أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، أغسطس 23، 2011

أنواع السينوغرافيا المسرحية / جميل حمداوي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 23, 2011  | لا يوجد تعليقات

من المعروف عند الباحثين ودارسي المسرح أن السينوغرافيا تهتم بتأثيث خشبة المسرح وزخرفتها وتزيينها وتنظيمها وتعميرها، وتعنى أيضا بتأطير الفضاء الدرامي وتصويره وتفضية المكان الركحي ووضع مناظره المشهدية وبناء الديكور. لذا، فهي علم وفن، علم بالمفهوم أنها تستوجب خبرة تقنية وفنية وإلماما بالمقاسات الرياضية والحرف المهنية كالنجارة والخياطة والماكياج والهندسة والإضاءة والتحكم في المؤثرات الصوتية،وتحتاج إلى دراية كبيرة بعلوم التشكيل والهندسة المعمارية والنحت والـﯖراﭭيك والحفر، وهي فن بمعنى أن السينوغرافي لابد أن يكون له ذوق جمالي وفني في تأثيث الخشبة المسرحية، وأن ينطلق من روح إبداعية في فهم النص الدرامي وتفسيره وخلقه من جديد، كما تستعين السينوغرافيا بمجموعة من الفنون الجميلة التي تجعل من عمله عملا فنيا وأدبيا قائما على التأثرية الشعورية والانطباعية الفنية والتذوق الجمالي.

وإذا كانت السينوغرافيا المسرحية قد ارتبطت بالدراما الفرعونية والإغريقية والرومانية والغربية والشرقية والعربية، فآن الأوان لمعرفة أنواع السينوغرافيا المسرحية وتبسيطها للقارئ قصد فهم مكوناتها واتجاهاتها الفنية وجوانبها الإيجابية والسلبية ، والبحث بجدية عن مرجعياتها التناصية وأصولها الثقافية ، وتسطير أدوارها الأساسية والثانوية في تشكيل العمل الدرامي وصياغة الرؤية الإخراجية للنص الدرامي المعروض أمام المتفرجين.

أ/ تعاريف السينوغرافيا المسرحية:

تهتم السينوغرافيا أو السينولوجيا بالديكور وتنظيم الخشبة الدرامية ماديا وتقنيا، وتعمل على تأثيث الركح وتصويره وتزيينه وزخرفته من خلال رؤية سمعية وبصرية متآلفة ومنسجمة لتشكيل رؤيا المخرج ورؤيا العمل الدرامي المعروض فوق المكان المسرحي.

ويمكن تقديم مجموعة من التعاريف للسينوغرافيا من بينها: أولا أن السينوغرافيا هي:" فن تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم في شكله بهدف تحقيق أهداف العرض المسرحي، الذي يشكل إطاره الذي تجري فيه الأحداث"، وتعني ثانيا: " فن تصميم مكان العرض المسرحي وصياغته وتنفيذه، ويعتمد التعامل معه على استثمار الصورة والأشكال والأحجام والمواد والألوان والضوء"، وهي ثالثا:" فن تشكيل المكان المسرحي، أو الحيز الذي يضم الكتلة، والضوء واللون، والفراغ، والحركة ( وهي العناصر التي تؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم في صياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام".

ومن ثم، فالسينوغرافيا تصوير للفضاء المسرحي وتشكيل له عبر تأثيثه بمجموعة من العلامات السمعية والبصرية قصد توضيح معاني النص الدرامي وتفسير مؤشراته السيميوطيقية والمرجعية. وتنصب أيضا على الخلفية التشكيلية المتموقعة في فوندو المسرح، وكواليس الركح وجوانبه وأجنحته، والمنصة الموجودة في مقدمة المسرح، والجزئيات الثابتة أو المتحركة فوق الخشبة من قطع وأثاث وإكسسوارات... ، وصالة الجمهور.

ب/ تطور مفهوم السينوغرافيا عبر التاريخ:

إذا تتبعنا تاريخ السينوغرافيا وتطورها التعاقبي، فسنجد بلا ريب أن هذا المفهوم قد انتقل من مفهوم الزخرفة والتزيين في الشعرية المسرحية الكلاسيكية لتعني العمارة والمنظور مع بدايات عصر النهضة ، لتعني فيما بعد تأثيث الخشبة بالديكور والمناظر، لتتخذ في العصر الحديث مفهوما أشمل باعتباره فنا مركبا يجمع بين العلامات اللغوية والبصرية والسمعية أو ما يسمى بفن الصور المرئية أو البصرية.

ويثبت مارسيل فريدفوت بأن السينوغرافيا ولدت " من فن الزخرفة، ثم تطورت في معارضتها للزخرفة لتصل إلى فن الديكور. إن كلمة سينوغرافيا كلمة قديمة نجدها لدى الإغريق والرومان،كما استخدمها معماريو عصر النهضة. ولقد حدث تغيير بين المعنى الإتمولوجي حيث اشتقت كلمة سينوغرافيا والمفهوم الخاص بهذه الكلمة في عصر النهضة: فكلمة سينوغرافيا اليونانية تعني الزخرفة، أي تجميل واجهة المسرح بألواح مرسومة حيث كان المسرح خيمة أو كوخا من الخشب، ثم مبنى يحيط بساحة التمثيل في المسرح الإغريقي، وكانت هذه الزخارف التي ظهرت في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في تراجيديات سوفكلوس تمثل مناظر معمارية أو طبيعية لتوضيح موقع الحدث"

وإذا استقرأنا أيضا تاريخ الأمم القديمة المعروفة بالمسرح ، فإننا نلفي لديها نوعا من الاهتمام بالسينوغرافيا المشهدية، وهذا يبين لنا مدى ارتباط السينوغرافيا أيما ارتباط بظهور المسرح الفردي والجماعي. بيد أن تقنينها العلمي وخضوعها لأصول علمية وفنية وجمالية وارتباطها بالفن الشامل لم يظهر إلا في العصر الحديث بعد ظهور المخرج.

ومن هنا، نقول بأن السينوغرافيا الدرامية لدى الفراعنة ذات طبيعة دينية طقوسية ترتبط بالمعابد والأهرام والاحتفالات وأيام الزينة والأعياد الفرعونية ، وكان الكهنة ورجال الدين هم الذين يسهرون على هذه الفرجات الدرامية التي كان يختلط فيها التبتل الديني بالموسيقا والرقص.

ويرتكز المسرح الإغريقي الذي ارتبط بمسرح المدرجات والمكان الدرامي المرسوم في شكل نصف دائرة على سينوغرافيا احتفالية دينية ميثولوجية تنبني على البساطة والتنظيم والترتيب والميل إلى التشكيل التراجيدي كما يبدو واضحا من خلال مسرحيات سوفكلوس ويوربيديس وأسخيلوس أو على التشكيل الكوميدي عند أريستوفانوس في مسرحيته" الضفادع". وقد اعتمدت السينوغرافيا اليونانية على الكواليس الدوارة، وبناء المسارح في أمكنة مرتفعة ، وقد كانت الإضاءة طبيعية، كما استعانت موسيقيا بالجوقة، وسرديا بالراوي أو الكورس. وبذلك، " يكون الإغريق أول من اخترع طريقة رسم المناظر وتغييرها على المسرح؛ كما أن هذه الكواليس الدوارة كانت بداية معرفة ميكانيكية المسرح".

هذا، وقد عرف الإغريق الستارة، فكانوا يسدلونها من الأعلى إلى الأسفل، وبعد ذلك ستفتح من الوسط إلى جزأين يميني ويساري، ومازالت المسارح العالمية تستعمل هذا النوع من الستارة التي تفتح من جانبين من الوسط المنصف. وأول مسرح عرف الستارة هو مسرح" سيراكوزا" حيث وجدت في مقدمته حفرة مستطيلة كانت معدة لنزول الستار عند بدء التمثيلّ.

ولم تقتصر هذه السينوغرافيا على الفضاء فقط، بل تعدتها إلى الملابس الملونة والأقنعة والحلي والإكسسوارات التي كانت تعبر عن الطبقات الاجتماعية والتفاوت الموجود بينها،كما كان يستعمل الممثلون البوق أو ما يسمى بقناع الفم لإيصال حواراتهم إلى الجمهور الحاشد بكثرة في فضاء الطبيعة.

أما السينوغرافيا الرومانية فكانت تتسم بالزخرفة والتفخيم وتمتين البنيان وإقامة مسارح فخمة مدرجة محاطة بالأقواس، ولم يقم الرومان مسارحهم على التلال كما عند الإغريق، بل أنشئت على أراض منبسطة مستوية. وقد اعتمدت السينوغرافيا الرومانية على بناء مناظر ثابتة وفخمة وديكورات ضخمة. كما جمع المسرح الروماني فيما هو معروف بين الاتجاه الديني والدنيوي، وكان موجها لخدمة الأباطرة والأمراء وحاشيتهم والقواد العسكريين الكبار والنبلاء ورجال الإقطاع، في حين أن التمثيل كان يقوم به العبيد غير المتخلقين ذكورا وإناثا.

وتمتاز أزياء الممثلين في التراجيديات باستعمال الأقنعة وتوظيف ألبسة حريرية لها ذيول تجر فوق الركح. بينما في الكوميديات، يلبس الممثلون ملابس قصيرة تثير الضحك والتسلية، وكانوا يستعملون أيضا شعورا مستعارة ملونة حسب طبيعة الشخصيات الممثلة والمواقف الدرامية التي يمثلونها.

واهتم الرومان أيضا بالمسرح الديني الذي أخذوه عن المصريين أثناء توسعهم عسكريا شرقا وغربا، كما اهتموا بالرقص الاستعراضي الجماعي. بيد أن مايلاحظ على السينوغرافيا الرومانية أنها تتميز باستخدام حيوانات حقيقية، واللجوء إلى الألعاب الرياضية العنيفة كالمصارعة واستخدام المبارزات العسكرية.

وإذا انتقلنا إلى السينوغرافيا في العصور الوسطى فهي سينوغرافيا دينية ذات بعد مسيحي ارتبطت بمسرحة قصص الكتاب المقدس وحكايات الإنجيل، واستخدمت اللغة اللاتينية في المسرحيات التي كان يهتم بها رجال الدين تأليفا وإخراجا وتمثيلا، والتي كانوا يقدمونها في معابدهم وكنائسهم إبان الأعياد الدينية المقدسة وميلاد المسيح. ومن جهة مقابلة، كان هناك مسرح دنيوي يقدم إلى عامة الشعب للتسلية والترفيه حيث تعرض مسرحياته في الأماكن العامة والشوارع والمدن. و" كانت المدينة في المهرجانات والاحتفالات تنقلب بأسرها إلى مسرح كبير بعد أن يتولاها فنانو الديكور بالتزيين والتنسيق وإقامة الأقواس والنافورات والحدائق مما جعل هذه العناصر تأخذ طريقها إلى المسرح لتستقر فيه، وتزيد مشاهده رواء وبهاء وتجذب إليه النظارة من كل مكان."

وتميزت السينوغرافيا في عصر النهضة بالباروكية والاعتماد على المنظور واستغلال فن العمارة والديكور والنحت والتصوير والرسم، وظهرت هذه السينوغرافيا التي اقترنت بعلم المنظور(البعد الثالث أو هندسة العمق) في مجموعة من المسارح في إيطاليا وباقي الدول الأوروبية الأخرى.

أضف إلى ذلك أن السينوغرافيا عند الإيطاليين " وسيلة من ثلاث وسائل للرسم يلجأ إليها المعماري لتقديم تصور عن المبنى قبل البدء في البناء: التخطيط الأفقي والتخطيط الرأسي، والسينوغرافيا تصور لوجه من وجوه المبنى، والواجهات المتحركة التي تسمح بالحصول على تصور كامل على المبنى النهائي عن طريق الحيل البصرية. لقد ربط الإيطاليون بين السينوغرافيا والمنظور حيث لم يكن للكلمة الأولى معنى أو استخدام مسرحي، غير أن المنظور أصبح المنهج العلمي لتنفيذ المسارح المستخدمة والزخارف المختلفة.

كان للمنظور أثره في تحريك خيال المتفرج واكتسب مصطلح سينوغرافيا مغزى مسرحيا يشير تحديدا إلى فن المنظور معماريا كان أو طبيعيا وأعيد استخدام مصطلح ديكور أو زخرفة في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وفي القرن التاسع عشر، أصبح هناك فرق بين كلمتي ديكور وزخرفة، فكلمة ديكور كلمة تقنية خاصة بفني الأجهزة في المسرح، وتشير إلى مجموع العناصر المادية التي تحمل الزخارف المرسومة مثل: الشاسيه والتوال. أما كلمة زخرفة فهي كلمة فنية تشير إلى المكان الذي يدور فيه الحدث ومجموع الأدوات التي تستخدم في تقديم العرض من لوحات وأثاث وإكسسوار يلعب كل من الديكور والزخرفة دوره عند رفع الستار حيث يجب أن يكون له تأثيره المباشر، ومع بداية الحوار تصبح للمثلين الأولوية، ويصبح للأداء الأهمية الأولى بينما يتراجع الديكور ليصبح مجرد خلفية للنص".

وفي القرن السادس عشر، ظهرت الكوميديا ديلارتي القائمة على الحوار الذي يرتجله الممثلون على المسرح بعد أن يتفقوا على موضوع المسرحية، وكانت المرتجلات تتغير من ليلة إلى أخرى. أضف إلى ذلك إلى أن السينوغرافيا كانت تتسم بالطابع الكوميدي الشعبي ، وتقام في الأماكن العامة ويحضرها عامة الشعب، بينما المسارح الأخرى كان لايحضرها سوى الأمراء والنبلاء ورجال الإقطاع. و" لقد ظل المسرح منذ عهد الإغريق حتى العصور الوسطى مخصصا للأمراء والنبلاء والطبقة الأرستقراطية ، ولكن الجمهور في القرن السادس عشر بدأ يحس رويدا رويدا بكيانه وأهليته من الناحية الثقافية والمذهبية....وبدأت الدراما القديمة، والكوميديا الأدبية في استخدام اللغة الدارجة في الكثير من الأحيان.

وقد حدث ذلك كله بفضل طابع التجديد الذي اتسم به القرن السادس عشر، وانتشر في كل مكان بإيطاليا أولا، ثم في أوروپا، فتم وضع بذور هذا الفن البسيط ذي اللهجة الصريحة في إطار من الحقيقة، وبذلك بدأ الشعب يتذوق فن المسرح الراقي."

وظهرت في هذه المرحلة عدة مسارح مربعة ومستطيلة ومستديرة كما في إنگلترا في عهد الملكة إليزابيث، ومن أشهر المسرحيين الغربيين في هذا العهد نذكر المسرحيين الإسبانيين: لوپي ذي ﭭيـﯖا ، وكالدرون دي لاباركا ، والثالوث الفرنسي: راسين ، وموليير ،وكورني ، والإنجليزي شكسبير.

وانتشرت الميلودراما إلى جانب الكوميديا دي لارتي في القرن السادس عشر في مدينة فلورنسا الإيطالية ، وكان يكتبها دافنيه ، وظلت مدة قرنين تقريبا دون أن يمسها تغيير أو تبديل، حتى انتشرت في إسپانيا وانـﮔلترا ثم في ألمانيا وفرنسا... واعتمدت سينوغرافيتها على تنقيح المنظور ونقطة النظر المسرحية والمشاهد المتتابعة للعرض، واستخدام فن وميكانيكية المسرح، واستعمال مشاهد الحريق وفيضان الأنهار، وغيرها من الظواهر الطبيعية المختلفة والمؤثرات الصوتية العديدة. كما كانت هذه السينوغرافيا تتسم بالطابع الباروكي التزييني الفخم الذي أودى بها إلى الأفول والتراجع" ولكن ضخامة المناظر، وفخامة العرض التي تميز بها الديكور المسرحي في عصر الميلودراما كانت تجذب الجزء الأكبر من انتباه المشاهدين، وبالتالي تصرفهم عن تتبع الأداء المسرحي، والموسيقا التصويرية ، مما كان يسيء إلى التمثيلية نفسها إساءة بالغة.

ومن أهم مميزات هذا العصر أنه أدخلت عدة تعديلات على المسرح من أهمها: انحدار أرضية الصالة نحو الأمام ( أي نحو خشبة المسرح)، وبناء الألواح العديدة المرصوصة بجانب بعضها البعض لتشكل نصف دائرة على هيئة حدوة حصان ومن فوقها بناء مدرجات البلكون. وقد تم كل هذا بفضل بنتالينتي وسيجيتس...

ويعتبر هذا النوع من المسارح النوع المثالي المتبع للآن في جميع المسارح الكلاسيكية."

وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، ستظهر السينوغرافيا الكلاسيكية التي تحترم القواعد الأرسطية كاعتماد الوحدات الثلاث، والفصل بين الأجناس، واحترام الحقيقة العقلية اليقينية مع راسين وموليير وكورناي في فرنسا، ومع جون دريدن في إنجلترا، ولسينـﮔ في ألمانيا. وظهرت كذلك السينوغرافيا الرومانسية التي انزاحت عن الشعرية الأرسطية من خلال تكسير الوحدات الثلاث والمزج بين الأنواع الدرامية ومخاطبة العواطف والذات والأهواء والخيال والاعتناء بالروح المثالية وإجلال الحب والمرأة مع فيكتور هوجو ، ، وشكسبير ، ومارلو ، وألكسندر دوما.

وبعد ذلك، ظهرت السينوغرافيا الواقعية في فرنسا مع المذهب الواقعي ، والذي كان يمثله كل من بلزاك وفلوبير وستاندال في فرنسا، وتولوستوي في روسيا، وإبسن في النرويج. وأردف هذا المذهب الفني بالمذهب الطبيعي الذي استند إلى سينوغرافيا طبيعية مع كل من إميل زولا والأخوان جونكير وموپاسان وألفونس دوديه في فرنسا، وفيلديـنگ ودانييل دي فو. في إنگلترا.

وأصبحت السينوغرافيا مع المذهب الرمزي سينوغرافيا رمزية قائمة على الرمز والإيحاء والتلويح، وخير من يمثل المذهب الرمزي نستحضر بودلير ، وميترلينك ، وهاوپتمان ، وسودرمان.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، ظهر في ألمانيا المذهب التعبيري على يد فرانك ﭭديكيند. ويرمي هذا المذهب إلى " تصوير دخيلة النفس الإنسانية بما فيها من غرائز وأسرار، وعدم الانخداع بالمظاهر السطحية، وتحسيم تجارب العقل الباطن. وكانت مسرحياته تتكون من مناظر كثيرة ومتنوعة وديكورات مختلفة." .

وظهرت السينوغرافيا السريالية بعد الحرب العالمية الأولى مع المذهب السريالي الذي كان يتزعمه گيوم أپولينير ولوي أراگون وأنطوان أرطو، وارتكزت هذه السينوغرافيا على اللاشعور الفردي وتعرية الغرائز الجنسية واستكناه الجنون والهذيان والأحلام والأعصاب الانفعالية ، وكل هذا ثورة على العقل والمنطق والاستلاب البرجوازي الذي حول الإنسان إلى أداة وآلة للإنتاج دون أن يراعي فيه الجوانب الذاتية والروحية والإنسانية. وقامت ثورة السرياليين على اكتشافات فرويد وكارل ماركس وأبحاث إينشتاين وفلسفة هيجل ونظرية التطور لدى داروين.
ومع العصر الحديث والمعاصر، ستظهر السينوغرافيا التجريبية والطليعية مع المسرح البريختي ومسرح أوتشرك الروسي والمسرح الباتافيزيقي مع ألفرد جاري صاحب أولى مسرحيات عبثية وهي " أبو ملكا"، و" أبو عبدا"، و" أبو فوق التل، أبو زوجا مخدوعا"، والمسرح العابث الذي يمثله كل من صمويل بكيت، ويونيسكو ، وفرناندو أرابال، وآداموف.

ومن يتأمل المسرح الشرقي بما فيه الكابوكي والنو اليابانيان، ومسرح كاتكالي الهندي، أو مسرح أوبرا بكين، أو التعازي الشيعية في المسرح الإيراني أو العربي، أو المسرح الأفريقي، أو مسرح الهنود بأمريكا الشمالية واللاتينية، فإنه سيلاحظ أنه قائم على سينوغرافيا دينية طقوسية مقنعة قائمة على اللاشعور الجماعي وتطهير الغرائز الموروثة وتحبيك الأساطير وتشغيل الغيبيات ومسرحة العقائد وتوظيف التعاويذ السحرية.

هذا،و تستعمل هذه السينوغرافيا الحركة الجسدية والرقص والغناء والموسيقا والتمثيل والتصوف الروحاني والصراع الديني بين الخير والشر أو بين الهداية والضلالة. ومن هنا ، فالمسرح الشرقي مسرح روحاني حركي يعتمد على اليوﯖا والنرﭭانا والجذبة الصوفية والحركات الطوطمية والحربية أكثر مما هو مسرح حواري لفظي كالمسرح الغربي.

ولم يتعرف العالم العربي على مصطلح السينوغرافيا إلا في الثمانينيات، واستعمل بكثرة في المغرب العربي لتأثر مثقفيه كثيرا بالثقافة الفرنسية القريبة إليهم، بينما المثقفون العرب في المشرق كانوا يستعملون مصطلح الديكور المسرحي. وفي هذا الصدد يقول عواد علي:" يعد مصطلح السينوغرافيا من المصطلحات المسرحية الحديثة، على مستوى التداول، في الخطاب المسرحي العربي أو المقاربات النقدية المتمحورة حول هذا الخطاب.فقد بدأ المعنيون بالمسرح تداوله في عقد الثمانين من هذا القرن، ولعل أول من استخدمه المسرحيون في المغرب العربي بحكم اتصالهم الوثيق بالثقافة الفرنسية،ثم أخذ يشيع استخدامه في أنحاء أخرى من العالم العربي، بديلا عن مصطلح (الديكور) ، أو ( الديكور والإضاءة) معا حينما ينسبان إلى مصمم واحد، وتحكمهما رؤية واحدة."

ومازالت مدارسنا ومعاهدنا العربية تستعمل مصطلح الديكور بدلا من السينوغرافيا أو السينولوجيا ، مع العلم أنه قد " انتهى عصر الديكور وأمسى جزءا من كل، وبرزت السينوغرافيا وتشكيلاتها وأنساقها المتحركة. ومع ذلك، فإن المعاهد والأكاديميات العربية لاتزال تتمسك بمفهوم الديكور، وتعد طلابها على هذا الأساس، ولا يبدو أن المسميات والوظائف في طريقها نحو التغيير.

لقد ولج هذا المصطلح حياتنا المسرحية، لكنه مافتئ ملتبسا يكتنفه الغموض، والسبب طغيان التنظير على الممارسة، وعلى الرغم من انتشار التنظير وغياب الممارسة، إلا أن أي شيء أفضل من لاشيء" كما يقول المثل الإنگليزي."

وعليه، فقد عرفت السينوغرافيا عبر تاريخها الطويل تطورات كثيرة ملحوظة حيث انتقل مفهومها من فن التزيين والزخرفة إلى فن العمارة والمنظور لتركز السينوغرافيا اهتمامها على الديكور وبناء المناظر لتنتقل فيما بعد إلى مسرح الصورة في تأثيث الخشبة وتأطيرها.

ج/ أنواع السينوغرافيا المسرحية حسب الاتجاهات الفنية:

كل من يدرس السينوغرافيا الدرامية فإنه سيلاحظ بلاشك أنها تتنوع بتنوع المدارس الأدبية والاتجاهات الفنية. وإليكم، إذا، أنواع السينوغرافيا الدرامية حسب مدارسها الأدبية وتشكيلاتها الفنية والجمالية:

1- السينوغرافيا الكلاسيكية:

تستند السينوغرافيا الكلاسيكية إلى الشعرية الأرسطية عبر احترام الوحدات الثلاث، والدقات الثلاث، ومراعاة الفصل بين الأجناس الأدبية ، وتقسيم المسرحية إلى فصول ومشاهد، وتوظيف نظرية التطهير الأرسطي، والفصل بين جمهور الصالة وممثلي الخشبة داخل العلبة الإيطالية، واستخدام الديكورات والمناظر الكلاسيكية القريبة من الإيهام الواقعي بعيدا عن كثرة التخييل والترميز والتجريد. ويعني هذا أن المسرح الكلاسيكي الأرسطي كان يعتمد كثيرا على سينوغرافيا الوضوح والحقيقة المطابقة للعقل والمنطق ، أي سينوغرافيا التأثيث وبناء المناظر والديكورات المناسبة للنص الدرامي إيحاء وسياقا وتوضيحا وشرحا.

وعلى العموم، فقد " كانت وظيفة السينوغرافيا في الشعرية الكلاسيكية قائمة على مفهوم الزخرفة المسرحية الثابتة التي تومئ إلى مكان الحدث، وتشير- في الوقت ذاته- إلى فضاءات النص كأمكنة تجري فيها الأحداث، ويقوم فيها الأشخاص بمحاكاة الأفعال النبيلة في التراجيديا، وأفعال الأشخاص الأردياء في الكوميديا. ومن محاكاة هذه الأفعال كان الإخراج يحاكي الحجم والفراغ والأماكن مما كان عاملا مهما في ميلاد المفهوم الأول للسينوغرافيا القائم على فن الزخرفة."

ويعني هذا أن السينوغرافيا الكلاسيكية هي تنفيذ للإرشادات المسرحية التي يكتبها المؤلف للممثل والمخرج والمتلقي والسينوغرافي على حد سواء، وكانت تعمد هذه الإرشادات والتوجيهات إلى تحديد الفضاء الزمكاني للمسرحية، وطريقة تشخيص الأدوار، ونوع المؤثرات الضوئية والموسيقية التي ينبغي استخدامها في العرض مع احترام قواعد الشعرية الأرسطية. أي" لقد كانت الوظيفة الموكولة إلى السينوغرافيا في الشعرية الكلاسيكية مهمة جمالية ترسم بالزخرفة دلالات الأحداث التي يمليها النص على الإخراج، وكانت المسرحية وما تقدمه من وصف للشخوص وللمكان وللزمان. ومثل هذه الوظيفة تبرز اضطلاع الشعراء المسرحيين بإخراج مسرحياتهم بهدف إلغاء الحدود بين مفهومي النص الدرامي ونص العرض"

ومن أمثلة هذه السينوغرافيا نذكر كل العروض التي تندرج ضمن المسرح الكلاسيكي ولاسيما عروض موليير وكورناي وراسين.

2 - السينوغرافيا الباروكية:

تعتمد السينوغرافية الباروكية على تزيين الخشبة وتأثيثها بديكورات فخمة في غاية الجمال والعظمة والفخامة إلى درجة المبالغة في زخرفتها مع تنميقها بالصور المثيرة والزخارف الباهرة. ومن أمثلة هذه السينوغرافيا مسرحيات عصر النهضة (الميلودرامات الإيطالية/ الأغاني الدرامية) التي كانت تتسم بالترف وكثرة التنميق الباروكي، حتى إن الممثلين كانوا مشدودين إلى هذه الزخارف أكثر مما هم مرتبطون وجدانيا وذهنيا بالمسرحية. وفي هذا السياق تقول الدكتورة مليكة لويز:" لكن ضخامة المناظر، وفخامة العرض التي تميز بها الديكور المسرحي في عصر الميلودراما كانت تجذب الجزء الأكبر من انتباه المشاهدين، وبالتالي تصرفهم عن تتبع الأداء المسرحي، والموسيقا التصويرية ، مما كان يسيء إلى التمثيلية نفسها إساءة بالغة"

ومن هنا، فقد ظهرت النزعة الباروكية في إيطاليا في القرن 17 الميلادي، ومست الجانب الأدبي والمعماري والتشكيلي والموسيقي. وبعد ذلك ، انتقلت إلى باقي المناطق الكاثوليكية بأوروپا وأمريكا اللاتينية.

وعلى أي، تستعمل السينوغرافيا الباروكية الزخرفة المفخمة والتأثيث المبرجز والصيغ الفسيفسائية والمنمنمات الجميلة والأرابيسك والديكور الفخم المنمق والديكورات الممتلئة بالأشياء والقطع الأثرية المترفة كما هو حال العروض في العصور الوسطى.

3- السينوغرافيا الارتجالية:

ظهرت هذه السينوغرافيا الارتجالية مع كوميديا دي لارتي في القرن السادس عشر بإيطاليا، وكان قالبها المسرحي شعبيا قائما على الكوميديا والسخرية والهزل والفكاهة والتنكيت الاجتماعي والاعتماد على فن الارتجال والتمسرح في الفضاءات العامة والشوارع والأسواق العامة. ومن ثم، فشخصيات هذا المسرح شخصيات منمطة ومقنعة اجتماعيا، تقدم فرجة شعبية مفتوحة فيها تواصل حميمي مع الجمهور، وتستعمل الكوميديا دي لارتي الكرنـﭭال وملابسه المهلهلة المثيرة واللعب الگروتسيكي المقنع، وتلتجئ كذلك إلى المسرح الصامت كالميم والپانتوميم والرقصات البهلوانية المضحكة.

ومن أمثلة هذا النوع من السينوغرافيا حديثا مرتجلات محمد الكغاط على سبيل التمثيل.

4- السينوغرافيا الرومانسية:

اقترنت السينوغرافيا الرومانسية بالمذهب الرومانسي الذي اهتم كثيرا بالذات والوجدان والعاطفة. لذا، كان الديكور التاريخي حاضرا في هذه السينوغرافيا إلى جانب أجواء الطبيعة من خلال احترام الدقة التاريخية في سرد الأحداث واستعمال الأزياء وتوظيف مناظر الماضي، ولم يقتصر الرومانسيون على الواقع فقط، بل أضافوا إليه نوعا من الجمال والفخامة والمبالغة والخيال. 
وقد جسدت الرومانسية كثيرا النظرة التشاؤمية إلى الحياة، وصورت الكآبة الإنسانية والحزن البشري. ومن أشهر فناني هذا المذهب ﭭيكتور هيجو، وألفرد وموسيه، ولوثر بورگ ، ووليم كوپون.

5- السينوغرافيا الواقعية:

اعتمد المذهب الواقعي الذي ظهر مع بلزاك وستندال وفلوبير على استعمال سينوغرافيا واقعية تنقل الواقع بطريقة غير مباشرة، فيها نوع من الفنية والجمالية والإيهام بالواقعية. وفي المذهب الواقعي نهتم" بالتكوين وعمارة المنظر وعلاقات الخطوط والشكل واللون، وذلك لتمثيل فكرة لها طابع متكامل بدلا من مجرد تسجيل المظهر الخارجي للأشياء الطبيعية.

ومن الضروري أن نميز بين المذهب الطبيعي الذي ينقل فيه الواقع على المسرح نقلا فوتوغرافيا وبين المذهب الواقعي الذي يختار ما يقدمه من الواقع، بقصد إعطائه شكلا توضيحيا على المسرح....

ومن أشهر فناني هذا المذهب ليون باكست الرسام الروسي الذي اشتهرت أعماله بالألوان الزاهية والمحاولات الجريئة."

6- السينوغرافيا الطبيعية:

تهدف السينوغرافيا الطبيعة إلى محاكاة الواقع بطريقة حرفية طبيعية بدون تغيير أو تحريف أو استبدال، وتختار المناظر والأزياء بما يوافق الطبيعة وتاريخها الحقيقي الأصيل. كما استعمل المسرح الطبيعي في القرن التاسع عشر كل ماهو طبيعي للحفاظ على حقيقته الواقعية، فقد كان يستحضر مثلا لحم الجزار كما في الطبيعة، ويشعل الحرائق كما في الطبيعة، ويصب الماء كما يحدث في الطبيعة.

ومن أشهر المسارح التي كانت تهتم بالسينوغرافيا الطبيعية: المسرح الحر الذي أنشأه في فرنسا هنري پك وأندريه أنطوان عام 1887م، ومسرح لندن المستقل الذي شكله في إنجلترا جاك توماس گرين، ومسرح الفن بموسكو الذي أنشأه ستانسلافسكي وغيرها من المسارح الألمانية.

ومن أشهر المهووسين بالديكور الطبيعي الفرنسيان: إميل زولا. وأندريه أنطوان ، والألمانيان: أطوبراهام وجورج ، والإنجليزي توماس روبرتسون.

7- السينوغرافيا الرمزية:

تعتمد السينوغرافيا الرمزية على الرمز والإيحاء والتلويح واستخدام العلامات المجردة السمعية والبصرية (الرموز، والإشارات، والأيقونات) في إيصال الرسالة الدرامية دون استعمال المرجع المادي والديكور الواقعي الحسي المباشر. وتستبعد هذه السينوغرافيا التفاصيل الواقعية والطبيعية وتستبدلها بالسنن الرمزي. مثلا: يرمز إكسسوار الكرسي إلى العرش، والخيمة إلى الحرب، وتحيل الشجرة على الغابة....

وتحضر مكونات المسرح فوق الركح باعتبارها علامات رمزية إحالية مجردة بسيطة ومركبة على مستوى الألوان والخطوط والأشكال والكتل والأزياء والإضاءة والماكياج.

ومن أشهر فناني المذهب الرمزي المهندس المسرحي الإنجليزي گوردن گريگ الذي استعمل السينوغرافيا الرمزية في عدة أعماله وعروضه الدرامية.

8- السينوغرافيا السريالية:

تتكئ السينوغرافيا السريالية على استخدام العصبية الجنونية والأحلام واللاشعور والهذيان واستكناه الباطن العميق. وبما أن هذه السينوغرافيا مرتبطة بالمذهب السريالي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى كرد فعل على العقلانية والرأسمالية المتوحشة والفلسفة الرقمية التي استلبت الإنسان ذهنيا ووجدانيا واستعبدته آليا وإنتاجيا، فقد التجأت إلى السخرية من الأفكار الجدية واستعملت الخيال والشخصيات المضحكة والمناظر المخيفة بعد أن اقتلعت الإنسان من واقعه المألوف لتدخله في قوالب غريبة كاريكاتورية مشينة لم تتعودها العين البشرية.

واستعملت في هذه السينوغرافيا المناظر البسيطة والأجواء الحلمية التي تتخطى الواقع إلى ماوراء الواقع، وتصوير اللاشعور الفردي قصد التنفيس عن المكبوتات الباطنية والغرائزية. وتتميز المناظر أيضا بألوان كثيرة تعتمد على الإيقاع والتكوين وذلك باستخدام الرسم الحديث بحرية مطلقة لتكوين كثير من المناظر المسرحية جاعلين الديكور في حالة حركة عن طريق تشكيل الخطوط والألوان بطريقة زخرفية، تعبر عن التشكيلات الجمالية. وكانت هذه النزعة مرآة للقلق والتوتر الذي يسود مجتمعنا، كما كان هذا المذهب بعيدا كل البعد عن الصدق البصري مؤكدا الانفعال التراجيدي، وكان اهتمام مصممي الديكور منصبا على ماتحدثه المناظر في نفوس المتفرجين من إحساسات مترجمين بذلك العالم الداخلي للاشعور.

ومن أشهر فناني هذا المذهب ألكسندر تايرون، وألكسندر إكستير، وأستروفسكي."

9- السينوغرافيا التكعيبية:

تستخدم السينوغرافيا التكعيبية المنظور المسطح (العمق) والأشكال الهندسية المتداخلة واستعمال العقل والمنطق وتحليل التجربة المحسوسة تحليلا علميا معتمدا على العلوم الطبيعية والرياضيات. كما تقوم السينوغرافيا التكعيبية على تعدد المستويات والمنظورات وتعدد الرؤى والنظرية النسبية. ويعني هذا أن الفنان التكعيبي لابد أن يعتمد " على عقله في البحث عن حقيقة الأشياء حيث إن الحواس خادعة وقاصرة، وضرورة رؤية الشيء من منظورات مختلفة حتى يتضح له أكبر قدر من مستويات الواقع، وضرورة تصوير أي شيء في كليته وشموليته."

وتتسم السينوغرافيا التكعيبية بخضوعها للتحليل الهندسي واستعمال الكولاج، أي خلط اللوحة الفنية بقصاصات الصحف واللوف والقماش وورق الحائط، وعدم اكتمال اللوحة التشكيلية في مسارها الجمالي. ومن النماذج الممثلة لهذه السينوغرافيا على المستوى الدرامي نستحضر مسرحية " ست شخصيات تبحث عن مؤلف" للويجي پيراندللو التي استخدمت فيها نسبية المنظورات وتعدد الرواة والشخصيات وتقابل المستويات: مستوى الفن ومستوى الواقع.

ومن الأمثلة المسرحية عن السينوغرافيا التكعيبية ماقام به السويسري أدولف آپيا الذي كان يوظف مجموعة من الأشكال الهندسية التكعيبية في إخراج العروض الدرامية وإثارة المتفرجين العاشقين للمسرح؛ لذا كان الديكور عنده حسب الدكتور سعد أردش:" تصور فلسفي ينبع من عنصرين تشكيليين: النور والظل من ناحية (تصوير)، والكتل التكعيبية التي تكون مستويات رأسية في الفراغ (نحت) ، فلكي يعطي حركة الممثل(الشخصية) فرصة أكبر للتطور يجب ألا يتحرك على أرضية مسطحة، بل داخل تركيب من السلالم والبراتيكابلات التكعيبية،والمنحدرات، وهو ما يمكن أن يعبر عنه بتقديم البعد الرأسي في الفراغ المسرحي، وهو بذلك يلجأ إلى التصوير، ولكن من خلال درجات اللون الواحد، دون أن يتجاوز ذلك تصوير وحدات زخرفية أي ماكانت، وهو ماعبر عنه باللعب بالظل والنورّ."

10- السينوغرافيا التجريدية:

تقوم السينوغرافيا التجريدية على تحويل المحسوسات والمرئيات المادية والمرجعية إلى مفاهيم وتصورات مجردة عن طريق استخدام الأشكال الهندسية والألوان والخطوط بعيدا عن سياقها الحسي الواقعي المرتبط بالعالم الخارجي. أي تعتمد السينوغرافيا التجريدية على تجريد العرض وتحويله إلى علامات سيميائية غامضة بعيدة عما هو حسي وملموس، وترتكز كذلك على خلق المفارقات بين الدوال التي يصعب تفكيكها، أو تأويلها إلا بمشقة الأنفس، وتصبح تشكيلا بصريا يذكرنا بالتجريد السريالي أو التجريد التكعيبي. ومن ثم، تتسم بالتغريب والانزياح اللامحدود وتجاوز نطاق العقل والحس إلى ماهوخيالي وماهو غير عقلاني.
ومن أشهر فناني المذهب التجريدي تيرينس گراي ، وأورسون ويلز ، وثورنتون ويلدر ، وروبرت إدموند جونس.

ومن أهم المسارح التي خصصت للمسرح الرمزي نذكر: مسرح تريد يونيون ، ومسرح كامبريدج.

11- السينوغرافيا الملحمية:

تستند المسرحيات التي عرضها بريخت إلى استخدام سينوغرافيا ملحمية قائمة على الصراع الجدلي ، وتكسير الجدار الرابع، واستخدام خاصية اللاندماج والإبعاد والتغريب، والتسلح بالمسرح الوثائقي والتسجيلي من أجل تقديم أطروحات تعليمية لتوعية المتفرجين عن طريق الحوار ومخاطبة وعي الراصدين لتغيير الواقع، وقد استخدم بريخت من أجل ذلك اللافتات والسينما والشعارات والرواية والسرد والغناء والرقص والدراماتورجيا.

وعلى أي، فقد نظمت الجمالية البرختية" الفضاء السينوغرافي وفق مبادئ جديدة للفرجة المسرحية، فالسينوغرافيا الملحمية غير جامدة أو ثابتة، بل متحركة على امتداد العرض المسرحي، تتشكل من ديكور وأشياء عبارة عن قطع متحولة يتم تركيبها وتفكيكها بالتتالي يحركها الممثل ويتتبع حركتها المتلقي، فتحريك الممثل لها يجعلها تلعب وظيفة سردية إذ تتابع أحداث العرض، وهي بذلك تقدم عالما يحيل على الحياة ويشير إلى الواقع، ولكن بعلامات خالية من المباشرة أو التعيين حتى تحقق أثر التغريب عند المتلقي"

وعلى العموم، فالسينوغرافيا البريختية سينوغرافيا تجريبية تقوم على أسس الفن الشامل وتكسير الشعرية الأرسطية والانطلاق من مصادر سياسية وإيديولوجية ماركسية تترجم لنا دلاليا ومرجعيا أن مسرح بريخت هو مسرح السياسة والتسييس.

12- السينوغرافيا الكوليغرافية:

كثيرة هي المسرحيات التي تستخدم الملفوظ الحواري على حساب التواصل غير اللفظي ؛ مما يجعل المسرح مملا بسبب الروتين وكثرة الكلام والسرد التلفظي. لذا، يلتجىء المخرجون المسرحيون إلى استخدام الميم والبانتوميم والكوليغرافيا الجسدية والرقص الاستعراضي والباليه وتطويع جسد الممثل لينجز مجموعة من الحركات الطبيعية أو المحاكية للحركات الحيوانية. ومن ثم، يعد المسرح الشرقي بما فيه مسرح الكابوكي ومسرح النو ومسرح أوپرا بكين ومسرح كاتاكالي من أهم النماذج الدرامية للسينوغرافيا الكوليغرافية، كما يعد مسرح گوردون گريگ ومسرح أنطونين أرطو من النماذج الدرامية التي اهتمت بالسينوغرافيا الكوليغرافية وتجريب الرقص والحركة الصامتة والتقليص من اللغة الحوارية الملفوظة لحساب الجسد وتموضعاته التشكيلية الدرامية.

وإذا أخذنا على سبيل المثال گوردون گريگ فقد أعطى للسينوغرافيا الكوليغرافيا أهمية كبيرة، فقد ألغى سلطة الحوار ليمنحها للحركة المعبرة والكوليغرافيا الجسدية والطقوسية، وفي هذا يقول أحمد زكي:" دخل گريگ خشبة المسرح في المشروع يروم حشد كل عناصر التعبيرية من أجل صياغة مسرح تكون فيه الحركة هي الأفق،لهذا ثار ضد مسرح مثقل بالكلمة معيدا إلى الرقص والإيماء شرعيتهما مما يعطي قوة الحضور للرؤيا، ولذلك شذب الكثير من التقاليد، فتخلص من نظام أجنحة الكواليس، وكافة الزوائد الخلفية من ستائر وقطع ديكور تقليدية، واستغنى تماما عن المناظر المرسومة".

وما اهتمام كل من أنطونين أرطو ( مسرح القسوة) وأوجينيو باربا ( المسرح الثالث) بالمسرح الشرقي والمسرح الأنتروپولوجي إلا للثورة على المسرح الغربي وتقويض دعائمه ؛ لكونه أعطى أهمية كبرى للكلمة والحوارات الجافة على حساب الحركة. لذا ، قررا أن يكون المسرح المستقبلي الجيد مسرحا فنيا شاملا، أي مسرح الإيماءات والإشارات السييميوطيقية والحركات البيوميكانيكية الحيوية والكوليغرافيا الجسدية والرقص الطقوسي والميم الصامت والحركات المعبرة.

13- السينوغرافيا الشاعرية:

تعتمد السينوغرافيا الشاعرية على الإيحاءات الشعرية والتضمين الأدبي والصور الفنية الشعرية الموحية في علاقاتها مع مسرح الصورة التي تتشابك فيها العلامات اللغوية الانزياحية والعلامات البصرية الأيقونية. والمقصود بكل هذا أن السينوغرافيا الشعرية تقوم على الإيحاء الشاعري والصور البصرية الموحية والظلال البلاغية والصور الشعرية مشابهة ومجاورة ورؤيا. وتستخدم هذه السينوغرافيا أيضا جداريات شاعرية رمزية مليئة بالانطباعية والذاتية التعبيرية والتضمين والوظيفة الشعرية واستخدام اللغة الشعرية والخطاب الشاعري مع تجاوز التقرير والتعيين. وهنا تحضر الإضاءة بتموجاتها الشاعرية وبرناتها الإيقاعية المعبرة لتخلق لنا عالما يتقاطع فيه ماهو بصري تشكيلي وماهو وجداني شعوري، ويلاحظ أن هذا النوع من السينوغرافيا يحضر كثيرا في المسرح الشعري.

14- السينوغرافيا الدينية أو الطقوسية:

توظف السينوغرافيا الطقوسية الشعائر الدينية والعقائدية والتجارب الروحانية والحضرة الصوفية والممارسة الوجدانية العرفانية والموسيقا الروحانية كموسيقا ﯖناوة في المغرب. ومن نماذج هذه السينوغرافيا المسرح الشرقي بكل أنواعه الدرامية (الكابوكي والنو والكاطاكالي)، والمسرح الأفريقي ، ومسرح الهنود الحمر بأمريكا الشمالية واللاتينية.

هذا، ويقدم فن الكطاكالي الهندي مثلا" جمالية مسرحية منسجمة العناصر، تقوم على المبدإ الشعائري الطقوسي الذي يطبع هذا الفنن بمادته النصية الأسطورية، والتمثيل المؤسلب القائم على رمزية الجسد والإشارات اليدوية، إضافة إلى عناصر الماكياج والملابس والفضاء التي تخضع لهذه النسقية، وتمد عرض الكطاكالي بما يحتاجه من عناصر الفرجة الروحانية/الصوفية. إن الكطاكالي شكل مسرحي يستثمر موروثا أسطوريا وتقنيات عديدة ومرمزة للتمثيل، وهي إفراز لثقافات يمتزج فيها الأسطوري بالتاريخي، والديني بالدنيوي، والأصيل بالمعاصر. وهذا ما يفسر كون الكاطاكالي استطاع أن يستجيب بسهولة لجهود التشبيب ورد الاعتبار إبان النهضة الثقافية الهندية الأولى خلال الثلاثينيات" من القرن العشرين.
وهذا النوع من السينوغرافيا موجود في مسرح القسوة لدى أنطونين أرطو، والمسرح الثالث أو المسرح الأنتروبولوجي عند المخرج الإيطالي أوجينيو باربا.

15- السينوغرافيا الـﯖروتسكية:

تعتمد السينوغرافيا الگروتسكية على الفانطازيا وغرابة الأشكال والدمى، وتوظيف أقنعة رمزية مخيفة سواء أكانت حيوانية أم جنية، والاستعانة بالأشكال الكاريكاتورية والحيوانية لإيصال رسائل درامية معينة لراصدي صالة المسرح.

وتظهر السينوغرافيا الگروتسكية جلية في العروض المسرحية بمظهرها الكاريكاتوري الغريب والمهول، وتتخذ شكل صور نباتية وحيوانية وشكل تزيينات وأرابيسك منمنم.

16- السينوغرافيا البيوميكانيكية:

ترتكز السينوغرافيا البيوميكانيكية على استخدام البشر كآليات ميكانيكية كما فعل مايرخولد من أجل التأشير على انحطاط الإنسان وانبطاحه أخلاقيا.

ومن المعلوم أن مايرخولد الروسي قد تبنى توجها شكلانيا وطريقة ميكانيكية في تحريك الممثل عضويا وآليا وميكانيكيا ، وتأهيله حركيا وتقنيا لاغيا حصانة المؤلف. وتتميز معاملة ماييرخولد في إعداد الممثل وتكوينه بشدة الصرامة وقسوة التدريب ؛لأنه كان ينظر إلى الممثل على أنه عبارة عن دمية ينبغي التحكم فيها لكي تلتزم بتوجيهات المخرج وخطط السينوغرافي المحكمة.

وترتكز السينوغرافيا البيوميكانيكية على الجمع بين الحيوية العضوية والتمارين الجسدية، وتشغيل الحركة، والإيماءة، والنظرات، والصمت، والوضعيات الجسدية، والإيقاع، وخلق العلاقات بين كافة العناصر الفنية التي تدخل في عمل وفن الممثل باعتباره مشاركا حقيقيا في إبداع العرض المسرحي.

ومن المسرحيات التي جسدت السينوغرافيا البيوميكانيكية مسرحية ماييرخولد التي عرضت بروسيا سنة 1922م. واعتبرت المسرحية" علامة بارزة في المسرح الروسي في القرن العشرين، والتي تركت أثرها البليغ على طريقة التمثيل في تلك الفترة- وبالرغم من توظيف كل ماجاءت بها البيوميكانيكا في هذا العرض، وبشكل مباشر، إلا أن ماييرخولد قد أكد، وفي أكثر من موقع في كتاباته وأحاديثه، على أنها ليست عبارة عن منهج في طريقة التمثيل. وفي إحدى لقاءاته مع تلامذة المسرح في موسكو في سنة 1938م أوضح قائلا: " إن البيوميكانيكا هي عبارة عن تمارين لايمكن نقلها مباشرة في داخل المشهد.إنها تدريبات خاصة قمت بصياغتها على أساس تجربتي الطويلة وشغلي مع الممثلين. "

وقد استعانت مجموعة من المسرحيات الغربية والعربية الحديثة والمعاصرة بمنهجية مايرخولد البيوميكانيكية لتقديم تصورات آلية حول الإنسان المعاصر في ظل العولمة والنظام الرأسمالي المتوحش البشع.

17- السينوغرافيا الأسطورية أو الميتولوجية:

كثير من المسرحيات ذات المضامين الأسطورية تشغل السينوغرافيا الميثولوجية القائمة على الخرافات والخوارق غير الممكنة والملاحم التراجيدية لتبليغ مجموعة من العبر والدروس الأخلاقية وإيصال التجارب الإنسانية. وتتمظهر هذه السينوغرافيا في مسرحة المخرجين لمجموعة من النصوص الميتولوجية اليونانية لأسخيلوس وسوفكلوس ويوربيديس، ومن النماذج المعاصرة نلفي مسرحية" أساطير معاصرة" لمحمد الكغاط.

18- السينوغرافيا التسجيلية أو الوثائقية:

استعملت مجموعة من العروض المسرحية كمسرحيات بريخت وپيتر ﭭايس وپيسكاتور السينوغرافيا التوثيقية أو التسجيلية كالاستعانة بالسينما لتقديم مجموعة من الوثائق ولاسيما الوثائق التاريخية والسياسية لتقديم أطروحاته التي كان يؤمن بها عقائديا وإيديولوجيا. وقد بدأت " تجارب پيسكاتور بإحداث ارتباك مسرحي تام حين حول خشبة المسرح إلى غرفة آلية باستخدام آلات جدية ومعقدة، وما ميز مسرحه هو الجانب التقني الذي كان معقدا كل التعقيد". كما قدم ساكس مينجين المخرج الألماني مسرحية:" يوليوس قيصر " فحافظ فيها على دقة المعلومات وصدق الحيثيات والأصالة التاريخية لكي يحافظ على الطابع التاريخي الصحيح للمسرحية في جانبها التوثيقي والمعلوماتي.

19- السينوغرافيا التراثية:

تستند هذه السينوغرافيا على تجسيد كل مكونات التراث وتجلياته الفطرية والواعية من خلال استلهام التراث العربي الأصيل وتوظيفه في سياقات معاصرة رمزية أو حرفية لتأكيد أصالة الإنسان العربي والتأشير على هويته وخصوصياته الحضارية والثقافية.

وترتكز السينوغرافيا التراثية على تشغيل الحلقة والبساط وسلطان الطلبة والمقامات والشعر العربي والأشكال الفطرية والحكاية والسرد والأمثال والزجل والموسيقا الأندلسية والملحون والحكواتي والمقلداتي والمداح والسامر والأعراس الاحتفالية... 
ومن أهم النماذج التمثيلية لهذا النوع من السينوغرافيا التراثية المسرح الاحتفالي بكل اتجاهاته الفرعية (مسرح التسييس لسعد الله ونوس ودريد لحام، والمسرح التراثي لدى عزالدين المدني، والمسرح الاحتفالي عند عبد الكريم برشيد وأتباعه، ومسرح الـﯖوال لعبد القادر علولة، وجماعة السرادق المصرية، وفرقة الحكواتي اللبنانية لروجيه عساف ونضال الشقر...).

20- السينوغرافيا الفانطاستيكية:

تشغل هذه السينوغرافيا الفانطاستيكية العجيب والغريب، وتقوم على تشخيص فكرة التحول والامتساخ حيث تتحول الشخصيات المسرحية إلى كائنات جنية أو حيوانية أو جمادات والعكس صحيح. والهدف من تمسيخ الشخصيات الدرامية هو إدانة التصرفات الإنسانية المنحطة التي أصبحت مثل سلوكيات الحيوانات والكائنات الممسوخة المتردية. وتستعين هذه السينوغرافيا بالفنطازيا ، والواقعية السحرية ، والگروتيسك الكاريكاتوري، والأشكال المقنعة، والانتقال من عالم العقل إلى عالم اللاعقل، والثورة على قواعد المنطق وبديهيات الوعي ، وتدين هذه السينوغرافيا فوضى الواقع وغرابته ومواضعاته المتردية وأعرافه المهترئة البائسة.

21- السينوغرافيا العابثــــة:

توظف السينوغرافيا العابثة التي رافقت مذهب اللامعقول مع يونسكو وفرناندو أرابال وآداموف وصمويل بيكيت وألفريد جاري الديكور الفارغ، وفوضى الأشياء، والحركات الصامتة التي تتسم بالصراخ والهذيان والعبث والجنون. كما استخدم كتاب هذا النوع من المسرح المجرد العابث الكوميديا السوداء والسخرية" والنزعة التهكمية. واستطاع مسرح العبث أن يعبر عن موضوعات كونية بأساليب مسرحية منطقها هو اللامنطق، لاتهدف إلى شيء، تراهن على اللامألوف؛ وهي أساليب تنسجم مع فوضى العالم وعدم تجانس مكونات الواقع، وقلق الإنسان وصراعه مع نفسه ومع العالم ومع الأشياء، حيث يحس ذاته في الفراغ والنهاية.إن تبني هذا الأسلوب الكوميدي المتهكم جعل من جماليات مسرح العبث جمالية نوعية ومدهشة في الآن نفسه، استطاعت أن تخترق الباطن الإنساني المنكسر ضمن وجود مأساوي فتناولت غربة الإنسان عن عالمه واغترابه عن ذاته، وحاولت تجسيد الوحدة والقلق والخوف وعبثية الشرط الإنساني، وتلك هي موضوعات دراما اللامعقول، فمسرح العبث لاينتقد الواقع الاجتماعي، كما قد يتبادر إلى الذهن من خلال السخرية اللاذعة والأسلوب التهكمي، بل يهتم بأساسيات مركز وجود الإنسان بعيدا عن انتمائه الطبقي أو محيطه التاريخي أو تفاصيل حياته اليومية، حيث تناول تعامل الإنسان مع الزمن وما صاحب ذلك من حيرة وقلق وانتظار"

وتمتاز السينوغرافيا العابثة بتجريد الجداريات واستخدام الألوان المأساوية ولاسيما اللون الأسود للتأشير على الكوميديا السوداء، وتصبح الكوليغرافيا في هذا المسرح اللاعقلاني عبارة عن حركات غامضة صامتة وصراخات مبهة لامعنى لها.

22- السينوغرافيا العارية أو الفارغة أو الصامتة:

قدمت مجموعة من العروض المسرحية بدون ديكور ولا منظور ولاموسيقا ولا إضاءة، حيث تتحول الخشبة المسرحية إلى فضاء فارغ صامت ، ليس فيها إلا الحوار اللفظي والكوليغرافيا والتشكيل الجسدي كما هو حال المسرح الفقير لگروتوفسكي ومسرح اللامعقول.

ومن الذين اهتموا بالسينوغرافيا الفارغة المخرج الإنجليزي گوردون گريگ الذي كانت له اجتهادات سينوغرافية متنوعة، فقد انشغل كثيرا بتقسيم الخشبة وتشطريها " وتعديدها، وذلك بتوزيعها إلى مساحات مستقلة ومطواعة قابلة للقولبة المتعددة، لقد بحث عن سبيل لخلق ألف خشبة في واحدة حسب تعبيره، لذلك رفض امتلاء الفضاء المسرحي بقطع الديكور الكبير والملحقات الكثيرة، وعرضه بالاقتصاد- وأحيانا بالفراغ- فكان الجهاز السينوغرافي لديه يقوم على لعب القطع والأحجام ، وتحريكها وتركيبها لخلق أشكال متعددة: أدراج، أرضيات، أسرة، سياج، أسوار سميكة، فضاءات واسعة..."

ويعد پيتر بروك من أهم المنظرين للفضاء الفارغ والسينوغرافيا الصامتة ولاسيما في كتابه:" المساحة الفارغة" حيث تعرض إلى الفضاء المفرغ من الإكسسوارات وكل اللوازم المتعلقة بالديكور والسينوغرافيا المؤثثة إلى جانب المخرجين: أنطونين أرطو وگوردون گريك.

23- السينوغرافيا السينمائية:

تتحول مجموعة من العروض المسرحية إلى الجمع بين المسرح والسينما ، وهذا ما يسمى بالسينمسرح لتداخل العلامات الدرامية مع مجموعة من المكونات السينمائية. فيتحول المسرح إلى مشاهد سينمائية تخضع للتقطيع والمونتاج وتسريع اللقطات الحركية المشهدية بشكل درامي هارموني.

24- السينوغرافيا الرقمية:

تعتمد السينوغرافيا المعاصرة على توظيف المعطيات المعلوماتية والآليات الرقمية ونتائج الثورة الرقمية المرتبطة بالحاسوب والإنترنت وموادهما الإلكترونية. وتعكس بعض المسرحيات اليوم على شاشة الفوندو مجموعة من القصص والمشاهد السينمائية والأفلام الكارتونية مستخدمة في ذلك جهاز الإنترنيت أو الكومبيوتر.

د/ وظائف السينوغرافيا المسرحية:

من يتأمل مكون السينوغرافيا فسيجد أن له عدة وظائف في مجال المسرح ، ويمكن تحديد بعضها في النقط التالية:
- تأثيث الخشبة وتأطيرها؛
- التزيين والزخرفة والتنميق؛
- تنظيم الركح والفضاء المسرحي؛
- ترويج ثقافة بصرية لاكلامية؛
- تجسيد الكلمات وتجسيم الحوارات وترجمتها بصريا قوامها الحركة والجسد؛
- رسم التصورات الدرامية من أجل إضفاء معنى على الفضاء؛
- تجلية أفكار الإنسان ومشاعره ورؤاه إلى العالم؛
- تشكيل معاني النص بصريا ودلاليا وسيميائيا؛
- خلق فضاء مناسب للنص وهو يتحول إلى عرض درامي؛
- إضاءة الخشبة وتعميرها وإثرائها موسيقيا؛
- شرح المشاهد المسرحية وتفسيرها وتوضيحها؛
- ترجمة ماهو لفظي حواري إلى ماهو مرئي محسوس؛
- توفير الأجواء المناسبة الموحية والممهدة للعرض المسرحي؛
- توفير الإيقاع المكاني والزمني لحضور الممثل فوق خشبة الركح ؛
- التأثير في الراصدين ذهنيا ووجدانيا وحركيا عن طريق الديكور وبناء المناظر؛
- تبليغ الرسائل الغامضة وتبسيطها عبر مجموعة من المؤشرات اللفظية والأيقونية والحركية؛
- تنسيق الفضاء المسرحي وتنظيمه والتحكم فيه؛
- إخضاع الكتل والألوان والضوء والصوت لرؤية إخراجية فنية واحدة؛
- تشكيل الركح وتصويره وتجسيده بصريا وسمعيا.

ومن هنا، فإن" وظيفة السينوغرافيا حديثا هي إعادة تشكيل الفضاء المسرحي، وإخفاء الحدود بين الركح والجمهور، ثم السعي إلى تأسيس علاقة مكانية وبصرية بين الدراما والمتلقي، والعمل على توسيع الصورة والمكان المسرحي التقليدي بالاتجاه نحو التراكيب والأشكال والأحجام المستقلة المتحركة التي تسهم في التعبير الدرامي، فالتنوع اللامحدود واللانهائي للعمل السينوغرافي، انطلاقا من الفراغ هو تنويع صور الفراغ وتوسيع مجالات الحركة فيه لأن كل شيء فيه يمكن هندسته وبناؤه. إن البناء القبلي مرفوض، أما ما هو بعدي فهو فنون السينوغرافيا التي تصير بالنسبة للمتلقي إمكانات بصرية تخييلية ومتلفظة تجعله يشتغل على ما يرى ويسمع ليملأ الفراغ بحيوية خياله."

هـ- مراحل إنجاز السينوغرافيا:

يمر عمل السينوغرافي بمجموعة من المراحل حتى يستوي في شكل عرض سينوغرافي يحمل رؤية إخراجية جمالية وفنية متكاملة ومنسجمة، وتتمثل هذه المراحل في قراءة النص الدرامي مع الممثلين لمعرفة سياق المسرحية ومكوناتها الدلالية والجمالية والمرجعية أثناء القراءة الطاولة أو القراءة الإيطالية، ويعقب ذلك مرحلة النمذجة أو الصياغة التخطيطية عن طريق تقديم نماذج تمثيلية تعبر عن تصور سينوغرافي سريع للعرض في شكل رسم أولي"كروكي/ الموديل الأولي/ " الذي سيصبح مادة للحوار بين السينوغرافي والمخرج عبر مناقشة التصور – المشروع، ومعرفة تمفصلاته البنيوية والجمالية والمشهدية، وقد يؤدي هذا الحوار الثنائي إلى موافقة تامة أو إضافة بعض التفاصيل والرتوشات أو تغيير بعض المكونات التي قد لاتخدم التصور الموجود لدى المخرج.

وبعد أن يوافق المخرج على الكروكي ينتقل السينوغرافي إلى عملية هندسة الديكور وتأثيث الخشبة عن طريق وضع الماكيت الذي يبين ديكور المسرحية في كل تفصيلاتها الجزئية اعتمادا على سلم هندسي مصغر يختصر على الورقة المنظور المكبر لديكور المسرح. وعليه، أن يراعي هذا النموذج طبيعة المسرح الذي سيعرض فيه العمل، ويتأكد من مقاساته جيدا ويختبر خشبته ومساحاتها التواصلية عرضا وعمقا وطولا وارتفاعا ليبني ديكوره على ضوء ذلك الفضاء الهندسي.

ومن ثم، تأتي مرحلة التنفيذ والعمل وترجمة ماهو مخطوط على الماكيت على أرض الواقع ، ونسميها مرحلة بناء الديكور والترجمة العملية والممارسة الميدانية ، ويتحول عمل السينوغرافي في هذه المرحلة إلى ورشة عمل من نجارين وخياطين وتشكيليين ومصممي أزياء وتقنيي الكهرباء والموسيقا وواضعي الماكياج.

هذا، ويرسم السينوغرافي رسومات التأثيث حسب المشاهد والفصول، فيمكن أن يحافظ على ديكور ثابت طوال المسرحية كلها، ويمكن له أن يغير الديكور والمناظر حسب كل فصل أو يغيرها حسب كل مشهد درامي.

ومن الأفضل أن يضع السينوغرافي خطة للعمل المعروض دراميا عن طريق تقسيم المسرحية إلى فصول وترقيمها بأرقام عددية، وبعد ذلك يتم تقسيم الفصول إلى مشاهد متعاقبة ومترابطة ترابطا عضويا عن طريق المونتاج، وتحديدها بالأرقام والعناوين. وبعد ذلك، يضع هذا الفنان مكوناتها السينوغرافية من خلال التركيز على الديكور، والأثاث، والعلامات البصرية السيميوطيقية، وجدارية الفوندو، والإكسسوارات ، والماكياج، والأزياء، والإضاءة، والمؤثرات الصوتية والموسيقية، والكوليغرافيا الجسدية، وتقسيم الخشبة وملء ركحها بالمؤثرات المشهدية.

وتوضح الدكتورة مليكة لويز في كتابها:" الديكور المسرحي " طرائق بناء الديكور المسرحي من مرحلة الفكرة إلى مرحلة تنفيذها ركحيا:" يأخذ فنان المشاهد المسرحية الرسومات الخاصة بالمشهد الذي يعمل من أجله. ومهما كان مقياس الرسومات فهو ينقلها إلى المقياس الذي اختاره لعمل الموديل، وكقاعدة عامة يطبق فنانو الديكور مقياس الــ3سم لكل متر نظرا لأنه بعد التجارب اتضح أن هذا المقياس مناسب لتنفيذ الديكورات سواء أكانت المشاهد كبيرة أم صغيرة.

ويقوم فنان المشاهد المسرحية بعمل قاعدة من الكونتربلاكيه تمثل خشبة المسرح بكل التفاصيل الخاصة بها: مقدمة المسرح ومؤخرته والأجزاء الجانبية. وبين برواز تحديد المناظر والبانوراما يقام المنظر الذي يتم تخطيطه وتركيب أجزائه حسب الرسومات المدروسة والمطابقة تماما. ثم يدهن كل جزء من أجزاء الديكور بألوان الجواش التي يعطيها الفنان نفس الاهتمام المطلوب لتنفيذ الديكور الفعلي."

ومن بين طرق العمل التقريبية لرسم نماذج سينوغرافية أولية الرسم على لوح من الزجاج من خلال وضع لوحات من الكارتون لتجسيد كل مكونات العرض المسرحي فضائيا.

وبعد الصياغة والتنفيذ، لابد أن يقدم السينوغرافي نظرته الشخصية إلى العمل ، وأن يترك بصماته المميزة فنيا وجماليا، وأن يضيف إليه أشياء كثيرة من تجاربه الذاتية والموضوعية. ويعني هذا أن يكون السينوغرافي دراماتوجيا مبدعا ومجتهدا، بعيدا في عمله عن السطحية والمباشرة كالسينوغرافي الحرفي أو السينوغرافي المنفذ الذي يهتم بتفسير النص وشرحه وتوضيحه. 
وعليه، فالسينوغرافيا هي بمثابة فن جليل " يرسم التصورات من أجل إضفاء معنى على الفضاء. والسينوغرافي الذي ينتج هذا الفن يجمع بين تقنية الديكور، والإضاءة والأزياء، فيشكل من معطياتها، وفق رؤية موحدة، تكوينات بصرية- مشهدية تنطوي على علامات مكانية وزمانية ذات قدرة على التوليد الدلالي، أو الدال على ماوراء الدلالة الحقيقية من دلالة ثقافية إضافية (إيحائية)."

و/ مرجعيات السينوغرافي:

يستند السينوغرافي إلى مجموعة من المراجع لوضع خطاطاته ونماذجه في رسم الديكور وتصويره، ومن بين هذه المصادر نذكر: النص الدرامي بحواراته اللفظية المباشرة علاوة على الإشارات الركحية الإخراجية التي يوجهها المؤلف للمثل والمخرج والمتلقي والسينوغرافي ، وغالبا ما توضع بين قوسين أو تكتب بخط بارز ، وتحدد الفضاء الدرامي وحالة الممثل وتشخص كل العناصر السينوغرافية المتعلقة بالإضاءة والموسيقا والأزياء والإكسسوارات والديكور والأثاث، وتشكل هذه الإرشادات ما يسمى بالنص الفرعي، بينما الحوار يشكل ما يسمى بالنص الأساسي.. كما يعتمد السينوغرافي على ملاحظات الممثلين وتوجيهات المخرج ونصائح تقنيي الإضاءة والموسيقا وآراء الحرفيين في ميدان النجارة والخياطة والتشكيل والتصوير والنحت.

ومن هنا، يمتح السينوغرافي عمله التأثيثي من مرجعيات عدة يمكن حصرها في الفوتوغرافيا والفنون التشكيلية وفنون الإضاءة وهندسة الصوت والديكور وبناء المناظر والإلمام بفنون الأزياء والماكياج والكوليغرافيا والتصوير والميكانيك والإعلاميات الرقمية.

خاتمـــــة:

تلكم نظرة موجزة عن مفهوم السينوغرافيا الذي انتقل في مساره التاريخي من الزخرفة والتزيين مرورا بالعمارة والمنظور وفن بناء الديكور والمناظر لتصبح السينوغرافيا بمثابة مسرح الصورة.

وقد بينا مجموعة من الوظائف الأساسية التي تستند إليها السينوغرافيا ، ولعل أهمها هو تأثيث الخشبة بالمناظر والديكور والصور السمعية والبصرية وتفسير المسرحية دلالة وسياقا وجوا ومقصدية.

وأبرزنا مجموعة من الأنواع من السينوغرافيا الدرامية فذكرنا: السينوغرافيا الكلاسيكية، والسينوغرافيا الرومانسية، والسينوغرافيا التجريدية، والسينوغرافيا الباروكية، والسينوغرافيا السريالية، والسينوغرافيا العابثة، والسينوغرافيا الفانطاستيكية، والسينوغرافيا التراثية وهلم جرا.

وأثبتنا بعد ذلك أن وضع السينوغرافيا يخضع لمرحلتين أساسيتين وهما: مرحلة التخطيط ووضع الرسومات والنماذج والموديلات، ومرحلة التنفيذ والإنجاز. ويعتمد السينوغرافي في ذلك على مرجعيات عدة كالنص الدرامي والإرشادات المسرحية وعدة علوم وفنون وحرف مهنية تسعفه في تشكيل العرض المسرحي وتأثيثه في إطار رؤية سينوغرافية متكاملة مع الرؤية الجمالية لمخرج العرض المسرحي.

 [1]
[1] - مارسيل فريد فوت:" فن السينوغرافيا"، السينوغرافيا اليوم، ترجمة: د. حمادة إبراهيم وآخرون، القاهرة، ، مصر، منشورات وزارة الثقافة، مهرجان القاهرة الدولي الخامس للمسرح التجريبي، ص:8؛
- مارسيل فريد فوت: نفس المرجع، ص:8؛
- كريم رشيد: جماليات المكان في المسرح العراقي المعاصر، رسالة ماجستير مطبوعة على الآلة الكاتبة، بغداد، كلية الفنون الجميلة، طبعة 1989م، صك38؛
- مارسيل فريد فوت: السينوغرافيا اليوم، السينوغرافيا معالم على الطريق، ترجمة: إبراهيم حمادة، ودقيقي فريد، ومنى التلمساني، ونور أمين، وزارة الثقافة، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ص:6-13؛
- د. لويز ميلكة: الديكور المسرحي، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة 1990م، ص:16؛
- د. لويز مليكة: الديكور المسرحي، ص:17؛
- د. لويز مليكة: الديكور المسرحي، ص:28؛
- مارسيل فريد فوت: المرجع نفسه، ص:13-14؛
- د. لويز مليكة: الديكور المسرحي، ص:40-41؛
- د.لويز مليكة: نفس المرجع، ص:47؛
- د. لويز مليكة: نفس المرجع، ص:50؛
- عواد علي: غواية المتخيل المسرحي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1997م، ص:87؛
- د. نديم معلا: لغة العرض المسرحي، دار المدى للثقافة والنشر، سورية، دمشق، الطبعة الأولى ، سنة 2004م،ص:104-105؛
- د.عبد الرحمن بن زيدان: التجريب في النقد والدراما، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2001م، ص:92؛
- د. عبد الرحمن بن زيدان:التجريب في النقد والدراما، ص:93؛
- د. لويز ميلكة: الديكور المسرحي،ص:47؛
- د. لويز ميلكة: الديكور المسرحي،ص:180-181؛
- د. لويز ميلكة: الديكور المسرحي،ص:184-183؛
- د. نهاد صليحة: المدارس المسرحية المعاصرة، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، طبعة1986م،ص:96
- د.سعد أردش: في المسرح المعاصر، سلسلة عالم المعرفة، عدد:19، يوليوز 1979م؛
- د.عبد المجيد شكير: الجماليات المسرحية، دار الطليعة الجديدة، سوريا، دمشق ، الطبعة الأولى 2005م، ص:47-48
- انظر: د. أحمد زكي: عبقرية الإخراج المسرحي، المدارس والمناهج، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1989م؛
- د.عبد المجيد شكير: الجماليات المسرحية، دار الطليعة الجديدة، سوريا، دمشق ، الطبعة الأولى 2005م، ص:61-62
- د.قاسم بياتلي:( موقع البيوميكانيكا في رؤية ميرهولد المسرحية)، مجلة المسرح، مصر، الأعداد من 201 إلى 224 من أغسطس 2006 إلى أغسطس 2007م، ص:146-147؛
- د.عبد المجيد شكير: الجماليات المسرحية، ص:43؛
- د. المجيد شكير: الجماليات المسرحية، ص:52؛
- عبد المجيد شكير: الجماليات المسرحية، ص:42-43؛
- د.عبد الرحمن بن زيدان: التجريب في النقد والدراما، منشورات الزمن، الطبعة الأولى، 2001م، ص:104؛
- د. لويز ميلكة: الديكور المسرحي، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة 1990م، ص:151؛
- عواد علي: غواية المتخيل المسرحي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1997م، ص:88.

تابع القراءة→

مسرحية "ألف ليلة وليلة "تعرض في مهرجان ادنبرة الدولي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 23, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

مسرحية "ألف ليلة و ليلة "تعرض في مهرجان ادنبرة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 23, 2011  | لا يوجد تعليقات

 تعرض مسرحية ألف ليلة و ليلة للمرة الأولى بأوروبا في

مهرجان أدنبرة


مهرجان أدنبرة يعرض مسرحية ألف ليلة و ليلة للمرة الأولى بأوروبا
 
 
فى إطار مهرجان أدنبرة الدولي فى اسكتلندا، تقدم صالة حفلات المسرح الملكى العرض الاوروبي الأول لمسرحية "ألف ليلة وليلة"، فى الفترة من 22 أغسطس الحالي إلى 3 سبتمبر المقبل.
والمسرحية من اقتباس الروائية اللبنانية حنان الشيخ، التي قامت بصياغة فصول المسرحية عن رواية "ألف ليلة وليلة" الشهيرة، التي تحتوي قصصا أبطالها شخصيات أدبية خيالية مشهورة كعلاء الدين، وعلي بابا والأربعين حرامي، والسندباد البحري، وتمثل بيئات وشخصيات خيالية وواقعية، ويرجح كتابتها إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وتدور معظم أحداثها فى بلاد الهند وإيران ومصر والعراق وسوريا.
وتروي هذه القصص يوميا بطلة الرواية " شهرزاد" لزوجها الملك شهريار، فى محاولة منها لإطالة أيام حياتها، لان الملك شهريار كان يتزوج فتاة عذراء كل يوم ثم يقوم بقتلها فى صباح اليوم التالي انتقاما لخيانة زوجته الأولى له،التي جعلته يشك فى كل النساء ويعتقد أنهن كلهن خائنات.
والمسرحية من إخراج تيم سابل ويقوم بأدائها ممثلون من مصر، تونس، سوريا، لبنان،الجزائر، المغرب، فرنسا، وبريطانيا. ومن المقرر أن يقدم العمل الدرامى من خلال عرضين مسرحيين منفصلين ومختلفين يعرضان فى نفس اليوم.
يقدم مهرجان أدنبرة الدولي باسكتلندا العرض الأول لمسرحية ألف ليلة و ليلة بأوروبا و ذلك بصالة حفلات المسرح الملكي فيالفترة بين 22 أغسطس الحالي إلى 3 سبتمبر المقبل,
يذكر أن مهرجان أدنبرة يعتبر من أضخم المهرجانات الأوروبية والأكثر شهرة في العالم، وتقدم خلاله مختلف العروض المسرحية والغنائية والفنية في شهر أغسطس من كل عام،والدعوة مفتوحة لأي فنان من أي دولة فى العالم للاشتراك في أي من فعاليات المهرجان
تابع القراءة→

الاثنين، أغسطس 22، 2011

مسرح | مسرحية "الزجاج المحطم " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 22, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | مسرحية "الزجاج المحطم " تأليف محسن النصار: - تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google
تابع القراءة→

صدور مجلة "نقد "من جديد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 22, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (77)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 22, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (77): - تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google
تابع القراءة→

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (77)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 22, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (77): - تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google
تابع القراءة→

الأحد، أغسطس 21، 2011

الدراما التلفزيونية العراقية والأفق المستقبلي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 21, 2011  | لا يوجد تعليقات



الدراما العراقية تبشر بأفق مستقبلي للأنتاج , ففي شهر رمضان في هذا العام 2011 كان متنفسا لأعمال درامية عراقية أكثر من المتوقع , جعلت المشاهد العراقي في حيرة من امره في متابعتها ومشاهدتها كلها فكان امام المشاهد أختيار الأجمل من ناحية الشكل والمضمون .. وقد خلقت المسلسلات العراقية منافسة قوية بين الفضائيات العراقية حيث تسابقت كل منها للفوز بالعرض المتميز والمؤثر .. ورغم هذه المنافسة القوية ,لمس وشعر المشاهد ان أحداث المسلسلات غير مستمدة من الواقع بمرارتها وحلاوتها والدليل ان الأحداث تبدو في معظم الأعمال المعروضة غير منطقية ومحاطة بهالة من الخيال بعيدة عن الواقع ,فقد تعود المشاهد العراقي طيلة السنوات الماضية ، على مشاهدة الدراما العربية في رمضان وخاصة السورية والمصرية لأنهما كانتا الأفضل في الشهر الفضيل . لأن الدراما المحلية ظلت شحيحة وتفتقر أليها الفضائيات العراقية فلم يقوم المشاهد على متابعتها إلا بأوقات نادرة جدا وخاصة بعد أنتهاء الشهر الفضيل وذلك لكثرة ما تقدمه الفضائيات العربية من دراما ممتعة وترفيهية
ولكن في هذا العام تزدهر المسلسلات العراقية في رمضان المبارك أكثر من أي موسم آخر، وأقدم الناس على مشاهدتها بالرغم من كل السلبيات والأفكاروالمضامين البعيدة عن الواقع .والتي يرى فيها المشاهد متنفساً للتسلية. ويبقى المحتوى لهذه المسلسلات محل جدل ونقاش بين الناس.والمتابعين للفن الدرامي .
من الخطوات الرائعة التي اقدمت عليها قناة "العراقيَّة" مساهمتها في إنتاج عدد من المسلسلات العراقية ومحاولة ملئ الفراغ الذي عانت منه خلال السنوات الماضية ، كما أنَّها تتميَّزت عن سواها من القنوات التلفزيونية بتصوير أعمالها الدرامية في العراق، على عكس القنوات الأخرى الَّتي وجدت لها في السَّاحة السوريَّة والمصريَّة مكانًا لتصوير أعمالها، كما أنَّ مخرجين سوريين وأردنيين قاموا بإخراج بعضًا من هذه الأعمال وهو أمرٌ لافتٌ للنظر، كما يمكن الإشارة إلى أنَّ الأعمال الدرامية التَّاريخيَّة لم تنصف البيئة العراقيَّة بمقوماتها المتميزة .
فكان إنتاج الدراما لقناة "العراقيَّة" في مضامينه وأطروحاته يعود إلى الماضي بحثا في التركة المدمرة الَّتي تركها النظام السابق، في توضيح المآسي الَّتي عان منها العراق ولحقت بالمجتمع العراقي الويلات من جميع النواحي لاسيما الناحية الإجتماعية، ففي مسلسل "غربة وطن" للكاتب سعدي عبد الكريم، والمخرج جلال كامل، تدور أحداث المسلسل حول أم لولدين أحدهما في الخارج، والآخر في الداخل، يعاني كل منهما آلام الغربة، ويناقش هذا العمل الدرامي فترة الحصار الإقتصادي خلال مرحلة التِّسعينيات وآثارها المأساوية على العائلة العراقية.
ومسلسل "سنوات تحت الرماد"، تأليف مثال غازي، وإخراج فارس طعمة التميمي، وهو مسلسل إجتماعي يتناول ظاهرة الفساد الإداري والإجتماعي في دوائر الدولة، كذلك يتناول أناسًا خيرين في هذا البلد يعملون ضد الفساد ولا ينجرفون معه، وكذلك يحتوي بعض اللمسات العاطفية والرومانسية .
كما أنتجت قناة العراقية مسلسل "نقرة السلمان"، تأليف حامد المالكي، وإخراج هاشم أبو عراق، ويتحدَّث المسلسل عن السجن الرهيب "سجن نقرة السلمان" المعروف في مرحلة السِّتينيات، ويحكي مأساة العرب والكرد أبان النظام السابق والمأسي والويلات التي تعرضوا لها .
وكذلك قامت قناة "العراقية" بأنتاج مسلسل "الهروب المستحيل" من تاليف حامد المالكي وإخراج الفنان عزام صالح،هو مسلسلتدور أحداثه في إطار سياسي اجتماعي حيث معاناة الشعب العراقي والحصار والغش في تلك الفترة ويتحدَّث عن الزمن الذي ضاع فيه العراق والعراقيين ما بين الغربة والحصار، واستلاب الشَّخصيَّة العراقيَّة على الرغم من حميميَّة المحلَّة والألفة والجيرة، كما يتحدَّث عن دمار الحروب وعبثيتها، وهو عمل يلم بكل تفاصيل معاناة الشَّعب العراقي أيَّام الحصار، وهو رسالة ضد الدكتاتوريَّة والحروب والإستلاب، والتهجير القسريالذي يؤدي بالأنسان الى الأنسلاخ عن مجتمعة الذي عاش فيه واحبه . 
اما الدراما التلفزيونية في القنوات الأخرى والَّتي وجدت لها في السَّاحة المصريَّة والسورية مكانًا لتصوير أعمالها، كما أنَّ بعض هذه القنوات استعانت بمخرجين سوريين وأردنيين قاموا بإخراج عددا من الأعمال الدرامية .
فقناة "الشَّرقيَّة" قامت بانتاج مسلسل بعنوان "الباب الشَّرقي" يتحدَّث عن المظاهرات في أيَّام الجمعة في ساحة التحرير لتضع فرصة التَّظاهرات الَّتي حدثت في بغداد والمحافظات وجعلتها حاضرةً في "في الباب الشرقي "وحاولت جعلها مدججة بالرعب والخوف، لتنسج قصصًا فيها إشاراتٍ واضحةٍ ضد الحكومة القائمة، ، وتمَّ تصويره في مصر، وهذا العمل من تأليف عبد الخالق كريم، وإخراج باسم قهار، في أوَّل تجربة إخراجية له، وكذلك قامت قناة" الشرقية " أنتاج مسلسل "فاتنة بغداد" الذي يتناول السيرة الذاتيَّة للمطربة العراقيَّة، عفيفة اسكندر، والَّتي تعتبر من أبرز المطربات العراقيات ، وتناول المسلسل رحلتها الفنيَّة، وما قدَّمته من أغانٍ عراقية جميلةٍ، إضافة إلى معاصرتها للعديد من الشَّخصيَّات السِّياسيَّة والأدبيَّة في تلك المرحلة، والمسلسل من تأليف علي صبري، وإخراج علي أبو سيف، وكذلك قامت القناة بانتاج المسلسل الكوميدي الذي يحمل عنوان "سائق الستوتة"، من بطولة وتأليف قاسم الملاك ذاته، وإخراج جمال عبد جاسم،وأيضًا لديها مسلسل بعنوان "سامبا"، بطولة المطربة دالي، والفنان أياد راضي، وهو كوميدي غنائي راقص. وعمل "طيور فوق أشرعة الجحيم" للمخرج فهد ميري، ومسلسل بعنوان "واحد صفر"، مسلسل كوميدي تأليف محمد قاسم واخراج اكرم كامل، يتناول شخصين أحدهما طويل يجسِّد دوره ناهي مهدي، والآخر قصير جدًّا يجسِّد دوره عدي عبد الستار، يطلق عليهما المعلم رقمي واحد وصفر.
أمَّا قناة "البغداديَّة" فهي الأخرى سعت جاهدة في إنتاج عدد من المسلسلات المتنوعة الَّتي أرادت فيها أنّْ تقترب من هموم المواطن عبر اسقاطات عديدة واضحة، فلديها مسلسل "أبو طبر"، تأليف الكاتب حامد المالكي، وإخراج المخرج السوري سامي جنادي، وهو يحكي قصَّة أحداث مرَّت في العراق في سبعينيات القرن الماضي، فالشَّخصيَّة واقعيَّة لرجل مصاب بمرض إنفصام الشَّخصيَّة إرتكب العديد من الجرائم بآلةٍ حادَّةٍ هي "الطبر"، وبث الذعر بين العوائل البغداديَّة لأنَّ مسرح جرائمه اقتصر آنذاك على العاصمة بغداد إلى أنّْ تمَّ القبض على عصابته المكوِّنة منه، وكانت تساعده زوجته وأخيه، ولديها مسلسل "وكر الذيب" تمثيل المغني حسام الرسام للمخرج أيمن ناصر الدين، ومسلسل "طيور فوق أشرعة الجحيم" تأليف عباس علي، وإخراج السوري فهد ميري، والذي يسلِّط الضوء على شريحة الأطفال الذين يستخدمون في مكبَّات النفايات والعمل بالتسول والمتاجرة بهم وبأعضائهم.
ولديها مسلسل "قيس وليلى" من تأليف محمد فوزي واخراج سلام عرب أمَّا قناة "الرشيد" فهي حاولت كسب المشاهد من خلال الكوميديا حيث أنتجت عدَّة مسلسلات منها، مسلسل "ألف ليلة وليلة" إخراج أوس الشَّرقي، والجزء الثاني من مسلسل "عزوز وتمارا" إخراج أسامة الشَّرقي.
ويجب أن نؤكد الدورالكبير للمخرج التلفزيوني فى مرحلة ما قبل الإنتاج pre- production حيث يبدأ فى الاهتمام بالتفاصيل و التنسيق بين كافة جهود العاملين فى الإنتاج , بدءاً ممن يقفون أمام الكاميرا وحتى من يقفون خلفها والاهتمام بما ستقوم به الكاميرا وأوضاع التصوير واختيار اللقطات أثناء الإنتاج, والإشراف على مرحلة ما بعد التصوير . وبعبارة أخرى فإن المخرج هو قائد الصف الأمامى الذى يبدأ دوره من مرحلة تسلُّم النص وحتى يصل به إلى آخر مرحلة تفصيلية من مراحل الإنتاج التلفزيونى , المخرج هو القائد الفنى فى عملية صناعة العمل التلفزيونى ، وهو المسئول عن ترجمة السيناريو إلى الشاشة ، والتأكد من تكامل العناصر الفنية فى حدود الميزانية المتاحة للعمل الفنى التلفزيونى ,ويتركز العمل الرئيسى للمخرج أثناء مرحلة الإنتاج (التصوير ) على توجيه الطاقات الإبداعية لمجموعة العمل والممثلين إلا أن عمله يشمل أيضاً مراحل ما قبل الإنتاج ( السيناريو والإعداد ) ، وما بعد الإنتاج (المونتاج ) ، وإن كان هذا أيضاً يعتمد على طبيعة العمل الفنى التلفزيونى . وهناك مدرستان تنظران بطريقتين مختلفتين إلى دورالمخرج فى صناعة العمل الدرامي التلفزيونى ، فترى الأولى المخرج صاحب العمل الدرامي التلفزيونى و"مؤلفه" " بينما تراه الثانية شريكاً فى العمل وقائداً له . وقد تراجعت حديثاً نظرية المخرج المؤلف بسبب التقدير المتزايد للطبيعة التعاونية للعمل التلفزيونى , ولا شك أن مساهمات كاتب السيناريو , والممثلين , ومدير التصوير هى بالفعل حيوية للغاية ، ومؤثرة فى نجاح العمل الدرامي التلفزيونى . ورغم اختلاف مساحة الدور الذى يقوم به المخرج من مشروع لآخر, فإن جوهر مهمته دائماً هو القيادة , وهذه القاعدة تنطبق على كل أنماط الإنتاج . أثناء التصوير , يشرف المخرج على الجوانب الفنية لتسجيل كل لقطة وذلك من خلال متابعة الملاحظات ، أومن خلال السيناريو المرسوم storyboard , أو خطة التصوير فى الموقع نفسه . وهو يعمل طوال الوقت بالتعاون الكامل مع مديرالتصويرولكن أحياناً , وتبعاً لاحتياجات العمل الفنى التلفزيونى , يوجه المخرج اهتمامه لقسم بعينه ولكن الحقيقة أن كل الحرف تلعب دوراً مهمًا فى صناعة العمل الدرامي التلفزيونى . والمخرج الناجح هو الذى يحترم ، ويشجع قدرات وأدوار كل أختصاص على حدة حتى يستطيع في النهاية أن يحصل على أفضل أداء لكل منها .عندما يبدأ المخرج العمل فى مسلسل ، يجب أولا أن يفسر ويشرح نص السيناريو. وعملية تفسير النص هى عكس عملية كتابته، فكاتب السيناريو يطور القصة حول شخصيات ، وأفكار بينما المخرج كمفسر ، ومجسد للنص ليحدد تلك الشخصيات والأفكار,ويقوم بتجسيدها دراميا كمسلسل او تمثيلية تلفزيونية .
تابع القراءة→

مكتبتي المسرحية-أصدارات مسرحية جديدة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 21, 2011  | لا يوجد تعليقات



"مكتبتي المسرحية "أصدارات مسرحية جديدة في الجزائر، تشكيلة جديدة من المؤلفات لصاحبها الكاتب "عز الدين جلاوجي" الذي أصدر سلسلة مؤلفات نفيسة ضمن توليفة أطلق عليها "مكتبتي المسرحية".
"وعز الدين جلاوجي"من مواليد فجر الاستقلال بعين ولمان جنوب سطيف درس القانون والأدب واشتغل أستاذا للأدب العربي، بدأ نشاطه الأدبي في سن مبكرة ونشر أعماله الأولى في بداية الثمانينيات، ساهم في الحركة الثقافية والإبداعية وطنيا وعربيا، صدرت له في النقد: النص المسرحي في الأدب الجزائري، شطحات في عرس عازف الناي، الأمثال الشعبية الجزائرية، وفي الرواية: سرادق الحلم والفجيعة، الفراشات والغيلان، راس المحنه1+1=0، الرماد الذي غسل الماء، وفي القصة: لمن تهتف الحناجر,ويؤكد في كتاباته بأن المبدع حر في طريقة الكتابة مادام مقتنعا بها والقارئ له الحق في أن يقبل أو يرفض، والنص الغائب قد يأتي اجترارا أحيانا لغرض يريده الأديب كما قد يلصق قصاصات من الجرائد أو ينقل آراء غيره من الكتاب والمؤرخين والفقهاء والفلاسفة على أن لا يتحول النص كله نقلا أمينا فيتحول إلى مجرد تاريخ, تاريخنا وموروثنا الثقافي في تصوره وحتى القرآن الكريم يعتبره مخزون إبداعي كبير يمكن أن يستقي منه أشكالا وأفكارا وطرقا للكتابة والإبداع. وبالنسبة لنصوصه يكون التاريخ حاضر في كتاباته كما في رواية راس المحنة 1+1=0 حيث أن إحدى شخصياتها الرئيسية وهي صالح عاش زمن الثورة حيث كان مجاهدا في صفوفها وزمن الاستقلال حيث لاحظ انتكاسة الآمال وخيبتها مما جعله يرفض الانسجام مع الوضع الجديد ويعتبر السير في هذا التيار الجديد خيانة للثورة , وأما في أصداراته الجديدة "مكتبتي المسرحية "حملت تسع نصوص مسرحية هي: أحلام الغول الكبير، البحث عن الشمس، النخلة وسلطان المدينة، رحلة فداء، ملح وفرات، الأقنعة المثقوبة، التاعس والناعس، أم الشهداء، وغنائية أولاد عامر، وحاول التناص وأستحضار الموروث الشعبي في بعض مسرحياته.
وسعى الكاتب الجزائري الغزير الإنتاج، لاستلهام نموذج الحكواتي والحلقة، مثلما برزت سمة التنويع، بفعل الهوس الدائم لجلاوجي بالتجريب، واهتمامه الدائم بالمختلف على مستوى الكتابة المسرحية، من منطلق رفضه أن يكون ظلا لغيره أو لنفسه، حيث لا يحبذ جلاوجي أن يكرّر ويريد لكل عمل أن يكون له عالمه وذوقه ورائحته التي تميزه والكاتب المسرحي المتمكن هو الذي يبدع في الشكل والمضمون ويسعى بقوة خارقة في صياغة أفكارة وحبكته وشخصياته ، بصورة جيدة ومؤثرة جيدة من أجل هذا التوجه تظهر لغة المسرح والصور التعبيرية القادرة على تجسيد الحالات الإنسانية المتباينة والتي تحمل عمق الصراع الدرامي والفن الراقي الذي يسهم في تكويناته المبتكرة في الخلق والإبداع , فمسرحيات الكاتب المسرحي "عز الدين جلاوجي" الذي اجتهد وعمل لكي يقدم نصوصا مسرحية متميزة تحتوي على المباشرة تحت مظلة العمل المسرحي و كتب مسرحياته في فترات مختلفة ومتباعدة وهذا يبدو واضحاً ووفق نمطية المسرح/المصنع، تتجلى دينامية الكلمة في منظومة جلاوجي المسرحية المترعة بالدلالات اللغوية، والمناشدة لكل ما هو مفقود – موجود في أزمة الإنسان ووجوده عبر الزمان والمكان، وتمظهر المعاناة الإنسانية بين (الإنطاق) و(التنطيق)، زمان يُنطق زماناً ومكان يُنطق مكاناً وإبداع يُنطق إبداعا وتبقى مسرحياته بنظر النقاد استثنائية تجعل تجسيدها مسرحيا يفور مرونة وجمالا، بفعل الاشتغال المكثف للتناص وما تمتاز به شخوصه وعوالمه المسرحية بما يدعم تركيبة العملية الدرامية في كل حالاتها التشخيصية وتجلياتها الشعرية، كما ترصعت مكتبة جلاوجي المسرحية بأربعين نصا مسرحيا للأطفال نشرها في كتابي "ضلال وحب"، و"أربعون مسرحية للأطفال"،لا ريب في أن مسرح الطفل عنده مبني ومعني إلى درجة كبيرة بتنمية خيال الطفل وتطويرمعارفه وعلومه وبناء شخصيته وتهيئتة ليكون في المستقبل مبدعاً ومبتكراً وقادراً على مواجهة الواقع والتخطيط من أجل حاضره ومستقبله ولا ريب في أن الخطاب المباشر للطفل واعتماد الوعظ والاهتمام به لصقل إحساس الطفل وإثراء خياله وتنمية وجدانه وتحفيزه على الإبداع والتأمل الخلاق يكون عبر الفن واللعب ساهم في تقديم نصوصاً مسرحية متميزة بالجمال ومفعمًا بالتشويق من خلال اعتماده على وسائل ابتكارية في التشويق والإثارة واللعب والتواصل الجمالي والمعرفي مع الطفل عبر الغناء واللعب والتشويق وتحقيق المساس الحقيقي بعقل الطفل وأحاسيسه كما إن الشعرفي مسرحه يسهم في سيطرة الشفافية وانشداد الطفل ولم يستثني جلاوجي النقد المسرحي من مكتبته، حيث ضمّ إليها مصنفيه "النص المسرحي في الأدب الجزائري"، و"شطحات في عرس عازف الناي"، مثلت له مجموعة من المسرحيات للصغار والكبار منها:
1. البحث عن الشمس 1996
2. ملحمة أم الشهداء 2001
3. سالم والشيطان (للأطفال) 1997
4. صابرة 2007
5. غنائية أولاد عامر 2007
تحصل على العديد من الجوائز الوطنية منها
1. جوائز وزارة الثقافة بالجزائر سنة 1997 و سنة 1999
2. جائزة جامعة قسنطينة سنة 1994
3. جائزة مليانة في القصة والمسرح سنة 1994
4. جائزة المسيلة سنة 1994
5. جائزة مليانة لأدب الطفل 1997
صدرت له الأعمال التالية
في الدراسات النقدية :
1. النص المسرحي في الأدب الجزائري
2. شطحات في عرس عازف الناي اتحاد الكتاب العرب بسوريا
3. الأمثال الشعبية الجزائرية بمنطقة سطيف ط1 ط2
في الـروايـــة :
4. سرادق الحلم والفجيعة ط1 ط2
5. الفراشات والغيلان ط1 ط2
6. راس المحنه ط1 ط2
7. الرماد الذي غسل الماء ط1 ط2
في القصــــة :
8. لمن تهتف الحناجر؟
9. خيوط الذاكرة
10. صهيل الحيرة
في المســــرح :
11. النخلة وسلطان المدينة (مسرحية)
12. تيوكا والوحش (مسرحيتان)
13. الأقنعة المثقوبة (مسرحيتان)
14. البحث عن الشمس (مسرحيتان)
في أدب الأطفال:
15. ظلال وحب 5 مسرحيات
16. الحمامة الذهبية 4 قصص
17. العصفور الجميل قصة نالت جائزة وزارة الثقافة 1996
18. الحمامة الذهبية قصة
19. ابن رشيق قصة نالت جائزة وزارة الثقافة 1997
وصدرت له كذلك :
1. الأعمال الروائية
2. الأعمال المسرحية 13 مسرحية للكبار
3. 40 مسرحية للصغار
4. النص المسرحي في الأدب الجزائري
5. عزالدين جلاوجي دراسات في أدبه
وصدرت له رواية جديدة بعنوان "حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر" وتندرج في سياق الروايات التاريخية وتعتبر أول تجربة له في كتابة هذا النوع من الروايات وهي الجزء الأول من ملحمة روائية وسيصدر الجزء الثاني .
تابع القراءة→

صدور مجلة -علامات - بملف خاص بالمسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 21, 2011  | لا يوجد تعليقات



صدرت مجلة "علامات" التي تمثل إحدى المجلات الثقافية المغربية التي حافظت على الاستمرارية والانتظام في الصدور , وخصص العدد الجديد من المجلة الثقافية المغربية "علامات" وتضمن العدد الخامس والثلاثون من علامات، التي يديرها السيميائي المغربي سعيد بنكراد , ملفا خاصا للمسرح، يتكون من تسعة مواد بحثية افتتحه الناقد حسن بحراوي بدراسة حول "الترجمة والمسرح"، حاول من خلالها استقصاء حالات الترجمة المسرحية في العالم العربي ولاحظ الباحث، في هذا السياق، "خفوت العديد من الأسئلة التي ظلت تصاحب ترجمات المترجمين الأوائل بخصوص الطريقة الأفضل لترجمة المسرح"، فيما اقترح الباحث حسن يوسفي "قراءة في تجارب إخراجية مغربية جديدة تستند إلى كون المسرح المغربي جعل من الصورة منطلقا واعيا للتجريب المسرحي وعاد الباحث مصطفى رمضاني، خلال هذا العدد من مجلة "علامات"، إلى تجربة مسرحية رائدة، راصدا "حضور الصيغ الجمالية الشعبية في مسرح محمد مسكين" الذي استطاع أن يوفق بين البحث الميداني في التراث وبين التنظير ليطبق نتائج جهوده في أعماله المسرحية". و ترجم الباحث رشيد بناني مداخلة مهمة لباتريس بافيس حول "النقد المسرحي في مواجهة الإخراج" كان قد قدمها بافيس في ندوة بسيول نظمت في موضوع "المسرحة الحديثة والنقد" حاول الإجابة من خلالها على سؤال مساهمة النقد المسرحي في تذوق
أفضل للإخراج المسرحي مقدما سمات مهمات جديدة للنقد المسرحي. وأعادت الباحثة حليمة البخاري رسم بورتريه خاص للمسرحي الراحل محمد تيمد، الذي يمثل لحظة أساسية في المشهد المسرحي الهاوي بالمغرب، مقدمة قراءة جديدة عن علاقته بمسرح اللامعقول. وقاربت الباحثة سعاد درير مفهوم "العلامة في المسرح: الموقعية الوظيفة"، مميزة متانة العلاقة العميقة بينهما رغم أن "تاريخ العلامة المسرحية يسبق المسرح بل ويسبق اللغة نفسها لأن المسرح شبكة من العلامات المركبة المتسمة بطبيعة معقدة", وكتب الباحث محمد نوالي قراءة نقدية "للفرجة في خطاب النقد المسرحي المغربي" طرح من خلالها تصوره عن علاقة النقد المسرحي المغربي والفنون الفرجوية ورهان أنتروبولوجية المسرح. وقدمت الباحثةحياة خطابي، خلال هذا العدد من مجلة "علامات"، ورقة حول مسرحية "لحساب تالي" التي تعد أهم أعمال مصطفى رمضاني والتي تؤسس كتابة درامية جديدة ومميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة ومن خلالها "يبني الرمضاني إنسانا جديدا". واختتم الباحث محمد بشير الملف بدراسة حول "فلسفة المسرح نحو قراءة الممثل في ضوء التفكيك"، محاولا إعادة التفكير في الممثل من خلال أشكلته والتفكير فيه خارج أشكال التشييء وفي باب الدراسات، افتتح الناقد سعيد بنكراد هذا الباب بدراسة حول "الخلاف والاختلاف: أو الفصل بين الواحد والمتعدد" ، معتبرا أن الإختلاف " حق لا يعطي للأغلبية ما يعود الى الأقلية بل يساوي بينهما في الحق والواجب". وقام الباحث محمد اسليم بترجمة دراسة "الأدب الرقمي"، التي تشكل الفصل الأول من كتاب فيليب بوطز حول الأدب الرقمي، حيث قدم تعريفا له يشمل "كل شكل سردي أو شعري يستعمل الجهاز المعلوماتي وسيطا ويوظف واحدة أو أكثر من خصائص هذا الوسيط"، مؤكدا أن هذا الأدب "لا يشكل قطيعة أدبية بل هناك استمرارية أجرت نقلا للمسألة الأدبية بشكل تدريجي وبطيء".
تابع القراءة→

السبت، أغسطس 20، 2011

مسرحية - مقام إبراهيم وصفية -تعرض من جديد بعد أن غيب الموت مخرجها / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 20, 2011  | لا يوجد تعليقات



وهي مسرحية للكاتب وللمؤلف وليد إخلاصي أخرجها لأول مرة للمسرح عام 1996 المخرج المسرحي المرحوم " محمد طيلون " ,والمسرحية متميزة تتحدث عن ملحمة شعبية أضفى عليها الكاتب نكهة البيئة الحلبية , ضمن فكرة المقارنة بين الإسلام المنفتح والتعصب الدين مظهرة مجموعة من العلاقات المتأزمة بين شخصيات المسرحية التي تنتمي لحقبة الأربعينات أو الخمسينيات في مدينة حلب وبعد طلب من قبل الكثير من المهتمين بالحركة المسرحية لإعادة عرضها لهذا العام 2011 عمل المخرج مع أسرة العمل للتحضير لعرضها , وبدأت بروفات العمل في دار رجب باشا بغيابه بعد أن تعرض إلى أزمة قلبية , فآثر أعضاء فرقته المسرحية والذين لبوا دعوته قبل رحيله للمشاركة بتحضيرات العمل المسرحي " مقام إبراهيم وصفية " بأن يتابعوا ما بدأ به مخرج العمل " محمد طيلون " ويطلقون على فرقتهم المسرحية اسم " فرقة محمد طيلون المسرحية " ليبدأ عرض المسرحية اعتباراً من الرابع من تشرين الأول للعام الجاري وتستمر لغاية العاشر منه , حيث من المقرر إقامة حفل تأبين على روحه الطاهرة قبل تنفيذ العرض الأخير المتضمن إيقاعات من حياة فقيد الفرقة المسرحية وعميدها المروحوم محمد طيلون وتقديم مسرحية " مقام إبراهيم وصفية " بعد أن قدمت في احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وتم تقديمها كمسلسل تلفزيوني حمل عنوان " باب المقام " حيث قام الأديب محمد أبو معتوق بإعداد سيناريو وحوار , وتبنى إخراج العمل فهد ميري , حيث جرت عمليات تصوير المسلسل في عدد من منازل وحارات حلب القديمة ..وبدعوة من مديرية الثقافة بحلب , تجمع المسرح الدائم للهواة , وبدأت التحضيرات ضمن بيت دار رجب باشا لعرض هذا العمل من جديد وبأسلوب مبتكر يختلف عما سبق من عروض , حيث من المقرر أن يتم عرضه بالدار دون ديكور مسرحي معتمدين على شكل الدار بالإضافة للإضاءة .. والمخرج المسرحي المرحوم محمد طيلون بدأ بالإخراج منذ أواخر السبعينات وهومن مواليد معرة مصرين 8 آذار عام 1958 , توفي في 31 أب لعام2011 أثر أزمة قلبية , عرفه عنه هدوءه وتوازنه وتواضعه رغم خبرته الفنية التراكمية التي قدمتها للأجيال التي جاءت من بعده , وكان دائماً يقول بأن "المسرح يعني لي الحياة بكل أبعادها بكل ما تحمله من آمال وآلام وهموم وأحاول بشكل أو بآخر أن أنقلها وأعكسها على خشبة المسرح " ..بدأ في المسرح منذ عام 1976 كممثل ، وأول تجربة له في الإخراج كانت عام1978 عبر مسرحية «النتيجة» وشاركت في أول مهرجان مسرحي شبيبي أقيم في حلب عام 1983 كذلك في أول مهرجان مركزي على مستوى المحافظات عام 1985 كما شارك بعمل مسرحي في مهرجان حلب الأول عام 1998 ..أخرج العديد من المسرحيات المتزنة والهادفة التي شاركت بالمهرجانات المدرسية والشبابية والوطنية والعربية والدولية , فكانت له بصمات واضحة في الحركة المسرحية " لمسرح الهواة " , قدم جملة من الأعمال من بينها مسرحية "أهل الكهف " لمحمود دياب قدمت عام 1984 ومسرحية " الأخرس " التي قدمت عام 2003 ومسرحية " الحفلة " التي قدمت على مسرح صالة معاوية عام 2009 من تأليف فيكتور روزوف , إضافة لمسرحيات «حالة حصار» للبوصيري عبد الله , و«لا تنظر من ثقب الباب» لفرحان بلبل ، و«ليلة ماطرة من دار السلام» لعبد الفتاح قلعه جي ، و«حفلة سمر من أجل سعد الله ونوس» وهي من إعداده وتوليفه , «الرجل المنسي» من تأليف ناظم حكمت والتي قدمت على مسرح معاوية عام 2008. كما قدم للأطفال مسرحيات عدة أهمها , مسرحية «جحا وحماره والطائر الذهبي » من تأليف وليد العمر وألحان عمار عساني والتي قدمت للعروض المسرحية التي أقامتها قيادة فرع طلائع البعث في حلب بالتعاون مع دائرة المسرح المدرسي ومديرية الثقافة لفرق الكبار للصغار وأسرهم على مسرح صالة معاوية .. ومن أهم الأعمال المسرحية التي أخرجها مسرحية مقام إبراهيم وصفية التي عرضت لأول مرة عام 1996 وهي من تأليف الكاتب وليد إخلاصي , ليعاد تقديمها عام
2006 وتشارك في افتتاح احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية والمهرجان المسرحي الشبيبي المدرسي الخامس والعشرين وشاركت بمهرجان الشباب الأول بادلب ومهرجان الرقة المسرحي لعام 2006 ومهرجان دمشق للفنون المسرحية ,كما قدَّم المخرج محمد طيلون تجربة جديدة في مدينة حلب وهي المسرح الراقص التعبيري.
تابع القراءة→

صدور مسرحيات جديدة للراحل محيي الدين زه نكنه / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 20, 2011  | لا يوجد تعليقات


صدر مؤخرا للراحل محيي الدين زه نكنه مجموعة مسرحيات تحت عنوان لمن الزهور؟ ومسرحيات أخرى ، عن دار حوار – سوريا. وكانت أمنية الراحل أن تطبع هذه المسرحيات في كتاب واحد ، وتحققت الأمنية بعد وفاته ، اذ طبعت عائلة الفقيد الكتاب، وكتبت فيه عبارة " نرجو أن نكون حققنا هذه الرغبة لأديبنا الكبير ".
وطالعنا الناقد ياسين النصير كعادته بدراسة عن مسرح الراحل حيث يقول : " أن تكتب عن محيي الدين زه نكه نه ، المسرحي والروائي والقاص والمنتج في الثقافة العراقية ، فتلك مغامرة نقدية ، فما كتبه في الرواية والمسرح والقصة إضافة إلى العديد من المقالات والدراسات في شتى شؤون الثقافة والفكر والفن ، يفيض على أي ناقد."يتحدث النصير عن الجملة الفنية في مسرحيات زه نكنه بقوله : " يجمع محيي الدين في جملته الفنية بين سايكولوجيتين : سايكولوجية الانتماء الوطني للشعب وحرصه الشديد على تبيان مراحل نضوجه الفكري ، وسايكولوجية التداخل الأثيني بين القوميات والأطياف المجتمع العراقي .والسايكولوجيتان هما عصب منطقة ثقافية حرجة في العراق ، وقد جنبته اللغة الفصحى هذا التباين بين شخصية كردية تجيد اللغة العربية ، وشخصية عربية تجد مكان نضالها في المنطقة الكردية بينما كتب الناقد سعدي عبد الكريم دراسة عن مسرح الراحل بعنوان : قصدية التغيير عبر الخطاب المسرحي ، ويقول بهذا الصدد : " سجلت له الذاكرة المسرحية العراقية والعربية أكثر من اثنين وعشرين عملا مسرحيا أمتاز فيها بخاصية سرد الحقائق المعاشة وتسجيلها بحرفية توثيقية عالية ليحيلها إلى دلائل واضحة ترتسم فوق ملامح شخصياته التي نسجها بمهارة درامية عالية الجودة وطراز فني أخاذ ليقدم النص المسرحي المدون على الورق إلى فرضية التفسير والتأويل والاستنباط لمناخ الإخراج"..
والمسرحيات التي وردت بالكتاب هي : لمن الزهور؟ لمن يحدث هذا ؟ الأشواك ،العقاب.
ومن الجدير بالذكر بان زه نكنه ولد عام 1940 في مدينة كركوك ، تخرج من كلية الآداب- قسم اللغة العربية – جامعة بغداد عام 1962 ، عين بعدها مدرسا في الحلة .نشر العديد من المسرحيات منها ("الجراد" جائزة الكتاب العراقي في المربد 1970"السؤال" جائزة احسن نص عراقي للموسم 1975- 1976في "الخمس الخامس", جائزة احسن نص عراقي للموسم 1979 -1980"العلبة الحجرية" جائزة احسن نص عراقي للموسم 1982 - 1983"الأشواك" جائزة احسن نص عراقي للموسم 1988 - 1989"تكلم يا حجر" جائزة المؤلف المتميز في التأليف 1988 - 1989"زلزلة تسري في عروق الصحراء", جائزة لجنة المسرح الثانية 1999"رؤيا الملك"، جائزة الدولة للإبداع 1999"شعر بلون الفجر", جائزة الدولة للابداع 2000"مسرحية الخاتم", الجائزة الأولى/ مسابقة وزارة الثقافة العراقية 2005.
طبع كتابه الموسوم "مساء السلامة أيها الزنوج البيض" 1985 وضم ثلاث مسرحيات: الأولى "مساء السلامة أيها الزنوج البيض" وهي مونودراما من فصل واحد اتخذ زنكنه فيها من النشاز الفني الدال أساسا في عنونتها. قدمت في المغرب الدار البيضاء 1991 وقدمتها أيضا لجنة المسرح العراقي في منتدى المسرح ببغداد. ترجمت إلى اللغة الكردية وقدمت في معهد الفنون الجميلة السليمانية. والثانية: "لمن الزهور" وهي مسرحية اختلف المناقشون اختلافات بينة في تحديد إطارها العام عندما نوقشت في الجلسة الرابعة لمهرجان بغداد. فمنهم من قال إنها مسرحية ذات إطار رمزي. ومنهم من قال إنها صبغت في إطار فكري، والثالثة "آخر نفسي" اعتمد عقدة أوديب أساسا في بنائها. بينما نفى آخر كل هذه واعتبرها مسرحية لا تتحدث الا عن علاقات اجتماعية اتخذت صيغة الرمز. وقد قدمها في مهرجان بغداد الأول للمسرح العربي المخرج الفنان عزيز خيون، وقدمها بالترجمة الكردية معهد الفنون الجميلة في السليمانية، وقدمتها فرقة منتدى المسرح في بغداد.)أضافةالى عدد كبير من المقالات الأدبية والنقدية والدراسات ، وكتب العديد من القصص والقصص القصيرة والروايات . مثلت مسرحياته في معظم محافظات العراق والعديد من العواصم والمدن العربية وأيضا الأوربية ، كما عرضت مسرحيته اليمامة على مسارح بردواي الأمريكية . حصلت أعماله على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، وشاركت في العديد من المهرجانات سواء في العراق أو خارجه. توفي عام 2010 . أنشأت عائلة الفقيد موقعا الكترونيا خاصا بنتاجات الراحل
تابع القراءة→

الجمعة، أغسطس 19، 2011

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (63)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 19, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (63): - تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google
تابع القراءة→

الخميس، أغسطس 18، 2011

الأزياء المسرحية وأهميتها في العرض المسرحي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أغسطس 18, 2011  | لا يوجد تعليقات



تعتبرالأزياء المسرحية من العناصر الفنية الأساسية المكلمة للعرض المسرحي حيث تعيش كل عناصر العرض البصرية في ارتباط فني وداخلي متشابك حيث تتجمع وتتضامن لكي تخلق سينوغرافيا عرض رائعة وجميلة فالممثل عندما يتفاعل مع الزي الذي يظهر حركة الجسد وأبعاده الحقيقية لأنه يمتلك دلالات ترافق وضعيات الجسد والزي يؤثر في حركة الجسد مشيا ووقوفا وجلوسا فمثلا لايمكن ان تنجح ممثلات في اداء دور الساحرات في مسرحية مكبث لوليم شكسبير دون تصميم الملابس الخاصة للساحرات والتي تسمح للممثلات بالقدر الكافي من الحركة والمرونة الجسدية ,وعندما يطلب من من الممثلات ان يتحركن حركة عنيفة او قوية فمن الضروي عدم اتعابهن بخامات ثقيلة او معرقلة للسير ,اي ان تكون الأزياء مناسبة من كافة النواحي المتعلقة بأبعاد الشخصية المراد تمثيلها , فالزي يقوم بتعريف الجمهور بأداء الدور الذي يؤديه الممثل من خلال الزي الذي يرتديه حيث يعمل على خلق ايهام العمر والمهنة والجنس رجل او أمرأة وزي الممثل يساهم في أعطاء مغزى للمسرحية فيتمكن المصصم من خلال المسرحية على أيضاح الأختلاف في بناء الشخصيات وطبقاتها الأجتماعية وفارق العمر فيما بينها وأمزجتها فعندما تتحرك الشخصية أو تلفظ جملة واحدة يعرفها الجمهور ,أذا كانت شابة أو امرأة كبيرة او شابا او رجلا كبيرا غنيا كان او فقيرا ,واما مزاج الشخصية له اهمية من ناحية الزي فأزياء الشخصية المرحة يختلف عن زي الشخصية الحزينة بغض النظر عن تطابق ظروفها وموقعها فمزاج الشخصية يتغير كلما تطورت الأحداث في المسرحية من مشهد الى أخر فتأتي الأزياء لتكشف الأفكار غير الظاهرة للشخصية ويتم تصميم الأزياء لأعطاء انطباع عن الشعور الداخلي المجهول والذي يمثل مفتاح الشخصية .وللمخرج المسرحي اهمية كبيرة في اختيار أزياء المسرحية وتختلف معاملة المخرج مع مصمم الأزياء فمنهم من يعمل على تقيد مصمم الأزياء نوعا ما ومنهم من يلغي وجود مصمم الأزياء المسرحية ويضع التصاميم مع الأخراج لكن الدراسات الحديثة أثبتت على تفهم العلاقة بين المخرج ومصمم الأزياء من خلال حضور المصصم البروفات اليومية للمسرحية وقراءته للنص , وان خلق الوحدة الفنية لعناصر العرض المسرحي تعد مهة اساسية لابد من التأكيد عليها من قبل المخرج فهي لابد ان تتركز على اتباع الطريقة العلمية في خلق العرض المسرحي ابتداءا من األأهتمام بكادر المسرحية والمسرح الذي تعرض عليه المسرحية وتوفير جميع الأحتياجات الأنتاجية للممثلين والمصممين وغيرهم من كادر العمل المسرحي ,والمخرج لابد ان يهتم بالجانب الفني والجمالي والتقني لعناصر العرض المسرحي والأتفقاق مع المصممين حول اسلوب العمل وتذليل كل الصعاب امام المصممين وخاصة مصمم الأزياء المسرحية فوظيفته كأختصاص يعد من اكتشافات المسرح المعاصر عندما دعت الحاجة الى متخصص في كل عنصر من عناصر العرض المسرحي وان عمل مصمم الأزياء المسرحية يتطلب منه مجهودا كبيرا عند المباشرة بعملية تصميم أزياء الشخصيات ,فيجب عليه ان يقوم أولا بدراسة الفكرة الأساسية للنص المسرحي وفق مايريده المخرج من أبراز الفكرة الأساسية لشخصايات المسرحية من كافة جوانبها وابعادها ثم تأتي مرحلة التصميم ثم انتقاء نوع القماش ثم البدء في عقد جلسات نقاش مشتركة بين كافة مصممي العناصر المسرحية الأخرى ,ويعتبر مصمم الأزياء في المسرح من اكثر المصممين حرية في التصميم لكونه يتعامل احيانا مع حقائق تاريخية ثابتة كالنقل الدقيق للأزياء التاريخية او التعامل مع زي الشخصية وفق المتطلبات الفنية الملائمة لسينوغرافيا العرض المسرحي .
تابع القراءة→

الأربعاء، أغسطس 17، 2011

موقع الكاتب والمخرج المسرحي محسن النصار Site playwright and director Mohsen Nassar: مهرجان ادنبرة الثقافي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 17, 2011  | لا يوجد تعليقات

تتواصل فعاليات مهرجان أدنبرة الثقافي الفني السنوي في ادنبرة ، والذي يقدم فيه اكثر من 2500 عمل فني في 2..."
تابع القراءة→

أنطــــــــــون تشــيكـــــــــوف 1860- 1904

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 17, 2011  | لا يوجد تعليقات


أنطــــــــــون تشــيكـــــــــوف 1860- 1904



كاتب ومؤلف مسرحي . بدأ تشيكوف الكتابة كي يسدد نفقات دراسته للطب ومع الزمن تحولت هذه الوسـيلة إلى غاية فترك الطـب وأخـذ يكتب القصص القصيرة والمسـرحيات حتى أمسى في رأي الكثيرين أعظم قصصي وكاتب مسرحي في روسـيا. 

بدأ تشيكوف باكورة إنتاجه المسرحي في مطلع ثمانيات القرن التاسع عشـر. وكانت معظم مسرحياته المبكرة ذات الفصل الواحد متأثرة بمسرحيات " نيـكولاي غوغول" الهزلية الساخرة وتضم مجموعته هذه "منولوجين" : " المحاضرة الهزلية عن مضار التدخين" و " أغنية الأوز". من أفضل مسرحياته: " الزفاف" (1889). و"اليـوبيـل" (1891). و" عرض الزواج" (1888). و" الدب" (1888) و "تراجـيدي رغم أنفه" (1889) و " روح الغابات".

أخرجت مسرحيته الرئيسـة " ايفانوف" في العام 1887 ثم تبـعتها كل من " النورس" , و"العم فـانيا" و " الشـقيقات الثلاث" وعمله الأخيـر" بسـتان الكــرز". 

كثير من النقاد من روسـيا أو خارجها حاولوا دراسة قدرة تشـيكوف الفريـدة في الكتابة المسـرحية. واشار النقاد إلى أن مسرحياته تخلو من الحـبكة والذروة الدرامية وأن أشخاصه لا يتحاورون وإنما يرددون مونولوجات داخلية متوازية ، تعكس أحلامهم وأوهامهم ورؤاهم. وبعض النقاد يتحدث عن تشيكوف ككاتب واقعي وبعضهم يصفه بالواقعي السايكولوجي. وليس من الصعب تسمية واقعية تشيكوف " رمزية" أو "انـطباعية" وذلك لاعتماده على الرموز والتأثيرات الصوتية.

إن العنصـر الذي جعل من تشـيكوف درامياً عـظيماً هو إحســاسه بالمصـير الإنسـاني الموجـع. ومع هذا فقد منعت مسرحياته بعد الثورة البلشـفية إلا أن الثورة سرعان ما اعتبرته ناقـداً واقعياً لعهد القيصــر ، فصار تشـيكوف أحد أنبياء الثورة.

المصادر

- د. فاطـمة موسى ، موسوعة المسـرح ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

- جون غاسنر- إدوار كون ، قاموس المسرح ( مختارات من قاموس المسرح العالمي) ، ت: مونس الرزاز، المؤسسة العربية للدراسات والنشــر- بيروت.

تابع القراءة→

مهرجان ادنبرة الثقافي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 17, 2011  | لا يوجد تعليقات

مهرجان ادنبرة الثقافي

تتواصل فعاليات مهرجان أدنبرة الثقافي الفني السنوي في ادنبرة ، والذي يقدم فيه اكثر من 2500 عمل فني في 258 موقعا، ويستمر ثلاثة أسابيع ويتضمن موسم مهرجان ادنبرة هذا العام، في جانب من انشطته، مهرجانا عالميا بدأ في 12 من هذا الشهر. ويشارك في المهرجان العالمي العديد من اصحاب المواهب البارزين، خصوصا في الميادين الثقافية والفنية من مختلف انحاء العالم، ليؤدوا عروضهم في أماكن العرض الكبرى.وفي الوقت الذي يحتضن المسرحان الرئيسان للمهرجان حفلات الموسيقى الكلاسيكية والاعمال المسرحية الاوبرالية الكبرى، فإن أماكن العرض الثانوية مفتوحة لبقية المشاركين لاقامة عروضهم في أي مكان يختارونه. وتشمل اماكن العرض الثانوية قاعات المحاضرات في الجامعات ودور السينما والمسارح والنوادي الليلية وخيما نصبت خصيصا لاقامة عروض داخلها. واستأثرت العروض الكوميدية بحصة الأسد من مجموع انشطة البرنامج بمعدل الثلث. ويختلط ممثلون كوميديون بارزون مع كفاءات صاعدة.
ومن الانشطة التي تقام لاول مرة ضمن البرنامج الكوميدي الفعاليات الاستعراضية، من بينها فعالية كوميدية للثلاثي الغنائي المعروف عائدة الرائعة . تحت عنوان العروض المسرحية والسينمائية يشارك الممثل الامريكي اليك بولدوين في مسرحية الشاعرالانجليزي شكسبير هاملت بنسختها ثلاثية الأبعاد.

من عروض المهرجان
ويعتبر مهرجان أدنبرة العالمي السنوي من أهم المهرجانات الثقافية والترفيهية بالعالم فقد أثبتت هذه الاحتفالية السنوية مدى عراقتها وتجددها مع مرور السنوات باستقطابها لأهم الفرق الاستعراضية، ولتظاهرتين تعتبران من أهم الفعاليات الثقافية في بريطانيا وهما مهرجان الفيلم ومهرجان الكتاب اللذين يقامان على هامش المهرجان الأساسي في المدينة، إضافة لمهرجان لسرد القصص ومهرجان لموسيقى البلوز والجاز, والمهرحان المسرحي أيضاً، إنه ببساطة مهرجان المهرجانات.
يعود تاريخ انطلاق المهرجان إلى العام 1946 حيث بدأ كمهرجان مسرحي بحت اعتمد على تقديم مسرحيات بيكيت وشكسبير، ثم ما لبث في التوسع كل عام ليشمل نشاطات إضافية من مختلف الفنون. ويستقطب المهرجان سنوياً مئات الفرق والعروض الفنية في الموسيقى والمسرح والرقص والكتب والسينما، حيث تسبق مهرجان أدنبرة بأيام والذي يفتتحه غالبا الممثل المشهور شون كونري وهو من مواليد مدينة أدنبرة نفسها، ويسعى هذا الممثل المخضرم أيضا لحضور الاستعراض الأكثر شهرة في أيام المهرجان ويسمى (التاتو) حيث يأتي سياح من مختلف أنحاء العالم لحضور هذه العرض بالذات.
في عرض التاتو تقوم كل الفرق المشاركة بعرض أفضل ما لديها على أنغام موسيقى البايب السكوتلندي (والتي تشبه القربة الفلسطينية) وهو أداة عزف الرعاة القدماء بزيهم التقليدي أيضاً المؤلف من  التارتان والتنورة السكوتلندية المشهورة مع ألعاب نارية تعتبر أيضا الأميز في العالم .
يقام هذا العرض على مسرح القلعة وهي بحد ذاتها تحفة أثرية وطبيعية ومن أهم ملامح المدينة التاريخية كونها بنيت على اندفاع بركاني شاهق فاتخذت بذلك مكاناً متيمزاً ومذهلاً بسحره الطبيعي وإطلالته الآخاذة على جهات أربع، وتطل القلعة بنفسها على أكبرحديقة مركزية في المدينة وهي حديقة البرنس الستريت والتي تشهد أيضا سلسلة من العروض في الهواء الطلق معظمها مسرحي أو عروض ارتجالية لفرق من أنحاء العالم .
تتوزع العروض على مسارح المدينة المتعددة ودور عروضها السينمائية ومن أهم المسارح التي تستضيف هذه العروض العالمية مسرح الترافيرس وكذلك دار العرض المحلي ( البلاي هاوس). ومن الفرق المتكررة والتي يستضيفها المهرجان فرقة البولشوي الروسية الأشهر في عروض الأوبرا إضافة إلى فرق أوركسترا من مختلف أنحاء العالم من الصين حتى أمريكا.
شهد المهرجان الماضي لصيف 2010 كثافة في الحضور والعروض إذا قاربت مواد العروض المسجلة في بروشور المهرجان الألفي عرض من مسرح وسينما ونشاط في الهواء الطلق. من النشاطات المميزة التي تتزامن مع أيام المهرجان هي العروض الارتجالية التي يقدمها الناس. مثلاً، التهريج والإيماءات وألعاب خفة أو العروض البهلوانية على دراجة واحدة واستخدام الحبال وتقنيات بسيطة للغاية، فتجد أولئك العارضين ومنهم مبدعين بشكل لافت طبعا يحزمون عتادهم في حقيبة الظهر ويتنقلون بين شارع وآخر مقدمين عروضهم بشكل مجاني وممتنين لما يفيض به كرم المتفرج كي يضعه في قبعة أمام العارض. في شهر آب الماضي زرت وعائلتي المهرجان الذي أسعى إلى حضوره سنوياً كان من أغرب ما شاهدته من عروض هو لامرأة شابة تغزل قبعات وقفازات من شعر رأسها، حيث حلق شعرها بالكامل وبدأت بغزله أمام المارة على أنغم صوتها القالع كراعية أغنام في جبال سكوتلندا الشاهقة.
من نشاطات المهرجان المهمة معر ض الكتاب الذي يستضيف شعراء وكتاب وشخصيات مهمة جدا وقد كان من قائمة المستضافين في أعوام سابقة آل غور مرشح الرئاسة الأمريكي سابقاً والمدافع الأشهر عن البيئة، وكذلك شخصيات أدبية رفيعة من وزن الشاعر والكاتب البرتغالي ساراماغو الذي كان  من المدعوين لهذا العام لكنه رحل قبل المهرجان بأسابيع قليلة.

من عروض الشارع-أدنبرة
منذ سنوات عديدة تمت دعوة نخبة من شعراء عرب وكتاب شباب من بينهم الشاعرالسوري عابد اسماعيل والكاتبة المصرية منصورة عز الدين وغيرهم، حيث وقعوا بعضا من كتبهم التي تم بيعها في أروقة معرض الكتاب.
الجدير بالذكر أن مهرجان أدنبرة أطلق نجوما بريطانين مشهورين عرفتهم الشاشة المحلية والجمهور المحلي عبر هذه المهرجان بالتحديد، منهم النجمة رايتشيل ويسز التي أصبحت نجمة هوليودية من الصف الأول بعد أن أدت بطولات مميزة مثل كونستانت غاردنر وآغورا وغيرهما. وكذلك نجمي الكوميديا البريطانيين ديفيد وليامز ومات لوكاس بعملهما الأكثر شهرة ليتل بريتين (بريطانيا الصغيرة) حيث يقدمان لبريطانيا مختلفة بقالب كوميدي ساخر جداً.
ويستضيف المجلس الثقافي البريطاني بالمملكة المتحدة أربعة عشر من كبار المسرحيين المحترفين بالمنطقة العربية للمشاركة في مهرجان أدنبرة المسرحي والذي يقام كل عامين علي هامش مهرجان أدنبرة الدولي خلال الفترة من 14 من أغسطس حتي 6 من سبتمبر والذي يعد من أكبر المهرجانات العالمية لفنون الأداء المسرحي.
ويتوقع أن يحضر المهرجان متخصصون بالمسرح من أكثر من 50 دولة علي مستوي العالم بالإضافة إلي البلدان العربية.
ومن ضمن المشاركين من مصر المخرج والممثل أحمد العطار والناقدة المسرحية منحة البطراوي بالإضافة إلي المخرج التونسي فاضل الجعايبي والجزائري إبراهيم نوال مدير المعهد العالي للفنون المسرحية وإيمان عون مديرة مسرح عشتار والناشطة حنان حاج من لبنان.
وتأتي مشاركة الوفد ضمن إطار أوسع للمجلس الثقافي البريطاني يهدف إلي دعم التعاون والتبادل الإبداعي بين محترفي المسرح في المنطقة العربية والمملكة المتحدة من أجل تعزيز الوعي وإثراء الحوار المتبادل.
ويوفر المهرجان فرصة جيدة للتواصل مع الأفكار الجديدة والمختلفة وأحدث الأعمال والمحاضرات في الفنون المسرحية بالمملكة علي مدي اثنتي عشرة سنة ماضية قدم منبرا فريدا لمجموعة كبيرة من الفنانين ويمثل فرصة حقيقية للتواصل والإلهام للفنانيين الدوليين ويساعد في ازدهار الأعمال المسرحية.

رابط صفحة مهرجان ادنبرة الرئيسية 
http://www.fctt.org.uk/festival_theatre/
تابع القراءة→

الاثنين، أغسطس 15، 2011

محسن النصار - مسرحية -رسم حديث- تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 15, 2011  | لا يوجد تعليقات

تابع القراءة→

الأحد، أغسطس 14، 2011

عراك تشيخوف ، مع Pratfalls -- NYTimes.com

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 14, 2011  | لا يوجد تعليقات

عراك تشيخوف ، مع Pratfalls -- NYTimes.com: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

السبت، أغسطس 13، 2011

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (64)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 13, 2011  | لا يوجد تعليقات

المسرح الجاد Theatre boasts a hard code tags humanity (64): "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

مسرح | صدور كتاب "الاخراج المسرحي "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 13, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | صدور كتاب "الاخراج المسرحي ": "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

صدور كتاب "الاخراج المسرحي "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أغسطس 13, 2011  | لا يوجد تعليقات

كتاب "الاخراج المسرحي "


صدر حديثاً كتاب يحمل عنوان "الإخراج المسرحي" للدكتور جميل حمداوي من مصر  ويقع الكتاب في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط ضمن سلسلة “دراسات”.التي تصدرعن الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقراً دائماً لها , والكتاب يقدم استعراضا إجماليا لتاريخ المسرح منذ نشأته عند اليونان وحتى المسرح الحديث مرورا بالمخرج البريطاني المعروف بيتر بروك وأعطاء تلميحات لكافة التيارات المسرحية التي ظهرت في أوروبا منذ عصر النهضة، وخاصة تلك التي برزت بحدة خلال القرن العشرين، وتحديداً ما تلا الحرب العالمية الثانية.
ويقول مؤلف الكتاب في  مقدمته "ويمكن أن يستفيد من هذا الكتاب المتواضع المخرجون العرب والباحثون في مجال الدراما والتمثيل، كما يمكن أن يستعين به المتدربون الشباب والمؤطرون والهواة في ميدان المسرح تمثيلا وإخراجا ".
دون الحديث عن التيارات المسرحية العالمية بوصفها ظواهر فنية ظهرت في سياقات تاريخية  اجتماعية استجابة لأوضاع راهنة جعلت أهل الاختصاص في المسرح يعيدون النظر في كل مرحلة من مراحل تطوره، أو بالتركيز على واحدة من أكثر مراحله إثارة للجدل والاختلاف من ذلك النوع الذي ما زال يمارس تأثيرا على المدارس المسرحية في العالم على هذا النحو أو ذاك كما هي الحال بالنسبة لمسرح القسوة ومخرجه ومنظره الفرنسي أنطونين آرتو الذي يمرّ به المؤلف هنا بقدر ما يمرّ به مثلما يمرّ بسواه من مخرجي القرن العشرين، مع ذِكر بعض المزايا العامة التي يتميز بها .


تابع القراءة→

الأربعاء، أغسطس 10، 2011

مسرح | المسرح الجاد / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 10, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح | المسرح الجاد / محسن النصار: "- تم الإرسال باستخدام شريط أدوات Google"
تابع القراءة→

الأحد، أغسطس 07، 2011

تنـــــــــــيسـي ويـليــــــــــــمز

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أغسطس 07, 2011  | لا يوجد تعليقات


تنـــــــــــيسـي ويـليــــــــــــمز

مؤلف مسرحي أمريكي. نشـأ في سانت لويس وانتسب إلى جامعة ميسـوري في العام 1929 وعمل - بالإضافة إلى أعمال أخرى - في شركة للأحـذية. تخرج في جامعة لووا في عام 1938. في هذه الفترة شرع يكتب مسرحياته التي كانت تعرض محـلياً. 

أول نتاجه التجـاري كان " معركة الملائكة" وقد صـدرت في عام 1940، إلا أن الرقابة في بوسطن قررت إلغاءها. فعمد إلى تأليف مسرحيات أصيلة منها: The Genteleman Caller و The Galss Menagerie "معرض الوحوش" التي لاقت نجاحاً كبيراً. وضعها في العام 1945. بعدها أصـبح أحد أهم المؤلفيـن المسـرحيين في أميركا.

ثم توالت مسرحياته بعد ذلك بمعدل أكثر من مسـرحية في السـنة ومن هذه المسـرحيات : 

- " لقد لمسـتني" (1945).

- " عربة اسمها الرغبة" (1947) ، A Street Car Name Desire

- " صـيف ودخان" ( 1948) 

- " مهرجان الوردة" (1951) ، The Rose Tatto

- " قطة على سطح صفيح ساخن" (1953) ، Cat on a Hot Tin Roof

- " كاميـنو حقيقي" ( 1957) ، Camino Real 

- " هبوط أورفيـوس" (1958) ، Orpheus Descending 

- " مفاجأة الصيف الماضي" ، Sunddenly Last Summer

- " طائر الشباب الجميل" ( 1959) ، Sweet Bird of Youth

- " مرحلة التكيف" (1960) ، Period of Adjustment

- " ليلة الفـطاية"، The Night of Iguana

- " قطار الحليب لم يعد يتوقف هنا" (1963) 

- " تراجيدية المقرعة " (1966) ، Salpstick Tragedy

- " أجيال ميرتل السـبعة" 1968 ، The Seven Descents of Myrtle 



المراجع

- د. فاطـمة موسى ، موسوعة المسـرح ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

- جون غاسنر- إدوار كون ، قاموس المسرح ( مختارات من قاموس المسرح العالمي) ، ت: مونس الرزاز، المؤسسة العربية للدراسات والنشــر- بيروت.
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9