أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأحد، أغسطس 14، 2016

سائق الموتى إبداع مَسرحى يتجاوز مُدن الأحَيْاء بِقاطرة مَوت

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 14, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

لا شىء يَهمّ.. حَيْث الأزمنة هى الأزمنة.. والأمِكنة هى الأمِكنة.. فلاشيء يَهم.. لأنّه لن يَحدث شيْئاً..!
لن يَحدث غيْر الموت ـ إن اعتبرناه حَدثا ًـ فما السكون غير موت.. والفرق بين أحيْاء شخوص الغرباوى وأموات قاطرته.. هو الفرق بين الفعل واللا فعل.. فعل يمكن ممارسته باختيْارنا فيحيينا..!
وحيث.. أنا وأنت.. أو أىّ آخر مِثلنا.. يَعيش حَيْاة لايرغبها.. ويمارس أفعالا مُجبر عَليْها.. فلسنا غَيْر أموات..!
وإن كُنّا ـ لحظة أو بُرهة ـ فى عام واحد فقط أو فى حيْوات عُمرنا ـ سنفعل ما يَجعلنا من الأحَيْاء.. فأيْضا ً بهذه الخدمة نحن من الأمَوات..!
فالغرباوى فى مَجموعته المسرحيّة (سائق الموتى..!) .. أقصد بين سطوره الفِكريّة يحوّلنا إلى (أجساد سَائرة على أقدام.. فقط أجساد وأقدام..!) كما يذكر على لسان أحد أبطاله.. ويحوّلنا إلى أصنام قدريّة المَصير..؟
حواديت.. وأفَعال.. وأفكار.. مَلضومة بخيْط حَرير فى نِهايْته وجود واحد.. تجسّده رؤيته فى لوحته:
 (لاشيء يَهمّ.. لايكدرنّكم شيء.. فكلّنا مسافرون.. راحلون فى قِطار الموت.. كُلّنا عَربات..
كُلّنا مَوتى..!
كُلّنا فى العَربات.. والموت..
الموت يَقود..!)
استسلام لمصير مَعروف لكلّ من يُولد.. أو مَن يركب قطاره..!
932-ahmadفبيْن أدب المَسرح وإبداع الفِكر.. تأتى عَوالم مَسرح المونودراما للغرباوى فى مَجموعته المسرحيّة (سائق الموتى) .. التى ضمّت مسرحيات (سائق الموتى) و(ثورة المراهق) و(سأقتلها) .. ثلاث مسرحيات هى بمثابة أطروحات فِكريّة.. وأوراق فلسفيّة.. زاخرة بحيْرة تساؤلات أبديّة حَول الموت.. جَدليّة القصر والاختيْار.. واعتلال النفس وتأرجحها بَيْن الهَوى والعَقل.. والرغبة وتدوير الفِعل.. وركوب فارس على صهوة جَواد برّى بلا سرج.. ويحاول ترويضه.. وهو لايَملك أبجديّات مَهارة ركوب الخيْل.. ولايَعرف الفرق بين مِضمار الخيْل وملعب الكورة..؟
مَسرحيّات مونودراميّة الشكل.. تضرب العقل بمعاول فِكر.. من خلال حركات مضطربة لشخصيّات تتلاءم مرحلتها العُمريّة.. ودوام بَحثها عن إجابات أزليّة فى النفس البشريّة..!
مَسرحيّات يضفّرها حِلم وخيْال.. واقع وشاذ.. عبث ومنطق..!
وتلصّ من النفس البشريّة سوادها.. وأرقها.. وعَذابات الحِيرة.. بين اختيْارات الذات، وسوط الشعور بالذنب، ولذّة الخطيئة..!
خطيئة دفينة فى الأعماق..!
مونودراما تعرّينا بقسوة.. رغم محاولتنا سَتر عوراتنا..!
وتلطم خدودنا بصفعات متتاليْة.. رغم إنّه قد أُغمىّ عليْنا من شدّة الصفعة الأولى..!
إنه كعادة إبداع الغرباوى يضغط.. ويضغط بعنف على (الجَرح) .. رغم صراخ الألم قبيْل النزف..؟
ابداع أدبى يصرّ على فضح (الجُرم) .. ويلبسنا عِنوة ثوب الفضح.. رغم ستر الربّ لنا..!
مَشرط قدر يسرى دون حَاجة إلى يدّ.. تدفع وتُسرع به فى أرواحنا..!
ما كُلّ هذه القَسوة التى تَحملها شَخصيّات القطار.. أقصد الحيْاة.. بالعمل الأدبى الذى رغم مُتعة إثارة الفِكر.. ولوحات نَثره الفنّى.. وجَدليّاته الفكريّة.. وتماوج حَركات شخوصه.. ويحوّلنا كقراء.. وكأننا لاعب سيرك.. يسير على حبل.. وحَتى آخر جملة فى مسرحه نسقط ونتهاوى مع غلق ستار نصوصه الإبداعيّة..
وهى أعمال فنيّة كثيراً ما يتركها بلاغلق نهايتها دائما.. امتزاجاً بالحيْاة وتواصلا والجمهور، فى وعاء مكانى وزمانى وفكرى واحد..!
وكأنه يدخل قبضته فى أحشائنا.. وتتحوّل خشبة المسرح لمرآة حَيْواتنا صراعاً.. وضجيجاً.. وطحناً لمشاعرنا وأفكارنا.. ويخلفنا نثرات دقيق.. دون خبز نافع يسدّ جوع اضطرابنا.. أو حتى يتقاسم رغيف خبزه معنا..؟
بل يهيل به عليْنا.. ويعفّر به بصيرة أحاسيسنا.. وما كَفاه غيْم بَصرنا..!
عمل أدبى يجيش بتساؤلات حَائرة فى أغلب أعمال الكاتب المصرى (أحمد الغرباوى) .. ويبعد عن تجاريّة البيع.. ولا ينظر إلى إغراءات جذب القارئ.. ويخلف لنا شجنا ً.. شجنا ً مؤرقا ً.. ويبعثرنا نثرات روح.. وجزيئات فكر هنا بلا هوادة ودون استقرار..!
ويرمينا بكرات رَمل (عَجز) .. مملّحة بـ (عذابات حِرمان) .. وتهدّها ريح عاصف شعوراً جارفاً بــ (الحزن والافتقاد) .. ويفتقر للحب.. الذى يجعل الكاتب يركن للهدوء والسكينة.. ويدنو للخنوع فى سِمات شخوصه..!
وكثيراً ما يلهث المؤلف أسلوبا ً.. والغامض فكرا ً فى كثيرمن الأحايين.. حيث تشدّ قوّة كلماته القارئ لمناطق شديدة الرماديّة.. ينشد سواداً.. قد تصل أحيانا ً إلى حِدود مُحرّمة من الفِكر.. ولكن بحسن نيّة دَهشة طفل يبحث عن إجابة.. !
ولا أحد يستطيع.. أن يُنكر أنّها فى الأخير تضيف، ويؤخذ منها ثراءا ً وإثراءا ً للعمل الفنى..
وفى المجموعة المسرحيّة.. التى بين أيدينا تدفعنا الشخصيّات لإعمال الفِكر.. وتدور بِنا فى عَالم واحد.. تسلسلنا بأغلال (الموت) و(القتل) و(العجز) و(الخيانة) و(الغدر) .. وغيْرها من المعانى.. التى يَحاول أن يغربلها بيْن أنامل (الهذيْان) و(الحقيقة) .. يطرحها على مائدة النقاش تارة بــ (وعى) وأخرى بــ (لاوعى) ..؟
وتهتز بنا جيئةً ورواحا ً.. وتتحاور الشخصيّات بلغة مكثفة جدا ً.. قليلة المفردات قاسيّة الشجن.. خشنة فى ظاهرها ومؤلمة المعانى.. ورحيمة فى لطمتها.. بقصد وبغير قصد فى كثير من المواقف.. وتعبيراً عن أحَداث مُفجعة..!
وهى نصوص تحتاج للقراءة أكثر من مَرّة..
ومثل ذاك (الإبداع الأدبى) فى حَاجة لمخرج مُبدع خلاق.. يبتكر فى رؤيْته الحركة.. التى لاتهدأ منذ بدايْة المسرحيّة.. حركة تمتزج وفعل يتنقل بيْن وضعيْة لغة سريعة ومَعانى تندفع وتندفع وتندفع.. حتى آخر مَحطة فى قطار دراما (سائق الموتى) للساخر البائس أحمد الغرباوى..
و بعدما فرغت من قراءة النصّ الأدبى.. أتأمّل سقف حُجرتى.. ويمنع نومى تسارع نهجان قلبى وتساؤلات شتى..
 فما كُلّ ذاك الحُزن الدفين فى الأعماق.. نسيج مغزول بين رقّة جدائل شِعر، ورحابة خيْال نثر فنى.. قماشة أدبيّة ممتعة على جميع المستويْات الحسّية والمّعنويّة.. حتى تكاد تلامس تلوّثات واقع حَيْاتى نعيشه آنيّا.. ؟
وما أقسى غِلوّ فِعل مُنحرفاً عن المألوف.. حتى الوصول لحافة موت..؟
وأعود بالذاكرة إلى مَجموعته المسرحيّة الأولى (المتحزّمون) .. فأجد الغرباوى ساخراً بائساً.. وأيضا يائساً..!
ويصفع القارئ وجعا ً وألما ً فى مجموعته الثانيْة (السقوط إلى أعلى) ..! بدايْة من إمعان الفِكر فى العناوين التى يختارها لأعماله كما نرى..؟
وبلا هَوادة.. يَصرعنا مواطنه المقهور جَبراً فى أحلامه.. ومُغتصبا ً فى شَرفه فى (سائق الموتى) ..!
وتتركنى دنيْا  (خلقه الفنى) فى ترنّح فكر..؟
فمن هم موتاه..؟
أهو السائق..؟
أم الراكب..؟
عربات قطار تحمل نعوش ذواتنا من (أحاسيس) و(فكر) .. و.. و..؟
عمل أدبى لايمنح أملا ً (لكل ما يجب أن يكون) بناءا ً دراميا ً، أو لغة واقعية ،أو وضوحا ً فكريا ً، أو مهادنة وإنسيابية شعورية..!
اغتراب يَضرب جذوره فى أعماق نفس تغور وتغور.. وثورة عَاشق مايزال يَحلم بمثاليّة عروس قطار.. ينتظرها على المحطة..!
وأحيانا ً يَهرول خلفها.. ثور هائج يغتالها بفروسيّة ميتادور عاشق..! ثم يجلس مترنّحا وباكيْا.. يرثى روحه.. ويعزّى بطولته دون جدوى..!
الجميع لدى الغرباوى أموات.. والمحطات خاويّة.. بلا قيْم ولا أخلاق..!
بانوراما عَوالم مِشوّهة من شدّة بؤس مُرّ خواء.. ورغبات عَارمة تنشد (اللامنطق) بمبرّرات (سلوكيّات منحرفة) و(أفعال مُراهقة) ..!
ولكن يظلّ بطل الإبداع يركن فى منطقة بعيدة.. يثير الفكر..ويقلق النفس.. ويوقظ فينا مشاعر وأحاسيس.. تكاد تندثر.. وتنسحب من أعماقنا فى نعومة خدر.. وغفلة خمر.. وسُبات روح..!
إنها دراما الحيْاة.. دراما الإنسان منذ بدء الخلق.. ستحيْا كثيراً على أرفف النفس البشريّة.. قبل أن تركن وعَفرة غبار المكتبة العربيّة..!
 تشكيل جمالى يَدبّ فيه حيْاة قلمٌ ساخر يائس.. يحمّل قطاره (عِشق فن) و(إبداع متميْز) لأحياء الأرض.. حتى لو شحنه فى عَربات (سائق الموتى..!)
وتأكّد سيّدى المبدع الشارد.. مَهما اختلفنا فى الرأى.. أيّها الكاتب المصرى (أحمد الغرباوى) .. فإننا على محطة الأدب نتلهّف لوصول إبداعك الفائق.. والقادم مهما.. تأخّر أو تجاوز القطار مُدننا.. أوحتى تجاوز انتظارنا غضباً أو شططاً..؟
مع تحياتى وتقديرى لنتاج روحكم..

 ------------------------------------------------
المصدر :  سلوى العبد الله - المثقف

تابع القراءة→

تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العبادي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 14, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

يعد المسرح في بعده الإجرائي لغة ناطقة ومتحركة، كما أنها لغة إنسانية حية دائما، كونها لغة متجددة ومتعددة بتعدد الشعوب والمرجعيات ، وبما أن المسرح في عمقه الوجودي يشكل الحياة في صورتها الأكثر قوة وعنفا، لذا هو معارضة للسكون والموت والجهل والعجز والنفي والغربة و كما يصفه (بلزاك) هو الوجه الأكثر تأثرا وتفاعلا وتقاطعا مع ما هو سائد .     تعد المونودراما فنا من الفنون الدرامية التي ظهرت بقوة مع ظهور المسرح التجريبي الذي تطور ونضج في بداية القرن العشرين، ومن أهم سمات هذا المسرح ، أن المسرحية تعتمد على ممثل واحد يسرد الحدث ويديره عن طريق الحوار، كما وتتألف المسرحية غالبا على مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد والبقية صامتون، كما وتعني كلمة (مونو) في اللغة اليونانية واحدا فقط  أو شخصا.
تقوم المسرحية على  جدلية العلاقة  مابين الواقع والرمز، أي الواقع كوجود خارجي مستقل له مرجعيته الاجتماعية، والسياسية  – والرمز كمكون جمالي وفني وقيمي ، لذا تشكلت هذه العلاقة عبر تحولاتها من توليد وخلق  حقل دلالي مختلف  منح النص المسرحي عمقا مجازيا ودلاليا عميقا تبرز أهميته في تجاوز الجزئي الضيق بالمطلق الشامل لتجنب الوقوع بالمباشرة الفجة للواقع (السائد) تتجلى هذه العلاقة في عنوان المسرحية كعتبة أولى للنص (حذائي) بكل حمولاته النسقية،  المباشرة وغير المباشرة ، فالحذاء كوظيفة مباشرة يستخدم لحماية الأقدام أما كوظيفة غير مباشرة يمثل بعدا اجتماعيا وطبقيا مختلفين، لكن هذه الجدلية تأخذ بعدا أكثر عمقا ودلالة من بنيتها السطحية ( الشكل ) حين نتغلغل عميقا داخل النص، فاللغة والثيمات والأساليب المتبعة تتجاوز حدودها البلاغية والجمالية إلى التوغل  في مدلولاتها المعرفية والفكرية من خلال الحفر عميقا للبحث عن بنيات مضمرة خلف شكل هذه البنيات، أي البحث في السياسي ، والاجتماعي ،والميتافيزقي أيضا وهو ما يعكس التنوع والثراء في هذه الدلالة  داخل النص (تفتح الستارة ... بعد أن ضاقت به السبل وجد له ملاذا آمنا في حذائه الذي أصبح شاهدا حيا على خارطة الوجع الذي ألمَّ به).   يضعنا النص أمام تحدٍ وجودي ضد كل أشكال الإقصاء من خلال تمركز النص على خلف ثنائية  الموت/ الحياة وذلك عبر مسرحة الواقع والأحداث برمزية اللغة كوسيط تواصلي تداولي قادر على إحداث خرق للنظم المرجعية السائدة ، لذا كانت اللغة عند الكاتب تعج بمفردات التمرد والإدانة ضد الواقع المعيش لكسر حالة التهميش والإقصاء التي يعاني منه الإنسان العراقي ضمن ما هو كائن، ما يعكس اختيار الكاتب لجمل محورية ومركزية تمثل مركز ثقل النص مثل: متى تبقى حذائي عاقرا؟ إلى متى أتخفى من نباح الأيام؟ ما أقسى أن يكون قاتلك اسمك ، معززا ذلك بدلالات رمزية مكثفة وصادمة، فدلالة الحذاء أخذت بعدا رمزيا ناقما على الواقع الإنساني المزري لذا كانت  رمزية الحذاء تتشكل من قعر المعاناة الواقع  كمعادل موضوعي لوطن منتهك بفعل الصراع الطائفي، وشاهدا على وحشية العالم  (سوف اتخذ من زنزانة حذائي سوطا يجلد أصواتكم ) .
سعى الكاتب من جعل النص ينفتح على أحداث تاريخية متعددة تمتد على جسد النص المسرحي من خلال تكثيف الصورة – التناصات التي تحيل إلى أحداث  تاريخية دينية وسياسية قديمة وحديثة في وقت واحد ( يهزون جذع العراق بدمعهم فيتساقط القتل عليهم جنيا ) الغرض من هذه التناصات دمج العقلاني بغير العقلاني والواقعي بالرمزي والزمان بالمكان عبر المتخيل الفني  للفت نظر المتلقي إلى قدم الوجع في ذاكرة الإنسان العراقي حتى بتنا شعوبا بلا زمن، وهو ما يكشف عن خيبة الأمل من تداعي الواقع الإنساني المثقل بالأعباء التاريخية الثابتة مع ثبات مرجعياته، لذا كان السؤال الجوهري لدى البطل  سؤالا وجوديا خالصا وهو البحث عن معنى الخلود، سؤالا حتى الأساطير لا تمتلك الإجابة عليه (يا كلكامش متٌ ولم تخبرني هل هناك حقا عشبة الخلود ؟) . وبما أن البحث عن الخلود يندرج في أطار البحث عن الذات بمفهومها الرمزي والذي يستدعي بدوره موقفا من العالم الواقعي بكل مرجعياته الثقافية، لذا كانت الإجابة دائما تذهب باتجاه البحث عن وعي جديد للذات أكثر قربا من الواقع لإنتاج هوية إنسانية ووطنية بلا انتماءات عرقية  ومذهبية وحزبية ثابتة (كم أتمنى أن احتفل وأنا خارج حذائي بجفاف ذلك النهر الأحمر ...ولد بصورة غير شرعية على أرصفة الشوارع ) وهو ما يدعم توجهنا في إيجاد علاقات جديدة ترسم ملامح الواقعية الرمزية كخيار أكثر قربا من الأحداث  .

-------------------------------------
المصدر : حيدر جمعة العابدي  - كتابات 

تابع القراءة→

الخميس، أغسطس 11، 2016

عروض مسرح الدمى في بيروت تجتذب الأطفال والكبار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 11, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

تجتذب عروض مسرح الدمى في لبنان هذا الصيف الصغار والكبار على حد سواء حيث تتوافد أعداد كبيرة من المشاهدين على مسرح دوار الشمس في بيروت لمشاهده عروضه الأسبوعية.

ويقوم مسرح الدمى اللبناني – خيال الذي أسسه كريم كروب بتقديم عرض من عروض مسرح العرائس بعد ظهر كل خميس على مدار شهري يوليو تموز وأغسطس أب.

وقال كروب «بها المسرحية منحكي عن عدة أشياء.. منحكي عن الوضع اللي ممكن نحن نوصل له على كل المستويات.. على مستوى الذاكرة اللي نحن شوي شوي عم ننساها.. على مستوى الأكل النضيف.. وعلى مستوى الشجر.. وعلى مستوى البناإلي عم يجتاح المدينة.. ومش بس هيك.. على مستوى الحيط اللي عم نحطه بيننا وبين الهوية تبعيتنا.. المسرحية بتحكي عن هيدا الشي.. صار لها زمان عم تنعرض.. وبعدا عم تنعرض.. وبدا إتضلها (تظل) إن شاء الله.»  وتحكي المسرحية «بيتك يا ستي» التي تستمر 50 دقيقة قصة فتاة تدعى سلمى وصديقيها أمين وسلوم الذين تسلقوا الجدار ليكتشفوا أن وراء منزل الجدة أرضا فيها الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والهواء النقي والطعام الصحي. ويتواصل العرض ليوضح كيف سيتمكن الثلاثة من العودة إلى عالمهم الخاص وما إذا كانوا سينجحون في ذلك.  وبدا الأطفال الحاضرون سعداء مستمتعين بالمسرحية.

وقال مهدي وهو طفل يبلغ من العمر سبعة أعوام «كتير حلوة طلعت.. بتضحك.. يعني مزج خيال.. هيك يعني.»

وقال طفل آخر يدعى محمد يبلغ من العمر تسعة أعوام «حبيت كيف قالوا عن الخضار إنه منيحة والخضار إنه متل الطابة (الكرة) وإنه بتخدع الخضرة (قادرة على أن تخدع المرء) وإنه ما ننسى أهمية ستنا وهيدا هو كل شي إللي اتعلمته.»

وتُستخدم في مسرحية «بيتك يا ستي» الدمى وأسلوب المحاكاة بالفيديو ومسرح التمثيل ومسرح الظل. وقالت سوزان حاموش وهي معلمة لتلاميذ يشاهدون المسرحية «المسرحية كتير حلوة وهادفة وبتحكي عن واقعنا الحالي وبتعلم الولاد إنه ما ياكلو شوكولا كتير وشرائح بطاطا مقلية معبأة (بالإنجليزية) كتير وياكلو أشيا من الجنينة وإنه يزرعواوهالمواضيع هي عن الطبيعة.»

وقال خالد أبو طعام والد أحد الأطفال المشاهدين للمسرحية «رسالة اليوم واضحة.. المسألة اللي عم نعاني منها كلنا.. مدن وما في شجر والبيئة خربانة وجو ملوث.. كل مسرحية إلها موضوع مختلف.. بس هيدي هيدا عنوانها.» وأضاف أنه كثيرا مايشاهد عروض كروب مع أسرته.

ولدى مسرح الدمى اللبناني بالفعل 17 مسرحية وتتم إضافة عروض جديدة بشكل منتظم.

وسوف يستمر الموسم الصيفي لمسرح الدمى حتى 25 أغسطس أب في مسرح دوار الشمس.

وقام مسرح الدمى اللبناني-خيال بجولات في أنحاء لبنان وعرض مسرحيات في أكثر من 300 قرية.

-------------------------------------
المصدر : بيروت – رويترز
تابع القراءة→

الأربعاء، أغسطس 10، 2016

من عروض المهرجان المسرحي الجامعي الأول.."النهايات" واللعبة المسرحية / د. زينة كفاح الشبيبي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

أربعة أيام شهدتها كلية الفنون الجميلة بمسرحها وفضائها ليبث طلاب جامعاتنا العراقية سلسلة من العروض المسرحية صباحاً ومساءً لخلق جوٍ من السباق والتشويق والمنافسة ضمن مهرجان المسرح الطلابي للجامعات العراقية الاول (دورة الاستاذ الفنان المرحوم د. عبدالمرسل الزيدي) اذ شاركت كل من (كلية الفنون الجميلة/ بابل, كلية الفنون الجميلة/ بغداد, كلية جامعة الحلة, جامعة المستقبل, الديوانية, الكوت, القاسم, كربلاء), وكانت على هامش المهرجان مسرحية للدكتور زهير كاظم "غريب الدار."

تنوعت العروض المسرحية الطلابية لهذا المهرجان بين انتماء الكليات لذوي الاختصاص أي كليات الفنون, والاخرى اعتمدت على شعبها الفنية. لذا جاءت العروض مختلفة في جودة أدائها واساليب إخراجها وموضوعاتها التي حاولت من خلالها نقل تصورها الذاتي لحقب زمنية ولكن برؤى اخراجية مختلفة احداها عن الاخرى. 
ومن بين الجامعات والكليات المشاركة شعبة النشاط الفني/ جامعة بغداد بعرض (نهايات) إخراج (أمير أبو الهيل) . وبدءاً من العنوان (نهايات) التي عبرت وللوهلة الاولى عن نهايات لعدة دلالات منها الاحلام, الاماني, والحياة العامة, وجاءت دلالة (نهايات) موجزاً او نهايات لعدة مسرحيات لنصوص عالمية مثل (غاليغولا, هاملت ....).
وهذه النهايات اعتمدها المخرج ثيمة للعرض المسرحي, كونها تتوافق مع نهايات الواقع المعاش ومنظومة تلك الثيمات. 
كما انها (نهايات) تمثل بالنسبة الى العروض المشاركة الاخرى نهاية لبداياتها. 
شارك في العرض ثلاثة طلبة أسهموا معاً في تجسيد ثيمة العرض (النهايات) اذ تناوبوا وتشاركوا في أداء الادوار المختلفة لنهايات عدة, حيث أفصح كل واحد منهم عن نهاية لمسرحية ما, لذا جاءت ادوارهم متنوعة في نهاياتها ومتراوحة بين التقمص وبين الاداء الملحمي الذي يمتد الى الكواليس. 
بدأت احداث المسرحية بوجود ثلاثة ممثلين بزيهم العملي (الابيض, الاسود) الخاص بالتمارين المسرحية وفقاً لطبيعة الادوار التي تجمع بين الخير والشر, اضافة الى كونه زياً يتناسب مع طبيعة العمل (بروفات) لعدة نهايات مسرحية. إذ يقابل كل منهم كرسي وهم يتوسطون اعلى المسرح, آخذين بالتحرك نحو اسفل المسرح حاملاً كل منهم كرسياً موجهاً إياه نحو الجمهور (اشبه بالسلاح الموجه) نحوهم مع حركة (الهرولة والمراوحة العسكرية) باتجاهات مختلفة بحثاً عن حلم. وينصح أحدهم الآخر ضمن حوارات تحدد فيه سلوك ومسار هذا الطريق اولاً:
الاول: اني راح اروح بهذا الطريق. 
الثاني, لا , ... الحلم بيه مسدود.
وتقدم احدهم بتوضيح طبيعة العمل: 
الاول:مرحباً بالحضور الكرام راح انقدم مجموعة مشاهد تمثل نهايات لعدة مسرحيات. عندها يتم الكشف عن (اللعبة المسرحية), وشروعاً من هذا الحوار الموجه الى الجمهور قام ذات الممثل بتحديد منطقة اللعب التي سوف تدور فيها النهايات, وذلك باستخدام الشريط اللاصق محدداً به مساحة مربعة الشكل اذ اصبحت أشبه بالحلبة لأن الأداء فيها يشمل كل الاتجاهات الأربعة, اما خارجها ( أي داخل المسرح) فيعد كواليس لها ضمت (السلم وبعض الملحقات الاخرى التي يعتمدونها في لعبتهم (الميتا مسرحية).
كانت اول نهاية, هي نهاية مسرحية (غاليغولا), وبها اخذ الممثل بتقمص حال دخوله المنطقة المحددة/ الحلبة التي سبق وان حددت بالشريط اللاصق مستخدماً المسدس, ليطلق النار على نفسه ثم نحو الفضاء مردداً الحوارات الاخيرة, بهذا خلق الايهام بتجسيده للدور المسند اليه, وحال خروجه من الحلبة, أخذ بتناول علبة الماء والتكلم مع زميله في الكواليس (خارج الحلبة/ كسر الايهام) بأحاديث شخصية. 
ويتم دخول ممثل اخر بدور (هاملت) وتكرار ذات الحالة السابقة , أي (خلق حالة ايهام) وبمغادرته الحلبة (كسر الايهام), وبقية الحال عليه بقية نهايات المسرحيات بالتناوب بين (الايهام/كسر الايهام) أي داخل/ خارج الحلبة, وصولاً الى المشهد ما قبل الاخير, اذ استخدم فيه اكياسا من الماء اخذت ترمى على الممثل في داخل الحلبة من الكواليس وكأنهم يرشقونه بالدم, أي ان هناك تحولاً دلالياً كان الماء فيه بديلاً للدم (اختلاف اللون) مع بقاء التأثير الذي يحدثه الدم, وكانت هذه التصويبات/ اكياس الماء دقيقة بتوجهها إلى جسم الممثل مسببة بلله بلون دموي. 
ثم يتم قطع المشهد بالحوار التالي للتحول من (الايهام/ الى كسر الايهام).
الممثل: يمعودين كافي موبللتوني , كافي شقه. 
وجاء استخدام المؤثرات الذاتية التي يتم اصدارها من قبل الممثلين ذاتهم, وهي اصوات الضجيج, صوت طائرة, صوت اطلاق نار ومدافع, أي ان التركيز كان على المؤثر الذي يحدثه الممثل اكثر مما هو مسجل في جهاز فني.
كما كان لدخول (المخرج) الممثل الرابع, الى خشبة المسرح او الحلبة التي يتم تحديدها للتمثيل, يمثل لحظة وقوف الممثلين في داخلها,  وبخروجه يتم استكمال ماتم قطعة او ايقافه من المشهد, وهو ايضاً يمثل التناوب بين الايهام وكسر الايهام سواءً من حيث التمثيل داخل وخارج الحلبة بالنسبة للممثلين او بالنسبة الى حالات دخول وخروج (المخرج) والممثل الرابع. 
يقوم العرض على نوعين من الاداء, احدهما يخص التواصل مع الجمهور داخل القاعة, والاخر يخص الممثلين واداءهم داخل الفضاء الذي يعتمد على تقسيم الفضاءين ايضاً مانوع طبيعة الميزانين والحركة الخاصة بالممثلين, حيث يحدد احد الممثلين فضاء العرض/ اللعبة المسرحية شريط لاصق فيفصل الفضاء الى ساحة مربعة للعب المسرحي واخر يمثل فضاء للتواصل او التعقيب من قبل الممثلين ذاتهم, يعتمد الاداء على اداء تقمصي داخل المربع, حيث المسرح للمسرح الذي تعرفه الناقدة باتريس بافي بأنه (نوع من المسرح تكون الاشكالية فيه كافة في المسرح عينه, بمعنى انه ((يتكلم)) نفسه ويعرض نفسه). 
وتتوزع احداث المسرحية على اسلوبين تمثيليين هما الايهام وكسر الايهام, يمثل اللاايهام فضاء المسرح ويتحدد الثاني الايهام داخل المربع والتي تعرض فيه نصوص عالمية يتم فيها اختيار ثيمة النهاية, مثل شخصية (غاليغولا) لـ(البيركامو) حينما ينتهي الحلم لديه نهاية مأساوية. ويلي ذلك حضور لشخصية (هاملت) لـ(لوليام شكسبير) بنهايته التراجيدية. 
وتتصل النهاية المسرحية ببدايتها حين يتم انزال المسرحية على كل الاحلام التي تحملها الشخصيات الثلاث معلنة عن موت كل الاحلام ونهايته.
واعتمد المخرج (ابو الهيل) سمات اللعبة المسرحية ومفهوم المسرح للمسرح في دخول شخصية المخرج وتنظيمه للمشهد, وهو ما يؤكد مقومات هذا النمط المسرحي (وهكذا فعملية الاخراج لا تكتفي بسرد تاريخ او قصة انما تهتم ايضاً بمواضيع تتعلق بالمسرح او تعرض افكارها صوب المسرح, وذلك بإدخالها نوعاً ما عضوياً في العرض). كما تراه بافيس ايضاً .
ويطرح الممثلون افعالهم الشخصية وآراءهم تجاه بعضهم البعض وكأنهم في لعبة يومية او في شارع الحياة. ان عرض (نهايات) يسعى الى الاختلاف عن العروض التقليدية التي تعتمد على توالي المشاهد بعضها لبعض. وصولاً الى النهاية او الحل.

----------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى


تابع القراءة→

دراسات مسرحية لعمايرة تستعرض تاريخ المسرح الأردني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

استعرض الكاتب الأردني منصور عمايرة، في كتابه "دراسات مسرحية"، الصادر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، تاريخ المسرح الأردني منذ البدايات، بالإضافة إلى استعراض جماليّات مسرح الطفل.
يقول عمايرة: لا شك أن المسرح الأردني قد تضافرت عليه عدد من الجهود، بالدراسة والبحث، لترسيخ رؤية عامة وشاملة عنه، بشكل عام. وكانت هذه الدراسات تنبع من الاهتمام العربي العام بالمسرح، وإن بدأت الدراسات متأخرة بعض الشيء، حيث تشير الدراسات الأولى عن المسرح الأردني إلى بداية الثمانينيات من القرن العشرين. ولكن من طبيعة الدراسة أن تكون تعاقبية وتراكمية، وخاصة إذا ما اتفق على الرؤى العامة للدراسات والأدبيات السابقة. ومهما يكن فإن البحث ينحو المنحى الموضوعي دائما، ليؤسس رؤية جديدة أو يضيف شيئا جديدا على رؤى سابقة. ولهذا فإن البحث بشكل عام لا يتوقف عند دراسة ما أو أكثر، بل يجب أن تتوالد دراسات جديدة دائما، لنصل إلى حالة من الاقتناع بما يدور حول المسرح وغيره من الدراسات. 
ويستطرد "تبقى الدراسات حول المسرح الأردني، محاولة جادة للوقوف على بنياته، من حيث النشأة والنواة الأولى، وتبقى الدراسات الحديثة تواكب مسيرة المسرح الأردني عبر السنوات المتلاحقة، كي لا تتوقف الدراسة عن توثيقه. والدراسات مهما كانت فهي حالات توثيقية ذات أبعاد ورؤى يجدر بها أن تكون موضوعية. وهذه ميزة البحث العلمي والاستقصاء الحقيقي الغائي (من الغاية)، لتكون الدراسة ذات أبعاد حقيقية، وقابلة للنقاش والمحاججة. وهذه المسألة انتهى منها البحث منذ زمن بعيد، ويجب أن تفهم من قبل الجميع، وهي أن تكون موضوعية، بعيدة عن الرأي الشخصي، لتكون ذات وجود يساير تراكمية الموضوع المطروح، سواء أكان المسرح أو غيره، من خلال منهجية التوثيق الدقيقة. 
ويتابع: هنا لا بد من الإشارة إلى أن الدراسات السابقة هي محل نقد وتقييم، من خلال الإضافات والرؤى الموضوعية التي تخدم البحث. ومهما تكن الدراسات المسرحية في الأردن عن المسرح الأردني، فهي تبدو قليلة وشحيحة، ربما السبب يعود إلى جملة من الأسباب، ومن هذه الأسباب ندرة الوثائق حول المسرح الأردني، وندرة المواد "النصوص" المسرحية التي كانت تمثَّل، وعدم الاهتمام من الجهات المسؤولة بتبني الأبحاث عن الثقافة الأردنية بشكل عام. 
والمسرح جزء من هذا الإبداع، وفق عمايرة، وهذه تعد مشكلة كأداء أمام الباحث والدارس، وخاصة أننا لا نستطيع الوقوف على المسرحيات التي كانت تمثل كنص أدبي ومسرحي. وهذه الدراسات المسرحية بحاجة ماسة لتوثيقها كمادة معرفية ومسرحية أيضا، وبحاجة لدراستها وتحليلها تحليلا مسرحيا على مستوى النص، لأن العرض المسرحي كان في فترة زمنية بعيدة المدى، ويبقى النص هو الشغل الحقيقي لدراسة وثائق المسرح الأردني. 
ومع الصعوبات التي تواجه الدارس حتما ستتأثر الدراسة بشيء من الإعاقة، وتبنى الأمور أحيانا على الشفهية، بعيدا عن حالة التوثيق الكتابي. هناك إشارة إلى المسرحيات على مستوى النص، وهناك إشارات إلى أن المسرح انطلق من المدرسة، ولهذا ستنوه الدراسة، وفق عمايرة، إلى تاريخ الكتابة في الأردن، وتاريخ المدرسة في الأردن، والوقوف على المسرح المدرسي كجزئية من مسرح الطفل. وكل هذه الإشارات تخدم البحث، للوقوف على بدايات المسرح الأردني التي تنطلق من هذه الجزئيات التي ذكرت. 
ويضيف ستتوقف هذه الدراسة على البدايات، بما يعطي نظرة شمولية عن بداية المسرح الأردني. وتتعرض الدراسة لقراءة المسرح الأردني خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، كبدايات، حيث تمثل الدراسة أحفورة تاريخية تتناول كل ما يتعلق بجزئية المسرح الأردني، للوقوف على البدايات وإخضاعها للدراسة بشكل مستمر. وهذه الدراسة، كنظرة أولى، تدعو للوقوف على دراسة المسرح الأردني وتوثيقه بشكل يليق به، كدراسة وبحث، وتطرح الدراسة تساؤلا كبيرا حول المسرح الأردني، لتنبثق عنه إجابات بحثية.
تتكون الدراسة داخل الكتاب من ثلاثة فصول: الأول ويتناول الكتابة، والكتابة الأردنية، والطقوس الأردنية، والفرجة الأردنية "التعليلة"، والثاني ويتناول تاريخ المسرح الأردني الحديث، والثالث ويتناول مسرحية "الأرض أولا". وقد أهديت الدراسة لرائد المسرح الأردني روكس العزيزي.
وفي فصل جماليّات مسرح الطفل يؤكد عمايرة في الكتاب الذي يقع في 304 صفحات من حجم ( 15 * 21) "أن مسرح الطفل حديث العهد، بدأ الاهتمام به في السنوات الأخيرة في البلاد العربية، لما له من أهمية كبيرة على مستويات عدة، كالعملية التربوية والتعليمية، والدعوة للوقوف على حاجات الطفل المعرفية، والدعوة للاهتمام بالمسرح منذ التنشئة الأولى لتشكيل وعي وذائقة مسرحية لدى الطفل، ليكون مسرح الطفل رافدا للمسرح في المستقبل. وتضمنت الدراسة فصلا تنظيريا واحدا تضمن جماليّة الكتابة المسرحيّة للطفل، وجمالية العرض المسرحي للطفل، والمسرح المدرسي".
وتستعرض الدراسة فنيات مسرح الطفل، والنص المسرحي، والعرض المسرحي، والمسرح المدرسي. وتأتي أهمية الدراسة من حيث تسليط الضوء على هذه الجزئية الإبداعية المهمة، التي طالما لاقت عزوفا وتناسيا من قبل الباحثين والدارسين، ولم يلفت النظر إليها إلا في السنوات القليلة الماضية، وعلى استحياء في معظم الأحيان.
في جانب العلامة المسرحيّة يعتبر عمايرة أن المهتمين بالمسرح في الغرب قطعوا شوطا بعيدا في مجال النقد الحديث مثلما في ميادين المعرفة الإبداعية كلها. قد يقال إن العرب يقومون على علوم الغرب، أو غيرهم، في علومهم وأدبهم الحديث، لكن إذا كانت هذه المقولة تقلل من قيمة المعرفة العربية في علوم النقد والبلاغة الحديثة، فهي مقولة يشوبها الكثير من الشوائب، لأن النقد العربي فرض وجوده، ويعمل على إثبات كينونته على المستوى الإبداعي المتعدد.
"ولا ننسى المسرح، فمهما يقال عنه بأنه صناعة غربية، فلم يعد أحد ينفي وجود المسرح العربي، الذي يرتهن إلى الماضي بأشكال طقسية متعددة، غطت الأرض العربية من الشرق إلى الغرب. وتندرج الدراسات النقدية في إطار المثاقفة بين الحضارات المختلفة. وبما أن هذه الدراسة تدور حول العلامة "السيمياء" والعلامة المسرحية بشكل خاص، نشير إلى أن العلامة عرفت في الأدب العربي منذ زمن بعيد

------------------------------------------------
المصدر : سوسن مكحل - الغد 
تابع القراءة→

الثلاثاء، أغسطس 09، 2016

فى ختام الدورة التاسعة للمهرجان القومى المسرح.. دعـوة للتجديد الفنـى

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 09, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

اختتمت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح مساء أمس الأول، وقد نجح المهرجان فى خلق لغة للتواصل بين الفرق المسرحية فى جميع أنحاء مصر، فضلا عن تعزيز التواصل بين أجيال فنية فرقتها الأعمار وجمعها حب المسرح ومنصته التي أثبتت عبر التاريخ أنها المكان المثالي للتعبير والتغيير والانطلاق نحو الأفضل.

الرؤية الفنية

جاءت عروض المسرح الجامعي، لهذا العام على درجة عالية من التألق، ما أكدته الناقدة الدكتورة نهاد صليحة، أحد أعضاء اللجنة العليا لإدارة المهرجان، مشيرة إلى أن العرض الجامعي «قواعد العشق الأربعون» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم عينه للتركية أليف شافاق، يحمل طرحاً مميزاً وجريئاً فى ظلّ المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى الأداء الجيد لممثليه، وقد أعد العرض وأخرجه محمد فؤاد عابدين. وتلفت صليحة إلى الحضور الخاص الذي حققه بعض المخرجين الشباب والذي ينافس بقوة مسرح الدولة «المخرج محمود جمال قدّم فى عرض «الحضيض» فرجة مسرحية على درجة عالية من الإتقان على صعيد الرؤية الفنية والأداء. هناك أيضاً عرض “الزومبي والخطايا العشر” إخراج طارق الدويري الذي أتقن استخدام الوسائط المتعددة المالتي ميديا فأغنى المسرحية وجذب المتلقي منذ لحظاتها الأولى.

دور المسرح

عقدت الندوة الرئيسية للمهرجان، والتى حملت عنوان “المسرح والإرهاب” بالمجلس الأعلي للثقافة، حيث أكد الدكتور حسن عطية، أن دور المسرح كفعل مقاوم للإرهاب هو دور كبير ومهم للغاية، حيث إن الإرهاب هو أن ترهب الطرف الآخر المختلف فى الرأي حتي لا يقاومك أو يختلف معك، مشيرًا إلى أن المسرح العالمي والمحلي قدما كثيرا من الأعمال المقاومة للإرهاب بأنواعه.

كما أكد دكتور أسامة أبو طالب، أن المسرح هو أداة مهمة لمقاومة كل اشكال الإرهاب والتطرف، فالمسرح من أهم الوسائل التي تعرض انواع الإرهاب من سياسي وديني واخلاقي وعقائدي وعرقي وأساليب مقاومته، مشيرًا إلى أن مسرحية الضارعات هي أول مسرحية مقاومة فى المسرح وأعقبها المسرحيات اليونانية مثل انتيجوني، ومع تقدم التاريخ تطور المسرح فى مقاومة الإرهاب بأنواعه.

وذهب خالد رسلان، إلى أن المسرح جدير بمقاومة كل أنواع الإرهاب، فالإرهاب له يد كبيرة فى تطوير شكل الخطابة، مشيرًا إلى أنه يجب التفريق بين مشهد الإرهاب وإرهاب المشهد وأن الدور المقاوم للمسرح يعتمد على عناصر العرض المسرحي من المؤلف إلى الممثل.

بينما قال محمد مسعد، إن الإرهاب والمقاومة مختلفان تمامًا، مشيرًا إلى نموذجين من الشباب الفلسطينى الاول يذهب لتفجير نفسه فى وسط مجموعة من الاسرائيليين فى تل أبيب والآخر يذهب لرفح ليفجر نفسه وسط أشقائه المصريين، مشيرًا إلى أنه يجب التفرقة بين التعريفين وأشكالهم ودور المسرح فى التوعية بهذا الفرق ومقاومة الصورة التي تعتبر الأسواء وهي الإرهاب.

عرس المسرح

من ناحيه أخرى رصد الدكتور والمخرج والناقد المسرحى عمرو دوارة، عددًا من الإيجابيات والسلبيات فى الدورة التاسعة من عمر المهرجان القومى للمسرح، قائلاً : هذا المهرجان من المفترض أنه يمثل عرس المسرح المصرى ويجمع أفضل الإنتاج المتميز على مدار عام، ولكنه فى الحقيقة لا يحقق سنويًا الهدف من تنظيمه وإن كانت هذه الدورة قد تميزت بمحاولة تلافى بعض أخطاء الدورات السابقة، ولها ثلاث إيجابيات لعل من أهمها الاختيار الجيد للأساتذة المكرمين، حيث تضمنت بالفعل أسماء جديرة بكل التكريم، وثانيا الاهتمام بالنشرة اليومية التى تحمل مسئولية إصدارها بكل الجدية الناقد يسرى حسان، وكتيبة العاملين بجريدة مسرحنا، وثالثا الاختيار المناسب لموضوع الندوة الرئيسة التى نظمت تحت عنوان “المسرح والإرهاب” على مدى يومين وأربع جلسات وشارك بها نخبة من المتخصصين.

الندوات التطبيقية

وحول السلبيات التى ظهرت فى هذه الدورة، وبعض السلبيات الأخرى المستمرة من دورات سابقة، يقول دوارة، لعل من أهمها إلغاء الندوات التطبيقية التى من المفترض أنها تناقش وتحلل العروض المسرحية، وثانيا عدم التدقيق فى اختيار أعضاء اللجان لغياب المعايير، وخاصة لجان المشاهدة، إذ ضمت بعض الأسماء التى لا ترقى إلى مستوى الاختيار والقدرة على التقييم الموضوعى، هذا مع ضرورة التأكيد على أهمية تغيير اللائحة التى تتيح الفرصة لمشاركة تسعة أعضاء بلجنة التحكيم، وهو أمر مبالغ به جدا، إلا إذا كان الهدف فقط توزيع الغنائم واسترضاء أكبر عدد!! وتأتى السلبية الثالثة فى عدم تطبيق اللائحة بتمثيل العروض الفائزة بالمراكز الأولى بالمهرجانات الكبرى كمهرجان المسرح العربى أو مهرجان الكرازة (أسقفية الشباب) لصالح بعض التجمعات الأخرى من الفرق الحرة والمستقلة فيجب أن يعاد به النظر.

المسرح العمالى

إلى جانب تمثيل طلبة المعهد العالى للفنون المسرحية بعرضين، فى حين تمثل كل جامعة بعرض واحد!! وهذا شىء معيب خاصة مع كثرة عدد الجامعات والكليات التى تقدمت للمشاركة، وهناك سلبية أخرى تتمثل فى مغالطة وتزييف الواقع بمشاركة مؤسسة الأهرام الصحفية بعرض “ حلم ولا علم “ للمخرج شريف سمير، ومشاركة فريق مسرحى آخر بعرض “ العشيقة “ لعمرو حسان برعاية أحد الفنادق على أنهما يندرجان تحت مسمى مسرح الشركات والمسرح العمالى، ويرى دوارة، أن ذلك يندرج تحت باب التزييف الواضح والمرفوض أيضا، لأن الفرق المسرحية للشركات والمصا نع التى تتنافس سنويا من خلال مسابقة الشركات معروفة، ولكن لم تتم الاستعانة بها ولا اختيار إحداها. أما السلبية السادسة فهى السبب فى كل تلك المغالطات وهى تغليب بعض المواقف الشخصية التى يجب أن تختفى، إذ يجب على أعضاء اللجنة العليا الابتعاد عن المواقف الشخصية والسمو فوق المصالح الخاصة والتفكير فقط فى المصلحة العامة لمسرحنا المصرى، والمؤكد أن تلك السلبيات لن تختفى طالما كانت اللجنة العليا للمهرجان تتشكل من خلال أعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تشكلت أيضا بلا معايير وبصورة معيبة ومنتقدة من الجميع لأنها لا تمثل المسرح المصرى بصورة موضوعية لتكون هذه هى السلبية الأخيرة فى المهرجان وفى المسرح المصرى ككل.

---------------------------------------------
المصدر : سهام العقاد - الأهالي

تابع القراءة→

الاثنين، أغسطس 08، 2016

الذكرى 19 لرحيل أول مخرجة بالمسرح العربي / فائز جواد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 08, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

الذكرى 19  لرحيل أول مخرجة بالمسرح العربي

آني أمك ياشاكر والنخلة والجيران رائعتان في الذاكرة

تحل في مطلع شهر اب المقبل الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الفنانة الرائدة الكبيرة زينب “فخرية عبد الكريم” إحدى أبرز شخصيات المسرح العراقي الحديث، والتي استحقت بجدارة لقب “فنانة الشعب العراقي” بعد جهد طويل وحافل بالعطاء والابداع. وكانت البداية يوم سطع نجمها في سماء الفن العراقي في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي حيث مثلت دور “فهيمة” في فيلم “سعيد أفندي” للمخرج كاميران حسني، بعد ما تم اختيارها من بين عشر ممثلات تقدمن للاختبار لأداء هذا الدور.واعقبت ذلك بمسرحية “آني أمك يا شاكر” للفنان الرائد يوسف العاني، فكانت حديث الصحافة والاوساط الفنية والثقافية.

 وقبل أن تتجه للتمثيل كانت لها محاولات في كتابة الشعر، بل ونشرت بعضا من تلك الاشعار بأسماء مستعارة منها “زينب” و”سميرة الفقراء” وهذا ليس بمعزل عن دراستها للغة العربية – جامعة بغداد – في الخمسينيات من القرن الماضي. فضلا عن عملها مدرسة لسنوات عديدة قبل أن تتعرض للفصل السياسي بسبب مواقفها الوطنية، وهي التي تأثرت كثيرا بالأفكار التقدمية وسبق أن زارت سجن الكوت وكان الرفيق فهد مسجونا وقتذاك، وحينما هتفت ضد أعداء الشعب العراقي علق الرفيق فهد على هتافها: “لا فض فوك يا ابنة الرافدين”.

وبعد اشراقة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 كانت زينب في مدينة الحلة وسارعت فور سماعها نبأ الثورة للخروج إلى الشارع. وعلى مقربة من احد مراكز الشرطة اعتلت عربة احد باعة “الشلغم” واعتمرت قبعة أحد الجنود أو الشرطة وراحت تهتف وتهزج للثورة. فتجمعت حولها النسوة وبدأ التجمع يكبر شيئا فشيئا في تحشد شعبي لا مثيل له جسد تأييد الناس للثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم.

فيلم الحارس

وفي وقت لاحق تألقت في فيلم “الحارس” ونفذت كلماتها إلى القلب وظلت محفورة في الذاكرة وكان حصادها الكثير من الاعجاب. وفي أواخر السبعينيات من القرن الماضي، ومع تصاعد حملات الاعتقال والملاحقات والمضايقات ضد الفنانين التقدميين والوطنيين الشرفاء ،اضطرت الفنانة الراحلة إلى مغادرة الوطن هربا من جحيم الارهاب والقمع والاستبداد، لتحط في بلغاريا. ومنها سافرت إلى اليمن ، وعملت في وزارة الثقافة اليمنية، ونشطت في ميدان المسرح من جديد، وبادرت لتأسيس فرقة مسرحية بإسم “فرقة مسرح الصداقة” عام 1980. وتولت رئاسة الفرقة التي كانت تضم في هيأتها الإدارية كلا من الفنانين: لطيف صالح، اسماعيل خليل، صلاح الصكر، أنوار البياتي، سلام الصكر، وصباح المندلاوي. وجميعهم من خريجي معهد واكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح.

ونشطت هذه الفرقة وقدمت باكورة أعمالها بـ”مغامرة رأس المملوك جابر” لسعد الله ونوس واخراج الفنان لطيف صالح. وقدم هذا العمل بمناسبة يوم المسرح العالمي عام 1981 ليحظى بإعجاب المتتبعين وبتقدير استثنائي من قبل لجنة التحكيم بعيدا عن منافسة الاعمال اليمنية.

وأعقبت هذا العمل مسرحية “الأم” لبرشت التي أخرجها الفنان سلام الصكر. وقد مثلت زينب فيها دور الام وكان لها نصيب كبير من الاشادة والاطراء عبر ما نشرته الصحف في تلك الايام.

وفي مطلع الثمانينيات، انتقلت الفنانة الراحلة إلى دمشق لتضع تجربتها وخبرتها تحت تصرف فرقة بابل المسرحية التابعة لرابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين، وأدت دور البطولة في مسرحية “قسمة والحلم” تأليف فائز الزبيدي واخراج سلام الصكر. ولا تنسى مشاركتها في مسرحية “المملكة السوداء” تأليف محمد خضير، التي قدمت في ليبيا بمهرجان النهر العظيم المسرحي.

وفي مطلع التسعينيات غادرت زينب دمشق متوجهة إلى السويد، ومن هناك واصلت عطاءاتها المسرحية وكان لها دور كبير في لم شمل الفنانين العراقيين، وقدمت أعمالا تليق بسمعة الفنان العراقي، وعبرت عن معاناته وعذاباته داخل الوطن وخارجه.

وخلال مشوارها الفني والثقافي الطويل نشرت الكثير من المقالات والمتابعات في الصحف المحلية والعربية.

وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي أصيبت بمرض عضال، وفي الثالث عشر من آب عام 1997 فارقت الحياة بعد ان تركت بصمة مؤثرة وفاعلة في سماء المسرح العراقي. ولن ينسى جمهورنا المسرحي يوم تألقت على خشبة المسرح في مسرحية “النخلة والجيران” للكاتب غائب طعمه فرمان واخراج قاسم محمد، وغيرها من الاعمال المتميزة.

وفي الذكرى السنوية لرحيلها، ندعو الجهات المعنية الى إيلاء هذه المناسبة الاهتمام الكافي وبما يعكس التقدير لهذه الفنانة الأصيلة ودورها الحيوي في النهوض بمسرحنا العراقي ويحفظ ذكراها الطيبة العطرة.

اختلف الباحثون كما يشير الباحث عواد علي في تحقيق صحفي نشره في وقت سابق حول تحديد اسم أول مخرجة ظهرت في المسرح العربي، فذهب بعضهم إلى أنها الممثلة المصرية الراحلة فاطمة رشدي، التي أسست فرقة مسرحية باسمها في القاهرة، ومثلت أكثر من مئة مسرحية. وذهب بعضهم الآخر إلى أنها المخرجة اللبنانية لطيفة ملتقى التي أسست مع زوجها المخرج أنطوان ملتقى “حلقة المسرح اللبناني” في العام 1963.

تقول الباحثة الأكاديمية المصرية سامية حبيب، في لقاء صحفي نشرته مجلة الكويت  إن فاطمة رشدي “أخرجت مسرحيات عالمية لفرقتها في العشرينيات والثلاثينيات دون أن تذكر اسم مسرحية واحدة من المسرحيات التي أخرجتها. وهو كلام يمكن التشكيك في دقته لأن فاطمة رشدي مولودة عام 1908 ومن ثم ليس من المعقول أن تكون مارست الإخراج المسرحي وهي في سن صغيرة، ولم تتلق تعليما في مدرسة. وقد كانت تعمل ممثلة خلال تلك الفترة مع فرق محترفة، مثل فرقة رمسيس ليوسف وهبي، وفرقتها التي حملت اسمها، والفرقة القومية التي تشكّلت عام 1935.

هذه الفرق التي كان يخرج مسرحياتها مخرجون درس بعضهم فن المسرح وتعلموا قواعده في أوربا مثل: جورج أبيض وزكي طليمات وعزيز عيد ويوسف وهبي وفتوح نشاطي.

وحينما بحثت في تجربة هذه الفنانة وسيرتها وجدت أنها أخرجت مسرحية واحدة فقط هي “غادة الكاميليا” عام 1954  لفرقة المسرح العسكري المصرية التي تكونت بعد ثورة يوليو 1952  وألغيت بعد نكسة حزيران 1967.

أما اللبنانية لطيفة ملتقى المولودة في العام 1932فقد بدأت تجربتها الإخراجية في النصف الأول من الستينيات من خلال ملتقى “حلقة المسرح اللبناني”وقد ساعدها زوجها أنطوان ملتقى في توجهها نحو الإخراج تاركة العمل في مجال تخصصها القانوني، أو مهنة المحاماة.

وفي هذا الصدد تقول إنها دخلت ميدان الإخراج للإسهام بجهدها المتواضع في تأسيس مسرح جاد ومتطور من حيث الشكل والمضمون بعدما تركت مهنة المحاماة واعتزلتها، اعتقادا منها بأن للمسرح دورا أكثر فاعلية، لأنه يؤدي إلى احتكاك مباشر مع الجمهور، ويغوص إلى عمق قضايا الإنسان وهواجسه الاجتماعية والثقافية.

وإثر تأسيسهما، هي وأنطوان، “فرقة المسرح الاختباري” أخرجت لطيفة المسرحيات المترجمة: “أنا ناخب، العالم يو، وصية كلب، عشرة عبيد زغار، زيارة السيدة العجوز” و”حرب بالطابق الثالث”. من الصحيح القول إن الريادة الفنية لاشتغال المرأة العربية في الإخراج المسرحي تنسب إلى ملتقى، لكن الريادة التاريخية لا تنسب إليها، كما يذهب بعض الباحثين، ومنهم الباحث الأكاديمي العراقي أحمد سلمان عطية، الذي يقول في بحث له عنوانه “جماليات المنظر المسرحي في عروض المخرجة المسرحية العراقية” المنشور في مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، العدد 2 المجلد 4 2014.

وكتب عطية “إن لطيفة ملتقى تعدّ أول مخرجة مسرحية في الوطن العربي. فبعد أن اقتحمت فن الإخراج اشتغلت على خط التجريب.. بل إن الرائدة الحقيقية هي الفنانة المسرحية العراقية الراحلة زينب فخرية عبدالكريم 1931 /1998 التي عرفت بفنانة الشعب، وكانت من أعمدة “فرقة المسرح الفني الحديث” العريقة في العراق، التي يرأسها الفنان والكاتب المسرحي يوسف العاني، ومن أبرز الممثلات فيها إلى جانب زميلتها ناهدة الرماح.

وتشير بعض المراجع إلى أن زينب الحاصلة على البكالوريوس في الأدب العربي عام 1952  كتبت مسرحية بعنوان “زواج بالإكراه وأخرجتها ومثلتها مع نخبة من معلمات وطالبات مدرسة “الرمادي” للبنات عام 1953. وقد أثارت المسرحية في حينها ضجة كبيرة، وتعرضت زينب بسببها إلى القذف والتشهير. كما أخرجت في ما بعد مسرحية “دون جوان” لموليير. وكانت تكتب، إلى جانب عملها في التمثيل، القصة القصيرة والتمثيليات الإذاعية. لكن بسبب تعرضها إلى المضايقات والتهديدات على يد الأجهزة الأمنية، ومنعها من الكتابة ودخول الإذاعة والتلفزيون في أواخر السبعينيات، كونها ذات ميول شيوعية، اضطرت إلى مغادرة العراق عام 1979 لتعيش في المنافي متنقلة من بلد إلى آخر حتى استقرت أخيرا، قبل وفاتها، لاجئة في السويد.

قسوة الاغتراب

رغم قسوة الاغتراب فقد واصلت زينب نشاطها المسرحي، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية مع زوجها الفنان لطيف صالح في عدن ودمشق ويتبوري مدينة في السويد. ومن أهم أعمالها المسرحية: “آنه أمك يا شاكر، “رسالة مفقودة، الخال فانيا، الخان، الشريع ، تموز يقرع الناقوس، قسمة والحلم، الحصار والنخلة والجيران.

إضافة إلى “الخرابة ، شعيط ومعيط وجرار الخيط، الينبوع، وحشة وقصص أخرى، الأم، مغامرة رأس المملوك جابر، بغداد الأزل بين الجدل والهزل، سواليف يا ليل، صور شعبية وصورة، فوانيس، شفاه حزينة، ثورة الموتى، المملكة السوداء، ستة دراهم، بيت برنا ردا ألبا، دون جوان، نفوس؟ صور جديدة،  هاملت عربيا وأنا ضمير المتكلم.

وتذكر سيرة الفنانة زينب أنها كتبت مسرحية أخرى عام 1991 بعنوان صور شعبية وصورة، أنتجتها فرقة سومرفي السويد، التي كانت مديرة فنية لها، وعرضتها في يوم المسرح العالمي.

الراحلة في سطور

لدت الفنانة زينب فخرية عبدالكريم في الشطرة عام 1931 .

عملت معلمة في الحلة ، قبل أن تقال لنشاطها السياسي وتحترف السينما والمسرح .

ـ كان لها دور في دفع وتشجيع الطالبات للمشاركة بالمسرح وكانت تمثل لهن مشاهد تمثيلية في المدرسة .

ـ احتلت موقعا متميزا في المسرح العراقي وصارت رمزا من رموزه .

ـ التحقت بفرقة المسرح الفني الحديث وعند اشتراكها بطلة لفيلم “سعيد افندي” من اخراج كاميران حسني تغير اسمها من فخرية عبد الكريم الى زينب. ـ تألقت في أداء دورها على المسرح وفي الحياة وأبدعت بشكل مؤثر وفعال.

ـ في المسرح ، لعبت دور البطولة آني أمك يا شاكر التي عرضت في قاعة الشعب عام 1958م بعد ثورة 14 تموز .

ـ قدمت العديد من الأعمال المسرحية ، أبرزها مسرحية “النخلة والجيران” التي أخرجها الفنان الراحل قاسم محمد ، واشترك بها العديدون من الفنانين العراقيين الكبار منهم : فاضل خليل وخليل شوقي وناهدة الرماح وآزاد وهي صموئيل ويوسف العاني وسليمة خضير وزكية خليفة وغيرهم من الفنانين .

ـ قدمت اعمالا مسرحية أخرى منها : اهلاً بالحياة ، رسالة مفقودة ، الخال فانيا ، فوانيس ، الخان ، البستوكة ، الخرابة ، نفوس ، الشريعة ، وغيرها الكثير من الاعمال المبدعة.

ـ في الكتابة للدراما كتبت عدداً من المسرحيات منها: ليطة ،الريح والحب ، تحقيق مع ام حميد ،  بائعة الاحذية .

ـ اخرجت عملا مسرحيا واحدا في محاولتها الإخراجية الوحيدة لمسرحية  الدون جوان  لموليير .

ـ قدمت ثلاثة اعمال سينمائية ،هي: فيلم سعيد افندي 1957 للمخرج: كامران حسني ، وفيلم ابو هيلة 1962 للمخرج جرجيس يوسف حمد ومحمد شكري جميل ، واخيرا فيلم الحارس 1967 للمخرج : خليل شوقي .

ـ قدمت مع مبدعين من العراق اعمالاً ذات شأن منها  مسرحية الحصار ، ثورة الموتى ، القسمة والحلم ، المملكة السوداء ، رأس المملوك جابر ، مسرحية الام ، سالفة ام مطشر.

ـ غادرت العراق عام 1979 الى بلاد المنافي وظلت تنتقل من بلد الى آخر ، ونشطت هناك في تأسيس فرق عدة منها : فرقة الصداقة في عدن وفرقة بابل في سوريا وفرقة سومر في السويد.

ـ كانت المبدعة الراحلة بالرغم من قساوة الغربة والمرض تتمنى العودة الى الوطن ليكفنها تراب العراق ولكنها فارقت الحياة في الغربة بتأريخ 13 من آب 1998في السويد .

ـ قام المخرج طارق هاشم بإخراج فيلم تسجيلي يتناول جوانب من حياة الفنانة الراحلة الحافلة بالابداع تخليداً لذكراها .

-----------------------------------------
المصدر : الزمان 

تابع القراءة→

المسرح المعاصر والتقنيات الحديثة/ د. فاضل الجاف

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 08, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

 شهد المسرح الحديث في العقود الاخيرة تطورا كبيرا في مجال التكنولوجيا، وقد شمل هذا التطور ميادين معمار المسرح والسينيوغرافيا(الفضاء والمناظر المسرحية) والضؤ والصوت والازياء.
 ومما لاشك فيه ان هذا التطور أدى بشكل مباشرالى خلق آفاق جديدة امام المخرجين والمؤلفين والممثلين بإكتشاف سبل وأدوات وإمكانيات جديدة في التجسيد الإبداعي والخلق الفني، ناهيك عن تحسين ظروف التلقي، حيث أصبح بإمكان المتلقي أن يشاهد العرض في ظروف انسانية أفضل في ظل إمكانيات وتجهيزات حديثه على كل الاصعدة: الصوت والصورة والمسافة والراحة، مما يتناسب وروح العصر.

 وتجدر الاشارة الى ان هذا التطور لم ينبثق فجاءة في هذه المرحلة من تاريخ المسرح، فالتكنولوجيا المسرحية، كانت قائمة منذ العصر الاغريقي، بماكنتها البسيطة وحلولها السهلة في تجسيد مشاهد المسرحية، وقد تطورت هذه التكنولوجيا على مرّ العصور المسرحية.
 لكن التكنولوجيا المسرحية قديما كانت في مجملها سهل التنفيذ وذات وظيفة مجازية في معظم الأحيان.
 ويدرج بعض الباحثين التقنيات التكنولوجية التي شهدها المسرح في العصور الاولى من تطوره، ضمن التقنيات السهلة او البسيطة، اما ماجرى من تطور تكنولوجي للمسرح الحديث فيندرج ضمن النوع المعقد ذي سرعة وإيقاع شديدين، حتى انه بات من الصعب مواكبته من قبل المسارح ذات الامكانات المتواضعة.

فمثلا في مجال الصوت والمؤثرات الصوتية كان صوت الرعد ينفذ حتى الخمسينات من القرن المنصرم بإستخدام صفيحة معدنية، وصوت حافر الخيل كان ينفذ عن طريق إستخدام قشرة جوز الهند الجافة. وكانت ثمة ماكنة بسيطة تستخدم لإحداث صوت الرياح بفعل قماش من الخيش. أما صوت سقوط المطر فقد كان يتم عن طريق تحريك البازلاء الجافة في أنابيب. أما ما حدث من تطور في مجال الصوت والمؤثرات الصوتية في العقود الاخيرة، خصوصا بعد ظهور الكومبيوتر فتعد قفزة لم يشهدها تطور المسرح من قبل كما ونوعا وسرعة.

ومن الباحثين من يطلق على التطور الحاصل في مجال تقنيات المسرح ثورة داخل ثورة المسرح الحديث، ثورة مهّد لها روّاد المسرح الحديث من أمثال مييرهولد، كريغ، آبيا ونيهر ببدايات وإنجازات متمثلة بالخطوات الاولى في تغيير بنية المسرح معمارا وفضاء وأضاءة و تقنيات في الصوت.
 كانت تصورات الرواد حول تغيير المسرح تغييرا جذريا تبدو حينها ضربا من الحلم والرؤى المستقبلية، لكن رؤى الرواد وتصوراتهم كشفت امام المسرح المعاصر عن آفاق وأفضية شاسعة ربما لم يكن تصورها سهلا إلا لمخيلة مبدعين من امثال مييرهولد وكريغ وآبيا.

ويمكن القول ان هذا التطور الهائل الذي بلغ أوجّه في المسرح الموسيقي والأوبرا وعروض الرقص، خلَقت لغة مسرحية جديدة لغة مسرح الحداثة وما بعد الحداثة، كما هي تتجلى واضحة في اعمال كبار مخرجي عصرنا، من أمثال جورجيو ستريهلر وروبرت ويلسون وروبرت ليباج. أعمال تحقق فيه الكثير من أحلام رواد المسرح الحديث الاوائل.
وكانت التكنولوجيا الأداة الرئيسة لتحقيق الحلم الفني، ومنفذا لرؤى مخيلة الفنان المسرحي.

ومما يجدر الإشارة اليه هو ان تطور التقنيات في المسرح الحديث إستمد دوافعه وجذوره أساسا من المخرج ومخيلته وسعيه الى تجسيد رؤاه وأحلامه. فالتصورات الجديدة لإستخدام التكنولوجيا في المسرح وتطويعه في مجالات مختلفة، برزت وتبلوّرت ببروز المخرج كصاحب مهنة مستقلة ومهمة في العملية الإبداعية.

 فالمخرجين الأوائل مييرهولد، كريغ، رينهاردت فعَلوا ونشَطوا دور السينوغراف والمصمم المعماري و مصصم الانارة ومهندس الصوت، وبدأ التقنيون يتبأون لأول مرة مكانة مهمة في ثورة المسرح.
ولعل من الصواب القول بأن أول قفزة في سياق التطوّر التكنولوجي بعد اختراع قوة الكهرباء كانت البنائية، التي استوجبت هندسة أخرى في الفضاء المسرحي والمعمار والماكنة المسرحية. ان التطوّر الحاصل في هيكل التقنيات المسرحية لهي إمتداد لإنجازات البنائيين في مجال إستخدام البنى الكبيرة والماكنة المعقدة على المسرح وبتقنيات غاية في البراعة والإتقان. تقنيات دخلت كجزء حيوي ضمن هيكل العرض المسرحي  وليس بخاف فإن البنائية إنبثقت في المسرح كثمرة للجهد المشترك بين المخرج والفنان المعماري. وعليه فإن الأنجازات في مجال التكنولوجيا المسرحية ما هي إلا تحقيق لرؤى وتصورات الاوائل من المخرجين والرساميين والمهندسين وتعاونهم في عمل مشترك لتطوير مسرح العصر الحديث.

يقول كريستوفر بو في كتابه العرض المسرحي والتكنولوجيا كان كريغ يريد لمناظره المسرحية ان تتحرك كالصوت، مثلما الموسيقى تتحرك.
ويذكر ايضا ان احد مصصمي المناظر المسرحية في فرنسا كتب بعد لقائه كريغ في رسالة الى مدير مسرحه عام1910 يقول:
"إن كريغ يريد لمناظره ان تتطور مع سير المسرحية، لا أعرف كيف يمكن ان يتم تنفيذ مثل هذه الفكرة. ولكن الفكرة بحد ذاتها تعد من الدرجة الاولى. فلو تم تحقيق ذلك لغدا ثورة في مجال السينوغرافيا".

إن كريغ كان فنانا يدرك ضرورة الخيال وضرورة إدراك كون التكنولوجيا المسرحية  إمتدادا للخيال المسرحي ذاته. فأستخدامه عند مييرهولد وطرق الاستفادة منها كان جزء من العملية المسرحية والابداع الفني.
 ولعل المخرج البريطاني بيتر هول احسن من يعبّر عن الحذر من إستخدام الماكنة في المسرح من أجل الاستخدام فقط، فهو يقول: إن المسرح يحبّذ التناقض وعليه فإن الماكنة في المسرح تجب ان تستخدم كقيمة مجازية.

رؤى وأحلام دافينشي في المسرح البصري
كان اكبر الحالمين بالحلول التكنولوجية المبتكرة، هو الرسام والنحات الايطالي ليوناردو دافينشي الذي على يده حصل أهم تطوّر في تأريخ التقنيات المسرحية.

كان نموذج دافينشي لأوبرا أورفيوس تطورا هائلا في مجال الأوبرا. فقد صمم دافينشي العديد من الماكنات المسرحية في ميلانو. وكان أهم تصميم جديد له هو تصميمه خشبة مسرح تقدم عليها لأوبرا أسطورة أورفيوس 1518.

كان تصميم المنظر معقدا جدا في حينة، فقد أحتوى المنظر قبة تمثل قبة الكنيسة، تتفتح شيئا فشيئا على شكل جبل، لتكشف عن مشهد آخر، ثم تسحب الجبال عن المسرح من الجانبين. الى جانب هذا كان المشهد الأكثر غرابة هو المشهد الذي كان يرفع من تحت الارض كمصعد الى مستوى المسرح.
ماذا لو عاش دافينشي في عصر مييرهولد و كريغ!،لكانت إنجازاتة بلغت العصر الحديث بفاعلية خارقة.
 ففي الخمسينات من القرن المنصرم فقط بدأت المسارح تستخدم الاصوات المسجلة على الاسطوانات الكبيرة، وقد كان الاعتراض على أستخدام الصوت المسجّل شديدا في حينه.

إن المسرح البريطاني يعد من أهم المسارح الذي أختبر وحقق مختلف التقنيات الحديثة، وكان الى جانب المسرح الاميركي السبّاق في التجريب على كافة أنماط التقنيات الحديثة، فعروض الويست إيند وعروض برودواي حملت في مجال التقنيات الحديثة دهشة وانبهارا لمشاهدها لم يكن متاحا قبل ذلك. وكانت العروض الموسيقية لمسرحيات من أمثال الشعر 1957 و مسرحية يا لها من حياة حلوة 1963 السبَاقة في كشوفاتها التقنية.
وعلى الرغم من ان المسرح البريطاني لم يشهد نهضة تقنية تستحق الاشارة الى نهاية حرب العالمية الثانية، لكن بعد ذلك استمد كبار المصمين في المسرح والأوبرا الإلهام في خلق وإبتكار تقنيات جديدة أستخدمت من قبل المخرجين الشباب في الستينات من أمثال بيتر هول وتريفور نان وجون كاريد.

رواد التكنولوجيا في المسرح المعاصر

يوسف سفابودا:1920- 2002
المصمم التشيكي سفابودا صمّم و اخرج أكثر من 700 عمل مسرحي، منهدس معماري اصلا، مخترع المصباح السحري على المسرح، مؤسس الستائر المتعددة أو المضاعفة، إلى جانب عدد من التقنيات البصرية والسمعية.
نجح سفابودا في جعل الضؤ وسيلة مادية ملموسة، ذا قصد نحتي تجسيدي، وذلك بإستخدام العاكسات (بروجيكشن).
لقد نجح سفابودا في خلق تشكيلات مسرحية على شكل مونتاج مؤلف من الممثلين و الصورة المنبعثة من العاكسة، لينتج بذلك مشهدا ملئيا بالحيوية.
لم يكن هدف سفابودا في عمله يقتصر فقط على خلق صورة مسرحية كإنعكاس للضؤ المنبعث من العاكسة، بل كان نجح في خلق مشاهد نحتية مجسّدة، مفعمة بالحيوية والعنفوان الدرامي.

ومن التقنيات المهمة التي أبتكرها سفابودا إستخدام المكعبات في صف واحد، على شكل جدار، وفي كل مكعب كان ثمة بروجكتور يعكس الصورة على النظارة بهدف خلق عمل حي متحرك لفن العرض.
كان هدف سفابودا يتلخص في السينوغرافيا الحية والتي هي الاخرى الى جانب الضؤ والموسيقى يجب ان تشارك في الفعل المسرحي، أو أن تكون في حركة دائمة ولا ينبغي أن تقتصر الحركة على الممثلين فقط.
لعلنا لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا سفابودا أهم مبدع ورائد ومطبق، بعد آبيا في مجال استخدام الضؤ وفي إبتكاره مفهوم السايكوبلاستيك وهو مفهوم يعتمد التقنيات العلمية الحديثة في تجسيد العلاقة بين الابعاد الثلاثة للفضاء المسرحي، وعلاقتها بالحالة النفسية والشعورية وبالنظارة في نفس الوقت. وفي رأيه ان مهمة السينوغراف تكمن في أستخدام هذه العناصر مجتمعة في وحدة واحدة، في بعد رابع يسميه الزمن- الفضاء، بما أن الحركة على المسرح تتطلب فضاء وزمنا.
إن منجزات سفابودا في مجال إستخدام التقنيات الحديثة في مجال ربط الفضاء الدرامي والزمن الدرامي والإيقاع الدرامي والضؤ الدرامي تعتبر من أهم إنجازات النصف الثاني من قرن العشرين.

روبرت ولسون

 إن المخرج الاميركي روبرت ولسون منهدس معماري ومصمم ديكور في المقام الأول، فهو عمله في الاخراج من التكوين المعماري والبصري للعرض قبل كل شيء ويساعده في تنفيذ ذلك خلفيته الثقافية كمعماري، ودرايته الواسعة في إستخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة الى إعتماده على فريق كبير من أمهر التقنين في مختلف التقنيات المطلوبة في العرض المسرح … وإذا وضعنا جانب الانتقادات الموجهة إليه في هذا الصدد والتي تتلخص بطغيان الجانب البصري في عروضه على حساب النص والمضمون، فإن لروبرت ولسون طريقة متميزة ولغة فنية خاصة به فهو يقول :
إنني أفكر في إعدادي الصور و التصاميم والرسوم البيانية، لكن ليس الهدف من الصور تصوير النص. وقد اعتاد ولسون على النقد المألوف الذي مفاده كيف يقوم المخرج برسم العرض قبل أن يلتقي بالممثلين، أو كيف يتم رسم الصورة والميزانسين دون وجود الممثل، وفي هذا الصدد يقول :

إنه مسألة تنظيم معماري في الزمن والفضاء، ولا يهم إن كان هناك ممثلون أو لا! فالضوء يتحرك، والأدوات المستعملة على المسرح تتحرك، إنها مسألة التوقيت، إنه البنيان (البناء) في الفضاء، لذلك أعتقد، إنه المعمار، أي بناء الشيء، سواء كان ذلك عند موزارت أو فاغنر أو شكسبير، باختصار إنه الأداء على أسس الرقص، دون الاكتراث بالبناء الأدبي للنص، فالقيمة البصرية تحل محل القيمة الأدبية دائماً. وعليه فإن الغرض القائم جمالياً لا يمس من قبل الجمهور، ولسون يحتفظ بخط البروسينيوم والمعمار التقليدي للمسرح ويسعى أن يقيم المتفرج علمه المسرحي هناك على مسافة.

 يبدأ ولسون عادة تمارينه بتنظيم ورشات عمل مع ممثليه لإلغاء المهمة الشفوية للعمل المسرحي، وغالباً ما تحدد متطلبات عمل الورشة باحتياجات الممثلين الفردية، لكن الورشة تحتوي دائماً على حركات جسدية عامة، يؤديها الجميع للعمل المسرحي.

وبرغم الخطوط العامة والسمات المشتركة لأسلوب ولسون، فإنه دائماً يبتكر شكلاً متميزا غير مألوف للعرض. ففي مسرحية "ماكنة هاملت" لهنري ميللر القصيرة، كان المؤلف قد خطط للعرض كي لا يتجاوز 15 دقيقة، لكن العرض في معالجة ولسون استغرق ساعتين ونصف، حيث وزع حوار المسرحية على الممثلين بشكل عشوائي، مما أعطى للعرض طابعاً سريالياً صرفاً.
تشكل الموسيقى في الغالب عنصراً مهماً في العرض من البداية وحتى النهاية، ثم هناك الكلمات التي تدخل العرض بشكل متقطع.

إن السينوغرافيا في عرض ولسون المذكور تتضمن، بالإضافة إلى الهيكل المعماري، الصور المرسومة على الستائر، السلايدات المنفذة بدقة، بحيث تدخل البناء المعماري في إيقاع واحد مع الموسيقى والأداء المؤسلب المتأثر بروح المسرح المشرقي (نو الياباني).

روبرت ليباج
يتمتع المخرج الكندي روبرت ليباج، الملقب بساحر المسرح، بشهرة عالمية واسعة وحضور دائم في معظم المهرجانات المسرحية. ويحتل اسمه حالياً مكانة مرموقة بين أسماء أهم خمسة مخرجين مسرحيين بعد جيل بيتر بروك، وهم الأمريكي روبرت ويلسون، والألماني بيتر شتاين، والروسي ليف دودون، والفرنسية أريانا منوتشكين.
ويشارك هذا المخرج، الذي ولد في مدينة كوبيك عام 1957 ودرس المسرح فيها قبل أن ينتقل إلى فرنسا، الأمريكي روبرت ولسون في ريادة ما يسمى بالمسرح البصري.

ولعل الاستشهاد برأي المخرج الإنكليزي المعروف ريتشارد إر يساعدنا في الدخول إلى عالم ليباج المسرحي، وفهم أسلوبه الإخراجي، فهو يقول: "إن ليباج يحوّل المكان العام إلى مكان سحري، والمكان السحري إلى مكان واقعي سهل المنال، وليباج ممون أحلام، والأمر المحفّز بالنسبة إليّ أنه يعمل بلغة ومفردات تنتمي إلى لغة العرض".

 يقول ليباج ان التطور التقني جعل من المسرح يعيش عصر نهضة جديدة، فبالنسبة اليه ساعده هذا التطور في خلق الشكل المطلوب على المسرح، وفي تجسيد التصور الاخراجي بمساحة واسعة من الحرية.
تتسم أعمال ليباج المنجزة أسلوبه الإخراجي أفضل من تلك الأعمال التي يقدمها على المسارح الأوروبية كمخرج ضيف، حيث يعمل مع ممثلين من مدارس تأهيلية مختلفة، ضمن عقود مع مؤسسات مسرحية وتحت ظروف فنية مختلفة.
وفي حين تتمتع "إكس ماشينا" بوحدة فنية في الأسلوب ومنهج صارم في التدريب والمران والعمل الدؤوب في الابتكار، يتم خلالها إنتاج أعمال مسرحية مدهشة بغية عرضها في المهرجانات العالمية وهي في أوج تكاملها.

الصياغات السينوغرافية
في لعبة الحلم لأوغست سترندبرغ، تجري مشاهد المسرحية في مكعب مثبت على ركيزة، يدور المكعب لينتقل الممثلون من سطح إلى آخر حسب توالي المشاهد بطريقة مسرحية رشيقة، وكأنهم يعانون من ضغط هائل، ولا منفذ أمامهم سوى الحلم، بينما يتجلى البحر تحتهم على شكل مساحة مائية يشرف عليها المكعب المأهول بسكانه. وفي "حلم ليلة منتصف صيف" يحوّل ليباج الغابة الشكسبيرية إلى ساحة شاسعة من الوحل والمياه، تتمرغ فيها أجساد الممثلين ببدائية وعنفوان.
ويهتم ليباج باللغة وأصواتها، ففي عروضه التي يعدها لفرقة "إكس ماشينا" يستخدم لغات عدة حسب انتقال المشاهد، ويكرر هذا الاهتمام في النصوص التي يكتبها بنفسه، حيث أن الجرس الموسيقي والتنويع الصوتي للغات المختلفة يضيفان على العرض شعراً إيقاعياً مثيراً، ويخلقان تأثيراً يضاهي التأثيرات البصرية.

الخلاصة

إن التتقينات الحديثة تمثل في جوهرها تحقيقا لخيالات ورؤى المسرحيين الاوائل ممن كانوا يسعون الى تجديد المسرح شكلا ومضمونا.
على المخرج ان يكون مطّلعا على المنجزات العملية في عصره، ويكون على وعي بانجازات الباحثين في مختلف مجالات العلوم. ان المخرج والتتقنين في عصرنا الحالي لايمكن أن يعيشوا بمعزل عن التطور العلمي والتكنولوجيا الذي غزت ميادين الحياة. وكلما كان إطلاع المخرج عميقا وشاملا كلما اصبح بمقدوره ان يجسّد أفكارة وتصوراته وحلوله الإخراجية بسهولة وبسبل فنية مدهشة و ساحرة. وكلما كان المسرح بمعزل عن التقنيات الحديثة أو غافلا عنها كلما أكتنفت لغة العرض صعوبات في التنفيذ والتحقيق.

ان لغة العرض شهدت تطورا كبير، لم يكن ليدور في خلد الرواد الاوائل من المجددين، فقد ادهشني عرض في الرقص على أحد مسارح ستوكهولم كان ينقل أجزاء مكملة من نفس العرض على مسرح في امستردام بتقنية بارعة و في مونتاج مبهر حيث ان المشهد الذي كان يجري أداءه على مسرح أمستردام، كان يشكَل جزاء حيا من عرض استوكهولم.

ولا يمكن إنكار حقيقة وجود مخرجين مبدعيين عملوا ويعملون بمنأى عن إستخدام التكنولوجيا المعقدة، الى هذا الصنف ينتمي على سبيل المثال، كروتوفسكي وبرووك في العصرالراهن، لكن تجاوز بعض المخرجين في اوربا التكنولوجيا والعمل بمبدأ الحد الادنى في العرض المسرحي لا يعني بالضرورة، الطلاق النهائي مع التكنولوجيا، فحتى في هذه الحال نرى ان كل شئ بإستثناء لغة العرض القائمة على الفضاء الفارغ عند برووك مثلا مرتبط إرتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي الحاصل في ميادين التقنيات المسموعة والمرئية، ناهيك عن مجالات التسويق والاتصال بالنظارة وبمختلف مسارح العالم وقطاعات الثقافة.
ففي آخر عرض شهدته لبيتر برووك في ستوكهولم في خريف عام المنصرم، شهدت كيف ان العرض البسيط العاري من كل التقنيات و باللغة الفرنسية، تصاحبه شاشة الترجمةـ فلم تعد اللغة حاجزا كبيرا أمام العرض المسرحي بفضل تقنيات الترجمة.

ومن الواضح ان الانتاج المسرحي بإعتماده على تقنيات الكومبيوتر قطع شوطا كبيرا في التنفيذ المتقن والسريع. في، حيث يتم برمجة المشاهد والضوء والموسيقى والصوت بطريقة يسيرة، مما يسهل إنتاج المسرحيات الطويلة الصعبة التنفيذ بأسابيع معدودة من المران والتدريب.
لعل إستخدام الكومبيوتر في مجالات الانتاج يعتبر اهم خطوة بعد اكتشاف الطاقة الكهربائية. فقد أصبح بإمكان فنان السينيوغرافيا ان يجسد نموذجه على شاشة الكومبيوتر وان يدخل عليه الممثلين وهم يتحركون وإختبار مدى إمكانية تغيير وتبديل المناظر عمليا،كي يصل الى نتيجة مضمونة قبل تنفيذ النموذج على الخشبة، والشئ نفسه ينطبق على الضؤ. اما بالنسبة لمصمم الازياء فقد حقق الكومبيوتر نجاحا في هذا المجال ايضا حيث يستخدم فنان الازياء صورة الممثل نفسه ليجرب معه مختلف أنواع الازياء وصولا الى الزي المناسب.

المسرح العربي والتكنولوجيا

وأمام هذا التطور الهائل الذي يشهده المسرح في الميدان التكنولوجي، نجد أن المسرح العربي يعاني قصورا كبيرا في استخدام التقنيات الحديثة وفي ندرة عدد تقنيين أكفاء، وان هذا القصور يشمل معظم ميادين المعمار والفضاء وهندسة الضؤ والصوت. ومما لاشك فيه ان القصور يشّكل أيضا نقطة مهمة في إنحسار المسرح العربي وتخلفه عن الركب المسرحي العالمي.

ان المسرح العربي بأمس الحاجة الى إعداد وتهيأة تقنيين أكفاء وجود التقنين في مختلف مجالات المسرح قبل إقناء الاجهزة والمعدات التقنية، فإن ذلك سيعطي للمسرح العربي زخما في طريق التطور والازدهار. ان الكليات ومعاهد المسرح في العالم العربي يجب ان تأخذ على عاتقها مهمة تدريس التكنولوجيا الحديثة في مناهج تدريس السينوغرافيا والضؤ والصوت والازياء

ومن جهة ثانية لا ينبغي أن نغفل دور التخلف التكنولوجي في المسرح العربي على إنحسار الجمهور الذي لا يمكن ان يعتاد على متابعة العرض المسرحي في صالات متهرئة وبتقنيات بالية.

يعيش المخرج في المسرح العربي في حالة تصادم دائم مع الخشبة، لكونها غير مجهزة بالتقنيات المطلوبة، وعليه فهي لا يمكن ان تستجيب لمتطلباته، وان كان مجهزا بالتقنيات فهناك غياب اوشحة في التقنين الاكفاء الذي بإمكانهم ان يقدموا للمخرج وللعرض ابعادا وجلولا إبداعية تضفي على العرض جوانب إضافات فنية لا تقل عن إبداع المخرج والممثل والمؤلف.
 فإبداعات المخرج مهما كان بارعا، لايمكن ان تجسّد تجسيدا فنيا دقيقا متقنا الا بوجود الفنان التقني الذي بإمكانه ان يفتح بوجه المخرج أفاقا لا يمكن أن يتصوره أحيانا.

ان لغة العرض قائم في وظيفته ودلالاته في جزء كبير منه على العلاقة الابداعية والحرفية القائمة بين المخرج والتقنين، وهي علاقة مازالت ضعيفة في المسرح العربي، ان لم تكن معدومة في الكثير من العروض المسرحية.
 فالمخرج العربي مازال يجد نفسه وحيدا في العملية الابداعية و في إنتاج العرض، بينما نجد ان هذه العلاقة على درجة كبيرة من المتانة والحميمية في المسرح الغربي والشرقي معا، حيث ان فناني السينوغرافيا والضؤ والصوت يتفننون في خلق وتجسيد رؤى المخرج الفنية، بل فهم يعملون معا في انتاج العرض، إن الكلية في العمل الابداعي هي سمة المسرح المعاصر، هذه السمة مازالت ضعيفة، ان لم تكن معدومة في المسرح العربي.

ونتيجة لذلك نرى ان المخرج في المسرح العربي بشكل عام محروم من إبداعات الفنانين التقنيين، و لا يزال غير قادر على التعامل معهم  بلغة فنية قائمة على الحرفية وإحترام إبداع وعطاء الاخر، بغية الوصول الى عرض متكامل. وعليه فإن العروض المتكاملة تقنيا نادرة في المسرح العربي.

إن المسرح العربي لايزال يعتمد في لغة العرض على عطاءات المؤلف ثم المخرج وأخيرا الممثل. أما التقني فما زال دوره محدودا أو بعيدا عن الحرفية. بينما التكنولوجيا في المسرح المعاصر قطعت شوطا في كشف الحالة الانسانية في الدراما وتجسيد الدوافع الانسانية بأساليب حديثة، مسموعة ومرئية، فالتكنولوجيا الحديثة تمنح المؤلف المسرحي والممثل إمكانيات هائلة في تجسيد ما يدور في مخيلة المؤلف المسرحي شريطة ان يكون على دراية ووعي بذلك. وحتي في مجالات التجريب، فإن ما يسمى في المسرحي العربي تجريبا، خصوصا في مجال المسرح البصري على سبيل المثال، الذي هو اكثر المسارح اعتمادا على التقنيات الحديثة، فقد أكل الدهر عليه وشرب منذ الخمسينات في اوربا.
وأخيرا فان التكنولوجيا في المسرح لا يمكن ان يكتب لها النجاح من دون تقنيين مؤهلين تأهيلا تاما، ومن دون ممارستها بصورة مبدعة، ومن دون ان يتوفر لها المعمار المسرحي المناسب.

ملاحظة:
- استقيت معلوماتي عن سفابودا من كتاب العرض المسرحي والتكنولوجيا، كريستوفر بو. باللغة الانكليزية.
- المعلومات عن كريغ مستمدة من كتاب نهوض المسرح الحديث، غوستا بيرغمان، باللغة السويدية.
- الفقرات الخاصة بالمخرجين ويلسون وليباج، مقتبس من كتاب المسرح السويدي، اراء وأفكار، د. فاضل الجاف، باللغة العربية

تابع القراءة→

السبت، أغسطس 06، 2016

مسرحية تعيد تمثيل هجوم داعش على اليزيديين

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 06, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

قدم مجموعة من الممثلين فى "دهوك" بالعراق عرض مسرحية تعبر عن تنظيم داعش الارهابى و فى نفس الوقت احيوا من خلالها الذكرى الثانية لمذبحة اليزيديين. 
و تدور أحداث المسرحية حول هجوم تنظيم " داعش " الارهابي على اليزيديين في مدينة سينجار ، في اشارة منهم الى الابادة الجماعية التي ارتكبها المتشددون في حق السكان اليزيديين قبل عامين وباعتراف الامم المتحدة.

--------------------------------
المصدر : صدى البلد

تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9