مجلة الفنون المسرحية |  at الثلاثاء, أغسطس 02, 2011
| لا يوجد تعليقات
مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر
يتميز مفهوم مسرح العبث او اللامعقول بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت العبثيون هم مجموعة من الأدباء المحدثين والطليعين الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية المدمرة والويلات والدمار المادي الذي طال أوروبا فرأوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية أخلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته، فظهر مفهوم جديد في المسرح المعاصر اطلق علية مسرح اللامعقول ( العبث ) كأتجاه جديد يسعى الى التجديد والتخلص من العالم البرجوازي ومن الحضارة الآلية الجديدة محاولة وضع تفسير جديد للأنسان المعاصر وانتشالهِ من تفسخ الانظمة والقوانين التي تربطه به صلات متعددة ، (لامعقول مسرح ال: مصطلح يطلق على جماعة من الدراميين في حقبة 1950 لم يعدوا انفسهم مدرسة ولكن يبدوا انهم كانوا يشتركون في مواقف بعينها نحو ورطة الانسان في الكون وبخاصة اولئك الذين اوجز القول فيهم البير كامي في دراسته اسطورة سيزيفوس ( 1942) تشخص هذه الدراسة مصير الانسانية على انة انعدام هدف في وجود غير منسجم مع ماحولة ( وتعني صفة عن الدراميين السابقين الذين اظهروا اهتماما مشابها في اعمالهم هوأن الافكار يترك لها ان تقرر الشكل الى جانب تقرير المحتوى : فجميع ما يشبة التركيب المنطقي والربط المعقول بين فكرة وفكرة في النقاش مقبول على المستوى العقلي يترك جانبا لتحل على المسرح مكانة لامعقولية التجربة ولهذه الخطوة مزاياها وقيودها معا فقد وجد اغلب الدراميين من اصحاب اللامعقول ان من الصعب الحفاظ على امسية كاملة في المسرح بغير شيء من التوفيق ... وبحول ام 1962 يبدو في الواقع ان الحركة قد استنفذت قوتها رغم ان اثاره في تحرير المسرح التقليدي ماتزال ماثلة ) (1 ) تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين وازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى من أهم السمات العامة لمسرح العبث قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً، وعلى سبيل المثال نرى كل مسرحيات هارولد بنتر تدور أحداثها داخل غرفة، والغرفة عادة مظلمة موحشة أو باردة ورطبة ـ لا يشعر من يعيش فيها براحة ولا باستقرار ولا بأمان على الإطلاق ويظل قلقاً دوماً والغرفة وفيها يخاف من بداخلها من كل شيء خارج فهي مصدر قلق لعدم ملاءمتها وفي الوقت نفسه ملجأ حماية من مخاطر خارجية محدقة دوماً، ودور المرآة في مسرح العبث يكون دوماً أقل أهمية من دور الرجل وتكون المرآة أكثر كآبة من الرجل لما تعانيه من اضطهاد اجتماعي واضح كما ونرى الغرفة في مسرحيات يوجين يونسكو إن كان لها مفهوم آخر فهي تبعث على الاطمئنان النسبي لأنها ملجأ ضد الأخطار الخارجية ووسيلة حماية لشخصيات المسرحية، والضوء الخافت أو العتمة و الرطوبة العالية من سمات المكان في المسرح العبثي، كما أن اللغة فيها تكرار في الموقف الواحد وهذا التراكم الكمي من الأسباب يعطي مدلولات واضحة للخوف و عدم الطمأنينةوالقلق الدائم، تلك العناصر التي تؤدي إلى غياب التفريق بين الوهم والحقيقة، وتؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون.(يفرق جياري بين انواع شتى من العبثية - منهاعبثية بيكيت, وهي مثل عبثية كافكا , توجد في الخيالوتدرك ان الحالة البشرية من دون إله تواجه الخيبة, ومنها عبثية ايونيسكو واداموف وهي مغرقة في الخيال وتقرر ماتشاء حتى سارتر مضطرب : فعلى فرض ان العالم عبث وان على المرء مواجهة الحرية اللاحقة بشعور من المسؤولية الشخصية كامل, فان ذلك يعني ان الانسان السارتري يختاران يكون سيزيفوس هل يسعة اختيار ان يكون اي شيء اخر؟ انه لايقدر على ذلك حتى يتخلص من العبثية , وهو امر ليس بمقدوره لان محض التفكير بمثل هذه الامكانية يكون من باب اليقين الفاسد ,عالم بيكيت يخلو من المعنى بسبب غياب كودو , ولكن عالم ايونيسكو تشويش صرف بينما ,عالم جينيه يعني بالهوية الفردية والنفي الا جتماعي وبالمسرح كطقس ولكن ليس بالعبثية ابدا)(2) بينما (يجد ايسلن في المسرحيات جينيه حقيقة نفسية واحتجاجا اجتماعيا وسمات درامه العبث كالتخلي عن الشخصية والاثارة في سبيل حالات ذهنية والتقليل في قيمة اللغة كوسيلة في التواصل ورفض الهدف الوعظي وموضوع التغريب والعزلة والبحث عن معنى )(3)
مسرح العبث حركة قامت انعكاسا عن واقع معين ، ولذلك فأن بقائه مشروط بوجود المبرر الموضوعي له ، والعبثية المزعومة وغياب المعنى
الحقيقي للواقع الآلي المتكرر ومعنى الوضعية البشرية الذي يتغلف بالإحساس بالعزلة ، هذا المبرر الموضوعي جعل كتاب مسرح اللامعقول من امثال: بيكيت ويونسكو وارتوادموف وجان جينيه وجورج شحاته وغيرهم ، من ان يرفضوا الاسس الثقافية والسياسية للعالم البرجوازي : عالم الحروب والمنافسات الدموية واوهام المجد الكاذب وسيطرة الاشياء وشحوب الروح والعقل وانسحاق فردية الانسان في مواجهة المؤسسات القوية التي تقوم بوظائف الحكم والاستثمار وتغذية ارواح الناس وعقولهم بالخرافات أو الثقافات الكاذبة وتجنيدهم للدفاع عن مكاسب نفس المؤسسات غير الانسانية ،فاخذ مسرح العبث من تقديم صورة اكثر صدقاً للواقع من خلال استخدام الصورة الشعرية لما تتسم به من غموض وتداخل الصور الجزئية وافتراض الاشياء في غير موضعها لتجرد الواقع من اطار المألوف بأستعمالهم اسلوب التهكم والسخرية ، كونه موقفاً اخلاقياً معبراً عنه بالتمرد مستعينا بالحلم الذي هو أحد اساليب اللامعقول للنزول الى اعماق النفس البشرية ، واتخاذهم للحلم كونه يُبنىبغرائبية خاصة لا تخضع الى قوانين المنطق مثيراً بذك الاحساس بالقلق نحوالوجود لعكس ذات الانسان المعاصر،ومعظم الموضوعات التي يركزون عليها في مسرحياتهم كانت تتخذ من القلق أشكالا خيالية وأسطورية عند شخصيات هذاالمسرح ،وعادة ما تنتهي المسرحية عندما تبلغ التساؤلات الميتافيزيقية عنالانسان ،الزمن والحياة والموت ذروتها ، وكونهم لمحوا العجز التعبيري للأشكال الفنية والادبية التي كانت تخضع الى قوالب القيم والمفاهيم
الاجتماعية لذا ركزوا اهتمامهم على الذات والخيال الانساني لقد كان أول ظهور لهذه المجموعة في فرنسا في الثلاثينات من القرن العشرين وحينها قدموا نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع، فجددوا في شكل المسرحية ومضمونها. بدأ مسرح العبث ظهوره في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وبالذات في العام1953 عندما طلع علينا الفرنسي الموطن والإيرلندي
الأصل صاموئيل بيكيت (1906-1989 بمسرحية سماها ( Waiting for Godotفي انتظار غودو) اتسمت بغموض الفكرة وعدم وجود عقده تقليدية، وانعدام الحل لما عرضته المسرحية فكانت رمزية مبهمة للغاية ولوحظ قله عدد المسرحيين الذين مثلوها وكان الزمان والمكان محدودين تقريباً وتركت المسرحية سؤالاً طالما رواد النقاد البحث عن توفي صامئيل بيكيت عام 1989م تاركاً وراءه
الكثير من الحديث والجدل عن غودو.من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ وحتى هذه اللحظة فإن الجدلالسائد بين النقاد هو أن غودو لن يصل. لقد ترك صاموئيل بيكيت خلفه ظاهرة
أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل أسمها العبث أو اللامعقول، وكان رائد هذه الجماعة التي ثارت على كل ما هو مألوف سائرة في طريق العبث دون اهتمام بعامل الزمن لم يكن العبثيون في واقع أمرهم مدرسة أو جماعة وإنما مجموعة من المفكرين والكتاب غلبت على مشاعرهم وأحاسيسهم صفات تشابهت وظهرت في كل كتاباتهم الأدبية خاصة في المسرحية منها. لقد جاء تمرد العبثيين على المدرسة التقليدية العريقة التي أرسى قواعدها أرسطو حينما واضع أسس النقد الأدبي للمسرحية الجيدة ومحدد عناصر نجاحها في ثلاثة هي: الزمان والمكان والحدث. العبثيون بدورهم ضربوا عرض الحائط بأرسطو وكتاباته ومنهجه وكل تاريخ المسرح، فتنكروا للعناصر الثلاثة المذكورة وقرروا أن تكون كتاباتهم
في مكان محدود جداً كشجرة (مسرحية في انتظار غودو) أو كغرفة (مسرحية تاالغرفة) أو كرسي (كمسرحية الكراسي)، وجعلوا عنصر الزمن غير ذي أهمية تذكر أما العقدة أو الحدث فلم يجعلوا لها وجوداً في مسرحياتهم. وإضافة إلى ذلك فقد عادوا بالمسرحية الفصل الواحد و العدد المحدود من الشخصيات. أهم ما في مسرح العبث بعيداً عن الزمان والمكان والحبكة هو الحوار لكن ذلك الحوار كان غامضاً مبهماً مبتوراً تعوزه الموضوعية والترابط والتجانس. كل شخوص المسرحية تتحدث دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر! ولا من توصيل رسالته للآخر. الحوار دائماً مبتور ولا تستطيع الشخصيات توصيل رسائلها، وقد بالغ كتاب العبث فجعلوا بعض الشخصيات تتكلم ربما كلمة أو كلمتين عند نهاية المسرحية تلخص السخط العام والغضب الشديد، ثم يصل بنا هارولد بنتر إلى ما هو أصعب من ذلك فنراه يقدم لنا شخصية الأخرس كشخصية رئيسية في
مسرحية حملت اسمه (النادل الأخرس). تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة و كوميديا المخاطر و مسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين زمنها على سبيل المثال السريالية، وهي حركة أدبية فنية عبرت بقوة عن غضب الشباب من التقاليد السائدة في تلك الفترة، ثم حركة الشباب الغاضب وهي أيضاً حركة فنية أدبية يدل اسمها على الكثير من طريقة تفكير أصحابها بل ومن اشهر مسرحياتهم (أنظر خلفك في غضب) تعبيراً عن غضبهم من الحروب العالمية ونتائجها غير الإنسانية. لقد ازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال ، وما خلفته من القتلى و الجرحى والدمار. ازدهر العبثيون في الخمسينات من القرن العشرين وبدت مسرحياتهم للقاري العادي وكأنها بلا خطة، وبلا هدف، كما أن نهاياتها غير واضحة المعالم وغير محددة وتعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير الإنسانية غير معروف، ولا هدف له، وتجدر الإشارة إلى أن رائد العبثيين صامؤيل بيكيت حاز على جائزة نوبل للآداب لما قدمه من جديد في عالم الأدب، ومن أبرز كتاب العبث يوجين يونيسكو البلغاري الذي مثل بيكيت كتب بالفرنسية، وآرثر أداموف الروسي، وجان جينيه الفرنسي ثم هارولد بنتر الإنجليزي ثم هناك زميل ثان تمثل في سمبسون الإنجليزي وادوارد البي الأمريكي وتوم ستوبارد الإنجليزي وهم أصحاب الأفكار التي تقرر الشكل والمحتوي في المسرحية. ويعتبر الكاتب الفرنسي الايرلندي الاصل ( صموئيل بيكيت 1906-1989 ) من رواد مسرح العبث واللامعقول لما يمتاز بإثارة الخيال وبلغة درامية اتصفت بالتشدق باللغة وفقدان المنطقية في لعلاقة بين الشخصيات وأستعمال الأصوات ذات الغير معنى والإكثار من استعمال الصمت ، بل أن الشك في قدرة الكلمة على التعبير قد جعل بكيت يستعيض عن بعض الكلمات بالايحاء الحركي الصامت ، ويعتمد بكيت في مسرحه على روئ العقل الباطن ومنطقية الحلم وامتازت شخصياته باللامعقولية والسوداوية والتشاؤمية وخلق جو جنائزي بائس كثيراً ما تتخلله لحظات طويلة من الصمت ، وكون الشخصيات أغلبها من المتشردين والتعساء كما تخلو مسرحيات بيكيت من
الأزمة الدرامية التي ينتظر المتفرج إنفراجها ، ومن مسرحياته ( في أنتظار كودو 1952م ) ، ( لعبة النهاية 1957م ) ، ( الشريط الاخير 1958م ) و ( الايام السعيدة 1961م ) ومن رواد مسرح العبث واللامعقول يوجين يونسكو (
1912 _1969 )الذي كانت موضوعات مسرحياته تتسم بعزلة الانسان وانهيار أسس التفكير البشري ، وبلغت لغته الدرامية أحيانا حدود اللامعنى فهي تتكون من التناقض اللغوي وتكرار المفردات ، وتتحول شخصياته الى الآت خاوية ، ومن مسرحياته ( المغنية الصلعاء _ 1948م )، ( الدرس _ 1951م ) و ( قاتل بلا
أجر 1959 م) .ومن الكتاب الآخرين ( جان جينيه ) ( 1910_ 1972م ) والذي امتاز أسلوبه بكشف عناصر الزيف والتصنع وإثارة موضوعات الشذوذ الجنسي (ان ( جان جينية ) الذي تقترب مسرحياته اكثر من غيره من ( مسرح القسوه ) يعتقد بانه كلما استطاع ان يبحث عن بعض طموحات الناس , فانه يجدها في ذلك الامر ( السيئ ) وكلما اراد البحث عن المعنى في انجاز مشهد ما , فانه يجده في ( الجريمة ) , لان ( السوء ) ينفرد في عالمنا هذا كأثمن شىء فيه اللص ( اليوفرانك ) في مسرحية ( تحت المراقبة ) يقتل ( موريس ) في السجن , لينقذ نفسه , ان القتلة والشاذين والمعتوهين , والمجانين , يتناسلون في عالم جينيه)(5) ومن مسرحياته (الخادمتان _ 1974م ) ، الشُرفة _ 1965م ) و ( السود _ 1959م ) . وكذلك الكاتب الروسي ارتوادموف ( 1908_ 1970م ) الذي تحول فيما بعد الى الالتزام بالمسرح السياسي والأجتماعي ومسرحياته في مسرح العبث واللامعقول لا تقود طبيعتها الدرامية الى أية لحظة حاسمة وشخصياته التي تتحول الى رموز ومن
مسرحياته ( الخدعة 1947 م ) ، ( الغزو 1949م ) ومن الكتاب الآخرين اللبناني ( جورج شحاته ) الذي كتب ( السيد بولو 1951م ) و ( غصة فاسكو _1956م )وآخرين أمثال هارولد بنتر يعتبر مسرح العبث مهماً للغاية عند الأوروبيون لأنه يعكس واقعهم الاجتماعي
المؤلم، ومن أهم المشكلات التي يعرض لها، معضلة الفردية، فالأوروبي يعيش رغم حضارته المادية والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني من فرديته وانعزاليته نتيجة لعدم قدرته على بناء علاقات إنسانية اجتماعية أساسية ورصينة مع الآخرين. على أي حال فما زال هناك من النقاد من يعتقد بأن مسرح اللامعقول
يتجه نحو حبكة واضحة المعالم، وأنه إذا أريد لهذا المسرح أن يكون شيئاًً فلا بد له من الخروج من دائرة اللاشيء متجها نحو مواضيع فنية وسياسية وأدبية واجتماعية ودينية أكثر وضوحاً لكن المهم هنا هو أنه إذا ما غير مسرح العبث توجهاته وشكله ومضمونه فانه سينتهي كفكرة ومضمون ومغزى. أهم ما
قدمه لنا هذا اللون الجديد من الدراما هو دراسة نفسية وفكرية لأوروبا الحديثة وانعزالية الإنسان فيها، وأعتبر النقاد مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار غودو) أفضل مسرحية كتبت في القرن العشرين .
الهوامش
(1) موسوعة المصطلح النقدي - المجلد الأول - ص523-ص524
ترجمة د.عبد الواحد لؤلؤة - أصدار دار الرشيد للنشر - العراق - 1982
(2)نفس المصدر ص659
(3)نفس المصدر ص642-ص643
(4) كتاب ماوراء النقد الثقافي ص 21 - مجموعة من المباحث المترجمة - ترجمة أ. د .عقيل مهدي يوسف - أصدار مكتبة المصادر بغداد 2010
مجلة الفنون المسرحية |  at الأربعاء, يوليو 13, 2011
| لا يوجد تعليقات
الإنسان المعاصر مثل بطل غوته، كلاهما يواجه المأزق نفسه: على هذه الفرضيّة بنى جوهان دوسبورخ قراءته الإخراجيّة الخاصة للنصّ الشهير... رحلة البحث عن مفيستو القابع فينا
بعد حوالى ربع قرن على عرضها في هولندا بمبادرة من فرقة «آبل»، ما هي الإضافة التي حقّقتها «فرقة المسرح الوطني الهولندي» في تقديم مسرحية «فاوست»؟ وما سرّ الاهتمام الكبير الذي جعل البطاقات تنفد منذ اليوم الأوّل؟
المسرحية الذي تستمرّ عروضها حتى 24 نيسان (أبريل) في أفخم مسارح أمستردام ولاهاي وروتردام، تمثّل هذه الأيام الحدث الأول على الساحة الثقافية في هولندا. مخرجها جوهان دوسبورخ سعى إلى التركيز على المشترك بين فاوست والإنسان المعاصر من هموم وهواجس. يقول: «مسرحية «فاوست» تتناول الصراع من أجل الأفضل، تتمحور حول سؤال: هل أنت راض عن نفسك؟ وهي أيضاً عن الصراع الذي نخوضه ضد الشيطان فينا. وهو صراع مظلم تارة، ومضحك طوراً».
في هذه القراءة لرائعة غوته، يقف فاوست بعيداً عن التساؤلات المصيرية حول المعرفة وإخفاقها في الكشف عن الجوهري في الوجود الإنساني. لا يتعلّق الأمر بتحقيق الذات ولا بالسعي إلى الكمال، بقدر ما يتعلّق بالسعي إلى بلوغ أعلى مستويات الشهوة. من هذا المنظور، نقرأ الارتباك الواضح في سلوك بطلنا الذي يعكس جشعه وشهوته. لا المعرفة ولا العقد الذي وقّعه فاوست مع (الشيطان) مفيستو، سيخلّصانه من القلق، علماً بأنّ الممثل الهولندي جاب سبيجكرز كان بارعاً في تجسيد شخصية قلقة تحاول الاحتفظ بمقدار من القيم، فيما تسعى إلى الانخراط في الأفعال الشريرة... فالشر لا ضمير له حسب مفيستو. كثيرون هم النقاد الذين رأوا أنّ غوته عكس في رائعته جانباً من المآسي الضرورية لدخول عصر الحداثة. وبذلك، برروا الظلم الذي تعرضت له البشرية، باعتباره ضرورياً للانتقال الى عصر جديد. وهذا الرأي النقدي في «فاوست» يقطع الطريق أمام أي حداثة إنسانية. لكن النسخة الحاليّة لم تتوقّف عند هذه النقطة، بل ركّزت على العنصر الفردي لشخصية فاوست، بعيداً عن التأويلات التي تقرأ غوته في ضوء عصرَي التنوير، والحداثة. هذا الخيار الإخراجي جنّب العرض تقديم مرافعة عن المشروع الحداثي.
قراءة معاصرة
بعد 26 عاماً على آخر عرض شاهده الهولنديون لمسرحية «فاوست» من تقديم فرقة Appeltheater، ارتأت «فرقة المسرح الوطني الهولندي» اعتماد ترجمة خاصة بالعمل، الى اللغة الهولندية. في النسخة الجديدة، لم تأت الشخصيات كلاسيكية في لغتها ولا في الأشياء التي تحملها.
لم يعد فاوست أسير الصورة النمطيّة الرائجة التي تقدّمه بالضرورة على فرسه، بل بات هنا شخصية عصرية، ما سهّل عملية ارتباطه بالجمهور. وفي هذه النقطة تحديداً، يرى المخرج جوهان دوسبورخ أنّ هناك تفاصيل عدّة ميّزت النسخة الجديدة من «فاوست»، مقارنة بالقراءات الإخراجيّة المختلفة لهذا النصّ الذي يعدّ أحد أصعب النصوص تجسيداً في تاريخ المسرح الحديث نظراً إلى التحديات الكثيرة التي يفرضها.
الترجمة والديكور
تمثّل الترجمة العصرية أحد عوامل نجاح النسخة الهولندية الجديدة من «فاوست». «في هذه النسخة، نحن إزاء فاوست عصري بلغة عصرية، يقول مصمم الديكور توم سخينك. وقد جاء ديكور العرض مختلفاً. المكان على هيئة ممرّ طويل يتوزع جزء من الجمهور على يمينه ويساره، فيما هناك صناديق حديدية مزوّدة بمرايا متحركة تعين مفيستو في ظهوره المباغت. وفي الخلفية، نرى منصة خشبية من ثلاث طبقات تسع لأكثر من 100 متفرج مزودة بشاشات تقدم للجمهور أكثر من زاوية للعرض. وقد كان المشهد الذي يتعقب فيه مفيستو العاشقة مارغريت في أشد لحظاتها تعاسة، من أروع مشاهد المسرحية بالنسبة إلى الجمهور في خلفية الصالة. إذ تسنّى له مشاهدة الإيقاع الذي يوحّد الخطوات البطيئة لمفيستو ومارغريت من زاوية أمامية عبر الشاشات ومن زاوية خلفية عبر الرؤية المباشرة.
محمد الأمين - أمستردام
الأخبار -ادب وفنون العدد ١٣٥٨
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, يوليو 11, 2011
| لا يوجد تعليقات
الكاتب المسرحي الاسترالي رون اليشا يحول اسانج ومسار ويكيليكس مسرحية "جرذ من الفولاذ المقاوم للصدأ"
تحولت قصة جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الى مسرحية. وجاءت المبادرة من الكاتب المسرحي الاسترالي رون اليشا تعتبر مسرحية "جرذ من الفولاذ المقاوم للصدأ" التي تُعرض حاليا على مسرح سيمور سنتر في مدينة سدني ولغاية 17 تموز/يوليو "سجالا كوميديا" أو ابتكارا مسرحيا لاستكشاف القوى المحتشدة الى جانب اسانج والمعبأة ضده بعدما تجاسر على النظام العالمي ومهندسيه الكبار. وتتوقف المسرحية عند مواطن الضعف البشري التي كلفت اسانج غاليا وتشحذ اذهان الحاضرين لاتخاذ موقف بين من يرون ان ويكيليكس وما هتكته من أسرارقوة من أجل الخير، ومن يرون عكس ذلك. تبدأ المسرحية، كما هو محتوم عليها، بمشهد جنسي. وعلى مسرح معتم تتخلل حركات الرجل آهات مشبوبة بالعاطفة يطلقها العشيقان اللذان لا يرى المشاهد
وجههما لكنه يعرف ان احدهما اسانج. والعشيقة امرأة سويدية. الزمن آب/اغسطس 2010 والمكان استوكهولم. ومن العتمة ينبثق موقع لتصوير فيلم سينمائي يكتظ بأجهزة الإنارة والكاميرات ومعدات الاخراج والاكسسوارات المألوفة. وفي الوسط ممثلان يتجادلان حول المشهد الجنسي. هكذا اختار الكاتب ان تدور احداث المسرحية على موقع لتصوير فيلم سينمائي. ويقوم الممثلون بأدوار اشخاص حقيقيين بينهم اسانج وزعماء دول ومحامو الدفاع عن مؤسس ويكيليكس. ويقول الناقد اليسون رورك ان هذه طريقة تتيح السجال على المسرح حول ما إذا كانت المعلومات التي تُضخ للرأي العام عن جوليان اسانج حقيقة أو فبركة. ونقلت صحيفة الغارديان عن اليشا الذي يعيش في ملبورن ويعمل طبيبا في النهار انه كتب مسرحية "جرذ من فولاذ مقاوم للصدأ" بهذا الشكل لأنه عندما أنجز كتابتها في شباط/فبراير لم يُنشر الكثير عن اسانج في الاعلام المطبوع، وكل شيء عنه كان يُبث عبر الانترنت وكان من الصعب التمييز بين الصدق والكذب فيما يُقال. ومن المشاكل التي اصطدم بها اليشا ومخرج مسرحيته واين هاريسون ظهور زعماء دول على المسرح. فالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يريد منح اسانج جائزة نوبل لفضحه اسرار اميركا يُصوَّر اوليغارشيا روسيا متجبرا. وفي حين ان الجانب الكوميدي من المسرحية يتحمل مثل هذا التصوير فانه يبدو اقرب الى فلاديمير بوتين منه الى ميدفيديف. ويُصور باراك اوباما الذي يريد وضع اسانج وراء القضبان، سياسيا ساذجا وعدوانيا. ويبدو ان الكوميديا المبالغ بها الى حد الكاريكاتير أبعدت شخصية الرئيس الاميركي عن المصداقية. ولا تظهر شخصية اسانج على المسرح إلا بعد ساعة من العرض. وحين يظهر يقول الناقد رورك ان الممثل دارن ويلر يخفق في إيصال الجانب الانطوائي في اسانج الحقيقي ولكن ويلر يلهب المسرح لاحقا بسورات من غضب اسانج. من اسباب نجاح المسرحية انها تتناول اشخاصا حقيقيين، أو ما يسميه المخرج "مسرح اللحظة الراهنة". ويعني هذا ان الكوميديا التي تزخر بها مقاطع من العمل الى حد كانت جدران المسرحية ترتج احيانا من شدة الضحك، تمد المسرحية بحيوية متجددة وجاذبية قوية.
تُقلى جمل اليشا المعبرة رغم تكثيفها في عبارات قاطعة، بتوقيت رائع. وفي احد المشاهد يكون اسانج نزيل السجن نفسه الذي أُرسل اليه اوسكار وايلد في لندن. ويقول شخصية اسانج "ان هذه الزنزانة محجوزة للأشخاص الذين تعاملوا بتهور مع اعضائهم التناسلية". يستغرق وقت المسرحية نحو ساعتين ونصف الساعة ولعل النص حُشي بالكثير من التفاصيل عن حياة اسانج، مثل عدد المدارس التي تعلم فيها ومعركته المديدة من اجل حضانة ابنه. ولم يغفل النص المرور على زعل اسانج مع صحيفتي الغارديان ونيويورك تايمز. لكن نصف الساعة الأخير من المسرحية مكرس للسجال حول ويكيليكس وما إذا كان الموقع قوة من اجل الخير أو من اجل الشر.
لا يصدر حكم في ختام المسرحية سوى ان اسانج كان مؤمنا بما فعله مع رفاقه، بصرف النظر عن الثمن.
مجلة الفنون المسرحية |  at الاثنين, يوليو 04, 2011
| لا يوجد تعليقات
كيفين سبيسي يقوم بتجسيد شخصية "ريتشارد الثالث"
حاز النجم الأمريكي الممثل كيفين سبيسي على إعجاب النقاد بعد تجسيده شخصية الملك ريتشارد الثالث في المسرحية التي كتبها الأديب الانجليزي الشهير وليام شكسبير على مسرح أولد فيك في لندن.
وظهر سبيسي الحائزعلى جائزة أوسكار على خشبة المسرح متقمصا دور ريتشارد الثالث واضعا ساقه في قوس معدني متكئا على عصا للمشي.
وجمعت المسرحية شمل سبيسي مع المخرج الشهير سام منديز الذي أخرج فيلم الجمال الأمريكي والذي حصل من خلاله سبيسي على جائزة الأوسكار عام 1999 لأفضل ممثل.
وأثني الناقد المسرحي بصحيفة الغارديان البريطانية مايكل بيلينغتون على أداء سبيسي ووصفه بأنه " أداء قوي مركز".
وأضاف بيلينغتون قائلا " سام مينديز قدم عملا واضحا بشكل جميل عندما أعاد عرض المسرحية برؤية معاصرة أظهر فيها شخصية بطل الرواية الأصلية مركبة ومستبدة".
وتلقي المسرحية بنسختها المعاصرة الضوء على الأنظمة الدكتاتورية في الوقت الحالي.
وكما يشير جيمس وودال في مقاله على موقع " ارتس ديسك" للفنون "منديز قدم قراءة للنص امتازن بالاتقان بصريا وصوتيا فقد ظهر ريتشارد الثالث محاطا بخادمين وأشباح غير ملائمين وذلك في إشارة للوضع في ليبيا".
وبدأ سبيسي العرض وحده على المسرح وهو يشاهد لقطات من تلفزيون قديم ويرتدي قبعة عيد الميلاد.
وظهرت شخصية ريتشارد الثالث في كثير من الأحيان مسلطا عليها إضاءة بشكل صارخ لتشكل عددا من الظلال تعكس ظهره المشوه.
ووصف بول تايلور من صحيفة الاندبندنت المسرحية بأنها "وخزة في العمود الفقري".
وقال تايلور " مضي 12 عاما حتى جمع عمل فني بين سبيسي ومنديز" مضيفا "الرؤية المعاصرة التي قدمها منديز لمسرحية ريتشارد الثالث كانت تستحق الانتظار".
وشارك في العمل عدد من الممثلين حتى قامت الممثلة هايدن غوين بدور الملكة اليزابيث وجيما جونز في دور الملكة مارغريت بينما جسد جاك اليس شخصية هاستينغز.
وتأتي مسرحية ريتشارد الثالث في إطار الموسم الثالث والأخير من مبادرة " بريدج بروجكت" وهي مبادرة تجمع الفنانين البريطانيين والأمريكيين لتقديم أعمال مسرحية كلاسيكية.
مجلة الفنون المسرحية |  at الخميس, يونيو 30, 2011
| لا يوجد تعليقات
"عشق المسرح" دراسات نقدية
عن منشورات دار التوحيدي للنشر والتوزيع، صدر للباحث المغربي عبدالواحد ابن ياسر كتاب "عشق المسرح" يقع الكتاب في 188 صفحة، ويضم مساهمات ومتابعات نقدية مختارة تتراوح بين الدراسة النظرية والمقالة والمواكبة والسجال النقدي وتمتد مواده على حقبة تعادل ثلاثة عقود من الزمن 1978ـ2009 تشكل أقوى اللحظات الفكرية والإبداعية في مسيرة المسرح المغربي .
ويتوقف الأستاذ الباحث في المسرح والسينما والنقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض وصاحب كتاب "حياة التراجيديا، في فلسفة الجنس التراجيدي وشعريته" و "المأساة والرؤية المأساوية في المسرح العربي الحديث"، عند عشق المسرح بكل ما يحتمله من طوباوية وحنين وعناد، آخر موقع للصمود في وجه كل آفات مسرحنا المغتال في المهد. فالمسرح ليس تقليدا في حقلنا الثقافي كما أنه ليس ممارسة اجتماعية راسخة في حياتنا اليومية ولأن للمسرح أهمية بل وخطورة في الحقل الرمزي أونطلوجيا وسياسيا، فإنه يواجه الكثير من أشكال المقاومة والممانعة الشعورية واللاشعورية لذلك يبقى مسرحنا بعد مضي عقود على نشأته في طور الحالة أو العرض.
يمثل كتاب الباحث عبدالواحد ابن ياسر وقفة تعيد قراءة أقوى اللحظات الفكرية والإبداعية في مسيرة المسرح المغربي كما يشكل الكتاب باشتغالاته النظرية تفكير نقدي وحصيلة تفكير نظري على بعض نظريات الفن المسرحي وتجارب من منجزه الإبداعي في الشرق والغرب.
مجلة الفنون المسرحية |  at الثلاثاء, يونيو 28, 2011
| لا يوجد تعليقات
تعتبر الموسيقى والمؤثرات الصوتية من العناصر الفنية المكملة للأيقاع الصوتي في العرض المسرحي ,حيث تسهم في عطاء الجو المناسب والمؤثر للحدث المسرحي بما يحتاجه من موسيقى واصوات لأحداث وأفعال كثيرة كأصوات الحيوانات ,وأصوات الطبيعة مثل الرياح والمطر والعواصف, وأصوات المكائن وهي كثيرة جدا ,وكذلك أعطاء الموسيقى المناسبة للحدث المسرحي من فرح وحزن وحب وامل وغيرها ,وبما أن المسرح يمتلك خصوصية في تقديم الموسيقى والمؤثرات المناسبة فيجب ان تكون فيها من الحرفة الفنية الكثير ,والتي تتمثل في أستخدام أجهزة خاصة تسمى أجهزة الصوت وهي على نوعين والنوع الأول يوضع في غرفة السيطرة ويسمى مكسر الصوت ,اضافة الى اجهزة التسجيل والبث وهي مختلفة منها المسجل او الكرام (بالأسطوانه),أو اللابتوب ,اضافة الى مضخمات الصوت (امبلي فير)والنوع الثاني يوضع على خشبة المسرح أو صالة المشاهدين وتمثل مكبرات الصوت وهي مختلفة الأشكال والتصاميم والقوة الصوتية وتكون مرتبطة بغرفة السيطرة .ومن المؤثرات المهمة ,صوت الأجراس ,صوت الأنفجارات , الزجاج المحطم ,الأمطار والبرق والرعد ,منبه السيارة ,اصوات المحركات ,الأمواج ,ألرياح ,الأنهيارات ,اصوات الطيور والحيوانات ,اصوات الصراخ والبكاء,وغيرها كثير.
مجلة الفنون المسرحية |  at الأحد, يونيو 26, 2011
| لا يوجد تعليقات
بتول كاظم مخرجة مسرحية" الرحيل"
كتبت نقد مسرحية (الرحيل) ومسرحية (بطل من الماضي) قبل خمس سنوات ولم أقوم بنشرهما في ذلك الوقت :
عام 2006 كانت الظروف صعبة والعمليات الارهابية في بغداد تزداد شراسة والتي لم ترحم احدا , ورغم تلك الظروف لم تتوقف عملية التقدم والأبداع في العراق الجديد فالمسرح الجاد في كلية الفنون الجميلة هو مسرح تثقيفي لاثراء الحياة والخبرة والفكر الانساني والألتزام بالأجادة والأتقان لفن المسرح والألتزام بصدق التجرية التي يقدمها العرض المسرحي وسط هذه الظروف قدمت في قسم الفنون المسرحية بغداد مسرحية ( الرحيل ) من اعداد واخراج الطالبة المخرجة بتول كاظم في تجربة مسرحية متواضعة تخترق فيها الطالبة المخرجة بتول كاظم سكون المسرح لتشعل شمعة نور في قسم الفنون المسرحية حيث قدمت عرضا مسرحيا أعدادا وأخراجا وتمثيلا , تناولت فية جوانب مهمة من الظروف الصعبة للحياة الانسانية التي يمر بها الشعب العراقي وخاصة المرأة الأم التي قدمت التضحيات وفي كل ماعندها واصفة المرأة من خلال دفاعها الانساني عن انسانيتها من خلال الصرخة ضد التراكمات التي حدثت بسبب الحروب وفقدانها الاعزاء من حولها , وقد كانت المرأة في المسرحية التي ادت دورها ( بتول كاظم )هي الانسانة الممتلئة تضحية وحنانا وحبا وصدقا وقد ضحت بكل مقومات الحياة الانسانية من خلال فقدانها الزوج والأم والأب والأخت والأخوان , فكانت المرأة تعيش كابوس التحدي ومعاناة الألم وسط مقبرة تضم رفات احبائها الذين فقدوا ,ورمزت المخرجة للقبور بأكوام من الحصى ويستمر العرض المسرحي وتبقي المرأة تعيش من اجل الأمل ونبذ العنف والقوة والصرخة بوجة الارهاب لكن الارادة الشريرة الممتلئة حقدا والمتمثلة بالشخص الشريرالذي ادى دورة في المسرحية ( فكرت سالم) ,هذة الارادة الشريرة المتمثلة حقدا والتي تقتل وترهب وتدمر كل شئ جميل قامت بخطف وقتل الأمل والحياة المتمثلة بالمرأة ورحيلها الى العالم الآخر.
ولكن الأمل يبزع من جديد على ايدي نساء اخريات يظهرن من جديد في المسرحية وقد كان اداء الممثلة ( بتول كاظم ) لشخصية المرأة اداءا ضعيفا حيث الأرباك بدأ واضحا عليها والحركة كانت تفتقد الى دافع الفعل ورد الفعل, حيث ان الموقف الذي يتطلب حركة مستقيمة او حركة منحنية او حركة متعرجة او حركة دائرية يتم بحركات تصدربصورة عشوانية مفتفرة الى العلمية في لاداء المسرحي مما أدى الى تعبير جسدي مرتبك في الفضاء المسرحي أدى الى ضعف في الايقاع الخاص بالعرض المسرحي .
وقد ارتبط العرض المسرحي بمجموعة من الثنائيات ارتباطا واضحا بثنائية القدرة – الحكمة اذ تتسع المواقف ويتسع مجال الصراع النفسي للمراة الذي خدم العرض ويستمر العرض المسرحي بتجاه محور الضعف القوة في مقابل محور القوة - الضعف وقد حاولت المخرجة ان تقيم صرام في نفس المرأة وهذا الصراع النفسي ادى معناه في العرض المسرحي رغم ضعف الأداء للممثلة فحاولت المخرجة ان تقيم صراعا في نفس المرأة وهذا الصراع النفسى ادى معناه في العرض المسرحي رغم ضعف الاداء للممثلة فحاولت المخرحة ان تفيد من التشويق في الحركة والوصف لتصوير سطوة القدرة في النفس الانسانية من خلال تعميق فكرة الصراع بالتأمل وضرب الامثلة علي الحركة الدرامة المتواترة فتشتغل حركة الجسد مع شعور العاطفة والحس الداخلي أعطى هذا المنظر مجالا للتأمل الفلسفي الذي خدم العرض المسرحي .
اما ديكور المسرحية كان متواضعا وتمت الافادة منكان العرض وهو باحة قسم الفنون المسرحية كالدرج الذي يؤدي ياتجاهين يمين ويسار والباب الخارجي ,وكذلك وجود أكوام من الحصى والتي ترمز الى القبور ,واما الأزياء فقد كانت ملابس سوداء متلانمة مع مجريات الحدث المسرحي
واما المؤثرات الصوتية ل (( محمد مؤيد)) فقد كانت منسجمة مع أحداث المسرحية, وساعدت في ضبط ايقاع المسرحية واما الأضاءة فقد كانت غير مفعلة في العرض المسرحي حبث تم العرض علي الاضاءة الطبيعية حيث كان بأمكان المخرجة استخدام اضاءة ملونة تتوافق مع الأحداث والصراع النفسي الذي تعيشة المرأة في المسرحية واما الجمهور المسرحي فقد كان متحمسا ومتلهفا في متابعة العرض المسرحي فقد كان صدى العرض المسرحي طيبا.
نقد مسرحية (بطل من الماضي )
واما المسرحيةالثانية والتي قدمت في نفس عام 2006 في كلية الفنون الجملية قسم الفنون المسرحية بغداد ,مسرحية (( بطل من الماضي )) اعداد واخراج الطالبة المطبقة ثائرة عبد الحسين معدة عن مسرحية (( ورود حمراء للشعر الابيض )) للكاتب المسرحي السوري وليد اخلاصي .وقد وكان اعداد المسرحية مشروعا ومبررا لسبب انها حاولت اعطاء المسرحية هوية عراقية تخدم وعينا المسرحي ومن نقطة جديدة ورؤية واضحة فالنجاح كلل المحاولة وقد بدأ عبر العرض المسرحي عن كشفه الجوانب الثقافية للمسرح ليدخل عرض المسرحية الى صلب الاحداث بغتة ودفعة واحدة دون تمهيد او كشف لخلفية الاحداث مما جعل الجمهورامام الحدث وجها لوجه
حيث الاحتفال السنوي بيوم المسرح العالمي فيقوم مدير المسرح الذي ادى دورة الفنان المسرحي ( خضير أبو العباس ), بالتاكيد وحث الممثل الذي ادى دورة ( خالد علي) على تهيئة القاعة للاحتفال بيوم المسرح ,وكيف ان الممثل يحاول التمثيل من خلال كيفية القاء كلمة الاحتفال بيوم المسرح ثم يبدا بالأرتباك والنسيان ودخوله في عالمة الخاص المتمثل بمجدة المسرحي وكبف انه قدم عروضا مسرحية مؤكدا علي ماضية البطولي في المسرح ومن خصائص المخرجة المعدة انها سارعت الى الكشف مما يحسب قصورا في المسرحية وشخصية الممثل مصممة بوضوح لاظهار ذاباته وهمومه مما يجعلنا مشفقين عليه مما اصابه من خيبة واخفاق في يوم الاحتفال بعيد المسرح ,ونتيجة لذلك شعرنا باسف عميق على ذلك الممثل الكبير وتعاطفنا الشديد معه لانه كان ضحية خائبة من ضحايا نكة حقيقية استغلها أنسانا ممثلا من طبقة وضيعة وأي اهانة يرغبون بالصاقها به لالسبب ألاابتغاء مجرد الضحك منه .
ان محاولة الاعداد والمعالجة الأخراجية قد احتوى على فكرة جميلة والتي شكلت محورا رئيسيا تلتقي حولة احداث المسرحية فهناك مسرحية داخل مسرحية وقد كان تصور المخرجة مبدعا لوضعية التمثيل داخل التمثيل في المسرحية بما فيها من شخوص.
وكسبت المسرحية الجمهور المسرحي بمفهومة العريض ونجح العرض في اهميتة في توحيد الجمهور فقد كان الجو العام للعرض جميلا وقد طرح العرض المسرحي تساؤلات جمالية بالغة الاهمية فيما يخص الفضاء المسرحي وفرض تفكيرا مزدوجا يليق يجمالية المكان المسرحي وبالعلاقة التي تحددها جمالية المكان وخلق الجو النفسي العام وبين الجمهور والعرض , وقد مزج العرض المسرحي اتجاهات متعددة تتراوح بين الرمزية والتعبيرية لترجيح وزن وهوية الممثل الفكرية والثقاقية من خلال المشاهد المسرحية التي تميزت بأدائها الرائع وسرعة أيقاعها وتعميقا للمتعة الثقافية والتقافا على الملل الذي قد يقع به الجمهور المسرحي.
وبالنسبة للديكور المسرحي فقد أضافة دفعة قوية للعرض المسرحي وعلى مستويات عدة وشحن الحركة بالصورة الدرامية حيث أتتشار صور الفنانين العراقيين لفترات مختلفة من تاريخ المسرح العراقي مع وجود مصطبة وسط المسرح مع عدد من الجرائد موزعة على خشبة المسرح وكذلك وجود لوحة خط عليها (( الاحتفال السنوي ليوم المسرح ) ووجود واكسوارات مختلفة متعلقة بالفن المسرحي .
واما المؤثرات الصوتية فقد كانت ذو تأثير كبير في نجاح العرض وضبط ايقاعة ,واما الاضاءة فكانت لها مدلوتها المؤثرة في العرض المسرحي حيث تميزت بالالوان الاحمر والأزرق والأصفر لخلق الصور الجمالية وتأكيد الجو النفسي العام للعرض المسرحي وأما الأزياء فقد كانت موجودة ومنتشرة على المسرح ولفترات تاريخية وفد استعمل منها زي العمال الذي ارتداه الممثل في بداية المسرحية وكذلك استعمال العباءة من قبل الممثل ومن ثم ارتدئ زي كلكامش لاضفاء صيغة ربط الماضي بالحاضر .واما المجموعة فقد كانت ترتدي ملابس سوداء . واخيرا مبروك لكادر المسرحية النجاح ولقسم الفنون المسرحية المزيد من العروض المسرحية الناجحة التي تسهم في ابداع وتطور المسرح العراقي.
مجلة الفنون المسرحية |  at الجمعة, يونيو 24, 2011
| لا يوجد تعليقات
كتاب «رؤى في المسرح العالمي والعربي» تأليف رياض عصمت كتاب رائع ويعتبر مصدرا كبيرا للدارسين والأكاديمين وطلبة الفن المسرحي يتناول ويؤكد فيه مؤلفه أن وسائل الاتصال التي وصلت إلى عصر الفضاء والديجيتال والسينما والتلفزيون كلها مجتمعة زادت المسرح تطوراً وأكسبته شباباً وحيوية وأن المسرح أعرق الفنون الدرامية لم يذوب ويتلاشَى كما أعتقد كثيرون حين اخترعت السينما في أواخر القرن التاسع عشر ويقول رياض عصمت أن المسرح في الوقت الراهن «لا يقارن في مجال الأحوال من ناحية الانتشار الجماهيري بأضعف قناة تلفزيونية بثاً» إنه في الواقع يؤثر في العمق ولعل السينما هي توءم المسرح في كونها تعبيراً بغرض التأثير سواء كان التأثير المنشود ذهنياً أم عاطفياً.
ثم يتناول المراحل التي من المفترض أن يمر بها المؤلف من «الوعي النمطي» و«البناء» و«التوتر والتشويق» و«الصراع» و«رسم الشخصيات» ثم «الحوار» ثم يورد مقارنة بين المسرح الدرامي والمسرح السردي- الملحمي. ويقول رياض عصمت: إن معظم المهرجانات الفنية العربية اليوم تهتم بالغناء والطرب والرقص الشعبي «أي إنها احتفالات تكاد تخلو كلياً من المضمون تنأى عن فن المسرح واستلهام الأساطير التراثية الأصيلة. إنه أمر مؤسف بالفعل لأن الملايين تهدر من أجل متع عابرة ومتشابهة ولا تعبر عن هم ثقافي يستقطب اهتمام الناس حتى المهرجانات المسرحية العربية بدأت تتلاشى أو يخبو بريقها». ويشدد على أننا «لن ننتزع لأنفسنا نحن العرب مكانة واحتراماً في العالم إلا عن طريق ما هو درامي يتكامل فيه المغنى والفن ليعبر عن هوية وحضارة أمة عريقة ومعاصرة في الوقت نفسه» ويرى أن العولمة «أصبحت واقعاً راهناً بحيث لا يمكن نفيها أو تجاهلها... إن أمماً عريقة الثقافة في أوروبا نفسها مثل فرنسا قرعت أجراس الإنذار من هيمنة الثقافة الأميركية وخاصة الشعبي منها» و يرى رياض عصمت في العولمة ويقول «بل من احتمالات تأثير تطرفها في الغزو الثقافي والاستسلام الحضاري» ويشير إلى أن مشكلة العولمة في المسرح ماثلة «من خلال تحول الفرق المسرحية الكبرى بما يجتذب السياح» ويدعو عصمت العرب إلى هضم واستخدام وسائل المعلوماتية المتطورة لنشر ثقافتهم فالعولمة تعني من جانب التبادل الثقافي «الأخذ والعطاء، الحوار والتثاقف» ويؤكد رياض عصمت على غياب المسرح العربي عن المهرجانات المسرحية المرموقة في العالم ويرى أننا نستطيع بشيء من الجهد والمال وحسن التخطيط «أن نعمل على نشر ثقافتنا وفنوننا أفضل من الآن بكثير في عصر العولمة». وفي فصل آخر يتناول عصمت أهمية «الدراماتورج» في المسرح حيث قدم فكرة موجزة عن بدء ظهور هذه المهنة المسرحية التي لا تتناقض مع مهنة المخرج ولا تحاول سحب البساط من تحت قدميه بل تثبّت دوره وتدعم سلطته، ويرى عصمت أن عمل الدراما تورجي «له أهمية بلا حدود وهو حاجة ماسة من حاجات الدراما عموماً» ويدعو إلى تكريس هذه المهنة ليس في المسرح فحسب بل في السينما والدراما التلفزيونية أيضاً. وقدم عصمت أمثلة عما تركه غياب الدراماتورجي من أخطاء. وفي فصل آخر تناول رياض عصمت العديد من الدراسات عن قضايا مسرحية متنوعة فتحت عنوان: التجريب في المسرح العربي: تبعية أم تثاقف؟ يؤكد أن «قلة نادرة من المسرحيين المجربين العرب حاولت أن تشق تياراً أصيلاً من التجريب بمعزل عن المؤثرات» وتناول «التيارات التجريبية في المسرح العربي» معتبراً هذه التيارات «دليل صحة ونمو وتفاعل ثقافي عالمي» وحذر المخرج التجريبي من التعامل مع النص باستهانة «فيحاول تنميطه ويزعم إعادة بنائه ويغير من مدرسته ويحرف رؤياه فكرياً أو فنياً». وتطرق عصمت إلى «التحديات التي تواجه المسرح اليوم». وفي كتابه الذي يقع في 429 صفحة من المقطع الكبير يغوص رياض عصمت في بحر المسرح الواسع ويتناول بالبحث والدرس مسرحيين عالميين كان لهم أعمق الأثر في مسيرة هذا الفن الخالد خلود الإنسان أمثال ستانسلافسكي ولورنس أوليفييه وجو تشيكن كما يتوغل في سيرة حياة وتراث عدد من أعمدة التأليف العالمي أمثال شكسبير وهنريك أبسن ويوجين أونيل وتنيسي وليامز وأرثر ميلر وبرشت وبيكيت وسواهم. مقدماً قراءته بما تركوه وراءهم للإنسانية من إرث مسرحي. وفي فصل آخر «مبدعون من المسرح العربي» تناول عصمت «المسرح الغنائي: المصطلحات.. المقومات.. المعطيات» حيث يؤكد أن هذا المسرح تقوم بنيته على تكامل الموسيقا والغناء والرقص والتمثيل معاً ومن دون أي من هذه الدعامات الأربع لا تقوم للمسرح الغنائي قائمة، ويورد أن المسرح الغنائي العربي بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين قدم ما يزيد على مئتي مسرحية وإن الفضل للفنانين السوريين واللبنانيين في تقديم هذا اللون في مصر. ويرى عصمت أن ندرة أعمال المسرح الغنائي العربي منذ أواسط القرن العشرين نسبياً تعود لأسباب كثيرة منها ازدياد كلفة إنتاج أعمال موسيقية وندرة الفنانين المبدعين من أصحاب الموهبة والخبرة والكفاءة في مجال المسرح الغنائي تأليفاً وأداءً وإخراجاً. وتناول عصمت في باب آخر «المسرح السوري الحديث» حيث بدأ أول نشاط مسرحي عربي في عام 1848 في بيروت على يد مارون النقاش قبل أن يؤسس أبو خليل القباني فرقته في دمشق وتوقف عصمت في كتابه عند أبرز تجارب المسرحيين السوريين والعرب كما يتوقف عند مسرح وليد إخلاصي وسعد الله ونوس وألفريد فرج وتوفيق الحكيم وممدوح عدوان.وبذلك يبقى كتاب " رؤى في المسرح العالمي والعربي "مصدرا للدارسين والأكاديمين وطلبة الفن المسرحي.
Rss
Facebbok
Twitter
Google+
Linkedin
Youtube