أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، مايو 10، 2016

سلبيات الشخصية العربية في مسرح الطيب العلج / فاتن حسين ناجي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, مايو 10, 2016  | لا يوجد تعليقات

مجلة الفنون المسرحية

تترواح فترات النقد اللاذع  للواقع في العالم العربي مابين سياسية في وقت زمني ما ثم تعاود الى الاجتماعية في زمن اخر وتكون هجائية للدين في زمن اخر ، وكثير من كتاب العراق كتبوا في نقد المجتمع وهجائه ورفض كل ماهو سائد في محيطه الحالي والسابق لانه جعل  الإنسان مُهمَّشا مسلوب الحق والإرادة خاضعا للقدر المادي والسياسي  والاجتماعي  اضافة الى انهيار النظام الأخلاقي في المجتمع بعد متواليات الحروب والتحولات السياسية والفكرية . ومن بين الكتّاب العراقيين الذين كتبوا في نقد  الطيب العلج  (1928 _2012)، ممثل وزجال وكاتب مسرحي مغربي.له مسرحيات مهمة هي : دعاء للقدس, بناء الوطن ,السعد , عيطونة، النشبة، جحا وشجرة التفاح ,حليب الضيوف ,كان من ابرز الذين سلطوا الضوء على الوضع السياسي والقيم الاخلاقية منتقدا ذلك التردي الواضح في تمظهرات تلك الاوضاع وخاصة في مسرحية "حليب الضيوف" التي تبين لنا حالة الانفلات والتحرر عن سطوة السلطة ومحاولة فضح عيوبها والخروج عن قيود الحكومات والسياسات المتقلبة بين الحين والاخر في مجمل علاقاتها الداخلية والخارجية المتعارضة ووارادات الشعب وحريته .  كتب العلج مسرحية « حليب الضيوف »  والتي تعد من اكثر المسرحيات التهكمية حيث يصفها لنا رياض عصمت بقوله : تعالج المسرحية واقعاً أدى إلى الهزيمة  واقعاً من الكسل وانتظار الهبات دون جهدٍ أو عمل من السادة الأجاويد.  وتتوالى سلبيات الشخصية العربية، بدءاً من اعتياد الفقر، ومروراً بالرجولة الزائفة والاهتمام بالمظاهر الخارجية والهوس الجنسي والإغضاء عن العمل والتعلق بالخرافة، حتى ترتسم أمامنا صورة مجتمع مريض – ربما مبالغ في مرضه – يعيش على صراعات هامشية حول مباراة في الضامة أو جسد امرأة عابرة، ويتناسى أنّه عن طريق العمل وحده يمكنه أن يغير واقعه وقدراته إلى واقع وقدرات أفضل، فتراه لا يصم أذنيه عن سماع الدعوة إلى العمل فحسب، بل يوظف قواه جاهداً لمنع أي شذوذ في رأي الآخرين عن هذا الموقف المتخلف، مدعوما تارة بالدراويش، وتارة برجل دين دجال، وتارة أخرى بالمرأة مرسولة الأجاويد. الجميع ينتظر الحليب، ولكن الأجاويد يحضرون ولا يأتون معهم إلا بالماء.
بعدها قدم لنا مسرحية "السعد" التي يصور لنا فيها كيف ان ظروف الحياة وواقع المحيط به يجبرانه على ان يتخذ من السحر والشعوذة طريقا للوصول الى غاياته والتخلص من كل مايحيط به من سلبيات الزوجة والصديق والحاكم والسلطات برمتها لذا نجد في شخصيات المسرحية تعبير عن تشتت الفرد وانقسامه الداخلي ومعاداته للفرد الاخر.
ولاشك ان النقد اللاذع  هو اساس يقوم عليه العلج  مقامه الاول من حيث تبادلاته الفكرية والمعرفية ومدى تعارضاتها مع الواقع المعاش والذي ينظر نحوه على انه واقع سلبي لابد من ان يقال له انك على خطى غير صائبة وان كانت الكلمة الاولى لايسمعها الناس حينها ستخرج الكلمة الثانية اشد حدة منها وتتوالى حدية الكلمات في جميع مسرحياته.

----------------------------
المصدر : جريدة المدى 


0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9