أخبارنا المسرحية

أحدث ما نشر

المشاركة على المواقع الأجتماعية

الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

مسرحية "حضرة الـ …" جسدت أحداث الثورة بليبيا

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, نوفمبر 29, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "حضرة الـ …" جسدت أحداث الثورة بليبيا


 الكاتب المسرحي حين يشيّد نصَّه الدرامي يضع دائماً نصب عينيه استثارة توقعات واستجابات معينة لدى الجمهور, وكذلك يفعل المخرج المسرحي 
دائماً حين يضع عرضه المسرحي في إطار درامتيكى يتفاعل معه الجمهور .
مسرحية “حضرة لـ” التي قدمتها فرقة الجيل الصاعد من طرابلس، واحتضنها مسرح الطفل والعرائس ببنغازي، استطاع من خلالها المخرج المسرحي خالد بوشرود أن يجسّد لنا أحداث الثورة في ليبيا بحبكة درامية رائعة، تفاعلت معها مشاعر الحاضرين ووجدانهم.
داخل أروقة المسرح، وفي أثناء التجهيز للعرض الذي أقيم في الأيام الماضية اكد أحد أبطال العرض المسرحي ، وهو الممثل واسط الخويلدي الذي اعتبر المسرحية ولادة جديدة له في مدينة الثورة والثوار بنغازي، والذي وصفها بأنها كالعروس بكامل حُليها، مشيرا إلى أنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
يضيف الخويلدى الذي جاء قبل العرض بقليل: أن مسرحية (حضرة لـ) تحمل معاني كثيرة، ورسالة من فريق الجيل الصاعد، وهي أن الشعب الليبي هو شعب واحد، لا وجود فيه للقبلية، ولا للجهوية.
تدور فكرة العمل التي خرجت من رحم الثورة حول أبطال قدموا من قلب العاصمة إلى مناطق الشرق، مروراً بآخر محطة، وهي مدينة بنغازي؛ لتكون الرحلة من طرابلس إلى بنغازي. كما تناول العمل فترة الأشهر الستة التي عانت من خلالها مدينة طرابلس، منذ بداية حرب التحرير في أجواء ميلودرامية متصاعدة الإحداث.
المشاركون في هذا العمل نخبة من الممثلين، وهم الفنان واسط الخويلدي بطل العمل، ومعاذ بن نصير، وعبدالرؤوف القبطي. أما الكادر الفني فقد تجسد في مهندس الصوت حسام بوظهيرة، ومحمود الرابطي، وفي إدارة مسرحية كان محمد التكبالي، وفي تقديم العرض الفنانة هدى عبداللطيف. يشار إلى أن هذا العمل هو الثاني لمهندس المناظر والمخرج خالد بوشرود، حيث خصص العرض الأول لطلبه الجامعات والمدارس.

المصدر : برنيق
تابع القراءة→

ثلاث إصدارات مسرحية جديدة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الثلاثاء, نوفمبر 29, 2011  | لا يوجد تعليقات

إصدارات مسرحية جديدة

أصدرت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ضمن سلسلة “دراسات مسرحية” ثلاثة عناوين جديدة هي: “منحنى المسرح الخليجي: دراسات في نقد التجربة” للناقد د . محمد حسن عبد الله ويقع في 192 صفحة من القطع المتوسط ويقارب الكتاب قضايا عدة في المسرح الخليجي في خمسة محاور يستهلها بقراءة البعد السياسي في مسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما يتناول تجربة الكاتب القطري حسن رشيد في اطار ثنائية (الغياب والحضور) ويتوسع في الحديث عن المسارات التاريخية للمسرح الخليجي خلال نصف قرن إضافة إلى استعراضه تجارب مسرحية عدة من دولتي قطر والكويت .
أما الاصدار الثاني فهو “محطات في المسرح العربي” للناقد السوري د .هيثم يحيى الخواجة ويقع في 256 صفحة من القطع المتوسط .
وجاء الكتاب الثالث بعنوان “البهلوان الأخير: أي مسرح لعالم اليوم” للناقد المغربي د .سعيد الناجي ويقع في 156 صفحة من القطع المتوسط .
وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة ان هذه الاصدارات تتميز بتنوعها وهي تغطى موضوعات مختلفة في المسرح العربي ولذلك هي جديرة بالقراءة، وأضاف: إن الدائرة تحرص على نشر المعرفة المسرحية واشاعة الوعي بمستجداتها والمعيار دائماً هو الجودة والجدة، مشيراً إلى ان الدائرة وتفعيلاً لعلاقة القراء بمنشوراتها وضعت جدولاً يضم جميع العناوين التي نشرتها، وهو متوفر على موقعها في الانترنت  .sdci .gov .ae إضافة إلى روابط للاتصال والاستفسار  . كما لفت إلى ان دفعة أخرى من الإصدارات المسرحية ستطرحها الدائرة تزامنا مع الدورة 22 لأيام الشارقة المسرحية في النصف الثاني من شهر مارس/ آذار المقبل .

المصدر : الخليج 
تابع القراءة→

الاثنين، نوفمبر 28، 2011

المسرحي الطيب الصديقي يطلق اسم رفيق دربه الراحل مصطفى سلمات على مقهى مسرحه موكادور

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, نوفمبر 28, 2011  | لا يوجد تعليقات


أعلن الفنان المسرحي الكبير الطيب الصديقي خلال حفل تأبين صديقه ورفيق دربه الفني، المسرحي الراحل مصطفى سلمات، عن إطلاق اسمه على مقهى مسرحه، 'مسرح موكادير' بالدار البيضاء، والذي سيكون جاهزا مع نهاية سنة 2011.
وقال الصديقي في حق رفيق دربه:'سلمات أعز فنان كان عندي، أعز من المسرحين كلهم'... اشتغل معنا مصطفى سلمات تقريبا أربعون عاما، ولم يحدث أنه أتى في يوم من الأيام متأخرا، لم يسبق أن جاء مصطفى سلمات إلى خشبة المسرح، وهو لا يحفظ دوره، هذا... هو مصطفى سلمات، رحمه الله، لذلك قررنا في 'مسرح موكادور' الذي نحن بصدد استكمال بنائه في شارع غاندي بالدار البيضاء، إطلاق اسم 'مصطفى سلمات' على مقهاه.
وأضاف الطيب الصديقي: 'للحقيقة، هناك الكثير، ما يقال عن مصطفى سلمات، لقد عشنا معه ولم نرى معه إلا السعادة الكاملة، إن شاء الله، أنتم مدعوون لزيارة 'مقهى مصطفى سلمات لمسرح موكادور' الذي سيكون جاهزا أواخر هذه السنة، بإذن الله.الحمد لله.. الحمد لله.. ورحم الله مصطفى سلمات. 

المصدر : القدس العربي
تابع القراءة→

الأحد، نوفمبر 27، 2011

نجاح عرض مسرحية "رسم حديث " تأليف محسن النصار في مهرجان الأردن المسرحي 2011

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 27, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "رسم حديث" الإماراتية: رسالة من خلف القضبان للسلطات القمعية والمجتمع الأصولي



مشهد من مسرحية "رسم حديث" الإماراتية التي عرضت على مسرح المشيني أول من أمس -(تصوير: ساهر قدارة)

سوسن مكحل
عمان- شكل العرض المسرحي الإماراتي "رسم حديث" مجموعة من الإجابات الشافية والسريعة لما تقوم به الشعوب من انفعالات أدت إلى ثورات في وجه الظلم، عندما تحدثت المسرحية عن كبت حرية الفن وسجنه بالظلام،
بالعرض الذي قدم على مسرح أسامة المشيني بجبل اللويبدة أول من أمس

وعرضت المسرحية رسومات ألفها محسن النصار وأخرجها مرتضى جمعة بنوعها التجريبيّ المعاصر؛ حيث قصة رجلين احدهما كاتب والآخر رسام، يجتمعان بحالة اليأس
والملل وهي الرؤى المشتركة بينهما.

وتدور أحداث المسرحية، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني، من خلف قضبان السجن وباجتماع الرجلين في "زنزانة" بدت كبيرة قياسا بما هو متعارف عليه بالسجون، ربما في دلالة من المخرج على أن السجن ليس بالضرورة أن يكون "سجنا" حقيقيا، ليتسع ويشمل
الحياة، وكل فرد يعمل على قتل الموهبة والحكم عليها بالإبادة.

وخلال ثلاثين دقيقة استطاع المشاهد أن يستشف حبكة العمل المسرحي، من خلال محاولة انتشال الكاتب لصديقه الرسام من العزلة والانطوائية التي يعيشها، وخلال
الرسومات التي يقوم برسمها الفنان على الحائط. لتظل تلك المحاولات تبوء
بالفشل، وربما توحي بانتهاء الحلم للآخرين.

الزنزانة التي يسيطر عليها السجان تحمل بداخلها مشاعر القهر والمظلومين، وهي تمثيل للحياة بشكل عام حين يحكم البعض على أن الموهبة تتطلب خطا أحمر يجب التوقف عنده، أو القدرة على التكيف مع الظروف، وهو ما يخالف موقع الإبداع بوصفه تحررا إلى اللامعقول وخروجا من سيطرة الخطوط التي قد يصطنعها البعض ويحكمها العرف
والدين والسياسة والمجتمع.

وبدا لنا الحوار الدائر بين الرجلين من داخل غرفة السجن أو الزنزانة أقرب إلى البوح والسجال المقنع أحيانا، خصوصا فيما
يتعلق بأهمية البحث عن النور بداخلنا حين تنطفئ الأنوار.

ويتحدث الكاتب المفكر إلى صديقه الذي سيغادر وهو فاقد للأمل وغارق بوحدته يحاكي رسوماته الناقصة للحرية، بوابل الإشراق برغم ما أكلت منه السنوات داخل السجن. فيظل عازما لجعل صديقه الرسام، أن يبدأ من جديد، في حوار لم يبلغ حد الملل، بل
استطرق مباشرة إلى لب الموضوع في الحديث عن الأمل والحياة.

ومع استمرار الصراع والجدل بين السجينين، تتسرب إلى الرسام فكرة الاقتناع بحديث صديقه الكاتب والمسجون مع ورقه، وتتطور الأحداث ويصير الأمل عند انفتاح باب السجن
ودخول السجان لموافقة الرسام على بعد خطوة واحدة.

ويختتم العرض المسرحي "رسم حديث" بأمل غير مشرق ومعتم بالوقت ذاته، فالتحرر من القيود لا يعني أنها كسرت، وبالمقابل الذي خرج فيه رسام من خلف القضبان، بقي آخر يعاني
ويلات إبداعه بين الورق.

خروج الرسام من الزنزانة لا يعني بالضرورة الحياة، حين يدخل السجان ليأخذ السجين إلى قاعة الإعدام، تلك الصورة التي
لم يستطع السجين إكمالها في لوحته، ونسي تعليق المشنقة فوق إبداعاته.

غاب
عن العمل خصوصا بالنص تعريف واضح ومباشر لسبب زج المبدعين بالسجن، سواء من
خلال السينوغرافيا أو الحوار ما بين الممثلين. فقد يكون الرسام "قاتلا" والكاتب "سارقا". إلا أن الحضور تجاوبوا مع العمل المسرحي الإماراتي واستطاعوا أن يلتمسوا العذر تحت ذريعة معروف السبب، وبأنه قرار قتل وطمس هوية المبدع عندما تتعارض إبداعاتهم مع الجهات الرسمية في الوطن العربي بحد
يصل إلى القتل أحيانا.

ومن جماليات مسرحية "رسم حديث" وان صح التعبير أنها ترسم لوحة "ربيع مسرحي" أو أقل بقليل، حين تقدم رسالة شافية للجهات الرسمية القمعية والمجتمع الأصوليّ في حكمه على الفن بدون وعي، إلى جانب قمع هوية المبدعين وقتلهم، وفي صورة واضحة لبشاعة ما يحدث داخل السجون من
ظلم وقهر بالشكل والمضمون. وتقول لهم "المبدع قادر على الموت لأجل حريته".

أدى العمل كل من حسن يوسف وعبدالله سعيد، إعداد وإشراف عمر غباش، تصميم الإضاءة إبراهيم حيدر، الصوت جاسم محمد، مدير إنتاج فؤاد القحطاني، مساعد
مخرج ناجي وناس
تابع القراءة→

نجاح عرض مسرحية "رسم حديث "... في مهرجان دبي المسرحي 2011

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 27, 2011  | لا يوجد تعليقات

نجاح عرض مسرحية "رسم حديث "... في مهرجان دبي المسرحي 2011


alt


عرضت مسرحية" رسم حديث " بنجاح كبيرفي مهرجان دبي المسرحي بتاريخ 5/10/2011 والمسرحية من تأليف محسن النصار وأعداد الفنان عمر غباش وأخراج مرتضى جمعة على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي ,والمسرحية كما كتبها مؤلفها العراقي محسن النصار بأسلوب جديد اعتمدت الحداثة والتجريب من ناحية
الشكل والمضمون وفق رؤية فلسفية اعتمدت أسلوب المسرح الجديد كأساس في بنائها الدرامي وتدور المسرحية في مرسم حول رسمامين(رسام1 ورسام 2) لهم دورهم الكبير والمبدع في فن الرسم أحد الرسامين ينتهج الأسلوب الواقعي والآخرالأسلوب الحدثوي كالسريالية والتكعبية ويصارع حالة من اليأس واللا أمل، وتضارب الافكار حول لوحة يحاول رسمها، لكنه يفقد اختيار الاسلوب، كونه مشتت الذهن، ..وهذا الرسام يؤدي به أبداعة الفني والفلسفي الى الأنطواء على نفسه , فيحاول الرسام الآخر انقاذه بأسلوب أعتمد الجمالية في الطرح وتداعيات الأفكار الى أنتشاله وأخراجه من عزلته وأنطوائه ...
وأما الأعداد والأخراج فقد حول المرسم الى غرفة سجن، يسيطر عليها أيضاً سجان، ويعيش ما بداخلها مشاعر القهر والاستسلام واليأس، وسجالات وهموم سجينين، أحدهما أقرب إلى
المفكر أو الفيلسوف، والآخر فنان تشكيلي تبدو رسوماته على جدرانها، والكاتب يعيش في ركن منها مع اوراقه وحاجياته، ومنها ما يستعمله في جعل نفسه يغوص في وهم وجوده في عوالم حرة . ويصارع التشكيلي حالة من اليأس واللا أمل، وتضارب الافكار حول لوحة يحاول رسمها، لكنه يفقد اختيار الاسلوب، كونه مشتت الذهن، ويقبع عاجزا (قام بأداء الشخصية الفنان عبدالله سعيد)، والكاتب (قام بأداء الشخصية الفنان حسن يوسف)أكلت من اطرافه الشيخوخة، لكنه يدفع شعورا بالتفاؤل والامل من خلال قناعاته التي وظفها للقضاء على ظلمة الحبس وغطرسة الحارس.. يدفع بجمل وحوارات مطولة عن الامل والحياة، عن ضوء القمر الجميل الذي يتسلل من خلف القضبان عبر شباك صغير، ويتحدث عن الشموع التي تبدد سواد
الظلمة. ويدفع الكاتب بمزيد من شحنات الامل نحو التشكيلي اليائس، يدعوه في مضمون الجدل بينهما، ليرسم المزيد، ولان يفتح ذراعيه لاشعة القمر المنسابة. ويستمر الجدل، وتستمر فلسفات الاقناع في دفقها،  وتتطور الاحداث، والحالات لدى السجينين، جدل مستمر حول الامل واللا أمل.

alt
وشخصية المفكر، أو الفيلسوف ، والتي تحاول كسر حدة التشاؤم وغياب الأمل في الخلاص، والتي تبعث الأمل بوجود شباك في السجن يطل على الأفق، وبدت مشاعر الفنان التشكيلي هي الأكثر سيادة، سواء بمقولاته، أو رسوماته التي علت جدران السجن،. ودخل الحوار بينهما في رتابة ونمطية، بسبب عدم وجود مواقف تمثل ذروة الأزمة، التي تأخرت حتى المشهد الأخير بقدوم السجان، كي يصطحب الفنان التشكيلي إلى غرفة الإعدام، لتنكشف المفاجأة المدهشة  في العرض المسرحي ، وهي أن الأخير كان يستشرف نهايته المأساوية من خلال لوحة جدارية أخفتها الملابس التي عُلقت على حبل غسيل، لينكسر الأمل تماماً
أمام زميله المفكر، الذي يستسلم لهيستيرية السجن الانفرادي، مبعثراً أوراقه بآلية نمطية شكلت نهاية ماساوية لكتاباته وفلسفته , واشتغل المخرج على اشعة القمر ومن اهم النقاط  أثارت الجمالية في العرض المسرحي  وكان للوحة الجدارية التي جسدت مشهـدا كان مؤثرا  ولحارسان اللذان يجران الرسام خارج الزنزانة.وكانت الأضاءة في عرض «رسم حديث» ذات دلالة على النحو الذي مكنها من أبراز هموم ومعاناة الشخصيتين الرئيسيتين والجو النفسي العام في العرض المسرحي . وقد أشاد الفنان يحيى الحاج بدور حسن يوسف، مؤكداً على تجدده في أداء الشخصيات، وأثنى ايضاً على قدرة عبدالله سعيد على الإلمام بمقتضيات دوره والتعايش معه في ظرف زمني قليل، معتبراً العمل رسالة إلى الأنظمة العربية القمعية مؤداها «اوقفوا طريقة التخويف، ودعونا نتحاور لنعيش حياة أكثر
شفافية». وقد أكد الفنان عمر غباش، معد النص، والمشرف على «رسم حديث» عن العرض بأنه كان هادئاً، ومغايراً لمختلف وجهات النظر في الوقت ذاته، معتبراً أن العمل رسالة مفتوحة للأمل، وليس العكس، من وجهة النظر الإبداعية للمخرج، مضيفاً: «لا أحد بإمكانه أن يزعم بأنه يمتلك الطريقة المثالية لعرض رسالة ما، وأحد جماليات المسرح، هو أنه مثير للتناولات والرؤى والأطروحات المتعددة». وتابع غباش: «العمل الذي يثير كل هذه الآراء، ويحفز أصوات مختلفة ويدفعها للنقاش والاختلاف حوله، هو عمل بكل تأكيد مختلف، وهذه هي إحدى البؤر المضيئة للمسرح»، رافضاً فرض أي نوع من الوصائية على المبدع، بتوجيهه في مسار بعينه. وتوقع الفنان عمر غباش أن يؤتي «رسم حديث» ثماره، بغض النظر عن توقيت هذا الحصاد، مشيراً إلى حداثة تجربة مخرجه، في حين وعد مرتضى جمعة بأن يواصل الإخراج، مستفيداً من تجربة البداية، معتبراً العمل بمثابة «ورشة تأهيلية» يتحسس عبرها أدوات المخرج.


تابع القراءة→

مسرحية "رسم حديث " تأليف محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 27, 2011  | لا يوجد تعليقات




مسرحية" رسم حديث "تأليف محسن النصار



مسرحية رسم حديث(بفصل واحد)/ شخصيات المسرحية                                  1-رسام1      2-رسام2                                                                (يفتح الستار يظهر على المسرح ,مرسم تتوزع فيه لوحات بمواضيع مختلفة
,لوحات مرسومة بأسلوب حديث مع وجود رسمان في المكان ,يمارسان الرسم ,ووجود عدد من الشموع تتوزع في المكان)                                                    رسام 1 : اللعنة ,كان يمكنني ان أضيف الى هذه
        اللوحة ... أسلوبي
          الخاص                                       
رسام 2 :(يقهقه ) أعتقد انك وصلت الى الموضوع.           
رسام 1 :ماذا؟ وصلت الى حيث
        بدأت...                         
رسام 2 :لاتبتأس ,لديك أفكار جميلة,واصل ,ستصل...         
رسام 1 :(يتأمل ومن ثم بفرح )وجدت الفكرة...(يؤشر
            على اللوحة التي امامه)هناك يجب ان أدخل  الأسلوبالتكعيبي...                                                                     
رسام 2  :لايبدو ماتقول مناسبا انظر للوحة امامك ..           

رسام 1 :اعترف لك بشئ أنني خائف .                           
رسام 2 :لماذا انت خائف ؟ماذا جرى ,ابعد شبح الخوف عنك ..
رسام 1 :تلك اللوحة ,أنها مخيفة (ينظر الى لوحة عبارة
            عن هياكل عظمية )                                       
رسام2 :المكان هادئ واللوحات الرائعة تملئ المكان..       
  رسام1 :بين حين وآخر أحس بالخوف .                       
رسام2 :تأمل وفكر قليلا..لوحات جميلة ومؤثرة ,ومن يدري

            قد تصبح لوحات مشهورة في العالم .               
رسام1 :واصل حديثك ,فأنت تدخل السرور والراحة في نفسي .
رسام2 :يجب ان نحتفل ونحن نرسم ,في هذا المرسم الجميل .
رسام1 :كلامك رائع ,بدأت أحس بالطمأنينة(بفرح)مكان جميل..
رسام2 :مكان آمن ,لايحسدنا عليه أحد.                       
رسام1 :ومن يآبه بالحسد.                                       
رسام2 :لنواصل الرسم ,فهذا المكان الوحيد الذي ينسينا همومنا  ياصديق العمر..                                         
رسام 1:الظلام بدأ يسود المكان ,علينا مواصلة الرسم على

          ضوء الشموع ,انها تدخل البهجة في القلب ,

          فالكهرباء اتعبتنا كثيرا ,بأنقطاعاتها المستمرة ..     
رسام2 :سأشعل الشموع ,ضوءها جميل يبعد الظلمة القاسية

               
        (يقوم بأشعال الشموع)                             
رسام1 :بدأت احس بالخوف مع وجود الظلام ,اعصابي تتوتر..
رسام2 :الأرادة القوية ,تبعد الخوف ,فنحن بين اللوحات

              المرسومة , فهذا أبداعنا ,هذا شئ يفرح القلب
رسام 1: انا بصراحة ينتابني الأرتياح عندما امارس الرسم ... 
رسام 2: ان ماتقول يفرح القلب ,فلنبدأ طقوس الرسم ,حتى

              ننسى كل همومنا (يواصلون الرسم )

رسام 1: ( فترة صمت ) فكرة مؤثرة ,الهام جديد ,بدا ينتابني

          الأفكار بدأت تهز وتلعب بعقلي...

رسام 2 : (يحاول تهدئته وأرشاده)أدخل في صلب الفكرة

          والموضوع

          ( يقوم باستطلاع جميع اللوحات المرسومة في المكان)

          شئ جميل , رسم تحت ضوء الشموع , (  تلفت نظره

                احدىاللوحات )              ماذا ؟,
                            ماذا؟ ...

          تقصد ...      في هذه اللوحات المرعبة ؟

رسام 1 : انني غير محظوظ تماما , عندما ادخل هذا المكان

            تنتابني هموما ومواقفا

              وأفكارا مرعبة ...

رسام 2 : أراك مازلت خائفا اراك كثيرالقلق, هل انت تحس

            بالخوف حقيقة ؟

رسام 1 : ينتابني احساس بالخوف عندما تقع قدماي  هذا

          المكان...

رسام 2 :  ولكن بالنسبة لي الفت هذا المكان...تنتابني السعادة

          فية...

رسام 1: انني خائف  حتى من اللوحات التي اقوم برسمها

          فمواضيها وافكارها احس

          بأنها تلاحقني !

رسام 2 : الفن تطهير للنفس... لايحق لك فعل ذلك  عليك  ان

            تحتفل وتفرح فمثلك

              يحق  له ان يسعد  ويفرح بأثاره الفنية...

                       

رسام 1 :حاولت انسى وأترك  حزني ...لكنني لم استطيع...

          هيا  ...

              لنستمر بالرسم ...

رسام 2 :مارسنا مايكفي من الرسم, لاتكن عبثيا  عديم الجدوى

        انظر الى الحياة ببهجة وامل

رسام 1 : لواحاتي اتمتع في رسمها ,كالنور يدخل الى قلبي ,ثم

          تصبح كابوس ...

              يلاحقني ويرعبني...

         

رسام 2 :(ينظر الى الشموع) انت كالشموع التي امامي تبعد

        الظلام وتزرع الأمل

رسام 1 : انني احترق كالشموع التي اشعلتها ! اي امل واي

          بهجة في هذا...

رسام 2 :ماهي الفكرة  التي تبغي اظاهرها  ... انتز عتني من

            علي سريري في

              البيت وسلبت راحتي ...

                هذا هو الجنون  ارجوك لنبحث....

                              ولنتأمل الحقيقة!!!

رسام1 :  الأمل  والحقيقة تجدها بين هذه اللوحات المرسومة

رسام 2 : اللوحات المرسونة عالم وكيان جميل قائم بذاته كل

            لوحة مرسومة لها

          فكرها وفلسفتها التي رسمت من اجلها لتعبر وتؤثر

        بالمتلقي...



            هذا مااريد ان تكشف لي  عنة  ( بتردد )  فانت مشهور

            بالرسم الحديث.. الفكر

          والفلسفة والجمال فيجب ان تكشف لي عن التأمل

            والحقيقة والحداثة في

            رسمك...



رسام 1 : ( يدور حول الشموع  الموجودة في المكان )

          سأكشف  لك عن لوحاتي

          المرسومة , فكل لوحة...

              مرسومة من لوحاتي تمثل وتعبر عن العدم

        واللاجدوى التي تحرك

              وتزرع الخوف  في نفسي ...من المستقبل!!

رسام 2: ليس  العبث واللامعقول والعدم  واللاجدوى تحيرني ,

          احس بالخوف عليك

رسام 1 : استلهمت لوحاتي من محيطنا  المرعب فعندما ارى

          الاطفال والشباب

                    والشيوخ والنساء تقتل بالسيارات  المفخخة

              والعبوات الناسفة...

            فلوحاتي ترمز الى هذا الجانت في حياتنا...

رسام2 : الايهمك  ان تتعرف الى حقيقة جديدة , وتزرع البسمة

            في النفوس..

رسام 1 : كيف ابتسم والخوف والرعب يلاحقني في كل مكان في

          المرسم هنا ...وفي

          الشارع  ...وفي البيت...

        فعندما اعود الى البيت واتمدد على السرير وانام تنتابني

              الاحلام ...

          والكوابيس ...    المرعبة

رسام 2 عندما تستسلم للياس تنقض عليك الاحلام الرخيصة

            والتافهة...

رسام 1 : أحلامي وكوابيسي المزعجة ,لها تاثير كبير في حياتي

          في بعض الأحيان اتمنى الموت ...

رسام 2 : ( بقوة وعصبية ) عليك ان لاتحلم بل فكر بزرع

          الفرحة والامل في نفسك من

          جديد!!

رسام1  : ( بعصبية ) آه... انقذني انتشلني ( يبكي بصراخ )

            الضعف  والجنون

          بدأ  يتسرب الى داخلي...

        ماذا افعل ياألهي (يبكي بقوة )  انني مجنون  لانني

          تجاهلت..

      كل افكارك ..

            ونصائجك انني مجنون...

              لم اعرف مااريد ولم استطيع ان افعل شيئا لأنقاذ

              نفسي!!

رسام 2 :يبدو ان الظلام بدا ينجلي ,

          وضوء الشموع يمدنا بالامل  ثم نولد من جديد

رسام 1: حلمت كثيرا وعشت احلامي ففشلت وفشلت  احلامي انني اشعربانني اريد ان

      اموت!!

رسام 2: معرفتك للحقيقة سيفتتح الامل لك ولاسرتك....

رسام 1: اسرتي انا كم اتمنى ان اعود اليها بافكار جديدة فزوجتي

              بدات تتهمني بالجنون

                قالت لي بعصبية....

                انك تتصرف كالمجنون  فلت لها انك تظلمينني فانا

              احب افكاري وفلسقتي

              في الرسم ...

رسام 2 : وبماذا ردت عليك زوجتك؟

رسام 1 : قالت  لي هذا الجنون بعينة هذا ماحصل

رسام 2 : ان حياتك قد وصلت الى طريق مسدود فعليك ان تنتهج

            اسلوبا  جديدا في حياتك

            الخاصة والعامة

رسام 1 :  ( بعصبية زائدة عن الحد ) انا اعيش في دوامة

رسام 2 : ( بقوة ) عليك ان تساهم في بناء النظم الفكرية

            والفلسفية في داخلك

          بصورة جديدة وحديثة...

رسام1: ساعدني اتوسل اليك

رسام 2 : سيتغير كل شي عندما تخرج من الدوامة

رسام 1 : ( تبدو علية حالات من التغير) كيف لااستطيع

رسام 2 :  ( يبتسم ) انظر الى الشموع كيف تبعد الظلام ( يدور

              حول الشموع )

رسام 1 : ( ينظر حولة ثم يجلس ويضع راسة بين ركبتيه ثم

              يرفع  راسه وينظر الى

              الشموع )

              ساوقد الامل , وابعد الظلام

                        ستار

             محسن النصار

تابع القراءة→

الجمعة، نوفمبر 25، 2011

بطلا مسرحية فرانكنشتاين يفوزان بجائزة التمثيل في "ايفننغ ستاندرد"

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, نوفمبر 25, 2011  | لا يوجد تعليقات

بطلا مسرحية فرانكنشتاين يفوزان بجائزة التمثيل في "ايفننغ ستاندرد"
بطلا مسرحية فرانكنشتاين
بطلا مسرحية فرانكنشتاين


فاز بطلا مسرحية (فرانكنشتاين)، بنيدكت كمبرباتش وجوني لي ميللر، مناصفة بجائزة احسن ممثل في حفل جوائز ايفننغ ستاندرد للمسرح.
وتبادل كمبرباتش وميللر دورا فرانكنشتاين والمخلوق في المسرحية التي اخرجها داني بويل للمسرح القومي.
كما تقاسمت مسرحية (المهرطق والشخص) من اخراج ريتشارد بينز ومسرحية (الريسان) Two Guvnors بطولة جيمس كوردن جائزة افضل مسرحية.
وقدمت حفل الجوائز السيدة ادنا افريج في فندق سافوي بلندن.
ورأى فريق التحكيم في منح جائزة احسن ممثل مناصفة انه من "من الظلم" الا يتم تقدير بطلا المسرحية.
وتبادل كمبرباتش وميللر لعب دور فرانكنشتاين الذي طور المخلوق الوحشي الشهير، ففي الليلة التي يلعب فيها كمبرباتش دور فرانكنشتاين يلعب ميلر دور المخلوق والعكس بالعكس.
وفازت شريدان سميث بجائزة ناتاشا ريتشاردسون لاحسن ممثلة على دورها كنادلة سابقة الى جانب سيينا ميللر في مسرحية (طريق الغضب)، وهي دراما حرب للمخرج تيرنس راتيغان.
وكانت الممثلة، التي حظيت بادوار تلفزيونية شهيرة مثل دورها في (كأسين من البيرة وكيس بطاطا) و(غيفن وستاسي)، مرشحة للجائزة ذاتها العام الماضي عن دورها في (شقراء رسميا).
ولم تخرج منافستها الرئيسية على لقب احسن ممثلة في مسابقة هذا العام، كريستين سكوت توماس، من الحفل خاوية الوفاض اذ منحت جائزة لبيديف الخاصة.
اما مايكل غرانديج المدير الفني لمسرح دونمار ويرهاوس والذي سيترك منصبه لجوسي رورك فقد فاز بجائزة النقاد لجهوده في تحويل المسرح الصغير في كوفنت غاردن الى قصة نجاح كبيرة.
كما حظي السير توم ستوبارد بتقدير خاص لاسهاماته في تقديم اعمال المسرح الروسي والعالمي وحصل على النورس الذهبي لمسرح موسكو الفني.
وفي ظل منافسة قوية بين المسرحيات الغنائية فازت (ماتيلدا ذا ميوزيكال) بجائزة ند شيرين لافضل مسرحية غنائية.
وفاز مايك لاي بجائزة افضل مخرج عن مسرحيته (الحزن) وهي عبارة عن قصة حياة ارملة حرب وعائلتها.
اما جائزة ميلتون شولمان لافضل وجه جديد فذهبت للامريكي الشاب كايل سوللر عن ثلاثة ادوار مختلفة في (حديقة الحيوان الزجاجية) و(المفتش الحكومي) و(ماكينة الايمان).
وفاز سوللر على زوجته فيب فوكس التي ترشحت عن ادوارها في (كما تحبها) و(اختبار الحامض) و(هناك حرب).
تابع القراءة→

صدور كتاب الدكتور رياض عصمت (البطل التراجيدي في المسرح العالمي) بحلته الجديدة

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, نوفمبر 25, 2011  | لا يوجد تعليقات

صدور كتاب الدكتور رياض عصمت (البطل التراجيدي في المسرح العالمي) بحلته الجديدة 

  في الكتاب من المقالة الأولى في أبحاث (البطل التراجيدي) إذ يتحدث د. عصمت بشيء من الاقتضاب عن المسرح وتاريخه وفنونه ليختم مقدمته (أنا أميل إلى الاعتقاد أن الاهتمام بالبطل التراجيدي هو ما طور بعضاً من أهم اتجاهات المسرح الحديث في الإخراج والتمثيل أيضاً) وبهذه الكلمات يظهر المؤلف وهو الدارس والناقد والخبير المهموم بالمسرح العناصر الأساسية التي تجعل المسرح مسرحاً وهي: النص- الإخراج- التمثيل، وهذا التحديد في الصفحة التاسعة من المقدمة يؤيد أن النص المسرحي، وإن كتب مسرحياً، فإنه يبقى أدباً مسرحياً، ما دام لم يخضع لعمليتي التشخيص والإخراج.. وأهم ما يمثله هذا الكتاب بأبحاثه الرشيقة العميقة في الطرح، والبسيطة في التناول هو العودة إلى مجد المسرح على المستويات العالمية والمحلية، وإن كنا نعاني اليوم عربياً وسورياً من أزمة مسرح، فالعالم كله اليوم يعاني وإن اختلفت الحجوم في المعاناة.. ومن مجد المسرح الذي صنع فكراً وإنساناً وأيديولوجيا تنبثق الفكرة في أهمية الأبحاث.
قدم الكاتب أبحاثاً، وأهمل أبحاثاً أخرى، درس شخصيات وابتعد عن أخر وعزا ذلك إلى ضيق الوقت وحجم الكتاب، واعداً باستكمال الدراسات والشخصيات، والمتابع يعلم أن د. عصمت وفى بعض ما وعد في كتابه أسرار الإبداع عندما تناول عدداً من المسرحيين الذين لم يدرسهم في (البطل التراجيدي) مثل تينسي وليامز، وقد قسم كتابه حسب التاريخ والمدرسة فكان القسم الأول: البطل التراجيدي في المسرح الإغريقي والإليزابيتي والكلاسيكي الجديد، وضم دراسات في أدويب- إلكترا- فاوست- ماكبث- فيدر.
والقسم الثاني: البطل التراجيدي في المسرح الحديث والمعاصر وضم وقفات مع نصوص وشخصيات وقضايا في هنريك إبسن- بيزاند يللو- لوركا- حياة برشت- حياة غاليليلو- انتينغون لجان آنوي- آرثر ميلر والتراجيديا المعاصرة في موت بائع متجول- العبث وبيكيت.
وبالعودة إلى هذه الدراسات المختارة من تراث دارس متعمق في المسرح نجد أن المنجز الفكري كان ينال العناية الكبرى من المؤلف، وكثيراً ما عرج على قضايا المجتمع والالتزام والاشتراكية والعبث عند المؤلفين الأصليين، أو عند من قام على تقديم هذا العمل من المخرجين، وهذا يحسب لمصلحة النص النقدي الذي اتخذ من النص أرضية، ومن العرض إن وجد مجالاً لتطبيق رؤاه النقدية بل الفكرية الأيديولوجية التي شكلت المنطلق الذي نظم هذه الدراسات، وما يجري اليوم على الساحة السياسية العربية يؤكد أحقية إيلاء الجانب الفكري العناية التي يستحقها.
يميز الدكتور عصمت بين البناء الدرامي الذي قد يكون قوياً، والبطل الشخصية الرئيسية التي قد تكون مرسومة رسماً دقيقاً بارعاً، وهذا ما دفعه إلى الاختلاف في التناول، فهو لم يعرض القضايا والنصوص، وإنما ركز على مفهومي الدراما والبطل، وهذا ما جعله يقف مع تجربتين لعلي عقلة عرسان ورفيق الصبان، فكان في الأولى ناقداً قاسياً، وفي الثانية ناقداً مشيداً، والاعتماد في النقد على زاوية التناول ووجهة النظر التي اعتمدها المخرجان لأوديب وإلكترا، قد نختلف في منطلق المخرج أو الناقد، والخلاف يحكمه الظرف الذي أظهر لي النص، والعرض، وهذا ما يؤكده الناقد خلافاً للمقدمات (لكن التفسيرات جميعاً تنطلق من البطل التراجيدي: الإنسان حسب مفهوم ذلك الزمان، وحسب كل زمان) وهذه النتيجة هي ذاتها ما خلص إليه د. عصمت في إلكترا عن المسرح اليوناني (تطور من الوعظ المباشر واستخلاص النتائج الأخلاقية إلى طرح التساؤلات الفلسفية العميقة أمام موقف يستدعي من أبطاله التراجيديين التفكير والاختيار، إنه باختصار نموذج للمسرح الإنساني).
وفي فاوست يقول: «فاوست هو وحده المسؤول عن لعنته، ونحن لا ننتظر من الشيطان على أي حال أن يكون طيباً».
وفي ماكبت يخلص عصمت إلى «إدانة الفردانية في الحكم، ورفض لأن تكون السلطة تسلطاً، فالذي يعزل نفسه عن مسيرة شعبه، ويوغل في تأكيد ذاته عن طريق القسوة، يتحول إلى ديكتاتور، ويحفر بالتالي قبره بيديه».
وفي الحديث الطويل نوعاً ما عن إبسن يخلص إلى «كان إبسن باحثاً عن النبل، وعن الإنسانية الحقة في روح الإنسان التي بدأ الجمود يحلّ فيها، ويحول دون تطورها وتحررها، وإن أفضل ما يعبر عن الفترة الأخيرة من حياته وأدبه هي كلمات كيتس: «الموت هو ذروة الحياة».
ويختم عصمت دراساته العميقة بعبارة تلخص ما يمكن أن يكون من دور الفكر والأدب «إن القرن العشرين هو عصر تحاور المدارس، وليس عصر ديكتاتورية مدرسة أو فلسفة بعينها، وعندما سئل بيكيت: من غودو؟ أجاب: لو كنت أعرف لقلت ذلك في المسرحية.. بدأ بيكيت البحث في عالم العبث، ألم أقل لكم إن اللامعقول معقول جداً؟
أولى المؤلف عناية خاصة في الحديث عن البناء الدرامي للأعمال المسرحية التي عرضها أو عرض لأصحابها وقضاياهم، وهذا الحديث من الأهمية بمكان لأنه أدى عملاً تشريحياً للعمل المسرحي في البناء الدرامي، ليخلص إلى أسباب بقاء بعض الأعمال دون غيرها لمؤلفيها، وأسباب بروز بعض الكتاب من خلال شخصية واحدة قام بإتقان صنعتها، وقد أشار في مواضع عدة إلى أن بعض الأبطال هم نسخ لأبطال سابقين، لكن المؤلف برع في صناعة بطل تراجيدي من نوع مختلف.
والمؤلف هنا يقترب من المقولة المعروفة إن كل الحياة هي صراع بين خير وشر، ومن مقولة الجاحظ المعاني مطروحة في الطرقات، والبراعة تكمن في نقل صورة الخير والشر وتعميق هذه المفارقة، أو في براعة التقاط المعاني المطروحة في الطرقات لصياغة نص مختلف، وربما لصناعة شخصية واحدة مميزة تصبح رمزاً مطلقاً للبطولة التراجيدية في حياة الشعوب.
والسؤال المهم هنا: هل مثّل هؤلاء الأبطال رؤاهم وحدهم أم إنهم حملوا هموم المؤلفين؟
يبدو من المقاطع التي اقتطعتها أنهم عبروا عن عصورهم، وعن رؤى المؤلفين، بل تناغموا مع آراء الدكتور عصمت، وربما وصلوا إلى أعماق مخرجي نصوصهم لذا عملوا على تقديم النصوص برؤاهم.
رغم تقليديته اعتمد الكتاب شكل القناع وستارة المسرح، وربما كان هذا من باب الإيحاء إلى سقوط الأقنعة، وانهيار المسرح واحتراقه بالممثلين الذين يشخصون حياتنا منذ الأزل، فهل تتكرر التجارب كما نظن؟ وهل يتلو انهيار الأيديولوجيات نهوض جديد لها؟ قد يتهيأ لنا ذلك، لكن الأكيد الذي لا يقبل أي نقاش أو جدل أن المستمر هو مقولة الخير والشر، الحاكم والمحكوم، البطل التراجيدي والمسحوق من بني البشر، تبقى العلاقة الجدلية بين إنسان وإله، مستعيذ وملجأ، والأمل كل الأمل أن تتنفس الحياة الصعداء على مسرح قد يحتاج إلى بطل تراجيدي وربما هزلي وفي الأغلب لا يحتاج.. لكنه البطل على كل حال..
كتاب نقدي غني في صورة جديدة تكرس عناية خاصة بالمسرح تقترب من النص لتصنع نصاً على شاكلته، إن اتفقت معه في الرؤية أو اختلفت.. قد نقرأ وفق النظريات الفلسفية أو الفكرية وقد نعود إلى الجرجاني ونظريته التذوقية البحتة.. لكن المهم أن نقرأ.
ومثل هذه القراءات على اختلاف مناهجها عند الدكتور عصمت يمكن أن تشكل منهجاً مهما لمنظري  ودارسي المسرح ومتابعية .
تابع القراءة→

الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

العرض المسرحي «البرتقالة الآلية» تصدم جمهور المسرح البريطاني

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأربعاء, نوفمبر 23, 2011  | لا يوجد تعليقات


العرض المسرحي «البرتقالة الآلية» تصدم جمهور المسرح البريطاني

استضاف مسرح "ليكسايد" في كولشيتسر ببريطانيا، أخيراً، العرض المسرحي "البرتقالة الآلية"، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للمؤلف البريطاني "أنتوني بورغيس"، سبق تقديمها على الشاشة الفضية. وتقول صحيفة "غارديان" البريطانية، في تقرير حديث لها، إن التحدي الذي واجه طاقم المسرحية، بقيادة المخرج "بول ديفيز"، هو كيف يمكن معالجة الرواية في قالب مسرحي بفوضويتها وقسوتها، مع إبداع عمل جدير بالمشاهدة. فليس هناك سوى عدد محدود من الكلاسيكيات الحديثة، التي تحمل طابع التحدي، لا سيما فيما يتعلق بعبء التوقعات، بشكل يفوق الطابع الصادم البائس لرواية "بورغيس".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العرض، الذي تقدمه فرقة "فولكانو" المسرحية، يتسم بكونه قصيراً وحاداً بضراوة، حيث تضافرت فيه عدة عوامل إبداعية أساسية بشكل جيد. فقد شارك "أليكس"، الراوي لأحداث المسرحية، طاقم العمل المكون من خمسة ممثلين، الذين تتراوح لهجاتهم من الغلاسكوية إلى نيويورك عبر "كوكني". تعمق هذه الفكرة الشعور بالخطر، بحيث لا يمكنك كمشاهد أن تتوقع ما سوف يحدث بعد ذلك، علاوة على أن هذه المعالجة المسرحية ترسخ شمولية السؤال الذي طرحه بورغيس في روايته: هل من الأفضل أن تختار الشر على أن يتم إرغامك على الخير؟ وترى "غارديان" أنه رغم ذلك، فإن هذا الإنتاج يبدو طيباً. فالتصميمات التي وضعها "غودني سيغوردار" تحتوي على حواف أحادية صلبة، مع حواف لشاشات التلفزيون ورفوف سوداء، وبالتالي فإن التناقض للعناصر الأقل حجماً، مثل تمثال بيتهوفن الأبيض، يتم تكثيفها. فهي بذلك.
كما ينبغي أن تكون، بمثابة هجوم صارخي على الحواس. وجرى أداء مشاهد العنف ضمنياً بذكاء، ولكن بطرق فعالة، ومنها مشاهد تقطيع الدمى والقيام بإيحاءات متكررة من وراء ظهور الناس، والقيام بمشاهد الاغتصاب والقتل بلهجة "نادسات"، وهي اللهجة العامية للكتاب، أي الانجليزية بلكنة روسية. أما الصوت فهو واحد من أكثر العناصر المثيرة لأجواء الرعب في المسرحية، وذلك من خلال الصياح والصراخ، والموسيقى الكلاسيكية في سياق مشوه
تابع القراءة→

الاثنين، نوفمبر 21، 2011

كتاب "اعداد الدور المسرحي " تأليف كونستانتين ستانيسلافسكي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الاثنين, نوفمبر 21, 2011  | لا يوجد تعليقات


كتاب "اعداد الدور المسرحي " تأليف كونسستانتين ستانيسلافسكي
 
يولي المنظر المسرحي الروسي الراحل كونستانتين ستانيسلافسكي في كتابه إعداد الدور المسرحي اهتماماً خاصاً بتحليل مسرحية عطيل وتقويمها وفق خط الوقائع والأحداث التي تؤلف الأساس الموضوعي الوطيد للإبداع المسرحي.
كما يسعى في الوقت نفسه إلى تذليل التناقضات التي نشأت لديه في المرحلة المبكرة من أبحاثه في مجال الطريقة الإبداعية إذ يعيد النظر في أساليب المعالجة السيكولوجية المحضة ويتلمس طريقاً جديداً لخلق العرض والدور المسرحيين معتبراً أن طريقته الجديدة هي أهم اكتشاف توصل إليه نتيجة خبرة عمله المسرحي كله.

ويبين الكتاب الذي أعيد إصداره حديثاً عن وزارة الثقافة أن طريقة معالجة الدور من ناحية طبيعة الفعل الفيزيولوجية التي اصطلح على تسميتها فيما بعد طريقة الأفعال الفيزيولوجية وجدت تعبيرها النظري للمرة الأولى في خطة إخراج عطيل عام 1929-1930 ففيها يقترح ستانيسلافسكي على الممثل فور استيضاح ظروف الدور الإجابة على سؤال ماذا يمكنه أن يفعل فيزيولوجياً أو كيف يفعل ذلك في الظروف المعطاة وعندما تتحدد تلك الأفعال الفيزيولوجية بصورة واضحة يقوم بتنفيذها.

ويعتبر صاحب إعداد الممثل أن هذا الطريق هو الأمثل المفضي إلى التعمق في جوهر الدور المسرحي واستثارة المعاناة الأصيلة عند الممثل وأن الشيء الجديد في هذا المؤلف هو طرح مسائل معالجة الدور من ناحيةالفعل وقبل كل شيء من ناحية طبيعته الفيزيولوجية إذ كرس ستانيسلافسكي القسم الأساسي من هذا العمل وهو بعنوان خلق حياة الجسم الإنساني.

ويبدأ هذا القسم بتنفيذ الممثل لأفعال الدور الفيزيولوجية لينتقل بعدها إلى تحليل المسرحية وحالة الإحساس لديه تحليلا عميقاً وبذلك ينتقل الممثل من موقف المراقب الجانبي إلى موقف الشخصية الفاعلة إذ تنجذب جميع عناصر حالة الإحساس الداخلية والخارجية عند الفنان إلى عملية الخلق ليكون ضمن ما سماه ستانيسلافسكي الإحساس الواقعي بالحياة في المسرحية والدور.

ويحتل مكانة مهمة في هذا المؤلف مثال الكشف عما وراء النص في مونولوج عطيل أمام مجلس الشيوخ حيث يشير صاحب /حياتي في الفن/ إلى وسيلة خلق الرؤى البصرية الداخلية التي تبعث الحياة في نص المؤلف وتفضي إلى ما أطلق عليه اسم الفعل اللفظي.

كما تحتل أهمية كبيرة وسيلة خلق ماضي الشخصيات وحاضرها ومستقبلها إضافة إلى تأكيد ضرورة اختيار سمات الشخصية والتشكيلات الحركية المتألقة والمعبرة وتثبيتها في مرحلة ختامية على اعتبارها حياة الممثلين السليمة في المسرحية والدور.

ويؤكد ستانيسلافسكي في القسم الختامي من كتابه على ميزات طريقته في معالجة الدور بالانطلاق من حياة الجسم الإنساني رافضاً بشكل قاطع مرحلة ما وراء الطاولة كمرحلة ابتدائية في إعداد الدور مقترحا على الممثلين التوجه ومنذ الخطوات الأولى نحو الفعل.

وفي المخطوطة التي حملت عنوان /إعداد الدور المسرحي.. المفتش/ يبين المنظر المسرحي الروسي أنه لا ضرورة للفصل بين المعاناة والتجسيد في معالجة الدور بل إن الطريقة التي يقترحها تؤلف معهما عملية إبداع عضوية واحدة يسهم فيها كيان الإنسان الفنان كله كما أنها لا تجزئ عمليتي التحليل والتركيب إلى عدد من المراحل بل تحافظ عليهما في علاقة تأثير وترابط متبادلين والأهم أنها لا تميز بين حالتي إحساس داخلية وفيزيولوجية.

وإضافة إلى المخطوطات الأساسية حول إعداد الدور المسرحي هناك دراسة تتعلق بالاتجاهات الثلاثة في الفن المسرحي التي عمل عليها ستانيسلافسكي بين عامي 1909 و1922 ودراسة تناقش مسألة التجديد المزيف في المسرح وتتطرق لمشكلة الشكل والمضمون في الفن المسرحي وكتب في ثلاثينيات القرن الماضي إبان مرحلة النضال الحاد ضد الاتجاهات الشكلية في المسرح السوفياتي.

أما الدراسة الأخيرة فكرست لمسألة الوعي واللاوعي في إبداع الممثل وقد كتبت أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن العشرين ردا على الهجمات التي قويت آنذاك ضد منهج ستانيسلافسكي ومحاولات اتهامه بالحدسية وعدم تقدير دور الوعي وربطه بفلسفة برغسون وفرويد وبروست وغيرهم من فلاسفة الذاتية المثالية.

ويقول مترجم الكتاب الدكتور شريف شاكر في مقدمته إن مؤلف ستانيسلافسكي إعداد الدور المسرحي/ يعتبر المحاولة الجادة الأولى في تلخيص الخبرات المتراكمة في مجال منهجية العمل المسرحي وتنظيمه وهو يفترض بذل جهود إبداعية كبيرة لاستكمال طريقة العمل التي يقترحها.

ويضيف إن المواد المنشورة في هذا الكتاب تعتبر الجزء الأهم في تعاليم هذا المنظر الروسي الإبداعية حول فن الممثل والمخرج وبعيداً عنها ستكون تصوراتنا عن منهج ستانيسلافسكي ناقصة وأحادية الجانب.
تابع القراءة→

الأحد، نوفمبر 20، 2011

مهرجان المسرح الأردني يتواصل بـ (رسم حديث )و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب)

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الأحد, نوفمبر 20, 2011  | لا يوجد تعليقات

مهرجان المسرح الأردني يتواصل بـ (رسم حديث ) و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب)
مشهد من مسرحية "رسم حديث "تأليف محسن النصار


عمان - المسرح الجاد
يتواصل مهرجان المسرح الأردني  بـ عرض مسرحية (رسم حديث )و(نيجاتيف) و(مستنقع الذئاب) وقد شكل العرض المسرحي الإماراتي "رسم حديث" مجموعة من الإجابات الشافية والسريعة لما تقوم به الشعوب من انفعالات أدت إلى ثورات في وجه الظلم، عندما تحدثت المسرحية عن كبت حرية الفن وسجنه بالظلام،
بالعرض الذي قدم على مسرح أسامة المشيني بجبل اللويبدة أول من أمس

وعرضت المسرحية رسومات ألفها محسن النصار وأخرجها مرتضى جمعة بنوعها التجريبيّ المعاصر؛ حيث قصة رجلين احدهما كاتب والآخر رسام، يجتمعان بحالة اليأس والملل وهي الرؤى المشتركة بينهما.
وتدور أحداث المسرحية، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني، من خلف قضبان السجن وباجتماع الرجلين في "زنزانة" بدت كبيرة قياسا بما هو متعارف عليه بالسجون، ربما في دلالة من المخرج على أن السجن ليس بالضرورة أن يكون "سجنا" حقيقيا، ليتسع ويشمل
الحياة، وكل فرد يعمل على قتل الموهبة والحكم عليها بالإبادة.

وخلال ثلاثين دقيقة استطاع المشاهد أن يستشف حبكة العمل المسرحي، من خلال محاولة انتشال الكاتب لصديقه الرسام من العزلة والانطوائية التي يعيشها، وخلال
الرسومات التي يقوم برسمها الفنان على الحائط. لتظل تلك المحاولات تبوء
بالفشل، وربما توحي بانتهاء الحلم للآخرين.

الزنزانة التي يسيطر عليها السجان تحمل بداخلها مشاعر القهر والمظلومين، وهي تمثيل للحياة بشكل عام حين يحكم البعض على أن الموهبة تتطلب خطا أحمر يجب التوقف عنده، أو القدرة على التكيف مع الظروف، وهو ما يخالف موقع الإبداع بوصفه تحررا إلى اللامعقول وخروجا من سيطرة الخطوط التي قد يصطنعها البعض ويحكمها العرف والدين والسياسة والمجتمع.
وبدا لنا الحوار الدائر بين الرجلين من داخل غرفة السجن أو الزنزانة أقرب إلى البوح والسجال المقنع أحيانا، خصوصا فيما  يتعلق بأهمية البحث عن النور بداخلنا حين تنطفئ الأنوار.
ويتحدث الكاتب المفكر إلى صديقه الذي سيغادر وهو فاقد للأمل وغارق بوحدته يحاكي رسوماته الناقصة للحرية، بوابل الإشراق برغم ما أكلت منه السنوات داخل السجن. فيظل عازما لجعل صديقه الرسام، أن يبدأ من جديد، في حوار لم يبلغ حد الملل، بل استطرق مباشرة إلى لب الموضوع في الحديث عن الأمل والحياة.
ومع استمرار الصراع والجدل بين السجينين، تتسرب إلى الرسام فكرة الاقتناع بحديث صديقه الكاتب والمسجون مع ورقه، وتتطور الأحداث ويصير الأمل عند انفتاح باب السجن ودخول السجان لموافقة الرسام على بعد خطوة واحدة.
ويختتم العرض المسرحي "رسم حديث" بأمل غير مشرق ومعتم بالوقت ذاته، فالتحرر من القيود لا يعني أنها كسرت، وبالمقابل الذي خرج فيه رسام من خلف القضبان، بقي آخر يعاني  ويلات إبداعه بين الورق.
خروج الرسام من الزنزانة لا يعني بالضرورة الحياة، حين يدخل السجان ليأخذ السجين إلى قاعة الإعدام، تلك الصورة التي  لم يستطع السجين إكمالها في لوحته، ونسي تعليق المشنقة فوق إبداعاته.
  وكان عرض مسرحية "رسم حديث " ناجحا وأن الحضور تجاوبوا مع العمل المسرحي الإماراتي واستطاعوا أن يلتمسوا العذر تحت ذريعة معروف السبب، وبأنه قرار قتل وطمس هوية المبدع عندما تتعارض إبداعاتهم مع الجهات الرسمية في الوطن العربي بحد يصل إلى القتل أحيانا.

ومن جماليات مسرحية "رسم حديث" وان صح التعبير أنها ترسم لوحة "ربيع مسرحي" أو أقل بقليل، حين تقدم رسالة شافية للجهات الرسمية القمعية والمجتمع الأصوليّ في حكمه على الفن بدون وعي، إلى جانب قمع هوية المبدعين وقتلهم، وفي صورة واضحة لبشاعة ما يحدث داخل السجون من
ظلم وقهر بالشكل والمضمون. وتقول لهم "المبدع قادر على الموت لأجل حريته".

أدى العمل كل من حسن يوسف وعبدالله سعيد، إعداد وإشراف عمر غباش، تصميم الإضاءة إبراهيم حيدر، الصوت جاسم محمد، مدير إنتاج فؤاد القحطاني، مساعد
مخرج ناجي وناس
واحتضن مسرح أسامة المشيني في جبل اللويبدة، مساء الأربعاء الماضي، العرض المسرحي «نيجاتيف»، من إشراف وسينغرافيا القطري ناصر عبد الرضا، وتأليف الأردني أشرف العوضي، وإخراج جماعي، ضمن فعاليات مهرجان المسرح في دورته الثامنة عشرة، أنبأ هذا العرض عن وجود مواهب شابة، وكدماء جديدة في مسار الحراك المسرحي القطري، ويجب التوقف عند هذه المسألة، لأهميتها القصوى في المهرجانات المسرحية العربية، قبل استقراء العرض، حيث جرت العادة أن تدفع هذه الدولة أو تلك بأفضل محترفيها لتمثيلها في المهرجانات، وهذا منطقي لعكس ما يمور في عمرانها الأقتصادي والاجتماعي.
 ولكن أيضا وبنفس الأهمية لا بد من دفع مثل هذه التجارب الشابة، كهذا العرض القطري، إلى المهرجانات خارج أقطارها للإحتكاك مع زملائهم من المسرحيين من ذوي التجارب المتنوعة، لإثراء تجاربهم الشخصية والجماعية، للإسراع بنضوج هذه الحالات المسرحية، وهذه نقطة تحسب لهذا التوجه، علما، وكما هو معروف فإن للحراك المسرحي القطري أيضا عروضه المحترفة التي أثرت المشهد المسرحي المحلي القطري، والعربي.
تشكل العرض من مجموعة لوحات ومشاهد، غير مرتبطة بتسلسل في الأحداث، أو في المعنى،حوى كل منها حكاية مغايرة عن الأخرى، مفادة من الحياة الاجتماعية المعاشة، بحيث كان نتاج التواصل من قبل المتلقي، مع كل من هذه اللوحات والمشاهد، أن يأخذ موقفا معينا، مع أوضد، نتيجة أحداثها التي لم تخلو من سياق كوميدي ساخر، كمجريات التحقيق مع طالب جامعي، ومحاولة تقديم «نكت» بدون إقليمة، بحسب فقرة (كركر طيوب)، وحكاية حب تنشأ بين فتاة وشاب، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة (الإنتر نت)، وينتقد الأداء فيها المسلسلات التركية المدبلجة، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية المشابهة، التي تواصل معها المتلقي إلى فضاء معين، بحسب تجربته وثقافته المعاشتين.
وكان العرض قدم وفق ذريعة درامية، بأعلان مغني قطري كان يقف أمام المسرح، ويمسك بيده آلة عود، بأنه يريد تقديم وصلاته الغنائية ضمن حفلة يعتقد أنها خاصة به، إلا أن منظمو الصالة، يظلون يراودوه بالإنتظار، حتى تقديم مختلف فقرات هذا العرض، وعند ما يصعد هذا المغني على الخشبة، ينتهي حفله، دونما أن يشدو بأي أغنية.
كان لجماليات السينغرافيا، التي صممها عبد الرضا الأثر القوي، في تشكيل مناخات المشاهد، عبر توزيع الإضاءة المنتشرة في المسرح على كافة مساحاته الأرضية والعلوية، وأيضا لها الأثر القوي في تعزيز ظهور الفضاءات الواقعية للأحداث المقدمة، كما وأن وضع الممثلين في صف جلوسا، والحرص على إظهار كتل الممثلين أثناء انجماعهم وفق منظور متناسق، لجهة طول الممثلين، والمسافات فيما بينهم، سهل من عملية حركة الممثل، المستقيمة والدائرية، وأضفى عليها بعدا جماليا أسهم في تعميق مختلف المشاهد واللوحات.
كشف هذا العرض، عن تمتع الفريق المشارك، بجاذبية في الأداء، لما تمور في أنفسهم من حيوية وأمزجة وهواجس إنسانية طرحه أداؤهم، أثناء تقديمهم لمختلف الشخوص المقدمة، فضلا عن تمتعهم بحساسية تعبيرية بسيطة لكنها عميقة أثناء تعميق الإيهام والتخيل، لدى أغلب هذه الطاقات الشابة، فكان اداء الممثل ينبع من إحساسه الذاتي بالشخصية التي جسدها في مواقفها المختلفة، وإن كان الأداء في الشخصية التي قدمت دورها في بداية العرض، ومن ثم تموت بسبب حاجتها إلى الإبتسامة والتواصل مع الآخر، دون أن تجدها، لوحظ طغيان الحماسة للأداء والتمثيل على حساب بعض تفاصيل الدور المقدم، مع التأكيد على أن هذه الشخصية شدت في مجمل أدائها المتلقين وبخاصة عند لفظ انفاسها الأخيرة، في سياق الأحداث، عند قدم الشخصية الصلبة، الجلفة، التي ظلت تضن على الشخصية الأولى بأي إبتسامة إلا بعد أن فارقت الحياة.
وجسد مختلف الشخوص، في هذا العرض، الذي اتسم بروح عالية في التعاون بين أعضاء الفريق لإنجاح آدائهم؛ حنان صادق، وفاطمة الشروقي، وفيصل حسن رشيد، واحمد العقلان، وعبد الله العسم، ومحمد عادل، وسالم العلوي، واشتغل على التقنيات عبد العزيز اليهري، وخالد خميس، ومدير الانتاج علي الحمادي، ومشرف الانتاج صلاح عبد الله.
إلى ذلك عرضت على خشبة مسرح محمود أبو غريب، المسرحية الجزائرية «مستنقع الذئاب»، من تأليف فريدريتش دورينمات، ضمن فعاليات المهرجان، والتي قدمها مسرح باتنه الجهوي، كباكورة أعماله لهذا العام، ويعد مؤلفها دورينمات، (1921- 1999)، من أشهر كُتاب الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب أغلب النقاد، والذي بدأ كتاباته الأدبية متأخرا في لعام 1947، ويمتاز أسلوبه كما هو معظم الكتاب الغربيين من معاصريه، بهجائهم لنمط الحياة الرأسمالي، وهذا ما تمظهر في أغلب رواياته ومسرحياته، إلا أن خصوصية دورينمات هي ليس مشاركته أقرانه الغربيين من الكتاب هجاء الرأسمالية كمنظومة اقتصادية وقيمية حسب، وإنما أيضا تقديمه أعماله وفق تقنية قريبة من الأعمال البوليسية، الحافلة بالعصابات، والقتل، والغموض، والتشويق، والتي حفلت بها أبنية هذه المسرحية الجزائرية.
البناء السطحي لهذه المسرحية، التي حازت على جائزتي أفضل إخراج بتوقيع فوزي بن ابراهيم، وافضل ممثل لمحمد الطاهر زاوي، في الدورة السادسة لمهرجان المسرح الوطني الجزائري، يتحدث عن مجموعة من الموظفين الكبار في سلم الموظفين، في زمان ومكان غير محددين، تترأسهم شخصية فرانك؛ الوريث الخامس من مدراء هذه البنك، تنجمع العلاقة فيما بينهم بنفس علاقات أعضاء العصابات الإجرامية، حيث يقومون بسرقة وابتزاز الزبائن بوسائل قانونية، ومن جهة أخرى بتصفية بعضهم إما جسديا بالقتل، أو معنويا بوسم بعضهم البعض بالخيانة، رغم أنهم يقترفون عادة أعمال أكثر فظاعة من الخيانة بحق الناس الأبرياء.
البناء العميق، وبمختلف أبنيته المضمرة، أدان البناء الفوقي للسلطات السياسية، والمالية في البنوك والمصارف، والإدارية لمختلف صروف الحياة الاجتماعية للمواطنين، فضلا عن تأكيد هذا البناء على فشل الإدارة الرأسمالية، في إدارة المنظومات الاقتصادية، وبالتالي تلجأ إلى الوسائل الإجرامية لتغطية وتجاوز الخلل المزمن في آليات وميكانزمات الاقتصاد الحر، الذي تعاني البشرية منه الآن في القارات الخمس، عبر تداعيات الركود الاقتصادي العالمي،كما وأشارت تلك الأبنية إلى شخوصا يعملون في مختلف دوائر الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، يرون فظائع تحل بالناس نتيجة سياسات هذه الدوائر، ويظلوا صامتين، كشخصية النادلة التي ترى وتسمع ولا تتكلم بفعل اللاصق الأحمر الذي أغلق فمها طوال العرض.
جاء بناء اللوحات والمشاهد منتظما في سياق متسلسل متنامي في أحداثه، إلا أن المشاهدين أغلبهم أبدو رأيا يشير إلى اهمية أختزال العرض، ليجيء أقصر في مدة زمنه، والذي تجاوز مدة الساعة والنصف، وتحديدا في تلك المشاهد المختلفة في مجريات أحداثها، ولكنها متشابهة في إلحاحها على نفس المعنى، الذي يشير إلى تأكيد الطبيعة الإجرامية لهذه العصابة المالية، ولكن في ذات الوقت هنا يتعمد المخرج ذلك البناء للمسرحية، من باب احترامه لنص دورينمات، الذي كان يضرب بعرض الحائط في أحيان في»البناء الدرامي للنص» مقابل توصيل فكرته كما يحلو له، كما كان يقول عن بعض المسائل الشبيهة باختزال النص.
الأداء التمثيلي جاء الطارح الأساس لمحمولات المسرحية، وفق تقنيات التهكم، على حماقات البشر، في عدم وقف ممارساتها للسلبيات التي أدمنت ارتكابها،ـ وعزز من جماليات هذه التقنية المهارة والبراعة الإخراجية في رسم الشخصيات، الأمر الذي بدا التمايز المقارن فيما بينها واضحا جليا، وأسهم بقوة في ترسيخ متانة نظام التواصل؛ بين المشاهدين وما يجري لى الخشبة، وبخاصة في تلك الإقتراحات الإخراجية التي كانت تتضمن كسر الحاجز الرابع.
الثنائية البصرية (الأسود والأحمر)، كانت الأكثر إيحائية في التأثير، من ضمن ألوان كتل جماليات السينغرافيا، المكونة من الواجهة الحمراء للبنك في عمق المسرح، والأكسسوارات، واللون الأسود، طرحته الجوانب اليسرى واليمنى للمسرح، بينما جاء اللون السكني منجمعا لون ملابس جميع الشخوص، على مختلف رتبها الاجتماعية، بينما جاء التمايز فيما بين الشخوص لجهة الأزياء وفق تصميم لباس كل شخصية على حدة، سواء لجهة الذكر والأنثى، أو في إظهار تبيان هذه الرتب الاجتماعية.
العرض جسده الفنانون:» زاوي الطاهر، وصالح بوير ، حليمة بن ابراهيم ، فؤاد لبوخ، سمير أوجيت، نوال سعداوي، عائشة مسعودي، مصطفى صفران ويوسف سحيري، وفوضيل عسول. وصمم أزياء الملابس والإكسسوارأوضيب مسعود، والصوت والإضاءة بن شادي نجيب، وريجسير عام الصغير جمال، ومدير المسرح يحياوي محمد.
تابع القراءة→

السبت، نوفمبر 19، 2011

مسرحية "رسم حديث" الإماراتية: رسالة من خلف القضبان للسلطات القمعية والمجتمع الأصولي

مجلة الفنون المسرحية  |  at  السبت, نوفمبر 19, 2011  | لا يوجد تعليقات

مسرحية "رسم حديث" الإماراتية: رسالة من خلف القضبان للسلطات القمعية والمجتمع الأصولي



 



















مشهد من مسرحية "رسم حديث" الإماراتية التي عرضت على مسرح المشيني أول من أمس -(تصوير: ساهر قدارة)
سوسن مكحل
عمان- شكل العرض المسرحي الإماراتي "رسم حديث" مجموعة من الإجابات الشافية والسريعة لما تقوم به الشعوب من انفعالات أدت إلى ثورات في وجه الظلم، عندما تحدثت المسرحية عن كبت حرية الفن وسجنه بالظلام، بالعرض الذي قدم على مسرح أسامة المشيني بجبل اللويبدة أول من أمس.
وعرضت المسرحية رسومات ألفها محسن النصار وأخرجها مرتضى جمعة بنوعها التجريبيّ المعاصر؛ حيث قصة رجلين احدهما كاتب والآخر رسام، يجتمعان بحالة اليأس والملل وهي الرؤى المشتركة بينهما.
وتدور أحداث المسرحية، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني، من خلف قضبان السجن وباجتماع الرجلين في "زنزانة" بدت كبيرة قياسا بما هو متعارف عليه بالسجون، ربما في دلالة من المخرج على أن السجن ليس بالضرورة أن يكون "سجنا" حقيقيا، ليتسع ويشمل الحياة، وكل فرد يعمل على قتل الموهبة والحكم عليها بالإبادة.
وخلال ثلاثين دقيقة استطاع المشاهد أن يستشف حبكة العمل المسرحي، من خلال محاولة انتشال الكاتب لصديقه الرسام من العزلة والانطوائية التي يعيشها، وخلال الرسومات التي يقوم برسمها الفنان على الحائط. لتظل تلك المحاولات تبوء بالفشل، وربما توحي بانتهاء الحلم للآخرين.
الزنزانة التي يسيطر عليها السجان تحمل بداخلها مشاعر القهر والمظلومين، وهي تمثيل للحياة بشكل عام حين يحكم البعض على أن الموهبة تتطلب خطا أحمر يجب التوقف عنده، أو القدرة على التكيف مع الظروف، وهو ما يخالف موقع الإبداع بوصفه تحررا إلى اللامعقول وخروجا من سيطرة الخطوط التي قد يصطنعها البعض ويحكمها العرف والدين والسياسة والمجتمع.
وبدا لنا الحوار الدائر بين الرجلين من داخل غرفة السجن أو الزنزانة أقرب إلى البوح والسجال المقنع أحيانا، خصوصا فيما يتعلق بأهمية البحث عن النور بداخلنا حين تنطفئ الأنوار.
ويتحدث الكاتب المفكر إلى صديقه الذي سيغادر وهو فاقد للأمل وغارق بوحدته يحاكي رسوماته الناقصة للحرية، بوابل الإشراق برغم ما أكلت منه السنوات داخل السجن. فيظل عازما لجعل صديقه الرسام، أن يبدأ من جديد، في حوار لم يبلغ حد الملل، بل استطرق مباشرة إلى لب الموضوع في الحديث عن الأمل والحياة.
ومع استمرار الصراع والجدل بين السجينين، تتسرب إلى الرسام فكرة الاقتناع بحديث صديقه الكاتب والمسجون مع ورقه، وتتطور الأحداث ويصير الأمل عند انفتاح باب السجن ودخول السجان لموافقة الرسام على بعد خطوة واحدة.
ويختتم العرض المسرحي "رسم حديث" بأمل غير مشرق ومعتم بالوقت ذاته، فالتحرر من القيود لا يعني أنها كسرت، وبالمقابل الذي خرج فيه رسام من خلف القضبان، بقي آخر يعاني ويلات إبداعه بين الورق.
خروج الرسام من الزنزانة لا يعني بالضرورة الحياة، حين يدخل السجان ليأخذ السجين إلى قاعة الإعدام، تلك الصورة التي لم يستطع السجين إكمالها في لوحته، ونسي تعليق المشنقة فوق إبداعاته.
غاب عن العمل خصوصا بالنص تعريف واضح ومباشر لسبب زج المبدعين بالسجن، سواء من خلال السينوغرافيا أو الحوار ما بين الممثلين. فقد يكون الرسام "قاتلا" والكاتب "سارقا". إلا أن الحضور تجاوبوا مع العمل المسرحي الإماراتي واستطاعوا أن يلتمسوا العذر تحت ذريعة معروف السبب، وبأنه قرار قتل وطمس هوية المبدع عندما تتعارض إبداعاتهم مع الجهات الرسمية في الوطن العربي بحد يصل إلى القتل أحيانا.
ومن جماليات مسرحية "رسم حديث" وان صح التعبير أنها ترسم لوحة "ربيع مسرحي" أو أقل بقليل، حين تقدم رسالة شافية للجهات الرسمية القمعية والمجتمع الأصوليّ في حكمه على الفن بدون وعي، إلى جانب قمع هوية المبدعين وقتلهم، وفي صورة واضحة لبشاعة ما يحدث داخل السجون من ظلم وقهر بالشكل والمضمون. وتقول لهم "المبدع قادر على الموت لأجل حريته".
أدى العمل كل من حسن يوسف وعبدالله سعيد، إعداد وإشراف عمر غباش، تصميم الإضاءة إبراهيم حيدر، الصوت جاسم محمد، مدير إنتاج فؤاد القحطاني، مساعد مخرج ناجي وناس
تابع القراءة→

الجمعة، نوفمبر 18، 2011

ندوتان ثقافيتان في مهرجان المسرح الأردني 18

مجلة الفنون المسرحية  |  at  الجمعة, نوفمبر 18, 2011  | لا يوجد تعليقات

ندوتان ثقافيتان تؤكدان على رحابة الافق واجواء الحرية الفكرية في الاردن





  

اكدت ندوتان تقييمية وفكرية عقدتا اليوم الجمعة بعمان على هامش مهرجان المسرح الاردني الثامن عشر ،على اهمية رحابة الافق واجواء الحرية في الاردن ، في تناول وبحث قضايا المجتمعات العربية الثقافية والفكرية.
واشاد الندوتان اللتان حضرهما امين عام وزارة الثقافة بالوكالة مدير عام المركز الثقافي الملكي رئيس اللجنة العليا للمهرجان محمد ابو سماقة بالاجواء المنفتحة وتوفير التسهيلات في الاردن لا سيما من خلال تنظيم المهرجانات التي تحمل طابعا ثقافيا وفكريا . 
واكد ابو سماقة في إختتام الندوات الفكرية حرص الوزارة على تنظيم هذا النوع من الندوات واللقاءات التي تعبر عن هموم الناس وتطرح قضاياهم، مشيرا الى ان المسرح هو صورة من الصور التي تعبر عن نبض الشارع والناس. ودعا الى توثيق كل المداولات والنقاشات التي جرت خلال جلسات الندوات التي انطلقت الاربعاء الماضي وعددها ثلاث، كما دعا الى طباعة تلك المداولات وتوزيعها على المشاركين والمعنيين في شؤون وقضايا المسرح.
واشادت الندوة الفكرية التي شارك فيها كل من النقاد الاكاديميين الدكتور هناء عبدالفتاح متولي من مصر والدكتور رياض السكران من العراق والدكتور سعيد الناجي من المغرب وادارها المخرج خالد الطريفي باجواء الحرية والابداع المتوفرة في الاردن وهو ما يسهم بالارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي وتعزيزه وانعكاسه على الساحة الثقافية العربية.
واشار الدكتور متولي الى اهم المتغيرات التي شهدها الوطن العربي لا سيما تلك التي حدثت على الصعيد السياسي وما يتبع ذلك من متغيرات في المجال الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، مؤكدا ان المسرح لا يمكن ان يكون بمعزل عن هذه المتغيرات.
واشاد بدور مهرجان المسرح الاردني الذي اتاح الفرصة للتعرف على انجازات الاخر، مؤكدا ان مهرجان المسرح الاردني ومهرجانات المسارح العربية الاخرى ساعدت على التعرف على الانجازات العربية الفائقة الاهمية. 
وقال الدكتور السكران ان جوهر الخطاب المسرحي يقيم عبر جدلية الفن والواقع مسافة بين العالم والخطاب المعبر عنه، موضحا ان هذه المسافة هي التي تتيح التقبل الجمالي لانطوائها على تلك الفرادة التي توجد روحا حميمية تؤسس لفعل التواصل مع المتلقي. 
وقال الدكتور الناجي ان المسرح في خريطة الاشكال التعبيرية العربية كان هو الفن الاكثر الحاحا على الارتباط بالمجتمع. وكانت ندوة تقييمية للمسرحية المصرية "كافتيرا" عقدت قبيل الندوة الفكرية شارك فيها الكاتب المسرحي منصور عمايرة 
منصور عمايرة

في تعقيبة في الندوة التقيمية لعروض مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011/11/18أشار المعقب منصور عمايرة من الأردن بأن العرض المسرحي المصري كافيتيريا  الذي عرض في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 على المسرح الرئيسي المركز الثقافي في أمسيتين، والعرض من إخراج محمد فؤاد، وتمثيل محمد فؤاد، ساره مدحت، رأفت البيومي، سارة رشاد، إيهاب مصطفى، تأليف موسيقي محمد حسن.
  بأن العرض المسرحي تمثل بتشكيل يقوم على الموسيقى أولغة الموسيقى، وعلى الجسد أو لغة الجسد، وتمثل بالسينوغرافيا، مع غياب للكلمة وإن حضرت على استحياء كذاكرة مخزونة تشارك في موضوع العرض المسرحي الذي يؤكد التشظي.
   الموسيقى المسرحيّة هي موسيقى ذات بعد تشاركي متواصل في العرض المسرحي، فهي لغة لها حضورها دائما، وتشارك بصياغة العرض وتنسجم معه، بل إن المخرج يعتمد عليها، وخاصة أننا نرى حضورية الجسد الراقص وهو الذي يتناغم مع الموسيقى الجوانية للجسد لتمثل بالنوتة الموسيقية على الخشبة، والموسيقيون هم أيضا أشخاص يؤدون العرض المسرحي.
   الجسد برز الجسد بحضورية دائمة في العرض، وارتكز العرض على دور الجسد الذي سيشكل إيقونات متنوعة للمتلقي، فالمتلقي يتواصل مع العرض من خلال هذا الجسد، والذي مثل الصورة في العرض المسرحي، وربما نقول إن حضورية الجسد هي ما يمثل العرض كمسرح صورة والذي يعتمد على البناء الموسيقي.
السينوغرافيا بسيطة " فقيرة تتكون من مجموعة من الكراسي والطاولات ، وأفراد يجلسون عليها ، قد تكون مثلت حقيقة ما هو موجود في مقهى الانترنت أو الكافيتيريا، وعدم الالتفاف إلى البهرجة في المقهى يشي بالعبثية المحيطة بنا، ولكن هذه العبثية هي ما يعرض على الخشبة المسرحيّة، والمخرج يحاول البحث عن مساحات فارغة ، تلك الفضاءات هي التي ستكون حلقة التواصل الجسدي من خلال الرقص الذي يعبر عن ماهية الانفصام القائم بين الناس وفي المكان أيضا. 
   الكلمة في العرض المسرحي بدت مشوشة، وكان لا بد أن تكون كذلك لتؤكد غياب الحوار اللفظي الذي يعني بالتالي التشتت، واستبدل هذا الحوار في مجمل العرض بحوار الجسد الذي شكل مسرح الصورة.
  مسرحيّة كافتيريا تقوم على تشتت العلاقة الإنسانية على مستويين المستوى الذهني الذي يبدو أنه يعود أدراجه إلى الوراء، ليحكي شيئا ما قد يبدو مفهوما للآخر ولكنه يحكى من منظور فلسفي خاص ورؤية أحادية، فالحديث عن الدائرة خطاب علمي فلسفي، للدائرة نقطة بداية ونهاية ولكنهما تجتمعان عند نقطة البداية، وكأن الإنسان يدور في حلقة مفرغة غير قادر على جماع ذهنية ثابتة حول ما يدور في المجتمع على الصعد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
   والمستوى الثاني المستوى النفسي المشتت أيضا وبدرجة أكثر تشتتا من التصور الذهني، الذي يبدو الشخص من خلاص التصور الذهني كأنه يخاطب نفسه وهو بالفعل يخاطب نفسه، أما الجانب النفسي التشتت القائم على رغبات يراد تحقيقها من خلال الذات ولكن عبر التواصل مع  الآخر، وهذا الآخر هو بالتالي يعاني من التشتت فالانقطاع بالتواصل عندما يلتقي جسد الممثلة بالممثل يشي بتأزم الوضع النفسي للإنسان غير القادر على التلاحم وبناء تشكيلية جسدية واحدة تعانق الروح، هذا الفشل سينسحب بتواصل آخر ولكن يبدو أقل حميمية تتتخلله جدلية الرغبة والرفض، وكأن كل واحد يغني على ليلاه، وهو بالفعل كذلك، لنجد حالة من التفسخ العاطفي.
   ثم إن هذه المسرحيّة القائمة على التشتت الذهني والنفسي تدرك كتصور ذهني ببعد غيبي أخروي الذي يبدو كالحلم لمحاولة التطهير من خطأ فيدعو الله ليغفر له... وتمثلت هذه اللوحة من خلال سينوغرافيا شخصيات يرتون أزياء بيضاء وفضافة على الطريقة الدرويشية " الله حي " ... وهذه الثياب البيضاء هي البحث عن النقاء في هذا التشتت الذي يحيط بالإنسان سواء في المكان أو علاقته مع الآخر وعلاقته مع الذات أيضا.
   إن قضية التواصل الإنساني في هذه المسرحيّة تنتقل من حالة القيد التي تعبر عن قيود تمنع من تحقيق الذات، وفي المقابل تبدو هناك حالة انفلاتية تحاول أن تنفك من قيود المجتمع، وكل هذه التصورات تقوم على الذات والانطلاق من الذات كحالة انفصامية مع المجتمع.
المسرحيّة " تشكيل " جسدي موسيقي، أصوات قد تكون مبهمة إلى درجة اللاشيء والتي تعبر عن الانفصام واللامعنى، وتنسحب هذه الأصوات كوقفات ذاتية انفرادية تتحدث عن رؤية مجترأة ومكرورة من دون معنى، والتي تأتي على شكل انبثاق نفسي مأخوذ من مخزون الذاكرة الماضية وهي بالتالي مخزون الدرس " مدرسي " يتحدث عن شكل هندسي يصل إلى خواء بالمعنى عندما يدور الإنسان على الدائرة التي تمثل حلقة مفرغة تنتهي من نقطة البداية.
   إن الحركات الجسدية التي صاحبتها الموسيقى تشي بمقدرة جسدية ذات تعبير فردي غير منسجم مع الآخر، ولكن هذه التعبيرات الجسدية التي خضعت لتدريبات معينة لتبرز كبعد رئيسي في المسرحيّة نيابة عن الكلمة كانت ذات المستوى النفسي والذهني الذي تؤكده المسرحيّة.
ربما يطرح هنا قضية الصورة في المسرح أو مسرح الصورة، ليأتي المتلقي يحاول تجميع قدراته الذهنية للإمساك بحالة من التلقي والتواصل الذي يقود إلى التأويل والفهم، ومع أن المسرحيّة تبدو ذات ثيمة بسيطة تدور حول التشتت على المستوى الذهني والنفسي، يستطيع متلق أن يصل إلى تصورات عن المسرحيّة قد تكون متقاربة جدا مع تصورات متلق آخر ، فأفق التأويل ليس طويل المدى، وربما ما ينطبق على أفق التوقع لدى المتلقي، ولم تستطع المسرحيّة خلق فجوة ما بين أفق توقع المتلقي وتصورات المسرحيّة، ليأتي العرض المسرحي منسجما مع تصور المتلقي...مهما يكن نتبين أن المسرحيّة عبارة عن رؤية تصويرية قائمة على سينوغرافيا جسدية تعبيرية راقصة حاولت قدر الإمكان التقاطع مع الثيمة العامة للمسرحيّة القائمة على التشتت... فالكافتيريا عرض مسرحي لغته الجسد. إن هذه الكوريغرافيا ليست حركات جسدية تعتمد على طاقة الراقص، إنا هي الشعور بالجسد والإحساس به ، وهي تمثل لنا موضوع المسرحيّة ، وهي التي تقبض على المتلقي ليتابع العرض المسرحي أو " التشكيل المسرحي " في مسرحية كافتيريا.
   قد يقال بأن مثل هذا العرض الذي يعبر عن حالة هذيانية "غير مترابطة" يمثله تيار الوعي، فيعبر عنه ليكون مسرحا يعطي تصورات عن الحياة الإنسانية التي باتت تعاني من فجوات، حيث وجد الإنسان نفسه غير قادر على ملء هذه الفجواب للإمساك بتلابيب الحياة ... فالمخرج جعل العرض قائما على التداعي الحر للأفكار والرؤى.
   إن التصور المسرحي أو " التشكيل المسرحي " في كافيتيريا يعبر عن تجمع شتات أناس مختلفين بالرؤى والتصورات لديهم اغتراب في الرؤية والتفكير، يشي بعدم المقدرة على التجانس لخلق تواصل. فهذا التشظي يبين عن اللامبالاة.
   إن المسرحيّة التي تبدو كطيف حلمي من تصميم وأخراج محمد فؤاد قد يبين عن مثلبة يتراكض وراءها الكثير من المخرجين العرب الشباب ، وهو ما يتعلق بالإعداد للعرض المسرحي، فتكون الفكرة من قبل المخرج ويقوم المخرج بالإخراج، ويقوم بالتمثيل أيضا، وبما أنني متحيز للنص الأدبي المسرحي لخلق عرض مسرحي يبنى على النص، أقول أن هذه المسألة يجب أن يعرض عنها المخرج المسرحي، لماذا لأن من شروط المسرح الأساسية هي التواصل من أجل إحداث تغيير ومتعة وتسلية وتأمل أيضا، لهذا وجب على العرض المسرحي أن يكون أصلا متواصلا مع نص مسرحي أدبي، ولماذا مرة أخرى لأن النص المسرحي باق والإعداد المسرحي زائل، فالفرق كبير بين الكائن الحي والميت، لأننا نريد من المسرح التواصلية والاستمرارية والتراكمية، وخير ما يمثل هذا أن تجتمع عناصر المسرح والتي أعتبرها تتمثل بالنص أولا ويكون نصا أدبيا، ثم الإخراج ، ثم الممثل ، ثم النقد " وطبعا يكون المتلقي جزءا من النقد " هنا تكتمل الحلقة المسرحيّة، وبالتالي هذا هو المسرح... لماذا نبذل جهودا بخلق مسرحيات ميتة، ويمكننا أن نخلق مسرحيات ذات قراءات متعددة العروض، لأن ما يقوم به مخرج ما لإخراج مسرحيّة حتما يختلف تصوره عما يقوم به مخرج آخر، وهكذا يجدد المسرح، وهنا لا أقصد إحياء المسرح ، بل بث الحياة فيه بشكل مطرد.
   وبالعودة إلى الكلمة، إن الكلمة هي التي توجد الصورة وهي بالتالي صورة على اعتبار أن المعنى مطروح في كل مكان، لكن ما يبرز جمالية المعنى وحضورية المعنى وبالتالي التواصل هو التلفظ وهو الكلمة، وسنجد أن " الكلمة الصورة " هي التي تعطينا معنى كاملا.
إن عرض الكافيتيريا المشتت يحاول بناء رؤية تشتتية للمتلقي، ليثير أسئلة حول هذا التشظي، يعني مشاركة المتلقي بالعرض من خلال إيمانه بما توصل إليه العرض لحالة التشتت والتشظي.
ينظر إلى هذا العمل المسرحي، والذي تألف من مجموعة من الشباب المتحمس، والذي يملك رؤية لتشكيل وجود ما من خلال هذا العالم الذي يبدو مبعثرا، لكن لم لا نلملمه ؟ فالحياة تواصلية.
فريق مسرحية كافتيريا - التشكيل المسرحي - قدم عرضا جيدا متناسقا مع كل العناصر التي شكلته.

ومخرج العمل المصري محمد فؤاد وادارها الكاتب السعودي ابراهيم العسيري خلصت الى ان هذا العمل المسرحي عكس حالة الشباب وآلامهم في مصر قبيل اندلاع الثورة.
واكد الناقد العراقي مظفر الطيب ان تجارب المسرح الحديث لبوجيني باربا والبولندي غروتسكي متوفرة في العرض المسرحي "كفتيريا". 
فيما لفت ابو سماقة خلال متابعته للندوة التقييمية ان "كفتيريا" تضم فسيفساء المجتمع وهي صورة عنه، مشيرا الى ان الاسقاط السياسي في العمل غير واضح ومشتت ايضا.
وقالت المخرجة البحرينية كلثوم امين ان الموسيقى كانت البطل الرئيس في العرض ، لافتة الى ان الهم الاول كان الصوت الذي وصل صداه الى اقصى طرف في القاعة وهو ما شكل في لحظات معينة ارتفاعا غير مبرر. الممثلة الفلسطينية سميرة الناطور تساءلت عن حالة التيه التي شاهدها الجمهور في العرض فيما اذا كانت تمثل اسقاطا سياسيا لمصر قبل الثورة او بعد الثورة.
الناقد المصري الدكتور حمدي الجابري اشار الى دلالات الاطالة والتكرار لتاكيد القيمة والمضمون في العمل، لافتا الى ان الزيادة فيها قد تفقد العمل نقاطا ايجابية وتصبح ذات تاثير سلبي عليها.
فيما اكد الدكتور متولي على ان العرض تم كتابته قبل الثورة وان التشتت والتيه والضياع التي رسمها يمثل حالة الشباب في مصر قبل الثورة. الناقدة عزة القصابي من سلطنة عمان اثنت على العرض واشادت بالمهرجان الذي ضم عروضا مسرحية متنوعة. الطريفي تساءل عن مغزى البلطات التي ظهرت في ختام العرض ولماذا لم تظهر قبل ذلك.
مخرج العمل الشاب محمد فؤاد من جهته اكد انه يقدم عملا ينبع من احساسه كشاب مصري وانه يقدم عرضا ذاتيا ينبع من تجربته الخاصة.

المصدر:منصور عمايرة / الأردن
تابع القراءة→

المشاركة في المواقع الأجتماعية

المنشورات في صور

حقوق الطبع والنشر خاصة بموقع مجلة الفنون المسرحية 2016. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زيارة مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

زيارة مجلة  الفنون المسرحية على الفيسبوك
مجلة الفنون المسرحية على الفيسبوك

الاتصال بهيئة تحرير مجلة الفنون المسرحية

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الترجمة Translate

من مواضيعنا المتميزة

جديد المقالات

جميع حقوق النشر محفوظة لمجلة الفنون المسرحية 2016

المقالات المتميزة

احدث المنشورات في مجلة الفنون المسرحية

أرشيف مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

موقع مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الصفحة الرئيسية

مقالات متميزة

تعريب وتعديل: قوالبنا للبلوجر | تصميم: BloggerTheme9