة وتحدي)

انا رجل دين , ولي الحق ان اقف امام الصعوبات
بشجاعة الأئمة المعصومين عليهم السلام والأولياء
الصالحين .
نحن من تاريخ مجيد , رسم البسمة والشهادة ,
وانتصر على الظلام.
نحن سائرون على نهج الأمام الحسين
علية السلام
ضابط الامن : انك خطر علينا ؟
الشيخ الكبير : لأنني , اؤمن باللة والرسول (ص) ,وأحيي ذكر أستشهاد
الحسين علية السلام؟
ضابط الامن : (بعصبية زائدة عن الحد)
ربما لكن القيادة اكثر ماتحبه في علماء الدين
هو قتلهم والتنكيل بهم , بل ! وحتى النساء لاتهاون في قتلهن
الشيخ الكبير (بقوة وشجاعة)
هذا ديدنكم , والعالم يشهد جرائمكم , الالاف من الشهداء خير
مثال لوحشيتكم , فانتم سفاكون للدماء , تحملون تاريخا
اسودا مظلما
قضم باسنانه كل شئ جميل , سجل حقلا اسودا للتاريخ ,
ستهزمون وتنتهون وينتهي الظلم والأستبداد .
ضابط الامن : (بغضب , يدور حول العالم المجتهد , وهو في حالة توتر ,
ويومئ الى قوات الامن بالأنتشار في المكان لأثارة الرعب )
انا فقط انفذ الأوامر , فنصحيتي لك الحفاط على حياتك
مسايرة القيادة , والقيام بوقف الشعائر الحسينية ,
كونها تزرع الخوف في قلوبنا ؟
الشيخ الكبير: نحن نسير على نهج الأئمة عليهم السلام في أحياء أمرهم ,
فنحيي الشعائر الحسينية حبا لآل الرسول صلوات الله عليهم
أجمعي فنحن نحبها من كل قلوبنا , فهي التي
زرعت الأيمان في قلوبنا... روي عن أمامنا الرضا عليه السلام: إن يوم
الحسين عليه السلام أقرح قلوبنا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا
بأرض كرب وبلاء
ضابط الامن : ( يتوتر زائد عن الحد )
الرئيس أكد لنا بأن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه
القيام بالمراثي الحسينية 0

الشيخ الكبير: ( بشده)
فاجعة كربلاء تتجدد عاماً فعاماً وتزيدنا في كل مرّة ألماً وحزناً على ما جرى
على عترة النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله) بأرض الطفوف فقد ورد عن
الصادق(عليه السلام) إن لجدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا
«كما أن محاربة الظالمين والمشككين في الشعائر الحسينية على مدى السنين
الماضية تزيدنا بصيرة وهدى وثباتاً على مبدأ إحياء أمر أهل بيت النبوة(عليهم
السلام) فقد ورد الحث على إحياء أمرهم في كثير من النصوص منها ما ورد
عن الباقر(عليه
السلام) وهو يخاطب الفضيل بن يسار- أتجلسون وتتحدثون؟ قلت بلى سيدي
قال: إني أحب تلك المجالس فأحيو فيها أمرنا- من جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم
يمت قلبه يوم تموت القلوب».
ورئيسكم يأمركم بالقتل
وسفك دمائنا لأننا نحيي شعيرة من شعائرنا التي
تمثل قيمنا واخلاقنا الاسلامية
(بقوة وشجاعة)
ماذا تريدون منا فنحن لم نسيئ الى أحد 000
ضابط الامن : المكان محاصر , وانك رهن الأعتقال , هل تفهم ؟
الشيخ الكبير : (بشدة وشجاعة)
الاسلام ديننا , والدعوة اليه من واجبنا
يمكننا تحمل والمعاناة الى مالانهاية
(بقوة وشجاعة)
ماذا تهدفون من وراء ذلك ؟
تحشدون علينا قواتكم , وتقومون بالقتل وسفك الدماء وأعتقال
الأبرياء , ابتعدوا عنا فانتم تتحدثون عن الحرية وحقوق الانسان
وانتم تقومون بأنتهاك الحرمات ,اين حريتنا نحن ؟
ضابط الامن : المكان محاصر , بأمر من الرئيس أصدر أوامره بأعدام كل من
يمارس الشعائر الحسينية ؟
(يقترب من الشيخ )
هذه الأوامر؟
الشيخ الكبير : نحن على حب الحسين علية السلام سائرون وستكون دماءنا
وأجسادنا لخدمة للحسين الشهيد المظلوم
ضابط الامن : (يتصل بجهاز اللاسلكي الموجود لديه)
سيدي , نعم , تمت محاصرة البيت , نعم 000 نعم كما تأمر سيدي
(يغلق جهاز اللاسلكي ,وينظر بغضب الى العالم المجتهد)

هل تتتعاون معنا ؟
امامك ساعة واحدة , للتفكير جديا بالأمر

البيت محاصر, وقواتنا الأمنية تنتشر في كل أنحاء المدينة
أفهم ذلك ؟
(يخرج ضابط الامن ويتبعه عدد من قواتة)
الشيخ الكبير: ( يذهب ينظر من الشباك يسمع أصوات أطلاق نار ويتحدث مع
نفسه)
البيت محاصر ,وبدؤ يعتقلون الشباب والاطفال والشيوخ
انهم غادرون ؟
( يدخل صديق الشيخ وهو من المقربين اليه من الباب الخارجي)
الصديق : السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
استغفلت قوات الامن ودخلت البيت بصعوبه
فنحن ندافع عن ديننا وقضيتنا وهم يطلقون الرصاص ,
أليس من حقنا أحياء المشاعر الحسينية حبا لآل بيت الرسول
صلوات الله عليهم أجمعين ؟
الشيخ الكبير : انه حق مشروع لنا
لقد ارسلوا قواتهم تلاحقنا في كل مكان
فجاة حيكت الخيوط , مثل خيوط الاردية القديمة بعد اعداد مسبق ,
لحلم بغيض , بين يوم وليلة يشنون عدوان جديد , ويعم القتل
وسفك الدماء
الصديق : انهم اوغاد , عملاء يحركون مؤمراتهم بريح صفراء0
الشيخ الكبير : (فترة صمت)
فالمطلوب من المؤمنين وخصوصاً الشباب الغيور على المذهب والدين، بذل
الجهود الكبيرة في سبيل إحياء ذكر الحسين سيد الشهداء في هذا الموسم وغيره،
وذلك بترويج مآتم الحسين(عليه السلام) وتعظيمها وإحيائها بالمشاركة الفعّالة،
والمساهمة في مواكب العزاء وتخصيص ما يقال فيها من نظم ونثر بذكر أهل
البيت(عليهم السلام) وترسيخ شعائرهم قال تعالى - (ومن يعظم شعائر الله فإنها
من تقوى القلوب ).
(يقترب من صديقه )
كما أرجوا أن تخبر أبناءنا خطباء المنبر الحسيني استغلال هذا الموسم في
تثقيف المؤمنين بالعقائد الحقة للطائفة المحقة ووعظ الشباب وهدايتهم بالأساليب
الحسنة لما فيه مرضاة ربهم وتقريبهم للتدين والإلتزام بالحكمة والموعظة
الحسنة وإبعاد المنابر والمجالس والمواكب عن القضايا المادية والسياسية
وجعلها وسيلة لإعلاء مذهب أهل البيت وترسيخه.


الصديق : نعم الى ضوء شمس يسطع في الدنيا
فنحن من تاريخ اسلامي , رجاله ابطال , تغطي صدور هم دروع
جباههم تشع نور بقبضاتهم سيوف , رجال اباة , قوتهم من اعماق

الروح
هذا تاريخنا الاسلامي
علينا ان لانخاف000
(ينظر من الشباك)
الجبناء يحاصرون المكان , قوات كبيرة يبدو ان التعزيزيات تصل
تباعا , يالهم من اوغاد0
الشيخ الكبير : اسالبيهم فاشلة فنحن قلب واحد , ودم واحد , لن نلقي بأنفسنا تحت
اقدام احد , ذلك ان الحر نفسه لايمكن ان يكون الامن جذور حرة
الصديق : يحاولون الاساءة الى مذهب أهل البيت عليه السلام , في كل
مكان , وبكل وسائلهم
الدنيئة
الشيخ الكبير : علينا ان لانخاف , فنحن مؤمنون موثوق بهم , نكن الاحترام
لشبابنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا ...
همومنا , همومهم , مايحدث قضيتنا وقضيتهم , و نسأل الله تبارك
وتعالى أن يجعلنا جميعاً من خدام الحسين(عليه السلام) وأن يرزقنا شفاعة
الحسين عليه السلام .

الصديق : (بفرح)
حكمتك شيخنا العزيز وخاصة في التمسك في أحياء أمر آل
بيت النبوة والتنزيل عليهم السلام
جعلتنا نسموا مثل ملائكة السماء
(يرفع يديه الى الاعلى)
شكرا لله والرسوله (ص)
الشيخ الكبير : (بشجاعة)
لماضينا دروسا وعبر
وقد استشهد اجدادنا
من قبل عندما احيوا آمر آل بيت الرسول صلوات الله عليهم
أجمعين
فيجب ان ناخذ الامر بشجاعة ونقاومهم بجدية اجدادنا
الصديق : نحن ناخذ هذا ماخذ الجد حبا للأمام الحسين علية السلام

الشيخ الكبير: (بكبرياء)
الأمام الحسين علية السلام كان بطلا شجاعا ,
استقام بدمه الاسلام
( فتره صمت)
ها أنذا أرى نفسي وسط الشهداء بكفن ابيض

(فترة صمت)
يجب علينا أحياء المراسم الحسينية , فمزيد من الأيمان يدخل القلب
ينمو بسرعة في النفس والروح
و تاركا وهجا من نور ...
الصديق : ونقيا يشع منه نور الايمان
( تسع اصوات وحركة سيارات , يتحرك الصديق وينظر من
الشباك)
انهم مدججون بالسلاح , بكل انواع الاسلحة
ينتشرون هنا, وهناك---
لعنة قد حلت عليهم لن تغيرهم ابدا , القتل وسفك دماء
الأبرياء شعارهم !!!
الشيخ الكبير : وأحياء الشعائر الحسينية والأيمان بالله ورسوله صلى عليه وآله
الطيبين الطاهرين شعارنا .
الصديق : فكل الشيعة واقفون معنا بقلوبهم واصواتهم
الشيخ الكبير : نعم ! شيعتنا لن يتخلوا عنا مقابل اي شىء في العالم ,
فشيعتنا اول مناصر لنا , نحبهم من القلب الى القلب
( يتحرك العالم المجتهد نحو جهاز الهاتف , ويرفع السماعة ويتصل
ألو 000ألو000 (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) حسنا أفعلوا كل
مافي وسعكم في قيام المراثي الحسينية 000 نعم 000نحن
على بينة بما يقومون به
من قتل وارهاب نعم , نعم , انهم يحاصرون المكان,
انهم يمنعونني من الذهاب الى اي مكان ؟
( يتحرك وينظر من الشباك الخارجي وهو يتكلم بالتلفون
بدأت بعض قوات الامن بتسلق الجدران المجاورة , عددهم كبير,نعم
مدججين بالسلاح,
هذا ارهابهم , بدلامن ايقاف قتلهم وأرهابهم , يقومون بأستفزار
جديد 00 ألو000ألو000
(يغلق سماعة جهاز الهاتف)
لقد قطعوا خط الأتصالات
يحاولون قتلنا بكل الوسائل
(يتحرك نحو الشيخ الكبير)
الصديق : نضحي بكل ما نملك من اجل الحسين الشهيد
الشيخ الكبير : نعم , هذا ديدننا , بالنسبة لنا ينبوع الحياة
( تسمع أصوات ووقع أقدام , ودفع للباب الخارجي , يختفي الصديق
من الباب الداخلي للصالة , صوت وقع الاقدام يزداد , يدخل مدير

الأمن , وينتشر عدد من قوات الأمن مدججين بالسلاح)

(مدير الامن يذهب يمينا ويسارا وهو في حالة توتر زائدة عن الحد)
مدير الامن : (الى الشيخ )
مرحبا أيها الشيخ ؟
الشيخ الكبير : (بهدوء وعدم أهتمام)
هل جئتم لأعتقالي ؟
مدير الأمن : (يقترب من الشيخ الكبير )
ماذا دهاك ؟ قبلك منقبض اتجاهي , فالرئيس منزعج منك , وخاصة
بعد قيامكم ودعمكم للطم والزنجيل والتطبير من خلال زيارتك
الى المحافظات والمدن البعيدة !
الشيخ الكبير : ( بشجاعة )
الشعائر الحسينية حق مشروع لنا ؟
مدير الامن : لاتتمادى في الأمر أكثر من ذلك ؟ فالهدف لن تصل أليه ,
وأما تماديك الزائد عن الحد , فيؤدي بك الى الهلاك .
(يقترب من الشيخ الكبير)
خيبت ظن الرئيس , عليك التفكير جديا بتصرفاتك وأسليبك الملتوية
(بعصبية)
شيخ عنيد !!
الشيخ الكبير : (بقوة وشدة)
كل ما ينبعث من داخل أنفسنا يعبر عنها بأيمان وصدق حقيقي
يكون هذا مرآة الحياة عندنا , اننا لسنا وحيدين كما تتوهمون أننا نمثل
العراقيين .
مدير الامن : (بتوتر شديد)
انكم طائفيون وليس لكم الحق بما تقومون به
العالم المجتهد : ( بشجاعة)
الطائفيون والأرهابيون أنتم ورئيسكم !!!
تقتلون الشعب الأعزل من السلاح وتسفكون دماء الشباب
والأطفال والشيوخ وحتى النساء وتسموننا طائفيون ؟
مدير الامن : أصبح وجودكم خطر على الرئيس ويريد التخلص منك بأبسط
الوسائل ؟
فتلك الشعائر التي تقومون بها جعلت الرئيس والقيادة على حافة
الهاوية .
العالم المتهد: (بشجاعة)
نعم ! فهذا هو توجة الشعب العراقي .

مدير الامن : (يحاول ابداء بعض الود)

أننا مستعدون منذ الأن أن نعدك صديقا لنا اذا تخليت عن
الشعائر واللطميات وما شابه ذلك , لقد أبلغني الرئيس ان وقوفك الى
جانبنا يجعلنا ننسى كل الاهانات .

الشيخ الكبير : (بشجاعة وكبرياء)
أصغوا لنداء الحق ولو لمرة واحدة ؟
مدير الامن : مامعنى الحق لك ؟ ان تقوم
بمهرجان للسب وللعن على الرئيس والقيادة
الشيخ الكبير : نحن لن نقوم بسب أحد , اننا نمارس طقوسنا الدينية في أحياء
الشعائر الحسينية وهي من صميم ديننا وقضيتنا ومصيرنا .
مدير الأمن : أسفي على سياستك ومقاومتك !
) تقدح عيناه غضبا )
ان قواتنا الأمنية قوة كبيرة وضاربة فخلال ايام بأمر من الرئيس
سفكنا دمائكم في كل مكان .
الشيخ الكبير : أن رئيسكم لايرى ولايسمع سوى سفك الدماء بقتل الأبرياء !!!

(يدخل ضابط أمن )
ضابط الأمن : سيدي أمر هام ؟
(يخرج ورقة بيضاء من جيبة ويقوم بتسليمها الى مدير الامن)

مدير الامن : (يقرا الورقة وتظهر عليه علامات الخوف والحذر والتعجب)
(ينظر الى الشيخ بحقد ثم يضع الورقة في جبية وبغضب وتوتر)
ويقترب من الشيخ وهو في حالة رعب وخوف وتوتر زائد عن الحد
ويؤمى لقوات الأمن بتوجيه اسلحتهم نحو الشيخ الكبير )
الرئيس يخصك بالسلام ويطلب منك الحضور أليه !!!
الشيخ الكبير : ( بشجاعة وقوة وكبرياء)
لامانع من ذلك تفضل كرامتنا الشهادة ...
( يخرج الشيخ الكبير امام مدير الأمن بقوة وكبرياء وشجاعة )

ستار
محسن النصار

تابع القراءة→

الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

كتاب “دراسة المسرح”

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, نوفمبر 05, 2013  | لا يوجد تعليقات



كتاب صادر للباحث الأكاديمي والفنان المسرحي العراقي عباس عبد الغني بعنوان “دراسة المسرح” بواقع 150 صفحة من القطع الكبير عن دار المعرفة للنشر والتوزيع في المملكة المغربية- الرباط. ومن تقديم الناقد المصري الكبير سباعي السيد الذي تناول من خلاله التحليل التالي:


“في كتابه دراسة المسرح، يقدم الناقد والمخرج المسرحي الأستاذ عباس عبد الغني دراسة وافية للعناصر البنائية المكونة للدراما من الحبكة والشخصيات واللغة والفكرة، مستشهداً بنماذج من المسرح العالمي من شكسبير وابسن وبرخت وغيرهم.

 كما يقدم كاتبنا دراسة تحليلية للبنية الدرامية لنصوص عدد من كتاب المسرح العراقي مثل معد الجبوري و طارق فاضل و محمد عطا الله، حسين رحيم، مناقشاً اتساقها واختلافها عن  نظرية أرسطو في الشعر الدرامي.

وينتقل الباحث والمخرج عباس عبد الغني إلى دراسة توظيف لغات خشبة المسرح في التعبير عن الرؤى الإخراجية المختلفة في موضوعة أثيرة كالحب والكراهية، فيقدم لنا تحليلاً دقيقاً ومتعمقاً للوسائل التي يلجأ اليها الإخراج لتجسيد الرؤية الإيديولوجية والجمالية للمخرج، وذلك من خلال نماذج تطبيقية متعددة من المسرح العراقي المعاصر.

ويقدم لنا الكتاب مقارنة شائقة بين الرؤى الدرامية والإخراجية المختلفة  لأنتيجون من سوفوكليس فيما قبل الميلاد الى جان أنوي في القرن العشرين، وما بين المخرج الروسي ألكسندر تايروف والعراقيين سامي عبد الحميد، و عادل كريم وغيرهم.

ويتنقل بنا الكتاب عبر عدد من المباحث والفصول بين اشكاليات بحثية عديدة ومتنوعة ،  تتعلق بالحركة في المسرح، والمسرح التربوي، ومسرح جروتوفسكي الفقير.

يضم الكتاب، فضلاً عن الفصول النقدية النظرية والتطبيقية، مجموعة من النصوص المسرحية القصيرة التي أبدعها المؤلف، وعلى سبيل المثال يتحدث نص ست سنوات عن الواقع المرير الذي عاشه العراق ولا يزال،  من تمزق ودمار بسبب الاحتلال والانقسام الطائفي والعرقي، ويحلم بغد أفضل لعراق جديد قوي نحلم به، وتتجلى في هذه النصوص الأولوية التي تتمتع بها الصورة المسرحية التي سوف يعبر عنها المؤلف في بيانات ما أسماه “بالسينمسرح “أو الكيرودراما كما يطلق عليها في البيان الثاني. وذلك من خلال تجربته الإبداعية في توظيف السينما كمكون أساسي  في المسرح في مسرحيته انتقام هاملت.

ويقول المؤلف ان (السينمسرح) تؤطر الرؤى المسرحية بديكور سينمائي له فضاءه اللامحدود تجعل من وعي المخرج اثيراً واعياً وواسع المساحة فغرق (اوفيليا) في (انتقام هام..لت) تم تصويره سينمائياً ليخدم الرؤية البصرية للعرض بدل ان يلقى على لسان راوي ينقل الحدث سردياً فلا تجعل من المستلم- المتلقي- في تجاوب تام مع الدراما لكن التجاوب الأيجابي يكون بصرياً وهنا تجعل الكيرودراما المتلقي يستلم الحدث بحاستين سمعية وبصرية .

وعلى صعيد التمثيل- يضيف المؤلف – تمنح (الكيرودراما) الممثل جانبا اكثر ثراءً في الحركة عبر تجلي السينمسرح لحركته بتنسيق وإيقاع وتوازن وحيوية. وقد صاغ المخرج في (انتقام هام..لت) تمارينه بعد دراسة عميقة للمدارس المسرحية العريقة في العالم بدءاً من المسرح الإغريقي ومسرح شكسبير والمسرح الإسباني وصولاً إلى المسارح اليابانية وتقاليد الكوميديا ديل آرتي وذلك من أجل تقوية مهارات  ممثليه  الجسدية والإيقاعية.

انها دراسة تعد اضافة حقيقية الى المكتبة العربية في مجال  البحث المسرحي، وتعبيراً عن مشروع مسرحي طموح  مارس المسرح كتابة وتنظيراً واخراجاً”.

تابع القراءة→

الأحد، نوفمبر 03، 2013

بريشت ومسرحيات مهمة ومؤثرة في المسرح العالمي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 03, 2013  | لا يوجد تعليقات


عندما نتفحص مسرحيات  بريشت ,بعل, طبول في الليل ,حياة إدوارد الثاني ملك إنجلترا ,الرجل هو الرجل ,أوبرا الثلاثة قروش ,صعود وسقوط مدينة مهاجوني حياة جاليليو,الاستثناء والقاعدة ,الأم ,البؤس والخوف في الرايخ الثالث ,الأم شجاعة وأبنائها ,الإنسان الطيب من سيتشوان ,دائرة الطباشير القوقازية ,الزفاف ,الشحاذ, أو اليد الميتة ,كم يكلف الحديد
الخطايا السبعة المهلكة , نجدها مسرحيات مهمة  ومؤثرة   في المسرح العالمي في القرن العشرين ,وكتب بريشت أولى أعماله المسرحية وهي"بعل" Baal وكان متأثرا فيها بفترة التعبيرية. أما في مسرحية "أوبرا الثلاثة قروش" 1928 التي حققت له نجنحا عالميا, فقد كانت تصور بطريقة عفوية مبدأ: "في البداية الطعام, ثم الأخلاق". وكان بريشت من أهم كتاب المسرح في ألمانيا قبل عام 1933. ولكن بعد استيلاء هتلر على الحكم، واضطهاده اليهود, وإحراقه كتب الأدباء الذين لا ينتهجون نهجا نازيا, هرب من ألمانيا إلى الدانمارك, وعاش فيها في الفترة بين عامي 1933 و 1939. ثم هرب إلى أمريكا حيث اجتاحت القوات النازية الدانمارك. وكتب في أمريكا أهم أعماله, منها نظريته عن المسرح الملحمي, التي نشرها بريشت عام 1948, بعنوان الأرجانون الصغير للمسرح.

ونجد في أعمال بريشت حيرته إزاء العالم وقضاياه, ففى نهاية مسرحيته "الإنسان الطيب في ستشوان" يقول بريشت "نقف هنا مصدومين, نشاهد بتأثر الستارة وهي تغلق وما زالت كل الأسئلة مطروحة للإجابات".
وفي مسرحية "حياة جاليليو" التي كتبها عام 1943 في المهجر في الدانمارك, تدور الأحداث حول عالم الفيزياء الإيطالي جاليليو, الذي يتراجع أمام سلطة الكنيسة, ويتخلى عن إنجازاته وأعماله العظيمة خوفا من التعذيب والحرق. وترمز هذه المسرحية إلى وضع العلماء الألمان بعد تولي هتلر السلطة في ألمانيا.


المزج بين الوعظ والتسلية, أو بين التحريض السياسي وبين السخرية الكوميدية. واستخدام مشاهد متفرقة  لأن بعض مسرحياته تتكون من مشاهد متفرقة, تقع أحداثها في أزمنة مختلفة, ولا يربط بينها غير الخيط العام للمسرحية. كما في مسرحية "الخوف والبؤس في الرايخ الثالث" 1938. فقد كتبها في مشاهد متفرقة تصب كلها في وصف الوضع العام لألمانيا في عهد هتلر, وما فيه من القمع والطغيان والسوداوية التي ينبأ بحدوث كارثة ما.
استخدام أغنيات بين المشاهد وذلك كنوع من المزج بين التحريض والتسلية.

وتقوم مسرحياته على فكرة التغريبا ويقصد بها تغريب الأحداث اليومية العادية, و جعلها غريبة ومثيرة للدهشة, وباعثة على التأمل والتفكير من خلال الخروج عن المألوف في العرض المسرحي  وجعل المشاهد هو العنصر الأهم في تكوين العمل المسرحي, فمن اجله تكتب المسرحية, حتى تثير لديه التأمل والتفكير في واقعه , واتخاذ موقف ورأي من القضية المتناولة في العرض المسرحي , وبذلك تميزه مسرحه  بألغاء الجدار الرابع بحيث يجعل المشاهد مشاركا في العمل المسرحي, واعتباره العنصر الأهم في كتابة المسرحية. والجدار الرابع معناه أن خشبة المسرح التي يقف عليها الممثلون, ويقومون بأدوارهم، هي تشبه غرفة من ثلاثة جدران, والجدار الرابع هو جدار وهمي وهو الذي يقابل الجمهور.
المزج بين الوعظ والتسلية, أو بين التحريض السياسي وبين السخرية الكوميدية. واستخدام مشاهد متفرقة  لأن بعض مسرحياته تتكون من مشاهد متفرقة, تقع أحداثها في أزمنة مختلفة, ولا يربط بينها غير الخيط العام للمسرحية. كما في مسرحية "الخوف والبؤس في الرايخ الثالث" 1938. فقد كتبها في مشاهد متفرقة تصب كلها في وصف الوضع العام لألمانيا في عهد هتلر, وما فيه من القمع والطغيان والسوداوية التي ينبأ بحدوث كارثة ما.
استخدام أغنيات بين المشاهد وذلك كنوع من المزج بين التحريض والتسلية.
تابع القراءة→

السبت، أكتوبر 19، 2013

الكاتب والناقد المسرحي الدكتور محمد حسين حبيب.. مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 19, 2013  | لا يوجد تعليقات


الكاتب والناقد المسرحي الدكتور محمد حسين حبيب.. مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا
ما عرفته الا هما.. وما عرفني الا ذلك الرجل المسرحي المهموم به وبعوالمه الافتراضية التخيلية..
ما عرفته الا بناية.. وما عرفني الا ذلك الجسد الممتد بين ثنايا هيكلها المعماري..
ما عرفته الا ظاهرة كونية مطلقة.. وما عرفني الا ذلك الباحث لهذه الظاهرة منذ جذورها الضاربة في القدم..
  ما عرفته الا فنا متغيرا من حضارة لأخرى ومن عصر لآخر.. وما عرفني الا ذلك الفنان الثابت على همه وفنه..
ما عرفته الا لعبا.. وما عرفني الا ذلك اللاعب الذي يسدد كراته صوب الهدف بتأن وصبر ثابتين..
ما عرفته الا تجمعا محتشدا حول فعل ما.. وما عرفني الا ذلك الفعل..
ما عرفته الا رسالة.. وما عرفني الا ذلك الساعي البريدي الأمين الحامل رسالته أبدا..
ما عرفته الا قضية.. وما عرفني الا ذلك المحامي الماضي قدما في كشف حقائق القضية..
ماعرفته الا تلك الآصرة المقدسة التي تربطني بهذا العالم.. وما عرفني الا ذلك العاشق المتصل بتلك الآصرة بكل عفة وجلال..
ما عرفته الا حلما.. وما عرفني الا ذلك الواقع المتحول إلى أحلام..
ما عرفته الا ملاذا.. وما عرفني الا ذلك الملتجيء دوما إليه..
ما عرفته الا تاريخا.. وما عرفني الا ذلك المؤرخ المخلص, القابض على الوثيقة حد الموت..
ما عرفته الا أخلاقا, والتزاما, وموقفا, وسلاما..
وبين: ما عرفته / وما عرفني.. لم يزل الطريق في أوله..
من هذا التعريف بدانا مع الدكتور والكاتب والمخرج المسرحي محمد حسين حبيب لتكون محاورنا معه في  هذا اللقاء والذي سالناه..
* كيف ترى واقع المسرح العراقي الان خاصة ان الحياة قد عادت اليه من خلال بعض العروض المسرحية الاخيرة؟
- الحياة لم تتوقف في المسرح العراقي في أي ظرف سابق او حالي اذا ما نظرنا بالموضوعية التي يجب, بل ان المسرح العراقي تنفس الصعداء اكثر وانتعشت عروضه المسرحية وازدادت منذ 2003 والى الان, لاني انظر بالموضوعية التي يجب الى مصطلح المسرح العرقي وشموليته الجغرافية الصحيحة الشاملة للمحافظات والمدن والاقضية والنواحي العراقية من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه, لكن الكارثة واللاموضوعية تتحقق حينما نقيس موت المسرح العرقي وانتعاشه على عروض مدينة بغداد فقط التي تجمد بها المسرح فعلا – والى الان - لاسباب قاهرة جدا وغير متوقعة داخلية وخارجية: اهمال الدولة للمسرح من جهة والوضع الامني من جهة اخرى فاذا ما تضاءل الاخير نجد الاول في تصاعد مستمر وقصدي للمسرح وللثقافة العراقية بشكل عام.
ان هذا البعض من العروض المسرحية الاخيرة في بغداد لايعني شيئا اذا ما قارناه بالمنتج المسرحي لعروض المسرح والثقافة المسرحية الفاعلة جدا في عدد غير قليل من محافظات ومدن العراق التي استمرت بها – ولم تتوقف - المهرجانات المسرحية والعروض والمؤتمرات والندوات المسرحية الاسبوعية منها والشهرية والسنوية مثل: البصرة والشطرة وبابل وناحية القاسم  وذي قار والسماوة وكربلاء والموصل والنجف والديوانية وديالى وغيرها.

* في اغلب المشاركات العراقية في المهرجانات العربية يحصل المسرح العراقي على جوائز مهمة في المسرح التجريبي والاعمال الجادة كيف تجد ذلك؟
- هذه المسألة تتعلق مباشرة بابداع الفنان المسرحي العراقي ومجهوده الفردي المتواصل برغم كل الفضاءات الغامضة المجهولة والمسكوت عنها.. والمجهود الفردي هنا ينقسم الى قسمين: الاول يتعلق بالحصول على الدعوات المسرحية حيث العلاقات والصداقات المهمة التي تربط بعض المسرحيين العراقيين بالفنانين العرب ومنهم بعض القائمين والاداريين في تلك المهرجانات العربية او العالمية الامر الذي اصبح فيه اهتمام الدولة بعلاقاتها الثقافية الدولية ليس مهما لامن وجهة نظر الدولة نفسها ولامن وجهة نظر الفنان العراقي نفسه الساعي بمشروعية الى تواجده في مثل هذه المهرجانات.. اما الامر الثاني فيتعلق بما يقدم في هذه المهرجانات العربية من مستوى فني متوسط وهابط احيانا – وهذا ما شاهدته بنفسي في عروض مسرحية مشاركة في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة مثلا او في المغرب او في سوريا – بالقياس الى مستوى فكر الفنان العراقي وابداعه على مستوى الاخراج والتمثيل والتقنيات وحتى النص المسرحي احيانا. فتاتي الجائزة هنا نتيجة طبيعية ومتوقعة دائما بل وستزداد اكثر هذه التفوقات الفنية اذا ما اكتملت عناصر الدعم والرعاية والانتباه الى المسرح بوصفه الصوت الحقيقي المعبر عن الحياة الانسانية الصحيحة.

- مرجعية المسرح العراقي قائمة على تجربة عملاقة وكبيرة تاريخيا يكفلها عدد غير قليل من رواد واساتذة المسرح العراقي منذ ستينات القرن الماضي الى عام2003 لذا فان التجربة المعاصرة مهما تعرضت لهزات طفيفة وخدوش سطحية مؤقتة نجدها تتغذى وتستند الى الارث الروحي والفكري لتجربة المسرح العراقي الاصل وتحاول التجربة المعاصرة القبض على خيوط الامتداد بين التجربتين وان حاول البعض قطع هذه الخيوط.. لكن المشكلة في نظري لم يسع المجال بعد كي يعمل الجميع فالكثير من الاسماء المسرحية الكبيرة والمهمة تجلس خلف ابواب مشاريعها المؤجلة بانتظار توفر الجو النقي مع الاخذ بنظر الاعتبار مفاهيمية هذا النقاء معنويا وماديا وفكريا. * المسرح في المدن العراقية مازل دون مستوى المركز لماذا؟
- من قال ذلك؟ ومتى وكيف حصل؟؟ ابدا.. هذا حكم يتضمن جناية كبرى بحق عروض المسرح في المدن العراقية.. والجاني هو الاعلام والصحافة العراقية نفسها التي كانت تلمع المركز – العاصمة – وتتجاهل بقية المحافظات – لانها هوامش – بحسب رايها – أي الصحافة - رايها الموجه والمؤدلج سابقا ومع الاسف الى الان نجد استمرارية هذه الأدلجة المجحفة لكن بطرق جديدة..             ادعوك لان تعمل جرد لجميع مهرجانات المسرح العراقي التي تقام في مدينة بغداد – سابقا وحاليا – ستجد ان90 بالمائة من الجوائز من حصة عروض المحافظات والمدن العراقية – اقولها على مسؤوليتي, والجميع يعي ويعترف بهذه الحقيقة سواء من فناني بغداد او المحافظات.. لكن من زاوية اخرى اسالك: كم قاعة مسرحية متوفرة في المحافظات العراقية مشابهة لمسرح الرشيد او المسرح الوطني او المنصور بالتقنية والمعمارية وجميع المواصفات الفنية المعقولة الواجب توفرها لبناية عروض مسرحية؟
صفر.. لان كل مامتوفر من قاعات في المحافظات هي قاعات تصلح للاجتماعات فقط وهذه كارثة كبرى أيضا لكن برغم هذا يجاهد فنان هذه المحافظات لدرجة ان يدفع من جيبه الخاص لانتاج العمل المسرحي كي يظهر بالصورة التي يجب وبالصورة التي يكون بها افضل من مسرحيات المركز, لان هذا المركز قد ولى الان واصبح للمسرح العراقي مراكز متعددة لا مكان للهامش فيه.
* هل استطعت انت ان تقدم ماتريد وهل قدمك المسرح كما تريد؟
- نعم وطوال عملي المسرحي الذي تجاوز الربع قرن قدمت مااريد لكن ليس كل مااريد طبعا فما زالت المشاريع قائمة ومنها مؤجلة لاسباب منها مر ذكره سلفا ما يتعلق بالانتاج والمكان ومنها يتعلق بخصوصيتي في خياراتي المسرحية الاخراجية التي تاخذ مني زمنا وقلقا طويلين... اما الشطر الثاني من سؤالك يحتمل اكثر من جواب اولا لان المسرح – وهذا حتمي – يقدم الرصانة والجودة والنبل الابداعي رفيع المستوى لمن يستحق طبعا من العاملين فيه واجد نفسي كذلك.. ثانيا وهذا مهم جدا: اذا هيمنت مؤسسة غير جديرة بهيمنتها على المسرح وفتحت الباب للطارئين والمزيفين (جماليا) ونقديا وثقافيا اصحاب الذوات المزدوجة والمتناقضة في ضوء مصالحهم الخاصة ممن يلبسون الاقنعة المتعددة – وهم كثيرون هذه الايام – ممن يفاجأونك لحظة بالتكشير عن انيابهم المسكوت عنها لانك تعاملت معهم كما تفرض عليك القداسة الانسانية والمسرحية والعلمية, حينها يمكن ان نقرا السلام على مسرحنا وثقافتنا وشهاداتنا الجامعية  وحينها ايضا اقول ان المسرح لم يقدمني كما اريد لان شرخ المرآة اصبح عميقا وواسعا جدا ولا يمكن عندها السعي نحو تكريس المفهوم الانساني مسرحيا بل سنجد انفسنا نعود لقانون الغابة الحيواني بكل سلوكياته ونمعن اكثر في ارتدائنا اقنعة اخرى جديدة نصنعها وفق مصطلحاتنا الشفاهية الاستعراضية المعجونة بالنتانة.
* ما اخر اعمالك المسرحية؟
- اخراجي لمسرحية هاملت امير الدانمارك لوليم شكسبير من انتاج مديرية النشاط المدرسي في بابل بالتعاون مع نقابة الفنانين في بابل وبدعم محدود جدا من مجلس محافظة بابل السابق.
* هل اخذ منك التدريس المنجز المسرحي.
- المسألة خطيرة ومتداخلة. نعم اشكرك على هذا السؤال.. اذ لم اكن منتبها لهذه المسالة باستمرار فحصولها متوقع واكيد لاجد نفسي في الية مكررة لا ابداع فيها – ولو انك يمكن ان تبدع تدريسيا وهذا نادر جدا – الا ان المسالة عندي تتداخل بقصدية فاحيانا اسعى من خلال التدريس الى وضع مشروع لمنجز مسرحي وحدث هذا فعلا في اخراجي لعدد من المسرحيات في كلية الفنون الجميلة – بابل اذكر منها: مسرحية قسوة والخليقة البابلية وقميص رجل سعيد ومسرحية الام السيد معروف حيث كان جميع الممثلين من طلاب الكلية وخرجت هذه المسرحيات من قاعة الدرس الى الجمهور العراقي في بابل وبغداد.
* من هم الممثلون الذي قدموا اعمالك مثل ما كنت تريد؟
- هم الفنانون: علي حسن علوان وعلي محمد ابراهيم وغالب العميدي ومهند بربن وعلي الباقري واحمد عباس وميثم الشاكري ومحمد المرعب ومحسن الجيلاوي وذو الفقار خضر حاجم وفاتن حسين ونور الهدى رزاق وعلي رضا وثائر هادي جباره وحسن الغبيني
* كيف تجد واقع النقد المسرحي في العراق؟
- متجمد حاليا.. لان النقد مرتبط بواقع الفعل المسرحي الجمالي والواعي.. اما هذه المتابعات المسرحية لبعض العروض فهي مقالات صحفية ليس الا.. هدفها الترويج للعمل – وهذه مشروعية معمول بها اعلاميا – لكن النقد المسرحي بمفهومه الاكاديمي والعلمي هو في سبات الآن.
*هل توجد عندنا مدرسة نقدية عراقية في المسرح؟
- على مسؤوليتي اقول: كلا.
* هل اخذ المسرح قاعدة شعبية في العراق؟
- باختلافات متباينة من فترة زمنية الى اخرى.. تحولات كثيرة ومستمرة شهدها الواقع العراقي الامر الذي يخلخل الوعي العراقي الثقافي والمسرحي.. فالمسرح بوصفه حاجة انسانية اجتماعية ثقافية تربوية اخلاقية جمالية في المجتمع العراقي تجده في جدول بياني تتكاثر فيه النسب الصاعدة والنازلة.. ولان النسب النازلة – مع الاسف – هي الاكثر بروزا في هذا الجدول نتيجة الوعي الجماهيري المتوسط عامة ودون المتوسط باهمية المسرح في حياة الانسان فالقاعدة الشعبية لمسرحنا في تنازل مستمر بسببنا كمسرحيين احيانا وبسبب الثقافة العامة والمؤسسات الثقافية ذات العلاقة دائما.
* كلمة اخيرة
- استعير هنا وانتمي الى ماقاله المخرج البولندي المشهور جوزيف شاينا: (من الممكن تدمير الفنان المبدع, لكن لا يمكن ابدا تدمير الفن, وقد يبدو هذا صعب الملاحظة احيانا, الا انه يدفع الانسانية الى الامام).


عبد الحسين بريسم

الشبكة 
تابع القراءة→

الخميس، أكتوبر 03، 2013

الاقلام... عدد جدبد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 03, 2013  | لا يوجد تعليقات


صدر موخراً عن دار الشؤون الثقافية العامة العدد الاول لسنة 2013 من مجلة الاقلام.. في أفتتاحية العدد نقرأ (ما يجدر إعادة إنتاجه في دائرة الحوار) للدكتور نوفل أبو رغيف جاء فيها: (بين شكلانية الحوار الذي ينادي به كثيرون في سعي متصل لترجمته... من دون جدوى... وبين حقيقة القيمة المهدورة لهذا الحوار ينبع سؤال جوهري مفاده هل ثمة مساحة يمكن اقتـناؤها بين هذين الركنين؟ ونعرف جميعاً. ان الاختلاف طالما كان سببا للبحث عن نقطة الالتقاء منذ اللحظة الأولى.

ليس في الافق ما هو اولى من حوار عقلاني متوازن لا يفرط بطرف. كما ليس أخطر من غيابه في زمن تهيمن عليه حرائق السياسيين ويتقاسمه الشتات.
فمنذ استفاق العراق من غيابه المزمن عبر انعطافته التاريخية المثقلة حتى اللحظة بمزيد من الاسئلة والحرائق والانتظارات كانت الحاجة وما زالت على درجة قصوى لحوار حقيقي يقبل بالاخر مطلقا ولا يشترط لقبوله ثمنا اودية او منة، وقبل ان يشتعل الصراخ المؤجل في مفاصل الحياة العراقية الغافية على وجل وترقب وقلق قديم كان ثمة متسع لأستعياب اللعنة واطفائها مادامت عند حدود البدايات حيث الوطن الذي ينشده المؤجلون، أقل جراحاً وموتاً).
ضم العدد، ابواباً متعددة منه، (فلسفة وعلم نفس، دراسات ثقافية)، اضافة الى ملف العدد/ تمام حسان... قراءات في منجزه اللساني، في الشعر، في السرد، مسرح، فن).
ونقرأ في مشاركات للأساتذة متميزين، حيث شارك الدكتور بركات محمود بباب الفلسفة وعلم نفس بمادة تحت عنوان (الابداع بين الذكاء والعبقرية، والاستاذ سعيد بو خليط بـ (الفلسفة بين البيروقراطية والتقنوقراطية)، وايضاً الدكتور نجاح كبة بـ (مقاربات بين الجشطالت والبنيوية).
وفي باب دراسات ثقافية نقرأ للدكتور شاكر سعيد (البطل والعقل قراءة تأويلية في سفر كلكامش)، والدكتور سمير الخليل (الملاذ الثقافي: مفهومه واشتغالاته عند بورديو)، والأستاذ احمد الصعب (سؤال اللغة: الهوية وزمن التحولات).
وتميز باب ملف العدد / تمام حسان... قراءات في منجزه اللساني بعنوانين في مجال النقد والفلسفة نقرأ فيها مشاركة للدكتور فائز الشرع بعنوان (النقدية التعليمية: هيمنة الاتصال على التواصل)، ود. خالد خليل (تمام حسان ونظرية المعنى)، ود. مؤيد آل صويت (تمام حسان ومجسات التلقي) ود. حيدر محمد (التفكير المورفولوجي عند تمام حسان).
وفي باب الشعر هناك حصة للدكتور فليح الركابي بـ (الفضاء الشعري في العراق بعد التغيير)، والدكتور عباس رشيد الدده (التسعينيون صناع حلوى: نشيد رفع العلم مسرحا، وحشة الاحتلال انموذجا)
وفي باب السرد شارك الدكتور رسول محمد رسول بـ (ما وراء القص التاريخي قراءة في رواية السيد أصغر وأكبر) والدكتور عقيل عبد الحسين بـ (المكتبة والنسيان قراءة لرواية عناق عند جسر بروكلين)، والأستاذ عدنان حسين بـ ((تحت سماء كوبنهاكن الشخصية المهجنة وتحطيم البنية التقليدية) ود. نادية هناوي بـ (مسارات السرد عند بديعة امين).
وهناك مشاركتان في المسرح أولهما تحت عنوان (تمثلات الجسد في الخطاب المسرحي العراقي المعاصر) للدكتور باسم الأعسم و(المسرح الرقمي توظيف التقنية والخيال) للأستاذ السيد نجم.
وبالاضافة الى باب (فن) حيث شارك فيه الباحث مازن المعموري بـ (المدينة والعنف حرائق بغداد في التشكيل العراقي المعاصر)، والاستاذ ياسيمن طارق بـ (سوسيولوجيا الفن في العراق).
والاستاذة أيمان عبد الحسين بـ (أغلفة المجلات وسيلة توصيل/ إصدارات دار الشؤون الثقافية انموذجاً).
وايضاً متابعة متميزة لمجموعة من الاصدارات الحديثة لدار الشؤون الثقافية العامة قدمها (عبد الامير المجر).
وتميز غلاف العدد بتغطية صورية للمؤتمر الصحفي الدائم للمتحدث الرسمي لفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية الدكتور نوفل أبو رغيف.
مجلة الاقلام فصلية فكرية ثقافة عامة جاءت بـ (216) صفحة

متابعة : رنا الجزائري 
دار الشؤون الثقافية العامة
تابع القراءة→

آفاق ادبية ... عدد جديد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 03, 2013  | لا يوجد تعليقات





عن دار الشؤون الثقافية العامة صدر العدد الاول من مجلة آفاق أدبية لسنة 2013.
نقرأ على الغلاف الخارجي العناوين التالية:
ـ الشؤون الثقافية تودع عميد المسرح الشعري محمد علي الخفاجي.
ـ خصائص السرد القصصي النسوي في العراق.

ـ سماء الصورة في الفنون التشكيلية البابلية.
ـ جماليات الاسلوب وحوار الرؤى في تصميم الازياء المسرحية وقد بدأ العدد بافتتاحية بقلم د. رياض موسى سكران بعنوان (ثقافة الوفاء في مشروع آفاق أدبية) نقرأ فيها: (نعم... لقد وفت دار الشؤون الثقافية العامة بما وعدت به المثقف العراقي، بل واكثر من ذلك. حين فتحت أمامه فضاءات جديدة متعددة تستوعب كل ما أنجز وينجز من إبداع من خلال مجمل مشاريعها وبرامجها المتمثلة بسلاسل الكتب المتنوعة المضامين والمتعددة الاتجاهات أو عبر مجلاتها الدورية التي تنفتح على سعة المشهد البانورامي للثقافة العراقية وبما يعكس حجم التنوع الفكري والإبداعي الذي ينطوي عليه الواقع الراهن).
وبعدها نقرأ في الباب الأول (قراءات) مجموعة مميزة لقراءات مختلفة شارك بها كل من ناطق خلوصي، د. بشرى البستاني كاظم حسوني، عالية خليل إبراهيم، جعفر احمد الشيخ، دنيا نبيل عبد الرحمن.
وفي باب رؤى نقرأ لـ د. زهير صاحب (مقدمة في الأدب البابلي) وبعدها باب ابداعات حيث تنوعت الطروحات ما بين (شعر، سرد، مسرح، وصدى القصص، صدى الشعر) اما في باب فضاءات فقد شارك حسن قاسم ولقاء عادل بـ (سيمانتبك الفلم) و (في تصميم الأزياء المسرحية) وكتب منذر عبد الحر (في العمق) مقال بعنوان لجوء عاطفي قال فيه: (الوطن.. هذه المفردة العجيبة التي لا يمكن ان تعرف بسهولة هل هو الارض ام الناس أهل واصدقاء وذكريات؟ هل هو البيت والعائلة وعشرات الاسئلة الفتاكة العاطفة قد تطلق الوقوف على ماهيه الوطن وفكرته ومعناه وطبيعة الانتماء اليه)؟! 
ونقرأ في باب (تجارب) لـ د. عبد الحسن علي مهلهل الانثى ومرايا النقد ثم الابواب الباقية (في الافق) و(قطرات ندى) و (نص مفتوح) وكتب مناف جلال الموسوي في باب (فسيفساء) مقال بعنوان (( القصيدة الفنطازية بين التأسيس والتطبيق قال فيه: ((لست هنا بصدد الحديث عن نظرية جديدة، تحدد ملامح ((القصيدة الفنطازية)) باعتبارها مسألة لا واعية ولا يمكن التحكم بها، ولا مجال لادعاء الريادة في التأصيل لهذا المصطلح الذي جاءنا من الغرب ولكني اعتقد الريادة في الكتابة عن هذا الموضوع بطريقة منهجية في مجمل الكتب التي تناولت هذا الموضوع ومنها كتاب ((غواية التجريب)) من خلال وضع آليات علمية يتم من خلالها تحليل ((القصيدة الفنطازية)) التي ربما تكون بداية لفتح الباب امام القادم من البحوث والدرسات التي تؤصل التأسيس لهذا المصطلح في الشعر وتعطي اضافة علمية ومنهجية باعتماد الوسائط التي توصلت اليها من خلال الاطلاع والتحليل لبعض النصوص التي تتحقق عبرها (القصيدة الفنطازية)) واخيرأ باب (في الموقد) حيث كتب حيدر احمد خلف... دار الشؤون الثقافية تودع (طائر الفرات) أذ قال فيها: (وقفت دار الشؤون الثقافية العامة بألم وحسرة وهي تؤبن الشاعر والمسرحي الكبير محمد علي الخفاجي، في جلسة تأبينية استثنائية على قاعة مصطفى جمال الدين، بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين وأضافة الى عائلة الراحل وأصدقائه المقربين ومحبيه.
آفاق أدبية مجلة فصلية تعنى بمشهد الابداع الجديد في الادب والفن وتتيح فضاءً واسعاً للقدرات الواعدة.
جاءت بـ 136 صفحة وغلاف مميز.



زينب محمد مسافر 
تابع القراءة→

الأربعاء، أكتوبر 02، 2013

الهيئة العربية للمسرح في بيان لها في رحيل الدكتور أحمد عبد الحليم "فيه اجتمعت صفات المبدع و المعلم"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 02, 2013  | لا يوجد تعليقات

الهيئة العربية للمسرح

في رحيل الدكتور أحمد عبد الحليم
"فيه اجتمعت صفات المبدع و المعلم"



 

تقف الهيئة العربية للمسرح ،مسلمة بقضاء الخالق، أمام رحيل القامة الإبداعية العربية الكبيرة د. أحمد عبد الحليم، الذي يشكل رحيله خسارة لواحد من أركان المسرح العربي ، مؤسساً و معلماً، و منظماً، و ممثلاً، و منظراً ، و مخرجاً مبدعاً، حيث امتدت اسهاماته لتشمل العديد العديد من المعاهد و الكليات و الأكاديميات العربية المسرحية، كما شملت الكثير من ورش التدريب و التأهيل، و المؤتمرات الفكرية و ندوات السجال ، كما شملت اسهاماته تلك العلامات البارزة في تاريخ المسرح العربي من أعمال هامة، كان للهيئة العربية شرف أن يكون أحدها العمل الذي أنتجته عام 2009 "شمشون الجبار" من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث قاد الراحل فيلقاً من الفنانين العرب بروح الأب و المعلم.
و لم يكن الجانب الإنساني لدى الراحل ليقل وهجاً و تأثيراً عن إبداعه الفني ، فقد كان صديقاً لكل المسرحيين العرب من كافة الأجيال، و لم يبخل بالتواصل و التوادِّ معهم طيلة حياته.
لذا فإن العزاء الذي يوجه لعائلته، لرفيقة دربه الفنانة الكبيرة عايدة عبد العزيز، يوجه لكل المسرحيين و المثقفين العرب في كل مكان برحيل هذه القامة الكبيرة.
إن أعمال المبدع الراحل، ستظل خالدة في سفر المسرح العربي، فبلقيس، و الملك لير، و شمشون الجبار، و الاسكندر الأكبر، و الشاطر حسن، و العديد العديد من الأعمال المسرحية، ستبقى معالم تنير درب السالكين في حب المسرح .
و سيظل (نائب في الأرياف) بطل رائعة توفيق الحكيم، حياً بميراثه الأخلاقي ، و الإبداعي ، فبمثل هذا يخلد البشر حياتهم، من خلال العطاء، والتميز، تماماً كما عبر عن ذلك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي " نحن كبشر زائلون، و يبقى المسرح ما بقيت الحياة.


الهيئة العربية للمسرح 
تابع القراءة→

الاثنين، سبتمبر 30، 2013

الموسيقى والمؤثرات الصوتية في المسرح

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, سبتمبر 30, 2013  | لا يوجد تعليقات


غالباً ما يعدّ الصوت والموسيقي جزئين متممين للعمل المسرحي الناجح، والمؤثرات الصوتية والموسيقي التصويرية قديمان قدم المسرح، فمن عصر الطبول البدائية التي كانت تصاحب الطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقي المصاحبة. 
وبمراجعة كشف تكاليف مسرحية "العاطفة" التي مثلت بمدينة مونز عام 1501م، نجده يتضمن لوحتين من البرواز ووعاءين كبيرين من النحاس استعملت لأحداث الرعد. وفي نص المسرحية مذكرة لطيفة للإخراج تقول: "ذكروا هؤلاء الذين يتولون الأسرار الآلية لبراميل الرعد بأداء ما يوكل إليهم وذلك باتباع التعليمات، ولا تدعهم ينسون أن يتوقفوا عندما يقول الإله: كفوا ودعوا السكينة تسود". 
هذا يدل على أن الموسيقي المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه، فالإنسان عرف فن الموسيقى منذ قديم الزمان، وكان من البديهي أن يستخدمه عاملاً مساعداً في الفن المسرحي. 
وكل من قرأ شكسبير لا بد أن يدرك أهمية الصوت والموسيقي في المسرح الإليزابيثي، ولوحظ مما دوّن من مذكرات عن الصوت أنها تكّون نسبة كبيرة من التوجيهات المسرحية، بينما نجد مثلا "موسيقى جدية عميقة من البراجيل"، "موسيقى ناعمة"، "موسيقى جدية وغريبة"، "أبواق من الداخل"، "نداءات السلاح"، "طبول وأبواق"، "عاصفة ورعد"، وهكذا. 
وقد بلغ استعمال الموسيقي والمؤثرات حد الدقة في حالة الميلودراما وكما يفرض الاسم على هذا النوع من المسرحيات أن يعتمد اعتماداً كبيراً على الموسيقي بعنصر مهيأ للجو خاصة في مشاهد الحب واستدرار الشفقة أو الصراع العنيف لمواقف الشر. 
والواقع أنه لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقي التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين الميلادي. 
وتبدو الاتجاهات في هذا الموضوع في حالة مربكة، فبعض المسارح يحاول تجنب الإستعانة بالموسيقي من أي نوع، والبعض يستعين بها عندما يقتضي النص وجودها، وآخرون يستخدمونها أكثر من ذي قبل. 
ويقول بعض المتابعين للحركة المسرحية "إن الموسيقي الجيدة والمناسبة في العرض المسرحي لا تساعد فقط المشاهدين، ولكنها تساعد كذلك الممثل، وردهم على من يزعم أنها تحطم نقاء الدراما، أن المسرح الحقيقي كان مزيجاً من فنون عدة وحرف ولا يزال، وأن تأثيره يجب الحكم عليه من تكامل هذه الفنون والحرف بشكل موحد وفعال، وليس بالحكم على عنصر واحد فقط.

تابع القراءة→

يوميات المسرح العربي (الأحد 29 /أيلول سبتمبر 2013) محسن النصار-( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, سبتمبر 30, 2013  | لا يوجد تعليقات




يوميات المسرح العربي (الأحد  29 /أيلول سبتمبر 2013) محسن النصار-( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )


   
 المسرح  عالم جميل ومؤثر يبحث عن  أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية بشكل حداثوي بحيث تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية ليشكل المسرح عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، لذلك دأبت مواقع تعاونية الإعلام الإلكتروني المسرحي العربي بالتأكيد على أهم  الجوانب المؤثرة  في عالم المسرح من تنظيرات وأحداث ونشاطات  وفعاليات مسرحية متميزة  وقد كانت حصيلة يوم( الأحد  29 /أيلول سبتمبر  2013)  كما يلي :


1-الأخبار الفنية
-"معسكر مصر الجديدة" اليوم على مسرح الغد ( الهيئة العربية للمسرح )
- قاسم اسطنبولي ينال جائزة " أفضل ممثل "في مهرجان "طقوس المسرحي " في الاردن ( الهيئة العربية للمسرح )
- "المتحرشون" و"ضفاير" و"ست البنات" عروض مسرحية بالإسكندرية.. اليوم( الهيئة العربية للمسرح ) 
- المملكة تحصد 3 جوائز بالمهرجان المسرحي لدول الخليج ( الهيئة العربية للمسرح )

- «إن… عاش» جديد كمال التواتي / أبو يوسف (تونس) –( مجلة  الفرجة )
- عودة “البنات والطنطل”بعيد الأضحى بالكويت –( مجلة  الفرجة )
- مسرح البيادر يعرض «الدياية طارت» خلال العيد (البحرين) –( مجلة  الفرجة )
-  «على كل لون» عرض مسرحي يظهر معاناة ممثلي إسكندرية بسبب الوساطة والمحسوبية/ أ.ش.أ( مجلة الفرجة )



2- مهرجانات عربية:



افتتاح مميز وعرض مسرحي قوي في مهرجان الصواري المسرحي( المجلة المسرحية  المتخصصة في الفنون المسرحية ) 
-اختتام مهرجان طقوس المسرحي ( المجلة المسرحية  المتخصصة في الفنون المسرحية )  
-
- افتتاح الموسم المسرحي لموسم 2012/2013 في المملكة المغربية( الهيئة العربية للمسرح ) و( مجلة الفوانيس المسرحية)
 - افتتاح مهرجان "مسرح الغرفة الأول" بقصر ثقافة دمياط( الهيئة العربية للمسرح )

- عروض ترفيهية، مسرحية، سينمائية وفنون تشكيلية بالمركب الثقافي بشنوة/ نبيل الأحول (الجزائر)  ( مجلة الفرجة )




3- حوارات     :

- ياسر مدخلي: وجود المسرح في مؤتمر الأدباء مؤشر استحواذ ( مجلة الفوانيس المسرحية )

-بلال عبدالله: سلموني المسرح 10 أعوام أحقق ما نحلم به( الهيئة العربية للمسرح )



4- متابعات :

 اميرة جواد تتألق في موعدها الرومانسي رغم الالم...( المجلة المسرحية  المتخصصة في الفنون المسرحية )
-مشروع مغربي – كندي بقيمة أزيد من 260 مليون دولار لبناء مجمع مسرحي عالي التكنولوجيا في المملكة ( مجلة الفرجة )
- «نحو مسرح يتحدى المستحيل»” ..في ملتقي بساطة( الهيئة العربية للمسرح )
 - «الفصحى».. تثير الجدل على المسرح الإماراتي( الهيئة العربية للمسرح )
- هارون الكلاني يبدع من خلال مسرحية «بخور عصري» بعمان( الهيئة العربية للمسرح )
 - ورشة لــ ” القراءة المسرحية” في الشارقة (مجلة الخشبة )
5- نقد ودراسات :


 “عانق المسرح مند طفولته... أحب بساطة العيش.. واشتهر أكثر بعد وفاته”( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
- المسـرح الشـعري مجــدداً! / السيد نجم | الخشبة ( مجلة الخشبة )
- المسرح والسلطة في مصر .. دراسة سوسيولوجية/ حازم خالد( مجلة  الخشبة )
-  جون بيرجر حرٌّ كالريح وطنه الوحيد هو اللغة / د: محمد سيف/باريس ( مجلة الخشبة )

المهرجانات المسرحية تواجه المجهول( مجلة الفوانيس المسرحية )
 - «على كل لون» عرض مسرحي يظهر معاناة ممثلي إسكندرية بسبب الوساطة والمحسوبية/ أ.ش.أ –( مجلة  الفرجة)
تابع القراءة→

الأحد، سبتمبر 29، 2013

يوميات المسرح العربي (السبت 28 /أيلول سبتمبر 2013) محسن النصار-( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, سبتمبر 29, 2013  | لا يوجد تعليقات

المجلة المسرحية  المتخصصة بالفنون المسرحية  Journal of the theater  arts play a specialized
يوميات المسرح العربي (السبت   28 /أيلول سبتمبر 2013) محسن النصار-( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )

نبدأ اسبوعنا  برصد كل ماهو جديد في عالم المسرح من أحداث ونشاطات  وفعاليات مسرحية متنوعة وقد كانت حصيلة يوم( السبت   28 /أيلول سبتمبر  2013)  كما يلي :

1-الأخبار الفنية

-العرض الأول لــ "المرايا" على مسرح سيد درويش بالهرم ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
 تامر كرم يفتتح الـ "100 ليلة مسرح" بـ "الليلة مكبث" ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )

2- مهرجانات عربية:
-  انطلاق الطبعة الثامنة لمهرجان المسرح الفكاهي  ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
- الرباط تستضيف الدورة الثانية من المهرجان الدولي للطفل / و م ع( مجلة الفرجة )
- افتتاح مهرجان مسرح الصواري التاسع الأمس بالبحرين – الفرجة
3- حوارات     :

-  ياسر صادق : قريبا سيعود النجوم إلى مسرح الدولة ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
- »المسرحي حمادي الوهايبي في بيان للرأي العام:هكذا أزاحتني النهضة من إدارة مركز الفنون الدرامية بالقيروان ( مجلة الخشبة)

4- متابعات :

- “مْصَيفين”: مسرحية ساخرة ناقدة لفلسطينيي 48/ رشا حلوة – ( مجلة الفرجة )

-  مسرحية «البيت» تنال جائزة «عشيات طقوس» لأفضل عرض متكامل/خالد سامح  ( مجلة الخشبة )

5- نقد ودراسات :
- مسرح - "مجنون يحكي" للينا خوري: في حرية الفكر والتفكير ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
6- مسرح عالمي  :
-الممثل المسرحى الفرنسى ديدييه - ساندر ينضم لفرقة الكوميدى فرانسيز ( المجلة المسرحية المتخصصة في الفنون المسرحية )
 
تابع القراءة→

السبت، سبتمبر 28، 2013

الانتقال التاريخي للا خراج من الطبيعي الى الواقعي / د.مهند طابور

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, سبتمبر 28, 2013  | لا يوجد تعليقات


ان المذهب الطبيعي الذي تبنى نهجه وأكد عليه "اميل زولا " في رواياته ومسرحياته، كان يهدف من خلاله الى خلق وجهة نظر علمية تحدد مسار المسرح وتدفعه باتجاه الحقيقة .... وهذا النهج عند زولا  تأكد في اعترافه: “بأن روح القرن التاسع عشر لم تعط التركيز العام الذي جعل من مسرح مولير نسخة طبق الأصل من المجتمع المعاصر ... مع هذا فانه أصر على ان روح القرن العلمية والتجريبية ستدخل ميدان  الدراما وفيها تكمن وسيلة النجاة الوحيدة وانه وضع الخطوط في الإنتاج وهي الخطوط التي كانت تمهد المسرح لـ " العلم " و "الحقيقة " ، والخطوة التالية كما رآها زولا هي لظهور المسرحيات التي يمكنها من السيطرة على ديكورات المشاهد وذلك بواسطة جعلها البيئة التي تمثل  “الحياة نفسها” وأعلن زولا بأن “المسرح أما ان يكون طبيعيا أو لا يكون”.
وعندما بدأت مسرحيات هذا الاتجاه بالظهور ثم دخلت الى واقع حياة الجمهور فإنها لم تأت على تأكيد حقيقة علمية وإنما على تأكيد شيء موضوعي لا يدهش الناس، لأنه جزء من حياتهم ويشكل معهم صورة مطابقة في صورة من صور خصوصياتهم الأصلية، لذلك فان هذه المسرحيات لم تخلق حالة تعاطف مع موضوعيتها وإنما كانت تخلق الرفض والصدفة اللامعقولة ، لان فيها شيئا كان من الاشياء غير المحدودة .(( والشيء الوحيد الذي كان ممكنا هو ان الربح يجمع جمهورا خاصا لهذه المسرحيات )) وان ما تمثله من جديد في المسرح هو إظهار ((الصورة طبق الأصل كالمسرح التصويري )) الذي لا تنفك حاجته عن المخرج ، رغم وجود إمكانية الاستغناء عنه ، لكون عروض المسرح الطبيعي عروضا تقدمها الحياة بشكل ناجز .((وأول أسلوب منظم لهذا المسرح كان في 30 آذار 1887 الذي حدد تاريخ _نشأة الإخراج للمسرح الفرنسي ، كان ذلك عبر أول عرض مسرحي ل ((المسرح الحر ، قام بإخراجه اندريه انطوان )) ولقد ((قدم هذا العرض ...لجمهور مختار ، كان من بينه دعاة المذهب الطبيعي في الأدب والفن وفي مقدمتهم اميل زولا )).
لقد (( ترجم اندريه انطوان نظرية زولا عن البيئة في المسرح الحر،  وفي رسالة معروفة ألان  للناقد المؤثر سارسي ، فأن انطوان نقل السؤال المركزي للمسرح الجديد : في الأعمال الحديثة التي كتبت في واقعية وطبيعية ، حيث أصبحت نظرية البيئة وتأثير الاشياء الداخلية مهمة جدا ، ألم يكن المكان والزمان شيئين لا يمكن الاستغناء عنهما في العمل المسرحي ؟ ، وانه كمخرج طبق ايضا مبدأ الطبيعية على مسرح الصورة طبق الأصل!.
وكان يرى ان المسرح يجب ان يكون صورة تمثل حياة وسلوك الشخصيات وقال :""وجدته من المفيد بل لا يمكن الاستغناء عنه ان نخلق الزمان والمكان والبيئة بدون ان نعير اهتماما كبيرا للأحداث على المسرح .وذلك لان البيئة هي التي تحدد حركة الشخصيات وليس العكس . وكذلك فانه قرر ان يزيل “الجدار الرابع”, الذي يعرض للجمهور جانبا من الحياة. ان رسالة  انطوان هذه تضمنت شيئا اكبر من الإنتاج بل تضمنت اكتشافا  أدبيا ودفاعا عن كُتّاب جدد. فأن انطوان قدم عاملا غير معروف لحد الآن في المسرح وهو المخرج المدافع عن الكاتب والمسرحية والتفسير،  فقد كان انطوان معلما لمبادئ جديدة ومرشدا لطريقة تطبيقها، كان محصورا ايضا في نوع واحد من الجمهور ولم يفهم لماذا أدهشت الجمهور محلاته الحقيقية للحم وحنفيات الماء الحقيقية، وكان انطوان يرى بأن هذه الاشياء تمثل جزءاً من فلسفته فأن الجمهور  تمتع بحيلة المسرحية وادرك انطوان بأن مسرحه كان ان يوجه لجمهور معين).
وظائف الإخراج عند أندريه انطوان
ان الوظيفة الأساسية للعرض المسرحي لدى انطوان هي تجسيد (شريحة من الحياة) على الخشبة، ولذلك فقد (أضفى اندريه انطوان على المسرح طبيعة جديدة، وبساطة وعقيدة بمسرحه الحر. وكان المخرج المسرحي في عرفه، بمثابة الوصف التحليلي في الرواية القصصية، مصدرا للتعليق على الحوار وإنارة جوانبه وكان يخطط الحركة بدقة متناهية وكانت مناظر طبيعية تصل في تطرفها أحيانا الى حد إقامة الجدار الرابع). وذلك لإيهام المشاهد بأن ما يدور أمامه ما هو ألا الواقع الحقيقي ليحمل الجمهور اندماجا بأن حركة المشهد المعروض بأحداث يجسدها الممثل بطبيعة صادقة، لا زيف فيها او صنعة، فيدع ممثليه ان يؤدوا أدوارهم كما هي في الحياة... فكيف يأتي على تلك الأدوار من التجسيد الحي؟ وكيف يتعامل مع العناصر المكونة للعرض؟.
إذ لابد لأنطوان من اعتبارات خاصة لعملية العرض المسرحي، متأتية من تأثير خارجي يقف في مقدمتها عند (انطوان) المؤلف الذي أعطاه اهتماما خاصا في عمله المسرحي.... فأنطوان كان المدافع الأمين عن الكاتب المسرحي وترك له في قلبه منزلة خاصة ..فرضها الكاتب نفسه على " انطوان " واعتبار آخر ان  النص المختار يجب ان يتطابق ونظرته الفلسفية وهذه النظرة هي المستقاة عن " زولا" في الموضوعية العلمية التي تبرز شرائح الحياة وبدقة.
وكان انطوان يرى ان المشهد يجب ان يصمم في الذهن بحوائطه الأربعة ، "  دون اهتمام بهذا الحائط الرابع الذى سينزاح فيما بعد كي يتيح للمشاهد النظر الى ما يحدث ....)) اما تصور""فرانك م هواينتيج "ببلوغ " اندريه انطوان " حدا من التطرف باقامة الجدار الرابع عن طريق المنظر الطبيعي ، الغرض من هذا في نظر " اندريه انطوان "  هو الفصل الذهني للممثل عن المشاهد ليخلق تصورا عند الممثل بان هناك جدارا قائما يفصله عن الجمهور.  الجدار الرابع يؤهل الممثل للتعبير بقدر ما يشعر وان يشعر بقدر ما تطلب منه الدراما وان يتحرك ويلتفت ويدور كما توحي له الضرورة الداخلية وعلاقته المتبادلة مع الممثل الآخر، فقط في هذه الحالة يمكن للممثل ان يعيش حياة طبيعية في الظروف المفترضة. 
1-اندريه انطوان والنص المسرحي:
 بما ان " اندريه " ممثل الاتجاه الطبيعي في المسرح ، فهناك من يعارض هذا " الاتجاه الجديد " وهم أنصار نظرية " المسرح مسرحا " دونما أدنى علاقة بالواقع  ، وهم أنصار " الفن " كقيمة في ذاته وهم أنصار " الشكل " كضرورة أساسية في الفن ، والطبيعة تبدا من رفض كل هذه القيم، ولقد احتدمت المعركة بين الاتجاهين، وهيأت لمناخ فكري وثقافي خصيب بدأ في فرنسا ... وكان لا بد ان يتآزر الأدب والمسرح في المعركة الواحدة ، وإذا كان اميل زولا هو رائد الحركة الأدبية للاتجاه الطبيعي ، فاندريه انطوان هو رائد هذا الاتجاه في المسرح).
إذ يعني ذلك ان اندريه كان بالضد من الفن ، الذي يجسد لحظة الإبداع الذاتي بأشكال جمالية لا تطوع حس المتلقي بالاستمتاع إلا في الوان غائرة في الانعزال عن العالم المدرك ولا تمد الوعي غير التشرد عن حقيقة الشعور الإنساني ، لذا كان الاتجاه الذي تبناه "اندريه" هو ملائمة النص شكلا ومضمونا لتفسير الأعماق الدفينة للحياة التي تقف وراء كلمات النص وعلاقته الأساسية بالنص تكمن في احترام مؤلفه والتمسك بملاحظاته وعدم رغبته في الإضافة أو التقليل مما هو موجود في النص فهو الذي عزز " مسرح المخرج " وعمق من فكرة " المخرج المفسر " ليأتي العرض كاشفا أعماق ما يحمله النص من ملاحظات” .
2-علاقته بالممثل:  ان الانقلاب الذي أحدثه دوق " ساكس ميننج " عندما صمم وأخرج عروضه المسرحية ، التي تأثر فيها " انطوان " و " ستانسلا فسكي "خرج علينا لاول مرة بطريقة جديدة وضع فيها الممثل (( في بيئة الديكور ومن ثم حطم تلك__الشكلية في التجميع التي كانت مميزة لهذه الفترة ، خاصة على المسرح الفرنسي ، كذلك استخدم المدرجات والمصاطب كي يجعل الحدث يتحرك على اكثر من مستوى واحد ، واكد ضرورة ان تكون  جميع الحركات والإيحاءات  داخل الفكرة التي يحددها إطار المسرحية )).
هذه الخطوط الأساسية في نظرة دوق "ميننج " في عمله مع الممثل ، كانت تبدو ذات نقاط تحمل أهمية كبيرة لاندريه انطوان  عندما صاغ فيها فكرته في تطوير مسرحه وخلق ممثله المميز ... فاندفع بعد إنشاء مسرحه الحر في باريس 1887 الى تطوير أفكار دوق "ميننج "، ((كتب انطوان : " يجب ان لا تخشى وفرة هذه الاشياء الصغيرة وتنوع العناصر المسرحية ، فتلك الاشياء الصغيرة التي لا يمكن تقديرها هي التي تخلق الإحساس بالألفة وتضفي طابع الأصالة على البيئة التي يعمل المخرج لاعادة خلقها ... بين هذه الموضوعات الكثيرة .....فان أداء الممثل يصبح اكثر إنسانية وقوة وامتلاء بالحياة في الحركة والاتجاه )). كان يعتمد انطوان   في عمله المسرحي على  الممثلين الهواة لا غيا بذلك  فكرة الممثل النجم التي كان  يعتمدها الدوق (ميننج) فالممثل عند انطوان عنصر أساس في الإنتاج المسرحي ويخضع في أدائه الحركي لتفسيرات المخرج للنص ويلائم بجسمه الممثل كل ما يبغيه النص في التجسيد الحركي.
إذ يقول: (( ان المثل الأعلى  للممثل هو  ان يصبح أداة معدة إعدادا  فائقا  لخدمة المؤلف    “يقصد النص "  وهو يحتاج من اجل ذلك الى تربية تقنية  ، وفيزيقية، تكسب جسمه ووجهه وصوته الليونة المطاوعة للتعبير))  وهكذا يحتم على الممثلين المطاوعة الحركية للظروف التي تحملها المسرحية (( فالحركة هي أقوى وسائل التعبير السليم لغرض إيصال المعنى الفلسفي للفكرة المجسدة لذلك يترتب عليه ان يتدرب تدريبا تقنيا وفيزيقيا  عاليا ويعني بتربية صوته ليكسبه ليونة للتعبير عن متطلبات الشخصية وموقفها من الأحداث الجارية)).
كان انطوان يهدف في بناء الممثل الى عدم  إظهار الحركات الخارجية الزائفة البعيدة عن أفكار النص ، والتي لا تعبر عن تلك الشخصية في مواقفها وأحداثها . أما الفضاء المسرحي المستخدم عند " انطوان " فهو تلك الصالات والدور الفقيرة لإمكانات العرض المسرحي ، وخشبة العرض الممثلية التي يؤدون التدريبات عليها هي (( بيئة منزلية صرفة وفي غرف مؤثثة بما يوجد بالمنازل ، وكان هؤلاء الممثلون  في أثناء التدريب لا  يعرفون في الواقع  أي حائط من حوائط هذه الغرفة أو تلك، سيرفع الستار ليسمح للمشاهدين برؤية  ما يقومون به داخل الغرفة)).
وفي مكونات العرض ، الديكور يجسد أبعاد تلك البيئة فهو لا يؤمن بالمنظر الشكلي لصورة الحياة الواقعية وانما تخطى هذا المنظر الى ((خلق صورة طبيعية شبيهة بالحياة)).
والديكور على هذا الأساس هو  شيء آخر لا يحفل بالمنظر الذي يشكل خلفية الممثل وأنما يحفل بالبيئة ذاتها التي تشكل فيها أحداثها خلفية للممثل  “وكأن الديكور الذي يستخدمه هو البيئة والأثاث، أثاث منزلية  تتلائم وطبيعة الـحدث، إذن فالديكور يجب ان يكون "شيئا اكثر من إطار ها رموني موظف لحركة- الممثل،، ،لكنه يجب ان يكون ((البيئة التي شكلت الحياة والأحداث عند الشخصيات)).
فلابد للشخصية ان يكون انسجامها اللوني "النمطي" مع الزي وتجد تعبيرها الطبيعي في الضوء ليأخذ بذلك حدث الشخصية مكانته الطبيعية من الدراما في عرضها المسرحي ويكسو نفسه بالأجواء المعبرة عن حالات الحدث...
لقد وصف "سارسي"  عرضا من عروض "المسرح الحر" وأبدى امتعاضه من عتمة الضوء المكلل على المشهد الأول من ذلك العرض الذي يقول عنه: ((أضجرني، لجريان فعله في عمق ضوئي نافذ عن شمعتين "وحين استضاء فيها المكان كشف عن حياة وضيعة لمتسولين كسو أنفسهم بأزياء مهلهلة تعكس وضعا اجتماعيا لمأوى من "العواهر واللصوص والشحاذين، فقد كانت الإضاءة ترسل ضوءها لبقع المكان من فتحة صغيرة تقع في العمق من بيئة المشهد، لا يمكن ان تحسبها إضاءة في المعنى الصحيح بقدر ما كانت تعكس جوا لأشعة نور قمر خافت تسللت ضياءه لداخل قبو وكشفت عن نزلائه)) كان نتيجة للنشاط الدرامي لـ"زولا" في الأدب، وأندريه في المسرح المتماشي لدرجة كبيرة مع الواقع والذي أحدث آلية (تكنيك) متطورة للمسرح التصويري لدوق "ساكس مينتج" حيث جعلنا "اندريه" ان نقف على عتبة هذا التكنيك ونقرأ خلاله تقليدا فنيا واضح الصياغة... الذي أثر في معاصريه، وحققوا في فكرة هذا التقليد تطويرا جديدا قاده "اوتو براهم" المتأثر جدا بمسرح "اندريه"، "انطوان".... حيث ((أراد براهم ان ينتج الأعمال القديمة ليس بالطريقة التقليدية "لاندريه انطوان" اذ كان هدفه ان يجعل هذه الأعمال قريبة للحياة بواسطة استغلال الوسائل الحديثة والإخراج الحديث)). وانصرف بذلك الى وظيفة جديدة تبحث عن المناخ الإنساني للنص، لان ((المخرج بالنسبة لبرهام هو الرجل الذي يجب ان يخلق نغمة عمل آخر وأن الذي يبغي ان ينقل خلقا دراميا الى المسرح فأنه يجب ان يكون قادرا على استيعاب تلك النغمات الأساسية ويجعلها تدوي في الجماهير من خلال ممثليه)).
3-واقعية ستانسلا فسكي
أما ستانسلا فسكي الذي وضع أسس جديدة للمسرح الروسي في بداية هذا القرن فقد اختلف نهجه عن نهج اندريه انطوان، وبراهم، في سعي جديد الى بناء الممثل، والدور، وتجسيده المسرحي في صورة الانفعال الداخلي في إطار الجدار الرابع الذي بقي محتفظا به مع أندريه انطوان، لكن الأخير يعتمد الصفات الخارجية للموضوع، اما ستانسلا فسكي فكان يسعى به لبناء الدور أثناء التمرين وفي العرض، تجسيدا للانفعال.....
يتحدث ستانسلا فسكي عن بدايته فيقول:
 بدأت بتقليد كرونيك المخرج الروسي واعجبني فيه موهبته  في الخيال الإخراجي الخلاق الذي حقق أعمالا مسرحية ممتازة- بممثلين لم تكن لديهم المهارة الكافية وقال:بأننا، نحن المنتجين الهواة، كنا في نفس موقع كرونيك ودوق ساكس مينيج... فنحن ايضا أردنا ان نمثل مسرحيات عظيمة ونطرح أفكارا وأحاسيس لكتاب مسرحيين عظماء ولكننا حيث لا نملك ممثلين متدربين فكان علينا ان ننفي كل طاقة المنتج الذي كان عليه وحده ان يخلق عملا مسرحيا بمساعدة المناظر والدعامات وخياله، فلهذا السبب بدا لي استبداء المخرج سينتج مقنعا)).
وعقب على أعمال الدوق، وكرونيك ووصفها بالواقعية الفنية وقد حدد مزاياها حيث يقول: ((ان هذه الواقعية الفنية كانت مجرد واقعية خارجية حيث كانت واقعية الأهداف والأثاث والأزياء وخواص خشبية للمسرح والإضاءة ولكن حقيقة نجاحنا هي في عرض الواقعية الداخلية على خشبة المسرح فجسدت بعض المفاهيم للمستقبل)).
في ذلك الوقت الذي كان يتمتع فيه بحيوية الأفكار وخصوبتها مهدت له تجربة لمنتجين في واقعية المظهر الخارجي، جوا مهيأ، أستفاد منه في تهيئة المناخ لانتاج مسرحية ((طائر النورس)) لتشيخوف في مسرح موسكو الفني عندما أدرك قوة الحياة وعظمتها في دراما تشيخوف التي تكشف عن الجذور النفسية للشخصية بدقة وعن واقعها الراكد. ((فقد كتب مفصلا، وقال أني اعتقدت بأنه من الممكن ان اخبر الممثلين ان يعيشوا ويحسوا كما أريدهم ان يعيشوا أو يحسوا وكتبت توجيهات لكل شخص، وكان لابد من تنفيذ هذه التوجيهات، وكتبت كل شيء من تلك الملاحظات، ووضعت في كل الأنواع، مخططات الدخول والخروج والعبور من مكان لآخر وهكذا وضعت المناظر والأزياء والمكياج والملامح وعادات وصفات الشخصية..... الخ)).
ان الجوهر الذي يكمن وراء اختيار ستانسلا فسكي لمسرحيات تشيخوف والتي-كانت أساساً بنائياً لمسرح موسكو الفني في اتخاذ الواقعية أسلوبا للمسرح... كان ذلك الجوهر ذا أثر كبير على حياة المسرح الفني وتعميد مقوماته، التي ارتكزت على الروح الداخلية لشخصيات تشيخوف، ((والذي يقول عنه ستانسلا فسكي: بأنه قد كشف عن حياة الاشياء وحياة الأصوات تلك الحياة التي بفضلها ارتد الى الواقعية الحية كل ما كان جامدا ولا حياة فيه ولا مبرر له من تفصيلات الإخراج ودقائقه ويصل الى المنعطف المعروف في منهجيته عند تعامله مع ((مسرحية النورس)).
وخلال ما هيئته هذه المسرحية من مظاهر للأعماق النفسية وتيارها الوجداني، انتقل فيها ستانسلا فسكي ((من الواقعية الخارجية البحتة لعمله المبكر الى الواقعية النفسية الداخلية. ان هذا الطريق طريق الواقعية المنقاة قاد ستانسلا فسكي "اعمق واعمق الى العمل مع الممثل حيث شعر، بعد رؤيته لبعض تجارب مير هولد بأن هيئة الممثل الإنسانية من غير الممكن ان تغير بطريقة ما لتوافق الأفكار التجريدية ان هذا التطور قاده الى تقييم جديد للكاتب المسرحي الذي لم ينزل من منزلته الى مجرد حافز الى خياله)).
ولقد عمق، في هذا التقييم، للكاتب المسرحي دوره الفعال بخلق الإحساس لدى المخرج. معنى هذا ان الإحساس الخارج عن تلقائية النص إذا لم يكن هناك تنظيم له يبقى إحساسا تابعا للخبرة، والخبرة ليست كل شيء لأن الزمن في جريان وبحاجة لاكتشاف خبرات جديدة وخيال المؤلف ليس حافزا وحسب مالم يتعمقه الممثل، والمخرج ((المشاعر يجب ان تستدرج، وشرك المشاعر هو الفكر، والمصيدة هي التمثيل... والعلاقة التي تقرر الإحساس هي وعي الممثل بالواقع... فالممثل يجب ان يفكر.... وما يفكر فيه هو بيئته... ومعرفته لحاجة تسبب فعل... وهذا الفعل هو عمل الإدارة)).
والمخرج الذي لا يستطيع ان يستوعب مفاهيم الكاتب وشخصيته في النص والحياة العامة.... سيبقى معزولا عن تلك الحوافز ولا يستطيع ان يخلق كيانا جديدا للنص.
* * *
كتب ستانسلا فسكي:
((لا يستطيع أي منتج ان ينتج مسرحية ما لم يجد فكرتها الأساسية أولا، وفي الوقت الحاضر فأن منتج المسرحية في مسارحنا وحتى في الفن المسرحي البريختي لايهتم بالفكرة الأساسية مطلقا ولكنه يبني إنتاجه كليا على كل أنواع الحيل الذكية. وهذا هو نفي الفن على المسرح، وصحيح ان حيلا ذكية كهذه عادة تكافئ برعد من التصفيق الذي يريده الممثلون ولكن شكسبير وبوشكين لم يكتبوا لهذا الغرض)).
فالكاتب المسرحي، في نظره عنصر أساس لا يمكن إغفال فكرته في ذلك، لأنه إغفال لحياة المسرحية بكاملها. وعلى ((المنتج ان يناقش المسرحية بفكر واضح كفكر الممثل. وقال بل أفضل تحليل للمسرحية هو تمثيلها في الظروف المعطاة وذلك لأنه خلال التمثيل فأن الممثل يحصل تدريجيا على القدرة في السيطرة على الحوافز الداخلية لأدوار الشخصية التي يمثلها محركا في داخله العواطف والأفكار المنتجة لتلك الأفكار)).
ان ستانسلا فسكي بقي في حرفيته، محافظا على المسرح الطبيعي الا انه أوجد له عمقا عندما بدأ عمله مع الممثل...
نظام ستانسلا فسكي
كان منهج مسرح موسكو الفني يعتمد خطا معينا من التحليل يرتبط بطريقة دانجينكو من حيث "النص" ونظام، ستانسلا فسكي من حيث الممثل. وكان الهدف العام لمنهجهما، تحليل أفكار النص وتنظيم خط الفعل والتركيز على الفكرة الأساسية وتحديد هدفها والهدف الأعلى للمؤلف ورسم محاور النص من صراع ومشاعر وتتبع لأحاسيس ومشاعر الكاتب الكامنة في خطوط النص المتشابكة الأغراض والأهداف.
والفائدة من هذا التحليل إيصال مشاعر النص المركبة والمعقدة الى شعور الممثل الذي أبتكر من خلاله "ستانسلا فسكي" "نظامه" في عشرينيات هذا القرن، لفت "نظام" ستانسلا فسكي اهتمام كثير من الكتاب فقد أساء بعضهم فهمه بما فيهم تلميذ "ستانسلا فسكي" ميخائيل تشيخوف، وبعضهم الآخر من تلامذته أقتنعوا بالنضوج الكامل والمتناهي لهذا "النظام" إلا ان "ستانسلا فسكي" كان يتابع ويطور فيه ويحاول التوصل الى صيغته النهائية.
لكن الذين لا ينتظرون النتائج بحرص او بغير حرص وضعوا نظام ستانسلا فسكي أمام ريح مشوشة كادت تثير شكا بصحة ما حققته من نتائج في العشرينات. وقد وقف بوجه تلك الريح تلميذه فختاتكوف الذي قدم إيضاحا لها عبر المحاضرات التي كان يلقيها على طلبته بعد ان تتلمذ على خطوطها وقوانينها الإبداعية وهضم شروطها الأساسية والتي قامت على أسلوب استخدمه ستانسلا فسكي لتدريب نفسه على حرفيات التمثيل، رسم فيه نظاما صارما يتألف من عدة قواعد وقوانين إبداعية أصيلة اعتمدها في تطوير إمكانياته التمثيلية، وفي إحدى محاضرات فختاتكوف لتلامذته عرفها: ((بالنظام المتكامل المعد أساسا لأغراض تدريب الممثل بمجموعة من القوانين الإبداعية والتي إذا أتبعها الممثل بتطبيق فعال يستطيع فيها الممثل الوصول الى موازنة جسدية بينه وبين فعل الشخصية التي يجسدها، وتلك القوانين هي: الاسترخاء، الانتباه، الخيال،.... الخ. التي يستمد فيها الممثل تكيفا جسديا مع مزاج الشخصية، أي مع سلطة الفن وخضوع الجسد لها..)).
ان أدراك الممثل لهذه العلاقة لا يمكن ان تكون كافية في تجسيد دوره ما لم يكن له أسلوب أو تخطيط مبرمج لتطويع نفسه على خلق المرونة الكافية للتكيف، والحياة معطاءة لا تبخل على الفنان بوسيلة، ومن عطاءاتها الشعور، الظاهرة التي لازمت الإنسان منذ حياته الأولى، لها ذلك الجانب من الارتباط بعمل الممثل مع الدور أو مع نفسه، تنميته يحتاج الى تدريب كي يكون مهيأ للظهور على الخشبة لأنه العنصر الذي يبحث عنه ستانسلا فسكي ليربط الشعور مع النص بتلقائية  حاذقة ومرنة  كي يتم نطق كلمات النص بتأثير متبادل بين مشاعر الشخصية ، والشخصية المؤدية الى رسم المواقف ، والأحداث وبيئتها  عبر تلك الكلمة التي تجد شعورا حقيقيا مبررا بحركة الجسد.
ويشير فختاتكوف الى هذا الجانب انه ((لا يمكن للممثل ان يلعب دوره على الخشبة من دون ان يرافق هذا اللعب الترابط الروحي بين المشهد والممثل وذلك تشذيب الشعور الذي قد يداخل الممثل اثناء تادية دوره في المشهد مما يؤدي الى ضياع الصورة المنطقية في التعبير عن حياة المشهد))، لان الدخول الى حياة المشهد يعني الدخول لحالة إنسان  حددها زمن معين ومكان معين _ فتجسيدها على الخشبة لا يتم إلا بإخضاع مشاعرك باستمرار الى تلك اللحظة التي انبثقت  عن حالة الإنسان.
ويشبه ستانسلا فسكي (( شان الممثل شان الفتاة الصغيرة التي تؤمن بان دميتها كائن حي قدر أيمانها بالحياة التي تحيط بها ، ففي لحظة ظهور ( لو ) تراه _ ينتقل من مستوى حياة واقعية الى ضرب آخر من الحياة، حياة خلقها بنفسه في مخيلته، انه، ما ان يؤمن بها، حتى يكون مستعدا للشروع في عمله الخلاق)).
ان هذا التشبيه غني المعنى  ان " الدمية " التي تعيش مع الطفلة كحقيقة " لو " تعطي للممثل الانتقال الى الصفات الشكلية الى ملائمة توجه أحاسيس الممثل ورغباته الى تعبير صادق في الإحساس عن عمق الاشياء  لا مظاهرها الخارجية.
(ثم اكتشف ستانسلا فسكي عاجلا ان الإحساس بالصدق مثله مثل التركيز واسترخاء العضلات ،موضع تطويره وإنماء)، فالتطلع الى الإحساس بالصدق هو تنمية للعالم الداخلي لشخصية الممثل واستيعاب الرابطة النفسية الجسدية لعالم الشخصية الموكلة اليه في التجسيد فالتعبير عنها يأتي دون ضغط، أو انتظار لاستكمال عالمه الروحي ... فالتجارب التي يمكن فيها تنمية هذا الإحساس هو الاعتماد على تنمية الأفعال الداخلية التي (( تحول كل شيء جديد الى شيء عضوي، الى طبيعة ثاقبة للممثل ... يستطيع الممثل ان يستخدم شيئا جديدا على المسرح من غير التفكير في حركته الميكانيكية)) ان اتصال الممثل في عالمه الحسي يكون ذا فائدة في مسار توحيد المظاهر الخارجية للدور مع الإحساس الداخل في عملية جدلية تؤدي ((من الشعور الى ما تحت الشعور ، وهو ما اصبح بالتالي محور "منهجه" لقد حل " المنهج " مشكلة الواقعية على المسرح ، ووفر معيارا معتمدا التقاليد المسرحية .يشير ستنسلا فسكي الى ان الواقعية  لا تصبح طبيعية ،على المسرح ، إلا عندما  لا يستطيع الممثل تبريرها من الداخل)).
 وأخيرا سنحدد عناصر نظام ستنسلا فسكي  في تربية الممثل وما طرأ من تطوير عليها.
1-عمل الممثل مع نفسه ويتألف من عنصرين:
 أ. التقنية الداخلية : وهي عمل الممثل على إنماء الفعل الداخلي خلال تمارين الممثل على عناصر " التخيل ، الانتباه ، الذاكرة الانفعالية ، الصدق ، الأهداف ، الأفعال ، التكيف ، الإيمان ، ............ الخ.
 ب.التقنية الخارجية: وهي عمل الممثل على إنماء الفعل الخارجي عن طريق ممارسة مجموعة من التمارين الخاصة باسترخاء العضلات للجسم وتمارين خاصة بالصوت والإلقاء.
2-عمل الممثل مع الدور: وذلك بتنظيم علاقة الفعل الداخلي والخارجي للممثل مع الدور لأغراض تحديد موضوعه وهدفه الأعلى وفكرته وطبيعة صراعه وقصة حياته الشخصية ...................الخ . وما زالت عناصر التقنية النفسية وتجسيد الدور على الخشبة من الاتجاهات في تدريب الممثل، مع النفس والدور في عالم الإخراج الواقعي، لان هذه الاتجاهات تكمن أساسا في حمل الممثل ضمن الأحوال والمسببات التي تهيئ لخياله الأيمان بحقيقة المشاعر المتخيلة التي يجسد خلالها قيمة النص بما تنطبق والفكرة الأساسية المرسومة  في ذهن المؤلف، والفكرة هذه لم تأت في لمحة بصر وإنما كانت تعقبها تجربة أو أفكار قادت المؤلف لتبنيها في النص، اما الممثل الذي يبغي في هدفه تجسيدها، فان مشاعره وانفعالاته التي يحاول من خلالها الوقوف على فكرة النص ، بحاجة الى التقصي عن الأفكار التي أحاطتها ليمهد الطريق أمام وعيه نحو خلق استجابة عميقة للنص آنذاك تكون ولادة الفكرة تجسيدا لمشاعر حقيقية.
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9