أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

نجاح عرض « رسم حديث »..في مهرجان دبي المسرحي 2011

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, أكتوبر 07, 2011  | لا يوجد تعليقات

نجاح عرض « رسم حديث »..في مهرجان دبي المسرحي 2011

 

عرضت مسرحية" رسم حديث " في مهرجان دبي المسرحي  بتاريخ 5/10/2011 والمسرحية من تأليف محسن النصار وأعداد الفنان عمر غباش  وأخراج مرتضى جمعة على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي ,والمسرحية كما كتبها مؤلفها العراقي محسن النصار بأسلوب جديد اعتمدت الحداثة والتجريب من ناحية الشكل والمضمون وفق رؤية فلسفية اعتمدت أسلوب المسرح الجديد كأساس في بنائها الدرامي وتدور المسرحية في مرسم حول رسمامين(رسام1 ورسام 2) لهم دورهم الكبير والمبدع في فن الرسم أحد الرسامين ينتهج الأسلوب الواقعي والآخرالأسلوب الحدثوي كالسريالية  والتكعبية ويصارع حالة من اليأس واللا أمل، وتضارب الافكار حول لوحة يحاول رسمها، لكنه يفقد اختيار الاسلوب، كونه مشتت الذهن، ..وهذا الرسام يؤدي به أبداعة الفني والفلسفي الى الأنطواء على نفسه , فيحاول الرسام الآخر انقاذه بأسلوب أعتمد الجمالية في الطرح وتداعيات الأفكار الى أنتشاله وأخراجه من عزلته وأنطوائه ... 

وأما الأعداد والأخراج فقد حول المرسم الى غرفة سجن،  يسيطر عليها أيضاً سجان، ويعيش ما بداخلها مشاعر القهر والاستسلام واليأس، وسجالات وهموم سجينين، أحدهما أقرب إلى المفكر أو الفيلسوف، والآخر فنان تشكيلي تبدو رسوماته على جدرانها، والكاتب يعيش في ركن منها مع اوراقه وحاجياته، ومنها ما يستعمله في جعل نفسه يغوص في وهم وجوده في عوالم حرة . ويصارع التشكيلي حالة من اليأس واللا أمل، وتضارب الافكار حول لوحة يحاول رسمها، لكنه يفقد اختيار الاسلوب، كونه مشتت الذهن، ويقبع عاجزا (قام بأداء الشخصية الفنان عبدالله سعيد)، والكاتب (قام بأداء الشخصية  الفنان حسن يوسف)أكلت من اطرافه الشيخوخة، لكنه يدفع شعورا بالتفاؤل والامل من خلال قناعاته التي وظفها للقضاء على ظلمة الحبس وغطرسة الحارس.. يدفع بجمل وحوارات مطولة عن الامل والحياة، عن ضوء القمر الجميل الذي يتسلل من خلف القضبان عبر شباك صغير، ويتحدث عن الشموع التي تبدد سواد الظلمة. ويدفع الكاتب بمزيد من شحنات الامل نحو التشكيلي اليائس، يدعوه في مضمون الجدل بينهما، ليرسم المزيد، ولان يفتح ذراعيه لاشعة القمر المنسابة. ويستمر الجدل، وتستمر فلسفات الاقناع في دفقها، الامر الذي أدىالى تطور الحالات لدى السجينين، جدل مستمر حول الامل واللا أمل. 

 
وشخصية المفكر، أو الفيلسوف ، التي تحاول  كسر حدة التشاؤم وغياب الأمل في الخلاص، والتي تبعث الأمل بوجود شباك في السجن يطل على الأفق، وبدت مشاعر الفنان التشكيلي هي الأكثر سيادة، سواء بمقولاته، أو رسوماته التي علت جدران السجن،. ويدخل  الحوار بينهما الى حالة من الشدة الفكرية والفلسفية  حتى يصل الى ذروة الأزمة،  بقدوم السجان،  الذي يقوم  بأصطحاب الفنان التشكيلي إلى غرفة الإعدام، لتنكشف المفاجأة المدهشة ، وهي أن الأخير كان يستشرف نهايته المأساوية من خلال لوحة جدارية أخفتها الملابس التي عُلقت على حبل غسيل، لينكسر الأمل تماماً أمام زميله المفكر، الذي يستسلم لهيستيرية السجن الانفرادي، مبعثراً أوراقه بآلية نمطية شكلت نهايات العديد من الأعمال المناظرة , واشتغل المخرج على اشعة القمر ومن اهم النقاط التي تحسب له، اللوحة الجدارية التي جسدت مشهـدا كان مؤثرا الحارسان اللذان يجران الرسام خارج الزنزانة.وكانت الأضاءة  في عرض «رسم حديث» ذات دلالة على النحو الذي مكنها من أبراز هموم ومعاناة الشخصيتين الرئيسيتين والجو النفسي العام في العرض المسرحي .
وقد أشاد الفنان يحيى الحاج بدور حسن يوسف، مؤكداً على تجدده في أداء الشخصيات، وأثنى ايضاً على قدرة عبدالله سعيد على الإلمام بمقتضيات دوره والتعايش معه في ظرف زمني قليل، معتبراً العمل رسالة إلى الأنظمة العربية القمعية مؤداها «اوقفوا طريقة التخويف، ودعونا نتحاور لنعيش حياة أكثر شفافية».
وقد أكد الفنان عمر غباش، معد النص، والمشرف على «رسم حديث» عن العرض بأنه كان هادئاً، ومغايراً لمختلف وجهات النظر في الوقت ذاته، معتبراً أن العمل رسالة مفتوحة للأمل، وليس العكس، من وجهة النظر الإبداعية للمخرج، مضيفاً: «لا أحد بإمكانه أن يزعم بأنه يمتلك الطريقة المثالية لعرض رسالة ما، وأحد جماليات المسرح، هو أنه مثير للتناولات والرؤى والأطروحات المتعددة».
وتابع غباش: «العمل الذي يثير كل هذه الآراء، ويحفز أصوات مختلفة ويدفعها للنقاش والاختلاف حوله، هو عمل بكل تأكيد مختلف، وهذه هي إحدى البؤر المضيئة للمسرح»، رافضاً فرض أي نوع من الوصائية على المبدع، بتوجيهه في مسار بعينه. وتوقع غباش أن يؤتي «رسم حديث» ثماره، بغض النظر عن توقيت هذا الحصاد، مشيراً إلى حداثة تجربة مخرجه، في حين وعد مرتضى جمعة بأن يواصل الإخراج، مستفيداً من تجربة البداية، معتبراً العمل بمثابة «ورشة تأهيلية» يتحسس عبرها أدوات المخرج.
تابع القراءة→

الخميس، أكتوبر 06، 2011

مسرحية "من يخاف فرجينيا وولف "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 06, 2011  | لا يوجد تعليقات


مسرحية "من يخاف فرجينيا وولف "حياة للطبقة الوسطى في أميركا

لم تبق ملامح ومكونات حياة الطبقة الوسطى في أميركا، قصية أو مجهولة بالنسبة لشريحة كبيرة من المجتمع الانجليزي، حيث اضاءت العروض المستمرة، حاليا، لمسرحية (من يخاف فرجينيا وولف؟)، على خشبة مسرح (أوكتاغون) في مدينة بولتن شمال غربي البلاد جوانب كثيرة معمقة بشأنها.
وتعد المسرحية أول عمل طويل، ألفها الكاتب المسرحي الأميركي إدوارد ألبي، بعد مجموعة من الأعمال المسرحية القصيرة، والتي عرضت للمرة الاولى في عام 1962، واستمر عرضها، لعامين كاملين نظراً للنجاح الكبير الذي حققته، واعتبرها النقاد تشريحاً لا رحمة فيه لحياة الطبقة الاجتماعية الوسطى في أميركا.
وتحدثت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته، أخيراً، عن هذا العرض المسرحي، الذي تولى إخراجه المخرج ديفيد تاكر، جاعلاً منه أقرب ما يكون إلى تجربة روحية، مشيرة الى انه يتسم بالبساطة والقوة معا. وتبدأ الاحداث حين يعود الأستاذ الجامعي الساخط جورج وزوجته مارثا كثيرة الانتقاد، إلى منزلهما في ساعة متأخرة من الليل بعد حضور حفل أقامته الجامعة، جالبين معهما زوجين أصغر سناً، وهما نك وهوني. ومن ثم ينخرط الأربعة في سلسلة من الألعاب الطاحنة التي أعطيت مسميات تعكس طبيعتها، مثل: (إذلال المضيفين)، (النيل من الضيوف).
وفي العروض التي ينفذها مخرجون آخرون، ضمن العمل، تبدو نوبة غضب نيك حين يصرخ: (إذا كان لا بد من أن تستفزا بعضكما كما تفعل الحيوانات، فهل يجب أن تفعلا ذلك على مرأى من الآخرين؟). وتبدو الجملة وكأنها مناشدة صادرة عن الجمهور. ولكن عرض تاكر الذي يقام على منصة محاطة بالجمهور يكاد يكون حميمياً على نحو غير لائق. فكما هي الحال بالنسبة لنيك وهوني، يشعر المتفرج كما لو كان قد تم اختياره بوحشية للمشاركة في حمام دم زوجي.
 يتأثر العرض إلى حد كبير بموسيقى المشاهد المتنوعة، ليس فقط موسيقى الجاز الحزينة التي تقوم مارثا بتشغيلها بهدف إغواء نيك أمام عيني زوجها، ولكن أيضاً اللحن المتفاوت الذي تحدثه أصوات الممثلين والمؤلف من ثلاثة مقاطع. ففي الفصل الأول، يطغى صوت التبجح الصارخ وتحطيم الأواني. وفي الثاني، ينساب لحن هادئ من قول جورج: (بعد برهة، تصل إلى أقصى درجات الثمالة، ويبدأ كل شيء بالتباطؤ). أما اللحن المتضائل بصورة تدريجية في الفصل الأخير، فيتمثل في كلام الممثلين الذي لا يكاد يتجاوز الهمس.
ويلاحظ شيء من الخبث المثير للاهتمام في شخصية نيك، التي يقوم بتجسيدها كيران هيل، والتي تتمثل في عالم أحياء أشقر رياضي ينفي مرارا اهتمامه بالهندسة الوراثية، ولكنه، مع ذلك، يبدو وكأنه ينتمي للجنس الآري إلى أبعد الحدود. في حين تتنقل تامي جويل بنوع من الحياء، على حواف الهستيريا في دور زوجة نيك ضئيلة الحجم. ويبدو أن جورج ومارثا يجدان نوعاً من التسلية في تخمين أوزان الآخرين، على الرغم من أن جورج إيرفينغ ومارغو ليستر، اللذين يجسدان شخصيتيهما، يبرهنان على أنهما مصارعان . ويترك للمتفرج تحديد ما إذا كان حطام غرفة المعيشة يرمز إلى دمار زواجهما النهائي، أو إلى أساس لبداية جديدة. ولكن ليستر وإيرفينغ يضفيان الميزة الجوهرية لتخليص الشخصيتين، بمنحهما الأمل. قامة
مُنح الكاتب الأميركي إدوارد ألبي (83 عاماً)، (مؤلف-من يخاف فرجينيا وولف؟)، وسام إدوارد ماكدول للفنون، في وقت سابق من العام الجاري، تقديراً لمساهمته الثقافية خلال سنوات حياته الإبداعية. وأعلن رئيس لجنة الوسام أندريه بيشوب أنه تم اختيار إدوارد ألبي لهذا العام بسبب (قامته العملاقة في المسرح الأميركي والعالمي).
 وبذلك وضع ألبي بمصاف اسماء لامعة في المسرح الأميركي، مثل تينسي وليامز ويوجين أونيل وغيرهما. ويعالج ألبي في أعماله المسرحية وبأسلوب لاذع، موضوعات إنسانية عميقة، مثل الخيبة والوحدة وعذابات الإنسان. وكتب 30 مسرحية، وفاز ثلاث مرات بجائزة بوليتزر، وثلاث مرات بجائزة توني. ومن أبرز أعماله: (قصة حديقة الحيوان)، (موازنة دقيقة)، (مشهد بحري)، (ثلاث نساء طويلات.
تابع القراءة→

«رسم حديث» دراما يــستوعبها «أبوالفنون»

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

«رسم حديث» دراما يــستوعبها «أبوالفنون»

نحو رحابة خشبة المسرح، اتجه «فنى الصوت» مرتضى جمعة، وخاض تجربة خاصة مع «أبوالفنون»، متجاوزاً علاقة حميمة بالكاميرا التلفزيونية امتدت 11 عاماً، عبر إخراجه مسرحية «رسم حديث» التي تعرض خلال مهرجان دبي للشباب الذي سينطلق بعد غد. يعتبر جمعة نجاح عمله الجديد بمثابة إعادة اعتبار لقدرة موظفين مصنفين حسب مسمياتهم الوظيفية بأنهم في وظائف مهمشة، على إنتاج اعمال ذات سمات إبداعية قادرة على إبهار ومفاجأة الجمهور والنقاد.
قرار خوض تجربة إخراج مسرحية لم يكن كسراً لولاء «فني الصوت» مرتضى جمعة للكاميرا التلفزيونية وميكرفونات الصوت المرتبطة بها، حسب تصريحه في حواره مع «الإمارات اليوم»، بقدر ما كانت استجابة لإلحاح لا تستوعبه إلا خشبة المسرح، مضيفاً «حينما تتعمد كسر حدود الزمان والمكان، وصولاً للإمساك بقضايا ترصد معاناة الإنسان بمدلول المفردة الشامل، فإن كاميرا الدراما التلفزيونية لن تسعفك، لأنها دائماً ما تبحث عن الإطارين المحددين، هي وملحقاتها بالطبع ميكرفوناتها وما تنتجه من أصوات تبقى لها مدلولات فنية مهمة في إطار رسم المشهد الدرامي التلفزيوني، وهذه الأفكار الأكثر شمولية لا يمكن أن يستوعبها 
 سوى المسرح، الذي يشبه في تلونه وتنوعه وقدرته على الاستيعاب العالم».

مراهنة على النص 
هذه الجدلية القريبة من أجواء النقد، حفزت للاقتراب أكثر من تجربة جمعة التي يجمع فيها ممثلين هما الأكثر حصولاً على جوائز «دبي للشباب»، هما حسن يوسف، الذي يملك في جعبته ايضاً عملاً إخراجياً بعنوان «المسرحية» تحول إلى حاصد الجوائز، في الدورة الثالثة، ومروان عبدالله صالح، الذي يعادل يوسف أيضاً في جمعه بين الجوائز التمثيلية والإخراجية في المهرجان، ما يعطي مؤشرات إلى أن العمل سيكون جيداً من حيث أداء الممثلين، ليبقى محك الاختبار متعلقاً بالنص والرؤية الإخراجية.
في هذا الإطار يقول جمعة «المراهنة على النص بالأساس هي الدافع لخوض هذه التجربة، فالنص الذي كتبه العراقي محسن النصار يحمل آفاقاً لجهد مسرحي حقيقي على اختلاف المستويات: التمثيل، السينوغرافيا والإضاءة والإخراج، وهو ما يجعل (رسم حديث)، بالفعل تجربة ثرية لي رغم أنني أخوض تجربتي الإخراجية الأولى، إلا أنني لم أكن على مدار نحو 15 عاماً بعيداً يوماً عن الخشبة الإماراتية».
واضاف «المحتوى الدرامي يدور بين كاتب ورسام جمعتهما زنزانة لا يعرفان متى سيخرجان منها، إذا قدر لهما بالأساس هذا الخروج الآمن، وهو حوار يتخلص من تجريديته ليصبح ملتصقاً بواقع مجتمع، من خلال لغة حوارية تجد حلولاً ذكية لخفوت دلائل الزمان والمكان،فأحد مكامن ثراء العمل هو انفتاحه على تأويلات متعددة يقبلها جميعاً حسب قراءة المشاهد الذي يمتلك بمفرده القدرة على رسم ملامح مشهد أخير لا يأتي على الخشبة، وهذا أحد الحلول السحرية التي تتيحها دائماً الدراما المسرحية التي تعتمد على أن الجمهور المقابل للمسرح، هو شريك فاعل لتطور الفعل الدرامي، وليس فقط مراقباً محايداً له».
ثقة بالأدوات
أكد مخرج «رسم حديث» ثقته بأدواته الإخراجية رغم عدم وجود خبرة سابقة له في هذا المجال، لافتاً إلى أن تعامله مع ممثلين موجوين بقوة على الساحة الدرامية، ويمتلكان رصيداً فنياً يفوقه بمراحل لم يجعله متخلياً عن صلاحياته مخرجاً للعمل، مصيفاً «لا أنكر أن حسن يوسف ومروان عبدالله بما يملكانه من خبرة، شكلاً عاملاً مساعداً لنضج (رسم حديث)، وتلافي الكثير من الأخطاء، لكن في السياق ذاته فإن مهنيتهما العالية تم تسخيرها في صالح العمل، وتمتعا بقدر كبير من المرونة لكامل رؤيتي الإخراجية، ولم يشكل فارق الخبرة موضع عقدة في التعامل بيننا، على النحو الذي يمكن ان يتوقعه المراقب».
وأشار إلى أنه سعى لتوظيف الميزانية المخصصة للعمل (60 ألف درهم) بشكل عادل وعمل على معطيات العمل الإخراجي، متوقعاً أن تغير «رسم حديث» مفاهيم التعاطي مع «موظفين يحملون مسميات وظيفية تُصنف على انها عادية في أحسن الأحوال»، لافتاً في السياق ذاته إلى أنه لمس تفهماً من مسؤوليه في قناة دبي الرياضية ومؤسسة دبي للإعلام في أهمية تفريغه من أجل المشاركة في المهرجان. وقال «هذا الأمر حمّلني مزيداً من المسؤولية تجاه عملي، وجعلني أقتصر طلب تفريغي حتى اليوم الخامس فقط من المهرجان الذي يمتد 12 يوماً، وهو اليوم الذي أنتهي فيه من عرض (رسم حديث)» .
وعن تفسيره لتمثيل «رسم حديث» لمسرح أبوظبي، في حين أن جميع التمارين المسرحية، تقام بالأساس في مسرح دبي الأهلي، رغم أن المسرحين متنافسان في المهرجان ذاته على جوائزه المختلفة، أوضح جمعة «تم انتخابي من مجلس إدارة مسرح أبوظبي لإخراج العمل من بين عدد من الأسماء المرشحة، رغم كوني عضواً في (دبي الأهلي)، وهو ما لم يحل دون حصولي على دعم من رئيس مجلس إدارة الأخير يوسف بن غريب، وسائر الأعضاء، الذين فتحوا لي أبواب المسرح من دون اي مقابل مادي».
وأضاف «مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي ذهب أبعد من ذلك في أنهم راحوا ينسقون بين مواعيد تمارين مسرحيتي رسم حديث، وأعمال أخرى مشاركة في المهرجان. 
إفادة من المخضرمين
دعا مرتضى جمعة الذي يعمل فني صوت في مؤسسة دبي للإعلام، زملاءه من المخرجين الشباب إلى فتح ابوابهم للمسرحيين المخضرمين كي يفيدوهم ببعض خبراتهم، فالانطلاقة الأولى سهلة في قرارها، صعبة في تفاصيلها، مضيفاً «لاعتبارات كثيرة لا يفضل المخرجون الشباب اطلاع الأسماء المعروفة في المسرح المحلي على تجاربهم، فمنهم من يفضل أن يظل العمل منتسباً بالكلية له، وبعضهم يتوقع أن أفكار المخضرمين قد تهيمن على العمل، وقلة تتوجس من تسريب أفكار ورؤى متعلقة بالمسرحية في ظل التنافس بين مسارح الدولة المختلفة، وجميعها أفكار سلبية تجهض إمكانية الاستفادة من رموز المسرح الإماراتي».
وأشار جمعة إلى أن الفنان عمر غباش كان أكثر المسرحيين اطلاعاً على سير العمل والرؤية الإخراجية لـ«رسم حديث»، دون أن يعني ذلك أن غباش، مخرجاً أو مؤلفاً أو ممثلاً، قد وضع بصماته الخاصة فعلياً على خيوط المسرحية.

الأمارات اليوم

تابع القراءة→

مسرحية "شوشة"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "شوشة".. عندما تجد السعادة


يقدم مسرح الأمم بموسكو العرض الأول لمسرحية "شوشة" في موسمه الجديد التي اخرجها الفنان الشاب توفان إمام الدينوف عن رواية الكاتب اسحق بيشيفيس-زينغير الحائز على جائزة نوبل. مسرحية "شوشة"  هي العمل الثاني للمخرج الشاب  في إطار مشروع دعم المخرجين الشباب.
ما هي السعادة، وأين تكمن؟ سؤال يراود كل واحد منا بين الفينة والأخرى، وعلى مدى الحياة في بعض الأحيان.. ولكن لا يتمكن الجميع من الإجابة عنه. بطل المسرحية آرون يتخلى عن المال والشهرة والمهنة، ويختار فتاة غير مقبولة وغير تقليدية اسمها  شوشة ليتزوجها.
تابع القراءة→

مسرحية "الأوهام" الجديدة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الخميس, أكتوبر 06, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "الأوهام" الجديدة.. حوار حقيقي مع المشاهدين

شهد هواة المسرح في موسكو العرض الأول لمسرحية "الأوهام" أو ""illusions على خشبة مسرح "براكتيكا" الذي يعتبر مساحة متاحة لكل ماهو جديد وطريف.هذه المسرحية هي قصة حب ولكن لا يشعر المشاهد بأن هذا الموضوع مبتذل أو مكرر.
مخرج العرض هو إيفان فيريبايف - ممثل ومخرج سينمائي ومسرحي  وكاتب درامي معروف- وهذا يعني أنه شخصية إبداعية مئة في المئة. وقد حصل على عدة جوائز في مهرجانات دولية كمهرجاني"كينوتافر" السينمائي و"القناع الذهبي" المسرحي الروسيين ومهرجان كان الفرنسي. ويستمتع الممثلون دائما بالعمل مع هذا المخرج.
تابع القراءة→

الأربعاء، أكتوبر 05، 2011

مبروك نجاح عرض مسرحية "رسم حديث "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, أكتوبر 05, 2011  | لا يوجد تعليقات

مبروك وألف مبروك لمسرح أبو ظبي ولكادر المسرحية نجاح  عرض مسرحية "رسم حديث " تأليف محسن النصار - أعداد الفنان عمر غباش - أخراج مرتضى جمعة - على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي -اليوم الأربعاء 5 /10 /2011 ضمن فعاليات مهرجان دبي المسرحي ...
تابع القراءة→

الثلاثاء، أكتوبر 04، 2011

موت المؤلف في المسرح بعد الحداثي!!

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أكتوبر 04, 2011  | لا يوجد تعليقات

موت المؤلف ......في المسرح بعد الحداثي!!

تأليف ميلى يا مومو
ترجمة أحمد عبد الفتاح

أود أن أبدأ بتمييز مسرح ما بعد الحداثة من خلال التصنيفات السابقة: "الدراما الكلاسيكية" والدراما الحديثة" فالدراما الكلاسيكية تتميز بالقيمة المتضمنة في الحبكة والالتزام بالمبادئ الارسطية في الوحدة الدرامية. ولاحظنا في القرن التاسع عشر أيضا كيف أدخلت فلسفة هيجل حركة الانسان / الشخصية الى مقدمة الفن الدرامي ودراما الشخصيات في أعمال "إبسن" و"ستراندبرج" و"تشيكوف" وراينا كيف وصلت المحاكاة الارسطية الى أوجها في المذهب الطبيعي عندما تأثرت عروض المسرح الحديث بأفكار "تشارلز داروين" ويلاحظ "ريموند ويليامز" الدقة التي وصلت اليها التراجيديا في الدراما الحديثة، حيث أبرزت مأزق الوجود الإنساني المستلب فى العالم المتقدم صناعياً وتكنولوجياً فهو يرى أن مسرحيات "صامويل بيكيت، التراجيكوميدية تمثل اختزان وحط من قيمة الانسان في دراما عبثية جديدة. وترى "إليانور فوش" أننا نشاهد في مسرح ما بعد الحداثة "موت الشخصية" وموت المؤلف المسرحي" وأقر "ميشيل فوكوة" بموت الانسان ونادى "فرانسوا ليوتار" بانهيار ما وراء السرديات وبانهيار البنيات الحداثية، نجد ان النزعة الانتقائية هي التي تميز ما بعد الحداثة الان. ولكن على العكس من مفهوم "فريدريك جيمسون" الذى يقول بالنزعة الاستهلاكية الجماعية المفرطة للرأسمالية متعددة الجنسيات، فان المسرح بعد الحداثي يشتق نظريته النقدية من الرؤى بعد البنيوية حول السيميوطيقا. وفى هذا العرض يزعم "بويرون أن الحقيقة يمكن أن تكون متاحة من خلال عالم الايهام، إذ أنه من خلال "المسرحة" فقط يمكن أن تتجلى الحقيقة. فالمسرح يعبر عن الحقيقة من خلال استخدام تقاليد مصطنعة. واشار ايضا الى ان الحقائق المقدمة يمكن ان تكون ملائمة من خلال نفس التقاليد المسرحية والدرامية التى تستخدم كوسيط للتعبير عن الحقائق من الممكن ان تكون هذه الحقائق ضرورية. وانه من خلال الحدود ووسائل التعريف المرتبطة، يمكن ان تتبلور الحقائق المعبر عنها. إن تفسير "ويليامز" و "بويرو" هو تأكيد عميق للمفهوم البنيوى وبعد البنيوى فى تعرية اللغة وانساق العلامة والشفرات. ورغم أن هذا المفهوم متأصل في تقاليد المسرح الكلاسيكي والمسرح الحديث فان هذا الادراك بعد الحداثي هو ما تسميه "ليندا هاتشون" الطبيعة الاسيتطاية لمسرح ما بعد الحداثة. ومع انهيار اللغة العامة فان مسرح ما بعد الحداثة ليس الا استفزاز لتأمل السياقات التاريخية والثقافية للغة لكى يصوغ نفسه، ويمكن رؤية نفس السمة في الفنون الاخرى ايضا. فصمموا الرقصات بعد الحداثية قاموا بتصميم رقصات تدور حول فن الرقص نفسه، وتساءلوا عن الاصل الفعلي لمفردات الحركة التي تولد الرقص اثناء المشي والقفز .. إلخ. وقد صدق هذا ايضا في التجريب في مختلف اساليب الرقص التي نراها في المزيج الذى تقدمه "تويلا تارب" الذى تمزج فيه بين الجاز والباليه واساليب قاعات الرقص وقد تجلى هذا في رقصات "آجنس لوسين" و"آليس ريس" اللتان مزجتا بين الجاز والباليه وحركات الرقص الشعبي الفليبينى. ويرى المعماريون بعد الحداثيين تاريخ العمارة باعتباره مصدراً متنوعاً للعلامات التى يمكن أن تمتزج فيما بينها، ولذلك نجدهم يضعون الاعمدة اليونانية الكلاسيكية والزخارف والمواد الصناعية الجديدة بجوار بعضها البعض بشكل انتقائي في تصميم البناء الواحد. ويرى المسرح بعد الحداثي مختلف التقاليد الثقافية والتاريخية باعتبارها مصدرا هاما للعلامات ويصف "كان" كيف ترى ما بعد الحداثة التاريخ باعتباره مخزن للعلامات المتاحة للممارسة المسرحية بعد الحداثية. ففى احداث عروض "هاملت" فى سنغافورة، يتم تقديم هاملت باعتبار انه ممثل في مسرح "النو" اليابانى، وتقدم "أوفيليا" باعتبارها راقصة من جزيرة "بالى" وفى احداث العروض الموسيقية للمخرج "دولانج هابى" يتم تقديم احد المشاهدين الى عوالم غير مترابطة في الملاهي الليلية وحفلات موسيقى الروك، والأغاني الشعبية بأسلوب برودواى، مع استخدام اساليب التمثيل والملابس وتصميم العرض والموسيقى والعناصر الاخرى المأخوذة من مختلف السياقات. ومع انهيار الحدود الحداثية يستخدم المسرح بعد الحداثي الجماعية والتعددية فى اسلوب تناول العملية المسرحية ككل، وقد انعكس هذا في مختلف اساليب تناول العرض المسرحي علاوة على وجود ممارسة اخرى هامة في المسرح  بعد الحداثي هي الاستخدام "بين النص inter text" او ما يسميه "فريدريك جيمسون" (ثقافة المقاطع)، حيث يمكن استخدام عدة نصوص للتعليق على بعضها البعض، كما فى حالة عرض "روميو وجولييت" حيث تنتهى المسرحية بمونولوج يؤديه "بوك" من مسرحية "حلم ليلة صيف" وعرض "ل.س.د" لفرقة "ووستر جروب" التي استخدمت فيه مسرحية "البوتقة" لأرثر ميللر للتعليق على الاحداث. وفى العرض الموسيقى لمسرحية "نيك بنشاى" بعنوان "أوياى أولان" حيث تشكو الشخصية الرئيسية من تراكم القمامة، ويشير الى أن أسوأ أنواع القمامة هو الشعر الذى يقدمه الشعراء بعد الحداثيين الجدد ومن بينهم "بتشاى" نفسه. الاوبرا والسيمفونية من ابتكار الحداثة! ومع انهيار مماثل لمفهوم تتابع الاحداث الأرسطي والمفهوم الهيجلى "السبب والنتيجة" اللذان ينتميان الى الحداثة، نجد أن المسرح بعد الحداثى يتميز بتعدد الابعاد والانية. والمثال المبسط لذلك هو مسرحية "إيرين فورنز" لافيفو واصدقائها" حيث يتم تقسيم المشاهدين الى مجموعات لمتابعة مشاهد المسرحية التي تحدث في عدة أماكن مختلفة. ومشهد الشاطئ في عرض "سكاهاريان" حيث يتلاقى الماضي والحاضر في نفس المكان على خشبة المسرح .. إذ نرى ممثل يقوم بصيد السمك بينما يلهو آخر بمظلة المطر .. وعلى الجانب الاخر يجلس باقي الممثلين على كراسي في انتظار ادوارهم. وهنا لا يمكن رؤية تعدد الابعاد والانية في الكيفية التي يتم بها ترتيب الحبكة، فالممثلون يؤدون الشخصيات بمختلف ابعاد الاداء والتمثيل في نفس المكان والزمان. وعلى الرغم من استعداد الممثل لأداء الشخصية التي يجسدها فانه يجلس على كرسي جانبا في انتظار ان يأتي دوره ثم يقوم بتجسيد كل من ذاته كممثل والشخصية التي يلعبها. فهو موجود باعتباره ممثل وشخصية في المسرحية في نفس الوقت ولكن على مستويات وابعاد مختلفة، ولذلك فهو موجود بدنياً وآنياً على خشبة المسرح. ولأن "إليانور فوش" ترى أن المسرح بعد الحداثي يتسم باستبعاد كل من الشخصية والحبكة، فأنها تلاحظ ان العناصر الاخرى يتم استخدامها بشكل متساو فهي ترى ان كل عنصر دلالي – الاضاءة وتصميم المشاهد والموسيقى .. إلخ، بالإضافة الى الحبكة والشخصية – تقدم بشكل مستقل على نحو ما مثل الممثل . وأشارت الى أن العناصر الارسطية قد ظلت موجودة ، ولكن يتوقف تسلسلها الكلاسيكي والبنيوي الحديث على استخدامها. وهذا التوجه الجديد في العرض قد اشتق جذوره من المسرح البريختى الملحمي، إذ يقول "بريخت" "اليوم نرى المسرح وهو يعطى أولوية مطلقة للقصص الحقيقية" إن أولوية أداة المسرح هي أولوية وسيلة الانتاج.فالمسرح يمكن أن يعرض كل شيء .. إنه يمسرح. ولأن المسرح  بعد الحداثي يرى موت الكاتب المسرحي، فان المخرج الآن يلعب الدور المركزي كمنظر مسئول عن إبداع لغة العرض. ويتميز المسرح بعد الحداثي ايضاً عن المسرح الحداثي بصيغة إنتاجه. فالثورة الصناعية وفكرة الانتاج الضخم، وتقسيم العمل، قد أثرت في إنتاج المسرح والموسيقى أيضاً، فالأوبرا والسيمفونية على سبيل المثال هما من ابتكار الحداثة المصابة بجنون العظمة. ففي القرن الثامن عشر استولت السيمفونية على صوت الحداثة إذا يتم إنتاج الموسيقى بواسطة مجموعة كبيرة من الموسيقيين الذين يقسمون الى مجموعات أما الاوبرا وهى أكبر إبداع حداثي فإن إنتاجها يحتاج مجموعة من العمال والفنانين الذين يعملون ضمن جماعة كبيرة تتضمن الاوركسترا والمغنيين والراقصين وصانعي الملابس والنجارين .. ألخ. وفى الوقت الذى تؤدى فيه الموسيقى فى القاعات والغرف نجد أن الاوبرا والسيمفونية تعرضان في دور الاوبرا الكبيرة ويرتادها آلاف المتفرجين.هذا النموذج الجديد في الانتاج المسرحي يدعو الى توجه جديد من المشاهدين ايضا فالتطهير الأرسطي يصل الى اقصى درجات غموضه في المسرح بعد الحداثي وتعتمد التجربة الجمالية على صناعة المعنى لان التجربة الجمالية التي تتجلى فى العملية بعد الحداثية هي اقرب ما يكون الى التسامي الكائنى وبعكس دراما ارسطو التطهيرية التي تخضع متلقيها الى توجه مؤكد نحو الإيهام التمثيلي للدراما الكلاسيكية والدراما الحديثة يقرن "كانت" أن المسافة ضرورية من أجل تحقيق المتعة والإشباع الجمالي ويقترح "بريخت" في المقابل "رؤية مركبة" في المسرح .. وهى رؤية لابد ممارستها لأن تأصل ما وراء تدفق المسرحية أهم بكثير من التأمل داخل تدفق المسرحية.

المصدر/ جريدة مسرحنا
العدد  199 – بتاريخ 9 مايو 2011

تابع القراءة→

تواصل فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أكتوبر 04, 2011  | لا يوجد تعليقات

تواصلت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، حيث قدمت جمعية شمل للفنون والتراث الشعبي والمسرح مساء أمس الأول في ندوة الثقافة والعلوم عرض  مسرحية  “محو وديمة” تأليف علي جمال، وإخراج محمد السعدي، وأداء كل من محمود القطان، ونورة، وعذاري، واستمر العرض ما يقارب 40 دقيقة .
يستعيد العرض المكان والزمان التراثيين من خلال رجل وزوجته يعانيان مشكلة عاطفية في علاقتهما، ولديهما ابن “غافان” ولكنه لا يظهر في العرض، ويعمل الرجل في حفر الآبار، ويبدو منهمكاً على الدوام في عمله، ويضع اللوم على زوجته في إهماله، والاعتناء بالولد أكثر منه، بينما ترغب الزوجة بأطفال آخرين ليكونوا رفاقاً للولد الوحيد، وهي تلجأ إلى العرافة ديمة من أجل عمل “محو” وهو بمثابة دواء من صناعة المطوع، أو أن أحد الأولياء الصالحين قد قرأ عليه بعض الآيات من القرآن الكريم كما تدعي العرافة .
في بداية العرض نرى الأم وهي تخيط ثوباً جديداً للابن “كندورة”، وهي تغني حالمة بابنها وهو يرتدي الزي الجديد ويلعب بين أقرانه، وتأتي العرافة ديمة حاملة معها “محواً” جديداً، وعلى الرغم من كون الزوجة قد يأست من زوجها، ومن تأثير أي دواء عليه، لكنها تأخذ “المحو”، وبعد ذهاب العرافة يأتي الزوج حاملاً معه بعض الحطب، وتتكشف ملامح الخلل في العلاقة بينهما، حيث تظن المرأة أن زوجها يريد الزواج بأخرى، بينما الزوج يضع عليها اللوم في إهمال نفسها، وعدم الانتباه إلى احتياجاته العاطفية كزوج، وتحاول الزوجة أن تسقيه الماء الذي وضعت فيه “المحو” لكن الزوج لا يشرب منه، وأثناء الليل يمرض الابن، وترتفع حرارته، وتطلب الزوجة من الرجل أن يأتي بدواء الصغير، ولكنه يخطئ ويأتي ب”المحو” وتسقيه الأم لابنها الذي يموت جراء ذلك، وعندها يتداعى المنزل، ويتحول إلى مقبرة . العرض في فكرته ينتقد اللجوء إلى الخرافة أو أية حلول أخرى لا تكون من صلب المشكلة المطروحة، لكنه لا يطرح التبرير الدرامي للحكاية على مستوى مسرحي، أي أن العرض غائب عن تقديم إسقاطات معاصرة على حكاية مكررة، خاصة أن العرض لا يعمق مشكلة الزوجين، أو يطرح عليهما أسئلة معاصرة، أو يمنحهما دلالات جديدة، وهو بالتالي يقف عند حدود السرد متناسياً البعد الدرامي الذي يبرر تحويل أية حكاية إلى عرض مسرحي .
أما على مستوى الإخراج فكان واضحاً أن القراءة الإخراجية قد أتت على مستوى أفقي، وكأنها تصوير للنص، ولم تكن قراءة جديدة، ما طرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بمفردات الإخراج، والرؤية التي ينهض عليها، وقد أثر هذا الأمر في مستوى الأداء، حيث برزت العديد من المشكلات، خاصة لجهة تحول العرض إلى حالة حوارية يغيب عنها الفعل الدرامي . أما ديكور العرض فقد شكل عبئاً على العمل، حيث حدد إطاراً بيئياً للعرض حال دون توسيع فضاء الدلالات، وهو الأمر نفسه كان مع الإضاءة التي بدت كأنها خارج سياق العرض . الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وأدارها المخرج أحمد الأنصاري، وحضرها مخرج العرض، وغاب عنها مؤلفه، شهدت نقداً كبيراً للعرض في مختلف مستوياته، وانتقل النقد في بعض مفاصله ليطال عملية التراكم التي يفترض أن يحققها المهرجان، حيث رأت بعض المداخلات أنه توجد حاجة حقيقية لوجود مشرف أو دراماتورج لعروض الشباب، بينما رأت مداخلات أخرى أن عروض الشباب بحد ذاتها مغامرة إيجابية، لكن المطلوب هو أن يكون عمل الإخراج هو عمل إبداعي يعيد قراءة النص الذي يقدمه بمعايير الإخراج وأدواته، ما يجنبه الوقوع في فخ النص .
من جانب آخر، أشادت بعض المداخلات بدور الممثلة عذاري التي أخذت دور العرافة “ديمة” ورأت أنها تشكل إضافة لجيل الممثلين الشباب، ما يعني أن العروض قادرة على خلاف سواها أن تكتشف عناصر وطاقات شابة مهمة، وهو الأمر الذي يهدف إليه المهرجان في جانب من أهدافه .
تابع القراءة→

ملتقى الشارقة لكتّاب المسرح العربي ينطلق في القاهرة اليوم

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أكتوبر 04, 2011  | لا يوجد تعليقات


ملتقى الشارقة لكتّاب المسرح العربي ينطلق في القاهرة اليوم




تنظم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة من اليوم وحتى 12 أكتوبر/تشرين الأول 2011 فعاليات الدورة الأولى من (ملتقى الشارقة لكتاب المسرح العربي) وذلك في القاهرة والاسكندرية ويشارك في الملتقى 10 كتّاب و10 نقاد وسيشتمل البرنامج على قراءات لنصوص وتعقيبات نقدية إضافة إلى حفل تكريمي بمشاركة فرقة الموسيقا العربية .
وأشار عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة إلى أن الملتقى ينظم بتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، موضحاً أن الدائرة استعدت منذ وقت مبكر لهذه الدورة الاستهلالية من الملتقي التكريمي الذي سيجول عواصم عربية عدة في السنوات المقبلة، وأضاف: “الملتقى استكمال لسعي الدائرة إلى تجسير المسافات الثقافية بين العواصم العربية وتوحيد نبض المسرح العربي على نحو يعزز الروابط الأخوية بين العرب أكثر، ونأمل أن ينجح في لفت الانتباه إلى تجارب جديدة في الكتابة المسرحية وأن يحفز الكتّاب والنقاد ويحفزهم على النقاش والتفاكر وإثراء إبداعاتهم بالمزيد من التفاعل والانفتاح ولعل هذا ما ينقص الساحة المسرحية العربية” .
وقال العويس إن مبادرة “مكتبة النصوص العربية” ومسابقات التأليف المسرحي وملتقى الشارقة لكتّاب المسرح وسواها من فعاليات التي تنظمها الدائرة كان لها نتائجها المهمة وننتظر أن يكون هذا الملتقى العربي في مستواها ونعمل على ذلك .
فيما أشار أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة إلى أن برنامج الملتقى يستهل بمؤتمر صحافي في قاعة سيد درويش في المعهد العالي للمسرح في القاهرة عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم في مكتبة سيد درويش، يتكلم فيه عبدالله العويس رئيس الدائرة ومدير إدارة المسرح بالدائرة ورئيس أكاديمية الفنون المصرية د . سامح مهران ورئيس المجلس الأعلى للثقافة د . شاكر عبدالحميد والناقد والدكتور حسن عطية منسق الملتقى .
وعند الثانية عشرة ظهراً تنطلق الجلسة الأولى للملتقى تحت محور “الدراماتورجية وإعادة صياغة الواقع والتاريخ” وتقرأ نصوص لياسر علام وحاتم حافظ وعيسى جمال الدين ويناقشها محمد رفعت ومحمد سمير وأمير الوكيل ود . حسام عطا، وتخصص الجلسة الثانية من الملتقى يوم غد لمحور “دراما المرأة والدراما النسوية” وتقرأ نصوص لصفاء البيلي ويسرا الشرقاوي وشادي سرور ويناقشها محسن الميرغني وعبير صلاح الدين .
وتشهد مدينة الاسكندرية في الحادية عشرة من صباح الثلاثاء 11 اكتوبر/تشرين الأول الجلسة الأولى تحت محور “المسرح الجديد ومتغيرات الواقع” ثم تقرأ نصوص لشريف صلاح الدين وعز الدرويش ورشا عبدالمنعم ويناقشها د . هاني أبو الحسن ومحمد مسعد وأحمد عامر ومحمد صابر، وفي اليوم التالي يقرأ كل من بكري عبدالحميد ويوسف مسلم نصوصهما ليناقشها جمال ياقوت وهالد رسلان وشيماء توفيق تحت محور “استعادة التراث وعبث الواقع”.
تابع القراءة→

كتاب " المسرح العربي وحوار الحضارات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, أكتوبر 04, 2011  | لا يوجد تعليقات

كتاب  " المسرح العربي وحوار الحضارات" تأليف الناقد السوري عبد الناصر حسو.
 
أن  أهمية كتاب " المسرح العربي وحوار الحضارات "  يطرح الكتاب  مسألة المثاقفة الحضارية بين العرب والغرب ويؤكد على أن فن المسرح لم يعد بعد مرور أكثر من قرن ونيف على نشأته في الوطن العربي فنا غربيا أو غريبا على الثقافة والإبداع العربيين خاصة في ظل حركة التأصيل التي تمت على أيدي مختلف الأجيال المسرحية وفي ظل التواصل بين منظومات الفكر الانساني في تنوعها وفي أطيافها الفكرية والجمالية كافة.
ويتكون الكتاب من /175/ صفحة من القطع المتوسطة ويضم عددا من المقالات البحثية منها " العبور إلى متن النهضة " و" حوار أم مواجهة " و" المسرح الغربي يستعين بجماليات الشرق " و" القراءات المتعدية " وغيرها من المقالات التي يضيء بعضها على بدايات المسرح العربي من خلال تفاعل رواده أمثال أبي خليل القباني ويعقوب صنوع ومارون النقاش وغيرهم مع الفكر والمسرح الأوربيين وكيف وقف المفكرون العرب مؤيدين لظاهرة المسرح في مواجهة ما طالها من تحديات وفندوا الأفكار التقليدية التي وقفت في وجه هذا الفن ما يبرز تقاطع المسرح مع مشروع النهضة العربي.
ويسلط الكتاب الضوء على مسألة " المثاقفة الحضارية مع الآخر " باعتبارها أحد الحلول لمواجهة الأفكار المنادية بصراع الحضارات ويعتبر أن المسرح هو أحد الأشكال الأكثر استيعابا لتلك المثاقفة وتحويلها من مجرد أفكار ونظريات وشعارات إلى واقع جدلي متفاعل من خلال النصوص المسرحية أو العروض ويؤكد على نظرته تلك إنطلاقا من اعتباره أن المسرح هو في الأصل ممارسة ثقافية وفكرية قبل أن يكون فعلا فنيا وجماليا.
ويعتمد الكتاب في رؤيته للمثاقفة المطلوبة على ضرورات تنبع من الواقع الراهن الذي يشهد تحولات كبيرة في الأشكال الفنية المهيمنة ويستفيد من علوم عدة في تفنيده لحاجة المثاقفة لدى جميع الشعوب بما فيها الشعوب الغربية نفسها ويبدو أن التبادل الثقافي بين الحضارات والأمم سمة هذا العصر الذي نعيش فيه بعد أن استنفدت الثقافة المهيمنة وسائلها القديمة وبالتالي ينفي التبادل الثقافي انفراد حضارة ما بالسيطرة على باقي حضارات العالم.
جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب الناقد عبد الناصر حسو يعمل مدير تحرير " مجلة الحياة " المسرحية الصادرة عن وزارة الثقافة السورية وأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية وشارك مؤلفا ودراماتورجا وكاتبا في العديد من العروض للمسرح القومي وله عدة إصدارات بحثية منها " مفردات العرض المسرحي " و" الحركة المسرحية في التسعينيات " و" أيام دمشق المسرحية " وغيرها بالإضافة إلى عدد من المسرحيات للكبار والصغار.
تابع القراءة→

الاثنين، أكتوبر 03، 2011

مسرحية «بيت الأشباح»

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أكتوبر 03, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية «بيت الأشباح»
عبير صبرى

تتواصل بروفات مسرحية «بيت الأشباح» على المسرح القومى استعدادا لعرضها فى عيد الأضحى، وهى مسرحية  كتبها لينين الرملى، ويقوم بأخراجها  عصام السيد، ويشارك فى بطولتها عبير صبري , ماجد الكدوانى، وسامى مغاورى، وياسر الطوبجى. المسرحية التى تدور أحداثها حول عائلة يتوفى جدها الأكبر، ويترك لهم وصية لتقسيم التركة فى ما بينهم، ويجتمعون فى بيت العائلة، لقراءة الوصية، وفى أثناء قراءتها وبعدها، تحدث أحداث مثيرة ومرعبة، مما يثير الحديث حول وجود أشباح. البيت الكبير فى المسرحية يمثل نموذجا مصغرا للمجتمع بكل أطيافه ونماذجه وعلاقاته، حيث تؤدى عبير صبرى دور الفتاة المثقفة الجميلة التى تحلم ببناء بيت صغير مع خطيبها الذى يؤديه ماجد الكدوانى، ويحاولان معا، محاربة الأوهام وتأكيد عدم وجود أى أشباح، وأن ما يحدث من صنع الإنسان الذى يصنع أوهاما لنفسه ويعيش فى فلكها.
بينما يمثل سامى مغاورى نموذجا آخر للرجل الذى عاش جزءا كبيرا من عمره فى دول الخليج، وعاد متأثرا بأفكارهم، مما جعله يتسم بالرجعية. كذلك تقدم المسرحية نموذج الشاب الحالم الرومانسى ياسر الطوبجى، الذى يعيش مع أحلامه بعيدا عن الواقع ولا يطمع فى أى شىء، ولا يعلم شيئا عن المؤامرات التى تدور من حوله، مما يجعل الآخرين يحاولون استغلاله.
تابع القراءة→

عرض مسرحية " فاصل ونواصل " في افتتاح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, أكتوبر 03, 2011  | لا يوجد تعليقات

عرض مسرحية " فاصل ونواصل " في أفتتاح  فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب
 


عرضت  مسرحية " فاصل ونواصل " تأليف وإخراج حميد المهيري في أفتتاح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي المسرحي للشباب وينتمي العرض إلى المسرح التجريبي، حيث لا توجد حكاية رئيسية في العرض، ويغيب الديكور عن العرض لمصلحة الفضاء المفتوح الذي يتيح للممثلين مساحة واسعة للحركة، كما اعتمد العرض على الأداء الجماعي بشكل رئيس، وتقوم فكرة العرض على الميديا بشكل رئيسي، حيث نجد الممثلين يتناوبون على دور المذيع، بينما الباقون يقومون بدور الجمهور، ونجد أمامنا إحدى الفضائيات التي تتنقل في برامجها بين نشرة الأخبار وما تحتويه من أحداث مهمة، مثل الأحداث في فلسطين، ومن ثم نجد برنامجا للموضة تستضيف فيه مقدمة البرنامج أحد مصممي الأزياء، وبعدها برنامج لتفسير الأحلام، وهكذا فإن العرض يبرز فوضى الميديا، وتحول الأشياء إلى مجرد برامج للاستهلاك، وتعكس البرامج هشاشة الإعلام، وهشاشة جزء كبير من الجمهور .
 اللافت في العرض اعتماده على تنوع كبير في العناصر الفنية، فالممثلون جميعاً يرتدون الثياب السوداء، وهناك الأقنعة التي تبرز لنا منذ انطلاقة العرض أن ما يجري في الواقع مزيف، وأن ما يقدم تحت عناوين كبيرة ليس إلا من قبيل “دس العسل في السم” كما ورد على لسان أحد الممثلين .
تختتم مجموعة الممثلين العرض بالنزول بين الجمهور، وهي تحرك الأقنعة، وتخرج من القاعة مع صيحة كبيرة يطلقها الممثلون، وكأن الإخراج أراد بذلك أن يوحد المقولات بين العرض والصالة، بين الممثل والمتلقي واستمر العرض حوالي ثلاثين دقيقة .
وأعقب العرض ندوة تطبيقية ناقش فيها الجمهور العرض بحضور مؤلف العرض ومخرجه، وأدارها  الإعلامي مرعي الحليان .
تابع القراءة→

الأحد، أكتوبر 02، 2011

انطلاق فعاليات اليوم العالمي للموسيقى على قاعة المسرح الوطني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أكتوبر 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

انطلاق فعاليات اليوم العالمي للموسيقى على قاعة المسرح الوطني


انطلقت صباح اليوم على قاعة المسرح الوطني فعاليات اليوم العالمي للموسيقى الذي تنظمه دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة للفترة من الثاني من الشهر الحالي ولغاية الثالث منه بحضور وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي.
وذكر بيان لوزارة الثقافة اليوم الأحد أنه " فعاليات اليوم العالمي للموسيقى انطلقت على قاعة المسرح الوطني صباح اليوم تحت شعار [الموسيقى لغة الحب ورسالة السلام] وبرعاية وزير الثقافة سعدون الدليمي".
وأضاف أن " فرقة عبد الرزاق العزاوي افتتحت فعاليات المهرجان بعروض موسيقية بالغة الروعة كما شاركت فرقة مدرسة الموسيقى والبالية بأحدى المقطوعات العالمية فضلاً عن مشاركة العديد من الفرق الموسيقية منها فرقة المربعات البغدادية والجالغي البغدادي وفرقة ناظم الغزالي وفرقة الفنان الريفي داخل حسن وفرق اخرى فنية وموسيقية".
واشار البيان الى أن " الاتروشي القى كلمة في الافتتاح نقل فيها تحيات وزير الثقافة الى مثقفي ومبدعي العراق جميعاً " معبراً عن " ضرورة ان تخرج الموسيقى من الاقبية والقاعات حيث الفضاءات لتمتلىء بالحب والقيم والموسيقى".
تابع القراءة→

انطلاق مهرجان المسرح الفكاهي بالجزائر

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أكتوبر 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

انطلاق مهرجان المسرح الفكاهي بالجزائر


أزيح الستار بولاية المدية عن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي.
وعرف حفل افتتاح المهرجان ، الذي افتتح اليوم الأحد ويستمر حتى الجمعة المقبل، تكريم عدد كبير من الممثلين الفكاهيين و الفنانين و الكتاب عرفانا لهم بمساهمتهم في إثراء الثقافة الوطنية ،كما قدم عرض مسرح خارج المنافسة بعنوان " زوبعة في فنجان" من إنتاج المسرح الجهوي لعنابة.
ويخلد المهرجان روح الفقيدة عائشة عجوري المعروفة باسم كلثوم التي تعتبر أول فنانة عربية اعتلت سنة 1967 المنصة بقصر المهرجانات لمدينة كان الفرنسية بمناسبة تقديم فيلم "ريح الأوراس" للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة.
وتتنافس ثمانية أعمال مسرحية هي "الطمع" و"البرجوازي" و" طاق على من طاق" و" زعيم النش" و" الفالطة" و "صديقي الشبح" و" الخميسي و الهوارية" و" مدرسة الآباء"، على جائزة العنقود الذهبي للمهرجان.
ويتضمن البرنامج خارج المنافسة ثلاث مسرحيات هي " الزايخة" و " ليلة القطار" و "طوبا"، كما سيجري تقديم عشرة مونولوجات.
تابع القراءة→

عرض مسرحية "رسم حديث "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أكتوبر 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرح أبو ظبي يقدم :
عرض مسرحية "رسم حديث " تأليف محسن النصار - أعداد الفنان عمر غباش - أخراج مرتضى جمعة - على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي - يوم الأربعاء 5 /10 /2011الساعة الثالثة والنصف مساءا.
تابع القراءة→

الدور الثقافي للمسرح الإبداعي في المسرح التجريبي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, أكتوبر 02, 2011  | لا يوجد تعليقات

الدور الثقافي للمسرح الإبداعي في المسرح التجريبي

ييجي شيرشونوفيتش   /   بولندا 

منذ عدة سنوات مضت، احتفل مسرح من مسارح مدينتي "بياويستوك" البولندية بالذكرى السنوية لنشأة مسرحه. ومن أهم فعاليات هذه الاحتفالية ومسببات جذبها، كان تقديم العرض المسرحي "سيرانو دي برجراك". كان يقدم هذا العرض حتى هذا الوقت الحاضر في فضاء مسرحي مغلق، وخصيصاً بمناسبة هذه الذكرى السنوية، انتقل العرض المسرحي ليقدم في فضاء مسرح مفتوح، يسع عدة آلاف من المتفجرين. وفي ظني أن هذه الفكرة، بمختلف المقاييس تتسم بطابعها التجريبي الفني. وبطبيعة الحال من وجهة النظر التكنولوجية كان هذا العرض نوعاً من التحدي الكبير، بل يدخل في مجال التجريب الكبير! كان على العرض المسرحي أن يملك مختلف التقنيات الحديثة، التي تساعد في تجسيم مفردات التعبير، وتشغل فجوة الفضاء المفتوح المقترح، وتسهم في إيصال وسائل تعبير الممثلين الى آلاف الجماهير، الذين حضر معظمهم الى المسرح بشكل عفوي غير مقصود، قاصدين النزهة، من دون دعوة سابقة لحضور هذا العرض المسرحي بعينه. وللوصول الى هذا التأثير المرجو، استخدمت تقنيات الآلة المسرحية المركبة بأحدث أجهزة الإضاءة، ومكبّرات الصوت. وروعيت جميع المحاولات للوصول الى أعلى مرتبة من استخدامات المؤثرات المسرحية، لكن الكارثة لا يمكن إيقافها؛ على الرغم من تحقيق أعلى مستويات تقنيات التكنولوجيا! ففي أثناء أداء أهم مونولوج لبطل العرض المسرحي "سيرانو دي برجراك ـ Cyrano de Bergerac"؛ تعطّلت فجأة مكبّرات الصوت وخمدت. أما "سيرانو" المسكين، والواقف فوق المنصة (براتيكابل) المرتفعة خصيصاً، ليقف فوقها لأعلى متعدياً رؤوس المشاهدين، فقد ظهر وكأنه "فقد صوته" فجأة. هذا الخطأ الصغير غير المتوقع من قبل تقنيات أجهزة الصوت (ميكروفونات لاسلكية ومكبّرات) كان من الممكن أن يدمر هذه الاحتفالية الكبرى. ساد الصمت لحظات. كان من الواضح أن سماع ضحكة عابرة أو صفير مفاجئ من جانب المتفجرين، لسوف يحدث انهيار جبل الثلوج على الرؤوس جميعها ـ فسوف تتغير دراما "سيرانو" لتمسي ملهاة/ فارس طفولية.
شعر الممثل صاحب الخبرة والتجربة، واللاعب الدور الرئيسي، شعر بشكل حدسي/ غريزي بما حدث!! وعلى الرغم من عجز مكبرات الصوت إيصال صوته للجماهير، إلا أنه بعد لحظات قصيرة ـ تعد دهراً (ردحاً) طويلاً من الزمن فوق خشبة المسرح ـ واصل أداءه للمونولوج المسرحي. وحدثت المعجزة: سكنت الجماهير وصمتت، توقفت محادثاتهم العابرة، سكنت أرجلهم عن احتكاكهم بالأرض، وأصغت آذان آلاف عدة من البشر في صمت مطبق الى صوت حي ـ من دون مكبرات صوتية ـ يتجه بقوة نحو السماء المتخمة بالنجوم. لقد أصبح هذا الخطأ التكنولوجي حجر أساس في تشييد النجاح الفني لهذا العرض المسرحي، وانتصار للروح والفن على التكنولوجيا والمادة. إنني أؤمن إيماناً عميقاً بأن هذا الحدث قد جعلنا نرى في خلاصة ميتافيزيقية، ماهية العلاقة بين فن المسرح والتكنولوجيا الحديثة؟! إنه يجعلنا نعي ما هو جوهر المسرح والتجريب المسرحي من جانب، ومن الجانب الآخر الوعي بما هو مجرد كونه وسيلة وأداة لتجسيده فوق الخشبة. إن استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة، والاكتشافات العلمية المعاصرة في العمل المسرحي بعينه هو عرض تجريبي. فالمصطلح ذاته "المسرح التجريبي" يمكن لنا تفسيره، إذا فهمناه وفقاً لمعناه الحرفي الذي يصاغ من بنية هذا المصطلح ومشتقاته. ومن وجهة نظري الذاتية، لديّ انطباع ـ ليس منفصلاً عن يقين الداخلي ـ من أن المسرح إما أن يكون تجريباً أو لا يستحق أن يسمى "مسرحاً". إننا نقدره باعتباره فناً، وواحداً من أهم الوسائل ـ بجوار العلم والمعتقدات ـ لتعرف الإنسان على ذاته، ومحاولة تفهم عالمنا المحيط بنا. فالمسرح إذن هو تجريب متواصل، تتوالى عليه تغيرات في "الفورم" أو الشكل يكون في معظمها فجائياً ومرناً، بينما يكون جوهر العمل المسرحي وموضوعه الأساسي ـ عبر تراكمات الحقب الزمنية عليه، ولقرون تالية ـ هو "الإنسان"!
المتناقضات
منذ بضع سنوات مضت؛ وفي احتفالية اليوم العالمي للمسرح؛ كتب المسرحي الألماني "تانكريد دورست ـ Tankerd Dorst": (...) دائماً ما نتساءل؛ هل المسرح يلاحق الزمن؟! عبر ألفي عام جعلنا المسرح نرى ـ تماماً كالمرآة ـ العالم ومكاننا فيه. فالتراجيديا ـ وغالباً الكوميديا أيضاً ـ جعلتنا نشاهد أن ما يحكمنا هو "القدر". وأن الإنسان ليس بمتكامل، يرتكب الأخطاء الفادحة، يتصادم مع المتناقضات، يشتهي السلطة، يرينا المسرح بأنه ضعيف، مخادع، ساذج، سعيد في جهله. ويظهر في الأفق نوع أو جنس آخر من الوجود الإنساني، يمكن صنعه، وإنتاجه عن طريق علم "الجينات" الذي يتحكم في توجيه مسارات الإنسان عن طريق استنساخه بشكل مثالي. هذا الإنسان المثالي ـ إن وجد ـ لن يكون في حاجة الى مسرح مثل ذلك الذي نعرفه. لن يكون بمقدوره تفهم تلك الصراعات التي تقوده وتحركه".
أريد أن أتحدث هنا ـ ولكني أختار أقل المسائل خلافية ومثيرة للجدل والنقاش ـ عن القيمة الفائقة غير العادية لاختلاف المسرح عن العلم والمعتقدات، وهي أن المسرح في اختلافه عن المعتقدات أو العلم، لا ينشغل بتوصيف تاريخ الظواهر؛ التي كان لها دور فاعل في الماضي، ولكنه يرينا الظاهرة ذاتها، يرينا الإنسان في لحظة حدوث هذه الظاهرة، وفي لحظة تغيرها. لا يوجد أي فن آخر كالمسرح؛ أو أي فرع من فروع العلم، ولا حتى المعتقدات نفسها بقادرة على أن تمنحنا فرصة لاقتراب حميمي يتّسم بهذه الاستثارة السيكلوجية مثل "دراما الوجود الإنساني".
كانتور
عندما سئل المبدع المسرحي البولندي الكبير "تادووش كانتور ـ Tadeusz Kantor"، لماذا يظهر بنفسه فوق خشبة المسرح في أثناء عروض مسرحه؟ أجاب بأنه في اللحظة النهائية لتقديم الإبداع المسرحي فوق الخشبة، في لحظة انكشاف الممثل أمام جمهوره، نجده منزوع السلاح، وهو كأنسان في حاجة الى حضور الإنسان الآخر. لأن المسرح الحقيقي، ذلك المسرح التجريبي الجاد، ليس مجرد نمر حواة، وليس بتهريج رخيص، بل دراما إنسانية معاشة هنا، وفي اللحظة الآنية".
وعندما نجلس في قاعة المتفرجين، فإنما نكتشف أنفسنا في موقف أقرب ما يكون الى زيارتنا لشخص مريض مرضاً ثقيلاً. نحن لسنا بأطباء، ولسنا بقادرين على مساعدته، ولكن يمكننا أن نكون مع هذا الشخص في أثناء البروة، في اللحظة التي يصارع فيها هذا الشخص المرض المميت. إن المرض المميت للمسرح هو التعوّد، في تحجّر قوالبه وتكلّسها، في تعوّده على المسلّمات، والتي تحتاج في معظمها الى حلول فاعلة. إن ظاهرة التحرّر من قيود ذلك "المتعارف عليه"، تعدّ ظاهرة نادرة. فبعض الممثلين يقوم بأداء إيماءات مفرغة خالية من المعنى، والبعض الآخر يبيع نفسه لوسائط (ميديا ـ media) أخرى، حيث يربت الممثل على جمهوره ويتملّقه، يسير في توافق فريد مع "الثقافة الشائعة ـ commen culture". وليس هذا بالشيء الذي يعاقب عليه، لأن الإنسان ـ والفنان على وجه الخصوص ـ هو وجود يتّسم بالخيلاء والغرور، يتعطّش الى الاعتراف به والوصول الى أعلى القمم، تماماً مثل السمكة في المياه. ولا يمكن لنا سجن الفنان في "بدروم"، أو نضع من حوله الأسوار التي تبعده عن العالم. لذلك فإن تطوّر "التكنولوجيا"، خصوصاً "تكنولوجيا وسائل الاتصال"، تسبّب عنها في أن العالم قد تقلّص وصغر. قيل ـ في وقت ما في بولندا ـ إن العبقري يأتي من الأقاليم. فالفرديات الشهيرة، والتي وهبت الشعور برسالة التبشير، ولا تملك قدرة إيجاد نفسها داخل البنية الرسمية (الحكومية)، قد هاجرت ـ جغرافياً الى الخارج، أو هاجر في الداخل. ولقد راهن "تادووش كانتور" في عمله الإبداعي على ممثليه غير المحترفين ـ أبناء الطبيعة غير المشكلة، أما ييجي غروتوفسكي ـ الذي ليس من الضروري التذكير باسمه ـ لم يبدأ عمله الابداعي في مسرحه المعملي بالعاصمة "وارسو" أو بالمدن الكبرى مثل "كراكوف ـ Krakow" أو غيرها، بل بدأها في اقليم "اوبولي ـ Opole" الصغيرة وشيد مسرحه هناك: "مسرح الـ 13 صفاً. في تلك الحقبة الزمنية الصعبة بالنسبة للفنانين البولنديين، والتي تسمى "بزمن التخفي"، كان العثور على مأوي داخل هذه الأقاليم هو الطريق الأسهل. ولم تعد المشكلة في الوقت الحاضر في الهجرة فقط، بل حتى ايضاح تساؤل ملح: أين موقع هذه الأقاليم؟ ففي حيز المنطقة الثقافية وحدودها يختفي رويداً رويداً معنى هذا المصطلح "الاقليم". لقد اصبح من الصعوبة بمكان الاختباء أمام العالم، ليكون بمقدور الفنان العمل بهدوء، أن يسعد بما يبدعه، ان يجد الـ"تون" الصحيح غير التائه في شغب هذا العالم المحيط به واضطراباته.
مرة أخرى أعود الى المقولة المقروءة للكاتب المسرحي الألماني "تانكريد دورست". يكتب قائلاً: "المسرح هو فن ملتهم وفي ذلك قوته. بلا خجل او استحياء يستغل كل ما يلمسه ويقع ما بين يديه. يكسر مبادئه الذاتية. يخضع بالقطع لكل ما هو "موضة"، يتوغل داخل الوسائط الأخرى. أحياناً ما يتكلم ببطء، وأسرع في أحيان أخرى. يتلعثم ويصمت. انه متطرف ومبتذل (تافه)، خبيث ماكر: يقطع من أوصال الرواية الأدبية، وفي الوقت نفسه يبدع شيئاً جديداً منها. إنني واثق من ان المسرح دائماً زاخر بالحياة ـ اذا كان بمقدورنا ان نشعر بالحاجة الى اظهار: كيف نحن، وما لسنا نحن عليه، وكيف ينبغي ان نكون!!".
ميدانياً
تخفي هذه الأقوال مضامين بسيطة: يحتضن "المسرح" كل ما يقدمه العالم، لكنه لا يستسلم لفوضويته او زيفه ـ انه يحمل في قبضته كل ما يقدر عليه، من أجل التعبير عن نفسه كاملاً.
كيف تبدو هذه الظاهرة عملياً؟!، كيف يمكن لمبدعي المسرح البولنديين "الحداثيين" ان يبدعوا تطبيقيا "تجريبهم المسرحي"، و"معلمهم المسرحي"؟ في بحثي ـ وليس هذا الملخص ـ أتناول طرق ابداع فرقتين مسرحيتين بولنديتين، الأولى: تقدم العرض المسرحي "موروسوفوس ـ Morosophus" وهو أحد العرضين الممثلين لبولندا، والفرقة الثانية هي فرقة "فيرشالين ـ Wierszalin"، أما الفرقة الأولى فتاريخها حديث، وهي تتكون من شباب مبدعين لا تزيد أعمارهم عن خمسة وعشرين عاماً. أما الفرقة الثانية "فييرشالين" فهي فرقة مسرحية معروفة لها تاريخها المسرحي الطويل، ومعترف به في بولندا، واوروبا، ويقدرها اخصائيو "المسرح البديل ـ (Theater alternative) في العالم كله. وليس من الصدفة ان اخترت في بحثي هاتين الفرقتين! فما يعنيني هنا هو نوع التجربة المسرحية المغايرة لكل منهما، فهما غير متشابهين في "الموديل" المسرحي الذي تقرحانه، ويفرقهما "التشكيل" والصياغة المسرحية المختلفان، والتي لا تسمح على المستوى العملي بالوفاق بين جيلين من المبدعين. باختصار شديد لقد بحثت داخل ابداعات هاتين الظاهرتين المسرحيتين اللتين على الرغم من اختلافهما، الا انني وجدت ثمة رابطة تربط فيما بينهما: إنها مسارح تنضوي تحت مسمى "التجريب" بكل ما يعنيه هذا المصطلح؛ وهي تعد مثالاً جيداً لتلك المسارح التي تتعامل في تناولاتها المسرحية مع "التكنولوجيا الحديثة". عن تجربة الفرقتين يمكن للقارئ ان يجد في البحث المطول ما قصدته
تابع القراءة→

السبت، أكتوبر 01، 2011

صدور رواية "وشم وحيد " للكاتب سعد القرش

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 01, 2011  | لا يوجد تعليقات

صدور رواية "وشم وحيد "  للكاتب سعد القرش


"وشم وحيد" رواية التمرد على الظلم والبحث عن الذات

رواية  "وشم وحيد" التي صدرت اخيرا للكاتب المصري سعد القرش ثورة مستمرة على الظلم وعلى ازدراء الانسان ودعوة صارمة الى تقويم ما اعوج او استوحش من التصرف البشري الذي يظهر من خلال التحكم بمصائر الناس.
الا ان الثورة في الرواية هي ذات مدى طويل وكفاح مستمر وقد لا تؤتي ثمارها للمناضلين الا بعد زمن وربما جاء التعويض في شكل اجيال جديدة تولد من رحم العذاب.
تدور الرواية وتجري الاحداث مع بطلها "وحيد" خلال حفر قناة السويس. المشروع كبير ووراءه مصالح كبرى ومن يعمل فيه مثل وحيد وأبيه يتحمل السياط والعذاب والموت دون دفن يليق بالانسان وكرامته.
في الدين الاسلامي تشديد على ان اكرام الميت دفنه. وفي القصص الاسطوري اليوناني القديم تواجه "انتيجوني" "او انتيجونا" العذاب والالام الرهيبة لانها رفضت ان تترك جثة اخيها دون دفن كما امر قريبها الحاكم الطاغية.

السؤال هنا هو هل نترك الميت دون دفن فنرتاح ام نتحدى القانون الظالم والحاكم الطاغية وندفنه فيحكم علينا بعذاب لا مثيل له. انتيجوني اختارت الدفن مع ما يستتبعه ذلك من العذاب وفي الوقت نفسه استسلمت لقدرها بعناد. بطل سعد القرش اتخذ القرار نفسه لكنه لم يستسلم لقدره بل بدا كأنه يسعى الى كتابة هذا القدر بيده هو.
حمل جثة ابيه من مكان الى مكان هربا من الطغاة الذين قرروا رمي الجثة وغيرها من الجثث في الفلاة دون دفن حقيقي لائق. وقد كافح الظلم وارتكب القتل دفاعا عن النفس في سبيل هذا الهدف. الاثر الديني في هذا الموقف اكيد ويبدو مسلما به لكن العنصر الدرامي لا يقل عنه قوة بالنسبة الى هذا العمل الروائي.
الدفن هنا فعل محبة وفعل انتصار على الظلم واللاانسانية.
في الاهداء نقرأ ما كتبه سعد القرش: "قال ابن بطوطة حين زار مصر: "يستبد العسكر والشعب يئن تحت وطأة الحكم ولا يهتم الاقوياء بذلك. والعجلة تدور." اهداء خاص الى شهداء ثورة يناير كانون الثاني 2011" في مصر.
تبدأ الرواية على الشكل التالي وبتأثير في النفس وكثير من الايحاءات عبر وصف الحدث. "حمل وحيد اباه. رفعه بين يديه ودفء الحياة لم يتسرب تماما من الجسد الهزيل. لم يصدق ما جرى. حدثته نفسه ان اباه مجهد اتعبه العطش وحمل الرمال مع الاف لا يعرف لهم حصرا ممن يحفرون القناة.
"ابعد الميت عن الشغل.. كاد وحيد يقتل صاحب اللسان البارد... لم يبال وحيد بأمر "المقدم". عز عليه ان يكون الجسد في مقطف من الخوص واحتمل سوطا لسع ظهره وهو يضع اباه برفق في العربة. ذهب به بعيدا ابعد بقليل من المكان المخصص لدفن من يموت من العمال.
"ايقن وحيد ان اباه مات. عليه ان يهرب بالجثة الى مكان لا تصل اليه عيون الحرس ليتمكن من العودة الى "اوزير" ويدفنه هناك فترتاح روحه ويرجع وحيد نفسه الى بلد سمع به ولا يحتفظ له بملامح."
الا ان الذهاب الى اوزير فردوسه المفقود صعب بل مستحيل.
قال المقدم "فرغه من العلق يا بهيم وادفنه تحت رجليك." لكن وحيد رمى حفنة رمل في عينيه وبعد عراك ادرك انه مقتول لا محالة. لم يفرق المقدم بين الجثتين. انزل عليهما اللعنات والضرب بقوة حركت بقايا الروح في جسد وحيد.
سقط المقدم بين يدي الشاب "خنقه بالسوط ونزع جلبابه وروحه وحمل اباه وتسلل الى الصحراء."
ومن هنا تطول المعاناة والمغامرات والالام وتتجدد قوة الصراع في نفس وحيد الذي قرر السعي بكل ما فيه من قوة للوصول الى "افندينا" وقتله انتقاما لابيه ولاخرين.
دفن اباه بمساعدة رجل طيب اطلق عليه اسم الشيخ ابراهيم فكان جديرا بهذ الاسم.
وأخذ ابراهيم يعمل على وحيد وينصحه. اوصاه بالحكمة المتمردة على طريقة غاندي ونصحه بالتدرب على الصبر "وأعطاه نولا صغيرا وعلمه كيف يغزل الصوف حتى تمر الايام الاخيرة ويتمكن من اخذ جثة ابيه في الشتاء ويرجع الى قريته امنا."
السيل العرم الذي نتج عن اعمال الحفر ضرب المنطقة وأخذ زوجة الشيخ ابراهيم ومواشيه. وقرر الشيخ ابراهيم الانتقام من "افندينا".
جاء هذا سببا قويا دافعا لوحيد للسعي الى قتل "افندينا"... لديه اسبابه الخاصة وها هو الان صديقه الشيخ ابراهيم يكلفه عمليا بالانتقام من الخديوي. الاثنان سينتقمان من الباشا.
وقد جرى القبض على الشيخ ابراهيم فصارت المهمة الان تقع على عاتق وحيد.
وبما ان للمشاريع الكبيرة اثمانا كبيرة فقد كان عذاب وحيد وامثاله من ضمن هذه الاثمان.
بعد مغامرات وأهوال وعذاب نصل الى عنصر مصيري هو المرأة. انقذها من معتدين فتم التعارف بينهما بهذه الطريقة ونشأ بينهما نوع من الحب والاهتمام. وقد جرب وحيد حظه فوفق الى العمل في قصر الباشا ظانا انه بهذا يستطيع اغتياله. واكتشف ان من المستحيل على امثاله رؤية الباشا في هذا القصر الذي يشبه مدينة او عالما في حد ذاته.
وبعد مزيد من الاحداث نصل الى زبدة مهمة هي قدوم ابنهما هاشم الى الحياة. كأن كل الوعود والامال تجسدت في الطفل وكأن هذا الطفل هو التعويض عن كل المعاناة. ولعل هذا الطفل سيكمل الرسالة.رواية سعد القرس "وشم وحيد" تشكل قراءة ممتعة مشوقة وهي فوق كل ذلك تحمل رسالة تغييرية صريحة لم تغب عن سطورها ولو مرة واحدة لكن دون اي وعظ وحديث مباشر.
تابع القراءة→

مسرح المقهورين في القاهرة من جديد

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 01, 2011  | لا يوجد تعليقات

الأحد يوم غد ندوة المسرح مع الفنانة نورا أمين



مسرح المقهورين في القاهرة من جديد

تستضيف ندوة المسرح في بداية برنامجها الفنانة المسرحية نورا أمين للحديث عن تجربتها المسرحية الثرية في الكتابة والترجمة والتمثيل والاخراج المسرحي ، وعن المشروع المصري لمسرح المقهورين الذي تقوم به نورا حالياً.
لحضور الندوة يجب أن تكون مشتركا في برنامج سكايب للمحادثة الصوتية . بمجرد اضافتك للعضو masrahdotcom يمكنك حضور الندوة والمشاركة فيها. موعد الندوة الأحد 2 أكتوبر 2011 الساعة 9 بتوقيت القاهرة 7 بتوقيت جرينتش.
وكانت قد أطلقت الممثلة والكاتبة والمخرجة المسرحية المصرية نورا أمين مؤخرا مبادرة المشروع المصرى لمسرح المقهورين، الذي يُعد الأول من نوعه لإقامة شبكة  لهذا النمط من المسرح في جميع أنحاء البلاد. ويهدف هذا المنهج المسرحي لمؤسسه البرازيلي أوغستو بوال إلى إتاحة خشبة المسرح والساحات العامة للمواطن العادي للصعود والمشاركة بالتمثيل أو الفعل لإدارة حالة القهر والصراع المطروح من خلال مشهد مستوحى من قصة حقيقية.
وبذلك يصبح المسرح تدريبا على التفكير الخلاق ومعالجة الصراعات بطريقة إيجابية وإبداعية قد يتسنى نقلها إلى الواقع أو الاستفادة بها. وضم المشروع حتى الآن حوالي 420 عضوا، والمتوقع أن يصل إلى ألفي ناشط من المسرحيين والنشطاء الثقافيين والاجتماعيين.
وبدأت الكاتبة منذ ثلاث أسابيع تأسيس مجموعة على فيسبوك بعنوان "المشروع المصرى لمسرح المقهورين". وتقول "هناك حماس حقيقي للعمل العام، حيث يتيح هذا المشروع فرصة للمسرحيين للخروج من أسر المبنى المسرحي، وتثبيت أقدامهم فى ساحات العمل الجماهيري دون التخلي عن الحالة المسرحية".
وتقول المخرجة التي تعلمت أصول مسرح المقهورين بالبرازيل على يدي بوال "هذه المجموعة تهدف مرحليا إلى جمع كل من عمل أو تدرب على مسرح المقهورين وتحديدا تقنية (مسرح المنتدى) في مصر، وفي مرحلة تالية ضم أعضاء جددا وخلق تنسيقا بينهم "يؤدى إلى نشر هذا المنهج المسرحي والعمل به على أوسع نطاق ممكن فى مصر، حيث إنه مناسب بل وضروري في هذه اللحظة التي نعيشها جميعا".
وتتزامن هذه المبادرة مع إطلاق مشروع جديد بدعم من الصندوق العربى للثقافة والفنون (آفاق) يتمثل في مجموعة ورش وعروض لمسرح المنتدى على مدار عدة شهور، وفى أربع محافظات بمصر.
القضايا الاجتماعية
وتؤكد المخرجة أن "مسرح المنتدى" هو إحدى تقنيات منهج مسرح المقهورين الذي يقوم على استخدام تقنيات مسرحية مختلفة لمناقشة القضايا القائمة على الصراع بين قاهر ومقهور، سواء كان هذا الصراع نفسيا داخليا، اجتماعيا أو سياسيا.
ويتسم مسرح المنتدى بالتركيز على القضايا الاجتماعية والصراعات بين الأفراد وفئات المجتمع، حيث يحاول نقل المشكلات والصراعات وحالات القهر التي يعيشها المجتمع بالفعل إلى خشبة المسرح أو ساحة العرض أينما كانت لكي يعاد تجسيدها من خلال طريقة محددة وتقنيات مدروسة أمام الجمهور نفسه الذى يعيشها بهدف محاولة الوصول إلى حل لها أو أسلوب للتعامل معها.
ويظل هدف مسرح المنتدى -وفقا للكاتبة- تنشيط وتحفيز التفكير الإيجابي حيال القضايا والمشكلات التي تواجه الأفراد، فهو "يشحذ القدرات الإبداعية وينمى طاقة الفعل والخروج من حالة القهر".
ويعتبر هذا المشروع هو الثالث من نوعه الذي تقوده نورا أمين بمصر، بعد أن قدمت عام 2009 الورشة الأولى من نوعها بالإسكندرية تحت رعاية المعهد السويدي بالتعاون مع مؤسسة انعكاس للفنون والتدريب، كما قامت بتمويل وإنتاج وتنظيم الورشة الأولى بمصر لمسرح المنتدى بقيادة المدرب البرازيلي جيو بريتو بمعهد غوته بالقاهرة عام 2004، وقدمت ورشة أخرى عام 2010 بالتعاون مع جمعية النهضة العلمية والثقافية بالفجالة (جيزويت القاهرة).

للاستماع مباشرة الى الندوة ليوم غد يمكنك ذلك من خلال موقعنا الصديق راديو المسرح :
تابع القراءة→

عرض مسرحيات شكسبير بكل اللغات

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, أكتوبر 01, 2011  | لا يوجد تعليقات

عرض مسرحيات شكسبير بكل اللغات

شكسبير يتحدّت بكل اللغات: من الماندارين والزولو إلى الهيب هوب ولغة الإشارة
-
أعلن مسرح جلوب الانجليزي انه سيقدم أعمال الاديب الانجليزي وليام شكسبير المسرحية وعددها 37 بسبع وثلاثين لغة تقدمها 37 فرقة مسرحية في مهرجان مسرحي تشارك فيه فرق من أفغانستان وحتى جنوب السودان الذي أصبح دولة مؤخرا.
ويستمر المهرجان وهو باسم "من عالم الى عالم" ستة اسابيع ويبدأ في 23 ابريل نيسان من العام القادم. ويجيء مهرجان شكسبير في اطار مهرجان لندن لعام 2012 الذي يعد ذروة دورة اولمبية ثقافية لاربع سنوات من الاحتفالات الفنية والثقافية في بريطانيا والتي ستؤدي الى دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في المدينة العاصمة العام القادم.
ويبدأ مهرجان شكسبير "من عالم إلى عالم" برؤية جديدة لقصيدة شكسبير "فينوس وأدونيس" التي تقدم بلغات عدة منها لغات الزولو وخوسا والسوثو والتسوانا والافريكانز وانجليزية جنوب أفريقيا.
وتبدأ العروض المسرحية يوم 23 ابريل أيضا ومنها "ريتشارد الثاني" وتقدمها فرقة فلسطينية كما تقدم فرقة تشكلت خصيصا من جنوب السودان للمشاركة في المهرجان "سيمبلين".
ومن العروض المسرحية "ريتشارد الثالث" التي تقدم بلغة الماندارين و"زوجات وندسور المرحات" بالسواحيلي و"عطيل" بالهيب هوب. وقال منظمون ان مسرحيات شكسبير الثلاثة عن هنري السادس وتدور حول الحرب الاهلية في انجلترا ستقدم على شكل "ملحمة ثلاثية بلقانية" لثلاث فرق وطنية من صربيا والبانيا ومقدونيا.
اما المسرح الحر في روسيا البيضاء الذي وصفه المنظمون بانه "اشجع فرقة مسرحية في العالم" فيقدم مسرحية "الملك لير" بينما سيترجم مسرح ديفينتلي من لندن مسرحية "عذاب الحب الضائع" المليئة بالتورية والتلاعب اللفظي إلى لغة الاشارة البريطانية.
وبمناسبة اولمبياد لندن يقدم المنظمون ما اسموه بطاقة "الساحة الاولمبية" التي تسمح بمشاهدة كل مسرحيات شكسبير السبع والثلاثين بالاضافة الى القصيدة بمئة جنيه استرليني "155 دولارا". "رويترز"

تابع القراءة→

الجمعة، سبتمبر 30، 2011

فديو مسرحية "مملكة الكرستال "

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, سبتمبر 30, 2011  | لا يوجد تعليقات

فديو مسرحية "مملكة الكرستال "


بمسرحية "مملكة الكرستال " تحولت صالة العرض الى براد في الطب العدلي وحاوية نفايات شممنا رائحتها وعفونتها دون ان نعرف محتوياتها .. ظلت المسرحي تحاكمنا دون ان نستطيع الدفاع عن انفسنا..ضحكنا على انكساراتنا في زمن لا ينصفنا ولا يقبل ان يكشف لنا براءتنا..استولت الكلاب على كل القاعة(قاعة العرض) وكذلك الجرذان شعرنا انها تتحرك بين اقدامنا.. رغم ضيق المسرح حيث لاعمق يعطي للممثلين حرية الحركة رغم ذلك  اجادوا في الاقناع والتعبير فالممثلة نضال كريم حيث تخرج من براد الطب العدلي كان لها حضورا مميزا استطاعت ان تمسك أيقاع العرض المسرحي  ماعادت لعبة منذ الدقائق الاولى للعرض الممثل والمعد حيدر ابو حيدر كان يمتلك كل ادواته الفنية جسدا و القاءا متميز وتعبيرا محترفا خرج من حاوية نفايات وبرقبته كاميرا فوتغرافيا ليؤرشف لنا فجيعتنا .. ضحية كاتم صوت حلق في الفضاء ولامس الجمهور الذي تفاعل حسيا وذهنيا مع العرض الذي هو  زمنٌ لا ينتمي الى زمن. موتٌ عشوائي يتمشى في شوارع مدائنا.عفنٌ ونفايات، حزنٌ ابديّ يشخبُ دماً،لا من مُسعفٍ، ولا من أحد يتصدّى للموت.بل حيواتٌ تهرقُ وتُصفّى. وحقٌّ يضيع.لكنّ هذا القبحَ الآسن َبرائحته النتنة تحوّلَ الى ايقونة فنيّة وجمالية حين صَعدَ على خشبة المسرح. وتسرّب من قصيدة الشاعر موفق محمد "عبدائيل" ليكون عملاً درامياً أبكى وأوجع جمهوره، بل شتم وأهان، ورثى الزمن العربي الذي عمّه الخراب والإحترابُ. من فضائل هذه المملكة العفنة أنها وقفت على قدميها تسألنا ولا نُجيب، وتُحرّضنا ولا نستجيب. ثمّ ظلّت تُضنكنا وتضحك علينا. كان الفضلُ في هذا الألق الشعري  الذي كتم أنفاسنا قرابة ساعة، وعصَرَ دهشتنا وذهولنا  للمخرج العراقي المغترب في السويد سلام الصكر وللمثلة المبدعة نضال عبد الكريم وللفنان المتميّز حيدر أبو حيدرالذي أعد مملكة الكريستال من قصيدة استوحى فكرتها وأسّسَ بنيتها الدرامية عليها. ومثّل فيها مع زميلته. هؤلاء ينتمون جميعاً الى فرقة ينابيع المسرح العراقية جنوب السويد  فكان الإبداعُ العراقي برمته حاضراً في هذا العمل الباذخ الذي تحدّى فقر الإمكانات التي تُعزّز نجاح أيّ عمل درامي، كضيق الفضاء المسرحي وشحّة ِالسينوغرافيا، والإضاءة.. إنّ خشبة َ المسرح، في هذه القاعة، مُكرّسة ٌ أصلاً للقراءات الشعرية ولعزف الموسيقى والغناء الفردي. لكنّ الإبداع صِدامٌ مع المستحيل، وتحدّ ٍلخلق المُمكن. هنا في بلاد السويد، وفي عموم المدائن الأوروبية المسرحُ متعة ٌ واستذكار الروافد الثقافية وتعميق الوعي والفكر بما يُغنيهما. وتحوّلَ عندنا الى كوميديات بائسة تُلبّي حاجة المشاهد الآنية الذي جاء ليُعبيء صدره بالضحك.ويُمضي ساعة ً أو ساعتين في اجترار" المكسرات " والتعليق على جريان العمل المسرحي همساً او بكلام مسموع. بيد أن سلام الصكر مع كادره التمثيلي والعملي وضعنا في موضع الإنبهار وكتم الأنفاس، وأشعل فينا الحرائق وصرنا نتخبط في دوّامة المشاعر، تارةً أبكانا، واُخرى أضحكنا، ومرّات أذهلنا وأماتنا وشتمنا. ووضعنا حَيالَ الوضع العربي من مشرقه حتى مغربه،الآهلِ بالوجع والفجيعة واسترخاص دم المُواطن، الذي يعيشُ في درك الفقر والمهانة في دول من أغنى بلاد الأرض، إذْ الإنسانُ فيها أرخصُ من قشّة. على الرغم من أن كلّ قامعي حياتنا ومصائرنا مسلمون ظاهرياً ومصاصو دم في سلوكهم. فما أن يختفي جلاد يجيءُ مفبركو السياسة العالمية بآخر أشدّ فتكاً وبطشاً ولصوصية يغطشون مسراتنا وحياتنا. يُذكرني ما ذكرتُ بقصيدة الشاعر عدنان الصائغ حين قال ما معناه، ما ان نودّع جلاداً ونصفّقُ لرحيله ونرتاح، حتى يُفاجئنا آخرُ ونراه على شاشة التلفاز. فيُحبط َ فرحنا وأملنا. فثمتَ قوى مرئية ولامرئية تصنعُ هؤلاء الجلادين، وتُهيءُ في ذات الآن نعوشهم وتوقّتُ آوانَ رحيلهم..  مملكةُ الكرستال التي هي مملكةُ الدم وحزّ الرؤوس، واغتيال الفرح والأمنية والأمل. وضعتنا في حيز صغير ممّا يحدثُ في عالمنا العربي.وأمامنا امرأةٌ ورجل،هي قتيلٌ في تفجيرات شارع المتنبي وهو قتيل في انفجارآخر. هي مجهولة الهوية حظها أفضل من الرجل القتيل، محفوظة في برّادِ الطبّ العدلي ومحظوظة، بينما الرجل مُلقىً في أحد براميل القمامة، يُضيّفُ الكلابَ السائبة فصار طعام َموائدها، تأتيه كلما عضّها الجوع..، فآنسَ اليها وآنست اليه. وجسدُه مثخنٌ بالجراح، القتلة ُ في سوح القتل مجهولون ومعلومون، لكنّ السلطة َالقمعية َ تتغاضى عنهم،كونهم أعداء الثقافة، خارج اسوارها، هم العصا الغليظة ُ التي تعرقلُ عجلة الزمن الماضية الى المستقبل.. بدءاً يصعدُ الميّتُ الحيُّ قبلها الى خشبة المسرح، يحدّثنا عن موته الفاجع، لكنه بدأ يحبُّ مثواه، فهو لا يشعرُ بالوحشة فيسمع عواء الكلاب ويُحسّ أنه بين براثن حياة من نوع ما، وبرغم حزنه على موته الضائع المجهول الذي لا يكترثُ به أحدُ،الا أنه سعيد يستمتع بضجيج الكلاب وهي تنهشُ لحمه وعظمه. ثُمّ تُفاجَئهُ المرأةُ، تقتحمُ عزلته إبّانَ كان يُخاطبنا. فنُصيخ اليه السمعَ... ويتحاوران، هي ميتةٌ مجهولة ٌ وهو ميّتٌ مأكول ٌ. فيتبادلان مثواهما. فيضيق ذرعاً بمرقده الجديد في جوف برّاد من برادات الطب العدلي. يُباغتُه البردُ الشديد والظلمة. ويظهر مرّة اخرى ليُقاطع المرأة الميتة، مُصِرّاً على العودة الى برميل القمامة فقد آنس الظلام في الهواء الطلق بين نواجذ الكلاب ونباحها وهريرها. هو ههنا له جيرانٌ أحياء، وهنا ك، في براد الطب العدلي، جيرانُه أمواتٌ يغطّون في سابع موتهم. وبرغم ضيق المساحة والفضاء المسرحي وتكدّسهما بالنفايات، فإنً حركتهما كانت مرنة ومدروسة ومنضبظة فيها ايحاء ولغة ٌ واشارة وتعبير، وأداءهما نمّ عن وعي ٍجاد ٍ، فكما اللغة تحكي وتُعبّرُ وتؤشرُ وتهمزُ وتلمزُ فمرونة ُالجسد تضافرت مع الحوار وشكّلا معاً سيمفونية ادائية في ذروة التألق. كان رجعُ الميّتين الى خشبة المسرح، لا الى سخونة الحياة، تذكيراً لنا بأننا نحنُ مَنْ أوصلنا مصائرنا الى سوح المنايا. فنحنُ مَنْ تركنا جلادينا يستغرقون في السلب والنهب وتكنيز الغنائم على حساب أمننا وحياتنا. مملكة ُ الكرستال حكايةُ موت الأحياء وان لم يموتوا بعدُ، فهو السيّدُ السائدُ في زمن الأحتراب والخراب والسعير السياسي. سلام الصكر شيّد بالإعتمادعلى ما أعدّه ممثله المبدع حيدر أبو حيدر هذا العالمَ السريالي خيالاً، الواقعيَ الساخن نبضاً وديمومة ً. المسرحيةُ فقيرة ٌ في أدواتها التي تثري بنيانها، غنيّة ٌ في تفوّقها الآبداعي، كلُّ ما يتمرأى للباصرة وللسمع كانَ شخصية ًبطلة ًلها ثقلها الإبداعي المُؤثر، حظيت برضانا واقنعتنا، بدءاً بالممثلين،المُدهشين المبدعين، حتى نبيح الكلاب وأكياس القمامة وصندوقها الأخضر، الذي لا وجودَ لمثله في أحياء مدائننا الا في المنطقة الخضراء. وكذا الستارة المترهلة والضياء الخافتُ والموسيقى الخجول التي كانت تجيء نثيثاً متقطعاً. المسرحية ُ هي موتُنا الفاجع الذي يتمشى بخُيلاء في الشارع وفي السوق. مكتظة ٌ بالملح والنار والجراح. انّها مرثية ُالزمن الفاجع، النصُ المسرحيُّ والإخراجُ المتقن والتمثيلُ المُعبّرُ المتألق انسانا جراحنا النازفة واشعل دهشتنا في زمن الوجع العربي.فقد تمتع جمعُ العراقيين والعرب في تلك القاعة بهذه الرائعة الفنيّة بكلّ أطيافهم.

تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9