أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الاثنين، أغسطس 27، 2012

السينوغرافيا والإخراج المسرحي وجهان لعملة واحدة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أغسطس 27, 2012  | لا يوجد تعليقات

التجريب في مسرح الرؤى
السينوغرافيا والإخراج المسرحي وجهان لعملة واحدة

لم تعد السينوغرافيا في مسرحنا المعاصر مجرد ناقل للواقع الحياتي أو حامل لعلامات رمزية للغة النص المسرحي، فضلاً عن ذلك لم تعد مجرد رؤية تشكيلية مؤطرة، أو مؤثر من مؤثرات التقنية، بل كسرت في رؤى أصحابها المتنوعة الاستعارة من الأدب الرمز الأدبي الإنشائي أو الاستعارة الدلالية قيمتها الفكرية والجمالية، بل أضحت السينوغرافيا لغة متفردة لها قوامها الذاتي ومفرداتها الخاصة بها ورؤاها التشكيلية في المسرح المعاصر. إنها ترسم فضاءات مختلف خشبات المسرح وتعيد صياغتها من جديد. عبر هذا المفهوم ينتقل فن السينوغرافيا من منطوق الترجمة والنقل إلى مفهوم الرؤى والابتكار. فلم يعد فن السينوغرافيا مجرد ترجمة أمينة للواقع الحياتي المؤطر أو تفصيلاً لكتل من الديكورات والأثاثات فوق الخشبة، بل أضحى مؤثراً فاعلاً في التجربة المسرحية المعاصرة ورؤاها. إن قراءة النص المسرحي هي قراءة غاية في الحساسية والدقة لرؤية لغة العرض المسرحي فوق الخشبة سواء كانت تقليدية مثل خشبة علبة المسرح الايطالي أم استقراء فضاءات مسرحية جديدة تثور على فراغات خشبة المسرح المنغلقة، وتخرج متحررة إلى الأماكن العارية التي يشكل من فوقها الفنان تجربته المسرحية.
من هذا المنطلق أصبح دور الفنان السينوغرافي البحث عن فضاءات خارجية تتشكل فيها مفردات العرض المسرحي، وتتخلق في نسيجه رؤى جديدة تطرح ذاتها بقوة وتكتشف مفردات هذه الفضاءات وتكويناتها لتتكيف وتتلاءم تكويناتها الدرامية أو النصية وفقاً لتلك الفضاءات. على أن الفنان المسرحي في النصف الثاني من القرن العشرين حاول عن رغبة دفينة منه البحث عن حيوات جديدة لعروضه المسرحية، محاولاً كسر حالة الانغلاق والانسداد التي وقعت فيها الدراما الواقعية بكل موضوعاتها وأفكارها وتشكيلها، وذلك بالبحث والتنقيب عن أشكال وأطر فنية جديدة تتخذ من هذه الفضاءات ذريعة ورهاناً لإعادة تشكيل مادتها الدرامية وفقاً لما تمليه لغة هذه الفضاءات المسرحية لإعادة تشكيلها من جديد وطرحها على جمهور قد شعر بالملل من تكرار ما يشاهده فوق خشبات المسرح، فتعيد هذه الفضاءات طزاجة هذه الأعمال وتدفعها دفعاً إلى أن يُعاد اكتشافها من جديد تماماً كما فعل بيتر بروك وكانتور وشاينا وستانييفسكي وباربا والطيب الصديقي وروجيه عساف وانتصار عبد الفتاح وكاتب هذه السطور وغيرهم من مبدعي الفضاءات المسرحية الجديدة في النصف الثاني من القرن العشرين وصولاً إلى بدايات القرن الواحد والعشرين.
الفصل
وفي ظني أن المخرج المعاصر لا يمكن له بهذا المفهوم أن ينفصل عن فهمه الدقيق لسينوغرافيا العرض المسرحي. وأؤكد أن الرؤى الجديدة لدى المخرج المعاصر تتخلق من التفكير العميق في تكوين سينوغرافية هذه العروض المسرحية المعاصرة. بل إن معظم المخرجين المعاصرين اليوم هم سينوغراف لعروضهم المسرحية، وكأن تشكيل العرض المسرحي يبدأ من هذه النقطة ويرتكز على المعرفية العميقة لفنون السينوغرافيا. إننا نكتشف أن أهم الرؤى المسرحية التي تسوغ مسرحنا المعاصر اليوم هي رؤى المخرجين/السينوغراف، ولعل معظم ما ذكرتهم من هؤلاء المخرجين هم في تكوينهم الفني سينوغراف حقيقيون. مما يؤكد أن الفصل بين الرؤية المكانية والزمانية والجمالية للعروض المسرحية ورؤى المخرجين في تفسيراتهم للأعمال المسرحية هو عبث ومجرد لغو. فلم يعد العمل المسرحي مجرد تفسير لنص المؤلف أو نقل لرؤيته، ذلك لأن رؤية مؤلف النص المسرحي هي رؤية واحدة أو كما نقول بلغة النقد قراءة من القراءات، لكنها ليست كل القراءات أو على الأصح لا يتوقف العمل المسرحي عندها، بل إن أهمية الإبداعات الفنية وعلى رأس قائمتها الإبداع المسرحي تنبع من تعدد قراءتها. ويقوم سحرها ونفاذها إلى المتفرج على هذه التعددية، التي يشارك المتفرج بذاته وفكره في تشكيل رؤيته الخاصة عنها.
وكلما اقترح العمل المسرحي في رأيي قراءات ورؤى متعددة، سمح هذا للمتفرج أكثر فأكثر في تشكيل رؤيته الخاصة أو قراءاته الذاتية.
يقول المخرج/السينوغراف البولندي تادووش كانتور أحد روّاد المسرح المعاصر: كنا نرمى في عملنا المسرحي الوصول إلى شيء آخر تماماً، ليس الوصول إلى فكرة نقل الواقع، بل الوصول إلى الفن الخالص، إلى عرض مختلف يتكون من المواد الواقعية الممتزجة معاً بالمادة الفنية.
لقد استخلصنا منابعنا من الواقع المحيط بنا (...) "وتصدمنا حقيقة فنية هامة يستطرد كانتور أنه في اللحظة التي يتواجد فيها السينوغراف، نكتشف أنه نفسه مخرج في الوقت ذاته، ويقوم بنفسه بتصميم الإطار التشكيلي، ويبدو أن هذا إطار مقتصد "كما يدّعي البعض!".
والاقتصاد الذي يعنيه كانتور هو مصطلح يسخر به من الرأي الذي يرى أن الجمع بين الفنيين ليس معمولاً به لضرورة فنية بقدر ما هو معمول وفقاً لاقتصاد مالي. وهذا مما لا يوافق عليه كانتور فالقضية برمتها هي في الأساس فنية بحتة. في رأيه أن المخرج هو مؤلف العرض المسرحي بأكمله، حتى مؤلف الكلمة يعتبر نصه مفردة من مفردات العرض المسرحي، وليس أهمها. وتكتسب السينوغرافيا بعداً مخالفاً تماماً عن مصطلح "مهندس الديكور" الذي شاع فوق خشبات المسارح العربية ربما حتى الآن. ولقد لخص المخرج المسرحي "تادووش كانتور" في عروضه المسرحية رؤيته السينوغرافية، وأحال ما يمكن أن يطلق عليه بالديكور شيئاً آخر ليغدو مجرد قطع إكسسوار على شكل موائد عدة، وكراسي وسلالم كانت تكفيه، ليتمكن من الناحية التشكيلية تحديد الفضاء المسرحي المطلوب لعرض مسرحي بعينه، ومن ناحية الرؤية الإخراجية كان تكفيه وضعية الممثلين فوق الخشبة وخلق المناخ الفني اللازم والملائم لهم للتعبير.
فالسمة الغالبة إذن من الناحيتين (السينوغرافية والإخراجية) أنه هنا يتأكد تيار الوعي لإبداع عرض مسرحي بأكمله معاً من خلال مبدع واحد هو السينوغراف والمخرج في شخص واحد، ولا يكون إبداع السينوغراف هنا مجرد "إطار تشكيلي" فقط، بل محاولة لتجاوز التطبيق المسرحي المتصل للسينوغراف على حدة والمخرج على حدة ليكون الفنان هنا "وجهين لعملة واحدة!" إن الإبداع السينوغرافي للفنان المعاصر يمكن معاملته باعتباره نوعاً من الاختلاس الفني للميراث الفني التشكيلي بأكمله في مواجهة الأسس الجمالية الفنية الجديدة، التي كانت جوهراً وأساساً في تشكيل المسرح الأوروبي الحديث وتكوينه في أثناء الحرب العالمية الثانية وما بعدها. عندئذٍ كان كانتور يتحدث عن المصطلح الفني الشائع "ديكور" رافضاً إياه، ويصرّ في تنازله عن ما يُطلق عليه بـ"الديكورات التقليدية" مقترحاً بديلاً عنها هو "السينوغرافيا" الزاخرة بتلك الأشكال التي تعبّر عن بنية الحدث، وصيرورته، وديناميكيته، الساعية لارتفاع معدل تطور الحدث، ونموه، والوصول إلى نقاط ذروته، تلك التي تخلق توتراً درامياً، وتربط الممثل بالحدث الدرامي / المسرحي / التشكيلي، الذي تنبع منه علاقاته الديناميكية بل وجوده وحياته الفنية.
السينوغرافيا وسيط قديم
شهدت الممارسة المسرحية في العقود الأخيرة تغيرات عميقة نتيجة ظهور وسائل إعلام وتقنيات رقمية جديدة. فأصبحت تتحكم في إنتاج وتلقي العديد من العروض المسرحية المعاصرة سينوغرافيا مستحدثة تتضمن دراماتورجيا بصرية ومؤثرات رقمية سينوغرافية قلّما يمكن إخضاعها للنص الدرامي. تضع هذه الوسائط اللغة المسرحية برمتها موضع تساؤل، كما تستلزم الدفع بالجمهور إلى اختبار المخرج والسينوغراف معاً في صدقية هوية التمثيل بعد استحضار ما ورثناه من سينوغرافيا الفضاءات المسرحية ودخولها دخولاً ضمنياً في أطروحة الوسائط الأخرى، والتي أصبحت "وسيطاً قديماً" بالنسبة لهذه التغيرات الإعلامية الأخيرة وعلاقاتها بالعرض المسرحي المعاصر. وعلى الرغم من أن الاختلافات بين الحضور للعرض المسرحي الحي والنسخ المسجلة (كالمستحدثات المكانية والزمنية، والفروقات بين الأصل والنسخة) هي متداخلة في ما بينها، فإنها تزيح الافتراضات المسبقة حول الحضور الفاعل فوق الخشبة والتمثيل، وتعمل على تغيير إدراك المتلقي. هذا التحول في الإدراك لا يقلل من جودة العرض المسرحي وقيم الفرجة الحية له، وإنما يؤكد كما ترى الباحثة الألمانية إريكا فيشر أن الأداء الحي وأداء الوسائط الجديدة من دراماتورجيا بصرية ومؤثرات رقمية لا يختلفان كثيراً عن بعضهما البعض.
إن تزايد الاهتمام النقدي بهذه الوسائط في المسرح المعاصر اليوم يسعى إلى ايجاد أشكال تتعامل مع "العرض المسرح المعاصر" ومن بينها "أشكال الفرجة المسرحية" لمضاعفتها. فمن المؤكد أن هذه الظاهرة، التي أصبحت خاصية مميزة لبنية التفكير، يتسع دورها عبر عصر "ما بعد الحداثة" لدى الغرب. إذ لم يعد العالم مجرد فضاء شاسع من العناصر المتنقلة/المتحركة، بل فضاء من "الذوات الإنعكاسية" المُستقبلة والحوارية في أبنيتها. وإذا كنا قد لاحظنا دخول بعض التجارب المسرحية العربية في هذه الدائرة التي وصفها هانس ليمان بـ"مسرح ما بعد الدراما"، والتي تتميز عموماً بحوارها المتعمد مع السيميوطيقا المسرحية، فإن ما تقوم عليه هذه التجارب يدفع إلى تأجيل الاكتفاء بالمعنى الحرفي لرسالة العرض المسرحي، ذلك أن علاقات جديدة تنبثق من العلاقة الحرّة الناشئة التي تؤطر علاقة المؤدين والمتفرجين داخل فضاء العرض المسرحي. ألم يحن الوقت إذن للتحقق من هذه الممارسات المسرحية بشكل علمي؟! هذه الممارسات التي أصبحت تغزو مسارحنا العربية؟! في هذا الاتجاه تسعى هذه الورقة إلى تعميق التفكير في تواتر النصوص وفضاءات الوسائط الإعلامية الجديدة، ومختلف العلاقات الوسائطية المتاحة بينها ضمن تفاعل الوسيط المسرحي المتسم بالحيوية والمباشرة داخل السينوغرافيا وفنون إخراج العرض المسرحي وتزواجهما معاً مع تقنيات السينما والتلفزيون، والتقنيات الرقمية بخاصة. سواء في ضوء النقاشات النظرية، أو ضمن مسارات التأمل الذي تخضع له أشكال الأداء والتقبل المسرحيين لهذه النصوص المفعمة بحيوية هذه الوسائط وتقنياتها.
لقد حان الوقت للتأمل والتفكير في تلك الإشكاليات المختلفة التي نراها مؤطرة للنقاش حول مكانة العرض المسرحي على مستوى النص المسرحي والسينوغرافيا والإخراج المسرحي في إطار ثقافة تسيطر عليها وسائل الإعلام والاتصالات الرقمية. لقد أصبحت واقعية العرض المسرحي "واقعية موسعة hyperrealism"، مما يتطلب إعادة صياغة مفاهيم علوم المسرح ووسائل التكنولوجيا، وذلك الاتصال المتزامن مع تطورات هذه الوسائل، وعلاقاتها بجسد ما بعد التمثيل. فإن كل ذلك يؤثر تأثيراً كبيراً في المسرح العربي المعاصر ويشكل أسئلة تطرح حول مرحلة "ما بعد الدراما التقليدية" في مسرحنا العربي المعاصر. وحول جدوى تفكيرنا الثابت والمتقولب غير القابل للحوار والجدل مع الآخر لانغلاقنا داخل ذواتنا وإدراكنا أن ما نعرفه وما نعلمه هو الوحيد المقبول.. وهذا ما قد عرّض مسرحنا العربي وما يزال يعرضه إلى الموت!

المستقبل - لبنان
هناء عبد الفتاح    
تابع القراءة→

الجمعة، أغسطس 17، 2012

مسرحية "رسام طموح " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 17, 2012  | لا يوجد تعليقات


                               مسرحية "رسام طموح "
                                         (بفصلين )
                                           تأليف
                                     محسن النصار

شخصيات المسرحية

1- احمد شاب وهو فنان موهوب يمارس الرسم
2- ارشد مدير شركة
3- سلمى زوجة ارشد
4- رغد زوجة الشاب الفنان احمد

(الفصل الاول )
( تفتح الستار تظهر على المسرح صالة جميلة الاثاث تحتوي على عدد من
المقاعد مع عدد من الستائر موزعة في المكان يدخل احمد وهو في حالة
فرح وسعادة من جهة يمين المسرح
من الباب الخارجي وبيده لوحات مرسومة )
احمد : (بفرح وسعادة )
خالتي , خالتي ..اخبار جميلة ومفرحة ..
سلمى : ( تدخل مسرعة من الباب الداخلي يسار المسرح )
احمد , عزيزي , أراك في حالة سرور وفرح ...
احمد : خالتي انني في عجالة من امري ,
خذي هذه اللوحات هدية مني لك ولخالي ...
( يناول اللوحات عدد اثنين الى خالته )
اراك لاحقا خالتي العزيزة
(يخرج احمد مسرعا )
سلمى : ( تنظر الى اللوحات المرسومة )
هذه اللوحات الجميلة , هدية جميلة أعتز بها , هذا ماكان ينقصنا !
ارشد : (يدخل بغضب من الباب الداخلي )
ماهذا الذي بيدك ؟
سلمى : لوحات مرسومة هدية من احمد ابن اختي
ارشد :ابن اختك الرسام المغرور , لااري د ولااتقبل هديته , ابعدية هذه اللوحات
عني ؟
سلمى : لاتكلم معي بألفاظ قاسية !!!
انني حمقاء ؟ من الافضل ان اقف ضدك !
حتى تتراجع عن مواقفك ؟
رشاد : ( بأنزعاج )
يالنكران الجميل؟
يالها من ضغيفة تحميلينها لي ..
لعل ثمة ما يثير عدم رضاك؟
سلمى :انني اطالبك بالكثير ...
رشاد : (بعصبية وقسوة )
ولكن ما الذي ينقصك المال !!!
سلمى:انني بحاجة لأشياء عديدة ...
سبق وقلت لك ذلك اكثر من مرة !!!
فحياتي تحتاج الى التغير دائما...

رشاد : ماذا افعل لك اكثر من ذلك؟
ففي هذا العام اشتريت لك بيتا جميلا ,
هل تعلمين ان الاموال التي دفعتها ثمنا له , من اين حصلت عليها؟
(بخوف وتردد )
كيف ؟ اقول لك ذلك ان ذلك يمكن ان يعرضني للمسؤلية...
سلمى: ( بعصبية وصراخ )
استحلفك باللة ان لا تجعل مني شريكة في اعمالك
وتصرفاتك , اذا كانت غير شريفة ولاتحاول تبريرها بدافع حبك لي , فهذا
شيء لايمكن السكوت عليه, تلقي بافعالك على الاخرين بدافع
كاذب , فهذا شيء لااطيقه, ولاأتحمل مسؤلية تصرفاتك
الملتوية ؟
رشاد : ( يحاول ان يكسب ودها )
ولكنني من اجل حبك مستعد ,
لارتكاب اي جريمة ...
سلمى : انني لااحب افعالك وتصرفاتك التي تقوم بها بأسم الحب , انني لااجيد
التصنع!!!
رشاد :ارجوك تصنعي وسأنفذ كل رغباتك
سلمى : تبتعد عنه وتحاول الخروج )
ابدا ابدا ..
رشاد : ولكنني احبك.. احبك..
( تخرج سلمى وهي في حالة غضب يتبعها رشاد فتقوم بدفعه بقوة وهي خارجة)
ياللحية الرقطاء!!! ياللحية الرقطاء ؟
( يدخل احمد من الباب الخارجي )
احمد : هل زوج خالتي مريض ؟
رشاد: ( بغضب وعصبية )
اوف... نعم مريض ..

احمد : كم انا بحاجة أليك , والحديث معك ؟

رشاد : اسف ..
(بغضب)
لا استطيع الحديث معك , فلديه امورا اكثر اهمية من موضوعك .
احمد : ومن اين لك ان تعرف موضوعي ؟
رشاد : ( يضحك باستهزاء )
من هديتك هذه
(يؤشر على اللوحات المرسومة )
وأية موضوعات يمكن ان تكون لديك ؟ كلام فارغ طبعا !!
احمد : ( بغضب )
الافضل لك ان تتحدث معي باحترام , فأنت دائما تلجا الى التهكم
والاستهزاء بالشباب .
رشاد : ( يقهقهه باستهزاء )
ها ها ها عشنا في هذه الحياة , حتى ادركنا الزمن الذي
اصبح فيه الشباب يشمخون بانوفهم !!!
احمد : ( بغضب وعصبية )
ماذا ؟
رشاد : ( بقسوة وتهكم )
لم اكن اعرف قدراتك ومواهبك ؟
فانتم الشباب دائما تتبجحون بذلك!!!
( يقهقهه)
احمد : ( بقوة وعصبية )
ان تماديك جعلني اكرهك كثيرا !!!
رشاد : ياألهي ياألهي...
لاحياء ولاشرف , لازال الشاب يتمادى بعجرفته؟
( يخرج وهو في حالة عصبية )
احمد : ( يبقى وحيدا ومع نفسة يتحدث )
ماذا جرى له؟
حتى يتمادى في تهكمة هكذا!!!
ماذا لو لم يكن سلوكي معه جيدا؟
يبدو أن زوج عمتي يكرهني , كوني فنان يحاول ان يشق طريقه بنفسه !!!
وانا على يقين فعندها تصبح هناك وظيفة شاغرة في شركته الخاصة فانه لم
يعرضها علي...
بل! سيجد لها شخصا اخر هذا امر محتمل !!!
( تدخل سلمى )

احمد : مرحبا عمتي , لدي خبر سار لك .
سلمى : ماالخبر؟
احمد : (بفرح ) لقد نجحت ...أقمت معرضا لرسومي ونجحت ,
(يرقص بفرح)
وبعد نجاحي تزوجت دخلت القفص الذهبي ..
سلمي : ارى انك تسرعت بالزواج ؟
فالوقت مازال مبكرا؟
احمد (بفرح وسرور )
انني وقعت في الحب ياعمتي , انني عاشق واما الحبيبة
فانها الكمال بعينه .
سلمى : وهل هي غنية تملك المال ؟
احمد : كلا ياعمتي , فهي لاتملك اي شي .
سلمى : وكيف ستعيشان في هذا الظروف الصعبة ؟
احمد : ( بحماس زائد عن الحد )
أنا فنان وامارس الرسم
ولم هذا العقل ؟ ولم هاتان اليدان؟
يجب ان اعيش طوال حياتي ,
(بفرح وثقة نفس )
معتمدا علي نفسي .. وبعرق جبيني
سلمى : الشباب متحمسون لكنهم يقاسون البطالة ,فهم دائما يحبون الأعتماد
على أنفسهم !
احمد : هل تذكرين احاديثي مع زوجك ؟
كلما ذكرت له البطالة ,

وتفشي الشركات الخاصة !!!

يقول لي انك لم تعش الحياة ...
اذهب وعش الحياة , عند ذلك نتحدت بطريقة مقنعة ,
وانا أريد ان حيا حياة شريفة مع زوجتي التي احبها ,
واذا واجهيتني بعض الظروف المادية..
فان زوجتي بدافع حبها لي , ستقف الى جانبي ,
ولن تظهر اي نوع من الاستياء ..
سلمى : انا على ثقة كبيرة , أنك قادر على تحمل اعباء الحياة !!!
( بنوع من الخوف )
ولكن زوجتك فتاة شابة , ومطالبها كثيرة ؟
وستجد صعوبه في تحمل , اي نوع من الفقر؟
احمد : كلامك صحيح , ولكنني ساقوم بتربيتها بنفسي .
سلمى : فليباركك الله , ولكن كن على يقين ان احد لايرغب لك السعادة,
كما ارغبها لك.
احمد : ( بفرح )
انني دائما على ثقة بك ياعمتي .
سلمى : ولكن مايثير مخاوفي وقلقي ,عدم مجاراتك ,
لمن يتعارض معك , من حولك ؟
فتخلق لنفسك الكثير من الاعداء.
احمد : ( بعصبية )
لااجاري.. لااجاري .. وهذا مايجعلني اخسر الكثير!!!
والذي لايواجه أخطاء الأخرين ينحدر نحوهم ..
شيئا فشيئا ...
سلمى : أعرف من خلال الخبرة والتجربة كم يسبب لك ذلك
من متاعب في الحياة لقد عرفت شباب من هذا النوع
قد تدرك ذلك في يوم ما
احمد : عمتي اريد وظيفة في شركة زوجك ؟هل سيرفض زوجك طلبي لوظيفة ؟
( يدخل ارشد زوج سلمى )

سلمى : اطلب منه ذلك بنفسك ؟

احمد : ( يتقدم نحو ارشد )
أريد وظيفة وسأكون خادما مطيعا لك ,
ثم ان لدي شهادة وأكثر مهارة من موظفيك .
ارشد : ( بعصبية )
أرى انك تتفاخر بنفسك طوال الوقت ,
ألم تصب بالملل ؟ أمازلت تقرأالمواعظ ؟
( لزوجته )
تصوري انه يلقي في اي مكان ,
محاضرات في الفن اولاخلاق على الناس
انه لشئ مضحك ياعزيزتي ..
(يقهقه )
هههههه...
احمد: لم افقد ثقتي بالناس بعد ,وأظن ان نصائحي سوف تؤثر بهم .
ارشد : ( يضحك باستهزاء )
ههههه...
حقا لقد أثرت فيهم فقد اصبحت اضحوكة!!!
فماان تتكلم حتي تبدا اللمزات !
والنظرات والهمسات!
وماان تنتهي حتي يغرق الجميع في الضحك !!!
(يقهقه )
ههههه...
احمد : وماهو المضحك في كلامي؟
ارشد : كل شىئ, بدأ من التزيف , وانتهاءا بالنتائج الصبيانية والطفولية!!!
احمد : ولكنني اعتقد انه من الافضل لك ان تكون عونا للشباب وتشجيهم ,
لا ان تغلق الباب بوجوهم ؟
سلمى : ( تومئ برأسها لأحمد )
صحيح صيحيح ...
ارشد : ( بعصبية وتؤثر)
هذا تلفيق وحمق ,واساءة كبيرة لي !!!
احمد: ( بغضب )
لماذا تتهمني , بالتلفيق والحمق ؟
ارشد : من الافضل لك احترام من هو اكبر منك سنا.
احمد : سألوذ بالصمت , ولكنني لاأستطيع التخلي عن أفكاري وأرائي فهي
عزائي الوحيد بالحياة .
ارشد : وهل تسمح لك اخلاقك صب الشتائم على زوج عمتك لأنه استطاع
بناء حياته ؟
احمد : ( بعصبية )
ياألهي ياألهي ...
سلمى : ( بصراخ )
هذه قسوة قسوة !!!
ارشد : انك لن ولم تستطيع تحقيق المال ؟ لذلك تشعر بالحسد ,
لأنني حققت الثروة .
فالحاسد يقول عادة لاأريد المال , أنا فقير ولكنني عفيف ونبيل ..
( بعصبية وحدة )
لقد اعتدت ان تصغي لنفسك فقط ؟
احمد: انني تزوجت ,وأريد وظيفة !!!
ارشد: تزوجت ؟ أكيد وعلى الأغلب زواج بائس , قائم على حب من فتاة
فقيرة لاتملك اي شئ .
احمد: انني سعيد بالزواج من فتاة فقيرة .
ارشد : ( بأستهزاء )
شئ رائع من اجل تكاثر المتتسولين ..
احمد: ان مجرد الزواج هو هدف نبيل , فلا تحاول
النيل من كرامتي فانا لااطيق ذلك ؟
ارشد : ( بتهكم وأستهزاء )
وماذا تعد لها من افراح , ومباهج في هذة الحياة ؟
تعد لها كل اشكال الفقر والحرمان , فبدلا من توفير
الأزياء الجميلة لها !!!
سوف تلقي عليها محاضرات في الفن والاخلاق والفضيلة ؟
سلمى : (بقوة وقسوة)
من كان في اخلاقه ونبله لايشتري الحب .
احمد : ( بفرح )
عمتي تقول الحقيقة .
ارشد: لنفرض انك لست بحاجة لشراء الحب, ولكن ان تكافئها عليك
ان تدفع لها مقابل هذا الحب ؟
هذا واجب كل زوج والافأنها تندم لأنها ربطت نفسها
ومصيرها بزوج شحاذ.
اسأل عمتك هل صحيح مااقول؟
سلمى: ان كلامك فيه من الدهاء والتزيف , ولايمكن ان ينطلي على زوجة مثلي
( تخرج وهي غاضبة نحوالباب الداخلي )
احمد: ليس كل النساء كما تقول!!!
ارشد : انني ارثى لحالك , ماذا تتصور في عقلك
وتعتقد في نفسك كيف تعيش معها دون مال.
احمد : (بقوة وتحدي)
سأنفق على زوجتي من خلال بيع لوحاتي الفنية ؟
وأمل ان يعوضني صفاء ضميري عن الثراء
في الحياة الدنيا .
ارشد : ان اي لوحة تقوم برسمها , لن يكفي ثمنها لاعالة اسره ,
ثم انك يتصرفك الاحمق لن تستطيع الحصول
على وظيفة , هذب تصرفاتك وتخلى عن مبادءك وافكارك المضللة
عند ذلك يمكنني مساعدتك واعطاءك وظيفة.
احمد : ( بقوة وكبرياء )
لن اتخلى عن مبادئي وأفكاري بأي حال من الاحوال ..
ارشد : ( بتوتر وعصيبة )
كم هي قوية هذه لن اتخلى وكم هي غبية بالوقت نفسة ؟
فلديك الان الفرصة الذهبية , ولديك من يرعاك ,
وقد لاتجد ذلك في المستقبل .
احمد : لن يكون هذا ابدا ..
ارشد : انك تجني على مستقبلك !!!
احمد: الرأي العام سيكون الى جانبي .
ارشد : ( بخبث ودهاء )
انني طالما لم يرني أحد فلست مرتشيا , هذا هو الرأي العام في العالم .
احمد : انك لاتفهم شيئا , تكلم كما يحلولك , انني لااصدقك !
أنني على ثقة ان بمقدور الانسان ,
المتعلم ان يكفي نفسة واسرته بعمل شريف ..
ارشد : ( بسخرية وعصبيبة )
كان الأجدر بك ان تجعل من كلماتي حلقة في أذنك ,
يالك من احمق !!!
( يخرج وهو في حالة عصبية من الباب الخارجي )

( الفصل الثاني )

( نفس المكان احمد في حالة قلق وهو يتحرك يمنا ويسارا )
احمد : فالجميع يستهزؤن ويسخرون مني ,
(في سيكينة ووقار)
لانني فنان وفقير ولاثورة عندي ؟
(بثقة بالنفس )
ولكن ! كلي أمل في المستقبل ..
( يتفاجى احمد بدخول رغد زوجته )
رغد : (بأستهزاء وسخرية )
المتسقبل ؟ المستقبل ؟ أريد ان اعيش مثلما تعيش النساء ,
وليس مثل الشحاذين !!!
لقد سئمت هذه الحياة , الا يكقي انني حطمت شبابي معك
(بعتب)
فلم تحقق أي مطلب لي وعد تني به ؟
احمد : (يحاول تهدئة زوجته )
لم تتحدثي معي بهذا الموضوع من قبل ؟
ماالذي جرى ؟
رغد : ( بعصبية )
هل تظن ساظل صامتة , كلا ابدأ ابدأ..
أريد ان اعيش الحياة كما تعيش ,
جميع السيدات الثريات .

احمد: (يحاول أقناعها بهدوء)
ولكن من اين يمكن لي ان اتي بالمال الكثير , لاتصغي لكلام زوج عمتي !!!
رغد : أنه يبحث عن سعادتنا , ويحاول أبداء المساعدة لنا .
(بعصبية )
وماشأنك بما يفعل ؟
يجب عليك فقط ! ان تكسب المال ...
احمد : (يحاول أقناعها)
زوجتي العزيزة أرأفي بحالي , ألا ترين انني ابحث عن وظيفة ؟
رغد : (بتوتر وعصبية )
أحترم زوج عمتك ونفذ مايريد ,حتى تحصل على وظيفة ,
المهم ان تحصل على المال , فانا لم اتزوج منك ,
من اجل الفقر والجوع ,
بل ! من اجل الرفاهبة والسعادة التي وعتني بها ,
ولكنني وجدت العكس تماما !!!
احمد : ( بعصبية وتوتر )
لقد أكثرتي همومي بكلامك هذا ..اصمتي بحق الله
رغد : ( توتر وعصبية )
ماهذه الحياة معك كلها هموم في هموم , وليس فيها ذرة سعادة .
احمد : (يحاول ببعض الود )
انك زوجتي , وان عليك ومشاركتي في السراء والضراء ,
حتى لوكنت من افقر الناس ,
هل تتخلين عن زوجك الفنان بمثل هذه السهولة ؟
رغد : وماذا أفعل ؟ ضحيت بأعزشبابي لك من أجل حبي لفنك الجميل ؟
وأنت كل ما لديك هو الافتخار بنفسك ,
انا فنان مشهور , انا رسم كبير , ذكي ومتفوق , انا شريف الكل الكل
يرتشون ..
(بحدة وقوة )
اسمع يجب ان تصالح زوج عمتك
وتقبل منه الوظيفة التي عرضها عليك !!!
احمد: (بعد فترة صمت )
ولكن ماتطلبين مني امر خطير يجب ان افكر ؟
واذا لم اقبل بالوظيفة التي عرضها علي ؟
ماذا سوف تفعلين ؟
رغد : بالتأكيد ! سوف ألعن حظي العاثر !!!
احمد : ( بعصبية وتوتر)
مستحيل مستحيل , لاتقولي مثل هذة الكلام ابدا ؟
رغد : أرجو ان تاخذ كلامي هذا ماخذ الجد !!!
( تخرج من المكان وهي في حالة عصبية )
احمد : ( يبقى وحيدا وهو في حالة غضب واستياء)
صدق هاملت شكسبير عندما قال أكون أو لاأكون ؟
( تدخل سلمى وهي في حالة توتر و عصبية )
سلمى : لم يأتي زوجي الى الآن ؟ انت السبب !!!
( في حالة توتر وعصبية وقلق , تتحرك يمنيا ويسارا ,
يرن جهاز الهاتف )
ألو ... نعم ...ماذا تقول ... لا .. لا .. غير معقول , يالله ,
أقيل من الوظيفة ...لا ..لا.. امام المحكمة !!!
( تغلق جهاز الهاتف )
احمد : ( بفرح وسرور )
ماذا جرى؟
سلمى : (في حالة أنهيار تام )
مابال الخوف والرعب بدأ يحاصرني من كل مكان !!!
زوجي امام المحكمة لنصرفاتة غير القانونية ..
لقد بدأ العقاب الرشوة هي السبب ..
احمد : ( بنشوة الفرح )
نعم! الرشوة هي السبب ؟
( يدخل ارشد وهو في حالة توتر وانهيار , تقترب منه زوجتة سلمى )
سلمى : سمعت بالمصيبة التي حدثت معك ,
تغيرت بشكل مخيف !!! هل انت خائف ومريض؟
( تضع يدها على راس زوجها ارشد )
سأرسل في طلب الدكتور ..
ارشد : ( بخيبة امل وأنكسار )
ساءت سمعتي وانتهيت ,
(بمرارة وندم )
لقد قضي علي , من موظف كبير , الى شخص تافهة ,
اتهموني بالرشوة ...
(يصرخ بهستريا )
أنهم دمروني
(يصرخ برعب )
يالتعاستي ..أي مصير أسود وضعت نفسي فية !!
كانوا لي بالمرصاد ؟
( يحاول ان يقع على الارض وفي حالة انهيار)
اكاد اختنق من الخوف , الموت يدنو مني !!!
احمد : ( بفرح وسرور )
الناس الشرفاء والموظفون الشرفان , كانوا موجودين دائما
والمرتشين من امثالك سينتهون مثلما انتهيت انت ..
الحمد والله الذي أعطاني القوة في الوقوف بوجة أغراءتك الخبيثة !!!
لست ادري كيف اداري نفسي من الخحل لوجودي عندكم
(بقوة وحدة )
أيها المريض , مدير الشركة الخاصة !!!
ارشد : ( يحاول النهوض من الارض ويصرخ بقوة )
أغرب عن وجهي ,أغرب عن وجهي...
احمد : ( بشجاعة ونشوة الفرح )
سوف انتظر الوقت الذي يخشى فيه المزيفين والمرتشين المجتمع الأنساني ,
اكثر من خشيتهم وخوفهم المحكمة الجنائية !!!
ارشد : ( يحاول ان ينهض لكنه يقع مترنحا )
زوجتي انني ساموت ... انني اختنق , كيف اواجه المجتمع ,
(يصرخ بهستريا )
الجيران ..الآصدقاء ..الأعلام ...الصحافة ...التلفزيون ...
سلمى
  :(تقترب منه زوجتة وتحاول مساعدته ولكنه قد أصبب بالشلل فتصرخ )
           ار شد .. لا ..لا ...
احمد : (بفرح وسرور )
الفن يسمو بالحياة ...
(ينظر بغضب الى ارشد )
هذا مصير المرتشين والمستهزءين ...
(يخرج بسعادة وبهجة )
الفن يسمو بالحياة ...
حقيقة دائمة غيرت مجرى الحياة ...

ستار

محسن النصار
تابع القراءة→

الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

ذكرى وفاة "فنانة الشعب العراقي "زينب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أغسطس 14, 2012  | لا يوجد تعليقات

.
الفنانة الراحلة زينب
الفنانة زينب
حلت علينا " 13 أغسطس " الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الفنانة الرائدة الكبيرة زينب إحدى أبرز شخصيات المسرح العراقي الحديث، والتي استحقت بجدارة لقب "فنانة الشعب العراقي" بعد مشوار طويل وحافل بالعطاء والابداع اولفنانة الصافية الراسخة واخلاصها غير المحدود لشعبها وطنها وتفانيه , وقد ولدت الفنانة زينب (فخرية عبدالكريم) في الشطرة عام 1931 وعملت معلمة في الحلة، قبل ان تقال لنشاطها السياسي وتحترف السينما والمسرح
والتحقت (بفرقة المسرح الحديث) وعند اشتراكها بطلة لفيلم "سعيد افندي" من اخراج كاميران حسني تغير اسمها من فخرية عبد الكريم الى زينب وكان لها دور بدفع وتشجيع الطالبات للمشاركة بالمسرح وكانت تمثل لهن مشاهد تمثيلية في المدرسة . زينب احتلت موقعا متميزا في المسرح العراقي وصارت رمزا من رموزه انها كبيرة كانسانة ومناضلة وفنانة ومثقفة ذات صفات اصيلة تميزت بالاخلاص لوطنيتها , وتألقت الفنانة زينب في أداء دورها على المسرح وفي الحياة وأبدعت بشكل مؤثر وفعال. و قدمت بطولة (أني أمك يا شاكر) على قاعة الشعب عام 1958م بعد ثورة 14 تموز . قدمت العديد من الأعمال المسرحية وأبرزها مسرحية "النخلة والجيران" التي أخرجها الفنان الراحل قاسم محمد ، وشارك بها العديد من نخبة الفنانين العراقيين الكبار منهم : فاضل خليل وخليل شوقي وناهدة الرماح وازادوهي صموئيل ويوسف العاني وسليمة خضير وزكية خليفة وغيرهم من الفنانين . كذلك قدمت اعمالا مسرحية اخرى منها : (اهلاً بالحياة) ، (رسالة مفقودة)، (الخال فانيا)، (فوانيس) و(الخان) و(البستوكة) و(الخرابة) و(نفوس) و (الشريعة) وغيرها الكثير من الاعمال المبدعة. وفي الكتابة للدراما كتبت عدداً من المسرحيات منها (ليطة) و(الريح والحب) و(تحقيق مع ام حميد) و(بائعة الاحذية) . اخرجت عملا مسرحيا واحدا من احدى محاولتها الإخراجية الوحيدة لمسرحية ( الدون جوان ) لموليير . قدمت ثلاثة اعمال سينمائية وهي : فيلم (سعيد افندي 1957) للمخرج : كامران حسني ، وفيلم (ابو هيلة 1962) للمخرج جرجيس يوسف حمد ومحمد شكري جميل ، واخيرا فيلم (الحارس 1967) للمخرج : خليل شوقي . وقدمت مع مبدعين من العراق اعمالاً ذات شأن منها مسرحية (الحصار) و(ثورة الموتى) (القسمة والحلم) و(المملكة السوداء) و(رأس المملوك جابر) و(مسرحية الام) و(سالفة ام مطشر). غادرت العراق عام 1979 الى بلاد المنافي وظلت تنتقل من بلد الى اخر ومثلما كانت مناضلة ومبدعة دؤوبة داخل الوطن ظلت كذلك خارجه، اذ نشطت في تأسيس فرق عدة منها (فرقة الصداقة) في عدن وفرقة بابل في سوريا وفرقة سومر في السويد. ومن الجدير بالذكر قام المخرج طارق هاشم باخراج فيلم تسجيلي يتناول جوانب من حياة الفنانة الراحلة الحافلة بالابداع تخليداً لذكراها وكانت المبدعة الراحلة بالرغم من قساوة الغربة والمرض تتمنى العودة الى الوطن ليكفنها تراب العراق ولكنها فارقت الحياة في الغربة قبل ان تكحل عينيها برؤية الوطن. رحلت عنا فنانة الشعب زينب في يوم (13/آب/1998) في المنفى بالسويد.

تابع القراءة→

الجمعة، أغسطس 03، 2012

الكوميديا وشروطها التاريخية

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أغسطس 03, 2012  | لا يوجد تعليقات


الكوميديا وشروطها التاريخية

التبس وللأسف معنى الكوميديا بمعنى التسلية، واختلطت المفاهيم اختلاطاً شوّه ما ترنو إليه الكوميديا كعنصر من عناصر الدراما الجادة. فكثير ممن يشتغلون في المسرح التجاري لا يعرفون بأن الكوميديا هي نوع من أنواع المسرح الجاد الذي لا يقل اهمية عن التراجيديا.
جاء مصطلح الكوميديا من الكلمة الاغريقية (Komoidia) التي تشير الى الشكل الدرامي الجذل، أو الخالي من الهموم، الذي تطور تاريخياً على نحو مواز للتراجيديا، وكان هذا الشكل بالعادة، يأتي عفوياً وفي أحيان كثيرة يسخر من زميله التراجيديا. تركز الكوميديا على اللهو والمرح والارتباك أو التشوش، وتعالج الكوميديا احداث الحياة السعيدة: كالحب الرومانسي والزواج والتفوق بالحيلة على الآخرين أو الاذلال الذي يلحق بالاشرار الاغبياء أو ضيقي الافق. بينما تعالج التراجيديا الاحداث الكئيبة والمأسوية، كالموت والقسوة (...)
كما ان ارسطو ارجع معنى الكوميديا الى (كوموس) ومعناها المأدبة الماجنة والتي تقام في نهاية احتفالات الإله (ديونيزوس) كمحاكاة تهكمية. وعبر مسيرة تاريخ المسرح استخدمت كلمة كوميديا بمعان ثلاثة:
1 ـ اسم لنوع مسرحي يناقض التراجيديا.
2 ـ اطلق اسم الكوميديا في القرن السادس عشر على المسرحية بالعموم.
3 ـ اطلق اسم الكوميديا على كل مسرحية تحمل طابع الضحك.
لكن الكوميديا كنوع لا بد إلا ان تعرّف من خلال معاييرها الجمالية، والتي تميزها عن الاشكالية المسرحية ما يسمى بالشعبية المضحكة، حيث من الضروري ان يحيط هذا النوع المسرحي جماليات تناقض المفهوم المأسوي، وبعيداً عن الهزل والابتذال (...)
[ الكوميديا والبحث عن المطلق
ان بحث الانسان عن المطلق أو اللامتناهي كما يقول (بلزاك)، ربما يوقعه في متناقضات مضحكة؛ قد يدرك هذه المتناقضات بعض الأدباء فتوحي لهم بتجسيدها في اعمال مسرحية أو أدبية. لقد استطاع (سارفانتس) ان يصيغ واقعاً كوميدياً غريباً ومشوقاً في مسيرة بطله الواهم في روايته الخالدة (دون كيشوت). لقد ذهب ليحقق المطلق في البطولة؛ مطلق لم يصل اليه أي من الفرسان الذين عرفهم أو تعرف على سيرتهم في الروايات التي قرأها. ولقد شهدنا في العقود الأخيرة تحويل بعض الاعمال الادبية العظيمة والخالدة الى مسرحيات كوميدية، مثل تحويل رواية (بجماليون) لبرنارد شو الى مسرحية (سيدتي الجميلة) وحولت الى فيلم سينمائي فيما بعد. وكذلك شهدنا تحويل رواية (أوليفر تويست) للكاتب الانكليزي شارلز ديكينز الى مسرحية بعنوان (اوليفر). وقس على ذلك الاقتباسات العديدة من الأدب وتحويله الى اعمال مسرحية استطاع بعض منها ان يحتل مكانته في الوجود والبقاء والخلود.
اننا عندما نفكر بالذهاب الى المسرح ومشاهدة مسرحية كوميدية سرعان ما يتبادر الى اذهاننا شكل العرض الذي سنشاهده. سنتوقع الكثير من الاضحاك بأي وسيلة ممكنة عن طريق (الاسكتشات) الموسيقية أو الغنائية الراقصة التي تدخل جميعها في اطار المنوعات ولا تتصل إلا بالهزلية الغنائية، وهي لون واحد فقط من ألوان هذا الفن وهي ليست قطعاً أرقاها، بل لقد بلغ هذا المفهوم حداً من الانتشار والتغلغل داخل أبناء الحركة المسرحية نفسها، حيث يعتبرون النجاح مقروناً بمقدار كمية الضحكات التي تثيرها كلمات أو حركات مسرحية معينة لدى الجمهور!!
وبنماء على ما سلف فقد ابتُدعت مصطلحات مسرحية غريبة عن المصطلحات النقدية والمهنية مثل (سوكسيه و إيفيه) وهاتان كلمتان انجليزيتان دخيلتان على مفهوم مدارس النقد للدراما، وتعودان لغوياً الى كلمتي: الأولى (Success) وتعني النجاح والثانية (Effect) وتعني التأثير.
[ أنماط الكوميديا
هناك أنماط عدة من الكوميديا مثل: الهجاء أو الدراما الهجائية (Satire)، التي تهاجم الأفكار والعادات والأخلاقيات والمؤسسات الاجتماعية بشكل يتسم بخفة الدم (الظرف) والسخرية أو التهكم (Sarcasm). وهناك أيضاً الهزل (Farce) الذي يتم فيه الاستهزاء بالحياة من خلال ابتكار مواقف عبثية وشخصيات مبالغ فيها.
وهناك كذلك المحاكاة الساخرة (Burlesque) التي تتضمن السخرية من الاعمال الفنية الاخرى من خلال الكاريكاتير والمحاكاة التهكمية (Parody). وهناك أيضاً الكوميديات السوداء أو القاتمة، وهي الاعمال الكوميدية ذات المذاق السيّئ التي يجد الجمهور صعوبة في تقرير ما إذا كان عليهم أن يهاجموها، أو الانصراف عنها أو الضحك عليها بشكل صاخب.
[ تاريخ أنواع الكوميديا
1 ـ الكوميديا الكلاسيكية القديمة:
وهذه الكوميديا كانت نتيجة الاحتفالات الطقوسية والتي أفرزت نصوصاً مكتوبة أهمها نصوص اليوناني أرسطو، حيث أفرزت أشكالاً شعبية. وهذه النصوص لم تقدم حدثاً متماسكاً بل كانت مقاطع أو مشاهد، وخلال تطورها صارت تأخذ ببنية ثابتة فأصبحت تتألف من مقدمة او استهلال، تؤديه شخصية واحدة على شكل مونولوج، أو شخصيتان ثانويتان على شكل حوار، ويلي ذلك الدخول وهو نشيد الجوقة ومن ثم المساجلة أو الآغون (الحوار والصراع القائم بين الأعداء والذي يمثل جوهر المسرحية).
2 ـ الكوميديا المتوسطة:
وقد ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت مواضيعها مستمدة من الأساطير والتي تفرز بالنتيجة درساً أخلاقياً أو دينياً.
3 ـ الكوميديا الجديدة:
وهذه الكوميديا رسخت في 330 290ق.م. وارتبطت بالكاتب (ميناندر) حيث أعطاها شأناً مهماً فأدخل على رواياته الكوميدية حكايا العشق والتي تتشابك في حبكة معقدة مما أعطى للمسرحية آنذاك وحدتها العضوية.
4 ـ الكوميديا الرومانية:
وقد وصلت هذه الكوميديا مع (بلاوت) 254-184ق.م. و(تيرانس) 190-159ق.م. حيث قرّبا هذا النوع من المسرح الى الواقع الروماني وأدخلا عليه عناصر جديدة مثل التنكر والحيل والغناء والرقص مما أعطى للكوميديا طابع الفرجة.
5 ـ الكوميديا في القرون الوسطى:
في هذه المرحلة انحسرت الكوميديا تقريباً ولم يبق سوى اشكال بسيطة كان يقوم به الممثلون الجوالون، وبعض الكرنفالات وعروض الحماقات، وأعياد المجانين والأخلاقيات، وكل هذا هو أنواع من الفرجة تتم في الساحات العامة والشوارع. كما ان النصوص المسرحية انحسرت في هذه الفترة باستثناء بعض المتعلمين الذين ساهموا في توسيع شكل الكوميديا في القرن السادس عشر والذين تأثروا بالحركات الانسانية التي استمدت هذه النصوص من التاريخ، حينها صنفت الكوميديا بالفن الراقي معتمدة على متانة الحبكة واللعب بالألفاظ، كما صنفت باقي الكوميديات بالهابطة والتي تعتمد على الإضحاك البصري القائم على الحركة المبتذلة مستجدية الضحك من المتفرجين.
6 ـ الكوميديا في عصر النهضة:
ظهرت هذه الكوميديات في ايطاليا في القرن السادس عشر؛ واعتبرت الكوميديا في هذه المرحلة بأرقى أنواعها ومن كتّاب تلك المرحلة: (لودوفيكو اريستو) 1474- 1533، (انجيلو روزانيه) 1502- 1542، (نيقولو ماكيافيللي) 1480 1527.
وكتبت نصوص هؤلاء بلغة رفيعة لأنهم اعتمدوا على الكتّاب الذين بحثوا في فن الشعر، فقد اعتمدت نصوصهم على الوحدات الثلاث، ومن ثم ظهرت تأثيرات المسرح الايطالي والتي وصلت الى انجلترا في العصر اليعقوبي مع (جون فيلتشر) 1579 1635. أما في فرنسا فقد تأخر ظهور الكوميديا بسبب منع العروض المسرحية في فترة الحرب الدينية، ولم تظهر كنوع خاص إلا في القرن السابع عشر مع (موليير) 1622 1673. ومن الكتّاب الذين أطلقوا على مسرحياتهم تسمية كوميديت (بيار كورناي) 1606 1684 و(جون راسين) 1639- 1699، إلا أن الضحك كان غائباً عن كتاباتهم، وهذه الكتابات لم تأخذ من الكوميديا إلا نهايتها السعيدة، وهذا ما ميزتها عن التراجيديا.
7 ـ الكوميديا الكلاسيكية:
وهي ظاهرة فرنسية اتضحت سنة 1630 بالتحديد ويرجع ذلك لظهور الاكاديميات، وظهور طبقة النبلاء وكبار البرجوازيين، وتبلورت بشكلها النهائي زمن ظهور (موليير) الذي خلق نموذجاً خاصاً من الكوميديا إذ جمع بين تأثيرات الكلاسيكية الفرنسية والتقاليد الكوميدية الشعبية التي استمدها من المسرح الجوال وأدخلها ووظفها في نصوصه بشكل لم يتقنه من أتوا بعده فكان سبباً بانحدار الكوميديا. وبعد انقضاء مرحلة موليير تجددت الكوميديا الكلاسيكية بكونها ترتبط بالواقع، فالشخصيات في هذه الكوميديات تنتمي إلى كافة طبقات الناس، ففيها الشخصية الشعبية أو البرجوازية وأحياناً شخوصها تكون من النبلاء شرط ألا تطرح المسرحية شأنهم السياسي. وعرفت هذه الكوميديات بالكلاسيكية بكونها مسرحيات ذات مسار معين فيه توتر درامي لكن نهاياتها سعيدة، والحدث فيه ذو مظهر معقد لكن تخطيه ممكن، وهذا ما يوصل إلى النهايات السعيدة.
[سيكولوجية الكوميديا بين فرويد وهنري برغسون
قام علماء النفس عبر العقود القليلة الماضية بالكثير من البحوث حول المبررات التي تجعل الناس يبتسمون ويضحكون. وعلى الرغم من وجود الكثير من المساحات الغامضة في هذه الظواهر فإنّ بعض الاجابات قد بدأت في الظهور فعلاً. ونكشف المقارنات مع الأنواع الحية الاخرى، خصوصاً القرود، أن الابتسام ليسا درجتين مختلفتين من الشيء نفسه، لكنهما ظاهرتان مشتقتان من مسارات تطورية مختلفة وربما متعارضة. فالابتسام يبدو انه قد ارتقى من ظاهرة المط العصبي الخانع للشفتين فوق الأسنان، وهو تعبير من تعبيرات الوجه يدل لدى قردة الشمبانزي على محاولة لاسترضاء قرد آخر مسيطر اجتماعياً، هنا تطبق الأسنان على بعضها البعض ومن ثم لا تكون جاهزة للعض. ولدى بني الانسان أيضاً، يعتبر الابتسام طريقة كبرى توصل من خلالها مشاعر الإذعان والافتقار للقدرة على إلحاق الأذى، وهي طريقة قد يُلجأ إليها بشكل معين لتفسير السبب الذي من أجله يكن النساء أكثر ابتساماً من الرجال. فمتابعة الصور الفوتوغرافية في الصحف اليومية يُظهر ان الرجال الذين يكون معظمهم من السياسيين ومن صفوة رجال الأعمال، غالباً ما يكونون من أصحاب الوجوه الجادة والصارمة التعبير، بينما تصور النساء في أغلب الأحوال وهن مبتسمات.
ان الضحك مختلف تماماً عن هذا، لانّ معظم المواقف المثيرة للضحك هي مواقف اجتماعية، فهي تشمل علاقات مع الآخرين، أو تتطلب على الأقل حضورهم، حتى الدغدغة هي شكل ينبغي أن يقوم به شخص آخر كي نقوم بالضحك. وهكذا، فإنه بينما قد يشتمل الضحك على عناصر من العدوان والسيطرة والخوف أو القلق، فإنّه يكون محاطاً أيضاً بشكل وثيق بأشكال التخاطب الاجتماعية المختلفة.
لقد بُحث عن مصادر الكوميديا وأحياناً تم البحث عن مصادر الضحك في الحالات السيكولوجية وفي الأساطير وفي الطقوس وفي الدراسات (الاجتماعية) التي تعتبر أن في الأدب المضحك منفعة علاجية في بعض الأحيان. إن الذي شاع منذ منتصف القرن الماضي هو أن تكون البداية من الأساس السايكولوجي للكوميديا كما بحث (سيغموند فرويد) وكما حللها نفسيا. وربما بحث (هنري برغسون) وما كتبه حول دخائل الناس، وما حذر منه (آي.سي. نايتس) في ملاحظاته حول الكوميديا، يركز على مغالطة البحث السايكولوجي في لون من ألوان الأدب، وعلى التزامه التجريد والتعميم، بخلاف عملية النقد المناسبة في متابعاتها المُرهقة للخصوصيات فيقول: إننا ما إن نربط بين الكوميديا والضحك ربطاً ثابتاً حتى نكون قد ابتعدنا عن امكانية وضع أية ملاحظة تنفع بالنقد.
أما (فرويد) فإنه يرى ان الدعابة نوعان، دعابة بريئة لا ضرر فيها. وأخرى ذات قصد أو اتجاه أو لها غاية نقصدها؛ ثم يردف مفسراً ويقول بأنّ الغاية هذه نوعان أيضاً: الهدم والكشف/ التحطيم والتعرية. والدعابة الهدامة تنطوي تحت عناوين مثل: السخرية والفضيحة والذم أو الهجاء. وتقع الدعابات التي ترمي الى التعرية تحت عناوين مثل: البذاءة والفسوق والفحشاء.
يتخذ (هنري برغسون) من سايكولوجيا الهزل اساساً لاختبار المسرح الكوميدي. يبحث في طبيعة الموقف الكوميدي كمادة لموضوع درامي، يقول (برغستون): تخيل شخوصاً معينين في موقف معين، فإذا قلبت الموقف وغيرت الأدوار، فستحصل على موقف كوميدي.. ان عقدة النذل الذي يقع ضحية نذالته، أو سقوط الغشاشين والنصابين في شر اعمالهم، تعتبر قوالب جاهزة في الكثير من المسرحيات.. في كل حالة، تشمل الفكرة الاساس قلب الأدوار وموقفاً ينقلب على رأس صاحبه أو مدبره.
[ مكونات المسرحية الكوميدية كما هو في جلّ الواقع
أولاً: الأفعال
الافعال تبنى على تشويق وإثارة وإمتاع وغموض ومفارقة لتولّد الضحك وتعرف البطل وتكشف عن حاجته التي يريد ان يحصل عليها، والهدف الذي يريد تحقيقه، من خلال مشهد جدي يكشف فيه البطل ما يريده وما يتمناه وكأنه حلم جميل مستحيل، ولكنه يتعهد أن يبذل قصارى جهده حتى يحققه ويجعله حقيقياً، يكشف ذلك سواء بين عائلته أو أصدقائه، أو حتى اعدائه ومصارعيه ومجابهيه، وهذا أجمل مما يحمل قدراً من السخرية لأنه يفصح عن شيء في غير مكانه الصحيح الطبيعي، مما يسبب له أزمات جمة يكون في جل منها اذا ما أمعن التفكير او كان يتمتع بالذكاء والفطنة، مما يولد الضحك عندما نعرف ان المجابهين له لديهم نفس الحاجة التي هو يريد الحصول عليها، وعند حصوله هو لا يحصلون عليها هم مما تحملهم على الصراع معه ومحاولة منعه ومجابهته ومعارضته وخلق الأزمات له. وغير ذلك من الأفعال التي من شأنها تفجير الفعل المضحك.

[صفات الفعل المضحك:
الفعل المضحك ليس بالقتل ولا بالموت، ولكن ما دونهما بأن يكون:
1 ـ الإصابة المباشرة المؤذية النفسية الداخلية المفزعة من الاحراج للصفات الشكلية، والتجريح الشديد للصفات الخلقية والسخرية من الصفات الأخلاقية، والاستهزاء بالصفات القيمة، والتعالي بالصفات الاجتماعية التي هو نفسه ليس أهلاً لها، والمفاخرة بالصفات الجسدية والتي هو أبعد عما يكون منها. والمعايرة بالصفات السلوكية والحط منها الى ابعد حد وهو دونها.
2 ـ الاصابة المباشرة المؤذية الجسدية الخارجية التي تحدث الألم الشديد من الكدمات والإصابات.
[كيف يُبنى الفعل المضحك؟!
1 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو لا يعرف حقيقة مَن سيقع عليه الفعل ولا يعرف حقيقته ويوقع الفعل، ولكن يكتشف بعد فوات الأوان حقيقة الصلة به. فإن ذلك أكبر باعث على الضحك النابع من المفارقة القوية.
2 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو يعرف حقيقة مَن سيقع عليه الفعل، ويتغاضى عنه، فإنّ ذلك باعث على الضحك النابع من السخرية والتورية المبطنة.
3 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو لا يعرف حقيقة من سيقع عليه الفعل، ثم يكتشف في اللحظة المناسبة حقيقة الصلة به فيكفّ عن الفعل. وذلك باعث على الضحك النابع من المفاجأة السارة الجميلة.
4 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو يعرف حقيقة مَن سيقع عليه الفعل ويفعله. فهو باعث على الضحك النابع من الهزل الجدي المقصود بغرض استلهام حقيقة ما.
5 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو يعرف حقيقة مَن يقع عليه الفعل، وهو لا يستطيع مضاهاته جسدياً ولا موازاته في المكانة الاجتماعية، ويصر على الوقيعة به، فتولد الضحك النابع من التضاد الكبير والتفاوت الشديد.
6 ـ ان يهم الفاعل بفعله وهو لا يعرف المفعول به، ولا يعرف حقيقته ويصر على الفعل، فينال منه المفعول به نيلاً كبيراً موجعاً، فيتراجع عن الفعل مجبراً محرداً منكسراً.
ثانياً: الشخصيات
[مواصفات الشخصية الرئيسة:
1 ـ أن يكون من أصحاب النفس اللوامة ومصارعوه أو منافسوه من اصحاب النفس الامارة بالسوء.
2 ـ أن يكون في البداية من التعساء الفاشلين ثم يحدث التغير ويصبح من السعداء الناجحين.
3 ـ ليس بالشكل الوسيم ولا الجميل بل العادي لا القبيح.
4 ـ عدم التناسق الكامل لا في الشكل ولا في الحركة.
5 ـ ان تجمع الشخصية بين الشيء وضده مثل اللباقة وعدم الفطنة، ضعف الذاكرة وسرعة الحركة.
ثالثاً: الفكر
نخص منه فكر الشخصية الرئيسة (البطل)، لأن هذا جل اهتمامنا ومناط تفكيرنا ومقصدنا وهدفنا، فإذا كانت الشخصية تحمل فكراً ثورياً ضد الظلم والاستبداد يصبح البطل مضحكنا وملهمنا ومعبراً عنّا، ونقدم له كمشاهدين كل الأعذار عن اخطائه التي يقع فيها عن قصد أو عن غير قصد. المهم ان يحمل فكراً يصلح أن نقتدي به أو فكراً متمرداً وغريباً يصلح أن يفجر ضحكاتنا.
رابعاً: الفكرة
قضية بسيطة أو عظيمة من شأنها أن تناقش وتكشف فساداً أو تعري حقيقة في المجتمع، أو تلقي الضوء على فساد في السلوك أو تبين تغيراً في القيم دون الدخول الى فلسفات ومواضيع تخرجنا عن حدود الملهاة، فالمقصود تقديم فكر واضح دون تعقيد.
خامساً: المكان
ما من شيء حادث في الدنيا إلا وله دلالة مكانية يقع فيه حتى ولو كان خيالياً، حتى يكون قابلاً بعضه للتصديق. فما بالنا ونحن نصنع عملاً نبتغي به مخاطبة وإقناع الناس وتسليتهم وإقناعهم.
سادسا: الزمان
الزمان من أدوات الإقناع، خاصة إذا كان من الزمن القريب أو الحالي وهو المطلوب، فالجمهور ليس معنياً على الدوام أن نناقشه ونجلسه لنمتعه بقضية غير محددة الزمان. علينا تحديد الزمان الذي يقع فيه الحدث لنخلق لدى الجمهور حالة نقدية تزداد كلما ازداد الزمان قرباً من زمانه.
[تعريف وشروط المسرحية الكوميدية
ربما من خلال هذه الركائز أسفل العنوان أكون اقتربت أكثر من موضوع البحث وهو الشروط التاريخية للكوميديا. إنها شروط من الاهمية بمكان اذا استغنينا عن بعضها فلا نستطيع ان نهمل جلها. وهي ركائز وشروط تنطبق على القصة والرواية الكوميدية أيضاً. وسأحاول أن أفرز كل عنوان على حدة وتعريفه على شكل مشهدي مرتبط بالعنوان الذي يليه:
[البداية:
هي فعل جاد ليس بالعظيم الرفيع الأمثل ولا هو الوضيع المستقبح، مباشر ومستبطن، ومؤثر مشوق مثير ممتع بديع وجذاب، به وضوح الفكر، وبساطة في الفكرة، وافتعال في الأداء وخلل في الحركة، لحدث مفزع مضحك، لكنه ليس مؤذياً لأعيننا، ولا صادماً لمشاعرنا، ولا جارحاً لكبريائنا، ولا ممتهناً لكرامتنا، ولا منتقصاً من ذكائنا، ولا ساخراً من فطنتنا وفطرتنا؛ ليمتعنا ويسلينا ويسرنا ويضحكنا، ويشعرنا بالغبطة والسعادة، دون تهكم ولا فجاجة. وتكون البداية فعلاً تاماً وكاملاً، يقوم به شخص عظيم، لا يتمتع بالذكاء الحاد ولا هو بالغباء التام، بمكانة سامقة عالية رفيعة لا هو بالوضيع التافه، لكنه بخلق رفيع سام غير متدن ومترد في البشاعة، بفكر أقل من المستوى العام لما نحن عليه معظم الناس. له حاجة صغيرة يريد الحصول عليها مع انها في الأصل كبيرة وعظيمة وهو لا يدري ولا يعي ذلك، يريد الحصول على الكبيرة وهو ليس أهلاً للصغيرة، والعكس صحيح سواء للشخص أو للحاجة، والحاجة الصغيرة لشخص عظيم تخلق مفارقات عدة، والكبيرة لشخص متواضع تخلق المفارقات نفسها، والتضاد ما بين ما يستطيع فعله وما لديه من أدوات يتهكم بها، وما بين نقص تفكيره الذي لا يسعفه؛ لتخلق سخرية بلغة فصيحة نثرية بسيطة جميلة سلسة، تعتمد على التورية والتطابق والسخرية والتهكم والعجرفة والتجميل والجناس التام، مولدة للضحك، وهدف بريء يريد تحقيقه، بفكرة بسيطة متواضعة لينبهنا ويحذرنا من قضية ما كبيرة جليلة، بها من الوجاهة والعظمة ما بها، ليؤدي غرضاً نبيلاً من غير قصد فكرة جميلة يستوحيها من فساد المجتمع، يعريها ويكشفها من دون ان يدري، وهو المسؤول الاول عنها فيعري نفسه ويكشفها، وتحلل له دون خجل وتقدم له الحلول من دونه، لكنه السلطة الذي بيده القرار ويكون الابتلاء (...)
[العقدة:
عقدة مستحكمة كبرى، وليس أمامه أي اختيار غير الصبر والتضرع واللجوء إلى المجهول حتى يفتح له طريقاً أو يسبب له سبباً ليعاود المجابهة للحصول على حاجته وهدفه الذي توقف تماماً. الذي يستطيع مساعدة سيده وهو يعرفه تمام المعرفة، فقد حدث له نفس مشكلة سيده وقد حلها له بسهولة ويسر، ولغبائه أو نسيانه لا يتذكره. فهل له ولعامله من مخرج وهو على هذه الحالة؟!! انه تعقيد تام كامل.
[الانفراجة:
حيث يقع حادث قريب منه جداً يكون سبباً في أول بارقة أمل تجول أمامه، فيستغله بجاهه وسلطانه ويفرض العون والمساعدة بتكبر وغطرسة وتحدث المفارقة من ان الحل ليس بيد تابعه المقرب له، بل بيد شخص آخر، يتملكه أكثر من المقرب له وللمفارقة العجيبة الجميلة التي تسعده وتحل له عقدته، من ان هذا الشخص المتواضع تحت امرته وتصرفه، ويحتاج إليه، وهو من الحتمي لن يمانع على الاطلاق أن يلبي طلبه بل يأتيه يجري، فيطلب منه صاغراً مجبراً مبتلعاً كبرياءه، لا ليأتيه بمن يعرف، على ان يأتيه بالحل يأتيه فقط بما يحتاجه، ويسرع تابعه وباستعطاف واحترام واعزاز واجلال يطلب مساعدته، من أجل تابعين مثله يعملون عند سيده، وهو يريد أن يخلصهم من العناء والألم والمعاناة التي لا يستحقونها، لأن سيدهم يعكس ما هو فيه عليهم، مع ان ما حدث ليس منهم ولا من ذنبهم، ولا بسببهم، فلا يبخل عليهم. وبها تنفرج عقدته وينصلح حاله ويحصل على حاجته ويهدأ باله، بأن يعود يتلمس طريقه نحو هدفه الذي لم يحققه بعد، وانه لا يستطيع تحقيقه بمفرده ولا يسعفه تفكيره. فيضطر اضطراراً ويقبل أن يتعرف على الشخص المتواضع العالم العليم الذي استطاع بعلمه أن يلبّي طلبه ويسهل له الحصول على حاجته من دون أن يطلب أجراً، ولم يطمع في ثواب، وهو المعوز المعدوم الذي في أوج الحاجة إلى أي معاون، فما بالك وهو الذي أسدى له معروفاً، فيحتاج ليتعرف عليه(...)
[ النهاية:
ويساعده الأضعف جل المساعدة، وبه يتغلب على كل الصعاب، ويحقق هدفه وتتحقق له ولمَن ساعده السعادة والهناء والتفوق والانتصار؛ فنشعر بالطمأنينة والسعادة والابتهاج والفرح من أن واحداً مثلنا أو أقل منّا احتاج إليه مَن هو أعلى منّا في المكانة الاجتماعية وأغنى منّا وأقوى بجاهه وسلطانه وهيلمانه، ولكن مَن ساعده وكان سبباً في سعادته وتحقيق هدفه واحد أقل منّا في المكانة وغيرها، وهذا يطهرنا من مخاوفنا وأحقادنا، ويكشف لنا عن مكنون قوتنا وعزنا وفخرنا نحن المعدمون المقهورون، بأن التكامل والعوز والحاجة مفروضة ومتبادلة، ما بين الأغنياء والفقراء، ما بين الأقوياء والضعفاء، ما بين الحاكم والمحكوم، ولذا تشعرنا بالسعادة والرضى والقناعة، وتشفي صدورنا من الأحزان، وتطهر قلوبنا من الأحقاد، وتنزع من أفئدتنا الغل والغيظ والحسد والكره والبغضاء، وهو علاج نفسي كبير.

[ قُدمت هذه الورقة في مهرجان المسرح الاردني السابع عشر
[ المراجع:
1 ـ الضحك لهنري برغسون، ترجمة د. علي مقلد المؤسسة الجامعية لدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الاولى 1987.
2 ـ الملهاة الإنسانية والبحث عن المطلق لبلزاك، ترجمة ميشيل خوري، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 1995.
3 ـ الكوميديا والتراجيديا لمولوين مرشت وكليفورد ليتش، ترجمة د. علي احمد محمود العدد 18 من سلسلة عالم المعرفة 1979 الكويت.
4 ـ فن الكوميديا، د. محمد عناني، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1988.
5 ـ سيكولوجية فنون الأداء، لجلين ويلسون، ترجمة د. شاكر عبدالحميد، العدد 258 من سلسل عالم المعرفة 2000 الكويت.
6 ـ اهمية التمحيص لـ(أي.سي. نايتس) سلسل منشورات (بنجوين) لندن 1964.
7 ـ عدد من المذكرات الاكاديمية والأبحاث المتنوعة والندوات، لأساتذة وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية في دولة الكويت.

علي فريج - المستقبل - لبنان
تابع القراءة→

الأربعاء، أغسطس 01، 2012

عرض مسرحية "أرطميس مع الغزال".في موسكو

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أغسطس 01, 2012  | 1 تعليق

مسرحية "أرطميس مع الغزال"

عرضت في موسكو مسرحية "أرطميس مع الغزال".تكريما لذكرى الكاتب الروسي المسرحي فاديم ليفانوف قدمت فرقة مسرح "31" عرضها المقتبس عن دراما الكاتب بعنوان "أرطميس مع الغزال".
تعيد هذه المسرحية التي اخرجتها المديرة الفنية للمسرح أوكسانا غلازونوفا، إلى الأذهان فترة التاريخ الروسي التي يطلق عليها "التسعينيات المجنونة"، حين تفكك الاتحاد السوفيتي وظهرت فئة من "الروس الجدد" وشهد المجتمع نمو الجريمة وانتشار القيم الغربية. مسرحية "أرطميس مع الغزال" ترسم صورة مبالغة وساخرة لتلك السنوات التي شق فيها البعض طريقه في الحياة، بينما وجد البعض الآخر نفسه على هامش المجتمع.

روسيا اليوم
تابع القراءة→

الثلاثاء، يوليو 31، 2012

صدور كتاب "المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد" تأليف أحمد شرجي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, يوليو 31, 2012  | لا يوجد تعليقات


مُساهمة

صدور كتاب "المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد" تأليف أحمد شرجي



صدر  في بغداد كتاب "المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد "، تأليف الفنان والناقد المسرحي  أحمد شرجي، عن مكتبة عدنان للنشر والتوزيع , وقام بالمراجعة والتقديم الاكاديمي تيسير الآلوسي. ويقع كتاب “المسرح العربي من الإستعارة الى التقليد” في 220 صفحة ، ويتضمن ثلاثة فصول تسبقها دراسة منفصلة عنونها الكاتب بـ” الرمزية والمسرح الإصلاحي” وهي دراسة جادة للفنان احمد شرجي يحاول فيها الخروج بتنظيرات مستمدة من تجربته العراقية والعربية (في المغرب) والعالمية (في الدانمارك) :” ذهب الرمزيون بطروحاتهم الى ذلك العمق من أجل إستفزاز المخيلة واقلاقها ، أعلنوا عن رفضهم لكل الجهوزية التي تتناول الواقع باستنساخ وتاتي به الى المسرح، لان هذه ليست مهمة الأدب والفنون ، بل مهمته، هي مهمة أخرى، تكمن في إثارة الأسئلة واستفزاز المخيلة والتحليق بالخيال ، والابهار بهذا التحليق الذي يسعى لتطوير الذائقة والحس الفني تناول أحمد شرجي في الباب الثالث من الفصل الثاني” الحكاية والاغنية الشعبية عند يوسف العاني ” متناولا بالدراسة مجموعة من مسرحيات يوسف العاني مثل :راس الشليلة 1951، فلوس الدواء1952 ، ستة دراهم 1954،اني امك ياشاكر 1955، ومسرحية المفتاح. الجهد القيم الذي حققه شرجي جدير بالاهتمام ، وقد اشار الى هذا الجهد تيسير الالوسي في المقدمة التي خص بها الكتاب .
ومما جاء في الكتاب : قراءة في الإخراج والتنظير في المسرح العربي
لم تتعرف المنطقة العربية على المخرج كوظيفة مستقلة في عملية صنع العرض المسرحي مبكرا، بل كانت تردد الخطوات التي سار عليها المسرح الاوربي في بداياته، رغم وصول المسرح الى المنطقة العربية بعد ارهاصات كثيرة على الساحة المسرحية الاوربية، واذا تتبعنا التاريخ فأننا سنجد،بعد ان تخلص المسرح الاوربي من مخاضات الطبيعية والواقعية في القرن التاسع عشر،وبدأ الدخول في لعبة الاتجاهات المسرحية، ثم جاءت بدايات الاعلان عن الرمزية وسحرها،وضرورة الابتعاد عن كل ما يقوض المخيلة ويساهم في ضمورها، وتخليص العرض المسرحي من الايقونات الطبيعية والواقعية،السعي للخلاص من استنساخ الواقع ونقله الى الخشبة بشكل فوتغرافي،بل البحث عن عوالم داخلية، حاولت طروحات الطبيعيين والواقعيين قتلها. ثورة الرمزيزن وان بدأت ادبية، واستفاد منها المسرح بشكل كبير من خلال طروحات ادولف ابيا وكوردن كريك، اللذان قادا ثورة اصلاحية شاملة على مجمل عناصر العرض المسرحي.
عرفت المنطقة العربية المسرح عن طريق مارون النقاش عام 1848، وبعد ان نقل لنا ما شاهده في رحلاته الى اوربا وبالتحديد الى ايطاليا بغرض التجارة، وايضا مارون النقاش، سعى لاقتباس النصوص الاوربية وتقديمها، وما يهمنا في ذلك هو المخرج وليس الاخراج،هل كانت خطوات مارون النقاش ومن بعده يعقوب صنوع وابو خليل القباني، اخراجية ذات رؤية،تنطلق من النص وبعيد عن نقل النص الادبي على خشبة المسرح؟ بالتاكيد لا، بأعتبار ان المسرح لازال وافد غريب على المنطقة، ولهذا كانت اغلب العروض تتم وفق التنظيم والترتيب، وهذا ايضا كان معروفا بالمسرح الاوربي قبل المخرج الاول الدوق سايكس ممنكن، فاننا نجد المدراء الفنيون او الممثل الرئيس بالفرقة او المنتجون، هم من يقومون بصنع العرض المسرحي، وهذا ليس مثلبا اذا عرفنا بان ستانسلافسكي ومايرهولد وغيرهم هم بالاساس مدراء فنيون لفرقهم، حتى جاءت كتابات اندريه انطوان باعلان عن وظيفة المخرج، كوظيفة مستقلة عن بقية عناصر الانتاج المسرحي. بعد كل فترة التقليد والاقتابس سعى مارون النقاش لايجاد خصوصية في تقديم اعماله المسرحية، لعله يبتعد عن تاثيرات الثقافة والمسرح الاوربية، (فإنه لجأ في اخر مسرحياته ” ابو الحسن المغفل “الى التراث العربي ممثلا في حكايات “الف ليلة وليلة” ومثله فعل الرائد الثاني ابو خليل القباني مضيفا الى حكايات “الليالي” عناصر تراثية اخرى كرقص السماح والموشحات الاندلسية) (1) . تلك المحاولات نلتمس فيها الكثير من شخصية المخرج رغم فقرها، لكن الاهم في كل ذلك، هناك عقلية فنية بدات تتلمس طريقة اشتغال بعيدة عن التاثيرات الاوريية، لكن للاسف الشديد لم تتراكم التجارب بعدها، وبالتالي يكون هناك شكل مسرحي اخر (قد) تتميز به المنطقة العربية، و(قد) يكون للاستعمارات المتكررة للمنطقة العربية الحؤول دون ذلك، كون اغلب ما كان يقدم من اعمال هو مناهض للاستعمار ويتخذ خطابه المسرحي خطاب المباشرة، والنبرة الخطابية، لكننا نتلمس الحضور القوي لشخصية المخرج والاشتغالات الإخراجية في المنطقة العربية في الخمسينات من القرن الماضي، ويعزوه بعض الباحثين، باعتباره عملية ابداعية في المسرح الحديث الى عوامل عدة منها (عودة جيل من المخرجيين بعد الخمسينات من اوربا وامريكا وروسيا حيث تاثروا بالتيارات السائدة فيها وبتيار الحداثة، وعلى الاخص ستانسلافسكي وارتو وكريك وبريشت…. ). (2) ينتمي ابناء هذا الجيل الى مختلف البلدان العربية، حاول البعض نسخ تلك التاثيرات وتقديمها على مسارح بلدانهم، والبعض حاول الانفلات من شكل العرض الاوربي، وذهب للاشتغال في منطقة التراث والموروث العربي، وتوظيفها في عرضه المسرحي. لكن من الجدير ذكره بان هناك محاولات جادة في ايجاد خصوصية مسرحية عربية، قبل العمل على الإخراج كونه عملية ابداعية مستقلة وهذا كان في الثلاثينيات والاربعينيات، وكانت هذه الخصوصية تحاول للمشروع المسرحي العربي بالابتعاد عن ما ياينتجه الغرب واوربا مسرحيا، بل محاولة البحث على شكل مسرحي مغاير، ينطلق من المظاهر الاجتماعية في البلد وايضا على مستوى الاشتغال، لكن اغلب تلك الاطروحات كانت تصدرمن مؤلفين مسرحين، بمعنى انها تنطلق من فكر ومخيلة الكاتب الروائي او المسرحي، وليس المخرجين، وهنا نذكر كتابات توفيق الحكيم في (قالبنا المسرحي) و يوسف ادريس في (نحو مسرح مصري) ومن ثم (نحو مسرح عربي)، وبعدهما بيانات سعدالله ونوس، بالمقابل كان هناك اشتغلات لمخرجين بدأت من الخمسينيات، يبحث عن شكل مسرحي اخر او بديل. سنحاول التعرف على بعض التجارب المسرحية في المنطقة العربية، التي انطلقت من الورق(كتابة نظرية) لمحاولة ايجاد خصوصية مسرحية على مستوى الشكل المسرحي، وايضا لمحاولة المخرجين ايجاد اساليب مسرحية خالصة، كون (ان الاسلوب الخاص وليس الاسلوب السائد هو ما يجب ان يقدمه المخرج في كل مسرحية. . . . . ) ، وهل هناك تجربة مسرحية عربية ذات خصوصية،ان كان على مستوى الاخراج، اوالشكل المسرحي، هل كانت اشتغلات المنظرين والمخرجين، نتاج للمخيلة الواعية،التي تسعى للبحث عن سمات بقائها، بعيدا عن ما تنتجه الثقافة الغربية؟ ام انها تجربة تدوين لما تنتجه اوربا ثقافيا ومسرحيا؟

البوابة العراقية - بغداد
تابع القراءة→

الجمعة، يوليو 27، 2012

المسرح العراقي وضرورة تفعيل المشاركة في المهرجانات المسرحية / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, يوليو 27, 2012  | لا يوجد تعليقات

        المسرح العراقي وضرورة تفعيل المشاركة في المهرجانات المسرحية
        
             محسن النصار
المسرح الوطني العراقي

يجب على الدولة الأهتمام بالمسرح كواجهة حضارية لتجاوز كل ما مر به المسرح العراقي من أزمات، ولكي يتاح له القيام بدوره الثقافي في هذه المرحلة الدقيقة، يجب تفعيل المشاركة في المهرجانات المسرحية من أجل النهوض بالفن المسرحي العراقي على جميع المستويات , لتكوين رؤية شاملة في رقي وتطور المسرح كونه ثقافة مؤثرة في المجتمعات الأنسانية الحديثة وبما أن دائرة السينما والمسرح هي المؤسسة التى تعنى بمجال المسرح وهو مجال حيوى فيقع على عاتق هذه المؤسسة محاولات النهوض وتطويركافة التجارب المسرحية وبأختلاف منهجيتها وتباين أطروحاتها الفكرية والفلسفية , فالمسرح يناط به عرض ونقد المجتمع بجانب تطويره. وعلى عاتق هذه المؤسسة رعاية منتسبيها من كافة النواحي وتنظيم خطة علمية مدروسة لعمل العروض المسرحية وعلى هذا يكون تقيم التجارب المسرحية وادائها على مستوى النجاح او الفشل تقوم قياسا على الحداثة في العروض المسرحية وبما تحمله من أفكار ورسائل ومضامين واهداف لواقع المجتمع العراقي والعربي والعالمي فالمسرح العراقي يتمتع بقدرات ومواهب فنية لايستهان بها, فيجب النهوض بالمسرح العراقي من خلال اقتراح وتعديل وتفعيل القوانين واللوائح المنظمةللثقافة الإبداع ، وحماية حرية الإبداع والفكر بشكل عام، وفى مجالات المسرح بشكل خاص، ووضع خطة لتوفير وتطوير الفضاءات المسرحية بشكل خاص ، والعمل على تطوير النظم الإدارية وقدرات الفنيين والإداريين العاملين بالمجال المسرحي، وتطهيرها من المفسدين ، وتنمية الإبداع والمبدع وحفظ حقوقه على كافة الأصعدة، وإعادة تنظيم العلاقة بين المسرح العراقي والمنظمات الدولية والعربية الداعمة له كالهيئة العربية للمسرح ، وضع آليات وقواعد مدروسة لخطة مستقبلية والتي يجب أن يفعل بها الأنتاج المسرحي السنوي والشهري ولتفعيل خطة الأنتاج هذه يجب تهيئتها للمشاركات مع كافة المؤسسات والهيئات والكيانات المعنية بالفن المسرحي في العالم والسعى للتواصل مع كافة هذه المؤسسات المسرحية من خلال المشاركة الفاعلة في المهرجانات المسرحية التي تقيمها،
ولأن المسرح حق ثقافي وفني مؤثر فيجب على وزارة الثقافة أن تعتمد التأسيس والتخطيط الأستراتيجى برؤى واعية وان تلتزم بنظام تتوازن فية الجوانب الفنية والمهنية والمالية والادارية وصولا الى بلورة الأنتاج المسرحي والفني الذى يمثل مساهمة من الدولة في دعم المؤسسات الغير رسمية كالفرق المسرحية الأهلية مع وضع فى الاعتبارالمقومات المتاحة لها والتى تتمتع بها من خلال تنمية قدراتها من النواحي الفنية وأيجاد موارد مالية لها وأهتمام وخدمات اعلامية , لغرض تكافؤ الفرص بين المسرح الذي تدعمة الدولة المقترن بالمؤسسات التابعة لها , وبين الفرق المسرحية الأهلية الغير مرتبطة بمؤسسات الدولة, للسير معاً، ولتحقيق العدالة التي لها معادلها المسرحي على خشبات المسارح، والتي تتحقق أساساً وانطلاقاً من تفعيل المشاركات المسرحية الخارجية تفعيلاعادلاً، وتعرف على أساس التجربة الواعية في حركة المسرح وتكمن في أفكارها وفلسفتها التي تهئ لجو نفسي وذهني، وعليه فإن نجاح أية مشاركة مسرحية رهين بأن يكون العرض المسرحي الناجح في المكان المناسب، وأن يوجد في المهرجان المسرحي الملائم ، وأن يقول الرؤى المسرحية المناسبة، وأن يفعل الفعل المؤثرمن خلال تقوية الروح المسرحية الأبداعية لأن المسرح فعل ابداعي ، ولأنه أساساً ظاهرة ابداعية . ونعرف أن المسرح يزداد اهمية وتأثيرا في المجتمعات المتطورة , فقد كان تطوره مرتبطاً بمدى ازدهار الثقافة والفنون في أي مجتمع.
ولتأكيد أهمية المسرح العراقي ، وبحيث يكون مسرحا منفتحا على المسارح الأخرى، ويكون مدخلاًمؤثرا وأساسياً بنزعته الإنسانية الراقية ، وبحسه الجمالي والاجتماعي وبتجربته الأبداعية ، وبأخلاقه النبيلة ، سيكون متألقا ومبدعا ويحقق نتائج مستقبلية طيبة في المسرح على المستوى العربي والعالمي .                           
تابع القراءة→

الخميس، يوليو 26، 2012

مسرح الطفل و فعله المؤثر / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, يوليو 26, 2012  | لا يوجد تعليقات

مسرح الطفل و فعله المؤثر / محسن النصار

مسرح الطفل وهو ذلك المسرح الذي يساهم في تقديم مجموعة من الأفكار والمواقف والأحداث ، التي تنمي الذوق الجمالي والفكري والثقافي لدى الأطفال واليافعين ويساهم في تغيير توجهاتهم الفكرية والثقافية والأجتماعية لدوره العميق في الاهتمام بالاطفال وبخاصة في مرحلة رياض الأطفال والدراسة الابتدائية والمتوسطة ومسرح الطفل له فعله المؤثر في تلقف قابليات الطفل، وابراز قدراته الذهنية وتنمية ثقافته في عالم رحب جميل وفضاءات شاسعة للطفل كما يلعب هذا المسرح دوراً اساسياً ومهماً في تطوير ذائقة الطفل في أكتشاف عوالم جديدة ، حيث اصبح وسيلة فعالة للتعليم والتثقيف وغرس القيم الاخلاقية والاجتماعية والوطنية والانسانية الفاضلة ، وتنمية المهارات الفنية واللغوية ، وصار يستخدم العرض المسرحي بوصفه اداة فاعلة في نشر روح التعاون والعمل الجماعي والتسامح والمحبة بين الأطفال وليس فقط من باب التسلية والترفيه وجلب الفرحة لقلوب الأطفال فحسب بحيث تكون المسرحية مستقاة من القصص والاساطير المحببة للأطفال ،و التأريخ ، والحياة اليومية .
ولان العرض المسرحي وسيلة تعتمد على اشتغال حاستي البصر والسمع ، وتشد الانتباه لمتابعة الحوار والحركات ، فهي تعد وسيطاً جيداً في نقل ادب الاطفال بطريقة واضحة وهادفة ، فالمسرحية التي يتدرب عليها الأطفال ويؤدون أدوارها يصغون أليها بوصفهم مشاهدين تعد أسلوباً ناجحاً للتعليم والتربية ، ان اعتماد مسرح الأطفال وسيلة تعليمية يمكن ان يحقق مجموعة من الوظائف الأساسية التي لها دور كبير في التأثير بالأطفال فعندما يناول العرض المسرحي أستلهام التاريخ ، والتراث ، وتجسيد ما نستلهمه في مواقف واحداث ، ومواضيع ، ودلالات بهدف تقريبها من ذهن الأطفال حتى يستطيعوا فهمها ، ويتصوروها ويتلمسوا المغزى والعبر منها, فيضيف العرض المسرحي للأطفال الكثير من المعارف والخبرات ، وتفاصيل الحياة اليومية وتقاليد المجتمع وعاداته ، كما يزوده بالكثير من القيم الاخلاقية : كالتعاون والنظام والانضباط والصدق وضبط الانفعالات والاحترام المتبادل وحب العمل والصبر والمثابرة وحسن التخطيط والاعتماد على النفس وتقدير قيمة الوقت , بحيث يكشف مسرح الطفل عن المواهب الفنية ، ويعمل على تنميتها وتطويرها نحو التذوق الجمالي ، والحس النقدي تجاه الاعمال التي يسهم في تنفيذها الأطفال ، او تلك التي يشاهدونها من خلال العرض المسرحي و يمنح الأطفال الجرأة الأدبية ، وقدرة في الألقاء والتعبير ، وتماسكاً قويا عند مواجهة الجمهور ، مما يزيد من ثقته بنفسه ويحسن من صورة الذات لديه ويسهم مسرح الطفل في التحرر من الكثير من الانفعالات الضارة مثل : الخجل وعيوب النطق والانطواء والاكتئاب ، بما يقدمه من فرصٍ للأطفال بمواجهة الجمهور ومتابعة ومشاهدة العرض المسرحي فيقوم الأطفال بأعادة بناء الثقة بالنفس نحو التوسع في مداركهم وخيالهم ويسهم مسرح الطفل في إلمام الاطفال بالمسرح وتقنياته مثل : الأزياء المختلفة بحسب اختلاف الزمان والمكان ، والإكسسوارات و الماكياج والإضاءة والمؤثرات الصوتية .
ويجب أن تكون مسرحيات الأطفال مناسبة مع أعمار الأطفال حتى تكون مؤثره ، وينصح ان تكون المسرحيات للأعمار من " 3- 5 " بسيطة وواضحة ومشوقة ، تكثر فيها الحركات أكثر من الكلام ، ويهتم العرض المسرحي فيها بالأزياء لأهميتها في اثارة انتباه الأطفال ، وتعتمد على الحقائق المحسوسة اكثر من الخيال والحقائق المجردة . اما مسرحيات الأطفال للأعمار من "6 – 8 " يجب ان تكون واضحة ومبسطة ، وتتضمن بعض الأفكار الخيالية الحرة مع نوع من المغامرات التي تؤدي في نتائجها الى توجيه تربوي مُحّمل بالمواقف الاجتماعية التي تسهم في بناء شخصية الطفل اجتماعياً . ومسرحيات الأطفال للأعمار من"9 – 12" يجب ان تكون اكثر واقعية وتتضمن صوراً من البطولة والمغامرة التي تدور اعمالها في اطار القيم الاجتماعية والتربوية والأخلاقية ، مع التأكيد على التطلعات المستقبلية والعلمية والثقافية ، والأفكار والطروحات ذات القيم النبيلة .
ويجب على المخرج المسرحي لعروض الطفال , أختيار الأطفال الذين تتفق خصائصهم الجسمية والنفسية وميولهم مع الادوار المرسومة للمسرحية ، والتأكد من حماسهم للعمل ، على ان تترك لهم حرية ابداء الاراء والمقترحات ومناقشتها مهما كانت غريبة او غير ممكنة التنفيذ ، وعلى مخرج العرض ان يكون متمتعاً بالصبر والقدرة على التحمل وادارة التمرين المسرحي بهدوء مع الأطفال عند ابداء مقترحاتهم .
ويجب في مسرح الطفل أن يراعى طول المسرحية بحيث يكون مناسبا للأطفال بحيث يحقق اهدافهم ويشد انتباه الأطفال دون الشعور بالملل , ويراعى في النص المسرحي ان يكون الحوار سهلاً معداً بأسلوب واضح وشيق وبناء بحيث تؤدي كل جملة او حركة الى تطور الاحداث لتصل المسرحية الى اهدافها , وان تكون اللغة سليمة ومبسطة ، ومتوافقة مع الحركة التي يؤديها الأطفال , وتكون بداية المسرحية مشوقة وتشد الأطفال ، ويفضل ان تتخللها روح الفكاهة ، وان تكون خاتمتها سعيدة ومفرحة حتى تكون مؤثرة.

تابع القراءة→

الأحد، يوليو 22، 2012

صدور كتاب " مختارات من الادب الروسي المعاصر والحديث"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 22, 2012  | 1 تعليق

صدور كتاب " مختارات من الادب الروسي المعاصر والحديث"



صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرا كتاب" مختارات من الادب الروسي المعاصر والحديث" الذي يشكل اسهاما بارزا في تعريف القارئ العربي ببعض المؤلفين الروس المعاصرين واتجاهات الادب في روسيا في المرحلة بعد السوفيتية. فالقارئ العربي يعرف جوجول وتولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف وجوركي وغيرهم من عمالقة الادب الواقعي الروسي،الذين خرجوا جميعا من "معطف"جوجول، لكنه لا يعرف شيئا عن ادباء روسيا الجدد. ويشير د.اشرف الصباغ الذي ترجم مجموعة الاعمال الادبية من اللغة الروسية مباشرة في مقدمة الكتاب الى ان الواقعية الروسية تعرضت لشتى انواع النفي والتشويش والتضليل خلال السنوات الاخيرة ، ومن داخل روسيا نفسها ، ما يجعلنا لا ننساق كثيرا وراء الذين يفضلون اتهام الغرب بمعاداة روسيا ، والابتعاد تماما عمن الاحكام الجاهزة التي تبدو في جوهرها سطحية. ففي روسيا القيصرية كانت هناك الواقعية الروسية والى جانبها مجموعة هامة من الاتجاهات مثل الطليعية والشكلية والحداثة ، وفي روسيا كانت هناك الى جانب الواقعية الروسية الواقعية الاشتراكية التي اصبحت ايديولوجية النظام وتوجها عاما له ، الى جانب العديد من النزعات والتيارات الاخرى.ولكن اذا نظرنا بعمق سنكتشف بكل بساطة ان مجمل النزعات والتيارات الموجودة في الارض الروسية خرجت بشكل او آخر من رحم الواقعية الروسية. ولدى تحديد ملامح الادب الجديد في روسيا يشير الصباغ الى ان الادب الروسي اصبح يتحرك على مستوى الاجناس الادبية وليس على مستوى " الاتجاهات". ويظهر الكتاب المختلفون تماما بل والمتناقضون مع بعضهم البعض بمظهر اصحاب " الاجناس المتجاورة" على نحو فجائي حيث يتلاقون ويتقاطعون. فأندريه بيتوف على سبيل المثال يكتب القصة المحزنة " الحياة بدوننا" بينما يكتب اناتولي ريباكوف " رواية – مذكرات" المليئة بالحيوية. اما اناستاسيا جوستيفا فالنص لديها مونولوج داخلي متواصل للبطلة/المؤلفة. ويشير المترجم الى سبب اختياره لمجموعة القصص المنشورة بالذات فيلفت الانتباه الى تنوع اجيال هؤلاء الكتاب فأن فالنتين راسبوتين أكبرهم سنا (1937) واصغرهم سنا مارينا فيشنيفتسكايا( من مواليد السبعينيات من القرن العشرين) وهي شاعرة وروائية سطع نجمها في التسعينيات. اما فكتور يروفييف وفيتشيسلاف بتسوخ ويفغيني بوبوف فقد ظهروا ضمن جيل الثمانينات مع فكتور بيليفين(1962) وتاتيانا تولستايا(1951). وتتضمن المجموعة قصة "التيوس" لفكتور يروفييف و" الانذار الداخلي" و" المصباح الازرق" و" انطولوجيا الطفولة" لفيكتور بيليفين و"زوجة فرعون" لفيتشيسلاف بيتسوخ و" كيف التهما الديك" ليفغيني بوبوف و" الشاعر والموحية" لتاتيانا تولستايا و"على لسانه" لمارينا فيشنيفتسكايا و"العجوز " و"ناتاشا" لفالنتين راسبوتين.

روسيا اليوم
تابع القراءة→

الأحد، يوليو 15، 2012

صدور كتاب "هنريك إبسن سيرة حياة " تأليف ستاين ايريك لوند وترجمة زكية خيرهم

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 15, 2012  | 2 تعليقات

صدور كتاب "هنريك إبسن سيرة حياة  " تأليف ستاين ايريك لوند وترجمة زكية خيرهم 
                              
                   حسن توفيق


صدر عن مكتبة جزيرة الورد في القاهرة، سيرة ذاتية للكاتب العالمي هنريك ابسن. تأليف الكاتب ستاين ايريك لوند ، ترجمة الكاتبة زكية خيرهم، تقديم الشاعر الكبير حسن توفيق.
هنريك إبسن يتجدد ويتجسد

في هذا الكتاب الذي بين أيدينا يتجدد هنريك إبسن ويتجسد، وكأنه قد هرب من زمانه الذي عاش فيه، لكي يتنقل ويتجول بين أبناء هذا الزمان، فقد استطاع المؤلف النرويجي ستاين إريك لوند أن يرسم بقلمه لوحات متناسقة ومتكاملة، تمتزج فيها حياة رائد المسرح العظيم إبسن مع أعماله المسرحية المتنوعة التي أبدعها خلال ما قدر له أن يحيا من سنوات، وأنا لا أعرف الكثير عن المؤلف النرويجي، لكني أعرف أنه قد ولد في العاصمة أوسلو، وحصل على الماجستير من جامعة أوسلو، وهو يعمل أستاذا منذ سنة 1980وقد نشر ستة عشر كتابا،أغلبها للاطفال وللشباب، وله كتابات أدبية متنوعة، حيث كتب مسرحية، ومجموعة من كلمات الأغاني وعدة قصص قصيرة،هذا إلى جانب مجموعة من القصائد، وهذا ما أهل ستاين إريك لوند لأن يحصد عددا من الجوائز،منها جائزة براغ سنة 1988وجائزة من وزارة الثقافة النرويجية في مجال أدب الأطفال سنة 1999 وفي سنة 2004حصل على جائزة فيستفولد للأدب النرويجي، كما حصل على جائزة من وزارة الثقافة لأدب الأطفال سنة2009.
أما زكية خيرهم الشنقيطي - مترجمة هذا الكتاب، فإني أعترف بأني – في بداية الأمر - لم أكن أعرف عنها سوى أنها كاتبة مغربية، هجرت وطنها طواعية واختيارا، أو هاجرت منه اضطرارا، وفي الحالتين فإنها أصبحت إنسانة مغتربة في الغرب، وبالتحديد في النرويج، وهكذا قدر لها أو شاءت لنفسها أن تبتعد عن الشمس الدافئة المدفئة، لكي تواجه ثلوج القطب الشمالي !
فيما بعد، سألت نفسي : كيف استطاعت زكية خيرهم أن تتأقلم مع مجتمع غريب تماما عليها ؟ كيف تمكنت من أن تندمج مع أناس لا يتكلمون لغتها العربية، وليست لديهم صورة واضحة الملامح عن الإسلام الذي تعتنقه هذه الكاتبة المغربية ؟ أي جهد جهيد قد بذلته إلى أن استطاعت أن تتعلم اللغة النرويجية ؟ وأي شعور بالثقة قد غمرها حين بدأت تترجم العديد من المقالات والكتب الأدبية من النرويجية التي تعلمتها إلى لغتها العربية، من خلال أسلوب عربي فصيح ومبين ؟
تذكرت مقولة سقراط الشهيرة والجميلة : تكلم حتى أراك، وقد بادرت زكية خيرهم بالكلام فاستطعت أن أراها، بعد أن تلقيت منها بعض إبداعاتها الأدبية، متمثلة في مجموعة قصصية بعنوان الأجانب في بلاد الفايكنج، ورواية طويلة جريئة بعنوان نهاية سري الخطير، ومن البديهي أو المنطقي أن تكتب الكاتبة عمليها الأدبيين في أوسلو عاصمة النرويج، لكن صدورهما لابد أن يكون عن طريق إحدى دور النشر العربية، وهذا ما كان وما تحقق !
دون حاجة مني لإجراء مكالمات مسموعة أو مرئية، تكفلت المجموعة القصصية الأجانب في بلاد الفايكنج بأن تجيب على الكثير من الأسئلة التي كنت قد طرحتها على نفسي، ومن الطريف أن الأسئلة التي كنت قد طرحتها أنا الإنسان المصري – العربي، قد جالت في ذهن كاتبة نرويجية، على دراية بالأدب العربي، حيث قالت فيستر بارج : هل يمكن للإنسان أن يكون سعيدا في بلد آخر؟ وتجيب الكاتبة النرويجية قائلة : إن الانتقال من الوطن الأصلي يعني تغييرا دراميا وفجائيا، لكني أعترف بأن الرواية الطويلة والجريئة – نهاية سري الخطير، قد أجابت على سؤال لم يكن ببالي، وهو لماذا هاجرت زكية خيرهم من المغرب، لكي تتحول إلى كاتبة مغربية مغتربة في الغرب، وعلى أي حال، فإنها استطاعت أن تندمج مع المجتمع النرويجي، وأن تتعرف – بصورة متميزة على ما يبدعه كتاب النرويج وشعراؤه وفنانوه، وكيف لا وقد أصبحت هي نفسها مواطنة نرويجية، تقوم بدورها في تعريف عالمنا العربي بما بكتبه النرويجيون، ولعل هذا الكتاب الذي بين أيدينا أن يكون مثالا ناصعا على ما تقوم به زكية خيرهم من دور إيجابي يساهم في التقارب المثمر بين الثقافات والفنون، رغم اختلافها وتنوعها .
وبطبيعة الحال، فإن هنريك إبسن ليس غريبا على الساحة الثقافية والأدبية العربية، فقد ترجمت مسرحياته الرائعة، كما عرضت فوق خشبة المسرح في العديد من الدول العربية، وفي سنة 2006 على وجه التحديد قام المجلس الأعلى للثقافة في مصر بالتعاون مع السفارة الملكية النرويجية في إصدار مختارات من إبسن التي صدرت في ثلاثة مجلدات فاخرة، وذلك في أجواء الاحتقالات بمئوية هذا الكاتب المسرحي العظيم،وعلى الغلاف الأخير من كل مجلد نقرأ فقرة دالة ومهمة تقول : لإبسن مكان كبير في تاريخ المسرح، إذ إنه من أساتذة الصنعة المسرحية، ومعلم من معالم تطور المفهوم المسرحي، كان المسرح قبله بعيدا عن مشاكل المجتمع الحقيقية، خاضعا في بنائه لمواصفات "أرسطو" المعلم الأول، وكانت المسرحيات تتراوح بين الإتقان المحكم والفتور البارد مثل مسرحيات "سكريب" و"ساردو" الكاتبين الفرنسيين اللذين راجت مسرحياتهما، وطوفت عبر القارة الأوروبية في ذلك الزمان، حتى كتب "إبسن" مسرحياته، فعبر عن مفهوم جديد للمسرح، وربطه بالحياة الدائرة، واختار شخصياته من غمار الناس، وناقش قيم المجتمع وأهدافه.
وقد تأثر بإبسن عدد كبير من كتاب المسرح الذين وفدوا بعده، وخاصة الكاتب المسرحي العظيم وأحد موجهي هذا العصر "جورج برنارد شو". كانت حماسة برنارد شو لإبسن لا تقل عن حماسته لجميع الأفكار الجديدة التي عاش حياته من أجلها، ومنه عرف شو أن سر المسرح الجيد هو أن يختار الكاتب المسرحي نماذجه من غمار الناس، وأن يكون عينا يقظة تتتبع ملامح عصره، وعقلا نافذا يلقي فيها الرأي والتوجيه.
كما أقامت مكتبة الإسكندرية – خلال مئوية إبسن - عدة ندوات فكرية ونقدية تتعلق بما أبدعه هنريك إبسن، ومما قاله الكاتب الفنان المصري سعد هجرس وقتها : إن هنريك إبسن ليس مجرد كاتب مسرحى نرويجى مهم .فقد أصبحت أعماله الأدبية إرثاً مشتركاً للبشرية بأسرها، ولذلك ليس غريبا أن تشارك مصر فى الاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على رحيل هذا الكاتب العبقرى.
وقد جاءت هذه المشاركة المصرية رصينة، أمتزج فيها إعادة عرض بعض مسرحياته بالندوات وحلقات النقاش التى حاولت إلقاء أضواء مجددة على القضايا الجوهرية التى عبر عنها مسرح إبسن، فضلاً عن إعادة "أكتشاف" شخصية "إبسن" ومراحل حياته وعلاقته بمصر.
وفى الحفل الموسيقى الذى نظمته مكتبة الاسكندرية – بمناسبة مئوية إبسن – فاجأنا المايسترو المتألق شريف محيى الدين بتقديم ثلاث قصائد للشاعر المصرى الكبير أمل دنقل ، أختارها بعناية من مراحل مختلفة من حياة أمل دنقل، وقام بتلحينها، وقامت ثلاث زهرات من المواهب التى ترعاها مكتبة الاسكندرية بغنائها باللغة العربية، بينما تمت ترجمة كلمات القصائد الثلاث إلى اللغة الانجليزية، ترجمة جميلة أعتقد أنها وصلت إلى الضيوف النرويجيين ومست شفاف قلوبهم، مثلما أثرت فينا أعمال هنريك إبسن.
وقد أعجبنى كذلك أن النرويجيين يبدون اهتماماً حميماً بأديبهم الكبير، ولا يكتفون بكلمات التمجيد لهنريك إبسن، بل يترجمون ذلك إلى أنشطة إبداعية، منها على سبيل المثال فكرة جميلة حيث قام أحد كبار النحاتين النرويجيين بتجسيد شخصيات مسرحيات إبسن إلى أعمال نحتية وتماثيل برونزية. وهى فكرة جديرة بأن نستلهمها، كما أن السيدة أنا ستينهامر نائبة وزير الخارجية التى رأست الوفد النرويجى الذى شارك فى احتفالية مكتبة الاسكندرية لم تكتف بكلمات بروتوكولية فى هذه المناسبة، بل أن كلمتها التى ألقتها فى حفل العشاء تضمنت إضاءات مهمة لرحلة إبسن الابداعية، ومعلومات طريفة غير معروفة منها مثلاً أن نهاية مسرحية "بيت الدمية" كانت محل جدل كبير، وان هذا الجدل وصل إلى منزل إبسن نفسه، ووصل إلى حد تهديد زوجته سوزانا له بأنه إذا لم يجعل بطلة مسرحيته "نورا" ترحل من بيت الدمية (فى المسرحية) فإنها ستترك له بيت الزوجية وترحل هى الآخرى

صوت العراق
تابع القراءة→

انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي في قصر البابوات: "المعلم ومارغريت" لبولغاكوف نجمة العروض!

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, يوليو 15, 2012  | لا يوجد تعليقات


انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي في قصر البابوات:
"المعلم ومارغريت" لبولغاكوف نجمة العروض!

بدأت فعاليات "مهرجان أفينيون" الفرنسي "بجمالية فائقة" حسب وصف كل وسائل الإعلام التي غطت حفل الإفتتاح وكان في السابع من الجاري ويستمر إلى 28 منه، وكانت البداية لهذا العام مع المخرج البريطاني سيمون ماكبورني الذي قدّم رائعة الكاتب الروسي بولغاكوف "المعلم ومارغريت" التي استوحاها الأخير من كتاب "فاوست" لغوتيه. وكان العرض الأول في "ساحة الشرف" في "قصر البابوات". أما الاقتباس لرواية "المعلم ومارغريت" الرواية الملحمية الملهمة التي تركت أثرها في جيل من القرّاء بعد صدورها فقد جاء مؤثراً والمعروف ان الروسي بولغاكوف قد كتبها حين كانت روسيا تحت الحكم الستاليني من 1928 إلى 1940، فإن صورة الديكتاتور تظهر في الرواية في وجوه متعددة، فوصول "ساتان" أو الشيطان إلى موسكو عام 1939 تحت صورة مخففة وهي الاستاذ وولند وهو مؤرخ متخصص في السحر الأسود، فقد أثرت في حياة أشخاص عديدين في الرواية ومنهم الشابة مارغريت التي تبكي حبيبها الذي فقدته واضاعته، فيظهر "ساتان" "الشيطان" في العرض يرتدي معطفاً أسود ويضع نظارتين سوداوين ويتحكم بشكل أو بآخر بمصير كل أبطال الرواية أو المسرحية على الخشبة في أفينيون حيث كل ما في هذه الشخصية له أبعاده السياسية التي تقول بشاعة وهول الديكتاتوريات السياسية وأثرها الفظيع وذلك تحت شعار كبير في العرض: "كل سلطة هي نوع من العنف"، كما يتساءل العرض حول قضايا كبيرة وأسئلة حول العدالة ومفهوم العدالة في المجتمعات كذلك حول الخير والشر. وقد تألفت فرقة سيمون ماكبورني عام 1983 وتتألف حالياً من 16 ممثلاً وممثلة يقدمون أجمل ما لديهم تحت تأثير الموسيقى الرائعة في العرض المستوحاة والمأخوذة من السمفونية العاشرة لكوستاغوفيتش.

ويستقطب المهرجان فرقاً مسرحية عديدة من كل أنحاء العالم وفي البرنامج أيضاً لهذا العام، وإلى جانب المعارض التشكيلية والحفلات الموسيقية والأفلام السينمائية في الصالات المقفلة عدد كبير من العروض المسرحية:
ـ يقدّم جون برجيه مسرحية بعنوان "وهل تنام؟" بالاشتراك مع كاتيا برجيه وهي عبارة عن اقتباس لرسائل متبادلة بين اثنين حول موضوعات فنية مؤثرة.
ـ مسرحية "طائر النورس" عن انطوان تشيخون من إخراج آرثر نوزيسيل مع ماري صوفي فردان من "الكوميدي فرانسيز" وكزافيه غاليه وفنبسان غارنجر وبونوا جيرو... وهذه المسرحية التي شهدت مئات الاقتباسات وهي من روائع تشيخوف تعود مع اقتباس يضعها كواحدة من النصوص العصرية التي تحاكي الجمال والفن والحب.
ـ مسرحية "ست شخصيات في بحث عن كاتب" من أعمال لويجي بيرنديللو في إخراج ورؤية جديدة لستيفان برونشويك: من هي هذه الشخصيات التي تدخل فجأة على خشبة مسرح حيث تجرى بعض التمارين لتوقفها فجأة؟ انها من عائلة واحدة خرجت للبحث عن كاتب بدأ بكتابة مغامرة لها ولم يكملها! والجواب هذه المرة على خشبة "كلواتر دي كارم" و"المسرح الوطني".
ـ مسرحية "العاصفة ستأتي" عن نص مشترك لفريق "فورسيد انترتايمنت" والإخراج للبريطاني تيم اتشيلز ويغوص النص في قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة كما يغوص في أسئلة حول أهمية المسرح.
ـ مسرحية "خواتم الشيطان" المقتبس عن رواية و.سيبالد من إخراج كاتي ميتشيل.
ـ مسرحية "عشرة مليارات" لكاتي ميتشيل أيضاً بالاشتراك مع ستيفن إيموت كتابة وإخراجاً وينطلق العمل من فكرة: "نحن اليوم حوالى 7 مليارات بشري على الأرض، ماذا سيحدث حين يصل الرقم إلى عشرة مليارات؟".
ـ "عدو الشعب" المقتبسة عن مسرحية لهنريك إينسن يخرجها الألماني توماس اوسترماير وهذه المسرحية المميزة لإيبسن قال عنها هذا الأخير ذات يوم بعد أن أنجزها: "لا أعرف ان أصنف هذه المسرحية ولا أعرف تحديداً ما إذا كانت كوميدية أو تراجيدية!!".
ـ مسرحية "رفض الزمن" نص وإخراج وليم كنتدريدج من جوهنسبرغ وتطرح سؤالاً واحداً تدور كل الأحداث من حوله: "هل يُمكن أن نجسّد الوقت ونجعله يقف معنا على خشبة المسرح؟؟".
ـ مسرحية "الحيوانات والأولاد يملؤن الشارع" للبريطاني سوزان اندراد وبول باريت: نص يبدأ على ايقاع قصص الأطفال ويتحوّل إلى أمكنة أخرى...
ـ مسرحية "سيدتي الجميلة" الشهيرة في اقتباس جديد للألماني كريستوف مارتالر.
ـ مسرحية "القديسون الأبرياء" عرض بالإسبانية عن نص وإخراج هايدي ابدرهالدن ورولف ابدرهالدن.
ـ مسرحية بعنوان "33 دورة وبضع ثوانٍ" للبنانيين لينا صانع وربيع مروّة وتطرح السؤال: كيف نصل إلى سرّ الانتحار حين يكون المنتحر شخصية عامة ومناضلاً حول حقوق الإنسان وحين يكون قد ترك رسالة جاء فيها انه لم يكن يعاني أي أزمة عاطفية، شخصية، عائلية أو اجتماعية...؟.
ـ مسرحية: %15 للفرنسي برونو ميسات الذي يبدأ عرضه بالتالي: "ثمة أرقام تصبح رموزاً!".
ـ مسرحية "عقود التاجر: كوميديا اقتصادية" لنيكولا ستيمان وتالياً.
ـ مسرحية "رواية جديدة" للفرنسي كريستوف أونوريه.
ـ مسرحية "الجامعة" عن نص كريستوف اونوريه أيضاً من إخراج الفرنسي ايريك فينيي.
ـ "التصرّف مثل جيل" حول جيل دولوز وعن نص له من إخراج روبير كانتاريللا.
ـ مسرحية "الليل يهبط" نص وإخراج الفرنسي غيّوم فنسان.
ـ مسرحية "الشاطئ الأخير" للفرنسية سيفرين شامزييه.
ـ مسرحية "و/ج ب 84" للفرنسي جان ـ فرنسوا ماتينيون.
ـ مسرحية "قصة حب" لماركوس أوهرن (...).
ـ مسرحية "ساحة عامة" من إنتاج مهرجان أفينيون عمل مشترك يُكرم فيه المسرحي الكبير ومؤسس "مهرجان أفينيون" جان فيلار وذلك في ذكرى مئوية ولادته.

إعداد: كوليت مرشليان
المستقبل 
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9