أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، مايو 18، 2010

المسرح العراقي الحديث .. سيرة فنية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 18, 2010  | 1 تعليق

المسرح العراقي الحديث .. سيرة فنية
خليل شوقي
تناولت بحوث وكتابات مظاهر بدايات مسرحية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ولكنني أوثر تناول مرحلة العشرينات من القرن العشرين، حيث أدركتها في طفولتي وشاهدت بضعة اعمال استهوتني فولجت باب هذا الفن النبيل ، الصعب بعدئذ. والآن وأنا أقف على أبواب الخامسة والثمانين، أشيد بالدور الجهادي الكبير الذي واجهه المسرحيون - المؤسسون - آنذاك لمختلف الصعوبات من ظنك مالي وعدم توفر مسارح خاصة تتوفر فيها ابسط المستلزمات الضرورية، المتعلقة بحرفية المسرح، فضلاً عن النظرة المتدنية من المجتمع والدوائر الحكومية ذات العلاقة.
إن إصرارهؤلاء الرواد الهواة على تأسيس مسرح يعتمد القيم الإنسانية العليا، تتمثل فيها الشهامة وحب الوطن والوفاء له وبعيداً عن البذاآت التي عرضت على بعض مسارحنا في سنوات ماضية.
في العشرينات من هذا القرن تأسست أول فرقة مسرحية باسم (جمعية التمثيل العربي) التي شكلها محمد خالص الملا حمادي، تبعه بعد ذلك آخرون فشكلوا عدداً من الفرق لمعت فيها أسماء اذكر منها يحي ق" قاف"، محي محمد، يحي فايق، فاضل عباس، نديم الأطرقجي، زهدي علي، فوزي الأمين ، لويس ناصر، عبد الله العزاوي، وحقي الشبلي الذي كان له الدور الكبير في تحويل الهواية والعفوية الى منهج علمي بعد عودته من دراسته للمسرح في باريس وسعيه في تأسيس فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات.
في عام 1947 شُكلت ( الفرقة الشعبية للتمثيل ) من قبل خريجي الدورة الأولى والثانية في معهد الفنون الجميلة، وكنت أحد اعضائها. وتستدعي سنوات الاربعينات التوقف عندها لأهميتها التاريخية في التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية وتنامي الوعي الشعبي، فعلى الرغم من بشاعة الحرب العالمية الثانية وانعكاساتها السلبية على الشعب العراقي بسبب المعاهدات العراقية البريطانية غير المتكافئة، فقد افرزت هذه السنوات حركة ثقافية واسعة ومفاهيم جديدة في القصة والرواية والشعر والفنون التشكيلية والمسرح، وعمرت المكتبات بالكتب المؤلفة والمترجمة، حيث اثرت هذه الظاهرة بكل مفرداتها على توجه بعض القوى والتيارات السياسية الديمقراطية والتقدمية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي يعتبر الثقافة مكملة لبرنامجه في تنمية الوعي الشعبي العام.
في أواخرعام 1949 ظهرت نشاطات مسرحية في الوسط الجامعي، ففي كلية الحقوق
( لجنة جبر الخواطر) شكلها مجموعة من الطلبة ، أتذكر منهم يوسف جرجيس حمد ، رامي ، جلال ، محمود الخضيري وفي مقدمتهم الفنان يوسف العاني. وكنت المخرج لأعمالها. وفي كلية التجارة لمعت اسماء لو احترفت التمثيل لكان لها شأن كبير في المسرح، مثل عادل الشيخلي، راسم القيسي، ابراهيم الديواني الذي عمل مخرجاً في تلفزيون بغداد عند تأسيسه في عام 1956. وفي كلية الطب تشكلت لجنة فنية أيضاً ترأسها وليد الخيالي، وعلى مسرح الكلية قدمت نشاطاتها الثقافية والمسرحية، وقد ساهمت في ادارة بعض من هذه النشاطات، كما قدمت بعض المشاهد التمثيلية. وعلى مسرح دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية برز اسم شهاب القصب حيث قدم عملين مسرحيين شاهدت احدهما، تناول فيه همومأً عائلية وكانت من وجهة نظري أول محاولة تتناول المشاكل العائلية، ولعله الأكثر تأثيرا في تلك المرحلة وباطار النشاط الجامعي، وفي تقديري ان الذين ارشفوا في المسرح لم يفوا هذا الرجل حقه عند دراسة الحركة المسرحية.
في سنة 1952 أُسست ( فرقة المسرح الحديث ) من قبل الفنانين ابراهيم جلال ويوسف العاني _ لم التحق بهذه الفرقة عند تأسيسها بسبب طبيعة عملي الوظيفي إلا في عام 1958 _ ما أريده هنا فقط الإشارة الى أن هذه الفرقة المسرحية كان لها تأثير مباشر في اقبال الجمهور على المسرح ، كما توطد للمسرح كيان وتأثير في مرحلة من مراحل التوهج السياسي والأدبي والفني في العراق.
بحلول عام 1963 وبعيداً عن التفصيلات الكارثية التي ألمت بالشعب العراقي ، حيث الغيت جميع الفرق المسرحية والمؤسسات الثقافية، سمح في هذا العام تشكيل مجاميع فنية، آليت على نفسي ووفاء مني لفرقتي فرقة المسرح الحديث واعادة ثقة الناس بهذه الفرقة التي كانت جزأً من اهتماماته الثقافية، قمت بتشكيل مجموعة اعتبرتها بذرة لأعادة فرقة المسرح الحديث مستقبلا بالرغم من الظروف السياسية الصعبة جدا على الصعيد العام وعلى الصعيد الشخصي، سميت هذه المجموعة
( مجموعة المسرح الفني ) المكونة من الشباب الذين لا علاقة لهم بفرقة المسرح الحديث الملغية، واكثرهم من طلبة معهد الفنون الجميلة، منهم كريم عواد ، مولود المعيني ، فاروق فياض ، روميو يوسف ، قحطان محمد احمد ، سامي السراج، سامي تيلة وغيرهم.

شعار فرقة المسرح الفي الحديث


وفي عام 1964 عندما اعيد قانون تشكيل الفرق المسرحية، ولما لم يكن بمقدوري اعادتها بنفس الاسم آثرت اضافة كلمة ( الفني ) لتصبح ( فرقة المسرح الفني الحديث ). واعتزازاً مني باستخدام نفس شعار الفرقة السابق والذي صممه الفنان الكبير الراحل جواد سليم ، قام الرسام صادق سميسم باضافة كلمة الفني على الشعار، وكان حافزي وهدفي الأساس تعزيز ثقة الناس وتماسكهم في مرحلة حفلت بالقتل والإعدامات والسجون. في عام 1965 اتفقت مع الفنان الراحل ابراهيم جلال باعتباره اول رئيس لفرقة المسرح الحديث مع بعض الشباب من المجموعة نفسها الذين توسمت فيهم قدرات فنية متميزة فأعيد تأسيس _ فرقة المسرح الفني الحديث _ واصبحت بعد ذلك مدرسة للتجارب والتيارات المسرحية تخرج منها مجموعة من الشباب انتثروا وروداً عطرة في الوطن وخارجه.

1 التعليقات:

مبروك لكاتب والمخرج المسرحي محسن النصار نجاح عرض مسرحية وظيفة مربحة في المهرجان الثاثني لكلية الفنون الجميلة /قسم الفنون المسرحية/بغداد

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9