أخبارنا المسرحية

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الأربعاء، مايو 19، 2010

النشاط يعود إلى أوصال المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, مايو 19, 2010  | لا يوجد تعليقات

بعد سنوات الحرمان والهجرة

على الرغم من الأوضاع غير العادية فإن قطاعات كثيرة في العراق تشهد مساعي نشطة على أيدي عاملين فيها يقدمون أقصى ما في مقدورهم بغية إنجاز أكبر قدر مما يستطيعون لأداء واجباتهم والتزاماتهم، كل في نطاق عمله، بهدف تحسين الأحوال عموما. ومن هؤلاء يبرز الفنانون العراقيون، وبالذات المسرحيون منهم.
على هذا الصعيد يؤكد خبراء المسرح العراقي أن هذا الفن ارتبط بالسياسة في العراق منذ ظهوره أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما كان العراق يشهد تداعيا لحكم الدولة العثمانية وتمهيدا لولوج البلاد حقبة جديدة تمثلت في الاستعمار البريطاني.

وتؤكد المبادرة الأخيرة للمسرحيين العراقيين مدى ارتباط المسرح بالسياسة في العراق، إذ قدّم مسرحيون عراقيون مؤخرا عرضا كان الهدف منه تحفيز الناس للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي من المقرر إجراؤها خلال العام المقبل. وجاءت هذه المبادرة على شكل عروض باللهجة العراقية وبنص كوميدي سلس يتقبله المواطن العراقي العادي. وليست هذه هي المرة الأولى التي يثبت المسرح العراقي صلاته بالسياسة، إذ سبق أن قدم هذا المسرح عروضا مسرحية أدانت أعمال العنف والإرهاب، وكان بعضها بأسلوب كوميدي، كما شارك عدد من الفنانين في عروض انتقدت، ولو بطريقة غير مباشرة، ساسة البلاد والأوضاع السياسية عموما.

ولا يعتبر هذا أمرا جديدا، إذ ترافقت مسيرة المسرح في العراق أيضا مع أحداث وتطورات سياسية تركت بصمات على تاريخ العراق الحديث. لذا فإن متابعة تطور المسرح العراقي يلحظ سردا لتاريخ العراق السياسي خلال نفس تلك الفترة، إضافة إلى مراجعة صفحات من الحياة الاجتماعية والثقافية للبلاد في الفترة ذاتها. فبعد نشأته أواخر القرن التاسع عشر ارتبط المسرح في العراق بالسياسة، ثم بالأحزاب السياسية في البلاد، لا سيما اليسارية منها، التي ساهمت في تطوير فن المسرح للولوج من خلاله إلى قلوب وأفئدة عامة الناس.

وبناء عليه فإن الفضل في تطور المسرح العراقي يعود، وبدرجة كبيرة، أولا إلى المتحمسين ومن بينهم سياسيون نشطون، ثم إلى الأحزاب السياسية، وأخيرا إلى القطاع الأهلي في البلاد.

ومن ناحية أخرى لعب المسرحيون العراقيون إلى جانب بعض المطربين والمطربات دورا كبيرا في ظهور السينما في العراق، وكان ذلك خلال أربعينات القرن الماضي. ولكن على الرغم من هذه المشاركة لم تحظَ السينما العراقية بالقدر نفسه من النجاح الذي رافق مسيرة المسرح هناك. وبين أسباب ذلك أن صناعة السينما تحتاج إلى رأسمال كبير بعكس المسرح، ورأس المال هذا كان يمكن للدولة فقط توفيره. وبالفعل قامت الدولة خلال فترات معينة بتخصيص مبالغ ضخمة، ولكن فقط لتلك الأفلام التي تمجد السلطة وتحكي حياة زعيمها، ولذا نجد أن السياسة التي لعبت دورا يمكن وصفه بالإيجابي في ازدهار المسرح في العراق، كانت سببا في كبح تطوير السينما في العراق وهروب عدد كبير من الفنانين العراقيين إلى الخارج. وبسبب الموقف السلبي حيالهم إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، كرّر المسرحيون في العراق نموذج زملائهم السينمائيين فغادر عدد كبير منهم بلادهم خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، وفارق بعضهم الحياة في المهجر.

ولكن بعد التحولات الأخيرة في العراق، قبل ما يزيد عن ست سنوات، عاد كثيرون من هؤلاء إلى وطنهم، وانضم عدد منهم بنشاط للمشاركة من جديد في مسيرة المسرح العراقي.

في أعقاب التغيير (عام 2003) نشطت منظمات أهلية، وبعضها يعرف عنها ارتباطها بتيارات سياسية معينة، في مجال تطوير صنوف الفن في العراق ومن بينها المسرح. وشهدت البلاد محاولات لإعادة المسرحية على عرش ملاذات العائلة العراقية في تمضية الأمسيات بعدما تراجعت السينما من القيام بهذا الدور. ولكن كيف ذلك وحالة منع التجوال مساء كانت سارية في العراق حتى وقت قريب؟ لمعالجة ذلك لجأ المسرحيون العراقيون إلى العروض النهارية. على صعيد ثانٍ، كاد المسرح العراقي بسبب المد الديني يبتعد عن مقومات كثيرة يستند إليها في عروضه التي يلجأ فيها إلى استخدام وسائل الترفيه والتسلية. وواجه غالبية الفنانين في العراق هذا الوضع الجديد بإصرارهم على إعادة الأغاني ووصلات الرقص وعرضها أمام رواد المسرح. وكان هذا الموقف من أسباب الهجمة الإرهابية على دور المسارح. ولكن على الرغم من أعمال العنف والإرهاب لم ينقطع الفنانون العراقيون عن تدريباتهم وتمارينهم استعدادا لعرض هذه المسرحية أو تلك، وانضموا بذلك إلى بقية العراقيين في القول: «نحن نخرج من البيت ولا ندري هل سنعود إليه أحياء». كما أن تدفق الجمهور (وبالأخص من الشباب) على دور المسرح لم ينقطع.

لقد جسد المسرحيون ما يشهده بلدهم في عروض تنتقد الوضع الراهن ولو بشكل مبطن، مثل عرض مسرحية تحمل اسم «حقل الأحلام»، والمقصود بها حقل للألغام. ولم يكتفِ فنانو المسرح في العراق بهذا القدر، بل إنهم ذهبوا إلى حد انتقاد رجال السياسة أنفسهم على غرار ما جاء في إحدى المسرحيات من نصيحة لهؤلاء بالتوجه إلى كوكب آخر وحل خلافاتهم هناك قبل العودة إلى العراق.

---------------------------
المصدر :صوفيا: علي طالب - الشرق الأوسط 

0 التعليقات:

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9