أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، مايو 30، 2012

عرض مسرحية «33 لفة وبضع ثوان» بتجربة جديدة في بروكسل

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 30, 2012  | لا يوجد تعليقات



تم عرض  مسرحية «33 لفة وبضع ثوان»  بتجربة جديدة في بروكسل وكانت التجربة الجديدة هي مسرحية بلا  ممثلين ,وتم صياغة رؤية المسرحية بهذا الأتجاه  ، وقد جاء في دليل العرضأن 14 ممثلا  سيشاركون فيه، لكن لم ير أي منهم يصعد الخشبة طوال فترة عرض المسرحية  التي أخرجها  ربيع مروة ولينا صانع  من لبنان وعرضت في «مهرجان الفنون» في بروكسل.
وأن الرؤية التي اعتمدها المخرجان، هي تحويل  الخشبة لتكون على هيئة غرفة الشخصية الرئيسية التي انتحرت، لكنها مكان بقي مليئا بالحياة بفضل التكنولوجيا الحديثة.
إذ بقي المجيب الآلي للهاتف وجهاز التلفزيون وشبكة «فيسبوك» عوالم مفتوحة لتجميع حكاية الشخصية ورصد تطورها، وعبر هذه الوسائط يظهر الممثلون إما عبر تسجيلات الفيديو او عبر الصوت.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، يوضح المخرج والممثل ربيع مروة أن خلو المسرح من الممثلين يأتي في سياق التجربة المسرحية التي يخوضها مع لينا صانع منذ التسعينيات، ويشير الى عرض آخر لهما حضر الممثل فيه على مقاعد الصالة بين الجمهور. لكنه يقول «في هذا العرض دفعنا هذه التجربة الى حدودها القصوى».
ورغم عدم ظهور الشخصية الرئيسية، فان ما تورده الوسائط الحديثة على الخشبة كان مشغولا بها، وهذا بحسب المخرج ما يصنع حضورها، إذ يقول «هذه مسرحية وفيها كل عناصر المسرح، أهميتها هي غياب الشخصية الأساسية، فأنت تحس بجسده وحضوره لكنه ليس موجودا»، قبل أن يستدرك «ثم ان كل الآلات التي أمامك على المسرح ترتج وتضيء، وهذه اشياء في مكان ما تشكل بحد ذاتها الشخصيات».
ودون مقدمات، ينتحر ناشط حقوقي لبناني ليشكل ذلك محرك أحداث المسرحية. الانتحار يصير خبرا رئيسيا يعرضه التلفزيون، ويغطي بمادة مصورة هي تقارير اخبارية وبرنامج، أعدت للمسرحية، لتلاحق تطورات حدث حوله الإعلام إلى قضية رأي عام.
أما الأكثر حضورا فهو حائط تواصله مع اصدقائه على شبكة «فيسبوك»، الذي عرضته شاشة كبيرة في صدر الخشبة، وصارت «مسرحا» للتعليقات المستمرة حيال انتحار الناشط وتطور حكايته، وبالتوازي تتوالى تسجيلات رسائل صوتية لقريبين منه لم يعلموا بالانتحار، فيتعرف الجمهور على عالم الشخصية الرئيسية.
ويؤكد المخرج على «الصعوبة الكبيرة» لانجاز العرض فنيا، ولا يتردد في القول إن أحد الأسئلة هي «كيف يمكن أن نصنع مسرحا اليوم في ظل كل هذه التكنولوجيا التي نعيش معها؟» لكن «الغرابة» التي ولدها غياب الممثلين يمكن لها أن تبدد عند النظر إلى المسرح باعتباره فنا يجسد عصره، ويقوم على عنصري «الآن وهنا».
فمع الوسائط الحديثة لم يعد نسج العلاقات والتفاعل بين الناس يحتاج إلى الحضور الجسدي.
ويقول المخرج ان هذه القضية تحولت عندهما إلى شاغل لفن المسرح نفسه، ويوضح «نعتقد أننا نواجه مشكلات ومعضلات حول عمل المسرح وكيفية حضور الممثل»، ويضيف «لدينا أسئلة وافكار وشكوك نجرب أن نضعها في العمل نفسه، ولكن ليس لدينا أجوبة».
وخرجت اسئلة صناع العمل مع الجمهور لتفتتح نقاشات خارج الصالة.
ومن وسط جدلها مع صديقها حول انطباعهما عن العرض، تقول شارلوت بلومن لوكالة فرانس برس بسخرية «بعد ثورات الفيسبوك صار هناك على ما يبدو مسرح الفيسبوك أو المسرح الافتراضي».
وفي حين ان صديقها بدا معجبا بما سماه «تفكير» العرض، رأيها كان مختلفا إذ علقت «عندما اذهب لأحضر مسرحية أفضل شكل المسرح الكلاسيكي، وإلا تحولنا عبيدا للعالم الافتراضي في الحياة وفي الفن».
المسرحية التي تعرض للمرة الأولى قدمت على مسرح «بورص سخاوبرغ» ضمن «مهرجان الفنون» الذي اختتم أخيرا، وستجول لاحقا في عدة مهرجانات أوروبية شاركت في انتاجها، بينها مهرجان «أفنيون» المرموق للمسرح في فرنسا.
وتشكل أحداث «الربيع العربي» الأجواء الخلفية لعالم المسرحية، لكن تبقى احوال لبنان السياسية والاجتماعية في الواجهة.
فعبر التعليقات تحضر أجواء التحركات الاحتجاجية التي قامت في لبنان وفشلت في الاستمرار تحت عنوان «إسقاط النظام الطائفي».
ورغم أن الناشط المنتحر يورد في رسالته الأخيرة قناعته بأن الانتحار هو قمة التحرر، لكنه يصير مناسبة لسجالات تريد لموته أن يكون عنوانا لقضية ما، منها من يريد تحويله إلى أيقونة نضالية لتحريك تظاهرات احتجاجية، متجاهلة تأكيده أن انتحاره ليس على الاطلاق عملا بطوليا.
ويعلق المخرج مروة على ذلك بالقول «على خلاف البلدان العربية الأخرى، لا يوجد في لبنان نظام يمثله شخص ديكتاتوري لتثور ضده، فالسطلة موزعة على طوائف»، قبل أن ينقل تعليقا تهكميا ورد في المسرحية حول سبب فشل الاحتجاجات «عندما جربنا أن نثور، خرجت الطوائف لتثور معنا ضد النظام الطائفي».
وفي النهاية، لا شيء من امنيات الناشط المنتحر يتحقق. فانتحاره صار محط تجاذب العناوين، وقضية سجالية تناقش أبعادها برامج التلفزيون، ورغم وصيته بان يحرق جسده وينثر رماده وألا يدفن تبعا لأي طقس ديني، إلا أن عائلته تدفنه وفقا لمعتقدات طائفته التي تنجح في «استرجاعه»، كما يعلق المخرج.
وكما لم يجد الجمهور ممثلين أمامه، فلم يجد احدا يحييه نهاية المسرحية، فصار يصفق والأجهزة الالكترونية مطفأة أمامه على الخشبة، ويؤكد المخرج أنهم قصدوا عدم الظهور لتحية الجمهور كي لا يبدو كأنهم يفصلون بين ما يجري على المسرح وما يجري في الواقع، لأن مسرحهم كما يقول «خليط من الاثنين».

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9