النقد الموضوعي هو النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص ،ويلتزم الناقد فيه منهجاً معين , ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافة الفنية والعامة في آن واحد, يستسلم لميوله الخاصة , ولايتحيز ويدعم أحكامه بالحجج والبراهين.
ويكون هذا النقد مفصلاً ومعللاً, حيث يحلل الناقد العمل الأدبي ,وينظر في أجزائه كلها, ويبين مواطن الإجادة والتقصير فيها ,ويشرح سبب حكمه عليها بالإجادة أو التقصير ثم يبين من الأحكام الجزئية حكم عام , يُقوم فيه العمل الأدبي كله.
ويقتضي هذا النوع من النقد أن تكون لدى الناقد خبرة كبيرة ,تمكنه من التحليل الدقيق والقدرة على المناقشة, وكذلك ذوق مدرب يساعده على تميز مستويات الجمال والقبح المختلفة , وثقافة واسعة تعينه على الموازنة وتطبيق القواعد النقدية.
ويكون حكم النقاد في النقد الموضوعي متماثلة أو متقاربة, فلو أعطينا عملاً أدبياً واحداًَ لمجموعة من النقاد الموضوعيين فنقدوه , لوجدنا نقدهم متشابها,والخلافات في ذلك محدودة, ويكون سببها الفروق الدقيقة في الأذواق .وهنا نذكر أن النقد الادبي يختلف عن العلوم التجريبية ( الرياضيات ، الفيزياء ، الكيمياء..) في أن قواعده ليست حقائق علمية ثابتة ,بل حقائق وجدانية,تسمح بوجود فروق محدودة بين ناقد وآخر.
ولاشك أن النقد الموضوعي نتيجة من نتائج إرتقاء النقد ،ودليل على التقدم الأدبي والحضاري,لأنه يعتمد على دراسة وتحليل,ويسلك طريق المناقشة والإحتجاج , لكي يقنعنا بأحكامه ,وهو الذي يساعد الأدباء على تحسين إبداعهم,ويساهم في تطوير الأدب,ويرتقي بأذواق القراء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق