أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، يونيو 10، 2012

غوركي .. الواقع و الطموح الإنساني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يونيو 10, 2012  | لا يوجد تعليقات


عندما التقى غوركي تولستوي في عام 1900، كان الرجلان أشهر كاتبين في روسيا. و كان تولستوي طويل عهدٍ في " تحوله " الديني، و قد هجر الأدب و أعد نفسه باعتباره مخلِّص روسيا القلق الحكيم، و راح يبشّر باللاعنف و الروحانية الشخصية، و هو يرتدي زي فلاح، و يستقبل حجَّاجاً و ساعين إلى الحقيقة من كل أركان روسيا و العالم. أما غوركي، فكان كاتباً شاباً يبحث عن معبود أدبي. و تعد مذكراته عن تولستوي واسطة العقد في مجلد دونالد فانجَر الجدبد الفاتن من الترجمات.
غوركي في مذكراته عن تولستوي
إن المذكرات، التي يترجمها فانجَر للمرة الأولى بتمامها، متهرئة الحواف، و قاسية بشكل مدهش، و لا يمكن التنبؤ بها، و تتسم بالتقمص العاطفي إلى حد أنها تكاد تكون أشعة إكس لشبح. و هذه المذكرات، المؤلفة من أربعة و أربعين جزءا ًيتضمن حكايات نادرة و اقتباسات، إضافةً إلى رسالة غير مُكمَلة مكتوبة بمناسبة وفاة تولستوي، تجمعها معاً التناقضات ــ جاذبية سحر تولستوي الكونية و احترام الذات مقابل صلابة الرأي العنيدة في وعظه الفاتر؛ إصرار تولستوي على البساطة الفلاّحية مقابل تأمله الصامت المعذب للتعقيد، الإنساني و الإلهي؛ الحنو على الإنسان، الواسع جداً إلى حد أن غوركي يكاد يغرق فيه و كأنه البحر، مقابل حقد غوركي الدفاعي.
و بكونه مفتوناً على الدوام بالطريقة التي يخاطب بها الناس الله أو يتحدثون عنه، فقد شعر غوركي في وعظ تولستوي بالطابع الزائف المهتز الذي يتَّسم به غير المؤمن. و تُعد مذكراته رسالة بديلة تتعلق بتعاليم و تناقضات إنسان شبيه بإله، أعاد نفسه كتابة الأناجيل بحثاً عن إله يمكن أن ينقذه . إنها كما هو واضح سيرة تقديسية hagiography، لكنها سيرة تخرج عن طريقها لتؤكد أن موضوعها ليس بقدّيس. في هذا، كان غوركي يتحدى عبادة تولستوي، التي كانت تصر على الاستشهاد الحقيقي لقديسها الشفيع. لم يكن إعجاب غوركي بتولستوي لإيمان غوركي الكبير بالله، و إنما لإيمانه الكبير بالكونت تولستوي. فقد بحث في العالم عن مستشار روحاني،إمامٍ لنظرية سمو البشر التي ستمكِّن بلاده من تجاوز ظلام الماضي و قساوة الحاضر و جهالته العديمة العقل، و وجد تولستوي ، الذي لا بد أنه قد بدا له تجسيداً لآماله.
إن صور غوركي الأدبية تنطوي على ثقافة القراءة التي كانت موضوعاتها تعيش فيها : الكلاسيكيات، و البحوث المنسية، و االمجلدات المدروسة، و الروايات المثيرة التي تُذكَر بأنفاس واحدة و تُمرَّر بين المتحاورين مثل أوراق اللعب. و تتأرجح الإشارات إلى الوراء و إلى الأمام مثل القراقوزات. فمذكرات تولستوي تتضمن واحداً من أكثر التقارير حيويةً أينما كان عن مادية physicality المحادثة الأدبية، جو الخشونة و الشجاعة، الإهانات، مقارنات الكتَّاب أحدهم الآخر بالنساء الفاتنات، التأكيد على العمل و كمال التقنية، تهذيب الأسلوب و الشخصية. و تبدو المحادثات بين تولستوي، و غوركي، و تشيخوف، و صديقهم ل. أ. سوليرشيتسكي، و كل واحد يتنافس على ود ليو نيكولايفيتش، شبيهةً بخليط من مباراة الملاكمة، و حفلة شاي، و قرار باريس، و حجٍّ إلى ناسك متنور متضرر. و يمثل تشيخوف جاكوب قياساً على أيسو غوركي، لكنه لا يحتاج إلى فروٍ على ذراعيه لينال بركة البطريرك : ذلك أن نعومته ــ " مثل سيدة شابة " ــ هي ما يفضلّه تولستوي خفيةً.
و يظهر تولستوي في المذكرات كإلهٍ روسي " يجلس على عرش من خشب القَبقَب تحت شجرة زيزفون "؛ ساحر؛ إله من آلهة الغابات بفمِ بحّار؛ سفايتوغورSviatogor، الذي يعني اسمه " الجبل المقدس "، البطل الروسي الذي لا تستطيع الأرض نفسها أن تحمله؛ قوة الطبيعة. و لقد رآه غوركي في القرم مرةً يسير على طول حافة الساحل :
و فجأةً، للحظةٍ مجنونة، شعرتُ بأنه يمكن أن يكون على وشك الوقوف ليلوّح
 بذراعيه، فيجري البحر هادئاً و زجاجياً، و تتحرك الصخور و تبدأ بالصياح،
و يهيج كل شيء هناك و يحيا و يروح يتحدث بأصوات مختلفة عن نفسه، و
 عنه، و ضده. و لا يمكنني أن أعبر بالكلمات عمّا شعرتُ به آنذاك؛ كنتُ مليئاً
بالنشوة و بالرعب معاً، و عندئذٍ جاء كل شيء سويةً في فكرة سعيدة واحدة :
 " لستُ يتيماً على الأرض ما دام هذا الرجل حياً ". ]
و في حين يوجه إلى عمل تولستوي، خاصةً (الحرب و السلام )، اعتراض على فكرة " الرجل العظيم "، تسجل حياة غوركي و عمله بحثاً متواصلاً عن مثل هذه الشخصية بالضبط ــ " الرجل Man بحرف كبير "، كما كان يدعو لينين. و و كتب يقول، " أعتقد بأن مثل هؤلاء الرجال ممكنون فقط في روسيا، التي يذكّرني تاريخها و طريقتها في الحياة بسدوم و عمورة (1) " و غوركي، في صوره الأدبية، منجذب كثيراً إلى موضوعاته إلى حد أن إعجابه يقارب أحياناً التقلب الحرباوي. و في صورة فوتوغرافيةغريبة من عام 1920، يقف لينين في الأمام بينما نرى غوركي الأطول كثيراً و هو في بدلة مماثلة و بشعر رأسٍ محلوق، يميل بصعوبة إلى جانب وراء معبوده، مثل صورة مرآتية مطوَّلة مثيرة للشك. و المشهد صحيح ــ غوركي الملتصق، الببغاء، المعاون الدائم.
لقد كان غوركي يبحث عن رجل ذي " إيمان ٍ حي "، لكنه في تولستوي استقر، للسخرية، على تجسيد أزمة العصر الروحية العظمى على وجه الاحتمال. و كان تولستوي يلتمس الصدق البسيط للفلاحين، و بدلاً من ذلك واجه عينًي ثوري بروليتاري تتقدان عند فكرة قابلة للتطبيق. و قد أخطأ كلٌّ منهما الآخر في الظن بأنه الآتي بحسن الطالع لقضيته. و في تأمله نظرةَ تولستوي إلى التأثير الغربي على روسيا، لاحظ غوركي أن " شخصية تاريخنا المتأوجة ... كان يرغب ( شعورياً و لاشعورياً معاً ) في أن ينتصب كجبل عبر الطريق الذي يؤدي إلى أوروبا، إلى تلك الحياة النشطة التي تتطلب من الرجال أقصى تركيز لكل قواهم الروحية ". و يمثل تولستوي " روسيا القديمة " التي ستخلّفها الثورة وراءها؛ لكنه مع هذا قدم شيئاً لم يكن باستطاعتها أن تنجح من دونه.
و حين نشر غوركي مذكراته عن تولستوي في عام 1919، في ذروة الحرب الأهلية الروسية، كان و لا بد يفكر بلينين. ( سيكون من المفيد الحصول على ترجمة من فانجر لمذكرات غوركي عن لينين، التي تحتوي في نسختها الأصلية المثيرة للجدل ــ و لم تُترجم بالكامل ــ على مديح لينين لتروتسكي و تعليق غوركي حول سدوم و عمورة المستشهد به أعلاه، إلى جانب ملاحظات مريرة بشأن الفلاحين الروس ). و في أعقاب الثورة مباشرةً، أصبح غوركي المصدر الأبرز للنقد الداخلي لطرق و إيديولوجيا حكومة البولشفيك. و نشر مقالات تهاجم بعنف لينين و السلطات لوحشيتها، و عنفها الاستبدادي، و ازدواجيتها في المعاملة، و تجاهلها المتصلب لأنتيليجيستيا (2) روسيا ( أي فئة المفكرين و المثقفين فيها ). و لم يكن هناك مؤمن بالثورة الروسية أعظم من غوركي، و كان يعتقد بأنها تستطيع أن تسلك طريقاً آخر. و كان الطريق الذي سارت فيه لا يشبه في شيء الطريق الذي حلم به.
و كان شكلوفسكي يدعو غوركي بـ " نوح الأنتيليجيستيا الروسية ". فقد شكل لجاناً لتوفير العمل و المأوى للشعراء و الدارسين الروس المهددين، مؤلفاً مئات رسائل التوصية، و كان يشتم لينين بالتلفون. و راح يؤمِّن بطاقات تموين من خلال الزعم بأن جميع الكتَّاب هم أفراد أسرته، متباهياً فجأةً بوجود عشرات الأخوان، و الأطفال، و الزوجات لديه! و الأبرز هنا بين مجازفاته ( دار نشر الأدب العالمي )، التي انطلقت تترجم إلى الروسية الكلاسيكيات الأدبية العالمية من أجل " القاريء السوفييتي الجديد ". و كان يجلس في مكتبه، يتناقش مع أفضل مترجم لملحمة جلجامش بينما كان إطلاق النار المتقطع يُسمع في الشوارع.
و كان جزء من مشروعه، لجنة التمثيل التاريخي، سيُنتج مسرحياتٍ مستندة على كل حدث عظيم في التلريخ البشري. و حين قرأ ألكسندر بلوك، أحد شعراء العصر الكبار، مسرحيته عن حياة الفرعون رمسيس، علق غوركي فجأةً، " ينبغي عليك أن تعملها مثل هذا قليلاً "، و مدَّ ذراعيه إلى الجانبين مثل مصري قديم. كما كان هناك ( ستوديو الترجمة الأدبية )، ( دار الدارسين )، ( مفوضية الخبراء للحفاظ على الأشياء الوطنية ) و غيرها. ( و من الجدير بالذكر أنه في رواية المحاكمة لكافكا، كان النشاط العام الوحيد الذي يشارك فيه جوزيف ك. هو جمعية الحفاظ على صروح الفن البلدية ).
غوركي في المنفى
لقد كان إيفجيني زامياتين، مؤلف رواية الخيال العلمي ( نحن )، التي ظهرت في عام 1921، يتصور مغامرة الأدب العالمي كسفينة فضاء في بعثة ما بين الكواكب تبدأ، بعد حادثٍ، بالسقوط، و لو أن سنةً و نصف سنة ستمر قبل أن تصطدم السفينة فعلياً. و تساؤلاً منه عن الكيفية التي سيتصرف بها الرحَّالة هؤلاء، طرح القصة على غوركي، الذي رد عليه : " في غضون اسبوع، إذا لم يحدث شيء، سيبدأون بالحلاقة و كتابة كتب و بوجهٍ عام يتصرفون كما لو كان لديهم في الأقل عشرون سنة أخرى يعيشونها. ... لقد صرنا نعتقد بأننا لن نكون مبعثَرين، و إلا فنحن ضائعون جميعاً ".
كان قرار غوركي مغادرة روسيا في عام 1921 قد تم على الأرجح بسبب تحرره الشديد من الوهم المتعلق بالحكومة السوفييتية ــ و كان بلوك قد مات بمرض الأسقربوط، و الاستنزاف، و اليأس الروحي؛ و أُعدم شاعر آخر لمشاركته افتراضاً في مؤامرة. كما أنه تلقى تشجيعاً على نحوٍ متكرر للمغادرة من لينين، الذي زعم أن رئتي غوركي الضعيفتين بحاجة إلى الراحة. و كان غوركي غاضباً بشدة من لينين، الذي انتقده باعتباره نظرياً " ينفذ تجربة كواكبية " فشلت. و قد أقلقه كثيراً ظرف روسيا، التي كانت تعيش مجاعةً كارثية. و بعد ثلاث سنوات من التنقل في أوروبا، و جمع الأموال لإغاثة المنكوبين بالمجاعة، انتقل غوركي إلى فيلا في سورينتو المطلة على جبل فيسوفيوس، حيث عاش لمدة عشر سنين تقريباً قبل أن يعود بشكل دائم إلى روسيا. و بينما كان يعيش في المنفى، تذكر مشهداً من أيامه مع تولستوي :
سأل تولستوي سحليةً ذات مرةٍ بصوتٍ خفيض :
 ــ " هل أنتِ سعيدة، ها؟ "   
كانت السحلية تتشمّس على صخرةٍ في الأحراش على امتداد الطريق المؤدي
 إلى ديولبَر، و قد وقف تولستوي مواجهاً لها و يداه ثابتتان في حزامه الجلدي.
و راح ذلك الرجل العظيم يتطلع من حوله بانتباه، و هو يعترف للسحلية :
 ــ " إنني لست ... "
( و لقد كتب هنريك هاينه، الذي كان بلوك يترجمه لدار نشر الأدب العالمي، قائلاً في واحد من مشاهد تنقلاته الإيطالية إن السحالي على سفح تلٍ معين كانت قد بيَّنت أن الأحجار كانت تتوقع أن يتجلّى الله بينها على شكل حجر ).
فأين كانت الثورة، بصورتها الجوهرية عن الرجل الباحث عن معنى؟ يسجل أحد المصادر أنه، في إيطاليا، تلقى غوركي ثلاثة عشر ألف رسالة من روسيا. لكن أية أنواع من الرسائل كان يتسلَّم؟ وفقاً لأرشيف الـ  (3) KGB، كان الكثير منها من مواطنين سوفييت يفصّلون فيها مظالم و  لامعقوليات الحياة الروسية. و إقناعاً منه لنفسه بأن روسيا رغم هذا على الطريق الصحيح، اختار غوركي ألاّ يركّز على تحذيراتهم.
و يبدو أن غوركي، مثل تولستوي، قد مر خلال منفاه بمنعطف روحي أرغمه على أن يتخذ وضعاً زائفاً. لكن في حين تطلَّبت أزمة تولستوي أن يتبرأ من حياته الماضية باعتبارها مخطوءه على نحوٍ مضر، فإن أزمة غوركي أجبرته على التصرف كما لو أن أفعاله الماضية، و الثورة عموماً، كانت سليمة. و ما كان على الرهان هو مكان غوركي في القصة التي كان قد قضى حيانه و هو يُنشئها : إذا كانت الثورة عملاً فاشلاً، فإن دوره كنبيٍّ و شاعرٍ لها سيكون بلا معنى، أو أسوأ.
و قد اتَّسمت عودة غوركي إلى روسيا بغضب شديد من إعادة تسمية بعض الأماكن على شرفه، باقتراح من ستالين : الشارع الرئيس، المتنزه المركزي، و المعهد الأدبي في موسكوإضافةً إلى مسرح الفن؛ مدينة و إقليم نيشني نوفغورود؛ مئات المزارع الجماعية، و المعامل، و المدارس ــ كلها أخذت اسم غوركي. و قد مُنِح قصراً و عزبة خارج موسكو و في القرم.وفي عام 1932، طارت فوق موسكو طائرة سُميت (مكسيم غوركي)، متباهيةً بأعرض مسافة بين طرفي الجناحين في العالم. (تحطت الطائرة في العام التالي). و في نهاية حياته لم تعد موهبة غوركي في تذكّر أسماء الأماكن ضروريةً : فكل مكان يذهب إليه كان يسمى غوركي!
و هكذا أصبح غوركي المدافع الأبرز الوحيد عن نظام حكم ستالين. و خلال الاندفاع نحو الجماعية ، التي نجم عنها موت ملايين الفلاحين، قدم شعاراً لكفاح السلطات ضد الكولاك : " إن لم يستسلم العدو، يجب أن يُباد ". و ربما كان الأسوأ سمعةً، أنه قاد حملة من الكتَّاب إلى موقع قناة البحر الأبيض، المشروع الإنشائي الضخم الأول الذي تم بعمل السجناء في الغولاغ، و الذي مات خلاله أكثر من عشرة آلاف سجين. و قد حرر غوركي و ساهم في مختارات أدبية تُثني على ذلك العمل لطموحه و تأهيله المجرمين. و قد أوضح الباحث الدراسي جون فريكسيرو أن ( جحيم ) دانتي يشابه معسكراً للسجناء. و عند عودة غوركي من ذلك الجحيم، أخبر العالم بأنه كان مطهراً Purgatory فقط (4). و مع هذا، استمر غوركي،  في الوقت نفسه، في كتابة رسائل إلى الشرطة السرية من أجل " إطلاق السجناء أو التساهل في العقوبة ". و يبدو أنه أُبقي تحت اعتقال منزلي مرهق في " بلاد الفراعنة ". و ذكر مراقبون أنه نادراً ما كان يمس الطعام في المآدب المقامة في منزله. و في نهاية حياته، أُعطي غوركي، المؤمن العظيم بالأدب الإيجابي، صحفاً مطبوعة بشكل خاص مع " الاختصارات و التعديلات الضرورية ". و قبل موته بالضبط، اقترح أن تجري تعبئة مئة كاتب  لمشروع جديد :
إن الأدب العالمي و التاريخ كله، تاريخ الكنيسة و الفلسفة يجب أن تُعاد كتابته:
غيبون و غولدوني، الأسقف آيرَنيس و كورنيل، البروفيسور أنفيلونوف
و جوليان المرتد، هيزيود و إيفان فولنوف، لَكريشوس و زولا، جلجاميش
و هايواثا Hiawatha، سويفت و بلوتارك. السلسلة كلها يجب أن تنتهي مع
الأساطير الشفوية حول لينين.
و كانت الخطة غوركية الطابع ــ تشكيلة من القراءة، و حب العمل الجماعي، و التأكد من أن الجواب يمكن أن يوجد في الكتب، و التعصب للتصحيح. و كان الذوق مريراً.
غوركي و إيمانه الثابت بالإنسانية
وجد تولستوي أن الحقيقة هي مسواة leveler تمسح كل جانب من الحياة، مخلِّفةً نفس جدب الموت و المعاناة القاسي. و قد هزه ذلك، و كانت " تعاليمه " مقامة و مبشَّر بها في مسعىً لتجديد إيمانه هو. مع هذا كان إيمانه بنفسه على الدوام واسعاً جداً. و كان رجلاً عظيماً و كان يعرف هذا. و لم يكن موقفه تجاه الحقيقة يتذبذب في الواقع، لكنه لم يستطع جعل نفسه تواجه بالكامل نتائج بحثه عنها. و كانت النساء يذكرنه بالموت، و لهذا كان يكرههن.
أما غوركي، مقارنةً به، فكان يشعر بالرثاء الشديد و الشفقة على الجنس البشري، لكن كما يبدو كان يلاحقه الشك في أن الصراع قد حُسم، أن الجُعالة هي على العالم و على المعاناة. و ما يبينه كتاب فانجر على نحوٍ لافت للنظر هو إلى أي مدى بلغ كتّاب آخرون رقم غوركي، حتى مبكراً و إلى ما بعد ذلك. و خلال الحرب الأهلية الروسية، كان بلوك قد أخبر غوركي ، على درجات سلم ( دار نشر الأدب العالمي ) : " لقد أصبحنا أذكياء جداً على الإيمان بالله، و لسنا أقوياء بعدُ بما يكفي للإيمان بأنفسنا. و كأساس للحياة و الإيمان هناك فقط الله أو أنفسنا. الإنسانية؟ هل يمكن لأي شخص أن يؤمن بمعقولية الإنسانية بعد الحرب الأخيرة، مع حروب جديدة، محتومة، و أقسى، في المستقبل القريب؟ " غير أن غوركي وضع إيمانه في الإنسانية. و راح يزخرف و يصقل الإنسانية بحيث يحافظ على إيمانه مصوناً. و قد قال تولستوي لغوركي " تريد على الدوام أن تصبغ فوق كل الحزوز و الشقوق بطلائك أنت ". و كان غوركي، مثل تولستوي، غير قادر على مواجهة الحياة كما توهم أن تكون، لكنه كان يفتقر إلى الإيمان بقواه الخاصة به التي منعت تولستوي من ارتكاب خيانة ذاتية حقيقية. و كان ذُعر غوركي من انعدام القوة شديداً إلى حد أنه في الآخر يحابي القسوة نفسها على الإقرار بالقسوة. و يبدو أنه آمن بأنه من أين قام، هناك في " الأعماق السفلى "، ليس من مكان يمضي إليه إلا إلى أعلى، و بأن الناس بحاجة لأن يقتنعوا بالكفاح إلى هذه الغاية. فأي قمعٍ سيكون مؤقتاً. و كان غوركي، و هو المؤمن على الدوام بالتنقيح، يعامل روسيا مثل كاتب شاب يحتاج فقط لأن يلقى التشجيع و تحرير كتاباته أكثر فأكثر. و كان على خطأ : كان هناك عمق أكثر انخفاضاً حتى. و قد جعلته حاجته إلى تزيين الحياة ينحاز إلى أولئك الذين، من أجل أغراضهم الخاصة، أرادوا أن يُظهروها أسوأ مما هي عليه. و تحوَّل المخطوط المصحح إلى تسهيل facility تصحيحي.
مع هذا فإن مذكرات تولستوي غريبة و مؤثرة جداً بحيث أن من الصعب إدراك ما أعقب ذلك تماماً. إنها عمل عظيم ( لم يقترب غوركي من نوعيتها أبداً لا قبلها و لا بعدها )، لكنه ليس بالعمل الحديث الطابع؛ و من المظلل تصنيف غوركي بين أنبياء القرن العشرين الساخرين، حين كان من نواحٍ كثيرة كاتباً من القرن التاسع عشر استمر في العيش إلى القرن الشنيع التالي. فالمذكرات تفتقر بشكلٍ مطلق إلى السخرية. و هناك عنصران قد ضلَّلا قرَّاءها كما يبدو. الأول هو موضوعها : إذ يظهر تولستوي نفسه على أنه الممهّد المعذب، المهيب للانسان الحديث ــ موسى المعاصرين الذي يُنعم النظر في الأرض الموعودة لكنه لا يدخلها. و يبدو أن القراء قد أخذوا هذا على أنه يعني أن غوركي كان حديثاً أو معاصراً أيضاً، بينما القطعة بكاملها في الواقع يمكن قراءتها كمحاولة منه لمبادلة يقين ( دين ) بآخر ( الإيمان الجماعي بالإنسان ). أما العنصر الثاني، فهو شكلها المتجزّيء، المفتوح النهاية، الذي لا يبدو حديثاً فقط، بل حتى حداثوياً modernist. فبالنسبة لغوركي، على كل حال، لم يكن هذا الشكل متصوَّراً بروح حداثوية، من منطلق التجريب و السخرية، و إنما من منطلق الضرورة. فعندما يكتب أنه لا يستطيع أن يُنهي رسالته، فإنه يعني ذلك؛ فهو بالفعل لا يستطيع أن ينهيها. لكن بالنسبة لنا، يمكن أن يكون هناك فقط كتابة حديثة. لقد فقدنا القدرة على الكتابة بيقين غوركي، أو حتى قراءته بيقين. فحيثما رأى غوركي جسراً، رأينا نحن هاوية.  و كان هناك بالتأكيد حس بالبروميثي (5)Promethean  في آمال غوركي بالثورة الروسية. أن الإنسان سيحرز لنفسه سماتٍ من سمات الآلهة و يبدلها تدريجياً، متخلصاً بهذه الطريقة من كل المعاناة و الفوضى. و لقد أعاد كافكا نفسه سرد قصة بروميثيوس، قاسماً إياها إلى أربع أساطير. في الأولى، كان بروميثيوس مقيداً إلى الكوكاسيس لخيانته الآلهة لصالح البشر، و راحت النسور تتغذى من كبده، الذي كان يعود إلى حالته باستمرار؛ و في الثانية، كان بروميثيوس يضغط نفسه أعمق فأعمق في الصخر لينجو من المناقير، و أصبح شيئاً واحداً مع الصخر؛ و في الثالثة، نسيَ الآلهة، و النسور، و بروميثيوس نفسه تلك الخيانة؛ أما في الأسطورة الرابعة، فقد أصبح الآلهة و النسور ضجرين من القصة العديمة المعنى، و التأم الجرح بشكل ممل. و أخيراً، اختتم كافكا ذلك بقوله : " و بقيت هناك جبال الصخر العصية على التفسير ". و هكذا، أيضاً، في قصة غوركي، نبقى مع الصخر : صخر البطل سفاياتوغور، " الجبل المقدس "؛ صخر تولستوي الذي يمد نفسه كسلسلة جبال؛ صخر فيسوفيوس، مرئياً من فيلا سورينتو؛ صخر قناة البحر الأبيض؛ صخر الفرد الغامض؛ و مشهد جبلٍ يجعلنا نتخيل أننا نحركه، و هو ينكرنا، و نحن نعيد خلقه.


عن /The New Republic
ترجمة/ عادل العامل
تابع القراءة→

الجمعة، يونيو 08، 2012

"عتاة الاشقياء" مسرحية عن أمراض المجتمع بشكل غير معتاد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 08, 2012  | لا يوجد تعليقات


"عتاة الاشقياء" مسرحية عن أمراض المجتمع بشكل غير معتاد

مسرحية "عتاة الأشقباء"

يستند العرض المسرحي  الى رواية الاديب المعاصر زاخار بريليبين التي  انتظر في إخراجها سنوات أربع طويلة إلى أن شعر سيريبرينيكوف بأن الاجواء الاجتماعية مناسبة لتجسيد هذا المشروع وأخرجها مع طلابه.حصلت مسرحية "اتموروزكي" أو "عتاة الاشقياء" للمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف على جائزة مهرجان "القناع الذهبي" في فئة "دراما".إنها مسرحية عن جيل محدد وعن أوضاع سياسية محددة. في وسطها متمرد ولد نهاية الثمانينيات ويعارض ما يحدث وراءه. له مبادئ وأفكار عن الاحداث السياسية. يحاول أفراد هذا الجيل تحديد مكانهم تحت الشمس ويواجهون جميع الاحداث المفصلية للمرة الاولى: الحب والخيانة والموت. لكن هل تتوفر لديهم المعرفة والخبرة الكافية لتغيير الوضع؟


المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

الخميس، يونيو 07، 2012

اكتشاف آثار مسرح استخدمه شكسبير في لندن

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات





ا ف ب - لندن (ا ف ب) :
اكتشف علماء آثار في العاصمة البريطانية لندن آثار مسرح عرضت عليه مسرحية "هنري الخامس" لوليام شكسبير للمرة الأولى في أواخر القرن السادس عشر، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم متحف لندن الأربعاء.
وقد اكتشفت آثار مسرح "كورتن" وهي عبارة عن جدران وباحة على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض في موقع ورشة بناء في حي شورديتش شرق لندن.
افتتح مسرح "كورتن" سنة 1577 وكان تابعا لفرقة "لورد تشيمبرلينز من" التي عمل شكسبير معها في بداية مسيرته. وكان أيضا المسرح الرئيسي الذي عرضت عليه أعمال شكسبير من سنة 1597 حتى افتتاح مسرح "غلوب ثياتر" في لندن سنة 1599.
وقالت متحدثة باسم متحف لندن لوكالة فرانس برس إن "كورتن" "في حال جيدة جدا وأفضل حالا من مسارح شكسبير الأخرى". ونظرا إلى أهمية هذا الاكتشاف، سيفعل المروجون العقاريون ما في وسعهم لإبقاء المسرح في مكانه.
وبعد انتقال فرقة "لورد شيمبرلينز من" إلى مسرح "غلوب ثياتر"، استمرت فرق أخرى في عرض أعمالها على مسرح "كورتن". ومع أن النص المكتوب الأخير الذي يشير إلى وجود المسرح يعود إلى العام 1622، إلا أن المؤرخين يقدرون أنه بقي يستعمل طوال السنوات العشرين التالية.
وتعتزم شركة "بلاو يارد ديفيلبمنت" التي تملك الموقع إعادة تصميم مشروعها العقاري كي يكون المسرح في وسطه.
وقال متحدث باسم الشركة "كنا نعلم أن المسرح موجود في هذا الحي لكننا لم نكن نعرف موقعه بالتحديد".
وأضاف أن "نوعية الآثار مذهلة ونتوق للعمل" مع متحف لندن والمتخصصين في أعمال شكسبير على مشروع "يتيح للعامة النفاذ إلى آثار المسرح".
تابع القراءة→

إعلان مسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2012م

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات



بمبادرة سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح،تنظم الهيئة العربية للمسرح مسابقة سنوية على مستوى البلدان العربية تسمى (جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي خلال العام 2012م)، وسيتم عرض العمل المسرحي الفائز في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية والذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة في أواسط مارس (آذار) 2013م.ويفتح باب الاشتراك في المسابقة اعتباراً من الاول من أبريل (نيسان) 2012.
وذلك وفق المعايير والشروط الواردة ادناه:
·       أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المنشأ والمضمون والوسائل، وأن يكون ضمن إنتاجات الفترة من مطلع اكتوبر  2011م إلى مطلع أكتوبر 2012.
·       أن يعكس العمل المسرحي هماً من هموم الإنسان العربي.
·       يفضل أن يكون النص باللغة العربية الفصيحة تأليفاً خالصاً وليس اقتباساً أو تناصاً لأعمال أخرى عربية أو غير عربية.
·       أن يخدم الإنتاج المسرحي الهوية العربية وتميز المبدع العربي تجديداً وتجدداً لمسرح فاعل في الحياة العربية.
·       أن يتناسب الشكل مع المضمون في العمل المسرحي، وأن يتحقق عامل التكامل في العرض المسرحي (الإخراج- التمثيل – الإضاءة والديكور، إلخ..)
·       أن يكون مخرج العمل وممثلوه وفريق الإنتاج والتقنيين فيه من البلدان العربية.
·       أن تتوافر في العرض عناصر  جذب لأوسع جمهور.
·       لا تقبل عروض المونودراما.
·       أن يلتزم العرض الفائز بالمشاركة في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي ينظم في شهر مارس (آذار) 2013 ، بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
·       للمسابقة جائزة كبرى واحدة، لا تقبل المناصفة، قيمتها المالية 100.000 درهم إماراتي،
·       تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للمسابقة تكون قراراتها نهائية.
·       على الفرق والجهات في البلدان الراغبة في الاشتراك في المسابقة تقديم ملفات تقنية كاملة وسيناريوهات العرض ونصوص الإنتاج المشارك، وكذلك توفير قرص مدمج بالعمل المسرحي، واصلةً إلى الأمانة العامة الهيئة العربية للمسرح في الشارقة في موعد لا يتجاوز الأربعاء الموافق 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2012.
·       للاستفسار والمراسلة:
الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح - الشارقة       
البريد الإلكتروني:  gsata@eim.ae
ص.ب:71222  الشارقة –الإمارات العربية المتحدة
تابع القراءة→

142 نصاً في مسابقة التأليف المسرحي للهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يونيو 07, 2012  | لا يوجد تعليقات




أعلنت الهيئة العربية للمسرح بأن مئة و اثنان و أربعون نصاً تتنافس في النسخة الرابعة من مسابقة التأليف المسرحي التي تجريها الهيئة العربية للمسرح في مجالي التأليف الموجه للكبار و التأليف الموجه للأطفال.

و بعد فرز النصوص التي تنطبق عليها شروط المسابقة اتضح أن واحداً و ستين مؤلفاً سيتنافسون ضمن مسابقة التأليف للأطفال و التي جاء أربع و عشرون نصاً منها من مصر فيما جاء من العراق إثنا عشر نصاً وجاءت البقية من تسع دول أخرى هي سوريا و الأردن و المغرب و كندا و البحرين و الجزائر و اليمن و غُمان ولبنان.
فيما شارك واحد و ثمانون مؤلفاً في مسابقة التأليف الموجه للكبار حيث كانت المشاركة المصرية هي الأعلى بواقع ثلاثين نصاً تلتها العراق بواقع اثني عشر نصاً و جاءت البقية من ستة عشر دولة هي سوريا و الأردن و المغرب و ليبيا و لبنان و اليمن و أستراليا و السويد و كندا و ألمانيا و السودان و عُمان و السعودية و البحرين و الجزائر و تونس.
لجان التحكيم بدأت عملها و سوف تعلن النتائج في مطلع شهر أيلول سبتمبر القادم و سيقام حفل خاص لتكريم الفائزين في وقت لاحق،كما تصدر النصوص الفائزة في منشورات الهيئة قبيل نهاية العام الحالي.
تابع القراءة→

الثلاثاء، يونيو 05، 2012

مسرحية "الاحتفال"... معادن الناس تظهر في الملمات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 05, 2012  | لا يوجد تعليقات





قدم مسرح ساتيرا بموسكو عرضا جديدا للمخرج الروسي سيرغي ارتسيباشيف يحمل عنوان "الإحتفال". محوره رجل ثري لا تعني له الحياة شيئا سوى ما تحمله من ملذات يشتريها بماله. لكن وكما يقول المثل، دوام الحال من المحال. إذ يصاب بطل المسرحية بمرض عضال لا براء منه، فالابن الذي تخلى عنه عندما كان لاهيا بحياته، هو الوحيد الذي يهرع للوقوف إلى جانبه وشد أزره.
يستند نص المسرحية إلى عمل الكاتب الأمريكي برنارد سليد "في مثل هذا الموعد من العام المقبل"، وهي مسرحية عرفت طريقها إلى العديد من خشبات المسارح العالمية بأسماء مختلفة كما حولت إلى فيلم سينمائي.

المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

دروب مختلفة للحب والموت في عرض واحد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يونيو 05, 2012  | لا يوجد تعليقات



قدم مسرح "بوكروفسكي" في موسكو عملا تحت عنوان "كابريتشو بالأسود والأبيض"، يجمع قصتين ترسمان خطوط حكاية الحب والموت هما أوبرا "الملك والمهرج" وأوبرا "الأمير السعيد" في اطار مونولوجي غنائي.
وقال مؤلف العمل الموسيقار فلاديمير كوبيكين إن فكرة هذين العملين مشتركة ومأخوذة من وحي الحب والموت. وأضاف: "لكن الموت يختلف بطريقته في كل الأعمال، فالملك والمهرج أكثر وحشية وقساوة من الأمير السعيد الذي هو اكثر ليونة ولطف".
من الجدير بالذكر أن "الملك والمهرج" هي مسرحية من تأليف الكاتب البلجيكي ميشيل دي غيلديروف أما "الأمير السعيد" فهي قصة الكاتب الإنكليزي أوسكار وايلد.

المصدر : روسيا اليوم 
تابع القراءة→

الاثنين، يونيو 04، 2012

جوائز مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، في دورته الثامنة 2012

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, يونيو 04, 2012  | لا يوجد تعليقات

جوائز مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، في دورته الثامنة 2012
 
يعتبر مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي(دورة المرحوم أحمد البوراشدي)، تظاهرة ثقافية وفنية يلتقي خلالها المسرحيون بتقديم  التجارب الجديدة  في مجال المسرح الاحترافي وتبادل الخبرات، وتطوير أساليب العمل المسرحي  ، مع تكريم وجوه مسرحية واستحضار منجزاتها وتجاربها الفنية, وقد تنافست على جوائز المهرجان، 11 مسرحية من العراق والإمارات وإيطاليا ومصر والمغرب  البلد المضيف  الذي شارك ب7 فرق 4 منها من مدينة فاس وأخرى من مدن الدار البيضاء ومراكش والرباط، فيما تشكلت لجنة التحكيم، من سعيد الناجي وعبد الكبير الركاكنة وعبدو المسناوي ونور الدين زيوال وأنور الزهراوي.
وقد فازت مسرحية"بهلول" لجمعية "مسرح بن ياس" للأمارات العربية المتحدة بالحصة الأكبر من جوائز المهرجان أربع جوائز رئيسة  فقد حصلت جائزة أفضل نص مسرحي لجمال سالم، وجائزة أفضل إخراج مناصفة للدكتور حبيب غلوم العطار، وجائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة للفنان جمعة علي، وجائزة أفضل سينوغرافيا لمحمد الغصومسرحية “البهلول” ألفها جمال سالم وأخرجها الفنان الدكتور حبيب غلوم ويقدمها فريق مسرح بني ياس بمشاركة الفنان جمعة علي وحسن رجب. وتشكل المسرحية عملا تراثيا يزاوج بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، ويحمل مضامين سياسية مبطنة تدور حول الأقنعة. وكانت المسرحية قد شاركت في مسابقة أيام الشارقة المسرحية الأخيرة. وحاولت مسرحية "بهلول" كشف الأقعنة التي تسود العالم في ظل المتغيرات الراهنة، من خلال شخصية "لمول" باعتباره مواطنا عربيا يعاني الظلم والفساد ويحاول الكشف عن تلك الأقنعة، لكنه يدخل هذه اللعبة ويرتدي عدة أقنعة بقصد كشفها، ما يوقعه في العديد من المشاكل.  وفازت  مسرحية "أجراس النجاة" لفرقة نخيل من العراق جائزة أحسن إخراج مناصفة مع مسرحية "بهلول "وجائزة لجنة التحكيم، لفرقة نخيل العراقية عن مسرحيتها "أجراس النجاة" وفازت شذى سالم بجائزة أفضل تشخيص نسائي، عن دورها في مسرحية "أجراس النجاة"، مناصفة مع منال سلامة بطلة المسرحية المصرية  "من يخاف فرجينيا وولف"وتدور أحداث المسرحية حول القهر الاجتماعي داخل المجتمع الأمريكي، من خلال "جورج" أستاذ الجامعة المتزوج من "مارثا" التي تكبره سنًا ومتواضعة الجمال، ورغم أنهما لم يرزقا بأبناء إلا أن لديهما ابنا وهميًا عمره 21 عامًا..  وحصل علال قوقة علي جائزة أفضل تشخيص رجالي عن دوره في هذه المسرحية مناصفة مع بطل مسرحية "بهلول"جمعة علي   فيما حاز الخمار المريني جائزة ثاني أحسن ممثل، عن دور "الغالي" في مسرحية "حمان الخربيطي" تأليف وإخراج حميد الرضواني لفرقة محترف فاس.   فيما حازت الممثلة العرقوبي بثاني أحسن تشخيص نسائي عن دورها في مسرحية "ليالي شهرزاد" لفرقة مسرح دراما من مراكش.  فيما فازت مسرحية "رجال البلاستيك" لروبرتو كوستنتيني الإيطالي، بالجائزة الكبرى للمهرجان وتكشف مسرحية "رجال البلاستيك"، عن أقنعة بشرية مختلفة ومتباينة الغايات، فيما تستوحي "السهرة" أحداثها من السيرة الذاتية للأديبة الإنجليزية "فرجينا وولف"، وما أصابها من جنون للضغوط التي أحست بها من ويلات الحرب العالمية الأولى والثانية، ما دفع بها إلى الانتحار بعد إصرارها عليه. وتشكل "حمان الخربيطي" المتوجة بثاني أحسن دور رجالي، صورة للفرجة الشعبية الأصيلة المنبثقة من تراثنا المغربي، على إيقاع درجات متباينة من الحكي والرقص والغناء والتشخيص والإنشاد، فيما تنقل "ليالي شهرزاد"، لقطات من جنون نبيل يتوخى الوضوح والصدق ولو لبعض الوقت.وفي أول بادرة منذ إحداثه، قدم المهرجان، عرضا لمسرحية أمازيغية، وانفتح طيلة أسبوع كامل على عدة مناطق بجهة فاس وتاونات، بإدراجه عروضا في الهواء الطلق بقرى تيسة والبهاليل ومولاي يعقوب وبولمان وساحة النجارين، في إطار انفتاح فعالياته على جمهور أوسع.  وقام المشاركون فيه، بزيارات تضامنية إلى دار الوفاء ومركز أولادي، وانفتح على مؤسسات اجتماعية بفاس، بينها سجن بوركايز ومؤسسة عبد العزيز بن إدريس للمعتقلين الأحداث ودار الفتيات بالزيات ومركز أهلي، مع تنظيم ورشات بالمؤسسة الثانية وفي حيي بن دباب وسيدي بوجيدة. واعترافا بما أسدوه من خدمات جليلة لأبي الفنون، حظي عدد من الفنانين بينهم يونس الوليدي ومحمد العلوي الدوردي وحسن العلوي المراني، بالتكريم في دورته الثامنة المنظمة بشراكة مع الجماعة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وتعاون مع وزارة الثقافة ومندوبيتها بفاس. وأكد محسن مهتدي رئيس فرع فاس للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، المنظمة لهذه التظاهرة، أن مشاركة فرق مسرحية عربية وأجنبية لها حضور مسرحي وازن، كان فرصة لضمان الانفتاح على بعض التجارب المسرحية المختلفة والاطلاع على التجربة الإيطالية في المجال. ويأتي إطلاق اسم البوراشدي على هذه الدورة، بعد التفاتات مماثلة سابقة لفنانين مغاربة رحلوا وتركوا بصماتهم الواضحة في الساحة المسرحية، خاصة محمد الكغاط ومحمد تيمد وزكي العلوي والحسين المريني ومحمد أصميد وفاطمة شبشوب ومحمد الإدريسي. 

تابع القراءة→

السبت، يونيو 02، 2012

بدأ الندوة الدولية (طنجة المشهدية) أعمالها

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, يونيو 02, 2012  | لا يوجد تعليقات


بدأ الندوة الدولية (طنجة المشهدية) أعمالها

 

بدأت في المغرب الندوة الدولية (طنجة المشهدية) أعمالها بتكريم المفكرة الألمانية اريكا فيشر ليشته،والاحتفاء بصدور الترجمة العربية لآخر مؤلفاتها (جماليات الأداء- نظرية في علم جمال العرض) ترجمة د. مروة مهدي.
وقدم كل من البروفيسور مارفن كارلسون من جامعة نيويورك ، اريكا فيشر محاضرتين رئيسيتين بمناسبة تكريم الأخيرة، وتناول كارلسون في محاضرته دور واسهام ليشته في علم دراسات العرض.
وقد بدأت الندوة صباح الجمعة الموافق 1 يونيو حيث عقدت جلستان في الصباح بعنوان القوة التحولية للأداء وكيمياء التحول وأسئلة النوع الاجتماعي، شاركت في الندوة الأولى الباحثة الألمانية كرستين فايلر التي تشارك في كتاب من اصدار المركز الدولي لدراسات الفرجة عن مسرح ما بعد الدراما.

تابع القراءة→

الجمعة، يونيو 01، 2012

عرض مسرحية (جوليا) للكاتب أوغست سترندبرغ في سوريا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 01, 2012  | لا يوجد تعليقات

عرض مسرحية (جوليا) للكاتب أوغست سترندبرغ في سوريا 


صورة من المسرحية 
دمشق-سانا

افتتح المخرج مانويل جيجي عروض مسرحيته /جوليا/ للكاتب أوغست سترندبرغ التي تتحدث عن علاقات البشر فيما بينهم وما يتخللها من حب وخيانة وانتهازية فتتطرق المسرحية التي عرضت  على مسرح القباني إلى سرد حكايتها عبر ثلاث شخصيات مختلفة لكل منها نواياها وطريقتها وأسلوبها للوصول إلى غاياتها لخلاصها فبعضهم يختار أذى الآخرين ليصل إلى ما يريد ومنهم من يختار الطريق الصحيح ليفشل في النهاية بينما ينجح بعضهم ليبقى الإنسان الصادق هو الرابح في النهاية.
وتتناقض شخصيات العرض بامتياز في سيرورتها الحياتية حيث تسعى إلى أهداف محبطة بفعل سلوكيات إنسانية غير متوازنة صنعتها القيود الاجتماعية ومن ثم النفسية فترغب في تحقيق أهدافها إلا أن الحياة تسوقها إلى شكل آخر من المصائر والخيارات فالشخصية عند سترندبرغ ليست قادرة على حل مشكلاتها أو تجاوز أزماتها فلا يمكنها أن تعيش حباً حقيقياً ولا سعادة ولا راحة فهي محاصرة بقيود لا يمكنها الفكاك منها إذ حتى الشخصية ذات البيئة الارستقراطية /مس جوليا/ هي مغرر بها من قبل الخادم /جان/ الذي يستغلها بالكذب والأساليب الملتوية عبر /كريستن/ الطاهية التي تزور الكنيسة باستمرار وتعارض بشدة محاولة جوليا /للتطهر/ كما ترتكب الخطيئة في قبضها للرشاوى.
وتكره /جوليا/ بيتها محاولة التمرد لتعود بسبب المحاصرة من أكثر من جهة فالتناقض قائم بين إرادتها وطموحاتها فحتى في حالة عدم الاستكانة والخنوع للمؤسسة الزوجية تقف تلك القيود لها بالمرصاد فتسكن في جوانية كل شخصية من شخصيات العرض بسبب القيود الاجتماعية الكثيرة التي تحولت إلى عقدة نفسية تلغي أي محاولة بالإنقاذ.
ويتابع شيخ المخرجين السوريين مشروعه المسرحي بتقديم النصوص العالمية التي وقفت إلى جانب المرأة وناصرت قضاياها بعد عرضه /بيت الدمية/ لهنريك إبسن الذي قدمه على خشبة القباني أيضاً متسائلاً.. ‏/هل نسأل السؤال نفسه عشرات المرات لتكون الإجابة في كل مرة مختلفة/ يقول المخرج مانويل جيجي متابعاً في التقديم لمسرحيته الجديدة الإنسان هو الذي يصنع قدره فالإجابة اليوم يحددها الزمن الراهن في كل لحظة فنأمل أن نجيب عن السؤال بشكل نهائي في يوم من الأيام وننتهي من قضية حرية المرأة أو حرية الرجل لنصل إلى نقطة التماهي بين ما هو جوهري وحقيقي دون كذب أو خداع أو مبررات أخرى/.
20120529-220126.jpg
صورة من المسرحية 




وكما أهدى صاحب /مهاجر بريسبان/ عرضه الماضي إلى كل امرأة تشبه شخصية /نورا/ في مسرحية /بيت الدمية/ بطلة مسرحية النرويجي /هنريك إبسن/ يحقق جيجي من جديد عملاً فنياً جديداً للوقوف في وجه العسف الاجتماعي الأبوي الذي يمارس على المرأة العربية من خلال عروض كانت بمثابة إعلان ثوري اجتماعي ثقافي اعتنقته نساء أوروبا للتحرر من الهيمنة الأبوية الذكورية بأخذ حقوق المرأة على محمل الجد داخل الأسرة الأوروبية في عصر وصف بعناوينه الحضارية الحداثية على صعيد التربية وإرساء حقوق لمجتمعات بأكملها.
ونزع المخرج مانويل جيجي في عرضه الجديد إلى تقديم نسخة كلاسيكية عن رائعة /سترندبرغ/ وفق أسلوبية حاكت العصر الذي كتبت فيه رائعة المسرحي والأديب السويدي محققاً توازناً تقليدياً على مستوى الرؤية الفنية التي لم تتخط حذافير النص الأصلي ودون العمل على فن الإنشاء الدرامي لتقريب النص الأجنبي من مزاج جمهور المسرح القومي بل بالتعويل على مطابقة في كل عناصر العرض معولاً على نهج المدرسة الواقعية في المسرح الغربي وعلى توليفة راقصة كل من الفنانين: ماهر أبو مرة.. باسمة حسن.. أشرف العفيف.. غيث صالح.. عدي الغوطاني.. لمى العضل.
وحافظ المخرج في عرضه على مقاربة الزمن الأصلي للمسرحية من خلال تصميم أزياء الشخصيات وحشد أكبر عدد ممكن من قطع الديكور على الخشبة كخيار فني قلل من فرصة الاستفادة من الفضاء المتاح للعب الشخصيات وصراعها حيث عمل شيخ مخرجي المسرح السوري على إدارة صراع نفسي معقد في بنيته بين شخصيات العرض غارفاً من معين الحبكات القوية لنص /سترندبرغ/ مستفيداً من طاقة الجمل القوية لعراب الكتابة الذهنية في المسرح الأوروبي متكئاً على جهد كل من الفنانين الشباب /فيحاء أبو حامد.. جهاد عبيد.. رائفة أحمد/ للخلاص إلى نسخة عربية استعارت سمات خطاب عصر بأكمله غامزة لأهمية صيانة حقوق المرأة في المجتمعات العربية والوقوف على هواجسها الأمومية والأنثوية على حد سواء.
وحاول العرض أن يقدم مواجهة درامية صرفة لعب فيه الممثلون على خفايا النفس البشرية وأزماتها الداخلية لاسيما داخل المؤسسة الزوجية وما يكتنف هذه المؤسسة من صدامات وعواقب اجتماعية وعاطفية تضع الزوجين في كل مرة على تماس مباشر مع النفس وأمام مسؤوليات ورغبات ومواقف مصيرية تستدعي حواراً هادئاً يستطيع من خلاله كل من الزوج والزوجة أن يوفقا بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية دون أن يؤدي ذلك إلى خسارة أو ظلم أي منهما للآخر.
يذكر أن عرض /جوليا/ من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي.. مخرج مساعد عماد جلول/ مساعد مخرج.. منصور نصر/ ديكور.. نعمان جود/ موسيقا وأهازيج.. ماجد بطرس/ إضاءة.. نصر الله سفر بسام حميدي/ ماكياج وملابس ستيلا خليل/ فني ديكور كنان جود ريم أحمد/.
والمخرج مانويل جيجي واحد من أهم الأسماء المسرحية على الساحة المسرحية السورية اليوم قدم منذ إنهائه الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية في أرمينيا عام 1975 ما يزيد على خمسين عرضاً مسرحيا منها /أنشودة كاليغولا/ و/المهاجر/ و/الدب/ و/يوميات مجنون/ و/غني وثلاثة فقراء/.. وغيرها الكثير وتخرج على يديه عشرات من الطلاب في قسم التمثيل للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
تابع القراءة→

مسرحية"السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إيريك شميث تبرز سماحة الإسلام

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يونيو 01, 2012  | لا يوجد تعليقات


"السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إيريك شميث
مسرحية فرنسية تبرز سماحة الإسلام
لالان تقمص دوري التاجر إبراهيم والطفل مومو في المسرحية


يستمر عرض مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن" للكاتب إريك إيمانويال شميث في مسرح "ريف غوش" أمام جمهور يملأ القاعة كل مساء، ويزداد تجاوبا مع البطل المسلم الذي قدم القرآن كحديقة تنبت فيها زهور التآخي والتكافل والتضامن والتسامح والترغيب خلافا للصورة النمطية السائدة التي يروجها محترفو التخويف والترهيب. 
وتدور أحداث المسرحية في باريس في ستينيات القرن الماضي في شكل حوار بين السيد إبراهيم تاجر المواد الغذائية المسلم المعروف عند فرنسيي الأحياء المخملية "بعربي الزاوية" وبين الطفل اليهودي مومو الذي يفقد والده، بعد أن انتحر بسبب عدم قدرته على تحمل حياة الوحدة و"الأمية العاطفية والروحية".




لالان تقمص دوري التاجر إبراهيم والطفل مومو في المسرحية



ملجأ روحي
"السيد إبراهيم" تركي مسلم صوفي، وليس عربيا كما كان يعتقد سكان الحي، ومن بينهم مومو ابن الثالثة عشرة الذي وجد في السيد إبراهيم ملاذا روحيا وعائليا ونفسيا إثر انتحار والده المحامي، متأثرا بوحدة قاسية بعد فشله في حياة زوجية كادت أن تقضي على طفولة الابن البرئ، لولا التاجر الذي أخرجه من محنته وعلمه معاني التسامح والسعادة الروحية والعطاء من خلال مقولته "الشيء الذي تعطيه يعد ملكا دائما والشيء الذي تحتفظ به يعد خسارة أبدية".
مع مرور الأيام، لم يعد الطفل مومو قادرا على الاستغناء عن "السيد إبراهيم"، الذي أزاح عن عيونه غشاوة الأفكار المسبقة عن الغريب الآتي من بعيد وأمده الحب والحنان والحكمة، وكبر الطفل مع السيد إبراهيم وبلغ الالتقاء الروحي بينهما درجة أدت إلى إقدام التاجر المسلم على تبني الطفل اليهودي مومو، وسافرا معا إلى تركيا.
هناك اكتشف المراهق سحر وروحية الشرق، وفهم مغزى رقصات الدراويش الدوارين، قبل وفاة السيد إبراهيم في مشهد تراجيدي بكى مومو خلاله، متأثرا بالأب الثاني والحقيقي، الذي أسعده بقيمه الإنسانية والروحية وعطائه دون مقابل أو طمع مادي، ولكن طلبا لسعادة نفسية تغمر الإنسان.
مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن"، التي قدمت في مسارح أوروبية عديدة، ليست فقط نصا بديعا مزج من خلاله شميث بين المسرح والشعر والرواية والفلسفة، بل تمثل أيضا تحفة فنية أبدعتها المخرجة آن بورجوا، التي عرفت كيف تجعل من الموسيقى والإضاءة والسينوغرافيا عوامل تناغم مسرحي.
كما تمكنت بورجوا من تفجير طاقة الممثل والمغني الملتزم فرنسيس لالان على النحو الذي مكنه من تقمص دوري التاجر والطفل، ومن تجسيد لعب كوميدي وتراجيدي باحترافية مدهشة صفق لها الجمهور مطولا في غياب عرب ومسلمين مازالوا غير معنيين بما يتعلق بهويتهم في باريس كل الفنون.
نجاح سينمائيويجدر الذكر أن مسرحية "السيد إبراهيم وزهور القرآن"، التي أصدرها شميت عام 2001 عن دار ألبا ميشال، وباع منها ثلاثة ملايين نسخة في أوروبا قد عرفت طريقها إلى السينما عام 2003، حينما تحولت إلى فيلم أخرجه فرنسوا دوبيران، ومثل فيه النجم العربي عمر الشريف دور السيد إبراهيم، وظفر يومها بجائزة سيزار أحسن ممثل، وكانت عودته إلى السينما حديث كل نقاد ومحبي الفن السابع.
كاتب المسرحية شميث الذي ولد عام 1960 بضواحي ليون اشتهر منذ التسعينيات بمسرحيات "ليلة فلوني" و"الزائر" وتنوعات غامضة" و" فردريك أو شارع الجريمة" و"مدرسة الشيطان" و"ألف حياة وحياة"، وتفرغ لاحقا للكتابة المسرحية تاركا الفلسفة التي نال فيها شهادة الدكتوراه.
وعرف شميث روائيا بأعمال هامة في العشرية الأخيرة من بينها " الإنجيل حسب بيلات " –سيرة المسيح – و" نصيب الآخر" و" حينما كنت تحفة فنية " – أسطورة فوست-  و" ميلاريبا- عن البوذية– و" أوسكار والسيدة الوردية" –عن المسيحية- و" طفل نوح" – عن اليهودية.
أما المغني والممثل فرنسيس لالان، السيد إبراهيم، فهو من مواليد عام 1958 بمدينة بايون جنوب فرنسا، واشتهر بألبومه الأول "ادخل بيتك" عام 1979، وهو صاحب روايات ومجموعات قصصية وشعرية، وبلغت معارضته للرئيس السابق ساركوزي حدا دفعه إلى مراسلته من خلال قصيدة  تندد بتراجع العدل وحقوق الإنسان أثناء فترة حكمه.

المصدر:الجزيرة
تابع القراءة→

الأربعاء، مايو 30، 2012

عرض مسرحية «33 لفة وبضع ثوان» بتجربة جديدة في بروكسل

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 30, 2012  | لا يوجد تعليقات



تم عرض  مسرحية «33 لفة وبضع ثوان»  بتجربة جديدة في بروكسل وكانت التجربة الجديدة هي مسرحية بلا  ممثلين ,وتم صياغة رؤية المسرحية بهذا الأتجاه  ، وقد جاء في دليل العرضأن 14 ممثلا  سيشاركون فيه، لكن لم ير أي منهم يصعد الخشبة طوال فترة عرض المسرحية  التي أخرجها  ربيع مروة ولينا صانع  من لبنان وعرضت في «مهرجان الفنون» في بروكسل.
وأن الرؤية التي اعتمدها المخرجان، هي تحويل  الخشبة لتكون على هيئة غرفة الشخصية الرئيسية التي انتحرت، لكنها مكان بقي مليئا بالحياة بفضل التكنولوجيا الحديثة.
إذ بقي المجيب الآلي للهاتف وجهاز التلفزيون وشبكة «فيسبوك» عوالم مفتوحة لتجميع حكاية الشخصية ورصد تطورها، وعبر هذه الوسائط يظهر الممثلون إما عبر تسجيلات الفيديو او عبر الصوت.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، يوضح المخرج والممثل ربيع مروة أن خلو المسرح من الممثلين يأتي في سياق التجربة المسرحية التي يخوضها مع لينا صانع منذ التسعينيات، ويشير الى عرض آخر لهما حضر الممثل فيه على مقاعد الصالة بين الجمهور. لكنه يقول «في هذا العرض دفعنا هذه التجربة الى حدودها القصوى».
ورغم عدم ظهور الشخصية الرئيسية، فان ما تورده الوسائط الحديثة على الخشبة كان مشغولا بها، وهذا بحسب المخرج ما يصنع حضورها، إذ يقول «هذه مسرحية وفيها كل عناصر المسرح، أهميتها هي غياب الشخصية الأساسية، فأنت تحس بجسده وحضوره لكنه ليس موجودا»، قبل أن يستدرك «ثم ان كل الآلات التي أمامك على المسرح ترتج وتضيء، وهذه اشياء في مكان ما تشكل بحد ذاتها الشخصيات».
ودون مقدمات، ينتحر ناشط حقوقي لبناني ليشكل ذلك محرك أحداث المسرحية. الانتحار يصير خبرا رئيسيا يعرضه التلفزيون، ويغطي بمادة مصورة هي تقارير اخبارية وبرنامج، أعدت للمسرحية، لتلاحق تطورات حدث حوله الإعلام إلى قضية رأي عام.
أما الأكثر حضورا فهو حائط تواصله مع اصدقائه على شبكة «فيسبوك»، الذي عرضته شاشة كبيرة في صدر الخشبة، وصارت «مسرحا» للتعليقات المستمرة حيال انتحار الناشط وتطور حكايته، وبالتوازي تتوالى تسجيلات رسائل صوتية لقريبين منه لم يعلموا بالانتحار، فيتعرف الجمهور على عالم الشخصية الرئيسية.
ويؤكد المخرج على «الصعوبة الكبيرة» لانجاز العرض فنيا، ولا يتردد في القول إن أحد الأسئلة هي «كيف يمكن أن نصنع مسرحا اليوم في ظل كل هذه التكنولوجيا التي نعيش معها؟» لكن «الغرابة» التي ولدها غياب الممثلين يمكن لها أن تبدد عند النظر إلى المسرح باعتباره فنا يجسد عصره، ويقوم على عنصري «الآن وهنا».
فمع الوسائط الحديثة لم يعد نسج العلاقات والتفاعل بين الناس يحتاج إلى الحضور الجسدي.
ويقول المخرج ان هذه القضية تحولت عندهما إلى شاغل لفن المسرح نفسه، ويوضح «نعتقد أننا نواجه مشكلات ومعضلات حول عمل المسرح وكيفية حضور الممثل»، ويضيف «لدينا أسئلة وافكار وشكوك نجرب أن نضعها في العمل نفسه، ولكن ليس لدينا أجوبة».
وخرجت اسئلة صناع العمل مع الجمهور لتفتتح نقاشات خارج الصالة.
ومن وسط جدلها مع صديقها حول انطباعهما عن العرض، تقول شارلوت بلومن لوكالة فرانس برس بسخرية «بعد ثورات الفيسبوك صار هناك على ما يبدو مسرح الفيسبوك أو المسرح الافتراضي».
وفي حين ان صديقها بدا معجبا بما سماه «تفكير» العرض، رأيها كان مختلفا إذ علقت «عندما اذهب لأحضر مسرحية أفضل شكل المسرح الكلاسيكي، وإلا تحولنا عبيدا للعالم الافتراضي في الحياة وفي الفن».
المسرحية التي تعرض للمرة الأولى قدمت على مسرح «بورص سخاوبرغ» ضمن «مهرجان الفنون» الذي اختتم أخيرا، وستجول لاحقا في عدة مهرجانات أوروبية شاركت في انتاجها، بينها مهرجان «أفنيون» المرموق للمسرح في فرنسا.
وتشكل أحداث «الربيع العربي» الأجواء الخلفية لعالم المسرحية، لكن تبقى احوال لبنان السياسية والاجتماعية في الواجهة.
فعبر التعليقات تحضر أجواء التحركات الاحتجاجية التي قامت في لبنان وفشلت في الاستمرار تحت عنوان «إسقاط النظام الطائفي».
ورغم أن الناشط المنتحر يورد في رسالته الأخيرة قناعته بأن الانتحار هو قمة التحرر، لكنه يصير مناسبة لسجالات تريد لموته أن يكون عنوانا لقضية ما، منها من يريد تحويله إلى أيقونة نضالية لتحريك تظاهرات احتجاجية، متجاهلة تأكيده أن انتحاره ليس على الاطلاق عملا بطوليا.
ويعلق المخرج مروة على ذلك بالقول «على خلاف البلدان العربية الأخرى، لا يوجد في لبنان نظام يمثله شخص ديكتاتوري لتثور ضده، فالسطلة موزعة على طوائف»، قبل أن ينقل تعليقا تهكميا ورد في المسرحية حول سبب فشل الاحتجاجات «عندما جربنا أن نثور، خرجت الطوائف لتثور معنا ضد النظام الطائفي».
وفي النهاية، لا شيء من امنيات الناشط المنتحر يتحقق. فانتحاره صار محط تجاذب العناوين، وقضية سجالية تناقش أبعادها برامج التلفزيون، ورغم وصيته بان يحرق جسده وينثر رماده وألا يدفن تبعا لأي طقس ديني، إلا أن عائلته تدفنه وفقا لمعتقدات طائفته التي تنجح في «استرجاعه»، كما يعلق المخرج.
وكما لم يجد الجمهور ممثلين أمامه، فلم يجد احدا يحييه نهاية المسرحية، فصار يصفق والأجهزة الالكترونية مطفأة أمامه على الخشبة، ويؤكد المخرج أنهم قصدوا عدم الظهور لتحية الجمهور كي لا يبدو كأنهم يفصلون بين ما يجري على المسرح وما يجري في الواقع، لأن مسرحهم كما يقول «خليط من الاثنين».
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9