أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن استحداث توصيف جديد لفرع الآداب ابتداء من الدورة السابعة 2012/2013 ليشمل المؤلفات الابداعية في مجالات الشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية وأدب الرحلات وغيرها من الأعمال الأدبية.
وقال امين عام الجائزة د.علي بن تميم في بيان ان هذا يأتي «للتركيز على العنصر الابداعي في هذا الفرع لدواع معرفية خصوصا ان الحقول الابداعية تشهد استقلالا مطردا كالحقول السردية والمسرحية والشعرية وحقول أدب الرحلة والسيرة الذاتية».
واضاف انه نظرا لطبيعة هذا التخصص كان لابد من التمييز الواضح بين ما هو ابداعي في الكتابة وما هو نقدي مع التطور المشهود في المناهج النقدية والذي لا يختلف من حيث الحجم والأهمية والنوعية عن التطور في الحقول الابداعية وهو ما يحتم الفصل بين حقلي الاداب والدراسات النقدية بوصفهما حقلين مستقلين.
وتتوقع الجائزة التي فتحت باب التقديم لدورتها الجديدة من 22 ابريل الماضي الى 30 سبتمبر المقبل اقبالا كبيرا للترشح في فرع الاداب في ظل النمو المطرد الذي تشهده الساحة الثقافية العربية خصوصا ما يتعلق بحركة الكتابة السردية في الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والكتابة الشعرية بمختلف أشكالها.
يذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب انطلقت عام 2006 وهي جائزة مستقلة تمنح سنويا للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريما لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الانسانية وتبلغ القيمة الاجمالية لكل فروعها سبعة ملايين درهم اماراتي.
وعلى صعيد ثقافي اخر اصدرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاب «أساتذة اليأس.. النزعة العدمية في الأدب الأوروبي» للكاتبة الفرانكو-كندية نانسي هيوستن وترجمه الى العربية وليد السويركي.
وقالت هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة في بيان ان «نانسي هيوستن تتبع في هذا الكتاب تطور النزعة العدمية في الأدب الأوروبي منذ القرن الـ 19 الى الكتابات المعاصرة فتبحث بداية الأساس الفكري والنظري الذي يستند اليه كتاب العدمية الغربيون انطلاقا من فلسفة التشاؤم عند آرثر شوبنهاور الذي تسميه (بابا عدم)».
واضاف البيان ان الكاتبة تستخلص عبر فصول الكتاب العناصر البيوغرافية والفلسفية والأسلوبية التي تجمع بينهم وتقدم قراءتها الشخصية الناقدة لأبرز أعمال بعضهم صامويل بيكيت واميل سيوران وميلان كونديراو ايمره كيرتش وتوماس بيرنهارد والفريده يلينيك وميشيل ويلبيك وكريستين أنجو وسارة كين وليندا لي وهي قراءة تتميز بقدر كبير من الجرأة والاختلاف لا تتردد في الخروج على الاجماع النقدي والجماهيري الذي يحظى به هؤلاء الكتاب.
واوضح ان الكاتبة تحيل نشأة الفكر العدمي الى عدة عوامل منها تزعزع المسلمات اليقينية حول مكانة الانسان ودوره في الكون مع مطلع الحداثة في القرن الـ17 ثم «أزمة الذكورة» الناجمة عن تحرر المرأة وتحولات الأدوار الاجتماعية للجنسين وأخيرا ما نجم عن الحرب العالمية الثانية من فظائع قادت الى أزمة أخلاقية وروحية كبرى في أوروبا المعاصرة.
واشار الى ان هيوستن تخوض سجالا حادا ضد الرؤية العدمية الأحادية للعالم من موقع نسوي يرفض الجذرية السوداوية لصالح وعي نقدي جدلي ينحاز للحياة بكل تناقضاتها ودون أن يسقط في فخ التبشير بالأوهام الزائفة والأحلام الجميلة والآمال الخادعة.
واضاف ان المؤلفة تهاجم الفكر العدمي الذي يستعيد قيما دينية ثنائية من الثقافة الغربية القديمة مثل التعارض الجذري بين الجسد والروح والانتقاص من قيمة الجسد والانجاب والمبالغة في الاعلاء من قيمة الروح وكره المرأة بوصفها تجسيدا للحياة الحسية.
واضافت الهيئة ان المؤلفة وكما في أعمالها الأخرى تمزج بين التأمل النظري والسرد التخيلي حيث جعلت بين فصول الكتاب التي تتناول المؤلفين الذين درستهم فواصل حكائية وحوارية مع شخصية متخيلة تعزز من وجهة نظرها وتجعل من قراءة هذا العمل متعة فكرية حقيقية ورحلة أدبية شيقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق